
'تشونما-2': دبابة كوريا الشمالية الجديدة تسلك درب الحداثة في زمن العقوبات
خاص – دفاع العرب
فجّرت صور نادرة ظهرت مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي مفاجأة كبيرة، حين كُشف عن النسخة المطورة من دبابة القتال الرئيسية الكورية الشمالية 'Cheonma-2' (أو 'M2020') خلال جولة للزعيم كيم جونغ أون في منشأة دفاعية.
أعاد هذا الظهور المفاجئ النقاش حول قدرة كوريا الشمالية على تطوير منظومات تسليح حديثة رغم العزلة الدولية. إذ تبدو 'تشونما-2' نسخة هجينة تجمع بين الطابع الكلاسيكي للدبابات السوفييتية وتكنولوجيا مستلهمة من نماذج متقدمة مثل K2 الكورية الجنوبية ونظام 'Iron Fist' الإسرائيلي.
من 'تشونما-98' إلى 'M2020': سردية تطور مدرع
ورثت 'تشونما-2' إرث دبابات كوريا الشمالية المحلية، التي تطورت تدريجياً عن نسخ قديمة من T-62 السوفييتية. وعلى الرغم من تواضع قدراتها تاريخياً، جاءت M2020 لتؤكد قفزة نوعية في طموح بيونغ يانغ التقني.
يبدو أن كوريا الشمالية أدركت أن التحديث الشكلي لم يعد كافيًا، فركّزت في هذه النسخة على تكامل الأنظمة الدفاعية والهجومية والإلكترونية، لتُثبت أنها قادرة على تصميم دبابة تُضاهي الأنظمة المتقدمة في المنطقة.
التصميم والتشابه مع K2: صدفة أم تقليد؟
تتبع الدبابة بنية تقليدية في توزيع الطاقم: السائق في المقدمة، القائد والمدفعي في البرج، والمحرّك في الخلف. لكن المثير هو شكل البرج الذي يُذكّر بتصميم K2 Black Panther، ما قد يعكس إما محاولة للاستلهام أو للاستعراض أمام الجنوب.
احتفظ الهيكل بالتصميم الأساسي، لكن التركيز كان على إعادة تصميم البرج ليحمل ملامح تكنولوجية، تشمل زوايا حادة تقلّل البصمة الرادارية، ومساحات أوسع لتركيب أنظمة متعددة.
الدرع والتدريع: مستوى حماية جديد
عزّزت Cheonma-2 حمايتها عبر ثلاث مستويات:
درع تفاعلي متفجر (ERA) مُثبت على جوانب الهيكل دروع مركّبة إضافية لحماية نظام التعليق درع قفص شبكي خلفي لحماية من القذائف المضادة في الاشتباك الحضري
يُظهر هذا التركيز على الحماية رغبة في رفع قدرة الدبابة على البقاء في بيئات قتالية معقدة مثل المدن أو الجبال.
نظام الحماية النشط
أكثر ما يلفت الانتباه هو وحدات الرادار والقاذفات الصغيرة المثبتة على البرج، والتي تُشبه إلى حد كبير نظام 'Iron Fist' الإسرائيلي. تُمكن هذه الأنظمة الدبابة من رصد التهديدات القادمة وإطلاق مقذوفات اعتراض قبل أن تُصيب الهدف.
ورغم عدم توفر معلومات رسمية، فإن وجود مجموعتين من أربع قاذفات على سطح البرج يعزز احتمال تطوير نظام حماية نشط محلي أو مهجّن، ربما بتقنية مسروقة أو مُعدّلة.
تسليح هجومي متعدد الاتجاهات
تبرز القوة الهجومية لـCheonma-2 في تنوع منصات إطلاقها:
رشاش ثقيل عيار 12.7 مم على محطة أسلحة يتم التحكم بها عن بُعد (ROWS)
على محطة أسلحة يتم التحكم بها عن بُعد (ROWS) قاذفتان صاروخيتان مضادتان للدبابات على الجانب الأيمن من البرج
على الجانب الأيمن من البرج مدفع رئيسي تقليدي (يُعتقد أنه من عيار 125 مم)
يوفّر هذا التنوع مرونة تكتيكية لمواجهة الدروع والمشاة والطائرات بدون طيار، ما يجعل الدبابة أداة فعالة في ساحة معركة حديثة.
الأنظمة البصرية والوعي الميداني
جهّزت Cheonma-2 بمنظار بانورامي للقائد يوفّر رؤية 360 درجة، إلى جانب أجهزة استشعار حرارية وبصرية مدمجة بدقة داخل هيكل البرج. هذه العناصر تمنح الطاقم قدرة على كشف التهديدات، وتحديد الأهداف، والتنسيق القتالي بفعالية.
رغم بساطة المنصة مقارنة بالأنظمة الغربية، إلا أن هذا التكامل يمثل طفرة في مفاهيم القيادة والسيطرة ضمن سلاح المدرعات الكوري الشمالي.
هل نجحت كوريا الشمالية في صنع دبابة حديثة؟
تعكس 'تشونما-2' محاولة جدية لسد فجوة تكنولوجية عمرها عقود. فرغم العقوبات والقيود على التوريد، نجحت بيونغ يانغ في تقديم منصة تبدو متقدمة نسبيًا، لا سيما في بيئة داخلية تُقدّر 'الرمزية' بقدر ما تُقدّر 'الفعالية'.
لكن تظل التساؤلات قائمة: هل تُنتج هذه الأنظمة محليًا بالكامل؟ أم هناك مساعدة خفية من جهات خارجية؟ وهل يمكن لهذه المنظومات أن تصمد في قتال حقيقي أمام دبابات مثل K2 أو Abrams؟
إلى أين تمضي كوريا الشمالية في سباق المدرعات؟
يؤكد ظهور 'Cheonma-2' أن كوريا الشمالية لا تكتفي بالردع النووي، بل تعمل على تطوير أدوات تقليدية تُكمل قوتها العسكرية. وفي الوقت الذي يتجه فيه العالم نحو الروبوتات والطائرات بدون طيار، لا تزال الدبابة تحتل مكانة محورية في عقيدة بيونغ يانغ القتالية.
تبقى 'تشونما-2' شهادة حيّة على أن الطموح التقني يمكن أن ينمو حتى في أقسى البيئات. وعلى المحللين ألا يستهينوا أبداً بقوة تبدو بدائية في ظاهرها، لكنها قد تخبئ كثيرًا من المفاجآت في الميدان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


دفاع العرب
منذ 2 أيام
- دفاع العرب
كوريا الشمالية تفاجئ العالم بأسلحة متطورة.. هل حصلت بيونغ يانغ على تكنولوجيا روسية سرية؟
أشرف زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون على تدريبات جوية كبرى، داعيًا إلى تكثيف الاستعدادات لخوض حرب محتملة. خلال هذا التدريب الميداني الذي أشرف عليه الزعيم كيم جونغ أون في 15 مايو/ أيار الجاري، كشفت كوريا الشمالية للمرة الأولى عن إطلاق حي لصاروخ جو-جو متوسط المدى، تم توجيهه بنجاح من طائرة ميغ-29. وقد شمل التدريب، الذي جرى تحت إشراف كيم ونقلته وكالة يونهاب، مناورات جوية وهجومية مكثفة نفذتها أجنحة الطيران التابعة للفرقة الجوية الأولى. وقد استخدمت هذه المناورات صواريخ جو-جو وقنابل انزلاقية موجهة، ضمن محاكاة لاعتراض أهداف جوية مثل الطائرات المسيرة وصواريخ كروز. يُعد هذا العرض الأول من نوعه لقدرات كوريا الشمالية العملية في مجال صواريخ الجو-جو المتوسطة، وذلك بعد نحو 4 سنوات من كشفها عن نموذجها الأول خلال معرض «جوي-2021». نسخ كورية شمالية 🇰🇵 من طائرات بدون طيار أمريكية من طراز RQ-4 Global Hawk و MQ-9 Reaper — Defense Arabia – دفاع العرب (@defensearabia) May 17, 2025 ومن أبرز ما كشفت عنه التدريبات هو الظهور الأول لطائرات مسيرة استراتيجية من طراز «ساتبيول-4» الهجومية، التي تُعد نموذجًا كوريًا للطائرة الأمريكية غلوبال هوك، بالإضافة إلى طائرات «ساتبيول-9» الشبيهة بالطائرة الأمريكية ريبر. وقد حلقت هذه المسيّرات في تشكيل جماعي للمرة الأولى، ما يُعد إشارة واضحة إلى طموح كوريا الشمالية في تعزيز قدراتها الهجومية بعيدة المدى. وحذر يو من أن التشابه البصري بين هذه الطائرات ونظيراتها الأمريكية قد يُحدث إرباكًا في ساحة المعركة، لا سيما إذا ما استُخدمت في عمليات هجومية مفاجئة. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الرسمية استخدام قنابل جو-أرض موجهة بالأقمار الصناعية، يُعتقد أنها نسخ محلية من القنبلة الذكية الكورية الجنوبية KGGB. ويؤكد هذا التطور ما صرح به يو من أن بيونغ يانغ تسعى إلى «استخلاص الدروس من الحرب الأوكرانية لتطوير تكتيكاتها»، مشيرًا إلى أن هذه التجربة الأخيرة تتجاوز كونها مجرد استعراض للقوة، لتعكس استراتيجية تحديث عسكري شاملة.


الديار
منذ 3 أيام
- الديار
بيونغيانغ تدعو لتكثيف الاستعداد للحرب
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب ذكرت وسائل إعلام رسمية اليوم السبت أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أشرف على تدريبات للقوات الجوية، وشدد على ضرورة تكثيف الاستعدادات للحرب. وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية بأن كيم- الذي تفقّد تدريبات على الضربات الجوية والدفاع الجوي للفرقة الجوية الأولى في كوريا الشمالية- دعا "جميع وحدات الجيش بأكملها" إلى تحقيق "طفرة في الاستعداد للحرب". وأوضح الخبير في شؤون كوريا الشمالية بمعهد كوريا للتوحيد الوطني هونغ مين أن لقطات التدريبات التي بثها التلفزيون الرسمي في كوريا الشمالية أظهرت طائرة من طراز "ميغ-29" تطلق صاروخا بدا أنه نسخة كورية شمالية من صاروخ جو جو متوسط إلى بعيد المدى الذي طورته روسيا. وأشرف كيم خلال أيار الجاري على تجربة صاروخية، وتفقّد مصانع للدبابات والذخائر، وقام بزيارة نادرة إلى السفارة الروسية في بيونغ يانغ، مؤكدا من جديد تحالف بلاده مع روسيا، كما أشرف على تدريبات إطلاق الدبابات النار وتدريبات وحدات العمليات الخاصة. انتقاد الولايات المتحدة من جهة أخرى، انتقدت كوريا الشمالية أيضا وزارة الخارجية الأميركية لإدراجها ضمن قائمة الدول التي لا تتعاون بشكل كامل مع جهود الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، والتي تُدرج فيها سنويا منذ عام 1997. ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله "كلما كثفت الولايات المتحدة استفزازاتها لجمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية بأفعال خبيثة غير ضرورية وغير مجدية ازداد تصاعد العداء المستعصي على الحل بين البلدين"، وفق تعبيره. وأضاف المتحدث باسم الخارجية الكورية الشمالية أن بلاده ستتخذ "إجراءات فعالة ومناسبة لمواجهة الاستفزازات العدائية الأميركية في جميع المجالات".


الميادين
منذ 3 أيام
- الميادين
العراق: رئيس الوزراء الأردني: للتكاتف بين كل العرب من أجل حل الأزمات في اليمن والسودان وغيرهما
العراق: رئيس الوزراء الأردني: للتكاتف بين كل العرب من أجل حل الأزمات في اليمن والسودان وغيرهما