logo
وسط مفاوضات معطلة.. روسيا تتقدم في شرق أوكرانيا وتستعد لاستنزاف كييف بـ"هجوم صيفي"

وسط مفاوضات معطلة.. روسيا تتقدم في شرق أوكرانيا وتستعد لاستنزاف كييف بـ"هجوم صيفي"

الشرق السعوديةمنذ 10 ساعات
تشنّ روسيا هجومها الصيفي في شرق أوكرانيا، وتواصل التقدم ببطء مستفيدة من تفوقها في عدد الجنود، إذ أعلنت موسكو أن قواتها أصبحت الآن تسيطر على منطقة لوجانسك وهي واحدة من 4 مناطق أعلنت موسكو ضمها من أوكرانيا في سبتمبر 2022، فيما تشير تقديرات إلى أن الأشهر المقبلة ستكون "حاسمة" في مسعى الرئيس فلاديمير بوتين لإجبار كييف على الاستسلام.
وقال مسؤول عينته موسكو في منطقة لوجانسك، الاثنين، إن القوات الروسية أصبحت تسيطر بالكامل على المنطقة، التي تُعد واحدة من أربع مناطق أوكرانية ضمتها روسيا بشكل غير قانوني في سبتمبر 2022، رغم أنها لم تكن تفرض سيطرة كاملة على أي منها آنذاك، حسبما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
وفي حال تأكيد هذه التصريحات، ستكون لوجانسك أول منطقة أوكرانية تخضع بالكامل للسيطرة الروسية منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، فيما فشلت الجهود الدولية بقيادة الولايات المتحدة في إحراز أي تقدم نحو وقف القتال.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رفض بالفعل وقف إطلاق النار، ولم يتراجع عن مطالبه التي تشمل احتفاظ موسكو بالسيطرة على المناطق الأربع التي ضمتها.
كانت لوجانسك من أولى المناطق التي شهدت تقدّماً روسياً كبيراً في بداية الحرب، لكن أوكرانيا تمكّنت باستمرار من الاحتفاظ بأجزاء صغيرة من هذه المنطقة الصناعية إلى حدّ كبير. وتزعم روسيا أنها ضمّت المنطقة بالكامل إلى جانب أربع مناطق أخرى لا تسيطر عليها بالكامل، ومن المتوقع أن يشكل مصير هذه المناطق عنصراً أساسياً في محادثات السلام لإنهاء الحرب
حرب استنزاف
وجاء هذا التطور بعد ساعات قليلة من إعلان وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، أن بلاده تهدف إلى مساعدة أوكرانيا على تسريع وتيرة إنتاج الأسلحة، في وقت تسعى فيه كييف إلى تعزيز موقفها التفاوضي في محادثات السلام مع روسيا.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأوكراني، أندري سيبيه، في العاصمة الأوكرانية كييف، قال فاديفول: "نرى أن مهمتنا تتمثل في مساعدة أوكرانيا كي تتمكن من التفاوض من موقع أقوى".
وأضاف: "عندما يتحدث بوتين عن السلام اليوم، فهذا مجرد سخرية. فاستعداده الظاهري للتفاوض ليس سوى واجهة حتى الآن".
ولا تُظهر الحرب التي تشنها روسيا أي مؤشرات على التراجع، إذ تواصل موسكو حرب الاستنزاف الشرسة على امتداد جبهة قتال يبلغ طولها نحو 1000 كيلومتر، إلى جانب شن ضربات بعيدة المدى على مناطق مدنية في أوكرانيا، ما أودى بحياة آلاف الجنود والمدنيين، وفق "أسوشيتد برس".
وتعاني أوكرانيا من نقص في العتاد والجنود على خطوط الجبهة، بينما شكل الدعم الدولي عنصراً حاسماً في صمودها في مواجهة جيش جارتها الأكبر حجماً واقتصاداً.
وتُعد ألمانيا ثاني أكبر داعم عسكري لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، التي أصبح استمرار دعمها موضع شك.
وقال فاديفول: "نريد إنشاء مشروعات صناعية مشتركة جديدة تمكن أوكرانيا من زيادة وتيرة الإنتاج وتسريعه من أجل الدفاع عن نفسها، لأن احتياجاتكم هائلة".
وأضاف الوزير: "تعاوننا في مجال التسليح ورقة رابحة حقيقية، وهو امتداد منطقي لما قدمناه من مساعدات مادية. بل ويمكننا أن نستفيد منه معاً، فبفضل ثرائكم بالأفكار وخبرتكم، سنصبح أفضل".
وكان من المقرر أيضاً أن يلتقي فاديفول بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
دفع كييف إلى الاستسلام
وجاءت زيارة أكبر دبلوماسي ألماني إلى كييف بعد أقل من 48 ساعة على شن روسيا أكبر هجوم جوي مشترك ضد أوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، في حملة قصف متصاعدة قضت على ما تبقى من آمال بإحراز تقدم في جهود السلام، وفقاً لما قاله مسؤولون أوكرانيون.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية، الاثنين، إنها رصدت 107 طائرات مُسيرة روسية من طراز "شاهد" وأخرى وهمية في الأجواء الأوكرانية خلال الليل.
وقال حاكم منطقة خاركيف، أوليه سينيهوبوف، الاثنين، إن الضربات التي استهدفت شمال شرق أوكرانيا، أسفرت عن سقوط مدنيين اثنين وإصابة ثمانية آخرين، بينهم طفل يبلغ من العمر ست سنوات.
وقال مركز "معهد دراسة الحرب" البحثي الأميركي، إن روسيا تخطط لهذه الهجمات الجوية بهدف الضغط على أوكرانيا ودفعها إلى الاستسلام.
وأوضح المعهد أن "روسيا تواصل استخدام أعداد متزايدة من الطائرات المُسيرة في هجماتها الليلية بهدف إنهاك الدفاعات الجوية الأوكرانية وتمهيد الطريق لهجمات لاحقة بصواريخ كروز والصواريخ الباليستية".
وأضاف المعهد، أن "الزيادة في حجم الهجمات الروسية، خلال الأسابيع الأخيرة، تعود بشكل كبير إلى جهود موسكو في توسيع إنتاجها الصناعي الدفاعي، وخاصة طائرات شاهد والمُسيرات الوهمية والصواريخ الباليستية".
ووجه سيبيه الشكر لألمانيا على مساهمتها في دعم الدفاع الجوي الأوكراني، ودعا برلين إلى إرسال المزيد من أنظمة الدفاع المضاد للصواريخ.
وقال سيبيه، إن الروس "يهاجمون أهدافاً مدنية لإثارة الذعر والتأثير على معنويات الشعب"، مضيفاً: "العنصر الأساسي هو نظام الدفاع الجوي".
وترددت برلين في تلبية طلب زيلينسكي بتزويد أوكرانيا بصواريخ "تاوروس" بعيدة المدى ألمانية وسويدية الصنع، والتي يمكن أن تضرب أهدافاً داخل الأراضي الروسية، خوفاً من أن يؤدي مثل هذا التحرك إلى إثارة غضب الكرملين وجر حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى أكبر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وكان المستشار الألماني فريدريش ميرتس، قد تعهد، في مايو الماضي، بمساعدة أوكرانيا على تطوير أنظمة صواريخ بعيدة المدى محلية الصنع، تكون غير خاضعة لأي قيود يفرضها الغرب على استخدامها أو على الأهداف التي يمكن أن تضربها.
ويتوقع المحلل العسكري الروسي المستقل، إيان ماتفييف، أن "الهجوم الصيفي" الذي تشنه روسيا، لن يُسفر عن اختراق كبير، لكنه قد يُمكنها من الاستيلاء على عدة آلاف من الكيلومترات المربعة من الأراضي، حسبما نقلت "واشنطن بوست".
وقال ماتفييف إن الجيش الروسي عاجز عن تنفيذ عمليات معقدة في أوكرانيا بسبب ضعف قدراته الاستخباراتية ونقص الإمدادات والفساد والإخفاقات اللوجستية وسوء التدريب.
وأضاف: "هذه التكتيكات (الهجمات الجماعية) هي الشيء الوحيد الذي يستطيع الجيش الروسي تنفيذه في الوقت الراهن. وهي تكتيكات غير إنسانية على الإطلاق، لأن الواقع هو أن الأرواح تُقايض بالأرض. ما لدينا في الجيش الروسي اليوم هو عدد كبير من الجنود، لكن من دون أي تدريب".
مشكلات تواجه الروس
وفي الأشهر الأخيرة، قدم مدونون عسكريون روس، وتقارير إعلامية مستقلة على تطبيق تليجرام، صورة متسقة لثقافة عسكرية تعاني من مشكلات، من بينها قيام جنرالات بالإدلاء بادعاءات كاذبة حول السيطرة على قرى، وإرسال الجنود في "هجمات انتحارية"، إلى جانب ضعف وسائل النقل والإمداد على الخطوط الأمامية، ما يؤدي إلى وفاة الجنود الجرحى، وفق "واشنطن بوست".
ويُوصف القادة العسكريون في كثير من الأحيان بأنهم "فاسدون"، إذ يطالبون برشاوى لإعفاء الجنود من الهجمات المميتة، ويطبقون أنظمة عقابية قاسية، تشمل حبس الجنود داخل أقفاص أو "تصفيتهم"، أي قتلهم أو إرسالهم في هجمات انتحارية، حسبما نقلت الصحيفة الأميركية.
ويقول المدونون إن النتيجة هي انخفاض في الروح المعنوية، وحالات فرار من الخدمة، وانتشار واسع لحالات السكر وتعاطي المخدرات بين صفوف الجنود الروس، حسبما نقلت الصحيفة.
ويمثل تمويل المعدات مشكلة أخرى لروسيا. رغم أن موسكو تخصص نحو 40% من ميزانيتها للحرب والأمن.
ويقول جنود على الخطوط الأمامية، إنهم يعتمدون على حملات تبرع إلكترونية ينظمها متطوعون لشراء الطائرات المُسيرة، والسترات الواقية من الرصاص، والهواتف الذكية، والمركبات، وحقائب الإسعاف الأولي، والمولدات، وبطاقات الطاقة، ووحدات "ستارلينك". لكنهم يشتكون بشكل متزايد من أن الروس سئموا من التبرع بالأموال.
ويُنظر إلى روسيا على نطاق واسع باعتبارها الطرف المتفوق في الحرب حالياً؛ بفضل امتلاكها ميزة عددية في الجنود والذخيرة والصواريخ.
وواصلت روسيا قصف المدن الأوكرانية، ما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين. لكن محللين عسكريين غربيين يرون أن وضع القوات الروسية على الجبهة يشير إلى أن "الهجوم الصيفي" الذي تسعى من خلاله موسكو لتحقيق اختراق حاسم قد يفشل، مستشهدين بتقدمها الأخير نحو مدينة سومي شمال البلاد، والذي تعثر.
وكتب المدون البارز الموالي للكرملين، يوري بودولياكا، أن القوات الأوكرانية نجحت في تثبيت خطوط دفاعها في مدينة سومي، التي تُعد أحد خطوم الهجوم الرئيسية لروسيا خلال الأسابيع القليلة الماضية.
مفاوضات معطلة
ويأتي التقدم الروسي في الوقت الذي يبدي فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إحباطاً متزايداً من عدم رغبة الكرملين في المشاركة بفعالية في مفاوضات وقف إطلاق النار. إذ على الرغم من استمرار الاجتماعات بين المسؤولين الأوكرانيين والروس في تركيا طوال الأسابيع الأخيرة، تكثف موسكو هجماتها الصاروخية وبالطائرات المسيرة على المدن الأوكرانية.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء، الأسبوع الماضي، عن بيان للكرملين القول إنه لا توجد لقاءات مرتقبة مع الجانب الأوكراني في الوقت القريب، لكن البيان أشار إلى أن "من الممكن" أن تتضح مواعيد الجولة الثالثة من المفاوضات خلال الأيام المقبلة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن بلاده منفتحة على العمل الجاد لحل الأزمة الأوكرانية، مضيفاً أن حل الأزمة الأوكرانية سيكون بزوال أسباب الحرب.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكرملين ينفي اتهامات كيلوغ بالمماطلة في محادثات السلام مع أوكرانيا
الكرملين ينفي اتهامات كيلوغ بالمماطلة في محادثات السلام مع أوكرانيا

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

الكرملين ينفي اتهامات كيلوغ بالمماطلة في محادثات السلام مع أوكرانيا

على الرغم من تحقيق الجيش الروسي في يونيو (حزيران) أكبر تقدم يسجله في الأراضي الأوكرانية منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، وتسريع تقدمه للشهر الثالث على التوالي، فإن التكلفة المرتفعة التي يدفعها لتحقيق هذا التقدم، تلقي بظلال من الشك على قدرة موسكو على تحملها واستثمار الواقع الميداني لفرض شروطها في المفاوضات المتعثرة بين الجانبين. وقد نفى الكرملين اتهامات كيث كيلوغ، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخاص إلى أوكرانيا، بأن روسيا تماطل فيما يتعلق بمحادثات السلام، وأوضح أن موسكو أوفت بكل الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال المفاوضات حتى الآن. وقال كيلوغ، الاثنين، إن «روسيا لا يمكنها مواصلة المماطلة لكسب الوقت وقصف أهداف مدنية في أوكرانيا». صورة مركبة للرئيسين الروسي والأميركي (أ.ف.ب) ورداً على سؤال بشأن هذه التصريحات، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، إن روسيا ممتنة لفريق ترمب لمساعدته في تسهيل المحادثات، لكنه شدد على أن موسكو لا تعرقلها. وأكد بيسكوف للصحافيين: «لا أحد يعطل أي شيء هنا». وأضاف: «ندعم بطبيعة الحال تحقيق الأهداف التي نسعى إليها من خلال العملية العسكرية الخاصة عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية؛ لذلك، لا نرغب في إطالة أمد أي شيء». وأشار إلى أنه يتعين الاتفاق بشأن موعد جولة ثالثة من المحادثات. أوكرانيا تضرب في العمق الروسي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مترئساً اجتماعاً لمناقشة برنامج الأسلحة الروسية في موسكو (أرشيفية - أ.ب) ميدانياً، أدى هجوم أوكراني بالمسيرات على مدينة إيجيفسك الروسية الواقعة على مسافة أكثر من 1000 كيلومتر من الحدود، إلى سقوط عدد من «القتلى والجرحى»، صباح الثلاثاء. وعلى الإثر أعلن مصدر أمني أوكراني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» طالباً عدم الكشف عن هويته أن مسيرات أطلقتها قوات الأمن الأوكرانية: «أصابت مصنع كوبول في إيجيفسك الذي ينتج نظامي الدفاع الجوي تور وأوسا، ومسيرات للجيش الروسي». وقال ألكسندر بريشالوف حاكم جمهورية أودمورتيا حيث تقع إيجيفسك في مقطع فيديو عبر «تلغرام»: «للأسف، هناك قتلى وجرحى». وقال إن الهجوم استهدف شركة في المدينة من دون أن يحدد اسمها. جندي أوكراني يخرج من مدرّعة «سترايكر» مزوّدة بدرع قفصي خلال تدريبات قرب الجبهة في دونيتسك (رويترز) وقال مسؤول بجهاز الأمن الداخلي الأوكراني، الثلاثاء، إن طائرتين مسيرتين على الأقل، بعيدتي المدى تابعتين لجهاز الأمن الأوكراني، هاجمتا مصنع كوبول، الذي قال جهاز الأمن إنه ينتج أنظمة دفاع جوي وطائرات مسيرة، من مسافة تبلغ نحو 1300 كيلومتر (800) ميل، وتسببتا في نشوب حريق وذلك بعدما جعل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، تطوير هذا السلاح أولوية. وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام روسية عموداً من الدخان يتصاعد من مبنى مشتعل ومسيرة تعبر في السماء خلال النهار وتتحطم عليه. وكان رئيس أركان الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي أعلن في 21 يونيو أن بلاده ستكثّف ضرباتها ضد أهداف عسكرية في عمق الأراضي الروسية. مصافحة بين ترمب وبوتين في أوساكا باليابان على هامش قمة مجموعة العشرين يوم 14 يونيو 2019 (د.ب.أ) السيطرة على لوغانسك ويوم الاثنين، أعلنت موسكو سيطرتها بشكل كامل على مقاطعة لوغانسك الواقعة في شرق أوكرانيا، بحسب السلطات الموالية لروسيا. وقال ليونيد باشنيك، حاكم المنطقة المعين من قبل موسكو، في تصريح للتلفزيون الروسي الرسمي، إن إعلان السيطرة الكاملة تم قبل يومين. وذكر باشنيك أن القوات الأوكرانية نفذت هجوماً واسع النطاق باستخدام نحو 40 طائرة مسيرة، تم إسقاط 35 منها. وكتب في قناته على «تلغرام»: «نفذت القوات المسلحة الأوكرانية، الليلة الماضية، هجوماً واسع النطاق باستخدام الطائرات المسيرة على أراضي جمهورية لوغانسك الشعبية، تم رصد نحو 40 طائرة مسيرة في أجواء مدننا، وأسقطت أنظمة الدفاع الجوي 35 طائرة مسيرة». ولم يصدر حتى الآن أي تأكيد رسمي من كييف بشأن هذه الأنباء. كما أن وزارة الدفاع الروسية لم تعلن بعد عن إتمام السيطرة على لوغانسك. ومع ذلك، جرت العادة أن تأتي التأكيدات الرسمية من موسكو بعد فترة وجيزة من تقارير النجاح الصادرة عن سلطات الاحتلال المحلية. وكانت مقاطعة لوغانسك الأوكرانية قد خضعت جزئياً لسيطرة الانفصاليين المدعومين من موسكو منذ عام 2014. وعند اندلاع الحرب الشاملة في فبراير (شباط) 2022، تمكنت القوات الروسية من السيطرة على معظم أجزاء المقاطعة خلال بضعة أشهر. ويزعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مقاطعات لوغانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، باتت أراضي روسية بالكامل. وبحسب تحليل أجرته «وكالة الصحافة الفرنسية» لبيانات من معهد دراسات الحرب في واشنطن، فقد سيطرت قوات موسكو على 588 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الأوكرانية في يونيو، بعد 507 كيلومترات مربعة في مايو (أيار) و379 كيلومتراً مربعاً في أبريل (نيسان) و240 كيلومتراً مربعاً في مارس (آذار)، بعد أن تباطأ التقدم الروسي خلال الشتاء. جانب من اجتماع بين ترمب وزيلينسكي في الفاتيكان يوم 26 أبريل (أ.ب) ثقافة فساد عسكري ومع ذلك، ورغم تمتع الجيش الروسي بتفوق هائل في القوى البشرية والمعدات على أوكرانيا، فإن تقدمه البطيء يعود إلى ما يسميه مدونون روس «ثقافة الفساد العسكري». وشنت روسيا هجومها الصيفي في شرق أوكرانيا، وهي تتقدم ببطءٍ بفضل تفوقها في القوى البشرية وقذائف المدفعية والصواريخ، حيث تُعدّ الأشهر المقبلة حاسمةً في مساعي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لإجبار كييف على الاستسلام. وبحسب تقرير في صحيفة «وول ستريت جورنال»، فقد كان تقدم روسيا على مدار العامين الماضيين ضد أوكرانيا بطيئاً، خصوصاً بالمقارنة مع الضربات الخاطفة الأخيرة التي شنتها إسرائيل ضد إيران، وهي دولةٌ أكبر بكثير. والسبب، وفقاً للخبراء، هو حالة الجيش الروسي، وهي مشكلةٌ قائمةٌ منذ وقت طويل. دبابات الجيش الروسي تتمركز في منطقة كورسك في 10 أغسطس (أ.ب) ويتوقع المحلل العسكري الروسي المستقل إيان ماتفيف ألا يحقق هجوم روسيا الصيفي اختراقاً جذرياً، بل قد يكسب آلاف الكيلومترات المربعة من الأراضي. وقال إن الجيش غير قادر على تنفيذ عملياتٍ معقدة في أوكرانيا، بسبب ضعف الاستخبارات، ونقص الموارد، والفساد، والإخفاقات اللوجيستية، وضعف التدريب. هذه التكتيكات (الهجوم الجماعي) هي الشيء الوحيد الذي يستطيع الجيش الروسي فعله في الوقت الحالي. وهو أمر غير إنساني على الإطلاق، إذ يُقايض القتلى بالأراضي. وقدّم مدونون عسكريون روس وتقارير إعلامية مستقلة على تطبيق «تلغرام» في الأشهر الأخيرة صورةً متناسقةً لثقافة عسكرية إشكالية، تشمل ادعاءات كاذبة من الجنرالات حول غزو القرى، وإرسال القوات في «هجمات شرسة» دون مراعاة تُذكر لبقائهم، وسوء النقل والخدمات اللوجيستية على الخطوط الأمامية؛ ما يؤدي إلى مقتل جنود جرحى. وكثيراً ما يُوصف القادة بالفساد، إذ يطلبون رشاوى لتجنيب الجنود الهجمات القاتلة، ويطبقون أنظمة عقابية، بما في ذلك حبس الجنود في أقفاص أو «تحييدهم»، أي قتلهم أو إرسالهم في هجمات انتحارية. تراجع الروح المعنوية ويقول هؤلاء المدونون إن النتيجة هي انخفاض الروح المعنوية، والفرار من الخدمة، وانتشار السُّكْر وتعاطي المخدرات بين القوات الروسية. ومع ذلك، يتجنب هؤلاء انتقاد بوتين بحذر. ويُمثل تمويل المعدات أيضاً مشكلة، على الرغم من إنفاق موسكو 40 في المائة من ميزانيتها على الحرب والأمن. يصف جنود الخطوط الأمامية اعتمادهم على جمع التبرعات عبر الإنترنت من قبل المتطوعين لشراء طائرات من دون طيار، وسترات واقية من الرصاص، وهواتف ذكية، ومركبات، ومجموعات إسعافات أولية، ومولدات كهربائية، ومجموعات طاقة، ووحدات «ستارلينك». لكنهم يشكون بشكل متزايد من أن الروس سئموا من إرسال الأموال. وكتب مدوّن عسكري روسي في 17 يونيو قائلاً: «أتفهم أن الناس قد سئموا من مساعدة الجيش، وسئموا من الحرب. أفهم لماذا يتساءل الكثيرون عن ضرورة مساعدة الجيش، لكن ليست لديّ إجابات عن هذه الأسئلة». وأضاف: «الآن نقطة تحول» وأن الجنود «بحاجة إلى المساعدة». وكتب مدوّن عسكري آخر، في منشور بتاريخ 24 يونيو أن الحديث عن قوة الجيش والخطاب الوطني يفشل في مواجهة الجنود لهذا النقص اليومي، وكتب: «ما دام الجندي مُجبراً على إنفاق نصف راتبه على البطاطس والبصل والجزر، والحليب واللحوم، والطائرات من دون طيار والحاضنات، والسترات الواقية من الرصاص والزي الرسمي العادي، والبنادق والخراطيش، والمولدات والبنزين اللازم لها، وشبكات (ستارلينك)، ومحطات الراديو العادية وأجهزة إعادة الإرسال، فلن يقبل (الوطنية) التي تُفرض عليه بقسوة». وبخلاف الأشهر الأولى من الحرب في 2022، عندما كان خط المواجهة يتحرك أكثر من الآن، لم تحقق القوات الروسية مكاسب أكثر من يونيو إلا في أكتوبر (تشرين الأول) بنحو 610 كيلومترات مربعة ونوفمبر (725 كيلومتراً مربعاً) من عام 2024. وتركز ثلثا التقدم الروسي في الشهر الماضي في منطقة دونيتسك (شرق) التي تشهد أبرز المواجهات بين الروس والأوكرانيين منذ عامين. الهجوم على سومي توقف يسيطر الجيش الروسي بشكل كلي أو جزئي على ثلاثة أرباع هذه المنطقة، مقارنة بـ61 في المائة في الفترة نفسها من العام الماضي. كانت نحو 31 في المائة من هذه المنطقة خاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا قبل بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا في فبراير 2022. كما حقق الجيش الروسي تقدماً غير مسبوق في مناطق أخرى خلال العام الماضي، حيث سيطر على نحو 200 كيلومتر مربع. وفي 8 يونيو، أعلن الجيش الروسي عن هجوم على منطقة دنيبروبيتروفسك (وسط شرق أوكرانيا)، هو الأول منذ بداية الحرب. ولم يتقدم حتى الآن سوى 8 كيلومترات مربعة فقط في هذه المنطقة. وتنفي أوكرانيا، من جانبها، توغل القوات الروسية في هذه المنطقة. يُنظر إلى روسيا على نطاق واسع على أنها المسيطرة على الحرب حالياً بفضل تفوقها في القوى البشرية والذخيرة والصواريخ. وقد دكت المدن الأوكرانية، ما تسبب في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، لكن موقع روسيا على الخطوط الأمامية يشير إلى أن مساعيها الصيفية لتحقيق اختراق حاسم قد تفشل، وفقاً لمحللين عسكريين غربيين، مستشهدين بدفعة حديثة نحو مدينة سومي الشمالية التي تعثرت. دبابات الجيش الروسي تتمركز في منطقة كورسك في 10 أغسطس (أ.ب) وكتب أحد المدونين البارزين المؤيدين للكرملين، مؤخراً أن القوات الأوكرانية نجحت في تثبيت دفاعها عن سومي، أحد خطوط الهجوم الرئيسية لروسيا خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأكد القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، الجنرال أوليكساندر سيرسكي، يوم الخميس، توقف الهجوم الروسي على سومي. وبعد استعادتها منطقة كورسك، حشدت روسيا نحو 50 ألف جندي على طول منطقة سومي الأوكرانية، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف حجم قوات كييف في المنطقة الرئيسية، مع استعداد موسكو لتوغلها الأخير على طول خطوط المواجهة التي امتدت أكثر من 1200 كيلومتر. وصرّح الرئيس بوتين بأن جيشه سيُنشئ «منطقة عازلة أمنية» على طول سومي. وصرح قائدٌ من القوات الخاصة الأوكرانية لصحيفة «وول ستريت جورنال»: «يخسر العدو ما بين 300 و400 جندي يومياً في جميع أنحاء المنطقة، لكنهم قادرون على التعامل مع هذا المستوى من الخسائر. إنهم يواصلون جلب الاحتياطيات». وبشكل عام، اتسمت الأشهر الـ12 الماضية بتقدم للجيش الروسي في أوكرانيا. فمن يوليو (تموز) 2024 إلى يونيو 2025، استولى الروس على 5500 كيلومتر مربع تقريباً، مقارنة بـ1215 كيلومتراً مربعاً في الأشهر 12 السابقة. ومع ذلك، تمثل المكاسب الروسية أقل من 1 في المائة من أراضي أوكرانيا قبل الحرب، متضمنة شبه جزيرة القرم ودونباس. ومع حلول نهاية شهر يونيو، باتت روسيا تسيطر بشكل تام أو جزئي على 19 في المائة تقريباً من الأراضي الأوكرانية.

لندن: اتهام بريطاني - روسي بإرسال عملات مشفرة لدعم الحرب الروسية في أوكرانيا
لندن: اتهام بريطاني - روسي بإرسال عملات مشفرة لدعم الحرب الروسية في أوكرانيا

عكاظ

timeمنذ 3 ساعات

  • عكاظ

لندن: اتهام بريطاني - روسي بإرسال عملات مشفرة لدعم الحرب الروسية في أوكرانيا

مثل مواطن يحمل الجنسيتين الروسية والبريطانية، يُدعى ميخائيل فلاسوف، أمام محكمة في لندن، اليوم (الثلاثاء)، بتهمة إرسال عملات مشفرة لميليشيات انفصالية موالية لروسيا في شرق أوكرانيا، بهدف شراء أسلحة ومعدات عسكرية. ويواجه فلاسوف، البالغ من العمر 53 عامًا، ثماني تهم تتعلق بخرق العقوبات البريطانية المفروضة على ما يُعرف بـ«جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين»، وهما كيانات انفصالية موالية لروسيا في أوكرانيا، بحسب وكالة «رويترز». وخلال جلسة المحاكمة في محكمة وستمنستر للصلح، أعلن فلاسوف براءته من جميع التهم الثماني، التي تتعلق بتحويلات مالية بقيمة نحو 4000 جنيه إسترليني (5510 دولارات) عبر العملات المشفرة بين أبريل 2022 وأبريل 2023. وأوضحت المدعية العامة أنجا هوماير، أن فلاسوف أرسل هذه الأموال إلى منظمات موالية لروسيا، والتي أعلنت على مواقعها الإلكترونية أن الأموال ستُستخدم لشراء طائرات بدون طيار، وذخائر، وأسلحة، وأزياء عسكرية لدعم الميليشيات في دونيتسك ولوهانسك. وأضافت هوماير، هذه القضية تتعلق بشخص شارك عن قصد في أفعال يعلم أنها تخرق العقوبات، وتساهم في دعم الجهود الحربية للجيش الروسي في شرق أوكرانيا. وأشارت إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يُتهم فيها شخص في بريطانيا بخرق العقوبات المفروضة على روسيا، التي بدأت غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022 وتسيطر الآن على نحو 19% من أراضيها. وتم الإفراج عن فلاسوف بكفالة على أن يمثل مجددًا أمام المحكمة في وقت لاحق هذا الشهر. ووفقًا لسجلات شركات هاوس، فإن فلاسوف، وهو مواطن روسي الأصل، كان المدير الوحيد لشركة محدودة تم حلها في عام 2019، بينما أكد محاميه أنه حصل على الجنسية البريطانية في العام نفسه. أخبار ذات صلة

الكرملين ينفي اتهامات أميركية بالمماطلة بشأن محادثات السلام مع أوكرانيا
الكرملين ينفي اتهامات أميركية بالمماطلة بشأن محادثات السلام مع أوكرانيا

العربية

timeمنذ 6 ساعات

  • العربية

الكرملين ينفي اتهامات أميركية بالمماطلة بشأن محادثات السلام مع أوكرانيا

نفى الكرملين، اليوم الثلاثاء، اتهامات كيث كيلوغ، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص إلى أوكرانيا، بأن روسيا تماطل فيما يتعلق بمحادثات السلام، وأوضح أن موسكو أوفت بكل الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال المفاوضات حتى الآن. وقال كيلوغ، أمس الاثنين، إن "روسيا لا يمكنها مواصلة المماطلة لكسب الوقت لتقصف أهدافا مدنية في أوكرانيا". وردا على سؤال بشأن هذه التصريحات، قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن روسيا ممتنة لفريق ترامب لمساعدته في تسهيل المحادثات، لكنه شدد على أن موسكو لا تعرقلها. وذكر بيسكوف للصحافيين في موسكو: "لا أحد يعطل أي شيء هنا". وأضاف: "ندعم بطبيعة الحال تحقيق الأهداف التي نسعى إليها من خلال العملية العسكرية الخاصة عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية. لذلك لا نرغب في إطالة أمد أي شيء". وأشار بيسكوف إلى أنه يتعين الاتفاق بشأن موعد جولة ثالثة من المحادثات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store