
نقابة الصحافيين المصريين تدين جريمة التجويع الممنهجة ضد الفلسطينيين في غزة
وقالت النقابة في بيانها إن 'المشهد الحالي يُدمي الضمير الإنساني'، مشيرة إلى أن حصيلة شهداء الجوع ارتفعت إلى 900 فلسطيني، بينهم 71 طفلًا يُدفنون أحياءً تحت أنقاض المجاعة التي يصنعها جيش الاحتلال ومجرمو الحرب الصهاينة بشكل منظم وممنهج، بمشاركة أمريكية وتواطؤ دولي، في ظل صمت عربي مخجل. وأضافت أن أكثر من 6 آلاف مدني أُصيبوا برصاص القناصة أثناء انتظارهم لقوت يومهم عند نقاط توزيع المساعدات.
وأوضح البيان أن الجريمة بلغت ذروتها في يوليو/تموز الجاري مع تسجيل 18 حالة وفاة يوميًا بسبب الجوع، فيما وصل عدد الأطفال المهددين بالموت إلى 650 ألف طفل، ويحتاج نحو 112 طفلًا يوميًا إلى دخول المستشفيات بسبب الهزال الحاد.
وأشار إلى أن نحو 60 ألف امرأة حامل يواجهن الموت أو فقدان أجنّتهن نتيجة انعدام الغذاء، في وقت أصبحت فيه الأسر تعتمد على كيلوغرام واحد من العدس شهريًا كحدٍّ للبقاء على قيد الحياة، بعد أن ارتفع سعر الدقيق إلى ثلاثة آلاف ضعف.
وأضاف البيان: 'إنها جريمة حرب مروعة، وواحدة من أبشع الجرائم الإنسانية، تحدث بينما يقف العالم إما مشاركًا في الجريمة أو متفرجًا، عماده الصمت المخزي'. وتساءلت النقابة: 'هل ننتظر حتى يُدفن آخر طفل في غزة؟ كل دقيقة تأخير هي سطر يُكتب بدماء الأبرياء. إنها معركة الإنسانية قبل أن تكون معركة الشعب الفلسطيني'.
وأكدت النقابة أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس جريمة إبادة جماعية منذ أكثر من عشرين شهرًا، حوّل خلالها قطاع غزة إلى أكبر سجن مكشوف يشهد مجاعة ممنهجة في العصر الحديث، انتقلت من مرحلة القتل بالقنابل والرصاص إلى حرب تجويع شاملة، واستهداف مباشر لطالبي الغذاء في شكل جديد من الإجرام 'فاق الجرائم النازية'. وذكرت أن المأساة بلغت ذروتها منذ مايو/أيار الماضي، حيث سقط ألف شهيد برصاص الجيش الإسرائيلي أمام شاحنات المساعدات، من بينهم ضحايا مجزرتي السودانية (67 شهيدًا) وزيكيم (63 شهيدًا) في يوليو/تموز الجاري.
وشددت النقابة على أن ما يجري في القطاع ليس 'أخطاء عسكرية'، بل سياسة تطهير عرقي، وصفها مفوّض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأنها: 'عقاب جماعي يُعد جريمة حرب'.
وانتقد البيان صمت المجتمع الدولي وتواطؤه مع الاحتلال من خلال منع إعلان المجاعة رسميًا رغم تحقق كل شروطها (20% من السكان يعانون جوعًا شديدًا، و30% من الأطفال مصابون بهزال حاد)، وكذلك صمت العالم العربي الذي 'يغسل يديه من دماء أطفال غزة'، معتبرًا أن كل هذه الممارسات جرائم تضاف إلى سجل العار الإنساني.
وتساءلت النقابة: 'هل يُعقل أن يموت الفلسطيني جوعًا في القرن الحادي والعشرين، بينما يُرشح الجلادون لجوائز نوبل؟'
وجددت النقابة مطالبها بمحاكمة قادة الاحتلال والقادة الأمريكيين الداعمين لهم أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهم الإبادة الجماعية و'الإبادة بالجوع'، داعية المحكمة إلى توثيق هذه الجرائم باعتبارها أبشع الجرائم ضد الإنسانية.
كما دعت الشعوب العربية إلى مقاطعة السلع الصهيونية والأمريكية وسلع الدول الداعمة للاحتلال، وطالبت الدول العربية بـ قطع العلاقات فورًا مع الكيان الصهيوني، ووقف جميع أشكال التطبيع والتعاون التجاري، وفتح معابر الإغاثة، وعلى رأسها معبر رفح باعتباره شريان الحياة الوحيد لأهالي غزة، بما يضمن دخول جميع أشكال المساعدات دون قيود، وخاصة الأدوية ووقود المستشفيات.
وحذرت من أن معبر رفح تحوّل بفعل السياسات الإسرائيلية إلى مصيدة موت، في حين تقف القوافل الإغاثية المحمّلة بالأدوية والغذاء خلف الحواجز، وكأن حياة مليوني إنسان أصبحت لعبة في أيدي القتلة.
وطالبت النقابة الأمم المتحدة بـ إعلان المجاعة رسميًا في غزة، وكسر احتكار توزيع المساعدات، كما دعت الصحافيين العرب والدوليين إلى توثيق الجريمة ونقل الصورة الكاملة، وتعميم التقارير التي توثق جرائم الاحتلال والتحريض الصهيوني ضد الفلسطينيين، وإيصالها إلى البرلمانات الأوروبية والأمم المتحدة، مؤكدة أن 'سلاحنا سيظل هو الكلمة في مواجهة آلة التعتيم والتزييف، وصمتكم اليوم مشاركة في الجريمة'.
وأشار البيان إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل ولليوم 145 على التوالي إغلاق معبري كرم أبو سالم والعوجة ومنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، فيما تصطف آلاف الشاحنات في شمال سيناء وأمام معبر رفح، وقد تعرضت أطنان من المساعدات للتلف بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بحسب مصادر الهلال الأحمر المصري.
كما يواصل الاحتلال إغلاق معبر رفح من الجانب الفلسطيني لليوم 127 على التوالي، مانعًا خروج الجرحى والمصابين والمرضى للعلاج في المستشفيات المصرية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 3 أيام
- العربي الجديد
بنغلادش تكشف إصلاحات ديمقراطية في ذكرى إطاحة الشيخة حسينة
أعلنت الحكومة الانتقالية في بنغلادش، يوم السبت، أنها ستصدر قائمة إصلاحات ديمقراطية في الخامس من أغسطس/آب، في الذكرى السنوية الأولى لإطاحة الحكم السابق. وتشهد البلاد، الواقعة في جنوب آسيا ويبلغ عدد سكانها نحو 170 مليون نسمة، اضطرابات سياسية منذ أن أطاحت ثورة قادها الطلاب رئيسةَ الوزراء الشيخة حسينة ، منهيةً حكمها الذي دام 15 عاماً. ويقود محمد يونس (85 عاماً)، الحائز على جائزة نوبل للسّلام، الحكومة الانتقالية إلى حين إجراء الانتخابات. وسبق ليونس أن تعهّد بالكشف عن "مبادرة كبيرة" لإصلاح المؤسسات الديمقراطية، لكن الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاقات أحرزت تقدماً بطيئاً في ظل تنافس الأحزاب السياسية قبيل الانتخابات المقررة مطلع عام 2026. لجوء واغتراب التحديثات الحية "هيومن رايتس ووتش": ترحيل الهند مسلمين إلى بنغلادش غير قانوني وفي 29 تموز/يوليو، أعلن يونس أنه يعمل على "بناء إجماع وطني واسع حول نظام سياسي متجدد يُتيح انتخابات شاملة وتشاركية وذات مصداقية". وأعلن مكتب رئيس الوزراء، يوم السبت، أن "إعلان يوليو/تموز "... "سيُقدّم للأمة... بحضور كل الأحزاب السياسية التي شاركت في الانتفاضة الجماهيرية". وشهد حكم الشيخة حسينة انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، من بينها اعتقالات جماعية وعمليات قتل خارج نطاق القضاء بحق المعارضين، كما اتُّهمت حكومتها بتسييس المحاكم والخدمة العامة، وإجراء انتخابات منحازة، وتفكيك الضوابط الديمقراطية على سلطتها. وفرّت حسينة، البالغة 77 عاماً، إلى الهند، ولم تتجاوب مع استدعائها لحضور محاكمتها الجارية بتهم ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية. وبدأت الاحتجاجات في بنغلادش في الأول من يوليو/تموز 2024، إذ طالب طلاب الجامعات بإصلاح نظام الحصص في وظائف القطاع العام. وبلغت ذروتها في الخامس من أغسطس/آب، عندما اقتحم آلاف المتظاهرين قصر رئيسة الوزراء، التي كانت قد فرّت على متن مروحية. (فرانس برس)


القدس العربي
منذ 3 أيام
- القدس العربي
تهديدات وتسريبات وادعاءات جنسية.. هكذا تعطلت تحقيقات كريم خان في جرائم الحرب الإسرائيلية
لندن ـ 'القدس العربي': كشف تحقيق خاص أجراه موقع 'ميدل إيست آي' تفاصيل حملة الترهيب التي تعرض لها مدعي المحكمة الجنائية الدولية كريم خان بسبب تحقيقاته في جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة. وأكد الموقع أن التسلسلات الزمنية للأحداث تُظهر أن الضغوط على خان بدأت بالتزايد في نيسان/ أبريل 2024 خلال استعداده لتقديم طلبات مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك يواف غالانت ثم تصاعدت مجددًا في تشرين الأول/ أكتوبر، قبل إصدار القضاة لتلك المذكرات. وقد شملت هذه الحملة تهديدات مباشرة وتحذيرات من شخصيات نافذة وتسريبات من مقربين وزملاء وأصدقاء للعائلة يعملون ضده هذا إلى جانب مخاوف على سلامته بعد رصد فريق من الموساد في لاهاي وتسريبات إعلامية بشأن مزاعم باعتداء جنسي. ويأتي ذلك في سياق جهود عمل خان على قضية ضد نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين بسبب إدارتهم للحرب على حماس في غزة وتصاعد الاستيطان وأعمال العنف بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بشكل غير قانوني. خان تلقى تحذيرا مفاده أنه إذا لم يتم سحب مذكرات التوقيف التي صدرت السنة الماضية بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، فإن المحكمة الجنائية الدولية ستُدمَّر وسيُدمَّر معها وذكر الموقع أنه في أيار/ مايو الماضي، كشف أن خان تلقى تحذيرا مفاده أنه إذا لم يتم سحب مذكرات التوقيف التي صدرت السنة الماضية بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، فإن المحكمة الجنائية الدولية ستُدمَّر وسيُدمَّر معها. وقد نقل هذا التحذير المحامي البريطاني-الإسرائيلي نيكولاس كوفمان خلال لقاء جمعه بخان وزوجته، شيامالا ألاجندرا، في أحد فنادق لاهاي. وذكر الموقع أن هذا الاجتماع عُقد قبل أقل من أسبوعين من نشر مزاعم الاعتداء الجنسي ضد خان التي ينفيها بشكل قاطع، وذلك في وقت كان يستعد فيه لطلب مذكرات توقيف إضافية بحق مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية. وقال إنه بعد فشل محاولة لتعليق مهامه، تقدّم خان بإجازة من منصبه في ظل تحقيق أممي جارٍ بشأن المزاعم الموجهة ضده. كانت الضغوط على خان قد بدأت في التصاعد حتى قبل انتشار المزاعم في وسائل الإعلام، حيث حصل 'ميدل إيست آي' على تفاصيل مراسلات بين خان والمشتكية – وهي موظّفة في المحكمة – تطرح تساؤلات بشأن بعض ما ورد سابقًا في الإعلام الأمريكي والبريطاني حول القضية. ويذكر 'ميدل إيست آي' أن المشتكية حافظت على علاقات ودية مع كل من خان وزوجته طوال الفترة التي زعمت فيها تعرضها لاعتداءات منتظمة من خان. وقد أكدت المشتكية أنها تعاونت بشكل كامل مع التحقيق الأممي، لكنها لا تستطيع 'التفاعل مع الأسئلة المطروحة أو تصحيح المغالطات' بسبب 'الالتزام بالسرية والنزاهة المهنية'. أما خان فقد امتنع عن التعليق على القضايا المطروحة في هذا التحقيق. تُظهر التسلسلات الزمنية للأحداث أن الضغوط على خان بدأت بالتزايد في نيسان/ أبريل 2024 خلال استعداده لتقديم طلبات مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت ثم تصاعدت مجددًا في تشرين الأول/ أكتوبر، قبل إصدار القضاة لتلك المذكرات. ويكشف التحقيق أنه في نيسان/ أبريل 2024، وقبل أسابيع من تقدُّم خان بطلبات توقيف بحق نتنياهو وغالانت، وجّه وزير الخارجية البريطاني آنذاك، ديفيد كاميرون، تهديدًا غير معلن إلى خان مفاده أن بريطانيا ستوقف تمويل المحكمة وستنسحب منها في حال صدرت مذكّرات توقيف بحق قادة من الكيان الإسرائيلي. ولم يرد كاميرون على طلبات 'ميدل إيست آي' للتعليق، كما رفضت وزارة الخارجية البريطانية الإدلاء بأي تصريح. في اليوم التالي للمكالمة مع كاميرون، كتب 12 سيناتورًا جمهوريًا، من بينهم ماركو روبيو الذي يشغل الآن منصب وزير خارجية إدارة ترامب، رسالة إلى خان حذروا فيها: 'استهدفوا إسرائيل وسنستهدفكم'. وهددوا بأنه إذا أصدرت المحكمة مذكرات توقيف ضد مسؤولين إسرائيليين، فإن الولايات المتحدة ستفرض 'عقوبات على موظفيكم وشركائكم، وستمنعكم وعائلاتكم من دخول الولايات المتحدة'. وهدد النائب الجمهوري ليندسي غراهام خان والمحكمة الجنائية الدولية، وقال إنها 'مخصصة لأفريقيا ولأمثال بوتين، وليس للديمقراطيات مثل إسرائيل'. وقد تلقّى خان إفادة أمنية تشير إلى أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ينشط في لاهاي ويشكّل تهديدًا محتملاً للمدعي العام. كما كتبت له المرأة التي اتهمته بسوء السلوك الجنسي في أيار/ مايو سنة 2024 عبر رسائل نصية أنها تشعر بأن 'هناك ألعابًا تُدار' وأن هناك محاولات لاستخدامها 'كأداة في لعبة لا ترغب في المشاركة فيها'. وقد أُغلقت التحقيقات الداخلية في المحكمة بشأن المزاعم بعد رفضها التعاون. وكانت المُشتكية قد طلبت في وقت سابق دعم خان في تقديم شكوى ضد مسؤول رفيع آخر في المحكمة، وذلك خلال الفترة التي زعمت لاحقًا أن خان اعتدى عليها خلالها. ولم يجد المحققون أي دليل على وجود مخالفة من جانب المسؤول المعني. ووفق الموقع فقد اضطلع توماس لينش، المساعد الخاص لخان ـ وصديق العائلةـ والمسؤول عن التنسيق مع إسرائيل في ملف فلسطين، دورًا محوريًا في تحويل المزاعم ضد خان إلى شكوى رسمية. لكن في أحاديث خاصة مع زوجة خان، أعرب عن شكوكه في صحة المزاعم، واعتبر توقيتها 'مريبًا'. وفي رده على استفسارات الموقع، وصف لينش الاتهامات الواردة في التقرير بأنها 'كاذبة ومضلّلة'. وقالت محامية تعمل في المحكمة إن هناك مجموعة داخل المؤسسة تعارض نهج خان وتعمل على تقويض سمعته. وأضافت أنها تلقت في أيار/ مايو سنة 2024 استفسارًا عمّا إذا كان خان قد تصرّف معها بشكل غير لائق، فأجابت: 'هو آخر شخص يمكن أن يخطر ببالي في هذا السياق'. ترافقت الحملة ضد خان مع إجراءات عقابية وعدائية اتخذتها الولايات المتحدة ضد المحكمة. ومنذ شباط/ فبراير، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على خان على خلفية مذكرات التوقيف التي أصدرها بحق نتنياهو وغالانت، مع العلم أن الولايات المتحدة، شأنها شأن الكيان الإسرائيلي، لا تعترف باختصاص المحكمة. وفي الشهر الماضي، فرضت الولايات المتحدة مزيدًا من العقوبات على أربعة قضاة في المحكمة، متهمةً إياهم بـ'أعمال غير مشروعة' تستهدف الولايات المتحدة و'إسرائيل'. وفي هذا الشهر، وجّه مستشار قانوني رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرًا إلى الهيئة الرقابية للمحكمة، مؤكداً أن 'جميع الخيارات مطروحة' إذا لم تُسحب مذكرتا التوقيف بحق بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت. ومع ذلك، رفض قضاة المحكمة الجنائية الدولية في 16 تموز/يوليو طلبًا إسرائيليًا لسحب مذكرتي التوقيف بانتظار صدور قرار المحكمة في الطعن الإسرائيلي الجاري بشأن اختصاصها في القضية. تلقّى خان إفادة أمنية تشير إلى أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ينشط في لاهاي ويشكّل تهديدًا محتملاً للمدعي العام. وقال مصدر مطّلع في لاهاي، تحدّث إلى موقع 'ميدل إيست آي' بشرط عدم الكشف عن هويته: 'هذه كانت محاولةً ليس فقط للنيل من كريم خان بل لضرب المحكمة الجنائية الدولية نفسها – من قبل دول تدّعي دعمها لسيادة القانون الدولي'. وأضاف أن خان التزم بجميع الإجراءات القانونية بدقة عند تقديم طلبات المذكرات. وتابع المصدر: 'إن كان هناك ما يُؤخذ عليه، فهو أنه أبطأ سير العملية'. منذ تولّيه منصب المدعي العام في سنة 2021، شدّد خان معايير إصدار مذكرات التوقيف لتتطلّب وجود احتمال واقعي بالإدانة. وكان التحقيق الجنائي في مزاعم ارتكاب جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة قد أُطلق قبل أشهر قليلة من تسلّم خان لمنصبه خلفًا لفاتو بنسودا، وزيرة العدل السابقة في غامبيا وسفيرة بلادها حاليًا في لندن. وكشفت صحيفة الغارديان السنة الماضية أن جهاز الموساد الإسرائيلي مارس ضغوطًا على بنسودا وهدّدها في حملة استمرت لسنوات ولم تنجح في ثنيها عن فتح التحقيق، ثم وُضع خان تحت المراقبة بعد تولّيه المنصب.


العربي الجديد
منذ 3 أيام
- العربي الجديد
"ذا أتلانتيك": ترامب اقتنع بأن نتنياهو يطيل الحرب للبقاء في السلطة
ذكرت صحيفة "ذا اتلانتيك" الأميركية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بات مقتنعا بالاعتقاد السائد في واشنطن بأن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل إطالة أمد حرب الإبادة على غزة من أجل البقاء في السلطة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اثنين في البيت الأبيض أن مساعدي ترامب يعتقدون أن أهداف الحرب تحققت منذ زمن بعيد وأن نتنياهو يواصل الإبادة التي أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين، للحفاظ على سلطته السياسية. كما يعتقد البيت الأبيض، وفق الصحيفة نفسها، أن نتنياهو يتخذ خطوات تتعارض مع جهود التوصل لوقف إطلاق نار. هذا الاعتقاد الذي بات يراود الرئيس الأميركي ترجعه الصحيفة، في تقرير لها، مساء الخميس، إلى حالة المجاعة وعدم التوصل لاتفاق في غزة، وكذلك الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سورية، وهي عوامل، بحسب الصحيفة، بددت "النوايا الحسنة" التي ظهرت بين الطرفين بعد انتقاد ترامب، محاكمة نتنياهو بتهم فساد، وترشيح الأخير للزعيم الجمهوري لنيل جائزة "نوبل" للسلام. لكن رغم الفتور وتغير نظرة الزعيم الجمهوري لسياسة نتنياهو، إلا أن الصحيفة نقلت عن المسؤولين قولهما إنه من غير المتوقع أن يحاسب ترامب نتنياهو بأي شكل من الأشكال، و"لن يرتجم غضبه إلى تغيير جوهري في السياسة الأميركية". وحسب الصحيفة، أصرّ مسؤول في البيت الأبيض على أنه "لا يوجد خلاف كبير" بين ترامب ونتنياهو، وأن "الحلفاء قد يختلفون أحيانًا، حتى لو كان ذلك جديًا للغاية". أخبار التحديثات الحية إدارة ترامب تفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ووفق مصادر الصحيفة، (أحدها مقرب من الرئيس ترامب)، فإن عدم التوصل لاتفاق بين أوكرانيا وروسيا، قد أثر على موقف ترامب بشأن غزة، بسبب الوعود التي قطعها الأخير بوقف الحروب إبان حملته الانتخابية. وقال مسؤولان أميركيان إضافيان للصحيفة إنّ استعداد ترامب لمعارضة نتنياهو لا يعكس خلافًا جديدًا بين الرجلين بقدر ما يعكس نهج الرئيس "أميركا أولًا"، أي أن سياسة واشنطن الخارجية لن تُمليها إسرائيل أو أي دولة أخرى. وأضافت الصحيفة أن "ترامب غير راغب في قبول رواية نتنياهو للأحداث، سواءً فيما يتعلق بالأوضاع على الأرض في غزة أو بالحكومة الجديدة في سورية"، مشيرة إلى أن زيارة المبعوث ستيف ويتكوف، الخميس، إلى مراكز المساعدات في غزة كان هدفها إعداد تقييمه الخاص للوضع الإنساني وجدوى "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تورطت بأحداث دامية بسبب آلية المساعدات الفوضوية التي اتبعتها بإشراف الجيش الإسرائيلي، حيث استشهد مئات الفلسطينيين وجرح الآلاف وهم ينتظرون المساعدات على نقاط محدودة استحدثتها المؤسسة في القطاع المحاصر. الصورة فلسطينيون يتزاحمون للحصول على مساعدات قرب زيكيم، 1 أغسطس 2025 (الأناضول) ووفق الصحيفة، ناقش مساعدو الرئيس الأميركي حث إسرائيل على زيادة كمية الغذاء والإمدادات التي تسمح بدخولها إلى غزة بشكل كبير، مع الضغط في الوقت نفسه على الجيش الإسرائيلي لوقف إطلاق النار على المدنيين. ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين أن ترامب بات يدرك الغضب المتزايد تجاه إسرائيل من قِبل مؤيدي سياسة "لنجعل أميركا عظيمة مجددًا" (ماغا MAGA)، "الذين لا يريدون للولايات المتحدة أن تتورط في صراع على الجانب الآخر من العالم". واستشهدت الصحيفة بحديث النائبة مارجوري تايلور غرين، المؤيدة القوية لترامب، باعتبارها أول جمهورية في الكونغرس تُقر بأن الوضع في غزة "إبادة جماعية". وأضافت الصحيفة أن ترامب والمقربين منه باتوا يخشون إثارة غضب بعض أشد مؤيديه، مشيرة إلى أن تحدي نتنياهو يهدد بإحداث شرخ إضافي في قاعدة ترامب.