logo
تقلب المزاج بالأطعمة يسائل تأثيرات النظام الغذائي على الصحة النفسية

تقلب المزاج بالأطعمة يسائل تأثيرات النظام الغذائي على الصحة النفسية

المغرب اليوم٢٤-٠٣-٢٠٢٥

يقال إن بعض الأطعمة تمنح آكلها شعورًا بالسعادة والراحة النفسية، مما يعزز الهدوء والصفاء الذهني والانتعاش والطمأنينة، بينما تساهم أطعمة أخرى في تقلب مزاج الإنسان، فتُشعره بنوع من القلق والتوتر والانزعاج والكسل، وربما تؤدي إلى زيادة الضغط النفسي والانفعال والعصبية.
من هذا المنطلق تُثار نقاشات وتُطرح تساؤلات حول العلاقة المحتملة بين النظام الغذائي والصحة النفسية بشكل عام، ومدى تأثير نوعية الأغذية على وظائف الجهاز العصبي بشكل خاص.
علم النفس الغذائي
هشام العفو، متخصص نفساني ورئيس رابطة متخصصي الصحة النفسية والعقلية بالمغرب، قال إن 'التوجه العلمي الحديث يشير إلى أن التغذية تعتبر محددا أساسيًا في الحفاظ على صحة الدماغ وتحقيق توازن الحالة المزاجية، حيث تتداخل عوامل غذائية متعددة مع الأُطر البيولوجية والنفسية للأفراد، لذلك من الضرورة استثمار نتائج الدراسات لتحليل الصحة العقلية في علاقتها بالتغذية'.
وأضاف العفو أن 'دراسة نُشرت في مجلة Nature Mental Health، شملت 181,990 مشاركًا، أظهرت أن اتباع نظام غذائي متوازن يرتبط بزيادة كمية المادة الرمادية في الدماغ، وهذه الزيادة تعتبر مؤشرًا مهمًا على الصحة الدماغية، التي تسهم بدورها في تحسين الأداء المعرفي والوظائف التنفيذية'، مشيرا إلى أن 'تحسين بنية الدماغ يعني قدرة أكبر على المعالجة والاحتفاظ بالمعلومات، مما يساهم في تقليل مستويات التعب الذهني والاكتئاب'.
وتابع قائلا: 'دراسة ميدانية، أُجريت بواسطة 'إدارة مراقبة الأمراض والوقاية منها' الأمريكية، توصلت إلى وجود ارتباط مباشر بين استهلاك المشروبات السكرية وحدوث أعراض أكثر شدة للاكتئاب والقلق، خاصة بين المراهقين، مما يعني أن النظام الغذائي الضعيف من جهة، والغني من جهة أخرى بالأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية، يمكنه أن يؤدي إلى اضطرابات معرفية وعاطفية نتيجة زيادة التهابات الجسم التي تؤثر سلبًا على وظائف الدماغ'.
وأبرز المتخصص النفساني ذاته أن 'مجال علم النفس الغذائي لم يظهر إلا في السنوات المتأخرة، ويؤكد من خلال الدراسات التي يقوم بها أن تناول كميات كافية من الفواكه والخضروات يساهم في خفض معدلات الالتهابات الجهازية، وهي عملية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتقلبات المزاج واضطرابات الصحة النفسية'، مضيفا أن 'مقالة نُشرت في BMJ (Firth et al) تناولت إمكانية أن يكون تحسين جودة الغذاء جزءًا من الاستراتيجيات الوقائية لعلاج الاضطرابات النفسية، وبالتالي يؤثر ذلك على المزاج العام وعلى السلوك الإنساني'.
وأوضح أن 'النظام الغذائي يلعب دورًا في دعم إنتاج النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، وهي عناصر أساسية لتنظيم المزاج'، مضيفا أن 'النظام الغذائي المتوازن يزود الجسم بالأحماض الدهنية الأساسية والفيتامينات والمعادن الضرورية، التي تساهم في العمليات البيوكيميائية داخل الدماغ. وفي المقابل يؤدي الإفراط في استهلاك السكريات والأطعمة المصنعة إلى زيادة الالتهابات، مما يُعتبر أحد المسببات المرتبطة بظهور اضطرابات مزاجية مثل الاكتئاب والقلق'.
وختم العفو توضيحاته بالإشارة إلى أن 'تبني نظام غذائي صحي متوازن ليس مجرد وسيلة لتحسين الصحة الجسدية فحسب، بل هو استراتيجية وقائية أيضاً للحفاظ على صحة عقلية مستقرة وتعزيز الأداء المعرفي. كما أن هذه النتائج تُقدم منبعا علميا هامًا للممارسين الصحيين والمتخصصين في السياسات الصحية العامة لتضمين الإرشادات الغذائية في استراتيجيات الوقاية والعلاج النفسي، مما يعزز وعي الفرد والمجتمع بأهمية التغذية كعامل مؤثر على الصحة العقلية'.
تأثّر الدماغ والمزاج
ليلى بلهادي بنسامي، طبيبة أخصائية في التغذية، قالت إن 'اضطرابات المزاج قد تنجم عن عدة عوامل، من بينها النظام الغذائي الذي يلعب دورًا مهمًا في تحسين المزاج'، موضحة أن 'صحة الدماغ ترتبط بشكل وثيق بتغذية متوازنة تحتوي على الأحماض الأمينية والمعادن والفيتامينات، خاصة فيتامين 'ب'، الذي يُعد ضروريًا لوظائف الدماغ والحالة النفسية الجيدة'.
وأضافت المتحدثة ذاتها، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن 'صحة الجهاز الهضمي لها تأثير مباشر على المزاج، نظرًا لدور البكتيريا النافعة في تحقيق التوازن العام للصحة النفسية والدماغية'، مشيرة إلى أن 'الأمعاء تحتاج إلى تغذية غنية بالألياف والأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن للحفاظ على هذا التوازن الحيوي'.
وأكدت أن 'الأطعمة المصنعة والاستهلاك المفرط للسكريات يؤثران سلبًا على توازن الجسم والمزاج'، مبرزة أن 'الدماغ يعتمد بشكل أساسي على فيتامين 'ب'، حيث إن نقصه قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب'. ولذلك شددت على ضرورة 'استهلاك مصادر طبيعية لهذا الفيتامين، مثل الحبوب الكاملة، للحفاظ على صحة الجهاز العصبي والمزاج العام'.
وأفادت أن 'تناول الحلويات والسكريات يمنح شعورًا مؤقتًا بالسعادة، لكنه سرعان ما يؤدي إلى نتائج عكسية'، لافتة الانتباه إلى أن 'ارتفاع مستوى السكر في الدم يؤدي إلى تحفيز البنكرياس لإفراز كميات كبيرة من الأنسولين، مما يسبب انخفاضًا سريعًا في الطاقة، والشعور بالتعب، والتوتر، وعدم الاستقرار المزاجي بعد فترة وجيزة'.
وختمت بلهادي بنسامي توضيحاتها بالإشارة إلى أن 'الاعتماد على السكريات كمصدر سريع لتحسين المزاج هو حل مؤقت، لكنه يؤدي لاحقًا إلى اضطرابات في الطاقة والمزاج'، مشدّدة على ضرورة 'تبني نظام غذائي متوازن يعتمد على أغذية طبيعية غنية بالعناصر الغذائية الضرورية للحفاظ على صحة الدماغ والجهاز العصبي، وتحقيق استقرار نفسي أفضل على المدى الطويل'.
قد يهمك أيضــــــا

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

10 علامات تدل على أنك أكثر ذكاءً مما تعتقد – رقم 7 ستفاجئك!
10 علامات تدل على أنك أكثر ذكاءً مما تعتقد – رقم 7 ستفاجئك!

طنجة نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • طنجة نيوز

10 علامات تدل على أنك أكثر ذكاءً مما تعتقد – رقم 7 ستفاجئك!

كثيرون يعتقدون أن الذكاء مرتبط فقط بالتفوق الدراسي أو القدرة على حل المعادلات الرياضية المعقدة، لكن العلم يقول عكس ذلك! في الواقع، هناك علامات 'خفية' قد لا تنتبه لها، لكنها تكشف أنك شخص ذكي بالفطرة، وربما أكثر مما تعتقد. إليك أبرز 10 علامات أثبتتها دراسات علم النفس والسلوك: 1. تتحدث مع نفسك ربما تبدو غريبًا وأنت تتمتم بكلمات لوحدك، لكن العلم يقول إن الحديث مع الذات دليل على التفكير المنظم والقدرة على حل المشاكل. 2. تحب العزلة أحيانًا لا تحب التجمعات الكبيرة؟ تفضل الجلوس وحيدًا دون الشعور بالملل؟ هذه من خصائص الأشخاص ذوي الذكاء المرتفع الذين يجدون المتعة في التأمل والتحليل. 3. تتأخر في النوم إذا كنت من الأشخاص الذين تهاجمهم الأفكار ليلاً، وتجد صعوبة في النوم مبكرًا، فقد تكون ممن يمتلكون نشاطًا دماغيًا مرتفعًا في المساء. 4. سريع الملاحظة تلتقط التفاصيل الصغيرة؟ تلاحظ تعابير الوجه أو التغيرات في نبرة الصوت؟ هذه مهارات عقلية تتعلق بالذكاء الاجتماعي والعاطفي. 5. تميل إلى الشك والسؤال لا تقبل الأمور كما هي؟ تسأل دائمًا 'لماذا؟' و'كيف؟'؟ هذا فضول صحي يدل على رغبة في الفهم والتعمق. 6. تتقبل النقد بسهولة لا تنزعج من الملاحظات؟ بل تستفيد منها؟ هذه علامة على الذكاء العاطفي والنضج الفكري. 7. لديك حس دعابة 'ذكي' الدراسات أثبتت أن من يمتلكون حسًا ساخرًا ويفهمون النكتة بسرعة، غالبًا ما يتمتعون بمعدل ذكاء أعلى من المتوسط. 8. تتعلم من الفشل لا تعتبر الأخطاء نهاية العالم؟ بل نقطة انطلاق جديدة؟ التفكير بهذه الطريقة دليل على عقل مرن ومنفتح. 9. تحب القراءة ليس فقط الكتب، بل حتى المقالات أو التعليقات الطويلة؟ القراءة تُنشط الدماغ وتوسع المدارك. 10. لديك حدس قوي أحيانًا 'تشعر' أن شيئًا ما غير صحيح دون دليل مباشر؟ هذا الحدس مبني على ملاحظة لا واعية وتحليل داخلي معقد. 📌 خلاصة: الذكاء لا يعني أن تكون عبقريًا خارقًا، بل أن تمتلك أدوات تساعدك على فهم نفسك والعالم بشكل أعمق. وإذا وجدت نفسك في أكثر من علامة من هذه القائمة… فهنيئًا لك! قد تكون أذكى مما تعتقد، فقط لم تكتشف الأمر بعد. هل وجدت نفسك في هذه العلامات؟ شاركنا رأيك في التعليقات! ولا تنسَ مشاركة المقال مع أصدقائك… ربما تكتشف أن أحدهم 'عبقري متنكر' 😊

الوسواس القهري.. عندما تقهرنا أفكارنا
الوسواس القهري.. عندما تقهرنا أفكارنا

الجريدة 24

timeمنذ 5 أيام

  • الجريدة 24

الوسواس القهري.. عندما تقهرنا أفكارنا

عندما تقهرنا أفكارنا: ما الذي لا نفهمه عن الوسواس القهري؟ الوسواس القهري هو اضطراب نفسي يتميز بتكرار أفكار أو صور أو رغبات غير مرغوب فيها (وساوس) تؤدي إلى شعور بالقلق أو الضيق، وغالبًا ما يتبعها سلوكيات أو أفعال تكرارية (إكراهات) في محاولة لتخفيف هذا القلق. أعراض الوسواس القهري: الأفكار الوسواسية: أفكار أو صور أو رغبات غير مرغوب فيها تتكرر باستمرار. السلوكيات الإكراهية: سلوكيات أو أفعال تكرارية مثل غسل اليدين أو التحقق من الأشياء. القلق والضيق: شعور بالقلق أو الضيق عند عدم القدرة على تنفيذ السلوكيات الإكراهية. أسباب الوسواس القهري: العوامل الوراثية: قد يكون هناك عامل وراثي يزيد من خطر الإصابة بالوسواس القهري. التغيرات الكيميائية في الدماغ: تغيرات في مستويات النواقل العصبية مثل السيروتونين. التجارب الحياتية: تجارب حياتية مؤلمة أو مجهدة. علاج الوسواس القهري: العلاج النفسي: علاج السلوك الإدراكي (CBT) يمكن أن يساعد في تغيير الأفكار والسلوكيات الوسواسية. الأدوية: مضادات الاكتئاب مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) يمكن أن تساعد في تقليل الأعراض. التدريب على مقاومة الأفكار الوسواسية: تعلم كيفية مقاومة الأفكار الوسواسية وتقليل السلوكيات الإكراهية. كيفية التعامل مع الوسواس القهري: البحث عن الدعم: البحث عن الدعم من الأصدقاء والعائلة. التعلم عن الوسواس القهري: التعلم عن الاضطراب وفهمه يمكن أن يساعد في التعامل معه. الالتزام بالعلاج: الالتزام بالعلاج النفسي والأدوية يمكن أن يساعد في تقليل الأعراض.

صدمة البلوغ عند الأطفال
صدمة البلوغ عند الأطفال

جريدة الصباح

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • جريدة الصباح

صدمة البلوغ عند الأطفال

ينظر إلى البلوغ عادة باعتباره مرحلة طبيعية في مسار النمو الجسدي والنفسي للطفل، لكنه في الواقع قد يمثل مرحلة حرجة نفسيا، تتحول فيها الطمأنينة إلى قلق داخلي صامت، خاصة عندما لا تتم مرافقة الطفل خلالها بالدعم النفسي والمعرفي اللازم، وهو ما يعرف في علم النفس التحليلي بـ»صدمة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store