
أين تعطلت «عربات جدعون»… ومتى ستتحرك مجدداً؟
ومؤخراً أعلن جيش الاحتلال، ولكن على منصة X هذه المرة، أنه «اليوم، وطبقاً للخطة العملياتية وجدول القتال، أنهت الفرقة 98 نشاطها في شمال قطاع غزة»، أي في مناطق الشجاعية والزيتون شمالاً وخان يونس جنوباً، والفرقة بالتالي «تستعد لمهامّ إضافية». وكان هذا بمثابة إعلان فشل ذريع لم تغفل عنه استنتاجات الغالبية الساحقة من المعلقين والصحافيين الإسرائيليين، ممن لم يكونوا بحاجة للبحث والاستقصاء كي يتأكدوا أن أياً من أهداف «عربات جدعون» لم يتحقق، ما خلا المضيّ أبعد وأشد وحشية في الإبادة الجماعية وحروب التجويع والتعطيش، وتحويل مراكز ما يسمى بـ»مؤسسة غزة الإنسانية» إلى مصائد موت لعشرات الفلسطينيين من طالبي المساعدات.
وهذه النتيجة لعملية «عربات جدعون» تعدّ فشلاً صريحاً لمجموعة الساسة الإسرائيليين الذين دفعوا إليها وأمروا بتنفيذها، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو شخصياً وزمرة وزراء اليمين الديني والعنصري المتطرف أمثال إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتش، أصحاب هستيريا الدعوات إلى إعادة احتلال القطاع بأكمله واستئناف الاستيطان فيه، الأمر الذي يتجدد حالياً مع مسلسل التسريبات المتعاقبة حول هذا المخطط كما باتت الحكومة تنوي اعتماده.
هي كذلك هزيمة عسكرية فاضحة للفرقة 98 النخبوية، التي تُلقب بـ»فرقة النار» وتضم ألوية مظليين وفصائل كوماندوز، وسبق لها أن خاضت أكثر المعارك وحشية، وارتكبت أبشع جرائم الحرب في القطاع منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، كما شاركت في العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، وفي احتلال محيط جبل الشيخ والمنطقة العازلة في الجولان السوري المحتل. ولكن «منجزات» الفرقة خلال العملية لم تتجاوز تهديم المباني المدنية والمساكن وبعض الأنفاق وتعطيل المشافي، وتشديد شروط التجويع الهمجية، ومقتل 40 جندياً إسرائيلياً، بكلفة مالية تقدر حتى الساعة بـ 25 مليار شيكل.
وبصرف النظر عن التباينات التي يتردد أنها تتبلور اليوم بين نتنياهو وحكومته وخاصة وزراء التطرف والعنصرية من جهة، ورئاسة أركان جيش الاحتلال وعدد من الجنرالات العاملين والمتقاعدين من جهة ثانية، فإن من باب تحصيل الحاصل ألا تأخذ دولة الاحتلال عبرة من فشل عملية «عربات جدعون»، وأن تعاود الكرة فتستوحي تسميات توراتية جديدة لا يُعرف أين ستكون وجهة عرباتها، وأين سوف تتعطل، وما إذا كانت سوف تتحرك أصلاً إلى أهداف أخرى غير خدمة أجندات نتنياهو في إطالة حرب الإبادة والتجويع والتهجير، والتهرب من استحقاقات اليوم التالي حتى على حساب أرواح الرهائن الإسرائيليين أنفسهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
شهداء في خانيونس والكابينت يبحث احتلال القطاع
في ظل تصعيد غير مسبوق، تشهد مختلف مناطق قطاع غزة غارات إسرائيلية عنيفة وقصفًا متواصلًا، وسط ترقّب لقرار المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية ( الكابينت )، المتوقع صدوره اليوم الخميس، بشأن المصادقة على خطة لاحتلال قطاع غزة بالكامل. ووفق ما كشفته وسائل إعلام عبرية، فإن الخطة تمتد على مدى خمسة أشهر وتشمل عمليات عسكرية مكثفة في مدينة غزة ومخيمات الوسط، بمشاركة خمس فرق عسكرية، وسط تقديرات بنزوح نحو مليون فلسطيني إلى الجنوب، بالتزامن مع إدخال مساعدات إنسانية. ورغم توقعات الجيش الإسرائيلي بأن السيطرة على مدينة غزة ستكون سريعة نسبيًا، إلا أن "القضاء الكامل على حركة حماس لا يزال بعيد المنال"، في حين وصف سفير فرنسا لدى تل أبيب الخطوة بأنها ستكون "حربًا لا نهاية لها". في الجانب الميداني، أفادت وزارة الصحة في غزة بأن عدد الشهداء ارتفع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى 138 شهيدًا و771 إصابة، لترتفع حصيلة الضحايا منذ استئناف الحرب إلى 9,654 شهيدًا و39,401 مصاب. أما إجمالي حصيلة حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فقد بلغ حتى الآن 61,158 شهيدًا و151,442 مصابًا، معظمهم من النساء والأطفال. في الوقت ذاته، حذّرت وزارة الداخلية في غزة من استمرار إسقاط المساعدات جواً، موضحة أن هذه العمليات أسفرت عن وقوع ضحايا بين المدنيين نتيجة التدافع، وسقوط الحاويات فوق خيام ومنازل النازحين، الأمر الذي أوقع شهداء ودمّر ممتلكات، كان آخرهم شمالي القطاع. على الصعيد السياسي، نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤولين في واشنطن وتل أبيب أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يعارض خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاجتياح غزة، لكنه قرر عدم التدخل وترك القرار للحكومة الإسرائيلية. وأشار التقرير إلى أن ترامب ناقش المسألة خلال اتصال مع قادة أوروبيين، في حين يركّز البيت الأبيض في المرحلة المقبلة على ملف المساعدات الإنسانية للقطاع، رغم أن توسّع العمليات العسكرية قد يعقّد هذه الجهود. "العربي الجديد" يتابع تطورات حرب الإبادة على غزة أولاً بأول..


القدس العربي
منذ 5 ساعات
- القدس العربي
السياح الإسرائيليون صاروا يتجنبون السفر إلى اليونان وقبرص
الناصرة – «القدس العربي»: أصدر «المركز الإسرائيلي الوطني لمتابعة ومعالجة معاداة السامية ونزع الشرعية عن إسرائيل»، التابع لوزارة الشتات في حكومة الاحتلال، تحذيرًا من موجة مظاهرات متوقعة يوم السبت المقبل، 10 آب / أغسطس، في أكثر من 25 موقعًا في أنحاء اليونان، معظمها في مناطق سياحية رئيسية وجزر شهيرة. وأوضح المركز الإسرائيلي، في بيان صحافي، أن الاحتجاجات تنظم ضمن حملة عالمية بعنوان «يوم العمل من أجل غزة»، تقودها جهات مؤيدة للفلسطينيين تتهم إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية». وتهدف الحملة، حسب البيان، إلى إظهار تضامن شعبي مع الفلسطينيين في أبرز المواقع السياحية، «لتقويض فكرة أن اليونان مكان راحة لمن يُعرفون بانتمائهم للجيش الإسرائيلي». وأشار البيان إلى أن منظمي الحملة أنشأوا قناة خاصة عبر تطبيق «تليغرام» ويتابعها نحو 2900 مستخدم، تُستخدم لتنسيق الأنشطة ونشر الشعارات والمواد الإعلامية، إضافةً إلى دعوة النشطاء لاستعمال وسوم الحملة عبر الشبكات الاجتماعية. وتشمل المواقع اليونانية المستهدفة جزرًا ومدنًا برّية. وحسب المعطيات، فإن الاحتجاجات متوقعة في جزر مثل رودوس، وكريت، وكوس، وليسبوس، وساموثراكي وغيرها، إلى جانب مواقع برّية مثل أوليمبيا، وإديسا، وكياتو وبريفزا. ومن المزمع تنظيم الفعاليات بعد الظهر وفي ساعات المساء في الساحات العامة والموانئ والمواقع الأثرية. وأكد المركز في ختام بيانه أنه يتابع التطورات ويرصد تأثير الحملة على السياح الإسرائيليين والجاليات اليهودية، كما يعمل بالتنسيق مع جهات معنية في إسرائيل وخارجها من أجل الاستعداد والرد الإعلامي واللوجستي. في المقابل تكشف جهات صحافية عبرية عن استنكاف الإسرائيليين عن زيارة اليونان لأغراض السياحة بسبب المناخ العام المساند لغزة والمناهض للاحتلال، وذلك رغم العلاقات الرسمية الجيدة التي ربطت إسرائيل واليونان لا سيما منذ تصاعد التوتر بينهما وبين تركيا. وكشفت القناة العبرية 12 عن موجة إلغاء سفر إسرائيليين لليونان في موسم السياحة الحالي جراء موجة التكافل الشعبي الواسعة مع الشعب الفلسطيني في مختلف مدن اليونان. كما كشفت أن الإسرائيليين يستبدلون اليونان وقبرص بوجهات سياحية جديدة مثل صربيا التي تضاعف تصدير السلاح لإسرائيل والجبل الأسود، والأهم إلى ألبانيا الدولة ذات الغالبية المسلمة التي تقودها حكومة صديقة لإسرائيل حيث ارتفعت الأربعاء نسبة السائحين الإسرائيليين للأراضي الألبانية بنسبة 500%. وتقول رائدة محمد قاسم من مدينة الناصرة في أراضي 48 لـ»القدس العربي»، إنها أنهت زيارة لجزيرة كريت الأربعاء دامت 5 أيام، وأدهشها حجم التضامن مع الشعب الفلسطيني، وفي الوقت ذاته العداء لحكومة الاحتلال وجيشه ولرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو شخصيا. وأوضحت رائدة أنها تجولت وكريمتاها في مدن كريت المركزية مثل هيراكليون وخانيا وريثمون وبعض الأرياف الكريتية وشاهدت عددا كبيرا جدا من الشعارات الداعية لتحرير فلسطين، ولمحاسبة إسرائيل، واعتقال نتنياهو الذي ظهرت له صور تحت عنوان «مطلوب» في معظم شوارع هذه الأماكن، وإلى جانبها صور تشيد بغزة وبفلسطين وبالكوفية الفلسطينية. وتحمل لافتات بعدة لغات شعارات سياسية مثل « هذه ليست حربا.. هذه إبادة» و «اللعنة على الناتو» و «الجنود الإسرائيليون غير مرحب بكم». وتضيف: «المفارقة أن دولة كاليونان تشهد هذا التضامن الإنساني الشعبي الواسع والموقف الأخلاقي العالي رغم العلم والوعي المسبقين بالأثمان الاقتصادية المترتبة على ذلك بالنسبة لهم من ناحية حسابات السياحة بينما يجد السائحون الإسرائيليون المحاصرون والمنبوذون ضالتهم في دول مسلمة كألبانيا وأذربيجان والإمارات وغيرها».


القدس العربي
منذ يوم واحد
- القدس العربي
أين تعطلت «عربات جدعون»… ومتى ستتحرك مجدداً؟
في 17 أيار/ مايو الماضي أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية واسعة في قطاع غزة تحت مسمى «عربات جدعون»، وحدد وزير حرب الاحتلال أهدافها المعلنة في الضغط العسكري لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وإضعاف «حماس»، ومنع الحركة من السيطرة على المساعدات الإنسانية. وأما الأهداف الفعلية الأبرز فقد كانت تنفيذ جولة تهجير قسرية جديدة للفلسطينيين من الشمال إلى الجنوب، وتمركز وحدات من الفرقة 98 في الأراضي التي سيجري احتلالها، والتمهيد لاجتياح كامل القطاع. ومؤخراً أعلن جيش الاحتلال، ولكن على منصة X هذه المرة، أنه «اليوم، وطبقاً للخطة العملياتية وجدول القتال، أنهت الفرقة 98 نشاطها في شمال قطاع غزة»، أي في مناطق الشجاعية والزيتون شمالاً وخان يونس جنوباً، والفرقة بالتالي «تستعد لمهامّ إضافية». وكان هذا بمثابة إعلان فشل ذريع لم تغفل عنه استنتاجات الغالبية الساحقة من المعلقين والصحافيين الإسرائيليين، ممن لم يكونوا بحاجة للبحث والاستقصاء كي يتأكدوا أن أياً من أهداف «عربات جدعون» لم يتحقق، ما خلا المضيّ أبعد وأشد وحشية في الإبادة الجماعية وحروب التجويع والتعطيش، وتحويل مراكز ما يسمى بـ»مؤسسة غزة الإنسانية» إلى مصائد موت لعشرات الفلسطينيين من طالبي المساعدات. وهذه النتيجة لعملية «عربات جدعون» تعدّ فشلاً صريحاً لمجموعة الساسة الإسرائيليين الذين دفعوا إليها وأمروا بتنفيذها، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو شخصياً وزمرة وزراء اليمين الديني والعنصري المتطرف أمثال إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتش، أصحاب هستيريا الدعوات إلى إعادة احتلال القطاع بأكمله واستئناف الاستيطان فيه، الأمر الذي يتجدد حالياً مع مسلسل التسريبات المتعاقبة حول هذا المخطط كما باتت الحكومة تنوي اعتماده. هي كذلك هزيمة عسكرية فاضحة للفرقة 98 النخبوية، التي تُلقب بـ»فرقة النار» وتضم ألوية مظليين وفصائل كوماندوز، وسبق لها أن خاضت أكثر المعارك وحشية، وارتكبت أبشع جرائم الحرب في القطاع منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، كما شاركت في العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، وفي احتلال محيط جبل الشيخ والمنطقة العازلة في الجولان السوري المحتل. ولكن «منجزات» الفرقة خلال العملية لم تتجاوز تهديم المباني المدنية والمساكن وبعض الأنفاق وتعطيل المشافي، وتشديد شروط التجويع الهمجية، ومقتل 40 جندياً إسرائيلياً، بكلفة مالية تقدر حتى الساعة بـ 25 مليار شيكل. وبصرف النظر عن التباينات التي يتردد أنها تتبلور اليوم بين نتنياهو وحكومته وخاصة وزراء التطرف والعنصرية من جهة، ورئاسة أركان جيش الاحتلال وعدد من الجنرالات العاملين والمتقاعدين من جهة ثانية، فإن من باب تحصيل الحاصل ألا تأخذ دولة الاحتلال عبرة من فشل عملية «عربات جدعون»، وأن تعاود الكرة فتستوحي تسميات توراتية جديدة لا يُعرف أين ستكون وجهة عرباتها، وأين سوف تتعطل، وما إذا كانت سوف تتحرك أصلاً إلى أهداف أخرى غير خدمة أجندات نتنياهو في إطالة حرب الإبادة والتجويع والتهجير، والتهرب من استحقاقات اليوم التالي حتى على حساب أرواح الرهائن الإسرائيليين أنفسهم.