
بين البحث عن "حياة كريمة" و"التمسك بالأرض"، كيف يرى بعض الغزيين فكرة مغادرة القطاع؟
"لم أعد أحتمل، خاصة وأن الحرب قد عادت من جديد، حياتنا مهددة كل يوم، أريد مغادرة غزة"، بهذه الكلمات افتتحت علا حديثها مع بي بي سي، مبدية رغبتها في مغادرة القطاع بأسرع وقت.
ومع استئناف إسرائيل حرب غزة، يواجه سكان القطاع تحديات يومية في ظل انعدام مظاهر الحياة بسبب الدمار في القطاع ووقف المساعدات.
تحدثت بي بي سي إلى عدد من السكان الذين عبّر بعضهم عن حزنهم وغضبهم من تكرار تجربة القصف والنزوح، وأبدوا رغبتهم في الخروج إلى دولة أخرى، بينما تمسك آخرون بالبقاء في القطاع "ولو كلفهم ذلك حياتهم" كما قالوا، مؤكدين أن الرحيل ليس خياراً مهما كانت التحديات.
في هذا المقال، طرحنا السؤال التالي: لو أُتيحت لكم الفرص للخروج من غزة، هل ستخرجون؟ وهكذا جاءت الإجابات.
وفي تصريح سابق للأمم المتحدة قبل أشهر، تمكن أكثر من 110 آلاف شخص من مغادرة قطاع غزة إلى مصر قبل إغلاق معبر رفح أوائل مايو/أيار 2024، بعضهم بقي في مصر، في حين انتقل آخرون إلى دول أخرى.
وتكمن آلية مغادرة القطاع عبر دفع مبالغ طائلة لوسطاء بطرق رسمية وغير رسمية، بحسب ما ذكره أشخاص من غزة حاولوا المغادرة أو غادروا بالفعل، لكن التسهيلات تقدم بشكل خاص للمرضى والمصابين، حيث يجري تنسيق رسمي لاستقبالهم، كما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية وإسرائيلية.
تقول عُلا، من جباليا إن "معظم من حولها يرغبون في مغادرة غزة"، وأشارت إلى أن سبب ذلك هو "غياب الحياة الكريمة، فلا يوجد أماكن مناسبة للعيش، ولا طعام جيد، ولا فرص عمل، كل شيء أصبح مفقوداً حتى أبسط مقومات الحياة".
أما من يتمسّك بالبقاء في القطاع، "يرغبون في البقاء لأن لديهم مصدر دخل يمكنهم من تدبير أمورهم، لكنهم سيغادرون فور إيجاد فرصة أفضل، وهناك فئة أخرى تريد الاستثمار وتحقيق المال من خلال العمل" كما تقول عُلا.
وفيما يتعلق بفرص مغادرة غزة، تشير عُلا إلى أن "فرص الشباب في مغادرة غزة قد تكون من خلال الحصول على منح دراسية، لكن فرص العمل صعبة، وقد يتجه البعض للهجرة غير الشرعية إن استطاعوا".
وتضيف: "من ينظر إلى كبار السن في غزة يتمزق قلبه، فرصهم في مغادرة القطاع ضعيفة، إلا المرضى منهم والمصابين تستضيفهم بعض الدول للعلاج، أما البقية لا يملكون المال ولا الطعام ولا حتى خيمة، وهم فقط يبحثون عن مكان آمن بشكل يومي ويحاولون تلبية بعض احتياجاتهم، لذلك إذا أتيحت لهم فرصة جيدة، سيغادرون أيضاً"، وفق علا.
ولدى سؤالها عن الدول التي يمكن الخروج إليها، أجابت: "البعض في غزة يقول إن إندونيسيا قد تكون خياراً جيداً لكبار السن بالإضافة لدول عربية مجاورة، بينما الشباب يطمحون بالمغادرة إلى دول أوروبية".
"بلد الحروب"
وتقول علا: "من يغادر غزة من الصعب عليه أن يفكر في العودة لها، لقد أصبحت بلد الحروب، خاصة إذا نجح في الخروج واستطاع أن يؤسس حياة كريمة، ولكن إذا فشل في ذلك، فقد يعود، وفي المُحصّلة، إذا تم توفير إقامة وحياة كريمة لنا، فسنغادر دون تردد".
وتستدرك في حديثها: "ما عشناه في غزة ليس سهلاً، نحتاج سنوات للتعافي منه، رأينا الموت والجوع والفقر والبرد، وأقسى ظروف الحياة، عقولنا تعبت ولن تُشفى ذاكرتنا، خسرنا أهلنا وأولادنا وأصدقاءنا وجيراننا والكثير من معارفنا، الموت وآثاره يحيطون بنا من كل مكان"، بحسب قولها.
وأظهرت مسودة الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة خسائر كبيرة في قطاع الإسكان، حيث بلغت خسائره 15.8 مليار دولار، بما يمثل 53 في المئة من إجمالي الأضرار، وتشير البيانات إلى أن 330 ألف مبنى سكني تضرر، من بينها 272 ألف وحدة دمرت بالكامل و58.5 ألف وحدة تضررت جزئياً.
"من حقنا أن نعيش"
أما مهدي (اسم مستعار) الذي خرج قبل أشهر قليلة من مدينته رفح إلى مصر رفقة ابنته لتلقي العلاج هناك، فقال إنه ينوي البقاء في مصر قدر المستطاع، ويضيف "لا أنوي العودة إلى غزة إن لم يتم إجباري على ذلك".
ويقول مهدي الذي بدا غاضباً حين تحدثنا إليه: "يقولون إننا هربنا من غزة، لكن الحقيقة مختلفة، نحن لم نهرب، ولم نختار العيش في المعاناة، هل تريدون أن نموت تحت الأنقاض ونصبح مجرد أشلاء؟ هل يعجبكم أن تشاهدوننا موتى وممزقين؟ لا، هذا ليس هدفنا"، ويضيف: "لسنا بخائنين إذا أردنا الخروج، كل إنسان منا له طاقة تحمل، والكثير منا لم يعد يحتمل".
ويوضح مهدي: "نحن نسعى للنجاة من الموت والإبادة، ونريد أن ننجو لنروي الحقيقة لا أن نموت ونحن صامتون"، ويستدرك في حديثه: "من حقنا أن نعيش، من حقنا أن ننجو من الذل والموت والبرد والجوع والقتل، ولسنا مجرد أرقام في إحصائيات الموت اليومية".
وطالب مهدي من يطلقون أحكاماً على الغزيين دون معرفة تفاصيل حياتهم التريث، قائلاً: "لا تحكموا علينا من بعيد، لم تعيشوا واقعنا المؤلم ولا تعلمون الحقيقة كما نعلم، سنستمر في النضال على طريقتنا، ومن يظن عكس ذلك فينا، فهو في غفلة عن الحقيقة".
"نعم أريد الخروج، لكن دون شروط"
أما أحمد من شمال القطاع فيقول: "نعم، أرغب بالخروج من قطاع غزة في الوقت الحالي والذهاب إلى دولة أعمل فيها وأعيش لفترة أنا أحددها".
وعند سؤاله عن السبب، قال أحمد: "في غزة، توفيت والدتي خلال الحرب، وبقيت أنا وأخي فقط لأن والدي توفي قبل ذلك، سأخرج عندما أجد فرصة حقيقية في دولة تحتضنني أنا وأخي لنعمل ونعيش بكرامة".
وعند الحديث معه، أعاد أحمد مراراً وتكراراً القول: "أعرف أن الناس ستفهم خروجنا من غزة بشكل خاطئ".
وأضاف: "أنا والكثير من الأشخاص الذين أعرفهم نرغب في الخروج من غزة، ولكن دون أن تُفرض علينا شروط حول كيفية المغادرة أو العودة، أو حتى عدم العودة إلى غزة كما يُشاع، في النهاية هذه بلدنا ونريد أن ندخل إليها ونخرج منها بإرادتنا".
يأتي هذا في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية، إنشاء إدارة خاصة مهمتها السماح للفلسطينيين بمغادرة قطاع غزة "طوعاً".
وأشارت الوزارة إلى أن المجلس الوزاري الأمني المصغر صادق على خطتها لإنشاء إدارة مخصصة "للمغادرة الطوعية لسكان غزة إلى دولة أخرى".
وقالت في بيان إن هذه الإدارة ستعمل بإشراف وزارة الدفاع لكنها قد "تتعاون مع منظمات دولية" من أجل "ضمان المرور الآمن" للغزيين إلى هذه البلدان الأخرى، من دون أن تسميها.
"الموت يمر من أمامنا يومياً"
وقابلت بي بي سي أيضاً هديل التي انتقلت من غزة إلى الأردن بعد بدء حرب غزة بنحو 4 أشهر، والتي سردت قصتها وأسباب مغادرتها للقطاع.
وقالت هديل: "في تاريخ 28 يناير، خرجت من قطاع غزة عبر معبر رفح، ثم انتقلت عبر نويبع في رحلة بحرية إلى الأردن، هروباً من الحرب والموت، برفقة أطفالي الثلاثة، وزوجي الذي كان يحمل جواز سفر أردني، وبناءً على ذلك تمكنا من التسجيل للخروج".
"إلا أنه عند وصولنا إلى الجانب المصري، قامت المخابرات المصرية بإعادة زوجي إلى غزة، بحجة منع الرجال من الخروج من القطاع، هذا ما نعتقد، ورجع زوجي إلى غزة بينما واصلت أنا وبناتي السفر نحو الأردن"، تضيف هديل.
ووصفت معيشتها في الأردن بالمغايرة عن غزة، قائلة: "وصلنا إلى الأردن دون زوجي، واستأجرنا منزلاً ... بدأنا نعيش حياة خالية من الموت والخوف. كانت الحياة في النزوح صعبة، مريرة، ومتعبة، إلا أن أهم ما كنا نبحث عنه هو الأمان بعيداً عن الشوارع والخيام".
وتابعت: "في الوقت الذي استقرينا فيه بالأردن، كانت عائلتي وأهلي لا يزالون في غزة يواجهون أوضاعاً صعبة للغاية".
وأكّدت هديل أن "ما يُعرض على الشاشات لا يعكس حقيقة ما مررنا به في الواقع"، فقد عاشت شخصياً كابوس حرب عندما فقدت والدها في غزة فجأة نتيجة إصابته بسكتة قلبية خلال وجودها في الأردن، ما سبب لها صدمة كبيرة.
وعند سؤالها حول حياتها في غزة، أشارت إلى أن "الأيام كانت تمر ونحن نعيش في خوف دائم من الموت الذي كان يمر من أمامنا يومياً. بالنسبة لنا، كانت مغادرتنا بمثابة حلم، والله لم نكن نعتقد أننا سننجو من هذه الأوضاع الصعبة".
وأوضحت هديل أن "هناك العديد من الأشخاص في غزة الذين يتمنون السفر إلى دول أوروبية مثل بلجيكا وألمانيا واليونان، إلا أن الحصار والإغلاق والمبالغ الطائلة المطلوبة للسفر هي ما يمنعهم. وفي المقابل، هناك أيضاً من يظل متمسكاً بغزة والبقاء بها رغم صعوبة الأوضاع".
ولفتت إلى أن خيار العودة إلى غزة موجود في حال "تحسنت الأوضاع، وعاد الأمان والاستقرار، وأعيد إعمار البيوت".
وفي حين يرى البعض في الخروج من غزة فرصة لـ"العيش الكريم"، يبرز إصرار البعض الآخر على البقاء رغم الصعاب، حيث عبر العديد من سكان القطاع، عن تمسكهم بــ"أرضهم ووطنهم"، حتى في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها، على حد وصفهم.
"غزة ليست مجرد مكان نعيش فيه"
يقول سامي من دير البلح: "غزة هي بيتي، مهما كانت الظروف صعبة، لا أستطيع أن أتركها، هنا تربيت وهنا أصدقائي وعائلتي، لا أريد أن أعيش في مكان آخر، مهما كانت الحياة قاسية هنا".
وعند سؤاله عن أوضاعه وأوضاع الكثيرين في القطاع، أكّد أن "الرحيل ليس حلاً، رغم كل ما نمر به من صعوبات، غزة هي أرضنا ومهما كانت التحديات، لن نتركها، هذا وطننا ولن نغادره"، ويضيف بلهجته العامية التي امتزجت بنبرة غضب: "خلي ترامب ومن معه يحاولوا إخراجنا، والله لو على قطع رقبتنا ما بنتركلهم غزة".
ويوضح سامي: "غزة ليست مجرد مكان نعيش فيه، بل هي الأرض التي ارتبطنا بها بذكرياتنا وأحلامنا، غزة تعيش فينا".
" في قلبي لا يوجد مكان سوى غزة"
أما سلمى (اسم مستعار) فأبدت خلال حديثها معي عن رغبتها بالبقاء رغم خسارة منزلها وأحبائها، قائلة: "فقدت إخوتي وأبناء عمي، لكن أقول: لا يوجد في قلبي مكان سوى غزة، وحتى من دون منزلنا الذي هدم، ومهما كانت الظروف، سأظل هنا حتى آخر نفس".
سلمى أوضحت أن "كل يوم في غزة هو معركة جديدة، لكنني سأبقى هنا مهما كلف الأمر، من أجل ذكريات من فقدتهم، ومن أجل الأمل في غد أفضل"، مضيفة: "في ظل كل التحديات، هذا هو وطننا، ولن نغادره، الخروج من غزة ليس خياراً لي، أسعى للبقاء هنا، وسأستمر في النضال من أجل حقوقنا، لا يمكن أن نقبل بالهرب أو التخلي عن وطننا".
وتكبد قطاع الصحة داخل غزة، بحسب مسودة الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، خسائر بقيمة 6.3 مليار دولار، إلى جانب 1.3 مليار دولار أضرار مباشرة، حيث خرجت 18 مستشفى عن الخدمة بالكامل، بينما تعمل 17 مستشفى أخرى بشكل جزئي فقط.
"التهجير ضرب من الخيال"
ويقول مواطن آخر من دير البلح، فضّل عدم ذكر اسمه، إن "هناك دائماً أمل في غزة، وأنا لا أؤمن بالخروج"، ويؤكد: "إذا تركنا غزة، فإننا نترك الأمل معها".
وأضاف: "صحيح أن الحياة في غزة صعبة جداً، وأساسيات الحياة تكاد تكون معدومة، لكنني لا أستطيع أن أتصور نفسي في مكان آخر، الأرض لنا، والرحيل ليس خياراً، والتهجير ضرب من الخيال، ولو كان علينا العيش في هذه الظروف إلى الأبد، فسنفعل ذلك هنا".
ويستدرك بالقول: "نعم، هناك الكثير من الأشخاص يريدون مغادرة غزة، ولكن بالنسبة لي، لا يمكنني ترك المكان الذي نشأت فيه، نحن هنا صامدون، وسنبقى هنا مهما حدث، الارتباط بهذه الأرض يمتد إلى أعمق من مجرد العيش فيها".
ويضيف: "لقد مررنا بالكثير، ولكن غزة هي أرضنا، حتى لو كانت الحياة هنا قاسية، نحن نتمسك بمكاننا لأن هذا هو المكان الذي ننتمي إليه، الهجرة ليست حلاً، البقاء والقتال من أجل حقوقنا هو الحل".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 7 ساعات
- العربي الجديد
عراقيل لوجستية تؤخر توزيع الشركة الأميركية المساعدات في غزة
بعدما تعهد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش ، بـ"عدم إدخال ولو حبّة قمح واحدة إلى قطاع غزة بطريقة قد تصل إلى حماس "، ثم شددت إسرائيل في تصريحات مكرورة صدرت عن مسؤوليها على أن إدخال المساعدات بالطريقة السابقة "سيكون مؤقتاً"، نُشرت مقاطع مصوّرة من القطاع، أمس، تظهر فوضى شديدة نتيجة تكدّس جموع الفلسطينيين للحصول على الخبز، واليوم السبت كشف موقع "واينت" أن عمل الشركة الأميركية لتوزيع المساعدات المقرر أن يبدأ غداً، قد تأجل مجدداً. وأتى التأخير الجديد بعدما كان مقرراً أن تبدأ " مؤسسة المساعدات الإنسانية لغزة " والتي تتولاها شركة أميركية، عملها اليوم، غير أنه وفقاً للموقع تغيّر الموعد إلى الغد، ومع ذلك ستؤخر تفاصيل لوجيستية في مراكز التوزيع الأربع غير جاهزة بعد الموعدَ مجدداً. وأقامت الشركة ثلاث نقاط توزيع في منطقة رفح جنوب القطاع، بين محوري "موراغ" و" فيلادلفي "، فيما نقطة التوزيع الرابعة أقامتها بين محور "نتساريم" ومخيمات الوسط، وتحديداً على محور صلاح الدين. وتتشارك النقاط الأربع في شملها على مجمع توزيع كبير مع بابي دخول وخروج من الجهة ذاتها، وباب آخر من جهة ثانية، إضافة إلى جدار داخلي يربط بين المخرج والمدخل، فضلاً عن سواتر ترابية تحيط بالمكان. رصد التحديثات الحية سموتريتش محذراً جيش الاحتلال: حبة قمح واحدة لن تدخل إلى غزة وبحسب الطريقة التي ستتبعها مراكز التوزيع الأربعة، يحضر ممثل عن كل عائلة فلسطينية ليتسلّم طرداً غذائياً بعد إجراء فحص أمني دقيق يتيح حصوله على المساعدات. وتتخوف الشركة الأميركية بشكل أساسي من نشوء طوابير طويلة، فيما إسرائيل بحسب الموقع، تعتقد أنه بمجرد أن يبدأ التوزيع ستخف وطأة الضغوط الدولية الممارسة عليها. ودخلت أمس إلى القطاع 83 شاحنة مساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، ما رفع عددها منذ بدء إدخال المساعدات بعد توقفها لمدة شهرين كاملين إلى 388 شاحنة فقط، في وقتٍ يحتاج فيه مليونان ونصف المليون فلسطيني إلى 500 شاحنة يومياً. ووثق الفلسطينيون أمس سرقة عصابات إجرامية مسلّحة على مرأى من جنود الاحتلال، شاحنات المساعدات التي حمل بعضها حليباً للأطفال. وذلك في وقت صرّح فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن تسعة آلاف شاحنة مساعدات عالقة فيما لا يسمح الاحتلال سوى لبعضها بالدخول إلى القطاع. وفي وقتٍ سابق أمس، كشف السفير الإسرائيلي لدى واشنطن ، يحيائيل لايتر، عن أن إسرائيل شريكة في إقامة مؤسسة المساعدات الإنسانية لغزة GHF، وذلك بعدما زعمت إسرائيل أنها مبادرة أميركية بوصفها جزءاً من إطلاق سراح الأسير الاميركي-الإسرائيلي، عيدان ألكسندر. ولفت إلى أنه "أنشأنا مع الولايات المتحدة شركة مؤلفة من خريجي القوات الخاصة السابقين الذين شاركوا في مبادرات أميركية لتوزيع المساعدات في انحاء العالم وآخرها في هايتي". تقارير عربية التحديثات الحية خطة المساعدات الإسرائيلية... آلية لإفراغ شمال غزة


العربي الجديد
منذ 17 ساعات
- العربي الجديد
محافظ المركزي الكندي: الرسوم الجمركية الأميركية أقوى رياح معاكسة للاقتصاد
وصف محافط البنك المركزي الكندي تيف ماكليم الرسوم الجمركية التي يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها "أقوى رياح معاكسة" لاقتصاد بلاده، بالوضع في الاعتبار الاندماج الوثيق بين الاقتصادين، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز". وفي مقابلة مع الصحيفة، قال ماكليم إن "أهم شيء لكندا الآن هو الوصول إلى اتفاق تجاري جديد مع الولايات المتحدة حتى مع تطلع شركاتها إلى التنوع". وأضاف ماكليم في المقابلة، وفقاً لوكالة أسوشييتد برس اليوم السبت، أنه رغم أن تأثير الرسوم لم يظهر بعد في البيانات الاقتصادية، يتابع صناع السياسات "بعناية" إلى أي مدى ستؤثر على أسعار المستهلكين -التضخم-، بحسب ما نقلته وكالة بلومبيرغ للأنباء. وتدهورت العلاقات الكندية الأميركية في الأشهر الأخيرة بعد أن فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية عقابية على سلع كندية، بينها السيارات والصلب، وتحدث عن جعل كندا الولاية الأميركية رقم 51. وتذهب ثلاثة أرباع صادرات كندا إلى الولايات المتحدة، وقد أثارت الرسوم الجمركية والخطاب المعادي غضب الكنديين، ما دفع الكثيرين منهم إلى مقاطعة البضائع الأميركية والسفر إلى الولايات المتحدة. وعلّق ترامب منذ ذلك الحين بعض الرسوم ريثما يتم التفاوض، بينما علّقت كندا بعض الإجراءات المضادة مدة ستة أشهر. لكن أحدث تقرير للوظائف يظهر أن الرسوم تلحق الضرر بالاقتصاد الكندي وتؤدي إلى زيادة التقلبات في الأسواق. اختتم وزراء مالية مجموعة السبع محادثاتهم في كندا أول من أمس الخميس، معتبرين أن حالة عدم اليقين الاقتصادية التي اجتاحت العالم بعد فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية شاملة آخذة بالتراجع. ووصف وزير المالية الكندي فرانسوا فيليب شامبان المحادثات بأنها "بناءة ومثمرة" وقال إن هناك حاجة "للحد من حالة عدم اليقين من أجل زيادة النمو". وواجه وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، الذي شارك في المحادثات في بانف ناشيونال بارك في جبال روكي الكندية، انتقادات مستمرة بسبب رسوم ترامب الجمركية التي يخشى كثيرون أن تؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي العالمي. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحافيين، أول من أمس الخميس، أن الرئيس الأميركي سيحضر القمة السنوية لدول مجموعة السبع في كالغاري بولاية ألبرتا في الفترة من 15 إلى 17 يونيو /حزيران. اقتصاد دولي التحديثات الحية الكنديون يتخلصون من عقاراتهم في أميركا بسبب ترامب في السياق، هدد ترامب في منشور له على منصته الاجتماعية تروث سوشال، الجمعة، بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي تبدأ في الأول من يونيو/ حزيران، وهو ما سيؤدي على الأرجح إلى فرض ضرائب كبرى على واردات السلع الفاخرة والأدوية وغيرها من السلع التي تنتجها المصانع الأوروبية، بحسب رويترز. وأدى هذا التعليق، فضلاً عن تهديد آخر لآبل المصنعة الهواتفَ الذكية، إلى اضطراب الأسواق عالمياً بعد تراجع حدة التوتر على مدى الأسابيع الماضية. ويخطط الاتحاد الأوروبي للمضي قدماً في إعداد تدابير مضادة إذا فشلت المفاوضات التجارية مع واشنطن في تحقيق نتيجة مرضية. وقد أعد التكتل خططاً لاستهداف صادرات أميركية بقيمة 95 مليار يورو (107 مليارات دولار) برسوم جمركية إضافية رداً على رسوم ترامب "المتكافئة" ورسوم بنسبة 25% على السيارات وبعض الأجزاء، بحسب وكالة بلومبيرغ الأميركية. (أسوشييتد برس، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 20 ساعات
- العربي الجديد
عشرات الشهداء والمصابين في خانيونس ورفح
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته المكثفة على قطاع غزة، مدمّرًا منازل فوق رؤوس ساكنيها، في وقت يعتزم فيه توسيع عملياته العسكرية الليلة، مع نشر قوات إضافية داخل القطاع. ووفق موقع "واللاه" العبري، فقد أبلغ الجيش سكان بعض مستوطنات "غلاف غزة" باحتمال تصاعد العمليات، محذرًا من أصوات انفجارات قد تُسمع خلال الساعات القادمة، في ظل مواصلة التصعيد العسكري من دون أفق لوقف النار. في الأثناء، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس ، من أن الفلسطينيين في غزة "يعيشون ما قد يكون أقسى مراحل هذا الصراع الوحشي"، مشيرًا إلى أن إسرائيل منعت، طوال نحو ثمانين يومًا، دخول المساعدات المنقذة للحياة. واستند غوتيريس إلى تقرير دولي خلص إلى أن "جميع سكان غزة يواجهون خطر المجاعة"، مؤكدًا أن العائلات تُجَوّع وتُحرم من مقومات الحياة الأساسية "تحت أنظار العالم". في سياق متصل، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن رئيس جهاز "الشاباك" المعيّن حديثًا، اللواء دافيد زيني، عبّر في اجتماعات مغلقة عن رفضه التام لصفقات تبادل الأسرى، واصفًا الحرب على غزة بـ"الأبدية"، ومشدّدًا على أنه لا ينبغي وقف القصف من أجل إعادة المحتجزين. تأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه المؤشرات على رفض المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية أي مسار قد يؤدي إلى وقف الحرب أو التهدئة. وفي ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 172 ألف شخص نزحوا من قطاع غزة خلال أسبوع واحد فقط، بفعل التصعيد المستمر وإنذارات الإخلاء القسري، مشيرة إلى أن العدد الإجمالي للنازحين منذ انهيار وقف إطلاق النار في 18 مارس/ آذار بلغ أكثر من 610 آلاف شخص. ودعت المنظمة إلى "توفير وصول إنساني فوري"، محذّرة من كارثة تزداد سوءاً يوماً بعد آخر في ظل الغياب التام لأي حماية للمدنيين. تطورات الحرب على غزة يتابعها "العربي الجديد" أولاً بأول...