logo
محللون: واشنطن تفسح المجال أمام الصين للهيمنة على سوق الشرائح الإلكترونية

محللون: واشنطن تفسح المجال أمام الصين للهيمنة على سوق الشرائح الإلكترونية

النهار٢٠-٠٤-٢٠٢٥

في الوقت الذي تحاول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقييد صادرات رقائق الكمبيوتر ذات الأهمية الاستراتيجية إلى الصين، يقول الخبراء إن مساعيها هذه قد تأتي بنتائج عكسية، إذ يمكن بأن تغذّي الابتكار لدى الشركات الصينية؛ وهو أمر من شأنه أن يساعدها في السيطرة على سوق أشباه الموصلات العالمي.
وقال المحلل لدى "جاي غولد أسوسياتس" J.Gold associates، جاك غولد، "ما يحصل في الحقيقة هو أن الحكومة الأميركية تقدّم انتصاراً كبيراً للصين، إذ تدفع أعمالهم التجارية المرتبطة بالرقائق الإلكترونية قدماً".
وأضاف "فور تحقيقهم القدرة التنافسية.. سيبدأون بالبيع حول العالم، وسيشتري الناس رقائقهم".
وأوضح لـ "فرانس برس" بأنه لدى حدوث ذلك، سيكون من الصعب على مصنّعي الرقائق الإلكترونية الأميركيين استعادة الحصة التي خسروها في السوق.
وأبلغت كل من شركة أشباه الموصلات البارزة في سيليكون فالي "نفيديا" Nvidia ومنافستها الأميركية "أدفانسد مايكرو ديفايسز" Advanced Micro Devices (AMD) الجهات الناظمة هذا الأسبوع بأنها تتوقع التعرّض لأضرار مالية كبيرة نتيجة شروط الترخيص الأميركية الجديدة لأشباه الموصلات المصدّرة إلى الصين.
وتتوقع "إنفيديا" Nvidia بأن تكلّفها القواعد الجديدة 5,5 مليارات دولار، بينما توقعت AMD بأن تستنزف مبلغاً يصل إلى 800 مليون دولار من صافي أرباح الشركة، بحسب مستندات مودعة لدى "لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية".
وأكد مسؤولون في الإدارة الأميركية لـ "إنفيديا" بأن عليها الحصول على تصاريح لتصدير شرائحها من طراز H20 إلى الصين، نظراً إلى المخاوف من إمكانية استخدامها في الحواسيب الفائقة هناك، بحسب الشركة.
وفرضت الولايات المتحدة بالفعل قيوداً على صادرات وحدات معالجة الرسومات الأكثر تطوراً graphics processing units (GPUs) المصمّمة لتشغيل أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة إلى الصين، أكبر مشتر في العالم للشرائح الإلكترونية.
طوّرت "إنفيديا" رقائق من طراز H20 من أجل السوق الصينية، بهدف تطوير الأداء إلى أقصى حدّ ممكن مع مراعاة الإيفاء بقواعد التصدير الأميركية السابقة. لكن متطلبات الترخيص الجديدة تشكّل عقبة، بحسب غولد.
وبالنسبة لـAMD، ينطبق الإجراء الأميركي الجديد المرتبط بالتصدير على وحدات معالجة الرسومات الأكثر تطوراً، التي تنتجها من طراز MI308، والمصمّمة للتطبيقات عالية الأداء مثل الألعاب الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، بحسب ما جاء في المستندات.
ولفتت إلى عدم وجود ضمانة بأن تحصل على تراخيص للبيع إلى الصين.
فرصة للصين؟
توقّع المحلل المستقل المتخصص في التكنولوجيا، روب إنديرلي، أن تكثّف شركات تصنيع الشرائح الإلكترونية الصينية -على الأرجح بقيادة شركة هواوي العملاقة- جهود انتزاع الصدارة في السوق.
وقال إنديرلي في إطار حديثه عن قواعد التصدير الأميركية المشددة "سيكون الأمر بمثابة هبة من السماء بالنسبة للصين في تكثّف نشاطها المرتبط بالمعالجات الدقيقة".
وأضاف "ستكون هذه طريقة سريعة جداً لتسليم القيادة الأميركية في المعالجات الدقيقة ووحدات معالجة الرسومات الأكثر تطوراً".
يشير غولد إلى أن لدى الحكومة الصينية موارد ودوافع كثيرة لتعزيز صناعة الرقائق.
وأشار إلى أنه بينما يعتقد ترامب أن بإمكانه "التنمّر على الناس" لتحقيق أهدافه، فإن "الاقتصاد العالمي ليس كذلك".
ولفت المحلل إلى أن رسوم ترامب أدت إلى تهميش حلفاء الولايات المتحدة، مما أعطاهم حافزاً إضافياً للجوء إلى الصين للحصول على الشرائح الإلكترونية.
وقال إنديرلي "سيخلق ذلك مشاكل حقيقية بالنسبة إلى تنافسية الشركات الأميركية".
وأضاف أن "الشركات الواقعة في الخارج ستصبح فجأة في وضع أفضل للمنافسة".
وأفاد الرئيس التنفيذي لـ"إنفيديا"a جنسن هوانغ علناً بأن الشركة، التي تُعدّ من أقوى شركات الرقائق الإلكترونية المستخدمة في الذكاء الاصطناعي، يمكنها الامتثال للمتطلبات الأميركية الجديدة من دون التضحية بالتقدّم التكنولوجي، مضيفاً أن شيئاً لن يوقف التقدّم العالمي في الذكاء الاصطناعي.
وقال المحلّل لدى "ويدبوش" Wedbush، دان إيف، في مذكّرة للمستثمرين، إن Nvidia "من بين القطع الأهمّ في لعبة الشطرنج (الأميركية) هذه مع الصين".
وأفاد بأن "إدارة ترامب تعرف بأن هناك شركة واحدة للشرائح الإلكترونية تغذي ثورة الذكاء الاصطناعي وهي إنفيديا"، ولذا وضعت "لافتة +الرجاء عدم الدخول+ بوجه الصين" لتخفيف وتيرة تقدّمها.
ولكن إيف حذّر من أن حروب الشرائح الإلكترونية لم تنته، متوقعاً "أن يواصل الطرفان تبادل اللكمات".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تصنيع آيفون في أميركا.. خبراء يتحدثون عن "عقبات كثيرة"
تصنيع آيفون في أميركا.. خبراء يتحدثون عن "عقبات كثيرة"

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 30 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

تصنيع آيفون في أميركا.. خبراء يتحدثون عن "عقبات كثيرة"

رأى خبراء أن مسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتصنيع هواتف آيفون التي تنتجها شركة أبل داخل الولايات المتحدة، يواجه الكثير من التحديات القانونية والاقتصادية أقلها تثبيت "البراغي الصغيرة" بطرق آلية. وقال محامون وأساتذة بقطاع التجارة إن أسرع طريقة لإدارة ترامب للضغط على شركة أبل من خلال الرسوم الجمركية هي استخدام نفس الآلية القانونية التي تفرض الرسوم على شريحة واسعة من الواردات، وفق رويترز. قد تستغرق ما يصل لـ10 سنوات من جهته أوضح دان إيفز، المحلل في ويدبوش، أن عملية نقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة قد تستغرق ما يصل لـ10 سنوات وقد تؤدي إلى أن يصل سعر جهاز آيفون الواحد إلى 3500 دولار. ويُباع أحدث إصدار من هواتف آيفون حالياً في حدود 1200 دولار. كما أضاف: "نعتقد أن مفهوم إنتاج أبل لأجهزة آيفون في الولايات المتحدة هو قصة خيالية غير ممكنة". سيزيد من تكاليف المستهلكين من جانبه أفاد بريت هاوس، أستاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا، أن فرض رسوم جمركية على أجهزة آيفون سيزيد من تكاليف المستهلكين من خلال تعقيد سلسلة التوريد والتمويل الخاصة بشركة أبل. وأردف أن "لا شيء من هذا إيجابي بالنسبة للمستهلكين الأميركيين". رسوم جمركية تبلغ 25% يذكر أن ترامب كان هدد الجمعة بفرض رسوم جمركية تبلغ 25% على أبل في حال بيعها هواتف آيفون مصنعة في الخارج داخل الولايات المتحدة. وصرح للصحافيين أن الرسوم الجمركية البالغة 25% ستطبق أيضاً على شركة سامسونغ وغيرها من صانعي الهواتف الذكية، مضيفاً أنه "لن يكون من العدل" عدم تطبيق الرسوم على جميع الهواتف الذكية المستوردة. كما مضى قائلاً: "كان لدي تفاهم مع (الرئيس التنفيذي لشركة أبل) تيم (كوك) بأنه لن يفعل ذلك. قال إنه سيذهب إلى الهند لبناء مصانع. قلت له لا بأس أن يذهب إلى الهند لكنك لن تبيع هنا بدون رسوم جمركية". يتطلب تكنولوجيا غير متوفرة بعد وكان وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك قد قال لشبكة "سي.بي.إس" الشهر الماضي إن عمل "الملايين والملايين من البشر الذين يثبتون البراغي الصغيرة جداً لصنع أجهزة آيفون" سيأتي إلى الولايات المتحدة وسيصبح آلياً، ما سيوفر وظائف للعمال المهرة مثل الميكانيكيين والكهربائيين. لكنه كشف لاحقاً لقناة "سي.إن.بي.سي" أن كوك أخبره بأن القيام بذلك يتطلب تكنولوجيا غير متوفرة بعد. وأوضح: "لقد قال أحتاج إلى أذرع روبوتية وأن أقوم بذلك على نطاق ودقة يمكنني بهما جلبها (الصناعة) إلى هنا. وفي اليوم الذي أرى ذلك متاحاً، ستأتي إلى هنا". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

الصادرات المصرية إلى لبنان تقفز في 2024… والعلاقات التجارية تلامس المليار دولار
الصادرات المصرية إلى لبنان تقفز في 2024… والعلاقات التجارية تلامس المليار دولار

لبنان اليوم

timeمنذ 34 دقائق

  • لبنان اليوم

الصادرات المصرية إلى لبنان تقفز في 2024… والعلاقات التجارية تلامس المليار دولار

في مؤشر جديد على تنامي العلاقات الاقتصادية بين مصر ولبنان، كشف مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري عن قفزة ملحوظة في حجم الصادرات المصرية إلى السوق اللبنانية خلال عام 2024، وذلك بحسب تقرير نُشر عبر الصفحة الرسمية للمركز على موقع 'فيسبوك'. ووفقاً للبيانات، فقد ارتفعت الصادرات المصرية إلى لبنان بنسبة 43.8%، لتسجل 762.8 مليون دولار مقارنة بـ530.4 مليون دولار في عام 2023. ويأتي هذا التطور ضمن سياق إيجابي انعكس أيضاً على إجمالي قيمة التبادل التجاري بين البلدين، والتي وصلت إلى مليار دولار في 2024، مقابل 774 مليون دولار في العام السابق. وفي المقابل، شهدت الواردات المصرية من لبنان استقرارًا نسبيًا، مسجلة 237.7 مليون دولار خلال 2024، مقارنة بـ243.4 مليون دولار في 2023. الاستثمارات بين البلدين… توازن حذر أما على مستوى تدفقات رأس المال، فقد بلغت الاستثمارات اللبنانية في مصر نحو 51.2 مليون دولار خلال العام المالي 2023/2024، بينما سجلت الاستثمارات المصرية في لبنان 9.7 مليون دولار فقط، ما يشير إلى فجوة استثمارية واضحة في اتجاه واحد. الوقود والمعادن يتصدران قائمة التبادل جاءت أبرز الصادرات المصرية إلى لبنان كالتالي: وقود وزيوت معدنية ومنتجات تقطيرها: 215 مليون دولار الحديد ومصنوعاته: 65 مليون دولار الأسمنت: 55 مليون دولار أما أبرز الواردات المصرية من لبنان فشملت:

النفط يسجل خسارة أسبوعية وسط ضغوط محتملة من زيادة إنتاج أوبك+
النفط يسجل خسارة أسبوعية وسط ضغوط محتملة من زيادة إنتاج أوبك+

بيروت نيوز

timeمنذ 42 دقائق

  • بيروت نيوز

النفط يسجل خسارة أسبوعية وسط ضغوط محتملة من زيادة إنتاج أوبك+

ارتفعت أسعار النفط في جلسة الجمعة قبل عطلة يوم الذكرى التي تستمر ثلاثة أيام وسط قلق المستثمرين حيال أحدث جولة من المحادثات النووية بين أميركا وإيران، إلا أن الخام سجل خسارة أسبوعية لأول مرة منذ 3 أسابيع بضغط زيادة الإمدادات المتوقع من مجموعة 'أوبك +' وتأثير الرسوم الجمركية الأميركية. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتًا أو 0.54% لتصل عند التسوية إلى 64.78 دولار للبرميل، فيما هبطت 0.9% خلال الأسبوع. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 33 سنتًا أو 0.54% إلى 61.53 دولار، في حين انخفضت 0.7% خلال الأسبوع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store