
الرياض والقاهرة
فى جنوبه يوجد مضيق باب المندب حيث الرابط ما بين المحيط الهندى والقرن الإفريقى، وفى شماله قناة السويس حيث الطريق إلى أوروبا وشمال العالم. التاريخ أضاف البشر إلى الجغرافيا؛ وفى عام 2014 قمت بزيارة متحف المملكة المعروض فى مدينة هيوستون الأمريكية؛ وإذا بى أجد وسط المقتنيات السعودية آثارا فرعونية تدل على وجود مصرى قديم؛ وتشير الآثار الفرعونية إلى تفاعلات تجارية وحضارية بين وادى النيل والشام وأرض المملكة.
بعد الإسلام وحضور صحابة نبى الإسلام الكريم إلى مصر زادت حركة البشر حينما عبرت القبائل العربية صعيد مصر، وبقى فيه من بقى وأخذ طريقه من ذهب بعد ذلك إلى شمال إفريقيا. الرابطة كانت قوية وعريقة ولم يتوقف البشر عن الاستقرار والحركة، وامتدت حتى استقرت عندما بات كلا البلدين دولة مستقلة، ومستقرة فى النظام العالمى كدولة وطنية جرى ترجمتها إلى اتفاقية صداقة فى عام 1926 واتفاقية الدفاع المشترك فى 1954.
الجوار دائما يخلق علاقات معقدة ولا تخلو أحيانا من توتر؛ وفى الحالة المصرية السعودية فإن التعقيد دائما استقر على أهمية العلاقة ومركزيتها التى لا يحبها الخصوم ولكن يغرم بها الأحباب لما فيها من قوة ضرورية لنمو ورخاء واستقرار إقليم باتت أقداره معلقة فى رقاب حكام البلدين. الواقع أنه فى كل الأحوال كانت الشرايين الجغرافية والتاريخية تعمل لصالح حيوية العلاقة؛ ورغم تربص الأعداء فإن فيها من الاتزان ما يجعلها دائما ثابتة على أقدامها.
وأحيانا فإن التعرف على الحالة يأتى مما يعترى القنوات التلفزيونية المعادية من دول أو حركات خاسرة مثل الإخوان المسلمين من تركيز على العلاقات المصرية السعودية يفصح عما فيها من كثافة وأهمية استراتيجية تظهر بقوة فى أوقات الأزمات. هؤلاء نادرا ما يتجاهلون كثافة العلاقة الاقتصادية والعسكرية بين الطرفين وكيف أن كليهما لعبا ويلعبان أدوارا هائلة فى صيانة أمن الخليج والبحر الأحمر والشرق الأوسط عامة. ليس صدفة أن إعلانات قناة العربية السعودية تبدأ بمشهد أهرامات الجيزة، وأبو الهول الذى يقف شاهدا على تاريخ عريق ومستمر على حضارات عربية قائمة.
الواقع المعاصر يُحَمل البلدين مسئوليات جسام بعد أن تحولت مقامرة «حماس» فى «طوفان الأقصى» إلى أزمة إقليمية أوقعت «القضية الفلسطينية» فى أسوأ أحوالها حيث الإبادة الجماعية والتطهير العرقى؛ والجبروت الإسرائيلى الذى يفرض على إقليم الشرق الأوسط مشروعا يمينيا متعصبا ومتوحشا. التعامل مع ذلك يحتاج قدرا هائلا من الحكمة والتوازن الاستراتيجى الذى أولا ما يحافظ على التقدم والإصلاح الجارى فى كليهما؛ وثانيا يطرح على الإسرائيليين والعالم مسارا لقيام دولة فلسطينية تكون الخيار لإقليم يماثل ذلك الذى قام فى جنوب شرق آسيا بعد نهاية الحرب الفيتنامية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 16 دقائق
- الشرق الأوسط
حلّ الدولتين... زخمٌ لن يتوقّف
«علينا أن نعمل على جعل حلّ الدولتين واقعاً ملموساً». «أطلقنا زخماً لا يمكن وقفه للوصول إلى حل سياسي في الشرق الأوسط». «الدولة الفلسطينية المستقلّة هي مفتاح السلام الحقيقي بالمنطقة». هذه الجُمَل «المفتاحية» هي من كلمة وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في «مؤتمر التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين». أو كما هو اسم المؤتمر الرسمي الكامل: «المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين». هذا المؤتمر عُقد برعاية سعودية ومشاركة فرنسية، ومن مُقدّمات المؤتمر إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزم بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية المنشودة. المؤتمر يستهدف طرح مسار زمني يؤسس لدولة فلسطينية ذات سيادة، ويُنهي الاحتلال على أرضها على أساس حل عادل ودائم، وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الأممية ذات الصلة. هناك ازدياد في وتيرة اعتراف الدول، من شتّى أنحاء العالم، خصوصاً في أوروبا والغرب، بالدولة الفلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. هذا الأمر لا يعجب إسرائيل خاصّة، إسرائيل نتنياهو ورفاقه، وهم يسعون لوأد هذا الوليد في مهده، رغم أن هذه المطالب ليست وليدة اليوم، فمثلاً في قمّة بيروت العربية 2002 كانت الخلاصة التي خرجت بها القمّة هي جوهر ما قِيل في مؤتمر نيويورك بالأمس، الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بعد طرح مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز. هناك مسارٌ قديمٌ، متصلٌ، لهذه الرؤية، وأنّه لا حلّ لهذه المعضلة إلا بقيام دولتين، على هذه الجغرافيا الحسّاسة، فلسطين وإسرائيل، وميزة هذا المؤتمر كما قال وزير الخارجية الفرنسي، جان بارو، في كلمته بهذا المؤتمر، أن دولاً إسلامية وعربية كبيرة، السعودية في مقدّمتها، أدانت هجمات السابع من أكتوبر. هذه نظرة أو تسويقٌ غربي لتسويغ هذا التوجّه الغربي الجديد، بالنسبة للجمهور الأوروبي الغربي، والواقع أن العرب منذ زمن أبدوا استعدادهم في هذا السبيل. كانت الإعاقة لهذا المسار تأتي من طرفين، غلاة إسرائيل، وغلاة فلسطين، الأولى خلفها أميركا، والثانية محور الممانعة التي ورث ممانعات صدّام حسين والقذّافي وأمثالهما. هذا هو الحلّ «الواقعي»، وغيره يعني الصراع الصِفري العدَمي العبثي التدميري، فلا إسرائيل تستطيع إلغاء فلسطين وأهلها، ولا «حماس» وقبلها الجماعات اليسارية الثورية الفلسطينية، تستطيع إلغاء إسرائيل و«رميها في البحر». المُضيّ قُدَماً في هذا الطريق يفيد أوروبا وبقية العالم أيضاً، ودعونا نتكلم بلغة منفعية، فينبوع فلسطين، هو الذي يسقي عطشى الميليشيات والفوضويات في المنطقة، التي وصل ويصل ضررها دوماً إلى العالم، والعالم الغربي على وجه الخصوص. حلّ الدولتين حاجة ماسّةٌ للعالم كله، وليس العرب وإسرائيل فقط.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
جعجع لـ«الشرق الأوسط»: سلاح «حزب الله» يضر بلبنان ولا يخيف إسرائيل
رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن سلاح «حزب الله» بات «بلا فائدة في حماية لبنان، ولا يجلب إليه سوى الضرر والخراب»، عادَّاً أن هذا السلاح لم يعد يخيف إسرائيل. وحذَّر جعجع في حوار مع «الشرق الأوسط» من الاستمرار في «التمايل يميناً ويساراً» وعدم حل مسألة هذا السلاح، عادَّاً أن لبنان أمام خيارين، أولهما اتخاذ قرار حكومي بحل التنظيمات العسكرية والأمنية، أو مواجهة صيف ساخن، أو في أحسن الأحوال صيف سيئ». وقال: «الآن ترى العالم كله يضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة، بينما لا نسمع كلمة واحدة عمّا تفعله في لبنان. علينا أن نجمع نقاط القوة للاستقواء على إسرائيل، ونحن لدينا نقاط قوة خارجية تبدأ بعلاقاتنا مع دول الخليج، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، وصولاً إلى دول الغرب وعلى رأسها أميركا، لنستطيع من خلالها وقف الاعتداءات الإسرائيلية، وأن نُخرِج إسرائيل من أرضنا ونعود إلى الوضع الطبيعي في لبنان».


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
الرياض تحشد في نيويورك لتجسيد حل الدولتين
انطلقت، أمس، أعمال المؤتمر الدولي الذي تستضيفه الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك على مدى يومين، وترعاه المملكة العربية السعودية بمشاركة فرنسية، «من أجل التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين»، وسط عدم اعتراض جدّي من الولايات المتحدة، على الرغم من اختيارها عدم المشاركة. وفي الافتتاح، شكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، المملكة العربية السعودية التي ترعى المؤتمر الدولي بمشاركة فرنسا، وقال إن المؤتمر «يُمثل فرصة نادرة»، داعياً إلى إنشاء «دولتين مستقلتين، ومتجاورتين، وديمقراطيتين، وذواتي سيادة، ومعترف بهما من الجميع، ومندمجتين بالكامل في المجتمع الدولي... على أساس خطوط ما قبل عام 1967، والقدس عاصمة لكلتا الدولتين». من جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن المملكة تؤمن بأن حل الدولتين مفتاح لاستقرار المنطقة، مشيراً إلى أن مؤتمر نيويورك محطة مفصلية نحو تنفيذ هذا الحل، ومثمناً إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نيته الاعتراف بدولة فلسطين. وأكد الوزير السعودي أن الكارثة الإنسانية في غزة يجب أن تتوقف فوراً، وأن بلاده أمَّنت مع فرنسا تحويل 300 مليون دولار من البنك الدولي لفلسطين. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في كلمته: «علينا أن نعمل على جعل حل الدولتين واقعاً ملموساً»، وأضاف: «أطلقنا زخماً لا يمكن وقفه للوصول إلى حل سياسي في الشرق الأوسط». وتشارك في المؤتمر 17 دولة، دعت في مداخلاتها إلى الاستفادة من الزخم الذي أحدثه باتجاه حل الدولتين، فضلاً عن الرئاسة السعودية - الفرنسية المشتركة في لجان مختلفة، لإعداد وثيقتين رئيسيتين يُتوقع صدورهما عن المؤتمر.