
اليمن ينتفض بالملايين.. لا تهاون أمام إبادة وتجويع غزة
في زمن الصمت المخزي والخذلان المرير، وبينما تتوالى فصول المجازر الصهيونية بحق شعب غزة الجريح، ينبثق صوت اليمن، عاليًا جهوريًا، من وسط الركام والجراح، ليقول للعالم: 'غزة ليست وحدها'.
ها هي ملايين اليمنيين تهبّ من كل محافظات الجمهورية، برجالها ونسائها، بشيوخها وشبابها، في مشهد قلّ نظيره، يجسد الموقف الحق، ويعانق المظلومين في غزة بالهتاف والموقف والسلاح والدم، مؤكدة أن اليمن الإيماني لا يعرف الحياد في معركة الأمة الكبرى، ولا يقف متفرجًا أمام جريمة إبادة تُرتكب جهارًا نهارًا بحق شعب أعزل يُحاصر حتى الجوع والموت.
في ظل تصاعد الإجرام الصهيوني المتواصل على مدار 22 شهرًا، خرج اليمنيون بهبّتهم المليونية تحت شعار: 'لن نتهاون أمام إبادة غزة واستباحة الأمة ومقدساتها'، ليؤكدوا استعدادهم التام لخوض معركة الجهاد في سبيل الله إلى جانب إخوتهم في فلسطين، كتفًا بكتف.
وقد عبّرت الحشود عن سخطها تجاه التخاذل العربي والإسلامي المشين، وتواطؤ الأنظمة المحيطة بفلسطين، التي أغلقت أبواب الجهاد وضيّقت على المجاهدين طريق الوصول إلى غزة.
في قلب العاصمة صنعاء، غص ميدان السبعين بالحشود المليونية التي أعلنت حالة الاستنفار الشعبي والجهادي، تأييدًا لخيارات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وتأكيدًا على الجهوزية لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس حتى النصر وكسر الحصار عن غزة.
كما باركت الجماهير استعداد القيادة الثورية لاتخاذ خطوات تصعيدية ضد العدو الصهيوني، وأكدت تفويضها الكامل للسيد القائد.
صعدة: 39 مسيرة شعبية أكدت الجهوزية الكاملة لتنفيذ أي توجيهات جهادية نصرة لغزة.
الحديدة: 252 ساحة اكتظت بحشود غير مسبوقة ترفع أعلام اليمن وفلسطين وتندد بالإبادة.
صنعاء المحافظة: مسيرات حاشدة أيدت ضرب العمق الصهيوني، وجددت الاستعداد لدعم الجبهات.
الضالع: مديريات دمت والحشا وقعطبة وجبن هتفت باستمرار المواجهة ودعم المجاهدين.
المحويت: 94 فعالية جماهيرية شددت على أن فلسطين ستبقى قضية الأمة المركزية.
حجة: 265 ساحة نصرة لغزة وتأكيد على دعم الجيش اليمني في عملياته البحرية والجوية.
إب: 227 مسيرة أدانت المجازر ونددت بالدعم الأمريكي للعدوان.
البيضاء: مسيرات تندد بالحصار والتجويع وتؤكد دعمها الثابت لفلسطين.
ريمة: 77 مسيرة نددت بالصمت العربي والدولي وأكدت مواصلة التحشيد.
تعز: 78 مسيرة غاضبة أكدت الثبات على موقف مناصرة غزة رغم الخذلان.
مأرب: 17 مسيرة وعشرات الوقفات حملت واشنطن وتل أبيب مسؤولية الإبادة.
عمران: 113 مسيرة غاضبة أكدت الجهوزية للالتحام بالجبهة الفلسطينية.
ذمار: 48 مسيرة عبرت عن الغضب الشعبي، وأشادت بالعمليات اليمنية ضد العدو.
لحج (القبيطة): مسيرتان ووقفة مسلحة دعمت فرض الحصار على سفن العدو واستهداف عمقه.
الجوف: مسيرات في كل المديريات أعلنت التعبئة العامة واستمرار النفير.
جاء في البيان الختامي للمسيرات:
أولًا: نخرج وقلوبنا تعتصر ألمًا على إخواننا في غزة الذين يذوقون مرّ الجوع والقهر والخذلان، ونستنكر سد الطرق في وجوه المجاهدين من قبل الأنظمة العميلة.
ثانيًا: نحمل أمريكا والعدو الصهيوني مسؤولية جرائم الإبادة والتجويع، ونبارك إعلان القيادة الثورية دراسة خطوات تصعيدية، ونعلن جهوزيتنا لأي تبعات.
ثالثًا: نؤكد أن دعمنا لغزة ثابت لا يتزعزع، ونستبشر بنصر الله الذي وعد به عباده الصابرين المجاهدين.
هكذا كتب اليمن اليوم صفحة جديدة في سفر العزة، مؤكدًا من كل ساحة ومحافظة، أن الحق لا يُخذل، والدم لا يُنسى، وأن غزة ليست فقط فلسطين، بل هي عنوان كرامة الأمة كلها.
من صعدة حتى صنعاء، من الحديدة حتى مأرب، قال اليمن كلمته: لن نصمت، لن نهدأ، لن نتراجع.
ومع إعلان قائد الثورة الاستعداد لخطوات تصعيدية، ومع استمرار الجيش في ضرب عمق العدو، فإن اليمن يدخل مرحلة جديدة من المواجهة، عنوانها:
'إما أن يُكسر الحصار عن غزة، أو نكسر بصبرنا وصمودنا وأسلحتنا، كل قيود الخذلان والتواطؤ والخنوع'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 9 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار العالم : ليست رأس الهرم الديني، ماذا نعرف عن "مشيخة العقل" لدى الدروز؟
السبت 26 يوليو 2025 12:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، أحد وجهاء شيوخ الدروز من المرتبة الثانية مع أعضاء جيش الثوار بقيادة جنبلاط في لبنان عام 1958 Article Information Author, أميمة الشاذلي Role, بي بي سي عربي قبل 2 ساعة بعد الاشتباكات الدامية الأخيرة في السويداء بسوريا، حيث الكثافة السكانية الدرزية، برز اسما الزعيمين الدرزيين الشيخ يوسف جربوع، والشيخ حكمت الهجري، وكلاهما يحمل اللقب الديني شيخ العقل، إضافة إلى الشيخ سامي أبو المنى. فماذا تعني "مشيخة العقل"؟ ومتى نشأت؟ ولماذا؟ العقل لدى الدروز صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، النجمة الخماسية التي تمثل المبادئ الدرزية جاء في كتاب "مناقب الدروز في العقيدة والتاريخ" للدكتور سامي أبو شقرا نقلاً عن الشيخ عبد الغفار تقي الدين قوله: "لقد جعل الله للوجود علة وسبباً يتنزه به عن المباشَرة لإبداع الكائنات بذاته، هذه العلة هي العقل". ويقول شيخ العقل السابق في لبنان، نعيم حسن، إن العقل بالنسبة للموحدين "هو في المحل الأرفع، يقترن بالشرع الحق ويقود الإنسان بنوره". وأضاف في كتابه (الدليل إلى التوحيد) أن الدروز يُطلقون لقب "العقّال" على من وَعَوا عن الله أمره ونهيه وعملوا بمراده، وآمنوا أن العقل يجب أن يتوافق مع الشرع. ويقول سعيد أبو زكي، أستاذ التاريخ والأخلاق بالجامعة اللبنانية الأمريكية، إنه كان يطلق على المتدينين "العُقّال" ومفردها عاقل، على عكس "الجُهّال". ولا يقتصر لقب العُقال على الرجال، حيث يُطلق أيضاً على المرأة الدرزية المتدينة "العاقلة". وهناك "نساء عاقلات يبرزن بالتقوى والفضيلة الدينية، فيُكرّمن ويُقصدن أحياناً للمشورة، ويطلق عليهن لقب الست"، بحسب أبو زكي الباحث في تاريخ الدروز. وذكر أبو زكي في حديث خاص لبي بي سي أنه عند وفاة إحدى هؤلاء العاقلات، يُدفنّ بمدفن خاص، وتُنصَب عليه شواهد تذكر بعض فضائلهن، فيصبح مزاراً دينياً، ضارباً مثالاً بالست فاخرة البعيني من قرية مزرعة الشوف في القرن التاسع عشر؛ ومع ذلك فالدرزيات لا يتقلدن مناصب لا روحية ولا قانونية. ويؤكد أبو زكي، مؤلف كتاب "مشيخة عقل الدروز في لبنان: بحث في أصولها ومعناها وتطورها"، على أن المنصب الديني يرجع إلى "مسلك العقل"، وهو المسلك الديني الروحي لدى الدروز، الذي يُعنى بـ"تنمية وتهذيب الطبيعة العاقلة لدى الإنسان وإيصالها إلى كمالها". ما الحاجة إلى مشيخة العقل؟ صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، الشيخ عارف حلاوي من أهم مراجع الدروز حول العالم ظهرت فكرة "مشيخة العقل" خلال الحقبة العثمانية في لبنان، في القرن الثامن عشر، وكان يطلق على كل مرجعية دينية في قرية أو منطقة؛ حيث كان جبل لبنان مقسماً إلى مقاطعات بها مجموعة من القرى، وكان في كل قرية مرجعية أو أكثر. ويقول أبو زكي، وهو أيضاً باحث في تاريخ الدروز، إن لقب "شيخ العُقّال" بدأ يظهر في المصادر اللبنانية للدلالة على المرجعيات الدينية لدى دروز جبل لبنان. وفي القرن التاسع عشر صار يمسى "الرئيس الروحي". وبعدها حدث تطور سياسي؛ حيث بدأ الدروز يفقدون الحكم في جبل لبنان بعد عام 1825، وحاول الأمير بشير الثاني الشهابي، الذي حكمت سلالته لبنان ما بين (1247-1697)، إدخال نفوذه على الرئاسة الروحية. وبحسب أبو زكي، كان رد فعل الدروز أنهم أنشأوا "مشيخة عقل" كمنصب له وظائف إدارية محدّدة تختص بالأوقاف والأحوال الشخصية، وحيّدوا الرئاسة الروحية، التي هي الولاية الدينية، عن اللقب. ويقول المؤرخ اللبناني الدكتور صالح زهر الدين في كتابه (تاريخ المسلمين الموحدين الدروز)، إن "مشيخة العقل من المناصب الكبرى الحساسة والمسؤولة في البلاد؛ حيث كان يهابها الحكام، خاصة الشهابيون؛ لأهميتها وتأثيرها ووزنها الفاعل على كل الصُعد". ومع ذلك، يقول أبو زكي إن لقب "شيخ العقل" لم يشع استعماله داخلياً لدى الدروز إلا بعد عام 1861، خلال الحكم "المُتصرّفي"، وهو نظام حكم أقرته الدولة العثمانية بعد ما يعرف بالفتنة الطائفية الكبرى بين الدروز والموارنة. هل هو رأس الهرم الديني؟ يقول الشيخ يوسف جربوع، شيخ عقل الدروز في سوريا، في حديث خاص لبي بي سي إن مشيخة العقل هي رأس الهرم الرّوحي لطائفة الموحدين الدروز، وشيوخها هم أئمة هذه الطائفة، أو بمعنى آخر هم "المرجعية الدينية العليا" لديهم. في المقابل، يؤكد سعيد أبو زكي، الأكاديمي والباحث المتخصص في تاريخ الدروز، أن مشيخة العقل تأتي حالياً في المرتبة الثالثة في الهرم الديني لدى الدروز؛ فهو "شيخ يُنتدب من قبل رجال الدين". وتأتي في المرتبة الثانية طبقة من الشيوخ تلبس عباءة خاصة مقلمة باللونين الأبيض والأسود، تميزها عن بقية رجال الدين، ولا يُطلق عليهم لقب بعينه، لأنه بحسب أبو زكي فإن رجال الدين الدروز لديهم "نفور من الألقاب" بشكل عام. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، أحد شيوخ الدروز اللبنانيين من المرتبة الثانية بالعباءة المقلمة بالأبيض والأسود، في حاصبيا بلبنان أما رأس الهرم الديني لدى دروز لبنان، ولدى الكثير من الدروز في المنطقة حالياً، فهو الشيخ أمين الصايغ، وليس له لقب رسمي، لكنه يعد فعلياً المرجع الروحي الأعلى. ويختار الرئيس الروحي الأعلى أو رأس الهرم الروحي هؤلاء الشيوخ من المرتبة الثانية؛ "حيث يقدم في نواحي بلاده بعض الأعيان بآلية بسيطة غير محددة تنسجم مع تعلقهم بالزهد". وضرب الباحث اللبناني مثالاً كأن يدعو المرجع الأعلى إلى عقد حلقة ذكر في إحدى خلوات البلاد، وعند اكتمال الوفود، يتوجه إليهم بخطاب ديني قصير يبرز فيه فضل واحد أو أكثر من المشايخ الحاضرين، بالاستناد إلى فضيلتهم الدينية. ويطلب هذا الإمام الأعلى من هؤلاء المُختارين لبس العباءة المقلمة، فتتحقق بذلك فكرة "الإشهار"؛ لكن أبو زكي يقول إن إقناع هؤلاء الشيوخ بقبول العباءة غالباً ما تكون مسألة صعبة؛ لتخوفهم من الجاه الاجتماعي المرافق. ويعد هؤلاء الشيوخ "مرجعيات عرفية" كما يقول الباحث اللبناني، حيث يثق الناس في تجردهم الديني وحكمتهم، كما يرجع إليهم القادة السياسيون. وتتمحور وظيفتهم حول رعاية النشأة الروحية في مسلك العقل، كل في حيزه الجغرافي، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود. وفي الوقت الذي يُتوارث فيه لقب "شيخ العقل" في عائلات محددة، إلا أن الرئاسة الروحية العليا لا تعرِف الوراثة، كما يقول أبو زكي، كما تغيب عنها الأضواء الإعلامية. صدر الصورة، الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان التعليق على الصورة، المرجع الروحي الأعلى لطائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ شيوخ العقل في بلاد الشام صدر الصورة، موقع جامعة القديس يوسف في بيروت التعليق على الصورة، الدكتور الشيخ سامي ابو المنى، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان بالنسبة للبنان، يتولى منصب مشيخة العقل في الوقت الحالي الدكتور سامي أبو المنى، الذي اختِير للمنصب عام 2012، بعد إعلان من الشيخ نعيم حسن لانتخاب شيخ عقل جديد لطائفة الموحدين الدروز، خلفاً له. وتضم مشيخة العقل في لبنان حالياً شيخ عقل واحد يتمتّع بالحقوق والامتيازات ذاتها التي يتمتّع بها رؤساء الطّوائف اللّبنانيّة الأُخرى، من غير استثناء أو تمييز، بحسب نص القانون الصادر عام 2006. أما في السابق، فكان هناك شيخا عقل: شيخ للفئة الجنبلاطية، وشيخ للفئة اليزبكية من الدروز، لرعاية الأوقاف الدينية لعُقّال الدروز، وكهيئة إشراف على تطبيق الأحوال الشخصية عند قضاة المذهب، أي كهيئة استئناف، بحسب أبو زكي. ويُعدّ القبول بمنصب شيخ العقل تنازلاً نهائياً من صاحب المنصب عن أي وظيفة أو مهنة أو حرفة؛ فلا يجوز قانونياً الجمع بين منصب شيخ العقل وأيّ منصب آخر من أيّ نوع كان، باستثناء المناصب الفخرية. ويتولّى شيخ العقل رعاية شؤون طائفة الموحّدين الدّروز الرّوحيّة، وإدارة مصالحها الدينية والاجتماعية، كما يمثّلها رسمياً لدى السلطات العامة وبقية الطوائف. وتساعده في تنفيذ مسؤوليّاته هيئة دينية استشارية تتكون من ستة شيوخ، يعينهم شيخ العقل خلال الشهر الأول من تاريخ تسلمه مهام منصبه، على ألا تربطه بأي منهم علاقة ما أو صِلة قربى حتى الدّرجة الرابعة. ومع ذلك، يقول سعيد أبو زكي إن هذا القانون "يعبر عن الواقع التنظيمي لمنصب شيخ العقل، لكن التنظيم الديني الحقيقي، يقع خارج مجال هذا القانون، فهو تنظيم عرفي روحي. ولا يُسمح لشيخ العقل بالتدخل بالقرارات الدينية التي هي من اختصاص مشايخ البلاد". صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، الشيخ يوسف جربوع، شيخ عقل الطائفة الدرزية في سوريا أما في سوريا، فيقول الشيخ يوسف جربوع، في حديث خاص لبي بي سي إن الحاجة إلى مشيخة عقل في سوريا ظهرت بعد هجرة بعض الدروز إليها، وتحديداً إلى جبل العرب أو جبل حوران قبل نحو 300 عام. ومع ذلك، فإن بداية وجود الدروز هناك لم تكن تستدعي وجود مرجعية أو مشيخة، نظراً لقلة عددهم، بحسب شيخ العقل الذي تحدث لبي بي سي. ويقول الكاتب تيسير أبو حمدان في كتابه "الدروز مسلكاً ومعتقداً" إن الحاجة إلى المرجع الروحي في جبل العرب، ظهرت عندما وجد حاكم الجبل حمدان الحمدان أنه لا بد من وجود من يتولى أمور الطائفة دينياً ويرعى شؤونها الشخصية. وقد وقع الاختيار على الشيخ ابراهيم الهجري، "لنبوغه وصلاحه وتقواه"، بحسب أبو حمدان، ليصبح مؤسس الرئاسة الروحية في الجبل، وتصبح بلدته (قنوات) المركز الديني للطائفة في الجبل وكان ذلك عام 1803. وقد ظل الشيخ إبراهيم الهجري الشيخ الروحي الأوحد طيلة حياته؛ لكن بعد وفاته، اختار الدروز عائلتين أخريين هما عائلة جربوع من مدينة السويداء، وعائلة الحناوي من بلدة (سهوة بلاطة)، إلى جانب عائلة الهجري. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، الشيخ حكمت سلمان الهجري (في المنتصف) وقد توارثت العائلات الثلاثة المشيخة، باختيار الزعماء والحاضرين من هو أصلح من أسرة المتوفي، بإلباسه عمامة وعباءة المشيخة في يوم الوفاة أو بعدها بقليل. وبحسب أبو زكي، فقد تمركزت مشيخة آل الهجري في قنوات والريف الشمالي والغربي للسويداء، في حين استقرت مشيخة آل حناوي في سهوة البلاط والريف الجنوبي، أما مشيخة آل جربوع فهي في مدينة السويداء والقرى المجاورة. ويضيف أبو زكي أن دروز جبل حوران، اصطلحوا على تراتبية اجتماعية عرفية تضع مشيخة آل هجري في المقام الأول، ثم مشيخة آل جربوع في المقام الثاني، وبعدها مشيخة آل حنّاوي في المقام الثالث، وهي تراتبية معنوية لا دخل لها في الوظائف الدينية والاجتماعية والسياسية التي يتساوى فيها الثلاثة. وتشير المصادر التاريخية في القرن التاسع عشر، إلى كون مشيخة آل هجري لها المكانة الأولى بين الثلاثة، وهو ما يفسر اللقب الرسمي الذي يستعمله الشيخ حكمت الهجري في وقتنا الحالي، باعتباره "الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز" وهو لقب لا يستعمله شيخا العقل الآخران، بحسب الباحث اللبناني أبو زكي. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، رئيس الطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف كما عرفت أرض فلسطين التاريخية، الديانة الدرزية قبل نحو 1000 عام، بحسب أبو زكي. وقد اعترفت إسرائيل بالطائفة الدرزية كطائفة مستقلة عام 1957، فأنشِئت رئاسة روحية بنفس مفهوم شيخ العقل، برئاسة الشيخ أمين طريف، الذي جمع بين هذا المفهوم وبين كونه المرجعية الدينية العليا للدروز هناك، كما يقول الباحث اللبناني أبو زكي، وهو جد الشيخ موفّق طريف، الرئيس الروحي الحالي للدروز في إسرائيل. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، الشيخ أمين طريف، شيخ العقل في فلسطين عام 1928 وأخيراً هناك الرئاسة الروحية لعدد قليل من الدروز في الأردن، في مناطق مثل الأزرق ووادي السرحان، قبل أن ينتقل بعضهم إلى عمّان والمناطق الحضرية الأخرى مع تَشكُّل الدولة. ويقول الكاتب اللبناني فاروق غانم خدّاج، في مقال له إن معظم دروز الأردن "جاءوا من جبل الدروز في سوريا ومن فلسطين، بحثاً عن الاستقرار في ظل ظروف سياسية متقلبة". ويرأس دروز الأردن حالياً الشيخ أبو أشرف عجاج مهنّا عطا، الذي تعد مشيخته مشيخة دينية واجتماعية سياسية، بحسب أبو زكي، الذي أضاف لبي بي سي أنه بحسب الموروث الشفهي المحلي، فإن جده الكبير، كان أول من استوطن الزرقاء في شمال الأردن وأسس لتوطن الدروز هناك في أواخر القرن الثامن عشر. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، أحد العُقال الدروز في الأردن، ممن لجأوا من جبل الدروز في عام 1926 وهناك تعاون بين مشيخة عقل الدروز في الدول المختلفة، وهو "تعاون ديني عقائدي واجتماعي" مع الحفاظ على استقلال كل منطقة بإدارة شؤونها بنفسها، على حد تعبير الشيخ يوسف جربوع، شيخ عقل سوريا. وقال الشيخ جربوع لبي بي سي إن "ذلك يرجع إلى كون كل مرجعية تخضع لأنظمة سياسية مختلفة في البلدان الثلاثة"، مؤكداً أن كل مرجعية لم تتدخل في الشؤون السياسية الداخلية للمرجعيات الأخرى، رغم أن البرنامج العقائدي واحد. ومن أوجه التواصل بين المؤسسات الدرزية في مختلف الدول، ما ذكره أبو زكي أنه في عام 1934، حدثت أزمة في فلسطين ضد الشيخ أمين طريف، جد الشيخ الحالي، فبادر أعيان مشايخ لبنان إلى الصلح وحل الأزمة.


المصريين بالخارج
منذ 39 دقائق
- المصريين بالخارج
وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء.. والادعاء بحِلِّه خطأ فادح وتضليل للناس
أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أن الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء، محذرًا من التهاون في هذا الباب أو محاولة تسويغ تعاطيه بأي صورة من الصور، مشيرًا إلى أن الادعاء بأنه حلال هو خطأ فادح، لا سيما إذا صدر عن شخصيات عامة أو أكاديمية، لأن في ذلك تضليلًا للرأي العام، وفتحًا لأبواب الانحراف والإدمان. وقال وزير الأوقاف، في بيان اليوم الجمعة، ردا على تصريحات تحدثت عن عدم حرمانية الحشيش وانتشرت على السوشيال ميديا، "لن أطيل بذكر تفاصيل الحكم الشرعي في حُرمته، وإنما أكتفي بالإشارة إلى ما سطّره علماء الإسلام الراسخون، ومنهم الإمام بدر الدين الزركشي في كتابه زهر العريش في تحريم الحشيش، وهو كتاب مطبوع مشهور ومتداول، وكذلك العلامة السيد عبدالله بن الصدِّيق في كتابه واضح البرهان على تحريم الخمر والحشيش في القرآن، وقد طُبع مرات عديدة". وشدد على أن الاستسهال في تعاطي الحشيش أو الترويج لتحليله هو جريمة شرعية وأخلاقية ومجتمعية، وأن الإثم يتضاعف إذا كان المتعاطي ممن يقود مركبة أو وسيلة نقل عام، لما في ذلك من تعريض لحياته وحياة الناس للخطر، مضيفًا:"فإنه حينئذ لا يرتكب محرّمًا فقط، بل يعرّض أرواحًا بريئة للفناء، وإثم ذلك عند الله عظيم". Page 2


يمني برس
منذ ساعة واحدة
- يمني برس
غزة الوجع المفتوح وجوع الأطفال
يمني برس || مقالات رأي: غزة حيثُ لا مأوى، ولا ماء، ولا مرعى. غزة حيث التضحية، والصبر، والجلد، تقاوم رغم الألم، وتُقارع رغم الخذلان. ببطون خاوية، وأحشاء يعتصرها الجوع، يُكابد الغزّاوِيُّون مرارة هذه الحقيقة التي لا يفهمها سواهم، ولا يعيشها دونهم. بأجسام نحيلة يقتلها جوع مُذقِع، وقلوب مكلومة مثخنة بالجراح، يقف أبناء غزة كمرآةٍ تعكسُ صورةً مُلطخة بالدم، كُتب على جبينها: 'أين ضمير الإنسانية؟!' وفي مشهد مأساوي يُترجم أقسى انحدارٍ أخلاقي، وقيمي، وديني، وصلت إليه أمتنا، وللأسف الشديد. يعيش أبناء القطاع جريمة حرب كُبرى، وإبادة جماعية لا نظير لها في كل العالم، بينما العالم يقف مُكبلاً، يكتفي بالصمت، ويُراقب بعجزٍ مفضوح، وخذلانٍ صارخ، وضمير متحجر، ودمٍ بارد. يحاول أن يتعامى عن كل هذه الجرائم المُروعة، بل ويتماهى مع العدو الصهيوني ويتواطأ معه في ارتكاب الجريمة. لا سيما حكومات الأنظمة العربية والإسلامية، التي بيدها مفاتيح وأوراق تقصم ظهر هذا العدو وتردعه عن بطشه وغِيّه، كورقة النفط والغاز التي في قبضة دول الخليج، والمضايق والقنوات المهمة كقناة السويس، والنيل، واليرموك، وغيرها. وهي قادرة على تحويل مسار المعركة وكسر شوكة الطغيان الصهيوني. لكن تقف الأمة بين مفترقات عدة، وأمام خيارات مفصلية، مفادها أن لا عِزّة لها، ولا مَنعة، ولا قوة، إلا بالجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى، فهو المُخلّص الوحيد، والمخرج من كل هذه المآزق الضيقة والخانقة. 'بالجهاد' يتحقق العدل، والأمن، والقوة التي لا تُضام أبدًا. بالجهاد يُصنع مستقبلٌ مُشرق، وبالجهاد تتحقق كل النتائج المهمة لهذه الأمة، وتُضمن حقوقها، عزّتها، كرامتها، إنسانيتها، وتأمن كيد عدوها، وتَسلَم من شرّه، وتُحبَط مؤامراته، وتُفشَل مخططاته. غزة لا تحتاج إلى الخطب الرنانة، ولا بيانات الشجب الباهتة، ولا القمم الطارئة التي لا تُثمر إلا المزيد من الخذلان والانتظار، غزة تحتاج إلى كسر الحصار، ووقف العدوان، ورفع الظلم الذي يُمارَس عليها منذ سنين، تحت سمع وبصر الجميع. الطفل الذي يموت جوعًا هناك، لا يعرف لغة السياسة، ولا حسابات المصالح، ولا توازنات القوى، يعرف فقط أن بطنه خاوية، وأن عينيه تبحثان عن شيء يملأ هذا الفراغ القاتل.يعرف أن في مكانٍ ما من هذا العالم، هناك من يستطيع أن يوقف هذا الجوع، ولكنه لا يفعل. الزعامات وأصحاب السمو، يجلسون على موائد عامرة، تصم آذانها عن صرخات الأمهات، وتُغلق شاشاتها عن صور الأطفال المُمددين على الأرصفة، والباحثين عن لقمة خبز في أكوام الركام. هم جزء من الجريمة بصمتهم، وجمودهم، وتواطئهم. في غزة، يكتب الشعب ملحمة من صمود لا يُقهر، وإرادة لا تُهزم، يُثبت للعالم أن الجوع لا يُنهي الوعي، ولا يكسر العزيمة، بل يُغذي جذوة الغضب، ويُعيد رسم ملامح معركة أكبر من حدود الجغرافيا. غزة تنادي من جديد، والأمة لا تزال على المحك، فإما أن تنتصر لقيمها، ومبادئها، ودينها، أو تسقط نهائيًا في فخ التبعية والخذلان. وغزة ستبقى تقاوم بكل ما تملك: