logo
الصادرات والاستثمارات الصناعية تدفع نمو اقتصاد الصين رغم رسوم ترمب

الصادرات والاستثمارات الصناعية تدفع نمو اقتصاد الصين رغم رسوم ترمب

الشرق السعوديةمنذ 13 ساعات
نما الاقتصاد الصيني بوتيرة ثابتة خلال الربيع، بحسب أرقام رسمية، مدعوماً بالاستثمار المحلي في المصانع والمشروعات الكبيرة مثل خطوط السكك الحديدية عالية السرعة، واستمرار تدفق الصادرات إلى أنحاء العالم، فيما تشير توقعات إلى بدء زيادة في التضخم بالولايات المتحدة ناجمة عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب.
وأعلن المكتب الوطني الصيني للإحصاء، الثلاثاء، أنه في الربع الثاني من العام الجاري، خلال الفترة من أبريل حتى يونيو، نما الاقتصاد الصيني بنسبة 1.1% مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة. وإذا استمرت هذه الوتيرة، فإن الاقتصاد سيتوسع بمعدل سنوي يبلغ نحو 4.1%، وهو أبطأ قليلاً من النمو في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الاثنين، إلى أن تقرير الناتج المحلي الإجمالي للصين، يبين مدى صمود اقتصاد البلاد، الذي يركز على التصنيع، أمام الرسوم الجمركية الكبيرة التي فرضها الرئيس ترمب، التي وصلت لفترة وجيزة إلى 145% في أواخر أبريل وأوائل مايو.
أداء اقتصادي بفوق التوقعات
وأظهرت بيانات تجارية، الاثنين، أن صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بدأت في الانتعاش في شهر يونيو، بعد أن توصل البلدان إلى هدنة جمركية في منتصف مايو، لكنها لا تزال منخفضة.
مع ذلك، قفزت صادرات الصين إلى دول أخرى، لا سيما السلع المرسلة إلى جنوب شرق آسيا، التي يعاد تصدير الكثير منها إلى الولايات المتحدة، وإلى أوروبا وإفريقيا.
وشهدت مبيعات التجزئة في الصين، انخفاضاً طفيفاً في شهر يونيو مقارنة بشهر مايو، حيث استمر الانهيار البطيء لسوق الإسكان في التأثير على إنفاق المستهلكين. وهذا التراجع يبرز اعتماد الصين المتزايد على الطلب الخارجي، لإبقاء القطاع الصناعي دائم النمو مشغولاً.
وذكرت "نيويورك تايمز"، أنه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، حصل الاقتصاد الصيني على دفعة قوية عندما سرع العديد من المشترين في الخارج وتيرة الطلبات تحسباً لفرض رسوم جمركية، وكان الأداء في الربع الثاني أفضل من توقعات عدة محللين قبل بضعة أشهر.
وكان الناتج المحلي الصيني قوياً بما يكفي لدرجة أن بعض المحللين بدأوا في رفع توقعاتهم للعام الجاري بأكمله. ورفعت شركة "أكسفورد إيكونوميكس" (Oxford Economics)، ومقرها لندن، الأسبوع الماضي تقديراتها السابقة لعام 2025 البالغة 4.3% إلى 4.7%.
ووفق "نيويورك تايمز"، يزدهر الاستثمار في قطاع التصنيع لتلبية الطلب على التصدير، حتى في الوقت الذي أدت فيه وفرة الطاقة الإنتاجية إلى انخفاض حاد في أسعار السلع المصنعة.
وساهم البناء السريع للمصانع، وخطوط السكك الحديدية عالية السرعة في تعويض وتجاوز الأثر السلبي للتراجع في قطاع التطوير العقاري، الذي سجل انخفاضاً بنسبة 11.2% خلال النصف الأول من العام الجاري، فيما يظل الإنفاق الاستهلاكي "نقطة ضعف" يستمر تدهورها في الصين.
وقال المكتب الوطني الصيني للإحصاء، إن مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية انخفضت بنسبة 0.16% في يونيو مقارنة بالشهر السابق، على الرغم من أنها لا تزال مرتفعة بنسبة 4.8% عن العام السابق.
وقال نائب مدير المكتب الوطني للإحصاء، شينج لايون، في بيان: "الطلب المحلي الفعال غير كافٍ، والأساس اللازم للانتعاش الاقتصادي والنمو يحتاج إلى مزيد من التعزيز".
توازن صعب
وتعمل الصين على تشجيع الإنفاق، بما في ذلك من خلال برنامج دعم واسع النطاق بدأ العام الماضي. وقدمت الصين، من خلال حكومتها الوطنية ومسؤولي المقاطعات، إعانات للأسر لشراء سيارات كهربائية ومكيفات هواء وغيرها من السلع المصنعة، بهدف الترقية إلى طرازات أكثر كفاءة في استخدام الطاقة.
وكان الهدف الآخر هو مساعدة مصانع البلاد، التي يخسر الكثير منها أموالاً بسبب الطاقة الإنتاجية الزائدة، وحروب الأسعار.
ولاقى هذا البرنامج رواجاً كبيراً لدرجة أن بعض حكومات المدن قلصته في يونيو بعد أن واجهت نقصاً في الأموال، بحسب الصحيفة.
وبدا الاقتصاد الصيني قوياً بشكل خاص خلال الربع الثاني من العام الجاري، وفقاً لتقديرات بكين، حيث نما بنسبة 5.2% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
واستفاد هذا الربع من انخفاض قاعدة المقارنة، لأن برنامج دعم المستهلك الصيني لم يبدأ إلا في ربيع عام 2024، عندما كان النمو متعثراً.
مع ذلك، يشكك العديد من المحللين في مصداقية إحصاءات النمو في الصين، التي طالما استندت إليها الحكومة باعتبارها مقياساً رئيسياً لسياساتها. وتهدف الحكومة هذا العام إلى رفع الناتج العام الجاري "نحو 5%" من العام الماضي.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الاقتصاد الصيني يواجه مشكلتين مترابطتين بشكل وثيق؛ وهما: ضعف الإنفاق وتخمة السلع. والنتيجة كانت انهياراً مستمر في الأسعار، إذ أصبحت الشقق والسيارات الكهربائية والعديد من المشتريات الأخرى ذات التكلفة العالية أقل تكلفة.
والهبوط الواسع في الأسعار، المعروف باسم الانكماش، يلتهم أرباح الشركات ويمكن أن يضغط على الأجور، وهو ما يصعب على الأسر، والشركات كسب ما يكفي من المال لسداد ديونها.
واستجابت الصين بخفض أسعار الفائدة بشكل حاد، وبلغت أسعار الفائدة على السندات الصينية أدنى مستوياتها منذ 11 عاماً، ما سهل على مطوري العقارات والمصنعين والشركات الأخرى اقتراض الأموال والاستثمار.
مع ذلك، لا يزال قطاع العقارات يعاني من مشكلات خطيرة. فبعد أن استقرت أسعار العقارات في الخريف والشتاء الماضيين، عادت أسعار المساكن للهبوط مجدداً.
ارتفاع أسعار المستهلكين بأميركا
في المقابل، ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة في يونيو، ما يشير على الأرجح إلى بدء زيادة في التضخم ناجمة عن الرسوم الجمركية، التي أبقت مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) حذراً بشأن استئناف خفض أسعار الفائدة.
وقال مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل الأميركية، الثلاثاء، إن مؤشر أسعار المستهلك ارتفع 0.3% في الشهر الماضي بعد صعوده 0.1% في مايو. وكان ذلك أكبر ارتفاع منذ يناير 2025. وعلى مدار 12 شهراً حتى يونيو، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك 2.7% بعد صعوده 2.4% في مايو.
وكان خبراء اقتصاد استطلعت "رويترز" آراءهم توقعوا ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين 0.3% على أساس شهري، و2.6% على أساس سنوي.
كان ترمب أعلن الأسبوع الماضي، أن الرسوم الجمركية المرتفعة ستدخل حيز التنفيذ في مطلع أغسطس على الواردات من مجموعة من الدول، منها: المكسيك واليابان وكندا والبرازيل ومن الاتحاد الأوروبي، ما يرفع معدل الرسوم الفعلي. ويتوقع خبراء اقتصاد ارتفاع أسعار السلع خلال الصيف.
وباستثناء مكوني الغذاء والطاقة المتقلبين، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2% في يونيو مقارنة مع 0.1% في الشهر السابق. وخلال الاثني عشر شهراً حتى يونيو، ارتفع التضخم الأساسي لمؤشر أسعار المستهلكين 2.9%، مقارنة مع 2.8ً لثلاثة أشهر متتالية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس شركة بلاكستون سيعلن عن مشروع ضخم بقيمة 25 مليار دولار
رئيس شركة بلاكستون سيعلن عن مشروع ضخم بقيمة 25 مليار دولار

العربية

timeمنذ 31 دقائق

  • العربية

رئيس شركة بلاكستون سيعلن عن مشروع ضخم بقيمة 25 مليار دولار

يعتزم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الإعلان عن حزمة استثمارات جديدة بقيمة 70 مليار دولار في مجالي الذكاء الاصطناعي والطاقة، في إطار جهود البيت الأبيض لتسريع وتيرة تطوير هذه القطاعات. وبحسب مصادر في الإدارة الأميركية، سيكشف ترامب عن تفاصيل هذه المبادرات خلال فعالية تُعقد قرب مدينة "Pittsburgh" وتشمل الاستثمارات إنشاء مراكز بيانات حديثة، وتوسيع قدرات توليد الطاقة، وتحديث شبكات الكهرباء، إلى جانب إطلاق برامج تدريبية ومبادرات مهنية للمتدربين في مجال الذكاء الاصطناعي. ويشارك في الحدث السيناتور الجمهوري ديفيد ماكورميك الذي يستضيف "قمة بنسلفانيا الأولى للطاقة والابتكار" في جامعة كارنيغي ميلون بحضور أبرز التنفيذيين في قطاعات الذكاء الاصطناعي والطاقة. كما يُتوقّع أن يعلن رئيس شركة بلاكستون، عن مشروع ضخم بقيمة 25 مليار دولار لتطوير مراكز بيانات وبنية تحتية للطاقة، يتضمن شراكة استراتيجية لزيادة قدرات التوليد الكهربائي، ويوفر نحو 6 آلاف فرصة عمل سنويا في قطاع البناء، إضافة إلى 3 آلاف وظيفة دائمة.

السعودية تجمع 5.02 مليار ريال من إصدار صكوك محلية لشهر يوليو
السعودية تجمع 5.02 مليار ريال من إصدار صكوك محلية لشهر يوليو

العربية

timeمنذ 32 دقائق

  • العربية

السعودية تجمع 5.02 مليار ريال من إصدار صكوك محلية لشهر يوليو

أعلن المركز الوطني لإدارة الدين في السعودية عن الانتهاء من استقبال طلبات المستثمرين على الإصدار المحلي لشهر يوليو 2025م، وذلك ضمن برنامج صكوك حكومة المملكة العربية السعودية بالريال السعودي، حيث تم تحديد إجمالي حجم التخصيص بمبلغ قدره 5.020 مليار ريال. وبحسب البيان الصادر عن المركز، فقد تم تقسيم الإصدار إلى أربع شرائح، حيث بلغت قيمة الشريحة الأولى 776 مليون ريال لصكوك تُستحق في عام 2029، فيما بلغت الشريحة الثانية 1.340 مليار ريال لصكوك تستحق في عام 2032. أما الشريحة الثالثة، فقد بلغت قيمتها 823 مليون ريال لصكوك تُستحق في عام 2036، بينما بلغت قيمة الشريحة الرابعة 2.081 مليار ريال لصكوك تُستحق في عام 2039.

ترمب يعلن استثمارات كبرى لدعم الذكاء الاصطناعي بالطاقة
ترمب يعلن استثمارات كبرى لدعم الذكاء الاصطناعي بالطاقة

الوئام

timeمنذ 34 دقائق

  • الوئام

ترمب يعلن استثمارات كبرى لدعم الذكاء الاصطناعي بالطاقة

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عن استثمارات ضخمة تعتزم شركات خاصة ضخّها في قطاعات الطاقة والبنى التحتية بهدف تلبية طلب الشركات التكنولوجية الكبرى المتزايد على الكهرباء لمواكبة صعود الذكاء الاصطناعي. وفي خطاب ألقاه خلال قمة الطاقة والابتكار الأولى في ولاية بنسلفانيا (شرق) في جامعة كارنيغي ميلون في مدينة بيتسبرغ، قال ترمب 'نحن هنا اليوم إيمانا منّا بأنّ قدَر أمريكا هو أن تهيمن على كلّ صناعة وأن تكون الرائدة في كلّ تقنية، بما في ذلك القوة العظمى الرائدة عالميا في مجال الذكاء الاصطناعي'. وأضاف 'نحن متقدّمون جدا على الصين، ولا بدّ لي من أن أقول هذا. المصانع آتية، والبناء بدأ'. وفي المجمل، ستضخّ الشركات المعنيّة ما يقارب 92 مليار دولار في مشاريع مراكز البيانات (36 مليار دولار) ومواقع توليد الطاقة (56 مليار دولار). وبات الذكاء الاصطناعي التوليدي أساسيا للشركات التكنولوجية الكبرى، إلا أن المخاوف تتزايد من عدم قدرة البنى التحتية الحالية على تلبية ما يتطلّبه من طاقة كهربائية، خصوصا في الولايات المتحدة. ويتطلّب الذكاء الاصطناعي التوليدي طاقة حوسبية هائلة، بشكل رئيسي لوحدات المعالجة التي تستهلك الكثير من الطاقة والتابعة لشركة إنفيديا، الشركة التي تتّخذ في كاليفورنيا مقرا والتي أصبحت الأكبر عالميا من حيث القيمة السوقية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store