
براك يعلن من لبنان تخلي أميركا المبكر عنه واعتماد سياسة تمرير الوقت
أوضحت تصريحات براك تراجعاً واضحاً في الموقف الأميركي من تقديم أيّة ضمانات للجانب اللبناني بالنسبة الى اسرائيل، كما غياب الحديث عن القرار 1701، كما قال بصراحة تامة ان واشنطن لن تمارس أي ضغوط على تل ابيب أو تقديم طمأنات أمنية للبنان. هذا التوجه يعكس انتقال واشنطن من دور الوسيط، إلى دور المراقب الذي يكتفي بتحديد الشروط دون تحمل مسؤوليات الضمان، ويقلل بالتالي من طمأنة اللبنانيين الذين يعرفون تماماً ان رسن اسرائيل هو في البيت الأبيض. إزاء هذه النقلة النوعية الأميركيّة، يجد لبنان نفسه مضطراً لإيجاد حلول داخليّة لمعضلة السلاح، بعيداً عن أيّ أمل في الحصول على ضمانات دوليّة تحميه من التداعيات المحتملة للخطوات المطلوبة منه. هذا النهج يعيد إنتاج المقاربة الأميركيّة التي اعتُمدت في ملفات إقليمية أخرى، حيث تُترك الأطراف المحلّية لتواجه خياراتها المصيريّة من دون شبكة أمان دوليّة، مع الإعلان عن دعمها، انما كلامياً فقط.
تبنّى براك خطاباً حاسماً حول ضرورة التخلص من سلاح حزب الله ، ليكشف بذلك عن اعتماد المنطق ال إسرائيل ي كأساس للموقف الأميركي، من دون مراعاة التعقيدات الداخلية اللبنانيّة أو البحث عن حلول تدريجيّة، كان قد أشار اليها بنفسه قبل أيام قليلة من القصر الجمهوري اللبناني، وكأنه بذلك يقول للبنانيين: إسرائيل حققت انتصاراً وهذا يمنحها الحق في فرض شروطها، وأيّ مقاربة تفاوضيّة أو تدريجيّة لن تكون مقبولة من الجانب الإسرائيلي، ولن يضغط الاميركيّون لقبولها. هذا الأمر يضع لبنان أمام خيار ثنائي صارم: إما الاستجابة الكاملة للمطالب، أو مواجهة عواقب عدم الامتثال. وما عزز هذا الموقف، هو ما اعلنه براك باعتبار حزب الله منظمة إرهابيّة بالنسبة الى اميركا. واذا كان صحيحاً ان هذا الموقف لم يتغيّر او ليس بجديد، الا انه يعتبر تراجعاً واضحاً عن المواقف السابقة التي ألمحت إلى إمكانيّة التفريق بين الجناح العسكري والسياسي للحزب. وهنا ايضاً يبدو ان الاميركيين يتبنون الرؤية الإسرائيليّة الشاملة التي ترفض أيّ تمييز داخل الحزب، ما يعني عدم تقبّل أي إمكانية للتعامل معه كطرف سياسي شرعي في المعادلة اللبنانية.
يحمل هذا الموقف تداعيات عميقة على البنية السّياسية اللبنانية، حيث يتطلب إعادة صياغة شاملة للمشهد السياسي ووضع احد مكوناته خارج المعادلة في تجاهل واضح للواقع الديموغرافي والسياسي للحزب.
وفق كل هذه المعطيات، من الواضح تراجع الاهتمام الأميركي المباشر بالملف اللبناني لصالح التركيز على ملف غزّة، حيث باتت التطورات في القطاع تحتل الأولوية في الاستراتيجية الأميركية الإقليمية والتركيز على الحلول الشاملة للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني كمدخل لإعادة تشكيل المنطقة. في هذا السياق، يُنظر للملف اللبناني كقضية تابعة ستجد حلها بمجرد حسم الملفات الأساسية.
تكشف مجمل التطورات عن دخول الملف اللبناني مرحلة جديدة تتسم بوضوح الشروط الأميركية وغياب الضمانات، في ظل توازن قوى إقليمي جديد يميل لصالح إسرائيل. هذا الواقع يضع لبنان أمام خيارات صعبة تتطلب إعادة تقييم شاملة في ضوء تخلي اميركا المبكر عنه، بعد ان كان الرهان على وقوفها الى جانب السلطة اللبنانية في أولى خطواتها الجادة لاستعادة سيطرتها.
انه التحدّي الأكبر، في ظلّ التطورات المتسارعة التي لا يرحم فيها الوقت، وبقدر ما كانت لعبة "تمرير الوقت" مجدية الى حدّ ما بالنسبة الى من كان يتقنها، واستفاد لبنان بعض الشيء منها، انقلبت الأمور رأساً على عقب وباتت هذه اللعبة كارثيّة على لبنان، وتضعه في موقف لا يحسد عليه بعد تخلّي الاميركيين عنه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 13 دقائق
- الديار
تحقيق: إدارة ترامب استخدمت التهديد بالترحيل إلى دول ثالثة لترهيب المهاجرين
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب كشفت مراجعة حديثة لقضايا الهجرة في الولايات المتحدة أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، التي رفعت شعار ترحيل ملايين المهاجرين غير النظاميين، استخدمت أسلوب التهديد بترحيل البعض إلى دول ثالثة كوسيلة ضغط، قبل إعادتهم في نهاية المطاف إلى بلدانهم الأصلية. ووفق تحقيق أجرته وكالة "رويترز"، فإن خمسة مهاجرين على الأقل، كانوا مهددين بالترحيل إلى ليبيا، أُعيدوا إلى بلدان مثل فيتنام، ولاوس، والمكسيك، خلال أسابيع من صدور أوامر ترحيلهم. وتبرّر الإدارة الأميركية السابقة هذه الخطوة بأن بعض المهاجرين المدانين بجرائم خطيرة تُرفض إعادتهم من قبل دولهم الأصلية، ما يدفع إلى اللجوء لخيار الدول الثالثة، مثل جنوب السودان أو إسواتيني (سوازيلاند سابقاً). وبحسب البيت الأبيض، فإن المرحّلين إلى دول ثالثة كانوا من "أخطر المجرمين"، وأدينوا بجرائم مثل القتل والاعتداء الجنسي على الأطفال. وذُكر أن السلفادور استقبلت أكثر من 200 فنزويلي اتُّهموا بالانتماء إلى عصابات، قبل إطلاق سراحهم في صفقة تبادل سجناء. وزارة الأمن الداخلي وصفت بعض المرحّلين بأنهم "همجيون"، وقالت إن دولهم الأصلية رفضت استقبالهم، من دون أن توضح ما إذا كانت قد استنفدت كل الوسائل لإعادتهم إلى تلك الدول قبل التوجّه نحو خيار الترحيل إلى بلد ثالث. من جانبهم، انتقد باحثون وسياسيون هذه السياسة، واعتبروها وسيلة لـ"ترهيب المهاجرين ودفعهم للرحيل طواعية". وقالت ميشيل ميتلشتات، من معهد سياسة الهجرة، إن "الرسالة واضحة: مصيرك كمهاجر قد يكون عشوائياً جداً إن لم تغادر طوعاً". يُذكر أن القوانين الأميركية تسمح بترحيل المهاجر إلى دولة ثالثة، في حال رفضت بلده الأصلي استقباله أو تعذر ذلك لاعتبارات قانونية أو دبلوماسية. لكن تقارير عدة أشارت إلى أن إدارة ترامب قد تكون لجأت إلى هذا الخيار دون استنفاد محاولة إعادة المرحّلين إلى بلدانهم الأصلية أولاً.


النهار
منذ 28 دقائق
- النهار
5 عند الخامسة: زحمة مطار بيروت وجلسة الثلاثاء... "حماس" وشرط التخلّي عن السلاح
إليكم 5 أخبار بارزة حتى الساعة الخامسة بتوقيت بيروت. عباس صباغ - لقاء عون – "حزب الله" لإعادة ترتيب الأولويات قبل الثلثاء لم يكن من المتوقع أن يكون خطاب الرئيس جوزف عون بذلك الوضوح في ما يتصل بحصرية السلاح، ولا سيما أنه للمرة الأولى سمى "حزب الله" بالاسم ولم يذكر الإستراتيجية الدفاعية. فما المنتظر قبل جلسة الحكومة الثلثاء؟ وماذا في لقاء الحزب ورئيس الجمهورية؟ للمزيد، اضغط هنا. مطار بيروت يعج بالمسافرين والمغتربين... مدير الطيران المدني لـ"النهار": زحمة طبيعية يشهد مطار رفيق الحريري الدولي ازدحاماً مع قدوم السياح والمغتربين لقضاء العطلة الصيفية في لنان، وسط استقرار الوضع. وتكتّظ صالات المطار بالمسافرين والمغتربين في مشهد يعيد الانتعاش الاقتصادي إلى بيروت بعد سلسلة من الأزمات والحروب. للمزيد، اضغط هنا. عبدالله سليمان علي - قائد المقاومة الإسلامية في سوريا "أولي البأس" أبو جهاد رضا يوجه نداء تعبئة أعلن أبو جهاد رضا القائد العام لـ"جبهة المقاومة الإسلامية" في سوريا "أولي البأس" إطلاق نداء التعبئة، موجهاً خطابه إلى "المجاهدين والأحرار وضباط الجيش العربي السوري وعناصره"، وذلك لمواجهة قوى الاحتلال المختلفة "من لواء إسكندرون إلى الجولان المحتل، ومن الشرق السوري إلى العاصمة التي تبكي مجدها"، وفق تعبيره في تسجيل مصور حصلت "النهار" على نسخة منه. للمزيد، اضغط هنا. أعلنت حركة "حماس" اليوم السبت أنّها لن تتخلّى عن السلاح من دون قيام الدولة الفلسطينية. وقالت في بيان: "زيارة المبعوث ستيف ويتكوف إلى مراكز توزيع المساعدات مسرحية معدّة مسبقاً لتضليل الرأي العام وتلميع صورة الاحتلال"، داعية واشنطن إلى "تحمّل مسؤوليتها برفع الغطاء عن جريمة العصر في غزة والمضي نحو اتفاق لوقف إطلاق النار". للمزيد، اضغط هنا. المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "السيدة فيروز هي تعانق صورة للامين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله". إلا أن هذا الادعاء غير صحيح. والحقيقة: هذه المشاهد زائفة، غير حقيقية، لكونها منشأة بالذكاء الاصطناعي. FactCheck# للمزيد، اضغط هنا.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 33 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
هدوء "حزب الله" في مواجهة الضغوط.. أوراق قوة أم تمرير للوقت؟
تحتدم في هذه المرحلة الضغوط الأميركية على لبنان، حتى باتت تقترب من ذروتها، في سياق مسار تصعيدي يتخذ أشكالًا متعددة سياسية واقتصادية وإعلامية. لكن اللافت في المشهد أنّ "حزب الله" يتعامل مع هذه التطورات بهدوء استثنائي، وكأنه يدير الموقف بخطة مدروسة بعيدًا عن الانفعال، رغم حساسية الملفات المطروحة، وأبرزها مسألة جلسة مجلس الوزراء المرتقبة الثلاثاء والتي يُتوقع أن تتناول بشكل مباشر قضية حصر السلاح بيد الدولة، وهي من أكثر العناوين حساسية في الحياة السياسية اللبنانية. هذا الهدوء لا يعني أن "الحزب" غير معني أو أنه يتجاهل حجم الضغوط، بل على العكس، يبدو أنه يدرك تمامًا أنّ ما يجري الآن هو المرحلة التي تسبق الوصول إلى أقصى درجات الزخم المضاد، قبل أن تبدأ هذه الضغوط بالتراجع نسبيًا. بمعنى آخر، "الحزب" يتعاطى مع الوضع على قاعدة أن التصعيد الحالي ليس إلا ذروة مؤقتة ستليها مرحلة انحسار بعد اسابيع او ربما اشهر، وأن الصبر وضبط الإيقاع في هذه اللحظة سيمنحه موقعًا أقوى لاحقًا. ومن الواضح أن "الحزب" يراهن على جملة أوراق قوة يمتلكها. أولها، أن رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون لا يبدو مستعدًا لتدمير ما تبقى من عهده أو دفع البلاد إلى فوضى شاملة، وهو ما يعني أن هامش المناورة بالنسبة ل"الحزب" يبقى محفوظًا داخل المؤسسات الرسمية، وأن احتمال الذهاب إلى قرارات صادمة أو صدامات كبرى في الداخل ما زال مستبعدًا. أما الورقة الثانية، فتتمثل في التقدير بأن إسرائيل، رغم كل ما قامت به عسكريًا في المرحلة الأخيرة، لا تستطيع الذهاب أبعد بكثير في التصعيد الميداني. فإمكانية اندلاع حرب شاملة مجددا تبقى ضعيفة، وأي تصعيد محدود يمكن ل"الحزب" أن يحتويه أو حتى يوظفه لمصلحته، سواء عبر تعزيز موقعه التفاوضي أو عبر شد العصب الداخلي. كل ذلك يجري بالتوازي مع مشهد إقليمي متحرك، حيث تتسارع التطورات على أكثر من ساحة، من اليمن إلى غزة، مرورًا بسوريا والعراق، وصولًا إلى الملف النووي الإيراني والمفاوضات المحتملة المحيطة به. هذا الترابط بين الساحات يجعل من الواضح أن أي تغيير في موازين القوى الإقليمية سينعكس مباشرة على الداخل اللبناني، وأن ما يواجهه لبنان اليوم ليس معزولًا عن هذه البيئة الأوسع. يبدو أن "حزب الله" يتعامل مع المرحلة الراهنة بعقل بارد، مستندًا إلى قراءة تعتبر أن الضغوط، مهما بلغت حدتها، ستبقى محكومة بسقف إقليمي ودولي، وأن القدرة على امتصاصها الآن قد تتحول إلى مكسب سياسي في وقت لاحق. هذه المقاربة، إذا نجحت، قد تعيد رسم ملامح المرحلة المقبلة داخليًا، خصوصًا إذا ترافق ذلك مع هدوء محسوب على الجبهات الخارجية وتقدم في المسارات السياسية الإقليمية. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News