
الجولة الرابعة من المفاوضات النووية بين أمريكا وإيران.. هل تمهد الطريق لتجنب المزيد من التصعيد في المنطقة؟
انطلقت اليوم في سلطنة عُمان جولة مفاوضات نووية هي الرابعة بين الولايات المتحدة وإيران، وذلك في خطوة تحمل الكثير من الدلالات وسط أجواء إقليمية مشحونة، وتهدف هذه المحادثات المعقدة إلى البحث عن سبل لكبح برنامج طهران النووي المتسارع، وتستضيفها مسقط قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط، وتجرى هذه الجولة الدبلوماسية في ظل تصاعد التهديدات المتبادلة، حيث تلوح واشنطن وتل أبيب بإمكانية شن ضربات عسكرية، بينما تحذر طهران من احتمال السعي لامتلاك سلاح نووي مع تقدم قدراتها في تخصيب اليورانيوم.
وتهدف المفاوضات الجارية إلى التوصل لاتفاق يقضي برفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية الخانقة عن إيران مقابل فرض قيود على أنشطتها النووية، في مسعى لاحتواء الأزمة، التي تفاقمت على مدى عقود من العداء.
ويتوقع أن يلعب وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، دوراً محورياً في وساطة هذه الجولة الجديدة من المحادثات، حيث تشير المعلومات المتاحة، على الرغم من ندرتها التي اتسمت بها الجولات السابقة في مسقط وروما، إلى أن المفاوضات ستشمل جوانب مباشرة وأخرى غير مباشرة بين الجانبين، وفقاً لـ"أسوشيتد برس".
ولطالما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستخدام القوة العسكرية وتنفيذ ضربات جوية تستهدف البرنامج النووي الإيراني في حال عدم التوصل إلى اتفاق. في المقابل، يصدر المسؤولون الإيرانيون تحذيرات متزايدة حول إمكانية التوجه نحو امتلاك سلاح نووي، مستفيدين من مخزونهم من اليورانيوم المخصب الذي بات قريباً من المستويات اللازمة لصنع الأسلحة، ويضاف إلى هذا المشهد المعقد التهديدات الإسرائيلية بضرب المنشآت النووية الإيرانية بشكل منفرد إذا شعرت بالتهديد، مما يزيد من حدة التوترات الإقليمية التي تشهد تصعيداً بالفعل على خلفية الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
خطوط حمراء
وأعلنت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية عن بدء المحادثات، بينما لم يصدر تعليق فوري من الجانب الأمريكي، ويقود المفاوضات عن الجانب الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، فيما يتولى المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الملف من الجانب الأمريكي، وعلى الرغم من بعض اللقاءات المباشرة وجهاً لوجه، يبدو أن غالبية المفاوضات تعتمد على نقل الرسائل غير المباشرة عبر الوسيط العماني.
وتصر إيران على أن الحفاظ على قدرتها على تخصيب اليورانيوم يمثل "خطاً أحمر" لنظامها، في المقابل، أدلى المبعوث الأمريكي ويتكوف بتصريحات تبدو متضاربة، حيث أشار في مقابلة تلفزيونية إلى إمكانية سماح واشنطن لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67%، قبل أن يؤكد لاحقاً ضرورة وقف التخصيب بشكل كامل.
وبالإضافة إلى التوترات المتعلقة بالبرنامج النووي، شهدت السنوات الأخيرة سلسلة من الهجمات في البحر والبر، والتي تفاقمت بفعل التوترات حتى قبل اندلاع الحرب في غزة، كما تواجه إيران تحديات داخلية تفاقمت بفعل العقوبات، وشهدت عملة الريال الإيراني تحسناً ملحوظاً مؤخراً، حيث ارتفعت من أكثر من مليون ريال مقابل الدولار إلى حوالي 830 ألفاً، ويُعزى هذا التحسن جزئياً إلى التوقعات المرتبطة بالمحادثات الجارية.
وعلى الرغم من هذه التطورات، يبدو أن الطرفين لا يزالان على بعد كبير من التوصل إلى اتفاق نهائي، وتشير وسائل الإعلام الإيرانية إلى أن ترامب حدد مهلة زمنية مدتها شهران، قيل إنها بدأت في 5 مارس.
وتزامنت الجولة السابقة من المحادثات في عُمان في 26 أبريل مع انفجار غامض هز ميناء جنوبي إيراني، وأسفر عن مقتل وإصابة المئات، ولم تقدم إيران تفسيراً واضحاً لسبب الانفجار في ميناء الشهيد رجائي، الذي ربطته تقارير بشحنة محتملة من مكونات وقود الصواريخ لإيران، وفي خضم هذه الصورة المعقدة، التي تتشابك فيها الدبلوماسية مع التهديدات والضغوط الداخلية والخارجية، يبقى السؤال مفتوحاً: هل يمكن لهذه الجولة من المحادثات في مسقط أن تمهد الطريق حقاً نحو احتواء الأزمة النووية الإيرانية وتجنب المزيد من التصعيد الخطير في المنطقة؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 42 دقائق
- الشرق السعودية
البيت الأبيض: ترمب ونتنياهو يبحثان إبرام اتفاق محتمل مع إيران
قالت المتحدة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، الخميس، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ناقشا في اتصال هاتفي "اتفاقاً محتملاً مع إيران". وأضافت ليفيت أن ترمب "يعتقد أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح" بشأن الوصول إلى اتفاق محتمل مع إيران. وفي وقت سابق، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن ترمب ونتنياهو "اتفقا على ضرورة ضمان ألا تمتلك إيران سلاحاً نووياً". ويأتي الاتصال بين ترمب ونتنياهو، قبل يوم من استضافة العاصمة الإيطالية روما خامس جولة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، بوساطة سلطة عمان. وأجرت الولايات المتحدة وإيران 4 جولات من التفاوض في كل من روما ومسقط، بهدف كبح البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات، ولكن لا تزال هناك العديد من العقبات التي تعترض طريق المحادثات، أبرزها مسألة تخصيب اليورانيوم. مسؤولون إسرائيليون في روما وأفادت مصادر "الشرق" بأن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ومدير تخطيط السياسات في الخارجية الأميركية مايكل أنطون سيشاركان في هذه المفاوضات. وأضافت المصادر لـ"الشرق"، أنه "من المتوقع أن تكون المناقشات في روما مباشرة وغير مباشرة، كما في الجولات السابقة". وقال مسؤولان إسرائيليان لموقع "أكسيوس" الأميركي، إن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ورئيس جهاز "الموساد" دافيد برنياع، سيلتقيان ويتكوف في روما على هامش المحادثات. وتهدف زيارة المسؤولان الإسرائيليان إلى "تنسيق المواقف" بين أميركا وإيران، والحصول على "إحاطة مباشرة فور انتهاء الجولة التفاوضية".


أرقام
منذ 42 دقائق
- أرقام
رئيسة المكسيك: تحدثت مع ترامب بشأن الرسوم الجمركية على الصُلب والألومنيوم
قالت رئيسة المكسيك "كلوديا شينباوم" إنها تطرقت لمسألة الرسوم الجمركية على الصُلب والألومنيوم في آخر اتصال لها مع نظيرها الأمريكي "دونالد ترامب". ذكرت "شينباوم" في مؤتمر صحفي يومي الخميس، أنه لم يتم مناقشة مراجعة اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية "نافتا" المقرر إجراؤها العام المقبل خلال الاتصال. وأشادت "شينباوم" بعلاقتها الوطيدة، والتفاهم المشترك بينها وبين بالرئيس الأمريكي، وفقاً لما نقلته وكالة "بلومبرج". ورحبت كذلك بقرار الكونجرس الأمريكي بخفض الضريبة المقترحة على التحويلات المالية بين البلدين إلى 3.5% بدلاً من 5%، لكنها أكدت عزمها على مواصلة المطالبة بإلغاء هذه الضريبة. وأفاد وزير الاقتصاد المكسيكي "إدغار أمادور" خلال المؤتمر، بأن اقتصاد بلاده يتحمل التوترات التجارية الراهنة على نحو جيد، رغم تباطؤ النمو وارتفاع التضخم.


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
صندوق النقد: مستعدون لتقديم المساعدة لسوريا
أعلن صندوق النقد الدولي اليوم الخميس استعداده لتقديم الدعم الفني لسوريا بعد إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رفع العقوبات عنها. وقالت جولي كوزاك مديرة إدارة الاتصالات في الصندوق "يستعد موظفونا لدعم جهود المجتمع الدولي الرامية إلى مساعدة سوريا على إعادة تأهيل اقتصادها، حالما تسمح الظروف بذلك". وتضرر اقتصاد سوريا بشدة جراء حرب أهلية دامت 14 عاما وانتهت في ديسمبر كانون الأول بإسقاط حكومة الرئيس السابق بشار الأسد. وقالت كوزاك "ستحتاج سوريا إلى مساعدة كبيرة لإعادة بناء مؤسساتها الاقتصادية... نحن على أهبة الاستعداد لتقديم المشورة والمساعدة الفنية الموجهة وذات الأولوية في مجالات خبرتنا". وأضافت أن الصندوق يتوقع أن يدعم رفع العقوبات جهود سوريا في التغلب على التحديات الاقتصادية ودفع عجلة إعادة الإعمار. أجرى صندوق النقد آخر تقييم لسياسات سوريا الاقتصادية في 2009.