وثيقة مسربة تُظهر فشل عمليات منع المهاجرين من الوصول إلى بريطانيا رغم الجهود
ورغم تعهد الحكومة بمنع قوارب المهاجرين المكتظة التي تعبر القناة، فقد ارتفع عدد الأشخاص الواصلين إلى المملكة المتحدة على متن قوارب صغيرة هذا العام بنحو 50% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث عبر أكثر من 21 ألف شخص حتى الآن في عام 2025.وأعلن رئيس الوزراء البريطانى، كير ستارمر، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن اتفاق دخول واحد، خروج واحد في اجتماعهما الأخير، والذي بموجبه يُسمح لشخص واحد بالسفر بشكل قانوني إلى المملكة المتحدة لطلب اللجوء، مقابل إعادة شخص آخر وصل بشكل غير نظامي إلى فرنسا.والجزء الثاني من الاتفاق هو اعتراض الزوارق المكتظة على عمق يصل إلى 300 متر في البحر. وتُمارس هذه الممارسة منذ عام 2022 على الأقل، وفقًا لتحقيق أجرته العام الماضي "لايتهاوس ريبورتس" و"لوموند" و"الأوبزرفر" و"دير شبيجل".ووقعت الحادثة، التي كُشف عنها لصحيفة "الجارديان" في سجل يُعرف باسم "تقرير الوضع" أو "Sitrep" من مركز تنسيق الإنقاذ البحري "جريس-نيز"، ليلة 9/10 يوليو قبل ساعات فقط من إعلان ستارمر-ماكرون.وصرحت وزيرة الداخلية، إيفيت كوبر، في مقابلات إعلامية الأسبوع الماضي أن فرنسا تُراجع تكتيكات قد تُحدث تغييرًا بناءً على مبدأ التدخل في المياه الفرنسية، وأنها ستُمضي قدمًا في نتائج تلك المراجعة.ووفقًا للسجل، بدأ الحادث في الساعة 11:21 مساءً ليلة 9 يوليو عندما تدخلت قوات الدرك في مغادرة زورق مطاطي من كايو سور مير عن طريق ثقبه. ثم اختفى القارب من على الأنظار، وفي الساعة 11:22، طُلب من خفر السواحل البحث عنه باستخدام الموارد الجوية والبحرية.وتعرّف خفر السواحل على القارب في الساعات الأولى من يوم 10 يوليو. ورغم تعرضه للتخريب، إلا أنه نجح في نقل المزيد من الركاب على طول الساحل، ووصل إلى المملكة المتحدة وعلى متنه 55 راكبًا في اليوم نفسه بعد أن أنقذه قارب نجاة تابع للمؤسسة الملكية الوطنية لقوارب النجاة. وتُظهر بيانات وزارة الداخلية أن 10 قوارب وصلت في ذلك اليوم وعلى متنها 573 راكبًا.وقالت مصادر في خفر السواحل الفرنسي إن الحادث دليل على أنه حتى عندما تُخرب قوات الدرك القارب، فإن بقاءه طافيًا لن يثني من كانوا على متنه عن محاولة الوصول إلى المملكة المتحدة. كما يُسلّط الضوء على أن أسلوب تخريب القوارب يتطلب موارد إنقاذ بحرية إضافية.وفي رسالة مفتوحة إلى مديرها نُشرت في وسائل الإعلام الفرنسية في 25 يونيو، من نقابة خفر السواحل الفرنسية، سوليدير دوان، أعربت النقابة عن مخاوفها بشأن "تزايد سوء المعاملة المؤسسية للأشخاص في المنفى" كجزء من سياسات "أوقفوا القوارب".وعلى صعيد آخر، تبيّن أن مركز ترحيل المهاجرين "بروك هاوس" بالقرب من مطار جاتويك مُخصص لاحتجاز الأشخاص الذين يصلون على متن قوارب صغيرة قبل عودتهم إلى فرنسا. ولا يُعرف كيف ستختار وزارة الداخلية هؤلاء العائدين، ولا مدة احتجازهم. وكان "بروك هاوس" موضوع تحقيق عام سابقًا بعد تسجيلات فيديو سرية دامغة تُظهر سوء معاملة المعتقلين، حصلت عليها قناة "بانوراما" على قناة بي بي سي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدولة الاخبارية
منذ ساعة واحدة
- الدولة الاخبارية
'مصائد الموت'.. 111 منظمة إنسانية حول العالم تنتقد مجازر إسرائيل فى غزة
الأربعاء، 23 يوليو 2025 01:59 مـ بتوقيت القاهرة تدعو المنظمات الإنسانية من جميع أنحاء العالم إسرائيل مجددًا إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة في ظل تفاقم المجاعة والهجمات العسكرية الإسرائيلية على الفلسطينيين الذين يسعون للحصول على المساعدة. وقالت رسالة موقعة من 111 وكالة، منها أطباء بلا حدود، وأوكسفام الدولية، ومنظمة العفو الدولية، نقلتها صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الحكومة الإسرائيلية تمنع المنظمات الإنسانية من توزيع المساعدات المنقذة للحياة بفعالية. وكتبت الوكالات: "خارج غزة مباشرة، في المستودعات - وحتى داخل غزة نفسها - تقبع أطنان من الطعام والمياه النظيفة والإمدادات الطبية ومواد الإيواء والوقود دون أن تُمس، في ظل منع المنظمات الإنسانية من الوصول إليها أو تسليمها. إن قيود حكومة إسرائيل وتأخيراتها وتشرذمها في ظل حصارها الشامل قد خلقت فوضى وجوعًا وموتًا". وتأتي هذه الرسالة في ظل تزايد الاهتمام بالمجاعة في غزة وقتل إسرائيل للمدنيين، إلا أن الوضع على الأرض لا يزال على حاله إلى حد كبير. وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، غزة بأنها "مسرحية رعب" خلال حديثه أمام مجلس الأمن الدولي. وقال جوتيريش: "إن سوء التغذية يتفاقم، والجوع يطرق كل باب في غزة. والآن نشهد آخر هدر لنظام إنساني قائم على المبادئ الإنسانية. يُحرم هذا النظام من الظروف اللازمة للعمل. يُحرم من مساحة لتقديم المساعدات. يُحرم من الأمان اللازم لإنقاذ الأرواح". وتُوزع المساعدات الآن في إسرائيل من قِبل مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي وصف مسئولو الأمم المتحدة مواقعها بأنها "مصائد موت". وقد وثّق تقرير سابق لصحيفة الجارديان المخاطر التي يواجهها الفلسطينيون الذين يسعون للحصول على المساعدة من مواقعها. وأفاد مسئولون في الأمم المتحدة أن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 1000 فلسطيني كانوا يحاولون الوصول إلى مواقع توزيع الغذاء منذ نهاية مايو. وقتلت القوات الإسرائيلية 32 شخصًا على الأقل صباح السبت كانوا يسعون للحصول على المساعدة. قتلت إسرائيل 72 فلسطينيًا على الأقل خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. كما هاجمت إسرائيل مرافق منظمة الصحة العالمية في دير البحّة، وألغت تأشيرة مسؤول الإغاثة الأممي الأقدم في غزة. في 21 يوليو ، أصدرت 28 دولة، من بينها المملكة المتحدة وحلفاء آخرون لإسرائيل، بيانًا يدعو إلى إنهاء الحرب في غزة، ويصف "منع الحكومة الإسرائيلية للمساعدات الإنسانية الأساسية" بأنه "غير مقبول". كما ندد البيان بعنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، وكذلك بالخطط الإسرائيلية لنقل الفلسطينيين إلى "مدينة إنسانية". ورغم شدة لهجة البيان، إلا أنه لم يهدد بفرض عقوبات أو يذكر أي خطوات سياسية ملموسة سيتم اتخاذها ضد الحكومة الإسرائيلية إذا لم تغير نهجها. ودعت رسالة اليوم من المنظمات الإنسانية إلى اتخاذ إجراءات مباشرة.


مصراوي
منذ ساعة واحدة
- مصراوي
ترامب يعلن إبرام "أكبر صفقة تجارية في التاريخ" مع اليابان
(بي بي سي) أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة وافقت على إبرام صفقة تجارية "ضخمة" مع اليابان، التي تُعد أكبر شركائها التجاريين. وقال ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن الصفقة ستؤدي إلى استثمار اليابان 550 مليار دولار في الولايات المتحدة، ودفع تعريفة جمركية متبادلة بنسبة 15 في المئة. وأضاف أن اليابان ستفتح اقتصادها أمام السلع الأمريكية، بما في ذلك السيارات والشاحنات والأرز وبعض المنتجات الزراعية الأخرى. وقال كبير مفاوضي التجارة في اليابان، ريوسي أكازاوا، في منشور على منصة فيسبوك، إنه زار البيت الأبيض، مستخدماً وسم "المهمة أُنجزت" ضمن منشوره. من جهتها، تواصلت بي بي سي مع السفارة اليابانية في واشنطن بغية معرفة تفاصيل الصفقة. وقال ترامب خلال مراسم أقيمت في البيت الأبيض مساء الثلاثاء: "وقّعت لتوي على أكبر صفقة تجارية في التاريخ، وربما تكون أكبر صفقة على الإطلاق، مع اليابان". وأضاف: "شارك كبار مسؤوليهم هنا، وعملنا على هذه الصفقة بجد واجتهاد. إنها صفقة ممتازة للجميع. أقول دائماً: يجب أن تكون الصفقة جيدة للجميع، إنها صفقة عظيمة". ولفت ترامب أيضاً إلى أنه سيجري الإعلان عن صفقة تجارية مع الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء، مشيراً إلى أن المزيد من الصفقات ستُعلن قريباً. كما تواصلت بي بي سي مع البيت الأبيض لمعرفة تفاصيل الصفقة التجارية. ورحّب رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا بإعلان ترامب وأكد أنه توصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة. وقال إيشيبا خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء "إن معدل الرسوم الجمركية اليابانية، الذي كان من المقرر أن يرتفع إلى 25 في المئة على الرسوم الجمركية المتبادلة، تم الإبقاء عليه عند 15 في المئة. وهذا هو أدنى رقم حتى الآن بين الدول التي لديها فائض تجاري مع الولايات المتحدة". وأكد إيشيبا أيضاً أنه سيتم تخفيض رسوم الاستيراد الأمريكية على السيارات اليابانية إلى 15 في المئة من 25 في المئة. وأضاف أن "الاتفاقية لا تتضمن أي تخفيض في الرسوم الجمركية من الجانب الياباني، بما في ذلك على المنتجات الزراعية". وكانت خطة التعريفات الجمركية لشهر أبريل، التي شملت فرض رسوم على العديد من شركاء الولايات المتحدة التجاريين في شتى أرجاء العالم، قد عُلّقت لمدة 90 يوماً على إثر اضطرابات شهدتها الأسواق العالمية، الأمر الذي أتاح لممثلي التجارة في طوكيو فرصة للتفاوض مع نظرائهم في واشنطن. وسجّل مؤشر الأسهم الياباني، نيكي 225، ارتفاعاً بنحو 2 في المئة صباح يوم الأربعاء في طوكيو. كما قفزت أسهم عمالقة صناعة السيارات مثل "تويوتا" و"نيسان" و"هوندا"، بعد أن أعلنت هيئة الإذاعة اليابانية أن التعريفات الجمركية القائمة على شركات السيارات اليابانية سوف تنخفض. وتأتي الصفقة المعلن عنها في ظل ضغوط تمُارَس على رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، لتقديم استقالته بعد أن خسر حزبه الليبرالي الديمقراطي أغلبيته في مجلس الشيوخ خلال انتخابات جرت نهاية الأسبوع. وكان الحزب الليبرالي الديمقراطي قد خسر أيضاً أغلبيته في مجلس النواب الأقوى في اليابان العام الماضي.


نافذة على العالم
منذ 2 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : في مصر، هل أطاحت المخابرات المركزية بالملك فاروق في يوليو 1952؟
الأربعاء 23 يوليو 2025 12:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، APIC/RETIRED التعليق على الصورة، خرج الملك فاروق من مصر إلى إيطاليا بعد الإطاحة به عام 1952 Article Information Author, علي هاشم Role, بي بي سي قبل 2 ساعة قد يبدو السؤال مريباً بالنسبة لأنصار الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، الرجل الأقوى في حركة الضباط الأحرار التي غيّرت وجه مصر إلى الأبد في ذلك اليوم الشهير من شهر يوليو/ تموز 1952. لكن كتاباً صدر في لندن قدّم في إطار سرده لقصة التنافس الأمريكي البريطاني على المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية، قصة علاقة الجاسوس الأمريكي الشهير كيم روزفلت مع الضبّاط الأحرار، وكيف التقى بمجموعة منهم في قبرص. كان ذلك قبل أشهر من الإطاحة بالملك فاروق، الذي لطالما كان يردد قبل رحلته الأخيرة من الإسكندرية إلى إيطاليا بعد الانقلاب عليه "أن ملوك العالم لن يبقى منهم سوى ملوك ورق الكوتشينة الأربعة وملك بريطانيا". كل ما تحتاج معرفته عن أبرز التطورات في منطقة الشرق الأوسط يصلك لحظة بلحظة عبر قناتنا على واتساب (اضغط هنا). الكتاب الذي ألّفه المؤرخ البريطاني الشاب جيمس بار بعنوان "Lords of the Deserts" (سادة الصحراء) يرسم خريطة معقدة للمنطقة العربية وإيران خلال فترة الأربعينيات والخمسينيات وصولاً إلى أوائل الستينيات. ويسلط بار الضوء من خلال الوثائق البريطانية والأمريكية التي بحث فيها خلال تأليفه الكتاب، على صراع النفط بين أرامكو السعودية-الأمريكية وشركة النفط البريطانية الإيرانية، وكيف ورّطت لندن حليفتها وخصمها في آن واحد، واشنطن، في عملية "أجاكس" الشهيرة التي أطاحت برئيس الوزراء الإيراني محمد مصدّق وثبّتت حكم شاه إيران آنذاك، محمد رضا بهلوي، عام 1953. صدر الصورة، BETTMANN التعليق على الصورة، استولى الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر على السلطة دون مقاومة تذكر إذاعة صوت العرب ويحضر عبد الناصر بقوة في صفحات الكتاب، فقد ظهر أولاً كحليف لواشنطن وخصماً للندن، ثم عدواً لكلتيهما. ويتضمن الكتاب شرحاً مع سرد لقصص من تلك المرحلة عن لعبة المساومة التي احترفها الزعيم المصري الراحل بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، وكيف عوضته الأخيرة عن صفقة سلاح بتقديم هدية، هي إذاعة "صوت العرب" التي استخدمت لبث الدعاية السياسية لنظامه إلى المنطقة بأسرها مترافقة مع أغنيات أم كلثوم. من القصص التي يرويها الكتاب كيف التقى الجاسوس روزفلت وضابط وكالة الإستخبارات الأمريكية الآخر مايلز كوبلاند بعبد الناصر في بيته من أجل تخفيف حدة التوتر مع إسرائيل، وبينما هما في طور الحديث مع مضيفهما، جاء خبر زيارة السفير البريطاني في القاهرة للزعيم، وهنا اضطر الرجلان للصعود إلى الطابق العلوي، ومازح كوبلاند شريكه روزفلت بالقول: "سيكون من الممتع أن نرى ردة فعل السفير البريطاني ونحن نقاطع جمال عبد الناصر لنقول له إن المرطبات في الأعلى قد نفدت". ومن بين ما يذكره بار في كتابه، أن اللمسات الأخيرة للانقلاب الأمريكي البريطاني على رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق وضعت في فندق سان جورج على الساحل الغربي للعاصمة اللبنانية بيروت، كذلك هوية من شاركوا في الانقلاب، وكيف جرى التدبير له وما سبقه من مفاوضات حول الاتفاقية الإيرانية البريطانية حول حصص النفط، وقول أحد رؤساء شركة النفط الإيرانية البريطانية لدى سؤاله عما يمكن التنازل عنه للإيرانيين: "إذا ما أعطيتم الإيرانيين شبراً فهم سيأخذون ميلاً". تأسيس إسرائيل في الفصول الأولى يعود بار إلى مرحلة التأسيس لإسرائيل، وتأثير الانتخابات الداخلية في أمريكا على القرار النهائي بشأن دعم قيام دولة لليهود. في هذا الإطار ينقل الكاتب نوعاً من التردد البريطاني للمضي قدماً بوعد بلفور كما هو، وهو أمر عززه تقرير أمني وصل إلى الوزير البريطاني المقيم ريتشارد كايسي حول تصالح جماعة الهاغانا اليهودية مع العصابات الأخرى تمهيداً لتأسيس دولة يهودية على أرض فلسطين التاريخية. هذا الأمر دفع بكايسي لتحذير لندن في عام 1943 من أن المنطقة مُقدمة على صراع عنيف لم تشهده من قبل بمجرد أن تنتهي الحرب العالمية، أو ربما بعد ذلك بأشهر قليلة. سعى كايسي لتوحيد الجهود الأمريكية البريطانية للخروج ببيان موحد يؤكد رفض تبني خطة ديفيد بن غوريون لدولة أمر واقع، وهو أمر كاد أن يحصل لولا تلكؤ رئيس الوزراء البريطاني، ونستون تشرتشل، ووزير خارجيته، أنتوني إيدن، اللذين لم يرغبا بذلك. وبعد أن أقنع كل من الوزير البريطاني المقيم تشرشل وإيدن بضرورة إصدار بيان مشترك، جرى الاتفاق مع الأمريكيين على ذلك، وحُدّد يوم 27 تموز/ يوليو لذلك، لكن حماس مسؤولي البلدين خفت لحظة الإعلان المقرر، وضاعت جهود كايسي التي امتدت ستة أشهر سدى. صدر الصورة، BETTMANN التعليق على الصورة، كانت الولايات المتحدة تحاول أن تسد الفراغ الذي تركته بريطانيا في الشرق الأوسط في أعقاب الحرب العالمية الثانية تداخل أحداث المنطقة وكما كان الملك فاروق متيقناً في البداية من أن حكمه سيأتي إلى نهايته في لحظة ما قريباً، فإن بريطانيا بدت بدورها متحسبة لانتهاء الدور، مما أجج صراعها مع الولايات المتحدة، ودفع مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، وندل ولكي، للقول "إن الزمن الاستعماري أصبح من الماضي". في تلك المرحلة بدت بريطانيا، بحسب الكتاب، كمن يصارع القدر لا سيما مع الترابط الذي بدا جلياً بين تأميم مصدق في إيران للنفط في العام 1951 وطلبه خروج الموظفين البريطانيين من ميناء عابدان الإيراني، وتحرك البرلمان المصري لتعديل اتفاقية 1936، حيث عبّر تشرشل عن الوضع بالقول إن أزمة السويس هي "لقيطة الحالة الإيرانية". في فصل تحت عنوان "التخلص من عبد الناصر" يوصّف بار حالة الحنق التي وصل إليها رئيس الوزراء البريطاني أنتوني إيدن إلى حد طلبه من الوزير أنتوني نوتينغ بصيغة واضحة اغتيال عبد الناصر لا مجرد عزله أو محاصرته. ويشرح الكاتب أهمية قناة السويس بالنسبة لبريطانيا، حيث ينقل عن إيدن قوله عنها في العام 1929 "إنها حلقة وصل في الدفاع عن الإمبراطورية وبوابتها الخلفية"، ولذلك فإن خسارتها ستكون كارثة بالنسبة للبريطانيين، وهو ما كان بالنسبة لعبد الناصر هدفاً. لكن عبد الناصر لم يكن خصماً للبريطانيين فقط، بل للكثيرين من جيرانه العرب، يروي الكتاب كيف نصح رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد نظيره البريطاني إيدن خلال زيارة إلى 10 دواننغ ستريت في لندن بضرب عبد الناصر. قال السعيد: "اضربه، اضربه بقوة الآن وإلا سيفوت الأوان، وعندما يصبح وحيداً سيجهز علينا جميعاً". لكن نوري السعيد لن يطيل المكوث، إذ إن ضابطاً في الجيش العراقي، هو عبد الكريم قاسم، سيطيح به وبالنظام الملكي في انقلاب عسكري في 14 يوليو/تموز 1958. وبحسب بار فإن هذا الانقلاب شكل أيضاً ضربة أخرى للندن بعد تأميم قناة السويس قبل عامين. صدر الصورة، RONALD STARTUP التعليق على الصورة، التقى عبد الناصر بضباط المخابرات المركزية الأمريكية في منزله يستعرض الكتاب أيضاً محاولة انقلاب سعودية فاشلة في سوريا ضد عبد الناصر، كانت واشنطن قد حذرت الرياض من مخاطرها. يروي بار في فصل بعنوان "عام الثورات" كيف أن وزير داخلية الجمهورية العربية المتحدة، عبد الحميد السرّاج، كشف لعبد الناصر تلقيه مليوني جنيه إسترليني مقابل تنفيذه انقلاباً على الوحدة المصرية السورية، مع وعد بدفع مليونين إضافيين في حال إغتيال عبد الناصر. وفي واشنطن كان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية يتحدث بأسف عن تحذيره للسعوديين، خاصة وأن المحاولة شكّلت ضربة لواشنطن التي تأثرت بشكل سلبي بحكم علاقتها مع الرياض، وهو الأمر الذي أدى لاحقاً إلى تقدم ولي العهد، الأمير فيصل، لتولي أمور البلاد.