
الصواريخ الإسرائيلية التي لم تنفجر.. "كنز" لـ "حماس"
تصعب مشاهدة الفيلم الذي بثّته قناة "الجزيرة" في الثامن من كانون الثاني.
تظهر في الفيلم دبابة إسرائيلية تسافر ببطء في بيت حانون في شمال قطاع غزة، حيث يتم تشغيل عبوة ناسفة شديدة الانفجار ضدها.
في الطريق التي سارت فيها مرت قبلها جرافة "دي 9" في محاولة لكشف الألغام، لكن العمق الذي تم دفن العبوة فيه أدى إلى فشل اكتشافها.
نتيجة انفجار العبوة ملأ الدخان الشاشة دقائق طويلة. وعندما تلاشى الغبار شاهدنا الدبابة مقلوبة والجنود الإسرائيليين يحيطون بها في محاولة لإنقاذ الجنود الذين كانوا فيها.
أدت قوة الانفجار إلى انفصال برميل الدبابة والبرج من مكانهما. الكاميرا، التي وضعتها "حماس" لمعرفة توقيت تفجير القنبلة استمرت في تصوير العملية طوال الوقت لغرض الدعاية.
وظهر مدماك آخر من المأساة في التحقيق الذي أجري بعد الانفجار. وأظهر التحقيق أن العبوة تم إعدادها من مواد متفجرة مصدرها بقايا قنابل لم تنفجر للجيش الإسرائيلي، أي قذائف سلاح الجو الإسرائيلي التي لم تنفجر.
لم يكن هذا الحادث الأول والأخير لاستخدام "حماس" للقنابل التي لم تنفجر.
عدد القنابل التي لم تنفجر في القطاع نتيجة هجمات سلاح الجو في السنة والنصف الأخيرة، كبير.
حتى نهاية 2024 فإن عدد هجمات الجيش الإسرائيلي الجوية في القطاع هو أكثر من 40 ألف هجوم.
وقدر مركز الألغام التابع للأمم المتحدة أن 5 – 10 في المئة منها لم تنفجر.
وعلمت "ذي ماركر" أنه حتى بداية 2025 عرفوا في سلاح الجو أن حوالى 3 آلاف قذيفة على الأقل لم تنفجر، وبقيت في أعقاب هذه الهجمات.
تكلفة كل قنبلة منها 20 – 30 ألف دولار، والمعنى هو أن استغلال القنابل التي لم تنفجر للجيش الإسرائيلي من قبل "حماس" لغرض إنتاج العبوات ليس موضوعاً بسيطاً.
عملياً، يمكن وصف هذه القنابل، التي لم تنفجر، بأنها مسار نقلت دولة إسرائيل بوساطته بغير إرادتها لـ "حماس" آلاف الأطنان من المواد المتفجرة التي تبلغ قيمتها عشرات ملايين الدولارات خلال السنة والنصف الأخيرة.
مع الأخذ في الحسبان الضائقة في الوسائل القتالية التي تعاني منها "حماس" فإن هذه مواد خام تمكنها من إنتاج العبوات.
يحدث هذا في الفترة التي تحول فيها استخدام هذه العبوة إلى مصدر رئيس في الصراع مع "حماس"، الذي يجبي حياة جنود الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، ويتوقع أن يجبي ثمناً باهظاً أكثر على خلفية الخطة التي تمت المصادقة عليها في الكابينت، توسيع العملية في القطاع.
مشكلة فنية
السبب في آلاف القنابل التي لم تنفجر في عمليات القصف الإسرائيلية في قطاع غزة في السنة والنصف الأخيرة هو اقتصاد التسلح لدولة إسرائيل.
الأغلبية الساحقة من الحالات كان مصدر الفشل في قذائف سلاح الجو، التي لم تنفجر، هو مشكلة فنية.
أدت عشرات آلاف الهجمات في القطاع إلى أن احتياطي الصواعق (الأجهزة التي تشغل المواد المتفجرة) لدى الجيش تضاءل.
من يبحث عن تعبير لذلك فانه سيجده في ارتفاع 2000 في المئة، سجلته أسهم الشركة المنتجة للصواعق الإسرائيلية "أريت".
بسبب الاحتياط الجزئي فإن الجيش بدأ في استخدام صواعق قديمة، جمعها من مصادر مختلفة أو حصل عليها من الأميركيين، بعضها عمره عشرات السنين.
النتيجة هي أن نسبة القذائف التي لم تنفجر قفزت من 2 في المئة من إجمالي القنابل التي تم إلقاؤها إلى 20 في المئة في جزء من القذائف التي استخدمها سلاح الجو في القطاع.
استخدام "حماس" للقنابل التي لم تنفجر لا يعتبر أمراً معقداً، في بعض الحالات يقومون بقطع القنبلة وإخراج المواد المتفجرة منها ونقلها إلى صندوق معدني كبير من أجل استخدامها كعبوة.
وفي حالات أخرى يأخذون القنبلة كما هي ويربطونها بسلك تفجير. و"حماس" مستعدة لتحمل القتلى من "حوادث العمل".
أطلق وانس
النسبة المرتفعة للقذائف التي لم تنفجر تطرح عدة أسئلة: هل الجيش الإسرائيلي نفذ متابعة دقيقة للقنابل التي لم تنفجر؟
إذا كان الأمر حدث فلماذا لم يتم توفير خرائط استخبارية لمستوى القيادة في الميدان عليها النقاط التي يمكن أن تكون فيها قنابل لم تنفجر، كي يتم تشخيص خلايا "حماس" التي تتجول حولها في محاولة لـ "إعادة تدويرها"؟.
أسئلة أخرى مثل لماذا عندما شخّص سلاح الجو أن القنبلة التي ألقيت لم تنفجر لم يتم اتخاذ قرار بقصف الهدف ذاته مرة أخرى بقنبلة دقيقة؟
حتى عندما تبين أن الأسلحة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي سيئة الجودة، ما يؤدي إلى ارتفاع عدد القنابل التي لا تنفجر، هل جرى اختيار انتقائي للأهداف؟
في حالات كثيرة أنقذت عمليات قصف سلاح الجو حياة الجنود. ولكن مثلما صاغ ذلك ضابط حارب في القتال في عدة جولات في السنة والنصف الأخيرة: "ليس كل قصف للجيش الإسرائيلي يستهدف قتل قائد كتيبة في الشجاعية. أحياناً يقرر قائد كتيبة إسرائيلي أو قائد لواء أن مبنى معيناً في القطاع، لا يعيش فيه أي أحد، هو مرتفع جداً حسب رأيه، وطلب تدميره".
الوضع الذي وصلنا إليه والذي توجد فيه عشرات الأطنان من المواد المتفجرة في القطاع، التي تنتظر "حماس"، هو وضع غير طبيعي.
بصورة تقليدية فإن القذائف التي لا تنفجر هي "مشكلة الطرف الثاني" في الحرب.
السوريون غير قلقين من الألغام التي بقيت في هضبة الجولان لمدة خمسين سنة بعد حرب "يوم الغفران".
الأردنيون لا ينزعجون من أنه حتى الآن، على بعد بضعة مئات الأمتار عن الشارع رقم 1، يقوم الإسرائيليون بالتنزه قرب المناطق التي بقيت فيها ألغام منذ 1967.
بالدرجة ذاتها لا يقلق الجيش الإسرائيلي من أن سكان غزة سيواصلون العيش قرب المناطق التي توجد فيها قنابل لم تنفجر لسنوات بعد انتهاء الحرب الحالية.
لكن في الوضع الحالي الذي يواصل فيه جنود الجيش الإسرائيلي التمرغ في وحل غزة بعد سنة ونصف على بداية الحرب فإن هذه القذائف التي لم تنفجر هي مشكلة للإسرائيليين. لذلك، من المهم الإجابة عن هذه الأسئلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الايام
منذ ساعة واحدة
- جريدة الايام
إدانة خمسة أشخاص بارتكاب جرائم كراهية بسبب إساءة عنصرية ضحيتها "فينيسيوس"
مدريد - رويترز: قالت رابطة الدوري الإسباني إن خمسة أشخاص صدرت بحقهم أحكام بالسجن بتهمة الإساءة العنصرية لمهاجم ريال مدريد فينيسيوس جونيور خلال إحدى المباريات في أول حكم تاريخي في إسبانيا يدين الإهانات العنصرية في ملاعب كرة القدم باعتبارها جرائم كراهية. وفي ديسمبر كانون الأول 2022، تعرض الدولي البرازيلي على ما يبدو لإساءة في فوز ريال مدريد 2-صفر خارج ملعبه على ريال بلد الوليد أثناء مروره بين المشجعين بعد استبداله في ملعب خوسيه زوريا. وقضت محكمة في بلد الوليد بسجن خمسة أشخاص لمدة عام ووقعت عليهم غرامات تتراوح بين 1080 يورو (1226.12 دولار) و1620 يورو. وتم تعليق عقوبة السجن بشرط عدم ارتكابهم أي مخالفة في السنوات الثلاث المقبلة مع عدم السماح لهم بحضور أي مباراة في نفس الفترة. وقالت رابطة الدوري الإسباني في بيان "بفضل جهود رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم التي تقدمت بالشكوى وتصرفت في البداية كجهة ادعاء خاصة وانضم إليها لاحقا اللاعب فينيسيوس وريال مدريد وكذلك مكتب المدعي العام ظهر هذا الحكم التاريخي للنور". وأضافت "يمثل هذا الحكم علامة فارقة لا سابق لها في جهود مكافحة العنصرية في الرياضة في إسبانيا". وتابعت "حقيقة أن هذا الحكم يشير صراحة إلى جرائم الكراهية المرتبطة بالإهانات العنصرية يبعث رسالة مفادها أن التعصب لا مكان له في كرة القدم". ونادرا ما تتطلب أحكام السجن التي تقل مدتها عن عامين بسبب جرائم لا ترتبط بالعنف في إسبانيا أن يقضي المتهم الذي لم يسبق إدانته سابقا عقوبة السجن. وفي حزيران من العام الماضي، حُكم على ثلاثة من مشجعي فالنسيا بالسجن لمدة ثمانية أشهر بتهمة إهانة فينيسيوس من خلال "الصراخ والإيماءات والهتافات التي تشير إلى لون بشرته". وفي أيلول، أدين أحد المشجعين الذي وجه إساءة عنصرية لفينيسيوس ولاعب فياريال سامويل شوكويزي في مباراتين في مايوركا في 2023، وصدرت ضده عقوبة بالسجن مع إيقاف التنفيذ. وحُكم على المعتدي بالسجن لمدة 12 شهرا مع إيقاف التنفيذ بعد اعتذاره في رسالة إلى فينيسيوس وخضوعه لدورة تثقيفية في مجال مكافحة التمييز كما تم منعه من دخول الملاعب لمدة ثلاث سنوات.


قدس نت
منذ 6 ساعات
- قدس نت
صحيفة الشرق الأوسط: استشهاد محمد السنوار وعدد من قادة القسام في قصف على نفق قرب المستشفى الأوروبي بخان يونس
أكدت مصادر فلسطينية، اليوم الأربعاء، استشهاد محمد السنوار، القيادي البارز في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، في قصف إسرائيلي استهدف نفقًا تحت الأرض قرب المستشفى الأوروبي شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، قبل نحو أسبوع. وقالت المصادر لـ"الشرق الأوسط" إن السنوار، الشقيق الأصغر لقائد حماس الراحل يحيى السنوار، كان برفقة عدد من القيادات الميدانية للقسام داخل النفق، وتم التحقق من استشهاده بعد إرسال عناصر خاصة من الكتائب إلى الموقع، حيث تعرفوا على الجثث وأكدوا استشهاده بالاضافة إلى عدد من مرافقيه. دفن تحت الأرض لدواعٍ أمنية وبحسب المصدر، فإن الجثث تم نقلها من النفق المستهدف إلى نفق مجاور حيث تم تكفينهم هناك، دون إخراجهم إلى سطح الأرض "لأسباب أمنية". ورجّح المصدر أن يتم دفنهم مؤقتًا داخل النفق إلى حين استقرار الوضع الميداني في القطاع. وتُعد هذه الطريقة مشابهة لما قامت به الحركة سابقًا بعد اغتيال عضوي المكتب السياسي روحي مشتهى وسامح السراج، حين تم نقل جثمانيهما ودفنهما بنفس الآلية بعد وقف مؤقت لإطلاق النار. أبرز المستهدفين منذ بداية الحرب وبقي محمد السنوار هدفًا رئيسيًا لإسرائيل منذ بداية الحرب في غزة، رغم عدم إعلان الجيش الإسرائيلي رسميًا عن استهدافه بشكل مباشر خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية. ويُشار إلى أن السنوار يُنسب له دور كبير في إدارة العمليات العسكرية خلال الحرب، وكان أحد مهندسي هجوم "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023. قيادات أخرى استشهدت في الهجوم وأكد مصدر آخر في "حماس" استشهاد السنوار، مشيرًا إلى أن "محمد شبانة" قائد لواء رفح، وقائد كتيبة آخر من نفس اللواء، استشهد معه في النفق ذاته، ولم ينجُ أحد من المجموعة. وأضاف أن القيادات وصلت إلى النفق قبل ثلاثة أيام من استهدافه، وكان من المفترض مغادرته قبل تنفيذ القصف، لكن العملية تأجلت لأسباب أمنية. في الوقت ذاته، أفادت مصادر ميدانية أن الهجوم الجوي ذاته أدى إلى استشهاد مهدي كوارع، قائد الكتيبة الغربية في لواء خان يونس، الذي لم يكن في النفق، لكنه كان داخل منزل قريب تعرض للقصف أثناء محاولته الدخول أو الخروج من إحدى فتحات النفق الموجودة داخله. تساؤلات حول الاجتماع الأمني وأثارت الحادثة تساؤلات واسعة حول أسباب اجتماع عدد من القيادات البارزة والميدانية في مكان واحد، رغم وجود تعليمات صارمة سابقة بتجنب التجمعات والاعتماد على التواصل الفردي لضمان السرية وتقليل احتمالات الاستهداف. تزامن مع تسليم الجندي عيدان وتزامن استشهاد السنوار مع عملية تسليم الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية، والتي قامت بها "حماس" كبادرة لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المنطقة، ما أثار تكهنات حول ارتباط الأحداث بتغييرات ميدانية أو سياسية مرتقبة. المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة


جريدة الايام
منذ 16 ساعات
- جريدة الايام
الضغط على إسرائيل في ذروته
يستعد الجيش الإسرائيلي للقتال داخل قطاع غزة. وتنفذ القوات في هذه اللحظة نوعا من الزحف البطيء في داخل المجال الذي تنظم نفسها فيه. وحسب منشورات أجنبية، في صباح يوم أمس عملت قوة خاصة من الجيش الإسرائيلي قرب مستشفى ناصر في جنوب خان يونس. وكان الهدف هو أحمد سرحان رئيس لجان المقاومة في جنوب القطاع. يدور الحديث عن خلية إرهاب متفرعة عن حماس. وحسب المنشورات الأجنبية، فقد شارك في الاجتياح في 7 أكتوبر في الغلاف واحتجز مخطوفين. وكان هدف العملية اعتقال المخرب للتحقيق معه في إسرائيل. استغل الجيش الإسرائيلي حقيقة أن القوات توجد تماماً بمحاذاة أحياء خان يونس، وفي الميدان يوجد عدم استقرار من ناحية حماس، كي ينفذ العملية. غير أن ما كان يفترض على الورق أن يكون عملية هي جزء من دخول مستعرب واعتقال المخرب تعقد إلى معركة في نهايتها قتل المخرب سرحان. زوجته وابنه اعتقلا وجيء بهما للتحقيق في إسرائيل. تحاول إسرائيل في هذه اللحظة تنفيذ بضع خطوات بالتوازي. الأولى: تحسين المواقع قبل الانتقال إلى الهجوم. الثانية: الاستيلاء على ذخائر في حالة فرض على الطرفين وقف القتال قبل أن يبدأ. والثالثة: ممارسة ضغط جسدي غير معتدل على حماس. يعمل المقاتلون في غزة منذ أكثر من سنة وسبعة أشهر. الانهاك واضح. بعد قتال متواصل في ساحات مختلفة، يصعب على الجنود احتمال كل التوتر. لقد أصاب لواء الناحل حين وجه المقاتلين إلى ضابط الأمن بعد أن شرحوا أنه يصعب عليهم الدخول في مسار قتالي آخر في غزة. ليس هذا رفضاً بل انهاك نفسي هو طبيعي في واقع مشوش وغير طبيعي. أمس بدا الأميركيون أقل أدباً. أقوال الناطقة بلسان البيت الأبيض كانت واضحة: الرئيس دونالد ترامب يطلب ويتوقع إنهاء الحرب. مصدر في الجيش قال إن الواقع يدل على أنه عندما يطلب الأميركيون شيئاً ما، فإن الكل يطيع وينفذ. انظروا موضوع إدخال المساعدات إلى غزة. من أراد أن يرى إشارة أخرى عن الضغط الذي يمارس لأجل إنهاء القصة في غزة، تلقى تقارير مدراء شركات الطيران الأجنبية الذين بلغوا بأنهم لن يعيدوا حالياً الرحلات الجوية إلى إسرائيل. ومثلما في كلمات القصيدة – «نحن نبقى في البلاد». بالتوازي، فإن الأحزاب الحريدية هي الأخرى تفهم أن إنهاء القتال في غزة كفيل بأن يقلل الضغط في كل ما يتعلق بالمساواة في العبء. اليوم القريب القادم أو ذاك الذي سيأتي بعده سيحسمان إلى أين نسير: لمواصلة القتال والغرق في الوحل الغزي – أم لخطوة وقف نار وتحرير الـ 58 مخطوفاً.