
سليم مصطفى بودبوس يا نار.. هل كنت بردًا وسلامًا على ورد؟ الجمعة 30 مايو 2025
قالوا سلاما.. واحتموا بـ 'مدرسة فهمي الجرجاوي' التي كانت تؤوي نازحين في 'حي الدرج' وسط قطاع غزة، قالوا سلاما وناموا لا كما ينام الأطفال يعانقون أحلام الطفولة، قالوا سلاما وناموا تحت وقع الانتظار المرعب؛ فكل شيء ممكن، قالوا سلاما ولم يناموا سوى سويعات ليستيقظ منهم من نجا من الموت الأول على دوي أربعة صواريخ حارقة، أسفرت استشهاد نحو 30 شخصًا، بينهم ستة أطفال.
وتعوّدنا المشهد؛ فمن شدة تكرار مثل هذه الوقائع صارت لا تؤثر فينا حيث ننام هانئين مستمرئين طعم المرارة وغصة الهوان.. نعم تعوّدنا المشهد حتى لم تعد توقظ ضمائرنا حتّى المشاهد الهوليودية، مشاهد الرعب، مشاهد الطفولة الموءودة تحت نيران الاحتلال، أو ربّما أيقظت بعضنا هذه المرة مشاهد مرعبة للطفلة ورد جلال الشيخ خليل، الناجية الوحيدة من عائلتها، والتي فقدت ستة من إخوتها وأخواتها في المجزرة الإسرائيلية التي استهدفت هؤلاء النازحين في مخيم للاجئين. والحقيقة أنّ عشرات الحالات بل مئات الحالات لأطفال فلسطينيين قُتلوا برصاص الاحتلال، ولآخرين تفحّموا بنيران صواريخه، وآلاف تيتّموا، وأسماء كثيرة وكثيرة جدًّا من محمّد الدرة منذ 40 سنة تقريبًا إلى ورد جلال منذ أربعة أيام أو يزيد وغيرهم كثير ممّن هزّت مشاهدهم العالم أياما ثم أقعدته وكأنّ شيئًا لم يكن.
نعم، تحرّكت على وقع مشهد الورد المحترق صفحات العالم الأزرق، بكائيات ودعوات.. وتحركت بعض الأصوات الداعية إلى السلام وإيقاف الحرب، واعتبروا ما حدث في حي الدرج جريمة حرب واضحة ممنهجة وسياسة عقاب جماعي ضد المدنيين في غزة، وبشكل خاصّ ضد الأطفال العزّل، دون أدنى اعتبار للقانون الدولي الإنساني.
نعم صدحت أصوات في بعض البرلمانات الغربية بالحق، ورفعت صور أطفال غزة، ورثى بعض النواب طفولتهم.. أما الأفعال فتتواصل على الأرض الفلسطينية السليبة: إبادة، تجويع، مهانة، إذلال، انتقام سافر من المدنيّين، عربدة في الضفة في نابلس في جنين.. أفعال يباركها كثير من الصمت العالمي والواقع العملي، ولا تؤثر فيها بعض الأصوات المبحوحة هنا والمجروحة هناك، ولا صفحات العالم الافتراضيّ.
نعم كانت النار بردًا وسلامًا على 'ورد'، وحفظها الله وأنقذها من ألسنة اللهب، وربما من التشوّه، لكن هل نجا قلبها الصغير من الصدمة؟ وهل ستنطفئ النار التي التمعت في عينيها؟ وهل سيتفتّح الـ 'ورد' من جديد في أرض فلسطين؟ لكنها لم تُطفئ لهيب الحزن في قلوبنا، ولا مرارة القهر، ولا ثقل العجز!.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 29 دقائق
- البلاد البحرينية
جائزة الصحافة
لقد أصبح تقليدا سنويا ذلك الذي يحتفي فيه الجسم الصحافي بالمملكة بجائزة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للصحافة. لقد أصبح اليوم الأول من يونيو كل عام، عيدًا للصحافيين، ويومًا سعيدًا لهم، ليس لأنهم سوف يفوزون جميعًا بالجوائز والتقديرات، إنما سيكون هناك من يمثلونهم في الفوز بالتقدير والتكريم والمكانة الصحافية التي يبحث عنها كل صحافي وكل محترف للمهنة، وكل منتظر للتصفيق الحاد. اليوم الأحد، الموافق الأول من يونيو، هو يوم آخر للصحافة البحرينية، هو يوم التقدير لأصحاب مهنة المتاعب، وهو يوم يظل دائما ماثلا في الأذهان وينتظره صحافيونا بفارغ الصبر والشوق مرة واحدة كل سنة. ولعل في تقدير صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، لصحافيينا ما يؤكد على الموقف الثابت من الدولة تجاه صناع الرأي، وحاملي أمانة الكلمة، ومسؤولية التأثير في تشكيل هوية الوطن وبناء وعيه المجتمعي المستنير. الصحافي يحتاج بالفعل للدعم، بقدر ما يبذل من جهود لأجل المحافظة على سمعة ومكانة وطنه عالية مرفرفة، ورايات بلاده مرفوعة الهامة أمام الشعوب والأمم. الصحافي بكل ما يمر به من ظروف وتحديات شأنه في ذلك شأن حامل السلاح الذي يدافع عن أمن وطنه القومي، وعن حدود بلاده مترامية الأطراف، وعن سمعة قومه التي يحاول البعض النيل منها ببث الشائعات المغرضة، والبرامج المدسوسة، والمعلومات المشوهة. الصحافي هو الذي يستطيع أن يُشكل الصورة الذهنية لبلاده أمام العالم، وهو الذي يكتشف حسن النوايا من سيئها، وهو الذي يفرز المواقف ويحولها لصالح بلاده وأمته. الصحافي هو الذي ينقل مواقف ساسته ومثقفيه وقياداته إلى الدنيا بأسرها، هو الذي يؤكد لهم أننا أمة تعايش وتسامح ومحبة وسلام، وهو الذي يذود عن ثوابت وطنه ويعبر عن عاداته وتقاليده بالأسلوب الذي يتناغم مع مفاهيم الواقع الدولي الجديد، والثورة التكنولوجية الهائلة الراهنة، وهو الذي يمكنه قبل غيره اكتساب المهارات التي تمكنه من استخدام التقنية وتصويبها نحو الهدف الصحيح في الوقت الصحيح، لذلك فإننا كثيرًا ما نجد الصحافي وهو يلهث خلف الأخبار، يعرض نفسه للخطر من أجل أن يصل بالأحداث الصحيحة والمشاهد الواضحة إلى بني أمته، وإلى شعبه والعالم بأسره، لكي يقول لهذا العالم: 'هذا موقفنا الواضح من كذا وكذا، وتلك قضيتنا المحورية والوطنية الأولى تجاه كذا وكذا'. وهو الذي يستطيع دون غيره أن يقف في وجه حملات التشويه و 'الشوشرة' والإساءة لبلادنا من أعدائنا المتربصين وهؤلاء الذين لديهم مشاريع مضادة لمشاريعنا التنموية والوطنية المجيدة، وهو الذي يحمي الاستقرار ويدافع عن الثوابت، ويساهم في بناء الهوية الوطنية بل وترسيخها في الذهنية الجمعية داخل وخارج الوطن. لذلك، أدركت قيادتنا الحكيمة أهمية الصحافة فخصصت لها يومًا تحتفي فيه بالأوائل في مايو من كل عام، ويومًا للجائزة التقديرية من سمو رئيس الوزراء لكل من يجيد في محرابه، ويتفوق في أدائه، ويقول كلمة حق لا يُراد بها باطل.


الوطن
منذ ساعة واحدة
- الوطن
الصحافة البحرينية بين جائزة رئيس الوزراء ويوبيلها الفضي
برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، يُقام هذا اليوم الحفل الختامي لجائزة سموه للصحافة، مشهدٌ يتكرر كل عام، يؤكد فيه سموه أن هذه الجائزة هي مساحة للصحافة البحرينية واعتراف بجهدها، وعنوان يُكتب باسم كل من اختار أن يحمل القلم مؤمناً بأن الكلمة أمانة، فهي مرافقة للتغيير، وتحرُس المستقبل. وبالرغم من جميع المبادرات والجوائز الإعلامية إلا أن هذه الجائزة لها معزة خاصة عند المجتمع الصحفي البحريني، فخيطها الأول نُسج في لحظة وعي سياسي بأهمية الإعلام، وسياقها الوطني نما في ظل قيادة تؤمن أن التنمية لا تكتمل دون صحافة قوية، وأن الرأي الحر لا يعد تهديداً، إنما هو شريك يساهم في إنضاج التجربة، وحين تتسع الجائزة وتكبر عاماً بعد عام، لتشمل مزيداً من الفئات والمجالات، فإنها تعكس ثقة واضحة في قدرة هذا القطاع على الإسهام، وعلى طرح الأسئلة الصعبة، دون أن يكون عكس التيار. أكثر ما يلفت هذا العام، أن حفل الجائزة يسبقه بيومٍ واحد احتفال جمعية الصحفيين البحرينية بيوبيلها الفضي، 25 سنة مرّت على تأسيس هذا الكيان، وعلى أول اجتماع للّجنة التأسيسية التي أرادت للإعلام البحريني مظلة تحفظ حقوقه، وتنظم جهده، وتُعلي من قيم المهنية وسط التحولات، احتفال أمس كان فيه نوع من الحنين واستدعاء للذاكرة، وتثبيت للأثر، كما أن تكريم المؤسسين كان فيه رسالة وفاء إلى الذين كتبوا الحرف الأول في الصفحة النقابية للإعلام، وظلوا على العهد. هذه المصادفة الجميلة، وتلاقي احتفالَي جائزة الصحافة وذكرى تأسيس الجمعية، يضفيان على هذا الأسبوع معنى خاصاً، فالصحافة البحرينية استطاعت بمحاسن الصدف أن تُظهر وجهيها معاً في مناسبتين متتاليتين، وجه يستمد زخمه من الدولة التي تؤمن بدورها وتحتفي بإبداعها، ووجه يشدّها إلى جذورها الأولى، إلى أولئك الذين رسّخوا المعنى وكتبوا وثائق التأسيس، وبين هذين الامتدادين، تمضي الكلمة في مسارها الطبيعي؛ عالية، واضحة، وفيها من الوفاء ما يحفظ الأصل، وفيها من الطموح ما يكفي لتجاوز القادم. وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال الجهد الذي يبذله سعادة وزير الإعلام الدكتور رمزان النعيمي، والذي كان حاضراً في تطوير الجائزة، كما كان حاضراً في مناقشة قانون الصحافة الجديد، القانون الذي طال انتظاره، وجاء ليستجيب لمتغيرات العصر، وينظم الإعلام الإلكتروني، ويوسّع من مساحة الحريات دون أن يتخلى عن المعايير المهنية، وهذه التشريعات هي البوابة الرئيسة نحو واقع إعلامي أكثر توازناً، يتحرك بثقة، ويكتب دون وجل، ويعرف أن الحماية تأتي من القانون، والرسالة تأتي من الضمير. أبارك للفائزين هذا العام، ممن نالوا ثقة اللجنة واحتفاء سموه، وكتبوا أسماءهم في سجل الجائزة بكل جدارة، كما أبارك لجمعية الصحفيين البحرينية ذكرى يوبيلها الفضي، ولكل من كان جزءاً من هذه المسيرة المهنية والوطنية المشرّفة.


الوطن
منذ ساعة واحدة
- الوطن
«ربع قرن».. صمود وعطاء
احتفلت جمعية الصحفيين البحرينية أمس بيوبيلها الفضي. خمسة وعشرون عاماً من العمل المتواصل، والتحديات الجسيمة، والانتصارات المهنية والإنسانية. مناسبة لا تقتصر على استذكار الماضي فحسب، بل هي لحظة تأمل في مسيرة جمعيةٍ كانت ولاتزال بيتاً جامعاً لكل الصحفيين في البحرين، بصرف النظر عن اختلافات التوجهات أو المشارب المهنية. منذ تأسيسها، لم تكن طريق الجمعية مفروشة بالورود، بل واجهت تحديات حقيقية في سبيل ضمان استمراريتها، وتحقيق رسالتها في دعم الصحفيين والدفاع عن حقوقهم المهنية، في ظل موارد محدودة وظروف إعلامية متغيرة. ومع ذلك، استطاعت الجمعية أن تصمد، وأن تحافظ على مكانتها كمظلة جامعة لكل من آمن بالكلمة الحرة والمسؤولة. اللافت في مسيرة الجمعية، أنها تأسست مباشرة بعد تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم، فكانت من أوائل الثمار المؤسسية للمشروع الإصلاحي الكبير، الذي أرسى دعائم حرية الرأي والتعبير، وفتح الباب أمام المجتمع المدني ليلعب دوره الحيوي في النهضة الوطنية. الجمعية حظيت منذ بداياتها، ولاتزال، بدعم ملكي كريم، يعكس إيمان جلالة الملك العميق بالدور الوطني الذي تضطلع به الصحافة، وبأهمية أن يكون للصحفيين كيان يحمي مصالحهم ويوفر لهم الحاضنة المهنية التي يستحقونها. كما أن سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله، يولي اهتماماً كبيراً ومتزايداً بالصحافة الوطنية، ويؤمن بدورها كشريك رئيس في عملية البناء والإنجاز، وهو ما يظهر في مختلف المبادرات الحكومية التي تعزز مناخ الحريات الإعلامية وتدعم المؤسسات الصحفية. بالنسبة لي على المستوى الشخصي، أشعر بفخر واعتزاز كبيرين لكوني عاصرت ولادة الجمعية، وكان لي شرف المساهمة في مسيرتها منذ مراحلها المبكرة، حيث دخلت مجلس الإدارة في دورتها الانتخابية الثانية، وتوليت حينها رئاسة لجنة الحريات وحقوق الإنسان، في وقت كانت فيه قضايا حرية التعبير وحقوق الصحفيين تحت المجهر، ما ألقى على عاتقنا مسؤوليات مضاعفة. كما أعتز بأنني توليت لاحقاً منصب نائب رئيس الجمعية، في مرحلة كانت مليئة بالتحديات المهنية الجسيمة التي واجهت الصحافة البحرينية، ما استدعى تماسكاً أكبر وتفانياً في العمل من أجل خدمة الجسم الصحفي والدفاع عن مكتسباته. إنها محطات أستذكرها اليوم بكل فخر، لأنها كانت جزءاً من مشروع جماعي آمن بأهمية الكلمة وبضرورة وجود كيان مهني صلب ينهض بالصحفيين ويعبّر عنهم. اليوم، ونحن نحتفي بهذا الإنجاز التاريخي، لا يسعنا إلا أن نرفع القبعة تقديراً وامتناناً لكل من أسهم في هذا المشوار، من رؤساء وأعضاء مجالس الإدارة المتعاقبين، إلى الصحفيين الذين التحقوا بالجمعية وساهموا في جعلها صوتاً حقيقياً للمهنة وهمومها. الآمال معقودة بأن تحظى جمعية الصحفيين البحرينية بمزيد من الدعم والإسناد، حتى تتمكن من تطوير برامجها، وتعزيز قدراتها، وتمكين الجيل الجديد من الصحفيين الذين ينخرطون في هذه المهنة النبيلة، إيماناً بأن الصحافة كانت وستظل أحد الأعمدة الأساسية في بناء الأوطان والدفاع عن مكتسباتها. كل عام وجمعية الصحفيين البحرينية بخير، وكل عام والكلمة الحرة بخير.