logo
رئيس الاستخبارات البريطانية السابق: علينا الاستعداد للحرب مع روسيا

رئيس الاستخبارات البريطانية السابق: علينا الاستعداد للحرب مع روسيا

Independent عربية٠٧-٠٤-٢٠٢٥

حذر الرئيس السابق لـ "جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني" السير أليكس يانغر، من أن بريطانيا بحاجة إلى إعادة التسلح وبناء احتياطات عسكرية من خلال فرض نوع من الخدمة الوطنية، لمواجهة طموحات فلاديمير بوتين في الهيمنة على أوروبا الشرقية وتقويض الغرب.
وأوضح يانغر أن التهديد الذي يواجهه الشعب البريطاني من جانب روسيا- ولا سيما في ظل علاقاتها المستجدة مع الولايات المتحدة والتقارب الأخير بينهما - هو تهديد حقيقي. وقال إن" كلاً من بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترمب أكدا بوضوح شديد أن القواعد القديمة قد تغيرت".
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت بريطانيا تملك القدرة النفسية والمعنوية على خوض حرب شاملة، قال يانغر لـ "منصة اندبندنت التلفزيونية"، "أشعر بقلق بالغ لأننا قمنا بتجريد أنفسنا عسكرياً بشكل واضح. لقد فككنا إلى حد كبير قاعدتنا العسكرية والصناعية، وهذا يمثل مشكلة كبيرة".
وأضاف السير أليكس، "عشنا لأعوام طويلة في منأى عن أي تهديدٍ وجودي حقيقي، وارتكبنا بشكلٍ لا يُغتفر أخطاء جسيمة عبر خوض حروبٍ لم تكن ضرورية، ما فرض أعباء غير مبررة على الأجيال الشابة. ما خلق حالة من التشكيك الكبير في فكرة الجهد الجماعي للدفاع عن الوطن".
وتابع الرئيس السابق للاستخبارات الخارجية البريطانية (أم آي 6)، "في كثيرٍ من الأحيان، نتصور الجيش البريطاني كما لو كان فريق كرة القدم الإنجليزي، بحيث يذهب عناصره لأداء مهماتهم ونحن نكتفي بمشاهدتهم على شاشة التلفزيون. لكن هذه الذهنية لم تعد مقبولةً الآن".
وفي معرض حديثه عن الإجراءات اللازمة للاستعداد، قال السير أليكس، الذي كان يُعرف بلقب "سي" خلال فترة توليه رئاسة جهاز الاستخبارات البريطانية، "ينبغي أن تسألوا عسكرياً عن مدى فعالية أمور مثل التجنيد الإجباري. ليست لدي فكرة... ما أعرفه فقط هو أنه ينبغي أن يكون جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية".
وأردف: "أعتقد أن ذلك سيحقق فوائد أوسع نطاقاً. لذا أظن أن المسألة تتعلق على الأرجح برؤية أكثر إبداعاً وشمولاً لمفهوم قوات الاحتياط".
وكان السير أليكس، الحاصل على شهادة في علوم الحاسوب والضابط السابق في الحرس الاسكتلندي (أحد أفواج "الحرس الملكي" الخمسة في الجيش البريطاني ويتولى حماية المقرات الملكية)، قدّم إجابة تعكس نهج المؤسسة البريطانية التقليدية حين سُئل عما إذا كان من الممكن، بعد الدعم العلني الذي أبداه دونالد ترمب لفلاديمير بوتين، أن يكون ترمب عميلا لروسيا، وهي تهمة وُجهت إلى الرئيس الأميركي في السابق من دون وجود أدلة تثبتها.
وقال، "مَن يستطيع أن يؤكد ذلك؟ أنا شخصياً لا أعتقد أنه عميل روسي. لقد تجنبت عن عمد الخوض في الموضوع، لأنني ببساطة، لا أرى سبباً يدفعني لمعرفة ذلك. لذا، لا أستطيع أن أؤكد". وأضاف، "في النهاية، هذا ليس جوهر الموضوع. فالمسألة الحقيقية هي أن ترمب يتفق مع بوتين في رأيه- بأن للدول القوية الحق في الهيمنة على الدول الأصغر منها، ولا سيما في محيطها الإقليمي".
تجدر الإشارة هنا إلى أنه ربما لم يسبق أن طُرح سؤال علني كهذا حول احتمال أن يكون رئيس الولايات المتحدة عميلاً لروسيا، ليرد عليه رئيس سابق لجهاز الاستخبارات البريطانية بهذا البرود السياسي.
وفي ظهورٍ للسير أليكس إلى جانب الدكتورة رايتشل إيليهوس المبعوثة السابقة لوزير الدفاع الأميركي لدى "حلف شمال الأطلسي"، في الحلقة الأولى من برنامج "ذا كونفرسيشن" - وهو سلسلة حوارية جديدة تُبث على قناة "اندبندنت تي في"- رأى أن بريطانيا تأخرت عن الدول الأوروبية الأخرى في قدرتها واستعدادها للدفاع عن نفسها.
وقال "إن المسألة تعتمد بشكلٍ كبير على مدى القرب الجغرافي من موسكو. وأعتقد أن فنلندا تدرك جيداً التهديدات المحيطة بها، وتبني ثقافة قوية من الاستعداد والمرونة، تُشجع الجميع على المشاركة بفاعلية والقيام بدورهم في مواجهة أي خطر. لكن في البرتغال، يختلف الوضع تماماً، وهذا الأمر يمكن تفهمه من بعض النواحي". وأضاف في تحليله للوضع البريطاني قائلاً "أعتقد أن المملكة المتحدة تعاني هي أيضاً من تناقضاتٍ داخلية. فنحن نمتلك تاريخاً عريقاً يجعل الناس يتصورون دوراً أكثر نشاطاً لبريطانيا، إلا أنه في المقابل، هناك تردد حقيقي عندما يتعلق الأمر بالمشاركة الفعلية في نزاع، لما ينطوي عليه الأمر من مسؤولية ومخاطر".
ما عناه بذلك أن المسألة لا تتعلق فقط بإرسال أعدادٍ كبيرة من الناس إلى القتال فحسب، بل أيضاً الإقرار بأن حرباً هجينة مع روسيا - لا يقل فيها التضليل والهجمات الإلكترونية والضغط الاقتصادي أهمية عن القوة العسكرية التقليدية- قد بدأت بالفعل.
أما الدكتورة إيليهوس المديرة العامة الراهنة لـ "المعهد الملكي للخدمات المتحدة" - وهو مركز أبحاثٍ رائد في مجال الأمن في بريطانيا- فتحدثت عن التحديات الملحة لجهة التهديد الذي تواجهه الدول الأوروبية.
هذا التهديد ازداد حدةً في أعقاب التحول المفاجئ في الاتجاه الأيديولوجي الاستراتيجي في واشنطن في عهد دونالد ترمب. فمنذ عودته إلى البيت الأبيض، أكد أن على أوروبا أن تتحمل مسؤولية أكبر عن أمنها. كما أعلن أنه لم يعد يرى في حلف شمال الأطلسي، الذي شكل أساس الأمن الغربي طيلة ثمانين عاماً، تحالفاً مفيداً.
إضافةً إلى ذلك، لوح ترمب باحتمال استعمار كل من كندا وغرينلاند. وأعرب عن دعمه لمعظم مطالبات بوتين الإقليمية، بما فيها ضم ما لا يقل عن خُمس أراضي أوكرانيا، ووافق على الطرح القائل بأن أوكرانيا قد "لا تكون دولةً" في المستقبل.
الدكتورة إيليهوس وهي أميركية، اعتبرت أنه في حين أن تهديد الكرملين لا يزال قائماً، فإن التغيير الأبرز يتمثل في التحول الجذري في نهج واشنطن الذي كان بمثابة الصدمة الاستراتيجية الأكبر.
وقالت: "هل هي لحظةٌ حاسمة ومحفزة بالنسبة إلى أوروبا؟ نعم. انظروا إلى العلاقة بين ترمب وبوتين، أو إلى العلاقة بين ترمب وأنصاره في حركة (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى) وبوتين".
ورأت المتخصصة في شؤون الدفاع أن "الرئيس الروسي بوتين يسعى إلى إعادة رسم الخريطة. فالقرارات التي اتُخذت في نهاية "الحرب الباردة"، والتي أخرجت أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا من الاتحاد السوفياتي السابق، من دون أن تصبح هذه الدول جزءاً من "حلف شمال الأطلسي" أو الاتحاد الأوروبي، تركتها في حالٍ من عدم اليقين".
ترمب يتحدث مع بوتين خلال اجتماع قادة اقتصادات منتدى "التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ" في نوفمبر 2017 (غيتي)
واعتبرت إيليهوس أن ذلك "منح بوتين فرصةً لاستغلال نقاط الضعف على طول حدود تلك الدول، ما أدى إلى زعزعة الاستقرار فيها وانعدام أمنها، وذلك لعرقلة مسار اندماجها الكامل في حلف الـ 'ناتو' أو الاتحاد الأوروبي".
وأردفت قائلة، "هل ألمح هنا إلى أنه سيغزو غداً دول البلطيق أو بولندا؟ كلا. لكنه بالتأكيد سيختبر حدود الالتزام بما نسميها المادة الخامسة (من ميثاق "حلف شمال الأطلسي")، التي تنص على مبدأ أن الهجوم على حليفٍ واحد في الحلف يُعد هجوماً على جميع الأعضاء. في أي حال، لقد سبق أن بدأ بوتين اختبار هذه الحدود من خلال أنشطةٍ غير تقليدية لم تصل إلى حد الهجمات العسكرية المباشرة".
وقد شهدت الهجمات غير التقليدية التي قامت بها روسيا على أوروبا تصاعداً خلال العام الماضي 2023 - 2024، بحيث سجل "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" في واشنطن زيادةً بنسبة 300 في المئة في هذا النوع من الهجمات، وفق ما جاء في تقرير نُشر أخيراً وجاء فيه، "استهدفت 27 في المئة من هذه الهجمات قطاع النقل (مثل القطارات والمركبات والطائرات)، فيما تعرضت منشآتٌ حكومية (مثل القواعد العسكرية ومسؤولين رسميين) لنسبةٍ مماثلة من الهجمات. أما البنية التحتية الحيوية (مثل خطوط الأنابيب وكابلات الألياف الضوئية البحرية وشبكات الكهرباء) فكانت هدفاً لنحو 21 في المئة من تلك العمليات، وهي النسبة ذاتها التي طاولت قطاعاتٍ صناعية (مثل شركات الدفاع)".
السير أليكس رأى أيضاً أن دونالد ترمب وفلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جينبينغ، يعملون على تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ، في سياقٍ قد يُفضي إلى تقويض مفاهيم السيادة الوطنية، وذلك في أماكن مثل القارة الأوروبية.
إضافةً إلى ذلك، أشار إلى أن الثقة التي ترسخت طويلاً بين الولايات المتحدة وحلفائها تتعرض للاهتزاز، سواء في ما يتعلق بالعقيدة العسكرية- كما تمثلها المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي (ناتو)- أو في إطار منظومة تبادل المعلومات الاستخباراتية المعروفة بـ "تحالف العيون الخمس"، الذي يضم المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يشار إلى أن الثقة بين الولايات المتحدة وحلفائها كانت قد بدأت تتزعزع خلال الولاية الأولى لدونالد ترمب، حين كان السير أليكس على رأس "جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية"، وذلك بعدما كشف الرئيس الأميركي لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن معلوماتٍ استخباراتية حساسة تتعلق بمؤامرة تفجير خطط لها تنظيم "داعش".
وقد تلقت هذه الثقة ضربةً جديدةً في الآونة الأخيرة، بعد الفضيحة المتعلقة بمجموعة الدردشة على تطبيق "سيغنال" (المجموعة ضمت مسؤولين رفيعي المستوى في إدارة ترمب، وانكشفت محادثاتها المتعلقة بعملياتٍ عسكرية وشيكة ضد الحوثيين في اليمن، عندما أضاف مستشار الأمن القومي مايك والتز عن غير قصد، جيفري غولدبرغ رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك" إليها).
السير أليكس عزا حال الفوضى هذه إلى قرار الرئيس الأميركي تعيين قادة يفتقرون للخبرة في المناصب العليا لأجهزة الاستخبارات.
وقال: "بصرف النظر عن طبيعة القرار، فإنه يترتب عليه ثمن، يتمثل في غياب الفهم الأساسي لطبيعة البيئة التي نعمل فيها جميعاً، ولحجم التهديدات التي نواجهها".
وأضاف: "بالنظر إلى الأمر بسطحية، فإن استخدام هاتف - آيفون أو أي جهاز آخر- للتخطيط لهجوم لا تريد أن يعرف به عدوك، ليس بالأمر الحكيم".
الدكتورة إيليهوس اعتبرت هي أيضاً أن استخدام هواتف شخصيةٍ محمولة في اتصالاتٍ بالغة السرية، أمرٌ لا يُغتفر.
وأوضحت أن هذه الاتصالات كانت تُجرى عادةً عبر روابط فيديو آمنة، نظراً إلى كونها لا تقتصر على عناصر أميركية (أو بريطانية) فحسب، بل تشمل أيضاً قواتٍ وعملاء استخبارات قد يكونون معرضين للخطر الميداني.
ويرى السير أليكس أنه مهما كانت الضغوط والمخاطر الجديدة التي جلبتها إدارة دونالد ترمب على وكالات الاستخبارات الغربية، فإن مسؤولي "وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية" CIA "سيبذلون أقصى ما في وسعهم" لحماية مصادرهم البشرية".
وختم بالقول "إنها فترة استثنائية. لكن ما أود التأكيد عليه في ما يتعلق بالدفاع عن سلامة قدراتنا في دول "العيون الخمس"، هو أنه ستكون هناك آلية قوية للغاية، لضمان الحفاظ على هذه السلامة، على رغم أنني لا أستطيع إنكار حقيقة أن هذه القدرات أصبحت الآن أكثر عرضةً للخطر مما كانت عليه في الماضي".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وسط شكوك بشأن المساعدات الغربية.. أوكرانيا تراهن على تصنيع الأسلحة
وسط شكوك بشأن المساعدات الغربية.. أوكرانيا تراهن على تصنيع الأسلحة

الشرق السعودية

timeمنذ 2 أيام

  • الشرق السعودية

وسط شكوك بشأن المساعدات الغربية.. أوكرانيا تراهن على تصنيع الأسلحة

يُنتج قطاع الصناعات الدفاعية في كييف، أسلحةً أكثر من أي وقت سابق، ومع ذلك فإن أوكرانيا لا يمكنها محاربة موسكو بمفردها، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال"، فمع تباطؤ الحلفاء الغرب في زيادة إنتاج الأسلحة، ارتفعت قيمة الأسلحة التي يُمكن لقطاع الصناعات الدفاعية الأوكرانية إنتاجها من مليار دولار في عام 2022 إلى 35 مليار دولار على مدار 3 سنوات من الحرب مع روسيا. اعتمدت أوكرانيا إلى حد كبير على ترسانات أسلحة غربية، لتجهيز قواتها خلال السنوات الأولى من الصراع مع روسيا. وذكرت الصحيفة الأميركية، الأحد، أن أوكرانيا كان لديها نموذج أولي واحد من مدفع "هاوتزر بوهدانا" (Bohdana Howitzer) المُصنّع محلياً، عندما بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022. والعام الماضي، أعلنت كييف إنتاج أسلحة مدفعيةً أكثر من جميع دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" مجتمعةً. وأشار التقرير إلى أنه في ظل تراجع الدعم الأميركي، تتزايد أهمية صناعة الدفاع الأوكرانية في قدرتها على مواصلة القتال ضد روسيا، أو ضمان سيادتها في حال التوصل إلى اتفاق سلام. وكلما زادت قدرة أوكرانيا على إنتاج أسلحتها الخاصة، كلما قلّ تأثرها بتقلبات السياسة الدولية، أو ثغرات سلاسل التوريد العابرة للحدود. كما تعتبر البلاد، أن صناعتها الدفاعية مصدر دخل لما بعد الحرب، إذ يعزز ذلك اقتصادها المنهك، كما يعد وسيلة لتعزيز اندماجها مع الغرب بأن تصبح أحد مورديه. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "ستظل أوكرانيا بحاجة دائمة إلى أسلحتها القوية، حتى نتمكن من بناء دولتنا الأوكرانية القوية". وأضاف زيلينسكي أن أكثر من 40% من الأسلحة المستخدمة على خط المواجهة مع روسيا، تُصنع الآن في أوكرانيا. وفي بعض القطاعات، مثل الطائرات المُسيّرة، والأنظمة البرية (المركبات) ذاتية التشغيل، والحرب الإلكترونية، تقترب هذه النسبة من 100%. تحوّل "غير كاف" ويُنتج مُصنِّعون أوكرانيون، كميات متزايدة من الأسلحة التقليدية، مثل أنظمة المدفعية والمركبات المدرعة والألغام والذخيرة من جميع العيارات، بحسب "وول ستريت جورنال". في هذا السياق، قال روب لي، الباحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية، ومقره في ولاية بنسلفانيا: "تزداد المنافسة في الدول الغربية على أفضل خريجي علوم الحاسوب أو تكنولوجيا المعلومات. وفي أوكرانيا، اتجهت معظم أفضل المواهب إلى قطاع الدفاع". لكن هذا "التحوّل القوي" في الترسانة المحلية، لن يكون كافياً لأوكرانيا للتصدي لقوات موسكو بمفردها، بحسب الصحيفة، إذ أن كييف تحتاج إلى الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين لمواجهة آلة الحرب الروسية، فهي لا تستطيع إنتاج ما يكفي من الذخائر للحفاظ على استمرارية إطلاق مدافعها، أو أيٍّ من أنظمة الدفاع الجوي الاعتراضية التي تحتاجها للحماية من الصواريخ الروسية. ورغم ازدهار إنتاج الأسلحة، أُرهقت ميزانية كييف في ضوء الضغوط الشديدة جراء الحرب المستمرة. وقال أوليكساندر كاميشين، مستشار زيلينسكي ووزير الصناعات الاستراتيجية السابق، إن الحكومة لن تتمكن هذا العام من شراء سوى أقل من نصف ما تستطيع شركات تصنيع الأسلحة إنتاجه. وأضاف: "إنه لأمر مؤلم أن تعجز عن الإنتاج، وألا تملك ما تقاتل به. ويكون الأمر أشد إيلاماً عندما تتمكن من الإنتاج، دون أن تتمكن من تمويل المشتريات". ولاستغلال القدرة الإنتاجية الفائضة، تُموّل بعض الحكومات الغربية مشتريات الأسلحة من شركات الدفاع الأوكرانية بموجب ما يُسمى بالنموذج الدنماركي، حيث تُوفّر الأموال لشراء الأسلحة من شركات تصنيع الأسلحة الأوكرانية بدلاً من تزويد كييف بالأسلحة الغربية. وأضاف الباحث روب لي: "ربما يكون الاستثمار المباشر في هذه الشركات هو أفضل استغلال للأموال المتاحة فيما يتعلق بتحقيق تأثير في ساحة المعركة". "ساحة اختبار" للأسلحة كانت الحرب بمثابة ساحة اختبار لمجموعة من الأسلحة التي لم تكن مستخدمة سابقاً، ما وفّر لدول الناتو، دروساً قيّمة حول أدائها في المعركة. وذكر التقرير أن أوكرانيا ورثت جزءاً كبيراً من صناعة الدفاع السوفيتية، عندما نالت استقلالها، لكن قدرات التصنيع تلك سرعان ما تراجعت. طوّرت شركة خاصة نظام "بوهدانا" المدفعي عام 2016، لكنها لم تتلقَّ أي طلبات قبل الغزو الروسي، وفق فيتالي زاجوداييف، المدير العام لمصنع كراماتورسك لتصنيع الآلات الثقيلة. وبعد الغزو الروسي في عام 2022، زادت المخاوف إلى حد كبير من سيطرة روسيا على النظام لدرجة أن زاجوداييف تلقى تعليمات بتفكيك النموذج الأولي الوحيد، ولم يُستخدم النظام آنذاك إلا ضمن عرض عسكري بمناسبة عيد الاستقلال. لكن سرعان ما تلقى زاجوداييف تعليمات بإعادة تركيب المدفع لاستخدامه على خطوط المواجهة. وباستخدامه إلى جانب مدفع هاوتزر ذاتي الحركة من طراز "قيصر" فرنسي الصنع، قصف نظام "بوهدانا" المواقع الروسية في جزيرة "الثعبان" في البحر الأسود، ما أجبر موسكو على التخلي عن هذه البقعة الصخرية البارزة خلال الصيف الأول من الحرب. وبدأت تتزايد طلبات شراء نظام "بوهدانا"، لكن المصنع الواقع في شرق أوكرانيا كان في مرمى نيران روسيا. وتحت وطأة القصف، بدأ العمال نقل الإنتاج إلى منشآت جديدة غرب البلاد، ولكن ليس قبل تدمير أكثر من نصف المعدات. ومع طول فترات التنفيذ لاستلام طلبات استبدال المعدات، قامت الشركة بتصنيع معداتها بنفسها، مع توزع الإنتاج على عدة منشآت لتقليل تأثير أي هجوم روسي، فإذا نجح صاروخ في إصابة منشأة، يمكن للمنشآت الأخرى مواصلة الإنتاج. إنتاج أكبر وتكلفة أقل وقال زاجوداييف، إن الشركة تُنتج الآن أكثر من 20 مدفع "بوهدانا" شهرياً. ووفق دراسة أجراها معهد "كيل" الألماني للأبحاث، يُمكن لروسيا إنتاج نحو 40 سلاح مدفعية خلال الفترة نفسها. ولا يجري تجميع المدافع بصورة نهائية إلا في اللحظة الأخيرة، لتقليل فرص استهدافها قبل الوصول إلى خط المواجهة. وتبلغ تكلفة مدفع "بوهدانا" 2.8 مليون يورو (3.1 مليون دولار) للوحدة، مقارنةً بـ8.76 مليون يورو لمدفع آرتشر (Archer) السويدي، أو نحو 4 ملايين يورو لمدفع سيزار (Caesar) الفرنسي، الذي يتميز بأنظمة إلكترونية أكثر تطوراً، ولكن إنتاجه يستغرق وقتاً أطول. كما أن مدفع "بوهدانا" أسهل في الإصلاح والصيانة، إذ يقول زاجوداييف: "أي قطعة متوفرة خلال 24 ساعة. لدينا ألوية متنقلة تعمل على خط المواجهة بأكمله"، لافتاً إلى أن الشركة تعمل على تطوير هيكلها الخاص لتقليل الاعتماد على الواردات بشكل أكبر. وفي الوقت الراهن، تنتج كييف نحو 85% من مكونات مدفع "بوهدانا" محلياً. وهذا الطراز يظهر مدى التقدم الذي أحرزته صناعة الدفاع الأوكرانية، لكن الجهود المبذولة لإنتاج ذخيرة عيار 155 ملم متوافقة مع معايير الناتو، والتي تُعدّ عنصراً أساسياً في المجهود الحربي، تُبرز العقبات، بحسب التقرير.

البيت الأبيض: فرض عقوبات إضافية على روسيا أمر مطروح
البيت الأبيض: فرض عقوبات إضافية على روسيا أمر مطروح

المناطق السعودية

timeمنذ 3 أيام

  • المناطق السعودية

البيت الأبيض: فرض عقوبات إضافية على روسيا أمر مطروح

المناطق_متابعات أكد البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب منفتح على لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لكنه أشار إلى أن كل شيء مطروح، بما في ذلك العقوبات الثانوية على روسيا. وأعلن البيت الأبيض أن ترامب سيتحدث إلى نظيره الروسي في الساعة العاشرة صباح الاثنين بتوقيت شرق الولايات المتحدة. كما أضاف أن ترامب سيتصل بعدها بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد انتهاء مكالمته مع بوتين. من جانبه قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: 'هناك الكثير من العمل المضني الذي ينتظرنا، وقد تستغرق العملية وقتا طويلاً في بعض الجوانب'، مضيفا أن 'التسوية تنطوي على العديد من التفاصيل الدقيقة التي تحتاج إلى مناقشتها'، وفق ما نقلت 'فرانس برس'. وفقا للعربية : كان ترامب قد أعلن، السبت، أنه سيتحدث مع بوتين ونظيره الأوكراني، الاثنين. وقال في منشور على 'تروث سوشيال' إنه سيتحدث مع بوتين في العاشرة من صباح الاثنين بتوقيت شرق الولايات المتحدة (14.00 بتوقيت غرينتش) بهدف وقف الحرب. كما أضاف أنه سيتحدث بعد ذلك إلى زيلينسكي وزعماء دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي. فيما أردف: 'نأمل أن يكون يوماً مثمراً، وأن يُطبق وقف إطلاق النار، وأن تنتهي هذه الحرب العنيفة للغاية التي ما كان ينبغي أن تحدث أبداً'. وفي موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لوكالات أنباء روسية، إن التحضيرات جارية لمحادثة بين ترامب وبوتين. يأتي ذلك بعدما أوفدت كل من موسكو وكييف ممثلين عنهما إلى إسطنبول، الجمعة، لإجراء مفاوضات هي الأولى منذ نحو 3 سنوات، بعدما عرض زيلينسكي الاجتماع مباشرة مع بوتين. إلا أن الرئيس الروسي رفض المقترح الأوكراني، وأرسل بدلاً من ذلك وفداً دبلوماسياً. وأفضت تلك الجولة من المحادثات إلى اتفاق بين الوفدين على تبادل نحو 1000 سجين بينهما.

المرشح الأوروبي "المفاجأة" يفوز برئاسة رومانيا
المرشح الأوروبي "المفاجأة" يفوز برئاسة رومانيا

Independent عربية

timeمنذ 3 أيام

  • Independent عربية

المرشح الأوروبي "المفاجأة" يفوز برئاسة رومانيا

فاز رئيس بلدية بوخارست الوسطي نيكوسور دان بالانتخابات الرئاسية التي أجريت أمس الأحد في رومانيا، وفق النتائج النهائية التي صدرت اليوم الإثنين، في عملية اقتراع صبّت لصالح العلاقة مع بروكسل ودعم أوكرانيا في مواجهة روسيا. وفي الانتخابات التي أجريت بعد خمسة أشهر من إلغاء اقتراع سابق شابته شكوك بتدخّل روسي، نال نيكوسور دان البالغ 55 سنة، 53,6 في المئة من الأصوات بعد انتهاء عمليات الفرز، وشكلت هذه النتيجة مفاجأة بعدما حل دان ثانياً في الدورة الأولى بفارق كبير خلف خصمه جورج سيميون. وقال دان أمام أنصاره وسط هتافات تشيد بأوروبا وتسخر من روسيا "هذا هو انتصار آلاف الأشخاص الذين آمنوا بأن رومانيا قادرة على التغيير في الاتجاه الصحيح"، بعد حسم الفوز ليل أمس الأحد، ووجه أيضاً كلمة لأولئك الذين لم يصوتوا له، داعياً إياهم إلى "بدء العمل" و"بناء رومانيا موحدة". وتابع المجتمع الدولي الانتخابات الرئاسية في رومانيا، وعقب صدور النتائج شبه النهائية، أشادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين باختيار الرومانيين لصالح "أوروبا قوية"، في حين اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "الديمقراطية" انتصرت "على رغم محاولات تلاعب عدة". بدوره، يرى الرئيس الأوكراني فولوديمي زيلينسكي أن نتيجة الانتخابات في رومانيا هي نجاح "تاريخي" مذكّراً "بأهمية وجود رومانيا كشريك موثوق". وتأمل رومانيا أن تطوي الانتخابات صفحة حال من عدم اليقين منذ فوز اليميني المتطرف كالين جورجيسكو المفاجئ في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، علماً أن منتقديه يتهمونه بأنه مؤيد للكرملين. لكن الانقسامات عميقة، فبعدما رفض بداية الإقرار بالهزيمة وندد بحصول "تلاعب" في النتائج، هنأ المرشح اليميني القومي جورج سيميون خصمه، لكنه تعهد "مواصلة القتال". وكان سيميون الذي يبدي إعجاباً بالرئيس الأميركي دونالد ترمب والمشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي، تصدر الدورة الأولى بفارق كبير، بحصوله على نحو 41 في المئة من الأصوات، ضعف ما ناله منافسه، لكن رومانيين كثراً ضاعفوا الجهود لقلب الموازين في انتخابات قُدمت على أنها حاسمة لمستقبل البلاد المجاورة لأوكرانيا، وسجّلت نسبة المشاركة ارتفاعاً، إذ بلغت 65 في المئة، مقارنة بـ53 في المئة في الدورة الأولى. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال المحلل السياسي سيرجيو ميسكويو إن دان استفاد من "خطوات ناقصة" قام بها المعسكر المنافس بين دورتي الاقتراع، ومن "تحشيد غير مسبوق تقريباً مرتبط برد فعل مضاد من قبل مؤيدي الديمقراطية"، أضاف "لم يسبق لانتخابات أن كانت حاسمة في شأن مستقبل البلاد الى هذا الحد مع مضاعفات جيوسياسية". ورومانيا التي يقطنها 19 مليون نسمة، هي عضو في الاتحاد الأوروبي، ودولة مجاورة لأوكرانيا اكتسبت أهمية متزايدة في حلف شمال الأطلسي منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا عام 2022. وللرئيس صلاحية تعيين الموظفين الكبار وتمثيل بوخارست في اجتماعات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وغالباً ما انتقد سيميون "السياسات العبثية للاتحاد الأوروبي". وكان نيكوسور دان قال أمس الأحد "هذه نقطة تحوّل، انتخابات حاسمة، رومانيا تختار مستقبلها ليس فقط للأعوام الخمسة المقبلة، بل فترة أطول بكثير". وكان سيميون يطالب بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وبـ"تعويض مالي" عما قُدم حتى الآن، داعياً إلى "الحياد"، ويدافع عن كونه "صديقاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين". وكرر سيميون موقفه أمس الأحد، مجدداً وقوفه مع كالين جورجيسكو الذي فاجأ الجميع بحصوله على المركز الأول في انتخابات الـ24 من نوفمبر 2024. ويستغل اليمين المتطرف في رومانيا استياء السكان، خصوصاً في المناطق الريفية، من "السياسيين اللصوص" الذين يمسكون بالسلطة منذ عام 1989، كذلك يستفيد من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها إحدى أفقر دول الاتحاد الأوروبي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store