logo
مهرجان كان السينمائي الـ78.. دورة تراهن على الشباب ويقل فيها الحضور العربي

مهرجان كان السينمائي الـ78.. دورة تراهن على الشباب ويقل فيها الحضور العربي

الجزيرة١٤-٠٤-٢٠٢٥

خلال مؤتمر صحفي انعقد في العاصمة الفرنسية باريس، ظهر الخميس 10 أبريل/ نيسان 2025، وبحضور رئيسة المهرجان 'إيريس كنوبلوخ'، أعلن 'تيري فريمو' المدير العام لـ'مهرجان كان السينمائي الدولي' القائمة الرسمية للأفلام المشاركة في فعاليات الدورة الـ78، التي ستنعقد بين 13-24 مايو/ أيار القادم 2025.
افتتحت 'كنوبلوخ' المؤتمر بكلمة موجزة عن التسامح والانفتاح والتنوع والفخر بالمهرجان، وما قدمه من أسماء مخرجين ومخرجات، والجوائز التي حصدتها أفلامه حديثا، ثم تطرقت إلى سحر السينما، ومدى أهمية هذه الصناعة وفاعليتها وضرورتها، لا سيما في ظل قدوم الذكاء الصناعي، وغيره من التحديات، مثل الحرائق التي كادت تقضي على أستوديوهات هوليود في لوس أنجلوس.
لكن حديثها عن الجرأة وأهمية المهرجان، وعن دور الإنسان والفن وغير ذلك، لم يحمل بادرة تضامن إنسانية مع أهل غزة، وضحايا الحروب والأزمات الإنسانية عامة حول العالم، أسوة مثلا بذكرها لجهود الأميركيين في إنقاذ أستوديوهات هوليود من الحرائق الطبيعية.
برمجة شبابية لمسابقة المهرجان
اللافت للانتباه في اختيارات 'المسابقة الرئيسية'، التي تضمنت هذا العام 19 فيلما، هو انضمام الوجوه الجديدة الشابة إلى الأسماء المكرسة، فمسابقة هذا العام تضم 7 مخرجين ومخرجات يشاركون أول مرة.
ويبدو أن المدير الفني يراهن على ما قد تنطوي عليه أفلامهم من مفاجآت تثري المسابقة، وتستحق المنافسة مع أعمال أندادهم من المخرجين المخضرمين، أو الفائزين السابقين بجوائز المهرجان.
وقد عاد إلى المنافسة عدد من الأسماء البارزة وحاصدي الجوائز، منهم: الإيراني جعفر بناهي، والأوكراني 'سيرجي لوزنيتسا'، والبرازيلي 'كليبير ميندونسا فيليو'، والإيطالي 'ماريو مارتوني'، والأخوان البلجيكيان 'جان لوك' و'بيير دردان'، والفرنسية 'جوليا دكورناو'، ومن أمريكا 'ويس أندرسون'، و'أري أستر'، و'ريتشارد لينكلاتر'.
هذا التوجه الشبابي الطابع، وجرأة الدفع بوجوه جديدة، وإفساح المجال لها، يؤكده وجود أسماء أخرى بارزة أو من المخضرمين والفائزين بجوائز المهرجان، كان متوقعا أن يشاركوا في 'المسابقة الرئيسية' وينافسوا على جوائزها، لكن أفلامهم ستعرض في أقسام أخرى غير تنافسية، منها 'كان برميير' و'خارج المسابقة' و'عروض خاصة'.
ومن هذه الأسماء التركي الألماني 'فاتح أكين'، والروسي 'كيريل سيريبيرنيكوف'، والتشيلي 'سيباستيان ليليو'، والأسترالي الأيرلندي 'أندرو دومينيك'، والفرنسية 'ريبيكا زلوتوفسكي'.
وبسبب غياب أستوديوهات هوليود الكبرى عن فعاليات المهرجان الرئيسية، وكثرة غياب نجوم الصف الأول عن شاطئ 'الكروازيت'، على عكس السنوات الماضية، أعلن المهرجان بفخر سعادته باقتناص عرض الفيلم السادس من سلسلة 'المهمة المستحيلة' (Mission Impossible)، ويحمل عنوان 'الحساب النهائي' (The Final Reckoning). وقد تأكد حضور النجم الأمريكي وبطل الفيلم 'توم كروز' عرض الفيلم الأول، مما سيضفي بريقا هوليوديا على السجادة الحمراء.
فيلم الافتتاح.. مغامرة غير مسبوقة في تاريخ المهرجان
أعلنت إدارة المهرجان فيلم افتتاح هذا العام، ألا وهو الفيلم الدرامي الرومانسي 'إجازة ليوم واحد' (Partir un jour) للمخرجة الفرنسية 'إميلي بونان' المولودة عام 1985، وهو رابع فيلم فرنسي يعرض في افتتاح المهرجان.
وقد كانت أفلام الافتتاح السابقة تحمل توقيع مخرجين معروفين، لكن هذا العام يغامر مدير المهرجان 'تيري فريمو' مغامرة غير مسبوقة في تاريخ المهرجان، بتقديم مخرجة فرنسية في أول تجربة روائية طويلة لها، مما يؤكد التوجه أو الميل البارز في الاختيارات الشبابية، والدفع بأسماء جديدة.
كانت إدارة المهرجان الفنية قد أعلنت سابقا اختيار الممثلة والنجمة الفرنسية 'جولييت بينوش' لرئاسة لجنة تحكيم 'المسابقة الرئيسية'، ولم تعلن حتى اللحظة أسماء بقية أعضاء لجنة التحكيم، ولا رؤساء لجان التحكيم والأعضاء في مسابقات قسم 'نظرة ما'، و'الكاميرا الذهبية'، و'الأفلام القصيرة' وغيرها.
من ناحية أخرى، أعلنت إدارة المهرجان قبل أيام منح 'سعفة كان' الفخرية للنجم 'روبرت دي نيرو'، أثناء مراسم حفل الافتتاح، وذلك تكريما لمسيرته السينمائية العريضة والحافلة، وبصفته 'أسطورة' من أساطير الفن السابع.
تقهقهر الخيول العربية في المهرجان
مقارنة بالأعوام السابقة، سواء من حيث المشاركة في أكثر من قسم أو المنافسة على الجوائز وحتى الفوز ببعضها، يمكن القول إن المشاركة العربية في شتى أقسام المهرجان مخيبة للآمال كثيرا هذا العام.
حتى على مستوى التكهنات التي راهنت قبل إعلان البرنامج اشتراك ثلاثة أفلام على الأقل في أقسام المهرجان، منها:
'قصص' للمخرج المصري أبو بكر شوقي.
'مجهولة الهوية' للمخرجة السعودية هيفاء المنصور.
'شارع مالقا' للمخرجة المغربية مريم توزاني.
وإذا أعلنت لاحقا مشاركة أفلام في التظاهرات الأخرى الفرعية، مثل 'نصف شهر المخرجين' أو 'أسبوع النقاد' أو 'الأفلام القصيرة' أو 'أسيد'، فلن تتعدى المشاركات العربية هذا العام 5 أفلام، وكانت قد بلغت 15 مشاركة قبل 3 أعوام، مما يثير أسئلة كثيرة عن أحوال السينما العربية.
المثير للغرابة أكثر، هو غياب المشاركات المعتادة بقوة من دول المغرب العربي، المغرب وتونس والجزائر، ولا سيما المغرب، فقد اعتدنا وجود مشاركات من الأجيال الشابة، وأصحاب التجارب الأولى، والمخرجين المخضرمين.
ولولا مشاركة الممثلة والمخرجة الفرنسية التونسية حفصية حرزي بفيلم 'الأخيرة' (The Last One) في 'المسابقة الرئيسية'، والمخرجة التونسية أريج السحيري بفيلم 'سماء بلا أرض' (Promis le ciel) في قسم 'نظرة ما'، لغابت دول المغرب العربي تماما، مما يضع علامات استفهام حول آليات التخطيط والإنتاج والتنفيذ السينمائي في هذه الدول، والمنطقة العربية برمتها.
مخرجان من أصول عربية في 'المسابقة الرئيسية'
ينافس المخرج المصري السويدي طارق صالح في 'المسابقة الرئيسية' بفيلمه الجديد 'نسور الجمهورية' (The Eagles of the Republic)، وهو ثالث فيلم له، والأخير في ثلاثية 'القاهرة'، وكان أولها -الذي لفت الانتباه لاسمه- بعنوان 'حادثة فندق النيل' (2017)، وقد نال 'جائزة لجنة التحكيم الكبرى' في 'مهرجان صندانس'، ثم تلاه فيلم 'ولد من الجنة' الذي نافس على 'السعفة الذهبية' في 'مهرجان كان' عام 2022، وأحدث مفاجأة بفوزه بجائزة 'أفضل سيناريو'.
يعود طارق صالح إلى 'كان' بفيلم يقوده بطله المحبب فارس فارس، وعمرو واكد، ولينا خضري، وشرين دعبس، وشروان حاجي. ويتناول قصة ممثل مصري شهير، تجبره السلطات على التمثيل في فيلم يورطه مع الجهات السيادية المنتجة للفيلم.
كما تحضر في المهرجان الممثلة والمخرجة الفرنسية التونسية الأصل حفصية حرزي، وهي إحدى بطلات ثلاثية 'مكتوب يا حبي' (Mektoub My Love) للتونسي عبد اللطيف كشيش.
تنافس حفصية مخرجةً في 'المُسابقة الرئيسية' أول مرة، وذلك في خامس عمل لها خلف الكاميرا، ويحمل عنوان 'الأخيرة'، ويدور حول رواية بنفس العنوان للكاتبة الجزائرية فاطمة داعس، نشرت عام 2020.
يتناول الفيلم قصة مراهقة فرنسية مسلمة، تعيش في ضواحي باريس، تحمل اسم فاطمة داعس، وهي بصدد التعرف على هويتها وذاتها والمجتمع من حولها.
أريج السحيري.. نقلة نوعية لمخرجة وثائقية
اختيرت 3 أفلام عربية للعرض ضمن قسم 'نظرة ما'، الذي أعلن 16 فيلما فقط حتى الآن في مسابقته التنافسية، المخصصة للأفلام الأولى أو الثانية لمبدعيها، أو للأفلام ذات التجارب الجديدة أو الأساليب الفنية المغايرة.
بعد عدة أفلام قصيرة، ووثائقي متميز بعنوان 'رجال السكة الحديد' (2018)، وآخر أقل قوة وتماسكا وفنية بعنوان 'تحت شجرة التين' (2022) في قسم 'نصف شهر المخرجين'، تعود أريج السحيري بمثابرة واجتهاد إلى المهرجان، للمشاركة أول مرة في مسابقة قسم 'نظرة ما'، وتلك نقلة نوعية في مسارها، سواء على مستوى المنافسة في المهرجان، أو بتقديمها لفيلم روائي أول طويل، بعد تركيز دام سنوات على الأفلام الوثائقية.
يتناول فيلمها الدرامي الجديد 'سماء بلا أرض' قصة 4 فتيات من أعمار مختلفة، يعشن معا في نفس المنزل، وقد انضمت إليهن الشابة كينزة، وهي ناجية من تحطم أحد قوارب الموت، وأثناء عيشهن معا، ومواجهتهن للأزمات اليومية، تتعرف الفتيات على أنفسهن وتتوطد علاقتهن.
عودة مصر بعد غياب 10 سنوات
منذ مشاركة الفيلم الروائي الطويل 'اشتباك' للمخرج المصري محمد دياب، الذي اختير لافتتاح قسم 'نظرة ما' عام 2016، لم ينافس في هذه المسابقة أي فيلم مصري آخر.
وبعد مشاركة الفيلم القصير 'عيسى' أو 'أعدك بالفردوس' للمخرج المصري مراد مصطفى (2023) في مسابقة 'أسبوع النقاد'، عاد مراد مصطفى إلى 'كان' هذا العام، لكن هذه المرة للمنافسة في قسم 'نظرة ما'، وذلك بأول روائي طويل له، بعنوان 'عائشة لا تستطيع الطيران'، ليمثل مصر في مسابقة غابت عنها منذ 10 سنوات تقريبا.
لا يبتعد الفيلم كثيرا عن أجواء فيلمه القصير السابق، وتدور أحداثه حول الشابة عائشة، وهي مهاجرة أفريقية تعيش في القاهرة، ويرسم الفيلم رحلتها وعيشها مهاجرةً أفريقية في المجتمع المصري، وما لاقت من توترات ومضايقات في مجال عملها بالرعاية الصحية.
مشاركات فلسطين في المهرجان
اشتهر الأخوان التوأم طرزان وعرب ناصر بأفلامهما الساخرة المريرة، النابعة من قلب الواقع الفلسطيني، العاكسة لروح قطاع غزة وواقعه الذي لا يزال يضرب للعالم أمثلة غير مسبوقة في الصمود والتحدي والمقاومة والتضحيات.
وُلد المخرجان في غزة عام 1988، وكانا قد اشتركا في مهرجان 'كان' بفيلم قصير عنوانه 'كوندوم ليد' عام 2013. كما عُرض فيلمهما الروائي الأول الطويل 'ديجراديه' عام 2015 في قسم 'أسبوع النقاد'.
وبعد عرض فيلمهما الروائي الثاني 'غزة مونامور' في مهرجان البندقية عام 2020، يعودان إلى 'كان' بعد عشر سنوات، لينافسا بثالث أفلامهما الروائية 'كان ياما كان في غزة' (Once Upon a Time in Gaza).
تدور حبكة الفيلم في قطاع غزة كالمعتاد، لكن الأحداث ترجع إلى عام 2007، وتتناول ضلوع أحد الطلاب الشباب في تجارة المخدرات، والمواجهة الحتمية الشرسة مع شرطي فاسد متربص به.
وبهذه المشاركة، تعود السينما الفلسطينية إلى التظاهرة بعد آخر مشاركة، وكانت في عام 2022 للمخرجة مها الحاج، وفازت يومئذ بجائزة 'أحسن سيناريو' عن فيلمها 'حمى البحر المتوسط'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سكارليت جوهانسون والإيراني جعفر بناهي أبرز الوجوه المنتظرة في مهرجان كان
سكارليت جوهانسون والإيراني جعفر بناهي أبرز الوجوه المنتظرة في مهرجان كان

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

سكارليت جوهانسون والإيراني جعفر بناهي أبرز الوجوه المنتظرة في مهرجان كان

من المنتظر أن تحضر الممثلة الأميركية سكارليت جوهانسون مهرجان كان السينمائي للمرة الأولى كمخرجة، في حين يواكب المخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي عرض أحد أفلامه، في أول ظهور له في مهرجان سينمائي منذ 15 عاما. ويُعدّ عرض فيلم "إليانور ذا غرايت" (Eleanor the Great) الذي تولّت جوهانسون إخراجه أحد أكثر الأحداث المنتظرة في مهرجان كان. وتعد جوهانسون ثاني نجمة هوليودية تعرض فيلما أول لها ضمن قسم "نظرة ما" هذا العام، بعد كريستن ستيوارت مع فيلم "ذا كرونولوجي أوف ووتر" (The Chronology of Water). ويتناول فيلم جوهانسون التي تُعد من الممثلات الأعلى أجرا في السينما الأميركية قصة إليانور مورغينستين (جون سكويب) التي تعود في 94 من عمرها للعيش في نيويورك لتبدأ حياة جديدة بعد عقود قضتها في فلوريدا. وقال المخرج ويس أندرسون الذي شاركت جوهانسون في 3 من أفلامه بينها "ذا فينيشين سكيم" (The Phoenician Scheme) المنافس على جائزة السعفة الذهبية هذا العام، "شاهدتُ فيلمها وأحببته". وتابع مازحا أن "سكارليت تصنع الأفلام منذ مدة ربما أطول من مدة عملي. إنها أصغر مني بنحو 20 عاما، لكنني أعتقد أنها أخرجت فيلما للمرة الأولى عندما كانت في التاسعة". غياب طويل من بين اللحظات المنتظرة في مهرجان كان أيضا مرور جعفر بناهي على السجادة الحمراء. فقد تمكن المخرج الحائز جوائز كثيرة، والذي قضى 7 أشهر مسجونا في إيران في عامي 2022 و2023، من مغادرة طهران مع فريقه للذهاب إلى كان، حيث سيواكب عرض فيلم "حادثة بسيطة" (تصادف ساده) الذي صُوّر بشكل سري ومن دون أي تمويل إيراني، ولم تتسرب عنه سوى معلومات محدودة جدا. ولم يشارك بناهي في أي مهرجان دولي منذ 15 عاما حين بدأت مشاكله القضائية في بلاده، والتي حرمته لفترة طويلة من حرية السفر. خلال هذه الفترة، حصل مخرج فيلم "تاكسي طهران" الفائز بجائزة الدب الذهبي في برلين عام 2015، وفيلم "3 وجوه" الفائز بجائزة أفضل سيناريو في كان عام 2018، على جائزة خاصة من لجنة التحكيم في البندقية عام 2022 عن فيلم "الدببة غير موجودة". وحكم على بناهي بالسجن 6 سنوات في العام 2010 بتهمة "الدعاية ضد النظام"، مع منعه من إخراج الأفلام أو مغادرة البلاد لمدة 20 عاما، وأُعيد له أخيرا جواز سفره في أبريل/نيسان 2023، فسافر إلى فرنسا حيث تعيش ابنته. وسيُعرض أيضا فيلم "فيوري" (Fuori) الذي يتناول قصة الكاتبة الإيطالية غولياردا سابيينزا التي سُجنت عام 1980 بتهمة السرقة. ويمثل هذا الفيلم الذي أخرجه ماريو مارتونه، وتتولى بطولته فاليريا غولينو، عودةً للمخرج الإيطالي البالغ 65 عاما إلى المسابقة الرسمية لمهرجان كان بعد حضوره للمرة الأولى المهرجان السينمائي الفرنسي عام 2022 مع فيلم "نوستالجيا" (Nostalgia).

كبار هوليود يردون على ترامب: نحتاج إعفاءات لا عقوبات
كبار هوليود يردون على ترامب: نحتاج إعفاءات لا عقوبات

الجزيرة

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

كبار هوليود يردون على ترامب: نحتاج إعفاءات لا عقوبات

دعت كبرى أستوديوهات هوليود وعدد من النقابات المهنية في القطاع المرئي والمسموع الأميركي الرئيس دونالد ترامب إلى تقديم إعفاءات ضريبية لتصوير الأفلام والمسلسلات في الولايات المتحدة، في رسالة تتجاهل بشكل واضح الرسوم الجمركية التي يهدد الرئيس الأميركي بفرضها على القطاع. وكان الملياردير الجمهوري أعلن في أوائل مايو/أيار أنه يريد فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة ، لإنقاذ هوليود التي قال إنها "تموت بسرعة مذهلة" بسبب تصوير الأعمال في الخارج. وأثار تصريح ترامب مخاوف في القطاع، إذ اعتبر محترفون كثر أن هذه الرسوم الإضافية من شأنها أن تضرّ بتمويل الأفلام والمسلسلات، من دون أن تتيح للولايات المتحدة أن تصبح مرة جديدة موقع تصوير جذاب مقارنة بعدد كبير من البلدان (المملكة المتحدة، وكندا، وفرنسا…) التي تقدم مزايا ضريبية. وتتضمّن الرسالة كلمة شكر لترامب على "دعمه" و"تفهمه للحاجة إلى زيادة الإنتاج المحلي للسينما والتلفزيون لإعادة الوظائف إلى الولايات المتحدة". لكن بدل ذكر الرسوم الجمركية، دعت ترامب إلى تضمين مشروع قانون الميزانية الذي يتم إعداده في الكونغرس، تخفيضات ضريبية مختلفة للإنتاجات التي تختار التصوير في الولايات المتحدة. وجاء في الرسالة الموقّعة من جانب "موشن بيكتشر أسوسييشن" التي تمثل أستوديوهات هوليود الكبرى، ونقابات مختلفة بينها تلك التي تمثل الممثلين (ساغ أفترا)، والمخرجين (دي جي ايه)، والمنتجين (بي جي ايه)، والكتّاب (دبليو جي ايه): "إن إعادة قسم كبير من الإنتاج إلى الولايات المتحدة تتطلب نهجا وطنيا وحلولا سياسية شاملة، بما في ذلك تلك التي نقترحها". ودعت الرسالة أيضا إلى "إنشاء نظام حوافز ضريبية اتحادي للسينما والتلفزيون على المدى البعيد".

كيف تراهن هوليود على الذكاء الاصطناعي لتقليل تكاليف الإنتاج؟
كيف تراهن هوليود على الذكاء الاصطناعي لتقليل تكاليف الإنتاج؟

الجزيرة

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

كيف تراهن هوليود على الذكاء الاصطناعي لتقليل تكاليف الإنتاج؟

بعد إضرابات الكتّاب والممثلين في عام 2023، أُقرت زيادات في الأجور وحصل العاملون في صناعة السينما على بعض الامتيازات، مما أسهم في استئناف الإنتاج بشكل تدريجي. لكن قطاع السينما عاد وانكمش من جديد، إذ تراجع الإنتاج بنسبة 37% في النصف الأول من عام 2024 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، وانخفض التوظيف في مجال السينما والتلفزيون بنسبة 25% عن ذروته في عام 2022، مما أثار العديد من التساؤلات حول جدوى المكاسب التي تحققت بفعل الإضراب. يعود هذا التراجع بشكل رئيسي إلى تقليص الميزانيات، واعتماد الذكاء الاصطناعي، وتغير إستراتيجيات الإنتاج، وهي عوامل دفعت هوليود إلى تبني نهج أكثر تحفظا في اختياراتها الإنتاجية. في هذا السياق، بات البحث عن وسائل فعّالة لخفض التكاليف دون الإضرار بجودة المحتوى أمرا ضروريا، لا سيما وأن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة لتقليل النفقات، بل تحول إلى وسيلة تعزز كفاءة وسرعة الإنتاج، خصوصًا في مجالات مثل المؤثرات البصرية وأفلام الرسوم المتحركة. في هذا السياق صرح تيد سارندوس، الرئيس التنفيذي لشركة نتفليكس، أن الذكاء الاصطناعي يساعد في خفض التكاليف، وتحسين جودة الإنتاج بنسبة لا تقل عن 10% من خلال تجهيز تصور مسبق للمشاهد. بينما يرى جيفري كاتزنبرغ الشريك المؤسس لشركة دريم ووركس، أن أفلام الرسوم المتحركة التي كانت تتطلب 500 فنان على مدى 5 سنوات، يمكن إنجازها بواسطة الذكاء الاصطناعي خلال الثلاث سنوات المقبلة، بجهد بشري وتكلفة أقل بنسبة 90%. إعلان أما توني فينسيكيرا الرئيس التنفيذي لشركة سوني بيكتشرز، فقد أكد أن الشركة تعيد هيكلة إستراتيجيات الإنتاج الخاصة بها، اعتمادا على الذكاء الاصطناعي، لتقليل تكلفة العمليات المعقدة. في السياق ذاته، يعكس تصريح المخرج جيمس كاميرون، المعروف بأفلامه ذات الميزانيات الضخمة، التوجه المتنامي نحو اعتبار الذكاء الاصطناعي حلا لا تهديدًا. فبعد أن كان من أبرز منتقدي استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة السيناريوهات، أصبح اليوم يدعو إلى توظيفه في مجال المؤثرات البصرية لتقليل التكاليف دون المساس بجودة العمل. ومن اللافت أن كاميرون انضم في عام 2024 إلى مجلس إدارة شركة "ستابيليتي إيه آي"، حيث عبّر عن رغبته في فهم الذكاء الاصطناعي من الداخل بهدف دمجه في صناعة المؤثرات، ليس بديلا عن الإبداع البشري، بل كأداة مساندة له. وفي السياق نفسه، يُتوقّع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تسريع التحول الرقمي داخل صناعة الترفيه، من خلال توسيع آفاق الإبداع الفني وتقليص الاعتماد على العديد من الوظائف التقليدية. كما يُنظر إليه كأداة قوية تعيد تشكيل صناعة الرسوم المتحركة، إذ يتيح إنتاج محتوى عالي الجودة بتكاليف أقل، ويُسهم في تسريع وتيرة الابتكار والإبداع في هذا القطاع. الذكاء الاصطناعي في خدمة تقليل تكاليف إنتاج الأفلام عند النظر تفصيلا إلى ما يمكن أن تسهم به أدوات الذكاء الاصطناعي في تطوير صناعة السينما، نجد أن استخداماته تتنوع في المراحل المختلفة لصناعة العمل الفني، في مرحلة ما قبل التصوير، يسهم في محاكاة المشاهد بنماذج ثلاثية الأبعاد، حيث يمكن للمخرجين والفنيين ضبط زوايا الكاميرا والإضاءة، وحركة الشخصيات، مما يقلل بصورة كبيرة أوقات التحضير ما قبل التصوير، ويجنب فريق العمل تكلفة إعادة تصوير المشاهد. أما في مرحلة الإنتاج، فيستخدم الذكاء الاصطناعي، لصناعة الخلفيات الرقمية والمؤثرات البصرية، ما يختصر الكثير من الوقت والجهد والتكلفة التي كانت تتطلبها الفرق الضخمة من المصممين والفنانين سابقا. برزت هذه التقنية بشكل واضح في فيلم الرجل الأيرلندي، حيث استخدمت خوارزميات متقدمة لتجسيد الشخصيات في مراحل عمرية مختلفة، دون الحاجة إلى إعادة تصوير المشاهد بممثلين مختلفين أو استخدام مكياج معقد، مما ساعد في توفير مبالغ كبيرة من ميزانية الفيلم. أما في مرحلة ما بعد الإنتاج، فقد أصبح الذكاء الاصطناعي أداة فعالة في تعديل الألوان وتحسين جودة الصوت، وتصحيح الأخطاء التقنية، وتسريع عملية المونتاج، عبر التحليل التلقائي للمشاهد الأكثر تأثيرا والمشاهد غير الضرورية، مما يؤدي إلى تقليص الجهد البشري وبالتالي خفض التكاليف. الذكاء الاصطناعي يسهم في خطط الدعاية والتوزيع يمتد دور الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة ما بعد صناعة العمل الفني، حيث تلعب خوارزميات الذكاء الاصطناعي دورا متزايدا في توزيع العمل، حيث يمكنها التنبؤ بأفضل أسواق المشاهدة، والجمهور المستهدف، بالإضافة إلى جدولة مواعيد الإطلاق الرقمي، مما يقلل نفقات الإعلانات التقليدية وطرق التوزيع المعتادة. كذلك فإن الذكاء الاصطناعي سهل العمل من بُعد، بين الفرق الإبداعية، سواء في تبادل الملفات، أو تعديل العمل في الوقت الفعلي، أو إدارة ومتابعة العمل. أسهمت كل تلك العوامل في جعل الذكاء الاصطناعي خيارا إستراتيجيا، لتقليل تكاليف الإنتاج السينمائي، مع تحسين جودة الأعمال الفنية المقدمة، وقد أسهم بالفعل في تقليص ميزانيات الأفلام بنسبة تصل إلى 25%، بفضل استخدامه في مراحل الصناعة المختلفة، مما يؤكد أن هذه التكنولوجيا لم تعد رفاهية، بل ضرورة تنافسية في مشهد سينمائي متغير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store