logo
إدانات عربية لتصريحات نتنياهو بشأن "رؤية إسرائيل الكبرى"

إدانات عربية لتصريحات نتنياهو بشأن "رؤية إسرائيل الكبرى"

العربي الجديدمنذ 4 أيام
دانت كلّ من قطر والأردن، إلى جانب جامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء، تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي أعلن فيها ارتباطه بما وصفه بـ"
رؤية إسرائيل الكبرى
"، معتبرتين أنها تمثل "امتدادًا لسياسات الاحتلال القائمة على الغطرسة والتحريض، وتشكل تهديدًا لسيادة الدول ومخالفةً للقانون الدولي وميثاق
الأمم المتحدة
، فضلًا عن كونها استفزازًا خطيرًا يعرّض المنطقة لمزيد من التوتر والعنف".
ودانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، الأربعاء، تصريحات نتنياهو، ورفضتها باعتبارها "تصعيدًا استفزازيًا خطيرًا، وتهديدًا لسيادة الدول، ومخالفةً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة". وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة، في بيان، رفض الأردن "المطلق لهذه التصريحات التحريضية"، مضيفًا أن "هذه الأوهام العبثية التي تعكسها تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لن تنال من الأردن والدول العربية، ولا تنتقص من الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني". وأضاف أن "هذه التصريحات والممارسات تعكس الوضع المأزوم للحكومة الإسرائيلية، ويتزامن ذلك مع عزلتها دوليًا في ظل استمرار عدوانها على غزة والضفة الغربية المحتلتين".
Voir cette publication sur Instagram
Une publication partagée par شبكة قدس | Quds network (@qudsn)
وتابع قائلًا إن "هذه الادعاءات والأوهام التي يتبناها متطرفو الحكومة الإسرائيلية ويروّجون لها تشجّع على استمرار دوّامات العنف والصراع، وبما يتطلب موقفًا دوليًا واضحًا بإدانتها والتحذير من عواقبها الوخيمة على أمن المنطقة واستقرارها، ومحاسبة مُطلقيها". وشدّد السفير القضاة على "ضرورة تحرك المجتمع الدولي فورًا لوقف جميع الإجراءات والتصريحات التحريضية الإسرائيلية المُهدِّدة لاستقرار المنطقة والأمن والسلم الدوليين".
بدورها، أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها لتصريحات نتنياهو بشأن ما يسمى بـ"رؤية إسرائيل الكبرى"، معتبرةً إياها "امتدادًا لنهج الاحتلال القائم على الغطرسة، وتأجيج الأزمات والصراعات، والتعدي السافر على سيادة الدول والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية". وأكّدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان لها، أن "الادعاءات الإسرائيلية الزائفة والتصريحات التحريضية العبثية لن تنتقص من الحقوق المشروعة للدول والشعوب العربية"، وشدّدت على "ضرورة تضامن المجتمع الدولي لمواجهة هذه الاستفزازات التي تعرّض المنطقة للمزيد من العنف والفوضى". وجدّدت الوزارة دعم دولة قطر الكامل للجهود كافة الرامية إلى تحقيق السلام العادل والشامل والمستدام في المنطقة، وتوطيد الأمن والاستقرار إقليميًا ودوليًا.
رصد
التحديثات الحية
نتنياهو على خطى بن غوريون: "مخلّص لإسرائيل الكبرى"
كذلك، نددت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتصريحات الصادرة عن نتنياهو بشأن "اقتطاع أجزاء من أقاليم دول عربية ذات سيادة". واعتبرت أن هذه التصريحات "تمثل استباحة لسيادة الدول العربية ومحاولة لتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة، وتشكل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي العربي وتحديًا سافرًا للقانون الدولي ومبادئ الشرعية الدولية". كذلك أكدت أنها "تعكس نيات توسعية وعدوانية غارقة في أوهام استعمارية"، داعية مجلس الأمن الدولي إلى "التصدي لها بكل قوة، باعتبارها مهددة للاستقرار الإقليمي والدولي".
إلى ذلك، اعتبر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، التصريحات الصادرة عن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بشأن اقتطاع أجزاء من أقاليم دول عربية ذات سيادة "انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، واعتداءً سافرًا على سيادة الدول ووحدة أراضيها". وأكد أن مثل هذه التصريحات والمخططات الخطيرة "تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وتكشف بوضوح عن النهج الخطير الذي تنتهجه سلطات الاحتلال". وشدّد على رفض دول مجلس التعاون القاطع لـ"أي محاولات للمساس بالسيادة الوطنية ووحدة أراضي الدول العربية"، داعيًا المجتمع الدولي إلى "الاضطلاع بمسؤولياته واتخاذ موقف حازم لوقف هذه التصريحات والمخططات الاستفزازية، والعمل على حماية المنطقة من أي إجراءات من شأنها تأجيج التوترات وتقويض فرص تحقيق السلام العادل والشامل".
وكان نتنياهو قد أطلق، خلال مقابلة مع قناة "i24" الإسرائيلية، تصريحات قال فيها إنه "في مهمة تاريخية وروحانية ومرتبط عاطفيًا برؤية إسرائيل الكبرى"، القائمة على التوسع واحتلال مزيد من الأراضي العربية وتهجير الفلسطينيين. وعندما سُئل نتنياهو عمّا إذا كان يشعر بأنه "في مهمة نيابة عن الشعب اليهودي"، أجاب: "أنا في مهمة أجيال، إذا كنت تسألني عمّا إذا كان لدي شعور بالمهمة، تاريخيًا وروحيًا، فالجواب هو نعم"، وأردف قائلًا: "أنا مرتبط ومرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى". وتشمل "إسرائيل الكبرى"، بحسب المزاعم الإسرائيلية، الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى أجزاء من الأردن ولبنان وسورية ومصر.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الإصلاحيون في إيران يقدمون خريطة طريق: مصالحة مع الولايات المتحدة
الإصلاحيون في إيران يقدمون خريطة طريق: مصالحة مع الولايات المتحدة

العربي الجديد

timeمنذ 2 ساعات

  • العربي الجديد

الإصلاحيون في إيران يقدمون خريطة طريق: مصالحة مع الولايات المتحدة

اقترحت "جبهة إصلاحات إيران"، الداعمة للحكومة الإيرانية الحالية والمكوّنة من أكبر الأحزاب والقوى السياسية الإصلاحية، خريطة طريق للخروج من الأزمات الداخلية والخارجية، داعية إلى الدخول في مفاوضات شاملة ومباشرة مع الولايات المتحدة ، وإبداء الاستعداد لتعليق تخصيب اليورانيوم طوعا وقبول رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، مقابل رفع كامل للعقوبات . وأكدت الجبهة، اليوم الأحد، في بيان عرضت فيه جانبا من التهديدات والمخاطر الجدية التي تواجه البلاد، أن المصالحة الوطنية ووقف العداء في الداخل والخارج هما "السبيل الوحيد لإنقاذ إيران". وجاء في البيان أن "العدوان الإجرامي الإسرائيلي وفرض حرب استمرت 12 يوما على إيران، رغم الرد الحاسم وكشف قدرات الردع والدفاع لدى القوات المسلحة، غيّرا صورة أمننا القومي في المنطقة والعالم"، مضيفا أن الحرب أثبتت إصرار إيران وقدرتها على الدفاع عن وحدة أراضيها، لكنها أظهرت في الوقت نفسه أن استمرار هذا المسار من دون إعادة بناء الثقة الوطنية وفتح باب التعامل الإيجابي مع العالم "سيفرض أثمانا بشرية واقتصادية ونفسية ثقيلة على الشعب". وشددت الجبهة على أن "الوجدان الجمعي للإيرانيين مجروح اليوم، وظلال الإحباط والقلق ما زالت مثقلة على الحياة اليومية"، مشيرة إلى أن الاقتصاد الإيراني كان قبل الحرب تحت ضغط اختلالات مزمنة وقرارات متقلبة، أما اليوم فقد ضاعفت الحرب، إلى جانب التضخم الجامح، ركود الإنتاج، وانهيار العملة، وهروب رؤوس الأموال، من خطر الشلل الاقتصادي. تقارير دولية التحديثات الحية ما هي آلية سناب باك التي تسعى الترويكا الأوروبية لتفعيلها ضد إيران؟ وحذّرت الجبهة من أن تهديدات فرنسا وبريطانيا وألمانيا بتفعيل "آلية الزناد" باتت "واقعية للغاية وقريبة التنفيذ"، معتبرة أن إعادة الملف النووي الإيراني إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة سيعيد العقوبات الدولية ويفتح الباب "أمام ركود أعمق من تداعيات الحرب الأخيرة، كما سيمهد لشرعنة أي حرب مقبلة على إيران تحت ذريعة أنها مهدّدة للسلم". وأشارت إلى أن إيران تقف أمام ثلاثة خيارات: استمرار الوضع الراهن مع وجود هدنة هشة ومستقبل غامض، أو انتهاج مفاوضات تكتيكية لكسب الوقت من دون معالجة جوهرية للأزمات، أو اتخاذ خيار جريء يتمثل في المصالحة الوطنية ووقف العداء داخليا وخارجيا، بما يتيح إصلاح بنية الحكم والعودة إلى مبدأ سيادة الشعب عبر انتخابات حرة، وإنهاء سياسة التصعيد والعزلة الدولية. خريطة الطريق التي قدمتها الجبهة تضم خطوات في 11 بندا، تبدأ بإصدار عفو عام، وإنهاء الإقامة الجبرية لزعيمي الحركة الإصلاحية مير حسين موسوي والدكتورة زهرا رهنورد، ورفع القيود السياسية عن الرئيس الأسبق محمد خاتمي، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين وأصحاب الرأي والنشطاء المدنيين، ووقف ملاحقة المعارضين الإصلاحيين بهدف ترميم الثقة الوطنية. كما دعت إلى تغيير خطاب الحوكمة نحو التنمية الوطنية عبر "عقيدة التنمية والعمران"، وحل المؤسسات الموازية، وإنهاء ازدواجية القرار، وإعادة الصلاحيات الكاملة إلى الحكومة، وعودة القوات المسلحة إلى ثكناتها وانسحابها من مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة، ومراجعة سياسات الأمن الداخلي مع الحفاظ على قدرة الردع وخفض الطابع الأمني في إدارة المجتمع، وإلغاء التصنيفات الإقصائية. أخبار التحديثات الحية رئيس أركان الاحتلال يلوح بإمكانية مهاجمة إيران مجدداً وأكدت ضرورة إصلاح أداء مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وضمان حرية الصحافة، وتعديل القوانين المرتبطة بحقوق المرأة لإنهاء التمييز والعنف الممنهج، وإخراج الاقتصاد من قبضة الأوليغارشية، وفتح المجال أمام الاستثمار المحلي والأجنبي. كما تضمنت الخطة إصلاح السياسة الخارجية على أساس المصالحة الوطنية وتوحيد الصف الداخلي، وتفعيل جميع أدوات الدبلوماسية لتفادي تفعيل آلية "سناب باك" ورفع العقوبات، واستعادة مكانة إيران في النظام الدولي. وفي الشأن النووي، دعت الجبهة إلى مبادرة تقوم على استعداد طوعي لتعليق التخصيب وقبول رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقابل رفع كامل للعقوبات، وبدء مفاوضات شاملة ومباشرة مع واشنطن لإعادة العلاقات إلى طبيعتها وفق مبادئ العزة والحكمة والمصلحة. أما على الصعيد الإقليمي، فقد أكدت أهمية تحقيق تكامل إقليمي يضمن سلاما مستداما، ودعم قيام دولة فلسطينية مستقلة وفق إرادة شعبها، والتعاون مع السعودية ودول المنطقة لإعادة تقديم صورة إيران دولةً مسؤولةً محبةً للسلام.

وزير الخارجية الأميركي يوقع خطة لإنهاء وجود اليونيفيل خلال 6 أشهر
وزير الخارجية الأميركي يوقع خطة لإنهاء وجود اليونيفيل خلال 6 أشهر

العربي الجديد

timeمنذ 7 ساعات

  • العربي الجديد

وزير الخارجية الأميركي يوقع خطة لإنهاء وجود اليونيفيل خلال 6 أشهر

وقع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في وقت مبكر من الأسبوع الماضي خطة من شأنها تقليص قوات حفظ السلام الأممية في لبنان (اليونيفيل) وإنهاء وجودها في الأشهر الستة المقبلة، وفقاً لما نقلته وكالة أسوشييتد برس، اليوم الأحد، عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومساعدين في الكونغرس مطلعين على المناقشات. ومن المفترض أن يجدد مجلس الأمن بحلول نهاية أغسطس/آب الجاري التفويض لولاية اليونيفيل. ويثير التمديد هذه السنة، كما سنوات سابقة، الكثير من الجدل. لكن نوعيته اختلفت حيث كان يتركز في الماضي على تفاصيل مهام البعثة، ولعل أهمها كانت حرية الحركة لأفراد القوة الأممية، إلا أن الجدل هذا العام يتمركز حول ما إذا كانت هناك حاجة إليها أصلاً. وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة على مجريات النقاشات، لـ"العربي الجديد"، إن الجانبين الأميركي والإسرائيلي "يرغبان أن يكون التجديد لسنة أخيرة يتم خلالها العمل على إنهاء مهام القوة، ويشمل ذلك حصر السلاح بيد الجيش اللبناني والسماح لقوة اليونيفيل (خلال العام) بالوصول إلى المناطق التي تحتاج للوصول إليها بحسب القرار 1701 بالتعاون مع الجيش اللبناني". تقارير عربية التحديثات الحية محاولة إنقاذ "يونيفيل": ضغط أميركي ـ إسرائيلي لتمديد أخير لعام واحد ويثير التوجه الأميركي انقساما مع الشركاء الأوروبيين مثل فرنسا وإيطاليا وبريطانيا، الذين يتمسكون ببقاء القوات الأممية باعتبارها جهة تساهم في استقرار البلد الذي تعرض لعدوان إسرائيلي مدمر في العام الأخير. ونقلت "أسوشييتد برس" عن مسؤولين في إدارة ترامب والكونغرس أن الدول المعارضة لإنهاء مهمة اليونيفيل، مثل فرنسا وإيطاليا، نجحت في الضغط على روبيو وآخرين لدعم تمديد تفويض حفظ السلام لمدة عام واحد، تليها فترة تقليص محددة زمنيًا بستة أشهر. ويعارض الأوروبيون إنهاءً سريعًا لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان انطلاقا من أن اتخاذ هذه الخطوة قبل أن يتمكن الجيش اللبناني من تأمين المنطقة الحدودية بالكامل سيخلق فراغًا يمكن لحزب الله استغلاله بسهولة. وذكرت "أسوشييتد برس" نقلا عن مصادر في الكونغرس، أن القضية المطروحة قبل تصويت الأمم المتحدة المتوقع في نهاية أغسطس/آب هي مقاومة فرنسا ودول أخرى تحديد موعد نهائي لإنهاء مهمة اليونيفيل بعد تمديدها لمدة عام. وبحسب الوكالة، لا يتضمن مشروع القرار الفرنسي النهائي تاريخًا لانسحاب قوات اليونيفيل. وقال مسؤول في الأمم المتحدة، إنه "في حال تجديد التفويض، فقد يُقلّص حجم بعثة حفظ السلام لأسباب مالية، مع احتمال مواجهة منظومة الأمم المتحدة تخفيضات كبيرة في الميزانية". وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن أحد الخيارات المطروحة هو تقليص أعداد قوات اليونيفيل مع تعزيز وسائلها التكنولوجية لمراقبة الوضع على الأرض.

البرهان ومسعود بولس... لقاء زيورخ رسالة أميركية
البرهان ومسعود بولس... لقاء زيورخ رسالة أميركية

العربي الجديد

timeمنذ 18 ساعات

  • العربي الجديد

البرهان ومسعود بولس... لقاء زيورخ رسالة أميركية

كل القراءات للقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بكبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، مسعد بولس، في زيورخ، تبدو، مثل الرهانات عليه، قاصرة. حتماً، لم يكن اللقاء منصةً لمفاوضات. واهمٌ من يظن تأبط الموفد الأميركي مشروعاً للسلام، فليس من طبع واشنطن طرح المبادرات، فقد ظلت السياسة الأميركية، من فيتنام إلى أفغانستان فالشرق الأوسط، ردود فعل. لا يصنع البيت الأبيض الأحداث. تحاول الإدارات الأميركية دوماً استيعاب الأحداث بعد وقوعها ثم احتواءها. لذلك ليست العلاقات الأميركية السودانية استثناءً، إذ ظلت موسومة بالارتباك، خصوصاً تجاه سدّة السلطة في الخرطوم. وإدارة ترامب ربما أكثر من سابقتها تنظر إلى الأحداث بعين أحادية الاتجاه، كما تذهب في استيعابها واحتوائها. بهذه الرؤية، يبدو أقرب إلى التأويل حمل بولس مسعد إلى البرهان رسالةً ذات بعد واحد. هذه رؤية يعزّزها تلهف ترامب المحموم على تصوير نفسه صانع سلام على نحوٍ يؤهله للفوز بجائزة نوبل للسلام! فلقاء زيورخ جاء مباغتاً على نحو واسع. *** لا تربك هذه الفجائية الأميركية المباغتة على خط الحرب في السودان من يدرك مزاجية إدارة ترامب في إدارة الأزمات على الصعيد الدولي. أكثر من أولئك من يستوعب لمحات من تاريخ العلاقات بين واشنطن والخرطوم، فبعد رحيل نظام الفريق إبراهيم عبّود في 1964، خرجت العلاقات السودانية مع أميركا عن إطار المصالح العليا والاحترام المتبادل إلى أجواء يكتنفها التشويش والتوتر والارتباك. وقد زاد ارتجاج المشهد السوداني الداخلي تحت أدخنة الحروب العلاقات المرتبكة تعقيداً. ظلت الحرب في الجنوب سنين محوراً لذلك الارتباك تتأرجح بين التجاهل والعداء، بين التناقض والتناطح. وتصاعد هذا التذبذب مع استيلاء الإسلاميين على السلطة، فكثيراً ما خرج عن القنوات الثنائية الى المنابر الأفريقية وأروقة المنظّمة الأممية. *** تعيين بيل كلينتون مبعوثاً شخصياً الى السودان، وترحيب نظام عمر البشير بهذا، لم يُحدثا انفراجة في التوتر المشترك. على النقيض، حرمت الإدارة الأميركية السودان من شغل المقعد الأفريقي في مجلس الأمن، داعمةً عبر حملة دبلوماسية داخل أروقة الأمم المتحدة موريشيوس. ذهب كلينتون إلى أبعد من ذلك، إذ وقع قبيل نهاية ولايته تمديد العقوبات المفروضة على السودان منذ عام 1997. كما أمر بحجز أرصدة الخرطوم لدى المصارف الأميركية. إهالةً لمزيد من ركام التوتر على العلاقات، أقرّ مجلس النواب الأميركي ما عُرف بـ"سلام السودان". ولم تر الخرطوم في زيارة مساعدة وزير الخارجية، سوزان رايس، إحدى مناطق سيطرة جون غرنغ فقط، دعماً للتمرّد بل خرقاً للسيادة. ردّاً على ذلك، ألغت الخرطوم تأشيرات القائم بالأعمال الأميركي ودبلوماسيين آخرين . زاد ارتجاج المشهد السوداني تحت أدخنة الحروب العلاقات المرتبكة مع أميركا تعقيداً *** يقول كولن باول؛ وزير الخارجية في إدارة جورج بوش الابن، إن الأخير أحبط رهانات الخرطوم على إمكانية تبدّل الحال، إذ اشترط وقف القصف في الجنوب، وتصفية المنظمات الإرهابية، للنظر في فرص تحسين العلاقات. وأبدى نظام البشير تجاوباً مع باول، إذ أعلن وقف القصف، إلا أن الخارجية الأميركية أبقت النظام السوداني على قائمة "الدول الداعمة للإرهاب". وصبّ بوش زيتاً على النار، حينما وصف السودان بأنه "بلد كوارث لحقوق الإنسان". وظلّت العلاقات تتصاعد وتهبط إيجاباً وسلباً، على إيقاع الحرب في الجنوب، حتى اتفاق نيفاشا. في ضحى ثورة ديسمبر (2018)، حدث تقاربٌ بين الخرطوم وواشنطن، انعكس صداه على جبهات عدة. ويبدو الانقلاب على الثورة، في السياق الأميركي، ردّةً إلى نظام البشير ومشروعه الحضاري. تلك رؤية سودانية في الأصل راكمت سحب الشكوك على احتمالات حدوث وفاق وطني، وكذلك انحسرت فرص تطوير العلاقات الأميركية السودانية. *** وهكذا يبدو جلياً إلى أي مدى تتعامل واشنطن من موقع ردّ الفعل. وليس ذلك التوجّه وقفاً على الشأن السوداني لمن يحاول قياسه على الصعيد الدولي. لذلك، يجافي القول بوجود مشروع سلام حمله مسعد إلى زيورخ الواقع أكثر مما يجانب المنطق. ربط اللقاء بشغف ترامب انتزاع جائزة صانع السلام أقرب إلى القبول. لا يتحرّك رجال الرئيس الأميركي بفهم متكامل لتعقيدات المشهد السوداني، غير أن الإدارة الأميركية لا تقارب المشهد وشخوصه بعيداً عن حلفائها الإقليميين. ويتزعّم البرهان معسكر رفض وقف الحرب. هناك شبه إجماع على أن الحرب بلغت مرحلة أنهكت كل أطرافها. لا تمانع الأطراف الأخرى، بل هي مستعدّة للتجاوب مع أصوات السلام. تحت هذه الضغوط المتراكبة، قبل البرهان لقاء المسؤول الأميركي. تحت الضغوط نفسها، حمل مسعد رسالة إلى زيورخ، محورها حتمية التجاوب مع نداءات السلام الصادرة من الجهات الأربع. *** إذا استوعب البرهان ومعسكره هدف ترامب، من غير المستبعد مطالبتهم بجزرة السلام. ولكن من غير المحتمل أن يكون مسعد قد لوّح بالعصا في زيورخ. ولكن ذلك لا يقلّل من أهمية الرسالة الأميركية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store