
تلويح نتنياهو بضمِّ أجزاء من غزَّة.. تكتيك سياسيّ أم خطَّة استراتيجيَّة؟
ويأتي هذا التهديد في وقت تعيش فيه حكومته حالة من الهشاشة، بعد انسحاب الأحزاب الدينية (الحريدية) من الائتلاف، ما أبقاه في موقع قيادة حكومة أقلية تملك 50 مقعداً فقط في الكنيست.
ويبدو أن هذه الخطوة تستهدف استرضاء شركائه من اليمين المتطرف، وخصوصاً وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي هدد بالانسحاب من الحكومة في حال استمرار إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة دون "حسم عسكري".
وقد وصفت صحيفة هآرتس تهديد نتنياهو بأنه لا يستند إلى اعتبارات أمنية أو استراتيجية بقدر ما هو مناورة سياسية مكشوفة لمنع تفكك ائتلافه.
بحسب مصادر إسرائيلية، عرض نتنياهو خطته خلال اجتماع "الكابينت" في 28 يوليو/تموز، وتتضمن منح حماس مهلة قصيرة لقبول وقف إطلاق النار، وإلا ستباشر إسرائيل بضم تدريجي لمناطق من القطاع، تبدأ بالمناطق العازلة شمالاً وتمتد لاحقاً لتشمل مساحات أوسع.
وقد نقل الوزير رون ديرمر تفاصيل الخطة إلى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، فيما أكد نتنياهو وجود دعم مبدئي من البيت الأبيض. إلا أن غياب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الاجتماع، ووجوده في زيارة لأسكتلندا حينها، أثار تساؤلات حول حقيقة الدعم الأميركي المزعوم.
صراع سياسي داخلي
يرى محللون أن نتنياهو لم يكن مؤيداً لخطط الضم سابقاً، لكنه يستخدمها اليوم كورقة ضغط لتهدئة غضب شركائه من اليمين، خاصة بعد قراراته المتعلقة بالمساعدات إلى غزة.
ويصف الكاتب وسام عفيفة هذا التهديد بأنه "مقامرة سياسية لا ترتكز على رؤية أمنية"، في محاولة لامتصاص ضغوط بن غفير وسموتريتش، الذين يطالبون باحتلال كامل لغزة وتشجيع التهجير الجماعي.
من جانبه، يرى الباحث فراس ياغي أن التهديد بالضم ليس مجرد ضغط على المقاومة، بل يعكس تنسيقاً أوسع مع الإدارة الأميركية ضمن خطة إقليمية لتغيير الجغرافيا السياسية في المنطقة.
ويضيف أن إسرائيل تسعى إلى تقليص مساحة غزة، وفرض تغيير ديمغرافي يُخرج نصف سكان القطاع إلى الخارج، ضمن سياسة "ضم جزئي، وتهجير جزئي، وسيطرة أمنية كاملة".
خلافات في الداخل الإسرائيلي
رغم محاولة نتنياهو الترويج لخطة الضم، أبدى عدد من الوزراء تشككهم في جدواها. وذكرت هآرتس أن وزيراً بالحكومة صرح بأن الخطة "ليست مطروحة فعلياً على جدول الأعمال"، بينما وصفها آخر بأنها مجرد محاولة لابتزاز حماس واسترضاء اليمين.
واعتبر الكاتب الأمني آفي يسسخاروف التهديد "واحداً من أغبى التصريحات الفارغة"، مشيراً إلى أنه لن يُضعف حماس، بل سيفاقم عزلة إسرائيل دولياً.
من منظور القانون الدولي، يُعد أي ضم لأراضٍ في غزة - التي تُصنف كأراضٍ محتلة - انتهاكاً واضحاً، خاصة أن إسرائيل، رغم انسحابها الأحادي من القطاع عام 2005، لا تزال تفرض عليه حصاراً برياً وبحرياً وجوياً كاملاً.
كما أن أي خطوة من هذا النوع ستتطلب – بحسب القانون الإسرائيلي – استفتاء عاماً أو موافقة 80 عضو كنيست، وهو أمر شبه مستحيل سياسياً.
بالتوازي، تتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل، إذ أعلنت تسع دول نيتها الاعتراف بدولة فلسطين قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما صرّح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باعتزامه الاعتراف الرسمي في سبتمبر/أيلول.
كما أبلغ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر حكومته بأن الاعتراف البريطاني بدولة فلسطين قادم ما لم توقف إسرائيل "الوضع المروع في غزة".
يرى مراقبون أن نتنياهو يحاول استخدام ورقة الضم لتأجيل تفكك حكومته، وابتزاز الداخل والخارج على حد سواء، لكنه يدفع إسرائيل نحو مزيد من العزلة، وسط انتقادات دولية حادة واتهامات بارتكاب جرائم حرب.
ويؤكد فراس ياغي أن هذا المخطط "لن يتوقف ما دام يحظى بضوء أخضر أميركي وصمت عربي"، محذراً من أن الضم الفعلي أو الرمزي يجب أن يُواجَه برد حاسم باعتباره إعلان حرب على المنطقة بأكملها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 21 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار العالم : ترامب وبوتين يلتقيان في ألاسكا: هل سيكون هناك اتفاق سلام؟
السبت 9 أغسطس 2025 06:00 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، قال ترامب يوم الجمعة إنه يتوقع "تبادلاً للأراضي" بين روسيا وأوكرانيا. Article Information يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد لقاء في ألاسكا يوم الجمعة المقبل، لبحث مستقبل الحرب في أوكرانيا. وأعلن ترامب عن الاجتماع المقرر في 15 أغسطس/آب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن يؤكد المتحدث باسم الكرملين الموعد، مشيراً إلى أن اختيار ألاسكا "منطقي" نظراً لقربها النسبي من روسيا. وأضاف المتحدث أن ترامب تلقى دعوة لزيارة روسيا لعقد قمة ثانية محتملة، دون أن يصدر أي رد فعل فوري من أوكرانيا. وجاء الإعلان عن اللقاء بعد ساعات من إشارة ترامب إلى أن أوكرانيا قد تضطر للتخلي عن أراضٍ لإنهاء الحرب التي بدأت مع الغزو الروسي الشامل لجارتها في فبراير/شباط 2022. وقال ترامب من البيت الأبيض الجمعة: "نتحدث عن أراضٍ دارت حولها معارك منذ ثلاث سنوات ونصف، سقط خلالها عدد كبير من الروس وعدد كبير من الأوكرانيين". وأضاف: "الأمر معقد جداً، وسنستعيد بعض المناطق، ونتبادل أخرى بما يخدم مصلحة الطرفين". ولم يوضح الرئيس الأمريكي مزيداً من التفاصيل حول هذا المقترح، لكن شبكة "سي بي إس" الأمريكية، نقلاً عن مصادر مطلعة على المناقشات، أفادت بأن البيت الأبيض يحاول إقناع القادة الأوروبيين بقبول اتفاق يتضمن سيطرة روسيا الكاملة على إقليم دونباس شرقي أوكرانيا واحتفاظها بشبه جزيرة القرم، مقابل تخليها عن مناطق خيرسون وزابوريجيا التي تحتل أجزاءً منها. وبحسب "وول ستريت جورنال"، عرض بوتين ترتيباً مشابهاً على مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، خلال اجتماع مؤخراً في موسكو. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون سيقبلون بهذا الاتفاق، خاصة أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وبوتين يختلفان بشدة حول شروط السلام، إذ يرفض زيلينسكي تماماً أي شروط مسبقة تتضمن تنازلات إقليمية. ونقلت "سي بي إس" عن مسؤول رفيع في البيت الأبيض قوله إن التحضيرات للقاء الجمعة لا تزال غير نهائية، وهناك احتمال لمشاركة زيلينسكي بشكل ما. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، ترامب: أعتقد أن زيلينسكي يريد السلام ورغم أن موسكو لم تحقق اختراقاً حاسماً في غزوها الشامل، فإنها تسيطر على نحو 20 في المئة من أراضي أوكرانيا، فيما فشلت الهجمات الأوكرانية المضادة في دفع القوات الروسية إلى التراجع. وفشلت ثلاث جولات من المحادثات المباشرة بين أوكرانيا وروسيا في إسطنبول في تقريب وجهات النظر، بينما ترى كييف وحلفاؤها أن الشروط العسكرية والسياسية التي تضعها موسكو للسلام تمثل عملياً استسلاماً أوكرانياً. وتشمل المطالب الروسية أن تصبح أوكرانيا دولة محايدة، وتقلص قوتها العسكرية بشكل كبير، وتتخلى عن مساعي الانضمام إلى حلف الناتو، إضافة إلى رفع العقوبات الغربية المفروضة على روسيا. كما تطالب موسكو بانسحاب الجيش الأوكراني من المناطق الأربع التي تحتل أجزاءً منها في جنوب شرق البلاد، وتسريح جنوده. مع ذلك، أكد ترامب الجمعة أن الولايات المتحدة لديها "فرصة" للتوصل إلى اتفاق سلام ثلاثي بين الدول الثلاث، مضيفاً: "القادة الأوروبيون يريدون السلام، والرئيس بوتين – أعتقد – يريد السلام، وزيلينسكي يريد السلام". وتابع: "على الرئيس زيلينسكي أن يحصل على كل ما يحتاجه، لأنه سيتعين عليه أن يكون مستعداً لتوقيع شيء ما، وأعتقد أنه يعمل جاهداً لتحقيق ذلك". وكان ترامب قد اقر الشهر الماضي لبي بي سي بأن بوتين خيّب آماله بعد كل زيارة من زيارات ويتكوف الأربع السابقة، إذ بدأت المحادثات بشكل إيجابي قبل أن تتبدد الآمال. وشدد ترامب في الأسابيع الأخيرة موقفه تجاه الكرملين، مانحاً روسيا مهلة حتى الجمعة للموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا أو مواجهة عقوبات أشد، لكن مع اقتراب الموعد، طغت أنباء الاجتماع المرتقب بينه وبين بوتين على التهديد الاقتصادي. ولم يعلن البيت الأبيض الجمعة عن أي عقوبات جديدة على روسيا. يُذكر أن ترامب وبوتين تحدثا هاتفياً في فبراير/شباط في أول اتصال مباشر بينهما منذ الغزو الروسي الشامل.


نافذة على العالم
منذ 21 دقائق
- نافذة على العالم
الأخبار العالمية : الرئيس الأمريكي يؤكد تغيير اسم ممر زنغزور في أرمينيا إلى "طريق ترامب"
السبت 9 أغسطس 2025 05:50 صباحاً نافذة على العالم - وأوضح الرئيس الأمريكي الجمعة تسمية الممر ضمن الاتفاقيات الموقعة بين أذربيجان وأرمينيا ويوفر وصولا إلى نخجوان مع الاحترام الكامل لسيادة أرمينيا، سيكون "طريق ترامب". وأضاف الرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحفي عقب الاجتماع مع زعيمي أذربيجان وأرمينيا إلهام علييف ونيكول باشينيان: "لم أطلب تسمية الطريق باسمي، لكنه يشرفني حقا". وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" نقلا عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أن "الأرمن هم من اقترحوا هذا الاسم". وأكدت الوكالة أيضا أن إنشاء طريق نقل عبر أرمينيا كان هدفا رئيسياً للحكومة الأذربيجانية في محادثات السلام. وكشف ترامب أيضا أن أرمينيا أبرمت شراكة حصرية مع الولايات المتحدة لتطوير هذه المبادرة. ويمكن تمديد الاتفاقية لمدة تصل إلى 99 عاما، وقد أعربت الشركات الأمريكية بالفعل عن اهتمامها بالمشاركة في مشاريع البنية التحتية. وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن شركات الولايات المتحدة تخطط لتنمية البنية التحتية على نطاق واسع في أرمينيا وأذربيجان وهي مستعدة لاستثمار أموال كبيرة. كما لفت رئيس البيت الأبيض إلى أن باكو ويريفان اتفقتا على إقامة علاقات دبلوماسية بينهما. وأعلن ترامب أن أرمينيا وأذربيجان توصلتا إلى اتفاقية سلام بعد 35 عاما من الصراع، قائلا: "لقد ظلوا في حالة عداء لمدة 35 عاما. كلا البلدين تكبدا خسائر فادحة. حاولت روسيا والاتحاد الأوروبي وجو بايدن جميعاً وقف الحرب لكن دون نجاح. وإدارتنا فقط هي التي تمكنت من تحقيق السلام. لقد غادرنا للتو المكتب البيضاوي حيث وقّعنا العديد من الوثائق المهمة. هذه الدول ستتوقف عن القتال". وأشاد ترامب بشكل خاص بدور مستشاره ستيف ويتكوف، واصفا إياه بـ"هنري كيسنجر دون تسريبات". كما وصف ترامب إلهام علييف ونيكول باشينيان بأنهما "رجلا دولة عظيمان".


نافذة على العالم
منذ 21 دقائق
- نافذة على العالم
الأخبار العالمية : أوشاكوف يكشف عن موضوعات يناقشها بوتين وترامب في ألاسكا
السبت 9 أغسطس 2025 05:50 صباحاً نافذة على العالم - صرح مساعد الرئيس الروسي يورى أوشاكوف بأن الرئيسين الروسي والأمريكي فلاديمير بوتين ودونالد ترامب سيركزان خلال قمة ألاسكا على مناقشة تسوية طويلة الأمد للأزمة الأوكرانية. وأشار أوشاكوف إلى أن "ألاسكا والقطب الشمالي يشكلان نقطة تقاطع المصالح الاقتصادية لبلدينا، مع وجود آفاق لتنفيذ مشاريع كبيرة ومربحة للجانبين". وأضاف: "لكن من المؤكد أن الرئيسين سيركزان بشكل أساسي على مناقشة سبل تحقيق تسوية سلمية دائمة للأزمة الأوكرانية". وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر السبت، أن الاجتماع الذي طال انتظاره مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعقد يوم الجمعة 15 أغسطس 2025 في ولاية ألاسكا الأمريكية. وذكر ترامب للصحفيين في البيت الأبيض خلال قمة ثلاثية مع رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان ورئيس أذربيجان إلهام علييف، أنه سيكشف المزيد من التفاصيل حول جهود إدارته للتوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا "لاحقا". وكشف ترامب أن اتفاقا لإنهاء النزاع بين روسيا وأوكرانيا سيتضمن تبادل أراض من دون إعطاء أي تفاصيل. وأردف بالقول: "سيكون هناك بعض من تبادل الأراضي لصالح الطرفين"، مبينا أن قضية تبادل الأراضي بين أوكرانيا وروسيا "معقدة" لكنها مفيدة للطرفين.