
تهديدات عسكرية تدفع المنطقة للهاوية.. المنشآت النووية الإيرانية هدف معلن لإسرائيل وأمريكا
تتصاعد حدة المواجهة بين
إيران
والقوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة وإسرائيل، وسط تسريبات نووية مقلقة وتهديدات عسكرية صريحة قد تُشعل شرارة مواجهة إقليمية واسعة.
تصريحات الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة الوسطى الأمريكية، أمام الكونجرس يوم الثلاثاء، جاءت كالصاعقة حين أكد أنه قدّم للرئيس دونالد ترامب "مجموعة واسعة من الخيارات العسكرية ضد إيران" في حال فشلت المفاوضات النووية القادمة.
وأوضح كوريلا خلال جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب أن القوات الأمريكية جاهزة لتنفيذ الضربات "حال صدر الأمر"، مُحذراً من أن طهران تمثل "التحدي الأكثر تعقيداً" للأمن القومي الأمريكي في الشرق الأوسط.
من جهته، وصف الرئيس ترامب في مقابلة مع "فوكس نيوز" سلوك إيران في المفاوضات بأنه أصبح "أكثر تشدداً" مما كان عليه قبل أيام، مُعبراً عن خيبة أمله مع تحذير واضح: "البديل عن التفاوض سيكون سيئاً جداً".
وأضاف أن الجولة القادمة من المحادثات – التي كان مُقرراً عقدها يوم الخميس – قد تتأجل إلى الجمعة في أوسلو أو الأحد في مسقط، وفقاً لمصادر في البيت الأبيض نقلتها شبكة CNN.
الوثائق المسرّبة.. الوقود الذي أشعل الأزمة
تفجّرت أزمة جديدة بعد تسريب وثائق نووية إيرانية داخلية، قالت مصادر استخباراتية غربية إنها كشفت عن أنشطة مُخالفة في مواقع غير مُعلنة، بينها تخصيب اليورانيوم بمستويات تفوق الحدود المتفق عليها في الاتفاق النووي لعام 2015.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية عبّرت عن "قلق بالغ" من هذه التسريبات، وطالبت إيران بتقديم "إجابات فورية ومقنعة"، بينما أشارت مصادر دبلوماسية في فيينا إلى أن مجلس محافظي الوكالة قد يُعيد الملف إلى مجلس الأمن الدولي.
إسرائيل والضربة الاستباقية على الطاولة
في تل أبيب، استغل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحدث لرفع سقف التهديدات. خلال مؤتمر صحفي عاجل، صرح بأن إسرائيل "لن تنتظر حتى تقع الكارثة"، مؤكداً أن بلاده وضعت خططاً عسكرية جاهزة لضرب منشآت إيرانية حساسة مثل "فوردو" و"نطنز".
هذه التصريحات وجدت صدى في حديث ديفيد مينسر، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، لقناة "سكاي نيوز عربية"، حيث أكد أن "إسرائيل قادرة على حماية نفسها ولن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي"، مُضيفاً أن سياسة "الضغط القصوى" ستستمر ضد طهران.
الرد الإيراني.. اتهامات بالمؤامرة وأوراق الردع
من جانبها، دخلت طهران في هجوم مضاد. حسين رويوران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران، وصف التسريبات في حديث لـ"سكاي نيوز عربية" بأنها "عملية استخباراتية مُكتملة الأركان تهدف لتبرير ضربة عسكرية"، مشيراً إلى أن الوثائق "مزوّرة أو مُقتطعة من سياقها". كما هاجم ازدواجية المعايير الدولية: "لماذا يُحاسبون إيران بينما تمتلك إسرائيل 200 رأس نووي في صحراء النقب دون أي رقابة؟".
في تحوّل لافت، نشرت الاستخبارات الإيرانية وثائق زعمت أنها تكشف تفاصيل البرنامج النووي الإسرائيلي السري، بما في ذلك مواقع المنشآت وأسماء علماء أجانب مشاركين فيه، متهمة الولايات المتحدة ودول أوروبية بـ"التواطؤ" مع تل أبيب.
رويوران حذّر من أن أي عدوان على إيران سيُواجه بـ"رد غير تقليدي يصل عمق الكيان الصهيوني"، مُشيراً إلى أن المواجهة قد "تُحرق المنطقة بأكملها".
مفاوضات على حافة الانهيار
المفارقة أن التصعيد يحدث بالتزامن مع مفاوضات نووية دقيقة. واشنطن عرضت مؤخراً خطةً غير مسبوقة تقضي بانضمامها لـ"كونسورتيوم دولي" يُشرف على تخصيب اليورانيوم منخفض المستوى داخل إيران، بمشاركة دول شرق أوسطية والوكالة الذرية، إلا أن ترامب أشار إلى أن طهران تتراجع عن تنازلات سابقة، مما يزيد مخاطر انهيار المسار الدبلوماسي.
ثلاثة عوامل تدفع الأزمة نحو الذروة
أولها نتنياهو الذي يواجه أزمات سياسية وقضائية قد تدفعه لـ"حرب خارجية" لتحويل الأنظار، بينما تُعاني إيران من احتجاجات اقتصادية، وثانيا إدارة ترامب التي تُرهن بقاء الاتفاق النووي بتغييرات جذرية في سلوك طهران الإقليمي، وأخيرا تقارير استخبارية تُشير إلى أن إيران قد تُختزل "فترة الاختراق النووي" لشهور، مما يدفع إسرائيل لاستباق الأحداث.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 35 دقائق
- بوابة الأهرام
المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية: حذرنا الدول الغربية بأن النهج الذي تتبعه لن يؤدي إلى تحقيق أي نتيجة
نوران نصر أعلن المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، اليوم الخميس، أنهم حذروا الدول الغربية بأن النهج الذي تتبعه لن يؤدي إلى تحقيق أي نتيجة، وفق ما أفادت به القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل لها. موضوعات مقترحة كما أكد المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أن تخصيب اليورانيوم سيزداد بشكل ملحوظ.

مصرس
منذ 37 دقائق
- مصرس
مسئول إيراني: طهران لن تتنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم
قال مسئول إيراني كبير لرويترز يوم الخميس إن بلاده لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم بسبب تصاعد التوتر في المنطقة. وأضاف أن دولة "صديقة" في المنطقة حذرت طهران من ضربة عسكرية محتملة.ووجه السفير والمندوب الدائم الإيراني لدى الأمم المتحدة، رسالة إلى مجلس الأمن ردّ فيها على المزاعم التي أطلقتها الترويكا الأوروبية بشأن انتهاك إيران لقرار مجلس الأمن 2231 والاتفاق النووي.


24 القاهرة
منذ 38 دقائق
- 24 القاهرة
لأول مرة منذ عقدين.. وكالة الطاقة الذرية تُعلن أن إيران تخرق التزاماتها الخاصة بعدم الانتشار النووي
أفاد دبلوماسيون بأن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المؤلف من 35 دولة، اعتمد اليوم الخميس قرارًا يعلن فيه رسميًا أن إيران في حالة خرق لالتزاماتها الخاصة بعدم الانتشار النووي، وذلك لأول مرة منذ نحو عشرين عامًا. البرنامج النووي الإيراني وجاء في نص القرار، الذي اطّلعت عليه وكالة رويترز، أن المجلس يرى أن إخفاقات إيران المتعددة منذ عام 2019 في التعاون الكامل وفي الوقت المناسب مع الوكالة، بخصوص المواد والأنشطة النووية غير المعلنة في عدة مواقع داخل إيران، تمثل انتهاكًا لالتزاماتها بموجب اتفاق الضمانات المبرم مع الوكالة. وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز اليوم الخميس إن إيران لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم بسبب الاحتكاكات المتزايدة في المنطقة. وأضاف أن دولة صديقة في المنطقة نبهت طهران إلى ضربة عسكرية محتملة من جانب إسرائيل. وقال المسؤول إن التوترات تهدف إلى "التأثير على طهران لتغيير موقفها بشأن حقوقها النووية" خلال المحادثات مع الولايات المتحدة يوم الأحد في عُمان. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة تنقل أفرادا من قواتها من الشرق الأوسط لأنه قد يصبح مكانا خطيرا، مضيفا أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي. ومن المقرر أن تعقد طهران وواشنطن جولة جديدة من المحادثات، بوساطة مسؤولين عمانيين، في مسقط لحل المواجهة المستمرة منذ عقود بشأن الطموحات النووية الإيرانية. وقال المسؤول الإيراني نحن لا نريد التوترات ونفضل الدبلوماسية لحل القضية النووية، لكن قواتنا المسلحة مستعدة تماما للرد على أي ضربة عسكرية. وبعد خمس جولات من المناقشات بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لا تزال هناك عدة عقبات. وتشمل هذه المطالب رفض إيران مطلبًا أمريكيًا بوقف تخصيب اليورانيوم، وتطالب إيران برفع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها منذ عام ٢٠١٨ بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي المبرم بين طهران وست قوى عالمية عام ٢٠١٥ خلال ولايته الأولى. ومن المتوقع أن تطرح إيران في الاجتماع الذي يعقد يوم الأحد في العاصمة العمانية مقترحا مضادا للعرض الأمريكي لسد الفجوات. من جانبه، رفض المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الاقتراح الأمريكي واعتبره مخالفًا لمصالح إيران، متعهدًا بمواصلة التخصيب على الأراضي الإيرانية، والذي تعتبره القوى الغربية سبيلًا محتملًا لصنع أسلحة نووية، وتؤكد إيران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط. في مكالمة عاصفة.. ترامب لـ نتنياهو: تصريحاتك بشأن إيران لا تساعدنا.. والأخير: طهران تلعب بكم إيران تقرر تغيير اسم شارع خالد الإسلامبولي قاتل السادات