logo
الكويت على خطّ النّار: قواعد أميركيّة و'بوشهر'

الكويت على خطّ النّار: قواعد أميركيّة و'بوشهر'

الشرق الجزائريةمنذ 13 ساعات

نايف سالم – الكويت
بشكل موازٍ لتبنّي الموقف السياسي المُطابق للموقف الخليجي- العربي الذي يدين بلا لبس الهجمات الإسرائيلية على إيران، تعيش الكويت حالة استنفار عامّ على كلّ المستويات تحسّباً للأسوأ، استناداً إلى مُحدِّدَيْن أساسيَّيْن: الأوّل وجود قوّات أميركية على أراضيها، والثاني القرب الجغرافي من محطّة بوشهر النووية.
تنفرد الكويت بين كلّ دول الخليج بأنّها الأقرب إلى هذه المحطّة الواقعة جنوب غرب إيران على ساحل الخليج العربي، إذ تبعد عنها حوالي 250 كيلومتراً فقط، فيما تشترك مع دول خليجية أخرى بوجود قوّات أميركية على أراضيها.
منذ الساعات الأولى للضربات الإسرائيلية لإيران، انعقد صباح الجمعة مجلس الدفاع الأعلى في الكويت برئاسة رئيس الوزراء الشيخ أحمد عبدالله الصباح، ثمّ انعقد ثانية مساء السبت مرّة ثانية، لمتابعة 'الاستعدادات التي قامت بها الأجهزة المعنيّة المختلفة في مجال التدابير الاحترازية لمواجهة كلّ الاحتمالات على الصعيد الأمنيّ'.
ترافق ذلك مع اجتماعات متلاحقة لمختلف الوزارات وجهات الدولة لمراجعة خطط الطوارئ والتدابير الاحترازية، ووصل الأمر إلى حدّ التأكّد من جهوزيّة مراكز الإيواء في المنشآت التربوية.
استنفار شامل
في بلد يستورد السواد الأعظم من احتياجاته، جرى في اجتماع للجنة الطوارئ، برئاسة وزير التجارة والصناعة خليفة العجيل، تأكيد 'الجاهزيّة الكاملة للتعامل مع المتغيّرات وتعزيز أمن السوق المحلّيّ'، من خلال 'تعزيز التنسيق بين الجهات المعنيّة ورفع كفاية الاستجابة لمختلف المتغيّرات بما يضمن توافر السلع الأساسية وانسيابيّة تدفّقها إلى الأسواق من دون انقطاع'.
وطمأنت اللجنة إلى أنّ 'المخزون الاستراتيجي مستقرّ وآمن ويكفي لتغطية احتياجات السوق المحلّي لفترات طويلة'.
وعقد وزير الصحّة الدكتور أحمد العوضي اجتماعاً طارئاً لقادة المنظومة الصحّية لـ'استعراض خطط الطوارئ والتدابير الاحترازية'، وجرى التأكّد من 'توافر المخزون الاستراتيجي من الأدوية والمستهلكات الطبّية، والمخزون الحيويّ لدى بنك الدم، الذي يواصل استقبال المتبرّعين دعماً للجاهزيّة الوطنيّة'.
وفي حين أكّدت وزارة الكهرباء والماء أنّ لديها خطط طوارئ متكاملة لضمان استمرار إنتاج الكهرباء والمياه خلال أيّ أوضاع استثنائية، أعلنت وزارة التربية تجهيز 90 مركزاً للإيواء تخضع لمتابعة دوريّة من فرق الدفاع المدني. وكذلك فعلت الهيئة العامّة للتعليم التطبيقي والتدريب بإعلانها جهوزيّة ملاجئها الموزّعة في كلّياتها ومعاهدها، واستعدادها الكامل لاستقبال الطلبة والطالبات والهيئات التدريسية والتدريبية والإدارية في حالات الطوارئ.
إلى ذلك عقدت مؤسّسة الموانئ الكويتية اجتماعاً طارئاً لبحث الاستعدادات، وأكّدت استمرار دورها في الإشراف على الموانئ التجارية الثلاثة الشويخ والشعيبة والدوحة، المعنيّة باستقبال السفن التجارية.
دعت وزارة الخارجية المواطنين الموجودين في المناطق المتوتّرة إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، فيما سارعت وزارة الإعلام إلى التحرّك لضبط الخطاب الإعلامي، مع 'تكثيف الجهود والعمل وفق نهج مؤسّسي ومنسّق يعكس المهنيّة وروح المسؤوليّة ويخدم المصلحة العامّة'.
الخطر النّوويّ
في خضمّ الاستنفار، يشكّل خطر محطّة بوشهر الإيرانية 'الكابوس الأكبر' للكويت والخليج، بالنظر إلى كونها تحتوي على مفاعل نوويّ عامل، بخلاف المنشآت الأخرى مثل نطنز وفوردو، التي تتعامل بشكل أساسي مع تخصيب اليورانيوم.
يُجمع الخبراء على أنّ ضرب هذه المحطّة، التي تعمل بمفاعل ماء مضغوط وتنتج حوالي 1,000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، من شأنه أن يؤدّي إلى كارثة بالنظر إلى خطر إطلاق النظائر المشعّة.
تفيد التقارير بأنّ الانفجار الفوريّ الناتج عن ضرب المحطّة سيؤدّي إلى تدمير البنية التحتية التي تقع ضمن حوالي 5 كيلومترات حولها، مع مستويات إشعاعيّة عالية جدّاً قد تصل إلى نطاق 30 كيلومتراً على الأقلّ، وتأثيرات حراريّة تؤدّي إلى حرائق كبيرة، مع احتمال انتشار الغبار النووي والغاز السامّ.
من شأن الإشعاعات أن تصيب أيّ شخص، غير محميّ منها، بتسمّم إشعاعي حادّ تبدأ أعراضه بالغثيان والقيء، ثمّ تتطوّر سريعاً. ويتمثّل الخوف أيضاً في أنّ تلوَّث مياه الخليج العربي بالموادّ النووية، فتتعطّل جميع محطّات تحلية مياه البحر التي توفّر مياه الشرب للكويت ودول الخليج العربية، علاوة على نفوق الأسماك والكائنات البحريّة الأخرى.القوّات الأميركيّة
المُحدِّد الآخر في بواعث القلق الكويتي يتمثّل بالقوّات الأميركية المتمركزة في قواعد عسكرية، والتي قد تصبح عرضة للهجمات الإيرانية في حال تصاعد الحرب وتوسّع رقعتها.
صحيح أنّ الكويت سارعت لإدانة الهجوم الإسرائيلي وأجرت سلسلة اتّصالات مع دول الخليج وإيران لتثبيت موقفها، لكنّ مشاركة القوّات الأميركية في المنطقة في التصدّي للصواريخ والمسيّرات الإيرانية التي تستهدف إسرائيل، تجعلها عرضة للاستهداف، خاصّة إذا قرّرت الولايات المتّحدة توفير دعم مباشر لإسرائيل.
تشمل القواعد الأميركية في الكويت قاعدتَي علي السالم وأحمد الجابر الجوّيّتين، إضافة إلى معسكر عريفجان ومعسكر بيوري ومعسكر باتريوت، وهو جزء من قاعدة الكويت البحرية، ومعسكر سبير هيد في ميناء الشعيبة.
تستضيف قاعدة أحمد الجابر الجوّية جناح الاستطلاع الجوّي 332 التابع للقوّات الجوّية الأميركية، فيما توفّر قاعدة علي السالم الجوّية مجموعة متنوّعة من القدرات، من الجسر الجوّي في مسرح العمليات، أي النقل الجوّي للوحدات العسكرية والأفراد والعتاد، إلى الدفاع ضدّ الصواريخ البالستية. وتضمّ القاعدة جناح الاستطلاع الجوّي 386، وتُعدّ المركز الرئيسي للجسر الجوّي التكتيكي في المنطقة وبوّابة لإيصال القوّة القتالية والإمدادات والتخطيط اللوجستي والذخيرة والوقود والنقل إلى القوّات المشتركة وقوّات التحالف.
يعدّ معسكر عريفجان موقعاً حيويّاً للعمليّات العسكرية الأميركية في مسرح جنوب غرب آسيا، أي في العراق والكويت والبحرين وقطر والإمارات وعُمان وخليج عدن وخليج عُمان والخليج العربي وبحر العرب والبحر الأحمر.
ويعدّ معسكر بيوري مركزاً للجيش الأميركي في الصحراء، ويقع على بعد 40 كيلومتراً من الحدود العراقية، وتبلغ قدرة استيعابه حوالي 14,000 جنديّ.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكويت على خطّ النّار: قواعد أميركيّة و'بوشهر'
الكويت على خطّ النّار: قواعد أميركيّة و'بوشهر'

الشرق الجزائرية

timeمنذ 13 ساعات

  • الشرق الجزائرية

الكويت على خطّ النّار: قواعد أميركيّة و'بوشهر'

نايف سالم – الكويت بشكل موازٍ لتبنّي الموقف السياسي المُطابق للموقف الخليجي- العربي الذي يدين بلا لبس الهجمات الإسرائيلية على إيران، تعيش الكويت حالة استنفار عامّ على كلّ المستويات تحسّباً للأسوأ، استناداً إلى مُحدِّدَيْن أساسيَّيْن: الأوّل وجود قوّات أميركية على أراضيها، والثاني القرب الجغرافي من محطّة بوشهر النووية. تنفرد الكويت بين كلّ دول الخليج بأنّها الأقرب إلى هذه المحطّة الواقعة جنوب غرب إيران على ساحل الخليج العربي، إذ تبعد عنها حوالي 250 كيلومتراً فقط، فيما تشترك مع دول خليجية أخرى بوجود قوّات أميركية على أراضيها. منذ الساعات الأولى للضربات الإسرائيلية لإيران، انعقد صباح الجمعة مجلس الدفاع الأعلى في الكويت برئاسة رئيس الوزراء الشيخ أحمد عبدالله الصباح، ثمّ انعقد ثانية مساء السبت مرّة ثانية، لمتابعة 'الاستعدادات التي قامت بها الأجهزة المعنيّة المختلفة في مجال التدابير الاحترازية لمواجهة كلّ الاحتمالات على الصعيد الأمنيّ'. ترافق ذلك مع اجتماعات متلاحقة لمختلف الوزارات وجهات الدولة لمراجعة خطط الطوارئ والتدابير الاحترازية، ووصل الأمر إلى حدّ التأكّد من جهوزيّة مراكز الإيواء في المنشآت التربوية. استنفار شامل في بلد يستورد السواد الأعظم من احتياجاته، جرى في اجتماع للجنة الطوارئ، برئاسة وزير التجارة والصناعة خليفة العجيل، تأكيد 'الجاهزيّة الكاملة للتعامل مع المتغيّرات وتعزيز أمن السوق المحلّيّ'، من خلال 'تعزيز التنسيق بين الجهات المعنيّة ورفع كفاية الاستجابة لمختلف المتغيّرات بما يضمن توافر السلع الأساسية وانسيابيّة تدفّقها إلى الأسواق من دون انقطاع'. وطمأنت اللجنة إلى أنّ 'المخزون الاستراتيجي مستقرّ وآمن ويكفي لتغطية احتياجات السوق المحلّي لفترات طويلة'. وعقد وزير الصحّة الدكتور أحمد العوضي اجتماعاً طارئاً لقادة المنظومة الصحّية لـ'استعراض خطط الطوارئ والتدابير الاحترازية'، وجرى التأكّد من 'توافر المخزون الاستراتيجي من الأدوية والمستهلكات الطبّية، والمخزون الحيويّ لدى بنك الدم، الذي يواصل استقبال المتبرّعين دعماً للجاهزيّة الوطنيّة'. وفي حين أكّدت وزارة الكهرباء والماء أنّ لديها خطط طوارئ متكاملة لضمان استمرار إنتاج الكهرباء والمياه خلال أيّ أوضاع استثنائية، أعلنت وزارة التربية تجهيز 90 مركزاً للإيواء تخضع لمتابعة دوريّة من فرق الدفاع المدني. وكذلك فعلت الهيئة العامّة للتعليم التطبيقي والتدريب بإعلانها جهوزيّة ملاجئها الموزّعة في كلّياتها ومعاهدها، واستعدادها الكامل لاستقبال الطلبة والطالبات والهيئات التدريسية والتدريبية والإدارية في حالات الطوارئ. إلى ذلك عقدت مؤسّسة الموانئ الكويتية اجتماعاً طارئاً لبحث الاستعدادات، وأكّدت استمرار دورها في الإشراف على الموانئ التجارية الثلاثة الشويخ والشعيبة والدوحة، المعنيّة باستقبال السفن التجارية. دعت وزارة الخارجية المواطنين الموجودين في المناطق المتوتّرة إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، فيما سارعت وزارة الإعلام إلى التحرّك لضبط الخطاب الإعلامي، مع 'تكثيف الجهود والعمل وفق نهج مؤسّسي ومنسّق يعكس المهنيّة وروح المسؤوليّة ويخدم المصلحة العامّة'. الخطر النّوويّ في خضمّ الاستنفار، يشكّل خطر محطّة بوشهر الإيرانية 'الكابوس الأكبر' للكويت والخليج، بالنظر إلى كونها تحتوي على مفاعل نوويّ عامل، بخلاف المنشآت الأخرى مثل نطنز وفوردو، التي تتعامل بشكل أساسي مع تخصيب اليورانيوم. يُجمع الخبراء على أنّ ضرب هذه المحطّة، التي تعمل بمفاعل ماء مضغوط وتنتج حوالي 1,000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، من شأنه أن يؤدّي إلى كارثة بالنظر إلى خطر إطلاق النظائر المشعّة. تفيد التقارير بأنّ الانفجار الفوريّ الناتج عن ضرب المحطّة سيؤدّي إلى تدمير البنية التحتية التي تقع ضمن حوالي 5 كيلومترات حولها، مع مستويات إشعاعيّة عالية جدّاً قد تصل إلى نطاق 30 كيلومتراً على الأقلّ، وتأثيرات حراريّة تؤدّي إلى حرائق كبيرة، مع احتمال انتشار الغبار النووي والغاز السامّ. من شأن الإشعاعات أن تصيب أيّ شخص، غير محميّ منها، بتسمّم إشعاعي حادّ تبدأ أعراضه بالغثيان والقيء، ثمّ تتطوّر سريعاً. ويتمثّل الخوف أيضاً في أنّ تلوَّث مياه الخليج العربي بالموادّ النووية، فتتعطّل جميع محطّات تحلية مياه البحر التي توفّر مياه الشرب للكويت ودول الخليج العربية، علاوة على نفوق الأسماك والكائنات البحريّة الأخرى.القوّات الأميركيّة المُحدِّد الآخر في بواعث القلق الكويتي يتمثّل بالقوّات الأميركية المتمركزة في قواعد عسكرية، والتي قد تصبح عرضة للهجمات الإيرانية في حال تصاعد الحرب وتوسّع رقعتها. صحيح أنّ الكويت سارعت لإدانة الهجوم الإسرائيلي وأجرت سلسلة اتّصالات مع دول الخليج وإيران لتثبيت موقفها، لكنّ مشاركة القوّات الأميركية في المنطقة في التصدّي للصواريخ والمسيّرات الإيرانية التي تستهدف إسرائيل، تجعلها عرضة للاستهداف، خاصّة إذا قرّرت الولايات المتّحدة توفير دعم مباشر لإسرائيل. تشمل القواعد الأميركية في الكويت قاعدتَي علي السالم وأحمد الجابر الجوّيّتين، إضافة إلى معسكر عريفجان ومعسكر بيوري ومعسكر باتريوت، وهو جزء من قاعدة الكويت البحرية، ومعسكر سبير هيد في ميناء الشعيبة. تستضيف قاعدة أحمد الجابر الجوّية جناح الاستطلاع الجوّي 332 التابع للقوّات الجوّية الأميركية، فيما توفّر قاعدة علي السالم الجوّية مجموعة متنوّعة من القدرات، من الجسر الجوّي في مسرح العمليات، أي النقل الجوّي للوحدات العسكرية والأفراد والعتاد، إلى الدفاع ضدّ الصواريخ البالستية. وتضمّ القاعدة جناح الاستطلاع الجوّي 386، وتُعدّ المركز الرئيسي للجسر الجوّي التكتيكي في المنطقة وبوّابة لإيصال القوّة القتالية والإمدادات والتخطيط اللوجستي والذخيرة والوقود والنقل إلى القوّات المشتركة وقوّات التحالف. يعدّ معسكر عريفجان موقعاً حيويّاً للعمليّات العسكرية الأميركية في مسرح جنوب غرب آسيا، أي في العراق والكويت والبحرين وقطر والإمارات وعُمان وخليج عدن وخليج عُمان والخليج العربي وبحر العرب والبحر الأحمر. ويعدّ معسكر بيوري مركزاً للجيش الأميركي في الصحراء، ويقع على بعد 40 كيلومتراً من الحدود العراقية، وتبلغ قدرة استيعابه حوالي 14,000 جنديّ.

التصدّي للإشعاع النووي...التوعية لا التهويل!
التصدّي للإشعاع النووي...التوعية لا التهويل!

المركزية

timeمنذ 20 ساعات

  • المركزية

التصدّي للإشعاع النووي...التوعية لا التهويل!

المركزية – منذ انطلاق عملية "الاسد الصاعد" التي تستهدف ضرب المنشآت النووية الايرانية، وهاجس الاشعاع النووي في حال تسرّبه من أي مفاعل يقضّ مضاجع اللبنانيين، متسائلين عن دقة المعلومات المتداولة وعن جهوزية الدولة اللبنانية لمواكبة حادث من هذا النوع في حال حصوله "لا سمح الله"، أكان من ايران أم اسرائيل. وتتوزع المواقع النووية في ايران بين أربعة رئيسية هي: مراكز البحث، ومواقع التخصيب، والمفاعلات النووية، ومناجم اليورانيوم، وأهمها: نطنز، بوشهر، فوردو، اصفهان، برشين، كرج، آراك. بينما تمتلك اسرائيل مفاعل ديمونا. فما مدى خطورة تسرّب أي إشعاع نووي على لبنان؟ وماذا عن الصواريخ التي تمرّ يوميًا في سمائه؟ الاستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية كلية العلوم البروفسور سامي حبيب يؤكد لـ"المركزية" ان "الأضرار الناجمة عن الصواريخ الباليستية التي تمر في الأجواء اللبنانية، والتي تنبعث منها جزيئات تتكثف في الهواء، لا تظهر آثارها على المدى القصير بل بعد سنتين او ثلاث سنوات، لأنها تمرّ على مسافات عالية وتستغرق وقتا حتى تصل الى الأرض ويتنشقها الانسان، وقد تؤدي الى ظهور أمراض سرطانية خاصة على صعيد الرئتين، لكن هذه لا يمكن التحكم بها لأنها تمرّ على مسافات بعيدة وتجتاز بلدانا عدة". ويرى حبيب ان "بالنسبة للصواريخ التي تمرّ في الأجواء اللبنانية لا يمكن إجراء أي خطوات عملية حاليًا، لكن فيما خصّ الحرب التي كانت دائرة في الجنوب، كان يجب ألا يُسمَح للمواطنين بالعودة مباشرة الى قراهم، بانتظار الكشف عن الذخائر التي لم تنفجر، والكشف على نوعية المعادن التي تتحلل وتمتصها التربة وتؤدي الى انبعاث سموم يتنشقها الانسان لما لها من آثار جانبية سلبية على صحة الانسان والتي لن تظهر اليوم بل بعد عشر او خمس عشرة سنة. فقد لاحظنا ان المواطنين عادوا مباشرة الى منازلهم بعد وقف الحرب، في حين كان يجب على الدولة وضع خريطة للعودة بطريقة صحية، خاصة من قبل مركز البحوث العلمية. وعن الإشعاع النووي في حال انفجار مفاعل نووية، يقول حبيب: "يجب ألا يتعرض الانسان لأي احتكاك مع الأشعة النووية. وهناك نوعان من العدوى: من خلال الاحتكاك المباشر أو من مسافة بعيدة. في حال الاحتكاك المباشر، يجب على الانسان خلع ثيابه والابتعاد فورا وعدم لمسها أو تنشقها والدخول الى المنزل وإحكام إغلاق النوافذ والأبواب، والأفضل ترك المنطقة. ويشير حبيب الى ان "الاشعاع النووي ينتشر إلى مسافات بعيدة، فهو غير محدد بمسافات قصيرة معينة، بسبب عملية التفكك، وبالطبع تصل إلى لبنان. لكن الأمر يختلف حسب الكمية ونوع الإشعاع. فهناك مواد مشعّة تخرق جسم الانسان وتؤدي الى تشوهات، وأخرى لا تتمتع بالخصائص نفسها. وكلما كانت كتلة المواد المشعة خفيفة خرقت الجسم بنسبة أكبر وأدّت الى تشوهات أكثر على صعيد الخلايا. وفي هذه الحالة، المطلوب التقيد بالتعليمات التي تصدر عن الجهات المختصة، وعدم التهويل، بل التوعية، خاصة من قبل البلديات وعقد مؤتمرات لهذه الغاية".

ماذا نعرف عن خطر الإشعاع النووي بعد الضربات الإسرائيلية للمنشآت الإيرانية؟
ماذا نعرف عن خطر الإشعاع النووي بعد الضربات الإسرائيلية للمنشآت الإيرانية؟

النهار

timeمنذ 3 أيام

  • النهار

ماذا نعرف عن خطر الإشعاع النووي بعد الضربات الإسرائيلية للمنشآت الإيرانية؟

أعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، أنها سجلت تلوثاً إشعاعيا داخل منشأة نطنز‏ التي هاجمتها إسرائيل، لكنه ليس تلوثاً من الخارج، مشددة على عدم القلق. وأضافت الهيئة: "نحتاج إلى تنظيف الإشعاعات داخل منشأة نطنز ومن ثم تقييم الأضرار". ‎وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، إن محطة التخصيب التجريبية فوق الأرض في موقع نطنز النووي .الإيراني دمرت. ‎وتحدث عن تدمير البنية التحتية الكهربائية ومولدات الطاقة الطارئة بالإضافة إلى جزء من المنشأة كان يتم فيه تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة . ‎وأضاف أن منشأة الطرد المركزي الرئيسية تحت الأرض لم تتعرض لإصابات، غير أن فقدان الطاقة قد يكون أضر بالبنية التحتية هناك. وأعلن الجيش الاسرائيلي عن توجيه ضربات الى منشأة أصفهان النووية. وفي غياب معلومات دقيقة عن حجم الضرر الفعلي الذي لحق بالأهداف النووية الإيرانية، ماذا نعرف عن الإشعاعات وأخطارها؟ الضربات التي تستهدف أي منشآت نووية قد تطلق نظرياً سحباً من الإشعاع القاتل الذي يعرّض حياة البشر وصحتهم للخطر. لكن في حالة الهجمات التي شنّتها إسرائيل على إيران ليل الجمعة، لا يبدو حتى الآن أن هذا هو ما حصل. وفصلت صحيفة "نيويورك تايمز" الجانب العلمي المرتبط بشرح المكونات النووية وتأثيراتها. وأورد تقرير نشرته أن الضربات الأولى والأهداف تشير في الوقت الراهن إلى استبعاد السيناريوهات الأخطر، مما حصر التهديد الإشعاعي المحتمل في نطاق التأثيرات الطفيفة نسبياً. فالتهديد الأخطر على الإطلاق ينبع من الهجمات الناجحة على المفاعلات النووية. ومع مرور الوقت، يؤدي انشطار الذرات في وقود المفاعل إلى تراكم نواتج مشعة عالية الخطورة. من بين الأسوأ منها: السيزيوم-137، والسترونتيوم-90، واليود-131. وإذا استنشق اليود-131 أو تم ابتلاعه، فيستقر في الغدة الدرقية للإنسان، وهناك تؤدي إشعاعاته القوية إلى احتمال زيادة في خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، خصوصاً لدى الأطفال. أما النظائر الأخرى، فيمكن أيضاً أن تسبب السرطان. ماذا عن اليورانيوم قبل التخصيب وبعده؟ يعد خام اليورانيوم الذي يستخرج من المناجم أقل خطورة، لكنه يحتوي على كميات ضئيلة من النظير المشع النادر يورانيوم-235، والذي يمكن استخدامه لتوليد الطاقة في المفاعلات النووية بمستويات تخصيب مخفوضة، أو لتصنيع القنابل النووية بمستويات أعلى. وتبلغ نسبة U-235 في خام اليورانيوم المستخرج أقل من 1٪. هدف عملية التخصيب هو رفع هذه النسبة، وتستخدم لتحقيق ذلك أجهزة طرد مركزي تدور بسرعات عالية جداً. وقد بدأت إيران بمستويات مخفوضة ورفعتها تدريجاً مدى عقود، لتصل الآن إلى أعلى مستوى عند 60٪، وهو قريب جداً من درجة التخصيب اللازمة للأسلحة النووية. ومن منظور الصحة العامة، كلما ارتفعت نسبة التخصيب، زاد الخطر. فالنظير ومنتجات تحلّله تطلق ثلاثة أنواع من الإشعاعات: جسيمات ألفا، وبيتا، وأشعة غاما. جسيمات ألفا وبيتا أضعف من غاما. لألفا قدرة اختراق ضعيفة جداً، يمكن إيقافها بورقة. ولإشعاع بيتا قدرة اختراق أكبر من إشعاع ألفا، يمكنه اختراق الجلد والورق. أما غاما التي تتميّز بطاقة عالية وتخترق جسم الإنسان، فتسبّب أضراراً في الحمض النووي، وتزرع بذور الإصابة بالسرطان. ويتطلب حجبها طبقات سميكة من الخرسانة. وتشير صور الأقمار الصناعية وتحليلات الخبراء إلى أن أحد الأهداف الرئيسة للهجمات الإسرائيلية كان مجمّع نطنز، أكبر مواقع التخصيب في إيران، وقد اعلن الجيش الاسرائيلي اليوم عن استهداف مركز لبنية نووية في أصفهان . ودمر بالكامل "مركز التخصيب التجريبي" في نطنز، حيث كانت إيران تنتج اليورانيوم المخصب بنسبة تقترب من 60٪. وتُظهر الصور أثراً يشبه الحفرة السوداء، كما تظهر الفيديوهات من بعيد سحباً من الدخان الداكن. من الممكن أن بعض هذا الدخان كان يحتوي على جزيئات U-235، وهو ما قد يشكل خطراً صحياً على المستوى الإقليمي. لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تراقب الموقع الإيراني، قالت إنها لم ترصد أي خطر من هذا النوع حتى الآن. وقال غروسي، المدير العام للوكالة، في كلمته أمام مجلس الأمن الجمعة: "مستوى الإشعاع خارج موقع نطنز ظل على حاله، وفي المستويات الطبيعية، مما يشير إلى عدم وجود تأثير إشعاعي خارجي على السكان أو البيئة نتيجة هذا الحدث". وأشار إلى مخاوف من جسيمات ألفا داخل منشأة نطنز، لكنه وصفها بأنها "قابلة للإدارة" إذا استخدمت إجراءات الحماية المناسبة. وبعيداً من الخطر الإشعاعي، فإن أحد العوامل المهددة للصحة هو أن اليورانيوم بجميع أشكاله يعد معدناً ثقيلاً ضاراً بالصحة، يشبه الرصاص. وإذا تم ابتلاعه، فيمكن أن يتسبب بسلسلة من الآثار الصحية السلبية، تستهدف الكلى بشكل أساسي. وقد تؤدي التعرّضات الحادة إلى فشل كلوي. ويعدّ استنشاق غبار اليورانيوم، وهو خطر شائع في التعدين والطحن، تهديداً أيضاً. إذ يمكن للجزيئات المستنشقة أن تترسّب في الرئتين، مما يؤدي إلى تهيج والتهاب، ومع مرور الوقت إلى أمراض رئوية مثل التليف.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store