logo
كيف يمكن أن تتأثر مصر بحرب إسرائيل وإيران؟

كيف يمكن أن تتأثر مصر بحرب إسرائيل وإيران؟

الجزيرةمنذ 5 ساعات

لطالما كانت مصر- كغيرها من الدول التي تعتمد على مصادر دخل خارجية محدودة، وتفتقر إلى قاعدة إنتاج صناعي قوية- شديدة التأثر بالتحولات العالمية. فالاعتماد على السياحة، وقناة السويس، وتحويلات العاملين بالخارج، إلى جانب أزمة الزيادة السكانية، فضلًا عن اعتمادها على الخارج في الغذاء والسلع والخدمات، يجعلها أكثر هشاشة أمام أي اضطراب دولي، كما ظهر جليًّا في جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، والعدوان الصهيوني على غزة.
ولا تقتصر عوامل التأثر على الاقتصاد والتجارة، بل تمتد إلى مكانة الدولة الإقليمية. فكلما كانت الدولة ذات موقع جيوستراتيجي أو دور محوري في محيطها، زادت قابليتها للتأثر بما يدور حولها، سلبًا أو إيجابًا. ومصر تندرج بوضوح ضمن هذا التصنيف.
في ضوء ما سبق فإن آثار الحرب الدائرة حاليًّا بين إسرائيل وإيران، على مصر، تنقسم إلى نوعين: آثار عاجلة وآنية، وأخرى تتصل بالمدى المتوسط، وقد تمتد لفترات طويلة. ولا شك أن العوامل الاقتصادية تأتي في مقدمة ما يشغل مصر اليوم، بل هي مصدر القلق الأكبر، بالنظر إلى تداعيات الحرب على أوضاعها المالية. فمصر ما إن بدأت تتأقلم، بعد جائحة كوفيد-19، مع تبعات الأزمة الروسية الأوكرانية، وألفت تأثيرات العدوان الصهيوني المتكرر على غزة، حتى وجدت نفسها أمام همّ جديد، بأبعاد أكثر اتساعًا.
ولعل أخطر ما قد تواجهه من هذه الحرب، هو انعكاسها على دور مصر الإقليمي، لا سيما ما يتصل بخطر إعادة تشكيل خارطة جديدة للشرق الأوسط، كما يحلم بها نتنياهو منذ أمد بعيد. وهذا السيناريو مرهون بتطور عدد المشاركين في الحرب مستقبلًا، وبما ستؤول إليه الأوضاع الميدانية في ساحات المعركة.
تتعدد الآثار الاقتصادية المحتملة التي قد تظهر بوادرها في الأيام القليلة القادمة، وقد تمتد لتشمل الشأن الاجتماعي المصري. وعلى العموم، فإن درجة التأثير تتوقف على طبيعة التطورات الميدانية للحرب.
ارتفاع معدلات التضخم، من خلال زيادة أسعار السلع والخدمات، نتيجة منطقية للقيود التي تفرضها الحرب على التجارة الخارجية، خاصة مع الدول المجاورة.
تأثير الحرب على السياحة، بوصفها أحد مصادر الريع الأجنبي. فالسائح، بطبعه، يفرّ من مناطق التوتر إلى أماكن الاستقرار والراحة. وقد شهد قطاع السياحة في مصر انتعاشًا ملحوظًا مؤخرًا، إذ بلغت عائداته 15.3 مليار دولار عام 2024، بزيادة 9% عن 2023. بيدَ أن الحرب الحالية قد تُعيد حالة القلق وتؤثر سلبًا على تدفق السياح.
انخفاض عائدات قناة السويس، وهو مصدر مهم من مصادر النقد الأجنبي. وقد بدأ هذا التأثير منذ حرب غزة، بسبب استهداف جماعة "أنصار الله" الحوثية للسفن الإسرائيلية أو المتجهة نحو موانئها، مما أدى إلى تراجع حركة الملاحة بالقناة إلى النصف تقريبًا.ومع الهدنة الأخيرة بين واشنطن والحوثيين، وتهدئة المواجهة في باب المندب بحصرها في المجال الجوي، بدأت القناة تستعيد جزءًا من نشاطها. وتشير بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى أن عائد القناة في فبراير/ شباط الماضي بلغ 13.1 مليار جنيه، وارتفع في مارس/ آذار وأبريل/ نيسان إلى 16.8 مليار جنيه شهريًا. غير أن استمرار الحرب الحالية يهدد مجددًا هذا المسار التصاعدي.
احتمال تأثر تحويلات المصريين في الخارج، التي بلغت وفق بيانات البنك المركزي 32.6 مليار دولار عام 2024. ورغم أن عوائد المصريين قد ترتفع نظريًا نتيجة زيادة أسعار الطاقة، وتحسن دخل دول الخليج، فإن مخاوف عدم الاستقرار قد تدفع البعض للتعامل عبر السوق الموازية بدلًا من القنوات الرسمية، كما حدث في أوقات سابقة.
انخفاض متوقع في قيمة الجنيه، نتيجة ضغوط على الإيرادات الدولارية، رغم تحسن الاحتياطي النقدي الذي بلغ نحو 48 مليار دولار مؤخرًا. وقد يُستخدم هذا الاحتياطي لسد العجز ودعم الجنيه مؤقتًا.
اتساع عجز الموازنة العامة، بسبب ارتفاع أسعار الطاقة. فالموازنة العامة 2025/2026 وضعت تقديراتها بناءً على أسعار تتراوح بين 75 و82 دولارًا لبرميل النفط، فيما تتجه الأسعار للارتفاع. وقد يؤدي ذلك إلى زيادة تكلفة الواردات، خاصة الوقود، حيث استوردت مصر في 2022 ما قيمته 12.3 مليار دولار، وارتفع الرقم إلى 15.5 مليار دولار في 2024، ما سيضغط على مخصصات الدعم والخدمات.
شح في واردات الغاز، نتيجة توقف الإمدادات الإسرائيلية، واحتمالات تعثر الشحنات القطرية الممنوحة بأسعار مميزة، بفعل اضطراب الملاحة بين البلدين. وقد تلجأ مصر إلى الجزائر لسد العجز. يُذكر أن وزارة البترول أعلنت مع بداية الحرب وقف إمداد مصانع الأسمدة بالغاز، ودرست خفض الحصة المخصصة لمصانع الحديد التي تعمل بنظام الاختزال المباشر، وهي من أكبر مستهلكي الغاز.
انعكاسات اجتماعية متوقعة، حال استمرار الأزمات، لا سيما على نسب الفقر. فقد ارتفعت النسبة خلال العقد الأخير، بحسب البنك الدولي ولجنة الإسكوا، من 29.7% عام 2019 إلى 34.3% عام 2023، وتُقدّر اليوم بنحو 36% وفق مصادر غير رسمية. واستمرار الأزمة قد يؤدي إلى ارتفاعات إضافية، مع آثار مباشرة على الأمن الاجتماعي.
ثانيًا: الآثار السياسية.. قتامة في الأفق
لعل أبرز التداعيات السياسية للحرب على مصر تتمثل في انعكاساتها على دورها الإقليمي، ومدى تأثره بنتائج الحرب، لا سيما في ظل طموح الكيان الصهيوني إلى فرض هيمنته على المنطقة، إذا ما نجح في إخضاع إيران وإجبارها على الرضوخ الكامل لشروط المشروع الصهيو-أميركي.
في هذا الإطار، تكمن خطورة فرض نتنياهو رؤيته الأمنية، مدعومًا بالكامل من الولايات المتحدة، وما يمكن أن يترتب عليها من تسويات سياسية تشمل تطبيعًا كاملاً مع القوى العربية التي ما تزال خارج "الاتفاقات الإبراهامية".
غزة ستكون أول المتضررين من هذه الرؤية، إذ إن الحرب النفسية الناجمة عنها ستلقي بظلالها الثقيلة على معنويات فصائل المقاومة. ورغم أن الفلسطينيين استطاعوا استغلال انشغال إسرائيل بالحرب مع إيران لتحقيق بعض المكاسب الميدانية، فإن المخزون النفسي العالي لديهم قد يتآكل في حال جاءت نتائج الحرب بما يُضعف الحلفاء، ويُقوي أعداءهم.
في خضم هذه المعادلة، تبدو مصر في موقع حساس، إذ إنها لا تزال تُصرّ على منع أي محاولة لتهجير الفلسطينيين إلى أراضي سيناء، وهو موقف حاسم في إستراتيجيتها الأمنية. غير أن نجاح المشروع الصهيو-أميركي في كسر شوكة إيران، وسقوط آخر قلاع المقاومة، قد يفرض ضغوطًا سياسية كبيرة على القاهرة، ويفتح المجال أمام سيناريوهات أكثر تعقيدًا، تُبقي فقط بعض جيوب المقاومة المتفرقة، كالحوثيين في اليمن.
تحركات مصرية مطلوبة
في ضوء هذه المستجدات، تجد القاهرة نفسها في سباق مع الزمن، ويصبح من الضروري الدخول في مشاورات عاجلة مع القوى العربية الأكثر تأثيرًا، مثل السعودية، الإمارات، قطر، الأردن، وربما الجزائر، للتوصل إلى ترتيبات أمنية إقليمية قادرة على صدّ أي مشروع صهيوني يحاول استغلال نتائج الحرب لفرض واقع جديد.
لكن هذا التحرك المصري سيكون مرهونًا بتجاوب تلك الأطراف، ليس فقط من أجل إدارة آثار الانهيار الإيراني المحتمل، بل أيضًا لمنع إسرائيل من ملء الفراغ الناجم عن الحرب، وفرض هيمنة سياسية وأمنية على المنطقة بأسرها.
ومن الأمور الجوهرية كذلك، الحاجة إلى خلق حاضنة شعبية داخلية تدعم صانع القرار. فقد أظهرت تطورات الحرب مدى قابلية الداخل الإيراني للاختراق من قبل أجهزة الاحتلال، وهو ما سهل على تل أبيب إحراز تقدم.
ورغم أن المجتمع الإيراني متعدد ومعقد على نحو يختلف عن المجتمع المصري المتماسك، فإن الحصانة المجتمعية تظل عاملًا حاسمًا في دعم الدولة.
ومن هنا، فإن توسيع المجال العام، ومنح المواطنين مزيدًا من حرية الرأي والتعبير، لا يُعد ترفًا سياسيًا، بل ضرورة أمنية تمكّن القيادة من اتخاذ قرارات جريئة لمواجهة تداعيات الحرب، لا سيما إذا أُجبرت على التعامل مع ترتيبات إقليمية صعبة، قد تفرض اتخاذ خطوات منفردة تحت ضغط الواقع.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مسؤول استخباراتي إسرائيلي: لا انهيار وشيكا للنظام الإيراني
مسؤول استخباراتي إسرائيلي: لا انهيار وشيكا للنظام الإيراني

الجزيرة

timeمنذ 27 دقائق

  • الجزيرة

مسؤول استخباراتي إسرائيلي: لا انهيار وشيكا للنظام الإيراني

قال مسؤول كبير سابق في الاستخبارات الإسرائيلية إن إيران لا تزال تملك قدرات صاروخية متقدمة، ورفض التقليل من قدرة طهران على الردع، مؤكدا أن الحديث عن انهيار وشيك للنظام الإيراني بعيد كل البعد عن الحقيقة. وأضاف المسؤول، في تصريحات نقلتها شبكة إن بي سي الأميركية، أن طهران أطلقت خلال الساعات الـ24 الماضية صواريخ أسرع وأدق، ما خفّض قدرة " القبة الحديدية" على التصدي لها، ومنحت إسرائيل وقتا أقل للاستعداد لاعتراضها. وتابع أن منظومة الدفاع الإسرائيلية اعترضت 65% فقط من الصواريخ الإيرانية الأخيرة، مقارنة بـ90% في اليوم السابق، مرجعا هذا التراجع إلى سرعة الصواريخ الجديدة التي قلّصت زمن التحذير المبكر من 11 إلى 6 دقائق فقط. وأوضح المسؤول -الذي لا يزال يطّلع على إحاطات استخباراتية يومية رغم خروجه من الخدمة الرسمية- أن بعض الصواريخ الإيرانية باتت مزوّدة بأنظمة ملاحة موجهة في المرحلة الأخيرة من الطيران، ما يزيد دقتها وقدرتها على إصابة أهداف محددة. ورغم الضربات المفاجئة التي شنتها إسرائيل ضد مواقع قيادية إيرانية الجمعة الماضي، اعتبر المصدر، وهو مراقب مخضرم للأنشطة الإيرانية في المنطقة، أن إيران ما زالت قادرة على الاستمرار في ردودها العسكرية، ولديها مخزون صاروخي، يكفيها للرد على الهجمات الإسرائيلية لفترات طويلة، واصفا نهجها بـ"الصبر الإستراتيجي". ولليوم السابع على التوالي، تشن إسرائيل قصفا جويا على إيران، معلنة أنها تستهدف المنشآت النووية والقواعد العسكرية. وفي المقابل، تشن إيران قصفا بالصواريخ الباليستية على المدن الإسرائيلية، وتعلن تدمير مواقع وقواعد عسكرية في تل أبيب وحيفا ومدن أخرى.

موسكو تحذر واشنطن من أي "تدخل عسكري" لمصلحة إسرائيل ضد إيران
موسكو تحذر واشنطن من أي "تدخل عسكري" لمصلحة إسرائيل ضد إيران

الجزيرة

timeمنذ 27 دقائق

  • الجزيرة

موسكو تحذر واشنطن من أي "تدخل عسكري" لمصلحة إسرائيل ضد إيران

حذّرت روسيا -اليوم الخميس- الولايات المتحدة من التدخل عسكريا لمصلحة إسرائيل ضد إيران، وذلك بعد مرور 7 أيام على اندلاع حرب واسعة بين الطرفين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحفيين: "نود أن نحذّر واشنطن خصوصا من التدخل عسكريا في الوضع، إذ سيكون خطوة خطرة للغاية ذات عواقب سلبية لا يمكن توقعها". ولم يستبعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب دخول بلاده (حليفة إسرائيل) في حرب لتقويض البرنامج النووي لإيران، كما رفض عرض روسيا للتوسط من أجل السلام، قائلا إنه أخبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن عليه حل النزاع في أوكرانيا أولا. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف -اليوم الخميس- إن رفض عرض بوتين ليس من شأن ترامب. وأضاف أن "هذه الخدمات يمكن أن تقبلها الدول التي تشارك حاليا بشكل مباشر في النزاع". وفي وقت سابق الخميس، كشف الكرملين عن محادثة هاتفية استمرت نحو ساعة بين بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ ، دانا فيها الضربات الإسرائيلية في إيران. وقال يوري أوشاكوف المستشار الدبلوماسي للرئيس الروسي: "ترى كل من موسكو وبكين أنه لا يمكن حل الوضع الحالي بالقوة، وأن هذا الحل يمكن ويجب أن يتحقق حصرا من خلال السبل السياسية والدبلوماسية". من ناحيته، أكد شي -خلال المكالمة- أن "تشجيع وقف إطلاق النار ووقف الأعمال القتالية هو الأولوية القصوى. القوة المسلحة ليست الطريقة الصحيحة لحل النزاعات الدولية"، حسب ما نقلته عنه وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا). في حين شدد أوشاكوف على أن "كلا الجانبين يتبنيان مقاربات متطابقة". وسارع بوتين إلى عرض الوساطة بين إيران وإسرائيل، وقال مستشاره الدبلوماسي إن "رئيسنا أكد استعداد روسيا للقيام بجهود وساطة إذا تطلب الأمر. وأعرب الزعيم الصيني عن تأييده لمثل هذه الوساطة، معتبرا أنها قد تُسهم في تهدئة الوضع الراهن".

الجيش الإسرائيلي الذي يستبيح المستشفيات ويختبئ خلفها
الجيش الإسرائيلي الذي يستبيح المستشفيات ويختبئ خلفها

الجزيرة

timeمنذ 27 دقائق

  • الجزيرة

الجيش الإسرائيلي الذي يستبيح المستشفيات ويختبئ خلفها

لطالما بررت إسرائيل قصفها مستشفيات قطاع غزة بأنها تضم قواعد ومكاتب سرية لحركة حماس، من دون أن تتمكن من إثبات تلك المزاعم. ولكن المفارقة التي كشفتها إيران اليوم هو أن الجيش الإسرائيلي يختبئ خلف المستشفيات ليخفي قواعد ومراكز ومواد حساسة. ظهرت هذه القصة للعلن عندما أعلنت إسرائيل أن قصفا إيرانيا عطل مستشفى سوروكا في بئر السبع، متهمة طهران باستهداف المرضى. لكن إيران بادرت إلى توضيح أن القصف استهدف مقرا عسكريا خلف المستشفى يخفي فيه الجيش الإسرائيلي جنودا ومقدرات عسكرية حساسة. وقد أكدت طهران أن القصف الصاروخي استهدف وأصاب مقر قيادة واستخبارات الجيش الإسرائيلي بجوار المستشفى الذي تعرض لأضرار جانبية جراء موجة الانفجار. واليوم الخميس، تبادل الجانبان قصفا جديدا وأصيب 147 إسرائيليا، بينهم 6 جروحهم خطيرة، جراء أقوى هجوم صاروخي إيراني منذ يومين، وفق وسائل إعلام عبرية، بينها صحيفة يديعوت أحرونوت. رقابة مشددة وتفرض الرقابة الإسرائيلية حظرا مشددا على تحديد المواقع التي تستهدفها صواريخ إيران، وجرى استحداث دوريات شرطة لمنع البث من جانب الإعلام والأشخاص في هذه المواقع. وادّعى الجيش الإسرائيلي -عبر منصة إكس- أنه "تم تحديد إصابات عدة نتيجة القصف الصاروخي، إحداها أصابت أكبر مستشفى جنوب إسرائيل"، من دون أن يحدد مواقع سقوط باقي الصواريخ. وحسب هيئة البث العبرية (رسمية)، فإن الحديث يدور عن مستشفى سوروكا في مدينة بئر السبع جنوبي إسرائيل. ونقلت عن طبيب في المستشفى -لم تسمه- قوله إن المبنى المتضرر هو المبنى الجراحي القديم الذي تم إخلاؤه الأربعاء. في المقابل، قال الحرس الثوري -في بيان- إنه "في هذه العملية استُهدف مركز القيادة والاستخبارات التابع لجيش النظام (الإسرائيلي) بدقة عالية وبضربة دقيقة قرب مستشفى". وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" أن البنية التحتية العسكرية المستهدفة "أُصيبت بدقة"، بينما تعرض مستشفى سوروكا لأضرار جانبية بسبب موجة الانفجار. وبتركيزها على الأضرار الجانبية بالمستشفى وادعاءات مهاجمة أهداف مدنية، يبدو أن إسرائيل تحاول استمالة حليفتها الولايات المتحدة للانخراط إلى جانبها في الحرب على إيران، وفق مراقبين. ومنذ بدء عدوانه على إيران فجر 13 يونيو/حزيران الجاري، استهدف الجيش الإسرائيلي استهدافا مباشرا أكثر من مستشفى، بينها مستشفى أطفال بالعاصمة طهران. وأمس الأربعاء، قصف الجيش الإسرائيلي محيط مبنى الهلال الأحمر الإيراني شمال طهران، وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون الإيراني تصاعد الدخان من الموقع المستهدف. كما ذكر التلفزيون الإيراني، الاثنين الماضي، أن الجيش الإسرائيلي قصف "مستشفى الفارابي" بمدينة كرمنشاه غربي البلاد. واستهدفت غارات إسرائيلية مستشفى "حكيم" للأطفال في طهران، وفق وزارة الصحة الإيرانية السبت الماضي. وبدعم أميركي ضمني، بدأت إسرائيل فجر الجمعة هجوما واسعا على إيران بمقاتلات جوية، فقصفت مباني سكنية ومنشآت نووية وقواعد صواريخ واغتالت قادة عسكريين وعلماء نوويين. ومساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد بسلسلة هجمات بصاروخية باليستية وطائرات مسيّرة، بلغت عدد موجاتها 14، وخلفت إلى جانب القتلى والجرحى أضرارا مادية كبيرة، وفق مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي. وفي غزة، دمرت إسرائيل معظم المستشفيات والمراكز الصحية، وقتلت وأصابت واعتقلت كثيرا من أفراد الطواقم الطبية والإسعاف، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة والأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية. وعبر إغلاقها المعابر، تمنع تل أبيب إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية المنقذة للحياة إلى غزة، وترفض إخراج جرحى ومصابين للعلاج بالخارج، في ظل انهيار المنظومة الصحية بالقطاع المحاصر. ومنذ 18 عاما، تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني -من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع- بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم. وتشن إسرائيل، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store