
كمال ميرزا يكتب عن يوديد البوتاسيوم! #عاجل
جو 24 :
كتب: كمال ميرزا
لو أردتُ أن أحوّل التحدي إلى فرصة كما يتشدّق أصحاب القرار، وأن أصبح ريادي أعمال كما تريد لنا سياسات الدولة أن نكون، واستدنتُ من أحد صناديق التمويل والتشغيل، أو أخذتُ قرضاً شخصيّاً من أحد البنوك التجاريّة، وربما أقنعتُ والدي بأخذ قرض ميسّر من مؤسسة الإقراض الزراعيّ، وأقنعنا بنات العائلة ببيع مصاغهنّ، وأقنعنا شباب العائلة ببيع سياراتهم "الأفنتي".. ثمّ جمعنا المبلغ كلّه من أجل استيراد شحنة "يوديد بوتاسيوم" نقبّ بفضلها على وجه الدنيا.. السؤال:
ـ ما هي شروط استيراد "يوديد البوتاسيوم"؟!
ـ هل هناك في الأردن بالفعل وكيل/ وكلاء حصريّون لـ "يوديد البوتاسيوم"؟!
ـ هل مسموح بتوزيع وتداول "يوديد البوتاسيوم" في السوق كجزء من سياسات تحرير التجارة وتشجيع الاستثمار.. أم لا يجوز ذلك إلّا من خلال الجهات الرسميّة؟
ـ هل تستورد الحكومة حاجتها من "يوديد البوتاسيوم" مباشرةً، أم من خلال مورّدين؟
ـ إذا كانت الإجابة مورّدين، هل يتم ذلك بموجب عطاءات، أم تلزيم، أم بالشراء المباشر؟
ـ كم سعر قرص"يوديد البوتاسيوم" في السوق العالميّة؟
ـ هل هناك معادلة لاحتساب سعر قرص "يوديد البوتاسيوم" على غرار معادلة تسعير المشتقّات النفطيّة؟
ـ هل يُؤخذ "يوديد البوتاسيوم" على معدة ممتلئة أم خاوية؟
ـ هل يُؤخذ "يوديد البوتاسيوم" بلع أم قرط؟
ـ ما هي الجرعة اللازمة من "يوديد البوتاسيوم"؟ وفي حالة شخص فارع الطول عريض المنكبين مثل الدكتور "خالد طوقان" أمدّ الله في عمره ومتّعه بالصحة والعافية، هل يكفي قرص واحد أم أنّ الجرعة يجب أن تكون قرصين أو أكثر؟
ـ هل هناك أشكال دوائيّة أخرى لـ "يوديد البوتاسيوم".. شراب مثلاً، أو بخّاخ، أو مرهم، أو لصقات ظهر، أو تحاميل؟
ـ هل "يوديد البوتاسيوم" لا يُصرَف إلّا بوصفة طبيّة؟
ـ في حالة الجرعة الزائدة من "يوديد البوتاسيوم" ما هو العلاج.. "يوديد المغنيسيوم" مثلاً؟
ـ هل هناك آثار جانبيّة لـ "يوديد البوتاسيوم".. حكّة مثلاً، أو جفاف حلق، أو دوار؟
ـ هل تجوز قيادة السيارة تحت تأثير "يوديد البوتاسيوم"؟
ـ هل يجوز إعطاء "يوديد البوتاسيوم" للحوامل والمُرضعات أو الأطفال تحت عمر (6) سنوات؟
ـ هل هناك تداخلات علاجيّة لـ "يوديد البوتاسيوم" مع عقاقير أخرى، أدوية القلب مثلاً، أو الضغط، أو الأوعية الدمويّة، أو السكريّ، أو "الحبّة الزرقاء"، أو لقاح "كورونا"؟
ـ إلى جانب "يوديد البوتاسيوم"، ألا تنتوي السلطات أيضاً توزيع ورق ألمونيوم (فويل) يلفّ به المرء نفسه للوقاية في حالة التلوّث الإشعاعيّ؟
ـ هل ورق القصدير الخاص بالأراجيل يُجزئ، أم يجب أن يكون "الفويل" من النوع المُخصّص للطهي؟
ـ قبل طبقة "الفويل"، لو لفّ المواطن جسده بطبقة "ورق زبدة"، هل سيزيد هذا من مقدار الحماية؟
ـ هل هذه هي حدود التزام الدولة، أي دولة، تجاه أمن وسلامة وبقاء مواطنيها في حالة المواجهات النوويّة والكوارث الإشعاعيّة: توزّع عليهم أقراص "يوديد البوتاسيوم"؟
ـ لماذا لا توجد لدينا ملاجئ مضادة للإشعاع بما أنّنا نعيش جوار كيان صهيونيّ محتلّ يمتلك برنامجاً نوويّاً سريّاً وغير خاضع للرقابة والتفتيش؟
ـ لماذا ليس لدينا ملاجئ أساساً، إشعاعيّةً أو غير إشعاعيّة؟!
سؤال أخير:
ـ هل هناك دعاء مأثور معيّن يُستحَب أن يردّده المرء قبل تناوله قرص "يوديد البوتاسيوم"، أمّ أنّ الأمر متروك لكلّ شخص في حالة التلوّث الإشعاعيّ ليدعو بما تيسّر له؟
إذا كان الدعاء اختياريّاً فأنا شخصيّاً سأدعو بدعاء سيدنا "نوح" كما ورد في الآيتين (26) و(27) من السورة التي تحمل اسمه:
((وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا
إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِرًا كَفَّارًا))!
لسبب ما تعنّ على بالي هذه اللحظة الآية رقم (60) من "سورة الأنفال":
((وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ))!
أعددنا لهم "المجتمع الدوليّ" و"يوديد البوتاسيوم"!!
سؤال أخير عنجد:
ـ هل سيتم إدراج "يوديد البوتاسيوم" ضمن المواد الإغاثيّة المُرسلة إلى أهلنا في غزّة؟!
روح الريادة تسيطر عليّ مرّة أخرى!
ماذا لو أطلقنا حملة جمع تبرعات وطنيّة شعارها: رغيف خبز وقرص "يوديد" لكلّ غزّاوي!
حزورة:
ـ كم مرّة ورد اسم "يوديد البوتاسيوم" في المقال أعلاه؟!
الجائزة الأولى رحلة مجانيّة إلى "هيروشيما" وناغازاكي" في اليابان.
الجائزة الثانية رحلة مجانيّة إلى "تشيرنوبل".
الجائزة الثالثة رحلة مجانيّة إلى هيئة الطاقة الذريّة الأردنيّة.
جائزة الترضية رحلة مجانيّة إلى الشلال أو "الشاتوت" في مسقط رأسي "جرش"!
تابعو الأردن 24 على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
5 نصائح لتقليل تورّم القدمين خلال الصيف
عمان - قد يعاني البعض من تورم القدمين والكاحلين بسبب تراكم السوائل، وقد يكون من عواقب ارتفاع الحرارة في الصيف تورم القدمين والكاحلين، ولكن هناك طرق لتخفيف هذا الانزعاج. ووفق "سوري لايف"، توجد عدة عوامل تسبب احتباس سوائل الجسم، منها تناول الكثير من الملح. أسباب شائعة للتورّم وبحسب خبيرة التغذية كيت بوكر، من أهم هذه العوامل: • الحمل. • تناول بعض أدوية ضغط الدم، وحبوب منع الحمل، والعلاج الهرموني، ومضادات الاكتئاب، أو الستيرويدات. • زيادة الوزن. • الوقوف أو الجلوس في نفس الوضعية لفترات طويلة. لتقليل تورّم الكاحلين والقدمين اترك قدمك تتنفس تنصح كيت بوكر "اترك قدمك تتنفس، وامشِ حافي القدمين دون أحذية ضيقة تُقيدك. ستحصل أيضاً على فائدة إضافية تتمثل في التأريض". اطبخ من الصفر وتضيف بوكر "نحتاج إلى الملح، ولكن من الأفضل تجنب ملح الطعام المعالج واستخدام ملح البحر الغني بالمعادن غير المكرر. اتبع نظاماً غذائياً غنياً بالعناصر الغذائية، مثل مضادات الأكسدة". حافظ على رطوبة جسمك وتلفت بوكر الانتباه إلى أنه "عند التعرق، نفقد معادن أيضاً، لذا تذكر أن هذه المعادن تحتاج إلى تجديد. ومن بين المعادن المهمة التي يجب مراعاتها البوتاسيوم، وهو متوفر في الفواكه والخضراوات، والصوديوم، من ملح البحر، والمغنيسيوم، من الخضراوات الورقية الخضراء والشوكولا الداكنة". كما يساعد تجنب الإفراط في تناول الكافيين على تفادي الجفاف الذي يؤدي إلى احتباس السوائل. ارفع قدميك تقول بوكر: "عندما تكون القدمان أعلى من مستوى القلب، يسمح ذلك بتصريف السوائل. ويمكنك أيضاً وضعهما على كرسي إذا كنت لا ترغب في وضعهما على الحائط". التدليك "يعزّز المساج الدورة الدموية ويحفز تدفق الدم". للمساعدة في تصريف السوائل، توصي "بحركات لطيفة ومسحية باتجاه القلب". وأضافت "يمكنك استخدام زيت مثل زيت جوز الهند أو زيت الزيتون".


جو 24
منذ 4 ساعات
- جو 24
كمال ميرزا يكتب عن يوديد البوتاسيوم! #عاجل
جو 24 : كتب: كمال ميرزا لو أردتُ أن أحوّل التحدي إلى فرصة كما يتشدّق أصحاب القرار، وأن أصبح ريادي أعمال كما تريد لنا سياسات الدولة أن نكون، واستدنتُ من أحد صناديق التمويل والتشغيل، أو أخذتُ قرضاً شخصيّاً من أحد البنوك التجاريّة، وربما أقنعتُ والدي بأخذ قرض ميسّر من مؤسسة الإقراض الزراعيّ، وأقنعنا بنات العائلة ببيع مصاغهنّ، وأقنعنا شباب العائلة ببيع سياراتهم "الأفنتي".. ثمّ جمعنا المبلغ كلّه من أجل استيراد شحنة "يوديد بوتاسيوم" نقبّ بفضلها على وجه الدنيا.. السؤال: ـ ما هي شروط استيراد "يوديد البوتاسيوم"؟! ـ هل هناك في الأردن بالفعل وكيل/ وكلاء حصريّون لـ "يوديد البوتاسيوم"؟! ـ هل مسموح بتوزيع وتداول "يوديد البوتاسيوم" في السوق كجزء من سياسات تحرير التجارة وتشجيع الاستثمار.. أم لا يجوز ذلك إلّا من خلال الجهات الرسميّة؟ ـ هل تستورد الحكومة حاجتها من "يوديد البوتاسيوم" مباشرةً، أم من خلال مورّدين؟ ـ إذا كانت الإجابة مورّدين، هل يتم ذلك بموجب عطاءات، أم تلزيم، أم بالشراء المباشر؟ ـ كم سعر قرص"يوديد البوتاسيوم" في السوق العالميّة؟ ـ هل هناك معادلة لاحتساب سعر قرص "يوديد البوتاسيوم" على غرار معادلة تسعير المشتقّات النفطيّة؟ ـ هل يُؤخذ "يوديد البوتاسيوم" على معدة ممتلئة أم خاوية؟ ـ هل يُؤخذ "يوديد البوتاسيوم" بلع أم قرط؟ ـ ما هي الجرعة اللازمة من "يوديد البوتاسيوم"؟ وفي حالة شخص فارع الطول عريض المنكبين مثل الدكتور "خالد طوقان" أمدّ الله في عمره ومتّعه بالصحة والعافية، هل يكفي قرص واحد أم أنّ الجرعة يجب أن تكون قرصين أو أكثر؟ ـ هل هناك أشكال دوائيّة أخرى لـ "يوديد البوتاسيوم".. شراب مثلاً، أو بخّاخ، أو مرهم، أو لصقات ظهر، أو تحاميل؟ ـ هل "يوديد البوتاسيوم" لا يُصرَف إلّا بوصفة طبيّة؟ ـ في حالة الجرعة الزائدة من "يوديد البوتاسيوم" ما هو العلاج.. "يوديد المغنيسيوم" مثلاً؟ ـ هل هناك آثار جانبيّة لـ "يوديد البوتاسيوم".. حكّة مثلاً، أو جفاف حلق، أو دوار؟ ـ هل تجوز قيادة السيارة تحت تأثير "يوديد البوتاسيوم"؟ ـ هل يجوز إعطاء "يوديد البوتاسيوم" للحوامل والمُرضعات أو الأطفال تحت عمر (6) سنوات؟ ـ هل هناك تداخلات علاجيّة لـ "يوديد البوتاسيوم" مع عقاقير أخرى، أدوية القلب مثلاً، أو الضغط، أو الأوعية الدمويّة، أو السكريّ، أو "الحبّة الزرقاء"، أو لقاح "كورونا"؟ ـ إلى جانب "يوديد البوتاسيوم"، ألا تنتوي السلطات أيضاً توزيع ورق ألمونيوم (فويل) يلفّ به المرء نفسه للوقاية في حالة التلوّث الإشعاعيّ؟ ـ هل ورق القصدير الخاص بالأراجيل يُجزئ، أم يجب أن يكون "الفويل" من النوع المُخصّص للطهي؟ ـ قبل طبقة "الفويل"، لو لفّ المواطن جسده بطبقة "ورق زبدة"، هل سيزيد هذا من مقدار الحماية؟ ـ هل هذه هي حدود التزام الدولة، أي دولة، تجاه أمن وسلامة وبقاء مواطنيها في حالة المواجهات النوويّة والكوارث الإشعاعيّة: توزّع عليهم أقراص "يوديد البوتاسيوم"؟ ـ لماذا لا توجد لدينا ملاجئ مضادة للإشعاع بما أنّنا نعيش جوار كيان صهيونيّ محتلّ يمتلك برنامجاً نوويّاً سريّاً وغير خاضع للرقابة والتفتيش؟ ـ لماذا ليس لدينا ملاجئ أساساً، إشعاعيّةً أو غير إشعاعيّة؟! سؤال أخير: ـ هل هناك دعاء مأثور معيّن يُستحَب أن يردّده المرء قبل تناوله قرص "يوديد البوتاسيوم"، أمّ أنّ الأمر متروك لكلّ شخص في حالة التلوّث الإشعاعيّ ليدعو بما تيسّر له؟ إذا كان الدعاء اختياريّاً فأنا شخصيّاً سأدعو بدعاء سيدنا "نوح" كما ورد في الآيتين (26) و(27) من السورة التي تحمل اسمه: ((وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِرًا كَفَّارًا))! لسبب ما تعنّ على بالي هذه اللحظة الآية رقم (60) من "سورة الأنفال": ((وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ))! أعددنا لهم "المجتمع الدوليّ" و"يوديد البوتاسيوم"!! سؤال أخير عنجد: ـ هل سيتم إدراج "يوديد البوتاسيوم" ضمن المواد الإغاثيّة المُرسلة إلى أهلنا في غزّة؟! روح الريادة تسيطر عليّ مرّة أخرى! ماذا لو أطلقنا حملة جمع تبرعات وطنيّة شعارها: رغيف خبز وقرص "يوديد" لكلّ غزّاوي! حزورة: ـ كم مرّة ورد اسم "يوديد البوتاسيوم" في المقال أعلاه؟! الجائزة الأولى رحلة مجانيّة إلى "هيروشيما" وناغازاكي" في اليابان. الجائزة الثانية رحلة مجانيّة إلى "تشيرنوبل". الجائزة الثالثة رحلة مجانيّة إلى هيئة الطاقة الذريّة الأردنيّة. جائزة الترضية رحلة مجانيّة إلى الشلال أو "الشاتوت" في مسقط رأسي "جرش"! تابعو الأردن 24 على


أخبارنا
منذ 5 ساعات
- أخبارنا
د. محمد رسول الطراونة : "هظاك" المرض: بين الوصم والأمل وضرورة المواجهة
أخبارنا : (هظاك) أو ذاك المرض الذي يتجنب الكثيرون في مجالسهم تسميته، خوفًا من أن ينطقوا اسمه فيتجسد ويشيع صيته! كأنهم باستخدام اسم الإشارة البعيد "هظاك" قد أقاموا سدًّا منيعًا، أو ألقوا بتعويذة تمنع اقترابه، همسًا يُطلقون عليه "الخبيث"، بشفاه شبه صامتة، متجنبين لفظته الملعونة: السرطان، ولا لوم عليهم، فهو خبيثٌ يراوغ التشخيص والعلاج، ويتنكّل بالأجساد طويلاً. تصوّرٌ سادَ في الماضي – ولا يزال عند البعض – قاصرٌ عن حقيقة المرض، لا يرون فيه سوى نذير موت، وكأن الحديث عنه يُجلب عدواه، وكأن مريضه محكومٌ عليه بالعزلة والعدّ التنازلي. نعم،إنه السرطان، الكلمة الأكثر لعنةً في قاموس الضاد. عندما يُصاب به أحدٌ، تتردد عبارات الشفقة: "مسكين.. معه الخبيث"، "معه ذاك المرض". يُذكر تلميحًا لا تصريحًا، وكأن مجرد النطق به مُعدٍ! يُحصون محاسن المصاب وكأنه انضم لصفوف الراحلين، وكأن شفاءه مستحيل ونهايته محتومة. لكن الحقيقة المُشرقة "هظاك" المرض الذي يُخصّص العالم يومًا له في الرابع من شباط من كل عام، لرفع الوعي بمخاطره عبر الوقاية، والكشف المبكر، والعلاج، وإظهار الدعم للمرضى، ودعم الإجراءات الوقائية والتوعوية، انه يمكن تجنب حوالي40% من حالات السرطان باتباع نمط حياة صحي: غذاء متوازن، وزن مثالي، رياضة منتظمة، والإقلاع عن التدخين -المسؤول وحده عن 22% من وفيات السرطان! - إضافةً للفحوصات الدورية للكشف المبكر. نحن في الأردن محظوظون بوجود بنية تحتية طبية متقدمة في مكافحة هذا الداء: مؤسسة الحسين للسرطان، ومركز الحسين للسرطان، بالإضافة إلى مركز دروزة التابع لوزارة الصحة، والخدمات الطبية الملكية، والمستشفيات الجامعية، واخرى في القطاع الخاص، تكرس جهودها لإنقاذ الأرواح من خلال تقديم أفضل علاج شمولي، ونشر التوعية بأهمية الكشف المبكر والوقاية، هذه المراكز تمثل خط دفاعنا الأول. وتتويجًا لهذه الجهود، تُعَد الاتفاقية الأخيرة لتأمين مرضى السرطان - التي تم الإعلان عنها مؤخرًا - نقلةً حاسمة في معركتنا ضد هذا الداء اللعين. فهي تمثل حلقة الوصل الحيوية بين توفر العلاج المتقدم والقدرة على تحمل تكاليفه، وتضمن حماية المرضى وعائلاتهم من الإرهاق المالي الذي غالبًا ما يرافق رحلة العلاج الطويلة، بتوفيرها تغطية شاملة تزيل عقبة التكلفة، تُصبِح البروتوكولات العلاجية الدقيقة والمتابعة المستمرة في متناول الجميع، مما يرفع معدلات الالتزام بالعلاج والشفاء. هذه الاتفاقية ليست مجرد بند مالي، بل هي إعلانٌ عملي عن تكافؤ الفرص في الوصول للرعاية، وبصمة إنسانية تُعيد الطمأنينة إلى قلوب المرضى وتُمكّنهم من التركيز على شفائهم دون رهبة المصارع المادية. أحبتنا الأبطال، مرضى السرطان، جميلٌ أن نخاف الموت ونستعد له، ولكن لا تتركوا الحزن يُسيطر. تذكروا: "الأجل بيد الله وحده". شدة المرض لا تعني قرب الأجل، كما أن الصحة لا تعني بعده. وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله: فكم من صحيح مات من غير علةٍ وكم من سقيم عاش حينا من الدهر. نعلم أن الألم كبير، لكن الأمل أكبر، نعلم أن نظرات الشفقة وكلام الناس قد يُتعبكم أكثر من المرض ذاته، لكن تذكروا: ذاك المرض لا يعني انتهاء الحياة، بل هو باب جديد للتحدي والأمل"،غريزة البقاء فينا قوية، ثقوا بالله، واضربوا على قلوبكم لتطمئنوا، القرب منه هو النجاة، وهو القادر على قلب الحال في لحظة، لا تقفوا مكانكم. انهضوا، وافعلوا ما تحبون، لا تؤجلوا عمل اليوم إلى الغد، وتمسكوا بحكمة ابن سينا: الوهم نصف الداء، والاطمئنان نصف الدواء، والصبر هو أول خطوات الشفاء. إخوتي وأخواتي في رحلة العلاج، بجانب التكنولوجيا الطبية العظيمة، قوة إرادتكم وتفاؤلكم هما أنجع سلاح في معركتكم ضد السرطان وتحديات العلاج. اليأس يُثبط ويُفاقم، أما التفاؤل فيُعزز المناعة ويحسّن النتائج بشكلٍ يفوق أحيانًا توقعات الأطباء! تمسكوا به. أخي المواطن: لتعلم بأن الكشف المبكر ينقذ أرواحًا، و ليعلم كل منا: بأن السرطان يتفاقم عند اكتشافه متأخرًا، حيث يصعب علاج الضرر الحاصل. أناشدك أن تزيد معرفتك بعلامات الإنذار المبكر للسرطانات الشائعة (كتغيرات الثدي، أو نزيف غير طبيعي، أو سعال مستمر، أو تغيرات في عادات الإخراج، أو ظهور كتل...). وان تُبادر فورًا بإجراء الفحوصات الدورية الموصى بها لعمرك وجنسك (كالماموغرام، فحص عنق الرحم، فحص القولون...). وان لا تتردد أبدًا في طلب المساعدة الطبية المتخصصة عند أدنى شك، الوقت هنا هو الفارق بين الحياة والموت. أما ندائي لأولي الأمر في وزارة الصحة وشركائها: حان الوقت لتبني استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة السرطان والتركيز على تحديد أولويات برامج الفحص والكشف المبكر على مستوى المملكة، سارعوا بتنظيم هذه البرامج وتطويرها، وأعملوا على ضمان إتاحتها بشكل عادل وميسّر لجميع المواطنين في كل المحافظات، هذه الاستراتيجية ستكون بمثابة استثمار في صحة شعبنا واقتصاد وطننا. خاتمة الكلام، هظاك" المرض -السرطان - ليس قدرًا محتومًا، إنه تحدّ نواجهه بالعلم، والأمل، والإرادة، والعمل الجماعي، فلنعمل معًا، أفرادًا ومؤسسات، على سد اية فجوة في الرعاية الصحية لهذه الفئة من المرضى وكل المرضى، وان نعمل على مواجهة الوصم بالوعي، وتبديد الخوف بالكشف المبكر، وبناء غدٍ أكثر صحةً لأردننا. فهل نبدأ؟.