
ترامب يرجّح أن يرشّح الحزب الجمهوري نائبه فانس لانتخابات 2028 الرئاسية
وتجنّب ترامب في السابق تسمية خليفة مفضّل له، وقال في شباط/فبراير إنه ما زال من المبكر اتّخاذ قرارات من هذا النوع رغم "إمكانات" فانس "الكبيرة".
ولدى سؤاله الثلاثاء عمّا إذا كان فانس المرشح الأوفر حظا لوراثة حركته "أعيدوا لأميركا عظمتها"، قال ترامب للصحافيين "أعتقد على الأرجح". وأضاف "بكل إنصاف، إنه نائب الرئيس".
وجاءت التصريحات بعد تكهّنات أن ترامب قد يحاول تحدي القيود الدستورية والسعي لولاية ثالثة.
واضاف "ما زال من المبكر جدا، بكل وضوح، الحديث عن الأمر، لكنه يقوم بعمل رائع بكل تأكيد.. وسيكون هو الخيار المفضّل على الأرجح".
كما طرح ترامب إمكان تشكيل فانس فريقا مع وزير الخارجية ماركو روبيو للترشح كرئيس ونائبه عن الحزب الجمهوري.
وقال "أعتقد أن ماركو شخص يمكن أن يشكّل فريقا من نوع ما مع فانس".
لمح ترامب عدة مرّات إلى إمكان الترشح لولاية جديدة رغم أن الدستور الأميركي يحصر الولايات الرئاسية باثنتين فقط.
وما زالت قمصان مكتوب عليها "ترامب 2028" و"أعيدوا صوغ القوانين" تباع في متجر ترامب الرسمي على الإنترنت.
لكن الرئيس الأميركي قال لشبكة "سي إن بي سي" الثلاثاء إنه "على الأرجح لن" يسعى لولاية ثالثة، رغم أنه "يرغب بذلك.. لدي نسب تأييد هي الأفضل التي حصلت عليها على الإطلاق".
وترامب هو الرئيس الأميركي الوحيد الذي عزّل مرتين، الأولى عام 2019 لاستغلاله السلطة وعرقلة الكونغرس والثانية في 2021 لتحريضه على التمرد، علما بأن مجلس الشيوخ برّأه في المرتين.
اضطلع فانس، المحامي وعنصر المارينز السابق، بدور بارز في الإدارة الأميركية إذ أدى دور كبير المدافعين عن السياسات الداخلية إلى جانب دوره كمبعوث دبلوماسي رفيع.
وأشار نائب الرئيس إلى أنه قد يترشح للرئاسة في 2028، لكن ليس قبل التشاور مع ترامب.
وبرز روبيو، السناتور السابق عن فلوريدا أيضا، فبات أول مسؤول منذ هنري كيسنجر يشغل منصبي مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
"الجنود الوحيدون": المتطوعون الأميركيون في الجيش الإسرائيلي
ترجمة: علاء الدين أبو زينة اضافة اعلان جورجيا غي؛ وأكيلا لاسي* - (ذا إنترسبت) 20/8/2025تقوم برامج "الجنود المنفردين"** بتجنيد مراهقين أميركيين لتعزيز صفوف الجيش الإسرائيلي، والمشاركة في حملة الإبادة الجماعية المتواصلة التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة.* * *شارك متطوعون أميركيون في الجيش الإسرائيلي في حفلات مع بن شابيرو في بوكاراتون، والتقوا بعضوي الكونغرس الجمهوريين بريان ماست ومايك لوغلر في واشنطن، وانضموا إلى عمدة مدينة نيويورك، إريك آدامز، في "قصر غرايسي"، المقر الرسمي لعمدة المدينة. وعلى سطح مبنى في مانهاتن أواخر العام الماضي، ارتشفوا الكوكتيلات وتبادلوا أطراف الحديث مع معارف سابقين -في دعم مباشر لحملة القصف والتهجير والتجويع التي تشنها إسرائيل في غزة.كانت الجهة التي نظمت كل هذه الأنشطة هي "نيفوت" Nevut، وهي منظمة خيرية مقرّها نيويورك، تدعم "الجنود المنفردين" الأميركيين الذين ينضمون إلى الجيش الإسرائيلي. ومن بين فعالياتها المقبلة، ثمة رحلة للتعافي إلى بنما مخصصة للعائدين من الجنود المنفردين الذين خدموا في الجيش الإسرائيلي خلال حملة الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة، التي أسفرت -وفقاً لوزارة الصحة في غزة- عن مقتل أكثر من 58.000 شخص، نصفهم تقريبًا من الأطفال. وثمة تقديرات أخرى تضع الحصيلة عند 80.000 قتيل أو أكثر."نيفوت"، التي تنشط في 22 ولاية أميركية، هي واحدة من بين ما لا يقل عن 20 منظمة خيرية أميركية تقوم بتمويل برامج الجنود المنفردين بشكل مباشر. ووفق تحليل أجرته "ذا إنترسبت" للبيانات الضريبية، أنفقت هذه المنظمات منذ العام 2020 أكثر من 26 مليون دولار لتجنيد ودعم الجنود المنفردين، بدءًا من مرحلة الاستدعاء الأولي وحتى إعادة الإدماج. وتشمل أشكال الدعم توفير شقق مدعومة، وعلاج نفسي، ورحلات صحية، وتقديم معدات للوحدات العسكرية الإسرائيلية.وتظهر وثائق ضريبية راجعتها "ذا إنترسبت" تغطي خمسة أعوام، أن العام 2023 كان الأكثر ربحًا على الإطلاق لبرامج الجنود المنفردين. بعد أن بدأت إسرائيل في استدعاء مئات آلاف جنود الاحتياط في أعقاب الهجوم الذي شنته "حماس" في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، تدفّق التمويل من المتبرعين الأميركيين إلى هذه المنظمات. في الفترة بين العام 2002 والعام 2020، كان بين 3.000 و4.000 جندي منفرد قد خدموا في الجيش الإسرائيلي سنويًا، ثلثهم تقريبًا من أميركا الشمالية. ولكن، منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، تشير التقديرات إلى أن 7.000 جندي منفرد من الولايات المتحدة وحدها -إما التحقوا بالجيش الإسرائيلي أو عادوا إليه للخدمة.ساعدت هذه البرامج في دعم الجيش الإسرائيلي الذي يواجه أكبر أزمة تجنيد منذ عقود. ومع استمرار رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في شن الهجوم على غزة للسنة الثانية، خرج المدنيون الإسرائيليون إلى الشوارع احتجاجًا على حكومته، ورفض الجنود الحضور لأداء الخدمة العسكرية الاحتياطية. ويُقدّر أن حوالي 100.000 جندي إسرائيلي يرفضون الخدمة، مما يجعل المتطوعين من الولايات المتحدة ودول أخرى يوفرون دعماً إضافياً. وفي العام الماضي، قدّر الجيش الإسرائيلي أن 23.000 مواطن أميركي على الأقل يخدمون في صفوفه، سواء كجنود منفردين أو كمهاجرين أميركيين جاؤوا إلى إسرائيل مع عائلاتهم.تنشر "نيفوت" ومنظمات أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا وفيديوهات، وشهادات من جنود منفردين يخدمون في غزة. ونشرت "نيفوت" في تموز (يوليو) فيديو يعرض يوماً في ميدان للرماية، واصفة إياه بأنه "جرعة صغيرة من إطلاق النار الممتع". ويقول رجل يرتدي زيًا عسكريًا تكتيكيًا يظهر في الفيديو: "جميع الشبان هنا يخدمون في جيش الدفاع الإسرائيلي؛ ومعظمهم يشاركون في الحرب على غزة".وفي فيديو آخر نشرته على "إنستغرام"، تُشجّع "نيفوت" قدامى الجنود المنفردين على التواصل معها إذا كانوا يفكرون في العودة إلى القتال في إسرائيل. وفي منشور آخر، تنصح المنظمة المتابعين بما "لا ينبغي سؤاله لجندي منفرد"، ومن ضمنه الأسئلة التالية: "هل قتلت أحداً؟"، "كم عدد الذين قُتلوا هناك؟"، "هل كنت في غزة أم لبنان؟".ويحذّر المنشور من أن هذه الأسئلة "قد تبدو منطوية على استخفاف، أو ذات طابع سياسي، أو مشحونة عاطفيًا".في حين أن تدفّق الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل خضع لبعض التدقيق الدولي من جهات عدة، من المسؤولين المنتخبين إلى منظمات الأمم المتحدة، لم تجلب مسألة سفر آلاف المدنيين الأميركيين إلى إسرائيل للالتحاق بجيشها انتباهًا يُذكر. وهناك في الوطن، يقوم الجنود الوحيدون في الداخل الأميركي بجولات خطابية لتلميع صورة الجيش الإسرائيلي.في فعالية قامت بتنظيمها داخل كنيسة في ألاباما منظمة "غروينغ وينغز" Growing Wings التي تتخذ من ماساتشوستس مقرًا لها، قال الجندي المنفرد إيلي وينينغز: "كدتُ أن أموت من أجل أطفال فلسطين".وُلد وينينغر في لوس أنجيلوس، وخاض تجارب متعددة ضمن منظومة الجندي المنفرد، حيث تم تجنيده بعد مشاركته في برنامج الكشافة "غارين تزابار" Garin Tzabar، وخدم في غزة، ثم عاد إلى الولايات المتحدة، وبدأ في الآونة الأخيرة عملًا تطوعيًا كقائد شبابي في منظمة أميركية غير ربحية تُدعى "أصدقاء جيش الدفاع الإسرائيلي" Friends of the IDF. وفي فعالية "غروينغ وينغز" أوائل هذا العام، قال إنه تلقّى تعليمات عندما كان في الجيش الإسرائيلي بـ"عدم قتل الأطفال الفلسطينيين. لا يوجد جندي واحد هناك يفعل ذلك".لكن الأمم المتحدة تفيد بأن نحو 50.000 طفل فلسطيني قُتلوا أو أُصيبوا في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 -على الرغم من أن هذه الأرقام يمكن أن تكون أقل من الواقع.ولم يرد وينينغر على طلب "ذا إنترسبت" بالتعليق.وفي الرد على أسئلة متعلقة بالجنود الوحيدين وعلاقة الجيش الإسرائيلي بالمنظمات غير الربحية الأميركية، قال الجيش الإسرائيلي لمجلة "ذا إنترسيبت"، إنه "لا تعليق" لديه. ولم تردّ منظمة "نيفوت" ولا "غروينغ وينغز" على طلبات "ذا إنترسبت" بالتعليق.يُحظر، بموجب القانون الفيدرالي الأميركي، تجنيد الأفراد داخل الأراضي الأميركية للقتال في جيوش أجنبية، لكنه يسمح بجمع التبرعات والترويج للتطوع في الخارج. ويقول خبراء إنه من الصعب تحديد ما إذا كانت الجهود الرامية إلى مساعدة المراهقين الأميركيين على الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي تنتهك السياسات الأميركية بشأن القتال في الخارج -أو إلى أي حد تفعل ذلك.يقول ديفيد مالِت، الأستاذ المساعد المتخصص في العدالة والقانون وعلم الجريمة في الجامعة الأميركية، والباحث في شؤون المقاتلين الأجانب: "تقول وزارة الخارجية في موقعها على الإنترنت إننا لا نريد أن يخدم الأميركيون عسكريًا في الخارج، لكننا نعلم من الناحية الواقعية أنه من الصعب فرض ذلك فعليًا".وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن المواطنين الأميركيين الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي ليسوا ملزمين بتسجيل خدمتهم لدى الحكومة الأميركية. أما مزدوجو الجنسية، فعليهم الامتثال لقوانين كلا البلدين اللذين يحملون جنسيتيهما، بما في ذلك أي خدمة عسكرية إلزامية. وأضافت الوزارة أن المواطنين الأميركيين يُنصَحون بمراجعة إرشادات السفر الحالية الخاصة بإسرائيل والضفة الغربية وغزة. (توصي الإرشادات بمراجعة جدوى السفر إلى إسرائيل والضفة الغربية، وعدم السفر إلى غزة مطلقًا).وقال متحدث آخر باسم وزارة الخارجية في بيان: "تحتفظ سفاراتنا في الخارج بتقديرات تقريبية لأعداد المواطنين الأميركيين في كل دولة لأغراض التخطيط للطوارئ، لكن هذه التقديرات غير دقيقة، وقد تتفاوت وتتغير باستمرار، ولهذا السبب لا نعلنها عادةً على الملأ. لا يُطلب من المواطنين الأميركيين تسجيل سفرهم إلى بلد أجنبي لدينا، ولذلك لا يمكننا تتبُّع عددهم بدقة في أي بلد معين".وأحالت وزارة الخارجية الأسئلة المتعلقة بالعواقب القانونية المترتبة على الخدمة في جيش أجنبي إلى وزارة العدل، التي أحالتها بدورها إلى وزارة الدفاع، التي أحالتها إلى دائرة خدمات الهجرة والجنسية الأميركية، والتي أعادتها بدورها مجددًا إلى وزارة الخارجية.في أوساط الشتات اليهودي وفي إسرائيل، يحظى الجنود المنفردون بالتقدير الآن أكثر من أي وقت مضى. ويقول مالِت: "أنا على دراية تامة بازدياد أعداد المتطوعين، وهو أمر تُرحّب به إسرائيل حاليًا. يمكنك أن ترى اهتمامًا أكبر وتكريمًا أكبر بكثير للجنود المنفردين القتلى مما كنت تراه قبل السابع من تشرين الأول (أكتوبر)".خط الإمدادحظيت بيكا ستروبر بالثناء كبطلة حين عادت إلى الولايات المتحدة أثناء خدمتها كجندية منفردة في إسرائيل. في العام 2009، وأثناء تجوّلها في كنيس والدها في فيلادلفيا، وقف المصلّون ليصافحوها ويشكروها.وقالت ستروبر، التي أصبحت اليوم ناشطة مناهِضة للاحتلال: "كنتُ قد أنهيت لتوي مهمة حراسة لمستوطنة في الضفة الغربية. حتى في ذلك الحين، شعرت أن التجربة غريبة جدًا".تعرّفت ستروبر للمرة الأولى على إمكانية الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي حين كانت في السابعة عشرة من عمرها، خلال فصل دراسي قضته في إسرائيل ضمن برنامج لطلاب الثانوية. وقالت إن خريجين سابقين من البرنامج جاؤوا وتحدثوا مع مجموعتها وهم يرتدون الزي العسكري.وأضافت في حديث لـ"ذا إنترسبت": "كانت هناك العديد من الطرق غير الرسمية للحديث عن التجنيد في الجيش".انضمت ستروبر لاحقًا إلى الجيش الإسرائيلي بعد مشاركتها في برنامج "غارين تزابر"، الذي ينظّم دورتين رئيسيتين للتجنيد سنويًا. ويتلقى هذا البرنامج التمويل من منظمة "تزوفيم" Tzofim، وهي أكبر حركة شبابية صهيونية في إسرائيل والولايات المتحدة. وتُعرف أيضًا باسم "أصدقاء كشافة إسرائيل"، ولديها منظمة غير ربحية أميركية مقرها نيويورك.وقال أحد القادة السابقين للحركات الشبابية الصهيونية في أستراليا، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه خوفًا من تداعيات مهنية، إنه شارك عندما كان مراهقًا في مجموعات تابعة لـ"تزوفيم".وأضاف: "تبدأ 'تزوفيم' بتعليم الأطفال منذ سن الخامسة. هناك خط مباشر يبدأ من تلقين الأطفال، وعندما يبلغون الثامنة عشرة -أي سن الخدمة العسكرية- يكونون قد خضعوا للتلقين، والتأهيل العقائدي، وغسيل الدماغ، ويكونون جاهزين للقتال".يواصل برنامج "غارين تزابر" تجنيد الجنود الوحيدين من الولايات المتحدة، الذين غالبًا ما ينتهي بهم المطاف إلى الخدمة في القتال في غزة و"حماية المدنيين" الإسرائيليين في الضفة الغربية -حيث قتل المستوطنون الإسرائيليون والقوات الإسرائيلية 1.000 فلسطيني منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023.ويشمل خط الإمداد العديد من المدارس النهارية الأميركية -بدءًا من المدارس الدينية الأكثر تحفظًا إلى المدارس اليهودية النهارية الحديثة- التي تتفاخر بعدد خريجيها الذين يلتحقون بالخدمة في الجيش الإسرائيلي.كان لدى "مدرسة فريش" في باراموس، نيوجيرسي، 51 خريجًا يخدمون في الجيش الإسرائيلي بحلول العام 2023. وفي مدرسة أخرى في نيوجيرسي، "يشيفات راي كوشنر"، هنأت المدرسة إحدى الخريجات التي أصبحت مديرة وسائل التواصل الاجتماعي في وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.ونشرت المدرسة على "فيسبوك" مفتخرة: "تم تقدير عملها باعتباره مهمًا للهسبراه في وسائل الإعلام الإسرائيلية"، مستخدمة مصطلحًا يُشير إلى الدعاية العامة الإسرائيلية الموجهة إلى الجمهور الدولي. ثمة خريج آخر من المدرسة نفسها خدم كجندي وحيد في الجيش الإسرائيلي وكان صديقًا لابن نتنياهو، الذي نعاه وأحيا ذكراه بعد موته خلال رحلة إلى إسرائيل في العام 2018.توفر إحدى المؤسسات الخيرية التي راجعتها "ذا إنترسبت"، وهي "مؤسسة الجندي الوحيد"، أموالًا لأبناء العائلات التي ترتاد كنيسًا في شمال نيوجيرسي وينضمون إلى الجيش الإسرائيلي. ووفقًا لأحدث إفصاح ضريبي للمجموعة، فإنها تدعم أيضًا الوحدات التي يخدم فيها أبناء أعضاء جماعتها. وقد أنفقت المجموعة في العام 2023 أكثر من 80.000 دولار لتوفير "معدات غير قتالية ومستلزمات لوحدات الجيش الإسرائيلي التي يخدم فيها مواطنون أميركيون مؤهلون".وصفت ستروبر، في حديثها مع "ذا إنترسبت"، الجنود الوحيدين من أميركا الشمالية بأنهم "مثال رائع على الروح أو الحلم الصهيوني". وأضافت: "إنه يبقي المجتمعات اليهودية الأميركية قريبة جدًا جدًا من المسألة الإسرائيلية. وهو لا يترك لهم مجالًا للتفكير النقدي لأنه قريب جدًا -لأنك تعرف أشخاصًا قُتلوا، أو أناسًا خدموا".المنظمات الخيريةتحت طائلة التدقيق العام المتزايد، نأت المنظمات غير الربحية الأميركية بنفسها عن التمويل المباشر للمشاريع في الضفة الغربية أو في المستوطنات الأخرى، التي تُعد غير قانونية بموجب القانون الدولي.لكن "ذا إنترسبت" وجدت أن منظمات أميركية منحت نحو 8.8 مليون دولار لبرامج محددة للجنود الوحيدين في العام 2023 وحده. ومن المحتمل أن يكون الرقم الحقيقي أعلى، حيث لا يتم إلزام المنظمات غير الربحية بالإفصاح عن المنح الخارجية إلا إذا تجاوزت حدًا معينًا.أكبر جهة تمويل معروفة في الولايات المتحدة هي منظمة "أصدقاء الجيش الإسرائيلي"، التي أنفقت ما يقرب من 20 مليون دولار على برنامج الجندي الوحيد منذ العام 2020، والتي تدعم أكثر من 6.500 جندي وحيد سنويًا، وفقًا لوثائق قدمتها إلى دائرة الإيرادات الداخلية. وفي بيان لها، قالت المنظمة -وهي شريك رسمي للجيش الإسرائيلي- إنها توفّر لأكثر من 7.000 جندي وحيد "دعمًا عمليًا وعاطفيًا ونفسيًا طوال فترة خدمتهم لضمان ألا يشعروا أبدًا بالوحدة". وأضافت أن نحو نصف الجنود الذين تدعمهم هم من إسرائيل، لكنهم يُعتبرون "جنودًا وحيدين" لأنهم يفتقرون إلى الدعم العائلي.وفي صفحتها على "إنستغرام"، تصف المنظمة نفسها بأنها "المنظمة غير الربحية الأميركية الوحيدة التي تعمل مباشرة مع قيادة الجيش الإسرائيلي لتقديم دعم حيوي لصحة الجنود ورفاههم وتعليمهم".ثمة منظمات أخرى تساعد أيضًا في تغطية تكاليف المعيشة للجنود الوحيدين. وتقوم منظمة "بايت بريغيد"، التي تنشط في الولايات المتحدة وإسرائيل، بمساعدة الجنود الوحيدين في العثور على سكن ميسور التكلفة في تل أبيب، وتجمع أموالًا طارئة لنقل الجنود إلى قواعدهم وتوفير مستلزمات ميدانية.نشرت "بايت بريغيد" مقاطع فيديو لمتطوعين يقدّمون موارد لوحدة "يهلوم" التابعة للجيش الإسرائيلي، وهي وحدة متخصصة في "حرب الأنفاق" والتفجيرات في غزة، بما في ذلك تدمير مناطق لتمكين الجيش من العمل. ووفقًا لوثائقها، ارتفعت عائدات المنظمة من حوالي 160.000 دولار في العام 2022 إلى 1.3 مليون دولار في العام 2023. وفي تصريح لمجلة "ذا إنترسبت"، قالت المنظمة إنها بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر)، "وسّعت مؤقتًا جهود دعم المجتمع لمواجهة الاحتياجات العاجلة على الأرض"، لكنها "لا تربطها أي علاقة رسمية بأي كيان حكومي أو بالجيش الإسرائيلي".تقول ستروبر، الجندية الوحيدة السابقة، إن الخطوط الفاصلة بين الدعم، والتعليم، وتجنيد الجنود الوحيدين -بما في ذلك ما تنطوي عليه علاقة رسمية- غالبًا ما تكون غائمة. على سبيل المثال، تقوم وزارة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية بإدارة برنامج "غارين تسابار"، جزئيًا. بينما تبذل مبادرات أخرى لتمويل الجنود الوحيدين، مثل "بايت بريغيد"، جهدًا للنأي بنفسها عن أي صلة بالحكومة الإسرائيلية.وثمة منظمات أخرى تعلن وتروّج لدعمها للجنود الذين قاتلوا في غزة. وقد نظّمت "أصدقاء جنود إيمك الوحيدين" حفلات موسيقية في الضفة الغربية للنساء اللواتي خدمْن في غزة. كما يتضمن موقع "مؤسسة الجندي الوحيد مايكل ليفين" شهادات لجنود تلقوا دعمًا أثناء خدمتهم في غزة.قالت ستروبر لـ"ذا إنترسبت"، إنها عندما كانت جزءًا من الجيش الإسرائيلي، كانت ما تزال تعتبر نفسها مؤمنة بحقوق الإنسان. كانت تعمل مع منظمة حقوقية تدافع عن حرية حركة الغزيين عندما شنّت إسرائيل في العام 2014 سلسلة من الهجمات على غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 2.000 فلسطيني في أقل من شهرين.وأضافت: "لم أكن أعرف شيئًا عن غزة. كانت تلك هي المرة الأولى التي أفهم فيها شيئًا عمن هم الفلسطينيون في الجهة الأخرى، وكم هو حجم السيطرة التي تفرضها إسرائيل".وقالت إنها شاهدت أصدقاءها وهم يُستدعون إلى الخدمة الاحتياطية وأدركت أنها لا تريد الذهاب إلى غزة. وأضافت: "أتذكر فقط أنني فكرت: لن أضبط مصلب التصويب في بندقية لأقتل الغزيين بينما أتحدث إلى غزيين على الهاتف يوميًا".*جورجيا غي Georgia Gee: صحفية استقصائية بريطانية مقيمة في مدينة نيويورك، خريجة مركز توني ستابيل التابع لكلية الصحافة بجامعة كولومبيا. تركز تقاريرها على حقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، والمراقبة، والسياسات العامة. تُنشر تقاريرها في مجلة "ذا إنترسبت"، ومجلة "فورين بوليسي"، و"مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد"، وغيرها. شغلت سابقًا منصب رئيسة قسم البحوث الاستقصائية لدى رونان فارو في مجلة "ذا نيويوركر" وقناة "إتش. بي. أو"، وشاركت في تحرير منشورات منها "مجلة 972+".*أكيلا لاسي Akela Lacy: مراسلة صحفية لمجلة "ذا إنترسبت" ومقدمة مشاركة في بودكاستها "ذا إنترسبت بريفينغ". تقيم في نيويورك. غطت الشؤون السياسية، وحقوق الإنسان، والحريات الأكاديمية، ولها مقالات في "بوليتيكو"، و"فيلادلفيا إنكويرر"، وغيرهما. قبل انضمامها إلى "ذا إنترسبت"، عملت في "بوليتيكو" و"مركز بوليتزر".*نشر هذا التقرير تحت عنوان: U.S. Nonprofits Funnel Millions to Israeli Army Volunteersهامش:**"الجنود الوحيدون" Lone soldier: مصطلح يُطلق على المهاجرين اليهود أو المتطوعين غير الإسرائيليين الذين يخدمون في جيش الاحتلال الإسرائيلي من دون أن يكون لهم أقارب من الدرجة الأولى يعيشون في إسرائيل. وغالبًا ما يكون هؤلاء من يهود الشتات القادمين من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا وأميركا اللاتينية، ويُنظر إليهم في المؤسسة الإسرائيلية كرمز للتضحية والانتماء القومي. يتلقّى هؤلاء الجنود معاملة خاصة من قبل الجيش ومنظمات داعمة تقدم لهم خدمات مالية ونفسية واجتماعية، ويجري الاحتفاء بهم إعلاميًا وسياسيًا باعتبارهم نموذجًا للولاء "العابر للحدود" للدولة الصهيونية.


الرأي
منذ 2 ساعات
- الرأي
ترامب يتحدث عن إمكان عقد اجتماع مع بوتين "قريبا جدا"
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء أنّ هناك احتمالا كبيرا لأن يعقد "قريبا جدا" اجتماعا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعدما وصف محادثات أجراها موفده ستيف ويتكوف مع سيّد الكرملين بأنّها "مثمرة للغاية".


رؤيا نيوز
منذ 6 ساعات
- رؤيا نيوز
ثقة الأسواق على المحك.. هل تهتز مصداقية البيانات الأميركية؟
تشهد الأسواق لحظة اختبار دقيقة لواحدة من أبرز ركائزها التاريخية، وهي 'الثقة في البيانات الاقتصادية الرسمية الأميركية'؛ فهذه البيانات، التي اعتمد عليها المستثمرون لعقود في تحديد توجهاتهم تجاه الأسهم والسندات وحتى العملات، باتت تواجه تساؤلات غير مسبوقة حول حياديتها ودقتها. وتزداد المخاوف من أن أي تدخل سياسي في عمل المؤسسات الإحصائية يمكن أن يفتح الباب أمام تقلبات حادة في الأسواق، ويقوّض جاذبية الاستثمار الأميركي، بل ويهدد الثقة في الدولار ذاته على المدى الطويل. هذه الهواجس أعادت إلى الأذهان تجارب دول فقدت استقلال مؤسساتها الإحصائية، ما أفضى إلى أزمات اقتصادية عميقة وتراجع مكانتها المالية عالمياً. يشير تقرير لصحيفة 'وول ستريت جورنال' إلى أن علاقة الثقة بين وول ستريت وبيانات الحكومة يبدو أنها تتجه نحو الانقسام. لطالما اعتمد المستثمرون على التقارير الاقتصادية المتعلقة بسوق العمل أو التضخم لتحديد أسعار الأسهم والسندات. ولكن بعد أن دفعت بيانات الوظائف الضعيفة يوم الجمعة الرئيس ترامب إلى إقالة إريكا ماكينتارفر، كبيرة مسؤولي مكتب إحصاءات العمل، أصبحت الأهمية المقدسة لبيانات الحكومة الأميركية بالنسبة للمستثمرين موضع شك. تلقت بنوك الاستثمار مكالمات من عملاء قلقين من احتمال اضطرارهم لإعادة النظر في استثماراتهم إذا لم تكن إحصاءات التضخم والتوظيف المرتبطة بالاستثمارات الأميركية موثوقة. وزادت هذه المخاوف تصريحات كبير الاقتصاديين في البيت الأبيض، كيفن هاسيت، خلال عطلة نهاية الأسبوع ، والتي أشارت إلى احتمال إجراء تغييرات إضافية في المكتب. بالنسبة للعديد من المستثمرين، أسهمت جودة البيانات الاقتصادية الأميركية وشفافية عملية جمع البيانات في تفوق الأسواق الأميركية على نظيراتها خلال القرن الماضي. ويخشى البعض من أن يُمثل هذا القرار أحدث تهديد لتلك الاستثنائية الأميركية، وقد يُفاقم الضغط على الأصول، على المدى البعيد، والذي ازداد بالفعل بسبب الحرب التجارية وهجمات ترامب على الاحتياطي الفيدرالي. ونقل التقرير عن أليخاندرا جريندال، وهي كبيرة الاقتصاديين في مركز نيد ديفيس للأبحاث، قولها: 'السؤال الأولي هو: هل نتجه نحو ما تراه في أميركا اللاتينية أو تركيا، حيث إذا لم تكن البيانات جيدة، تقوم بطرد شخص ما، ثم تتوقف في النهاية عن الإبلاغ عنها؟'. حتى الآن، كانت آثار إقالة ماكينتارفر على السوق خفيفة، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.5 بالمئة يوم الاثنين. لكن قد لا تتضح آثار السوق فوراً، بل تظهر بعد أشهر أو حتى سنوات. وقالت سكاندا أمارناث، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة إمبلوي أميركا، وهي مؤسسة بحثية اقتصادية: 'هذه أشياء لا تلاحظها على أساس يومي، مثل كيفية تسعير قيمة الدولار مقارنة بالعملات الأخرى'. وفي حين يتوقع العديد من خبراء الاقتصاد والمستثمرين الاعتماد بشكل أكبر على مقدمي البيانات الخاصة في المستقبل، فإن قلة من الناس يعتقدون بأنهم سيعوضون عن جهود الحكومة الضخمة لجمع المعلومات، والتي غالباً ما تعود إلى عقود من الزمن. ووفق مايكل فيرولي، وهو كبير الاقتصاديين في جي بي مورغان، في مذكرة بحثية يوم الأحد، فإن إقالة ماكينتارفر تُشكل تهديدًا لنزاهة الأسواق المالية الأميركية، تمامًا كما يُمثل محاولات ترامب التأثير على قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. ومن بين المجالات المثيرة للقلق سوق سندات الخزانة المحمية من التضخم (TIPS) البالغة قيمتها 2.1 تريليون دولار، حيث تُحدد المدفوعات بناءً على بيانات أسعار المستهلك التي يُصدرها المكتب. جدل واسع يقول خبير أسواق المال، محمد سعيد، لموقع 'اقتصاد سكاي نيوز عربية': إقالة مفوضة مكتب إحصاءات العمل الأميركي على يد الرئيس دونالد ترامب فجّرت جدلًا واسعًا في الأوساط المالية، خصوصًا بعدما تزامنت مع صدور بيانات وظائف جاءت دون التوقعات، وتعديلات سلبية على بيانات الأشهر السابقة. هذا التوقيت كشف بوضوح حجم الضغوط التي يعانيها سوق العمل الأميركي، في ظل تصاعد الرسوم الجمركية وتشديد السياسات النقدية من قبل الفيدرالي. لكن ما أثار القلق الأعمق هو تصريحات الرئيس نفسه، والتي عبّر فيها عن عدم ثقته في الأرقام الرسمية، واتهامها بالتلاعب لخدمة مصالح سياسية. هذه الخطوة هزّت واحدة من أهم ركائز الثقة في وول ستريت: حيادية واستقلالية البيانات الرسمية، والتي تمثل الأساس الذي تُبنى عليه قرارات استثمارية ضخمة في الأسهم والسندات وحتى العملات. ويضيف: عندما يشك المستثمرون في مصداقية الأرقام، تتحول السوق إلى ساحة من الريبة، ويبدأ ذلك غالبًا بتقلبات عنيفة في الأسعار، أو موجات خروج مفاجئ للسيولة، أو حتى ارتفاع في تكاليف الديون الحكومية. بمعنى آخر، إذا فقدت السوق ثقتها في بيانات الوظائف الأميركية، فإن أساسات الاقتصاد الأميركي ذاته تبدأ في التصدّع. ويستطرد سعيد: على المدى القصير، قد تُظهر السوق بعض التماسك وتتجاهل الحدث، طالما لم تظهر مؤشرات إضافية على تدخل سياسي ممنهج.. لكن على المدى الطويل، ضعف الثقة في البيانات الحكومية يشكّل تهديدًا خطيرًا؛ إذ يفتح الباب أمام نزيف في قيمة الدولار، وتقلبات عنيفة في أسعار الفائدة، وتضييق في السيولة. كما أن أي تلميح بأن البيانات أصبحت أداة سياسية بيد الإدارة، يضع مصداقية أميركا المالية في مهبّ الريح، ويثير مقارنات غير مريحة مع دول فقدت استقلال مؤسساتها الإحصائية. ويشير خبير أسواق المال إلى أن البعض قد يرى أنه من المبكر الحديث عن انهيار كامل في الثقة، لكن المؤكد أن زعزعة مثل هذه الثوابت تمثّل أول شرخ في جدار صلب بُني على مدى عقود، مشدداً على أن النجاح التاريخي للسوق الأميركية لم يقم فقط على القوانين، بل على الثقة والشعور بالأمان المؤسسي، ووجود بنية إحصائية مستقلة ومحايدة – وهذه، إن اهتزت، فالعواقب ستكون وخيمة'. حالات مماثلة ويشير تقرير لصحيفة 'نيويورك تايمز' إلى إن الخطوة التي اتخذها ترامب 'هي خطوة نادرةً في تاريخ الإحصاءات الاقتصادية الممتدّ لقرنٍ في الولايات المتحدة'، مشيراً إلى أنه عندما يتدخّل القادة السياسيون في بيانات الحكومة، نادراً ما تنتهي الأمور على خير. هناك حالة اليونان، حيث زيّفت الحكومة أرقام العجز لسنوات، مما أسهم في أزمة ديون مُنهكة استلزمت جولات إنقاذ متعددة. ثم قامت الدولة بمقاضاة رئيس هيئة الإحصاء جنائياً لإصراره على نشر الأرقام الحقيقية، مما زاد من تآكل مكانة البلاد الدولية. هناك حالة الصين، حيث قامت السلطات المحلية في وقت سابق من هذا القرن بالتلاعب بالبيانات لتحقيق أهداف النمو التي فرضتها بكين، مما أجبر المحللين وصناع السياسات على اللجوء إلى تدابير بديلة لقياس حالة اقتصاد البلاد. لعل أشهر مثال على ذلك هو حالة الأرجنتين، التي قللت بشكل منهجي من أرقام التضخم في العقدين الأول والثاني من القرن الحادي والعشرين، لدرجة أن المجتمع الدولي توقف في نهاية المطاف عن الاعتماد على بيانات الحكومة. وقد أدى هذا التراجع في الثقة إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض في البلاد، مما فاقم أزمة الديون التي أدت في النهاية إلى تخلفها عن الوفاء بالتزاماتها الدولية. ويوضح التقرير أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة تسير على مسار مماثل. لكن خبراء اقتصاديين وخبراء آخرين قالوا إن قرار ترامب يوم الجمعة بإقالة رئيسة مكتب إحصاءات العمل 'كان خطوة مقلقة في هذا الاتجاه'. الإقالة، في ظل غياب أي اتهام بالفساد أو التقصير المهني، تفتح باب التأويل لاحتمال وجود دوافع سياسية خلفها، ما يعزز المخاوف من تسييس الأرقام الاقتصادية – سواء تلك المتعلقة بالتوظيف أو التضخم – لتتماشى مع أجندات سياسية أو انتخابية، وهو أمر يضرب مصداقية أحد أكثر المكاتب الإحصائية حيادية في المنظومة الأميركية. الانعكاس الأخطر يتمثل في اهتزاز الثقة بدقة واستقلالية البيانات، وهو ما قد يؤدي إلى تقلبات حادة في الأسواق، نتيجة تسعير خاطئ للأصول أو ردود فعل مبالغ فيها. في مثل هذا السياق، قد يلجأ المستثمرون إلى الاعتماد على بيانات بديلة ومؤشرات من القطاع الخاص، ما يزيد من التشتت وفقدان البوصلة في تقييم الأوضاع الاقتصادية. ويضيف: علينا ألا ننسى أن الأسواق العالمية تنظر إلى المؤسسات الأميركية، خاصة تلك المعنية بإصدار البيانات، باعتبارها نموذجاً في الاستقلالية والحوكمة. وأي تسييس محتمل لتلك المؤسسات من شأنه أن يضعف جاذبية الاستثمار في الولايات المتحدة، ويعزز من الشعور بعدم استقرار النظام السياسي، وقد يؤدي – على المدى المتوسط – إلى اهتزاز الثقة بالدولار الأميركي ذاته، خصوصًا إذا استمر الضغط على هذه الجهات الرسمية. ويشدد على أن 'البيانات الاقتصادية – مثل بيانات الوظائف والتضخم ومؤشرات الثقة – هي بمثابة الأرضية التي تُبنى عليها قرارات الاستثمار والسياسات النقدية، وأي تشكيك في حياديتها سيوجه ضربة قوية لتماسك الأسواق'.