logo
التعرض للمواد الكيميائية قبل الولادة يرفع ضغط الدم في فترة المراهقة

التعرض للمواد الكيميائية قبل الولادة يرفع ضغط الدم في فترة المراهقة

الشرق الأوسطمنذ 6 ساعات

أظهرت أحدث دراسة نُشرت في مطلع شهر يونيو (حزيران) من العام الحالي في مجلة الجمعية الأميركية لأمراض القلب «the Journal of the American Heart Association»، وتمت مناقشة نتائجها في مؤتمر جمعية أبحاث الأوبئة (SER) في بوسطن بالولايات المتحدة، أن الأطفال الذين تعرضوا في أثناء الحمل للمواد الكيميائية التي يطلق عليها «المواد الكيميائية الأبدية forever chemicals» هم الأكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم خلال سنوات المراهقة، خصوصاً للأطفال المولودين لأمهات من ذوات البشرة السمراء.
مواد كيميائية أبدية
المواد الكيميائية الأبدية هي مواد لا تتحلل بسهولة، ويمكن أن تتراكم في البيئة سواء في ذرات الهواء أو التربة أو مياه الشرب. وتكمن المشكلة في أن هذه المواد ضرورية لكثير من الصناعات والمنتجات المنزلية المختلفة التي يحتاج إليها الجميع في الاستخدام اليومي العادي مثل: عبوات الطعام، وأواني الطهي التي لا يلتصق بها الطعام، والأقمشة، والسجاد المقاوم للتبقّع، ومنتجات العناية الشخصية. ومع التعرض باستمرار لهذه المواد تترسب إلى خلايا الجسم كميات ضئيلة جداً منها يمكن أن تسبب مشكلات صحية على المدى الطويل.
أكد الباحثون أن خطورة هذه المواد لا تقتصر على فئة معينة مثل العاملين في المصانع التي تنتجها، ولكن يمتد تأثيرها ليشمل جميع أفراد المجتمع في كل المجتمعات تقريباً سواء المتقدمة أو النامية. وبالطبع كلما كانت المجتمعات بعيدة عن المصانع كان الخطر أقل، لذلك يفضَّل أن تكون المنتجات التي تستخدم في الطهي والأعمال المنزلية مصنوعة من مواد صحية.
وتبعاً لأبحاث سابقة، يتعرض كل شخص تقريباً لهذه المواد من خلال الطعام الذي يأكله أو المشروبات التي يشربها، وحتى من خلال التنفس إلى جانب كميات ضئيلة يمتصها الجلد. وأيضاً يمكن أن تؤثر هذه المواد حتى على الأجنة في أرحام الأمهات خلال فترة الحمل، وهو الأمر الذي يهدد صحة الأطفال لأن الجنين في مراحل نموه يكون حساساً للغاية للتعرض للملوثات السامة مما يسهم في زيادة العيوب الخلقية والأمراض المختلفة.
وتُعد هذه الدراسة من أولى الدراسات التي تتناول العلاقة بين التعرض للمواد كيميائية الدائمة قبل الولادة وضغط دم الأبناء في مرحلة المراهقة. ولذلك حاول الباحثون أن تشمل العينة البحثية كثيراً من الأعراق؛ لمعرفة تأثير هذه المواد على كل عِرق، وذلك لارتفاع ضغط الدم عالمياً لدى الأطفال بدايةً من الألفية الجديدة حتى عام 2015، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية في المستقبل.
تابع الباحثون بيانات ما يزيد قليلاً على ألف طفل من مواليد ولاية بوسطن على مدى 12 عاماً، وكذلك جمعوا بيانات عن الأمهات شملت العِرق والبيئة الاجتماعية والتغذية في أثناء الحمل. وفي المجمل كان متوسط أعمار الأمهات وقت الولادة 29 عاماً، وكانت نسبة النساء من ذوات البشرة السمراء نحو 60 في المائة. وجرى أخذ بيانات عن المواد الكيميائية الموجودة في دم الأمهات، وشمل هذا التحليل 13 ألف قياس لضغط الدم، حيث تم تسجيل قياس واحد على الأقل لضغط دم أي طفل يتراوح عمره بين 3 و18 عاماً أُخذت جميعها في أثناء الزيارات الروتينية لأطباء الأطفال.
رصد ارتفاع ضغط الدم
وجدت الدراسة أن الأطفال الذين أظهرت عينات دم أمهاتهم بعد الولادة تركيزات أعلى من المواد الكيميائية رُصد لديهم ارتفاع أكثر في الضغط في الفترة من عمر الثالثة عشرة حتى عمر الثامنة عشرة. وعلى وجه التقريب ارتفع ضغط الدم الانقباضي (الرقم العلوي) بدرجة تتراوح بين 1.4 و2.8 فيما ارتفع ضغط الدم الانبساطي (الرقم السفلي) بدرجة تتراوح بين 1.2 و 2.5 في المائة بين المراهقين.
وبشكل عام مع تضاعف مستويات هذه المواد الكيميائية في دم الأمهات وقت الولادة ارتفع خطر الإصابة بنسبة تتراوح بين 6 و8 في المائة بين المراهقين الذكور من ذوي البشرة السمراء، وذلك لأن هؤلاء المراهقين في الأغلب ينحدرون من أسر تعاني من الحرمان الاجتماعي والاقتصادي، وبالتالي يكون الاعتماد على الأطعمة المعالَجة والمعبَّأة التي تحتوي على المواد الضارة أكثر من الأطعمة الطازجة المغسولة جيداً.
وقال الباحثون إن السبب في عدم رصد هذا الارتفاع في ضغط الدم في الدراسات السابقة التي أُجريت لقياس تأثير هذه المواد الكيميائية، كان بسبب أن معظم هذه الدراسات توقفت عند مرحلة الطفولة المبكرة أو المتوسطة على أكثر تقدير، في حين تُظهر الدراسة الحالية أن الآثار الصحية الخطيرة للتعرض للمواد الكيميائية الدائمة قبل الولادة قد لا تظهر إلا في سنوات المراهقة.
وأوضح الباحثون أن السبب في ارتفاع ضغط الدم في المراهقين في الأغلب راجِعٌ إلى أن المواد الكيميائية يمكن أن تتداخل مع الهرمونات وتسبب خللاً في النمو الطبيعي للمراهقين، بما في ذلك ضغط الدم. ومن المعروف بالفعل أن الأطفال والمراهقين السود هم الأكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم، ومع التعرض لهذه المواد يمكن يسهم ذلك في ارتفاع هذا الخطر.
في النهاية أكدت الدراسة أن المشكلة الأساسية في المواد الكيميائية الدائمة أنها ليست مجرد سلوك فردي يمكن التغلب عليه وتعديله، ولكن يتطلب الحد من التعرض لها -خصوصاً في أثناء الحمل- اتخاذ إجراءات على مستوى السياسات العامة للحد من هذه المواد والتخلص منها تدريجياً في المنتجات الاستهلاكية والاستخدامات الصناعية المختلفة، ورصدها والتخلص منها في مياه الشرب، وهذا الأمور لا يمكن للأفراد حلها بمفردهم.
* استشاري طب الأطفال

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عشرة آلاف خطوة تقي من السرطان
عشرة آلاف خطوة تقي من السرطان

الرياض

timeمنذ 2 ساعات

  • الرياض

عشرة آلاف خطوة تقي من السرطان

بعد دراسات موسعة شملت أكثر من 85 ألف شخص في المملكة المتحدة، توصل مجموعة من العلماء، إلى حقيقة طبية تفيد بأن المشي اليومي مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بـ13 نوعًا مختلفًا من السرطان. وخلال الدراسة، ارتدى المشاركون أجهزة تتبع النشاط التي تقيس مقدار وكثافة حركتهم اليومية، وفي المتوسط، تابع الباحثون نتائج المشاركين بعد 6 سنوات، فوجدوا نمطًا واضحًا، يفيد بأنه كلما زادت الخطوات، انخفضت مخاطر الإصابة بالسرطان، بغض النظر عن سرعة تلك الخطوات. وبدأت الفوائد بالظهور عند نحو 5000 خطوة يوميًا، وأي خطوة أقل من ذلك لم تقدم حماية كبيرة.. وعند 7000 خطوة، انخفض خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 11 %. وعند 9000 خطوة، انخفض بنسبة 16 %. أما عند تجاوز 9000 خطوة، فقد استقرت الفوائد، وأصبح الفرق في تقليل المخاطر هامشيًا، وتفاوت بشكل طفيف بين الرجال والنساء. وتدعم هذه النتائج التوصية الشائعة بالسعي إلى 10000 خطوة يوميًا، ليس فقط للصحة العامة، بل للوقاية من السرطان أيضًا.

ماهو مرض  مبابي ؟
ماهو مرض  مبابي ؟

عكاظ

timeمنذ 5 ساعات

  • عكاظ

ماهو مرض مبابي ؟

أعلن نادي ريال مدريد الإسباني أن نجمه الفرنسي كيليان مبابي نقل إلى المستشفى في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب إصابته بحالة حادة من التهاب المعدة والأمعاء، وذلك بعد غيابه عن مباراة فريقه أمام الهلال السعودي في كأس العالم للأندية، والتي انتهت بالتعادل 1-1. وأوضح ريال مدريد في بيان طبي أنّ مبابي يخضع لفحوصات وعلاج بسبب مشكلات في الجهاز الهضمي. وكانت الأعراض قد ظهرت عليه قبل انطلاق البطولة، ما استدعى استبعاده من قائمة المباراة الافتتاحية التي أقيمت على ملعب «هارد روك» في ميامي. ويأمل المدرب تشابي الونسو أن يتعافى اللاعب الفرنسي في الأيام القادمة، ليكون جاهزاً للمشاركة في المواجهات القادمة ضمن البطولة. وبحسب مصادر داخل النادي الملكي لصحيفة «ماركا»، فإن مبابي يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، وآلام حادة في البطن، وإجهاد عام، ما دفع الطاقم الطبي إلى إخضاعه لعدة فحوصات وتحاليل شاملة للتأكد من حالته الصحية وتشخيص مدى خطورة الأعراض التي يعاني منها. ويخضع اللاعب الدولي الفرنسي حالياً لعلاج مكثف بإشراف مباشر من الطاقم الطبي للفريق، وسط متابعة دقيقة لحالته الصحية، إذ يتوقع أن يحتاج إلى فترة راحة قصيرة قبل العودة إلى التدريبات الجماعية. ومن المرجح أن يغيب مبابي عن المواجهة القادمة لريال مدريد أمام باتشوكا، يوم الأحد، في الجولة الثانية من دور المجموعات لبطولة كأس العالم لكرة القدم للأندية 2025، بعد أن غاب ضد الهلال السعودي. أخبار ذات صلة

ريال يعلن نقل مبابي للمستشفى بسبب التهاب المعدة والأمعاء
ريال يعلن نقل مبابي للمستشفى بسبب التهاب المعدة والأمعاء

الشرق الأوسط

timeمنذ 5 ساعات

  • الشرق الأوسط

ريال يعلن نقل مبابي للمستشفى بسبب التهاب المعدة والأمعاء

قال ريال مدريد، الخميس، إن مهاجمه كيليان مبابي نُقل إلى المستشفى بعد معاناته من التهاب في المعدة والأمعاء خلال كأس العالم للأندية لكرة القدم المقامة حالياً بالولايات المتحدة. وأضاف ريال في بيان: «لاعبنا كيليان مبابي يعاني التهاباً حاداً في المعدة والأمعاء، وتم نقله إلى المستشفى للخضوع لمجموعة من الفحوص واتباع مسار العلاج المناسب». وغاب الفرنسي مبابي عن المباراة الأولى لريال في كأس العالم للأندية والتي انتهت بالتعادل 1 - 1 مع الهلال السعودي، الأربعاء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store