logo
في العمق السيبيري... «شبكة العنكبوت» الأوكرانية تشل ثلث قاذفات روسيا الاستراتيجية

في العمق السيبيري... «شبكة العنكبوت» الأوكرانية تشل ثلث قاذفات روسيا الاستراتيجية

الشرق الأوسطمنذ 7 أيام

تمكنت أجهزة مخابرات أوكرانية من مهاجمة قاذفات قنابل استراتيجية روسية في قواعد جوية، اليوم الأحد، عن طريق إخفاء طائرات مسيرة محملة بمتفجرات داخل أسطح أعشاش خشبية، وفقا لمسؤول أمني أوكراني وصور منشورة على الإنترنت.
وتم تحميل تلك الأعشاش الخشبية على شاحنات تم نقلها إلى محيط القواعد الجوية. وقال المسؤول إن ألواح سقفها رفعت عبر آلية عن بعد مما سمح للطائرات المسيرة بالتحليق وبدء الهجوم. وقال المسؤول الأمني، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن الضربات نفذت، اليوم الأحد، على أربع قواعد جوية، وإن إجمالي 41 طائرة حربية روسية أُصيبت من ضمنها ثلث قاذفات صواريخ كروز الاستراتيجية. ولم يتسن لوكالة «رويترز» التحقق من صحة ذلك بشكل مستقل.
لقطة من فيديو نشره مصدر في جهاز الأمن الأوكراني لهجوم بمسيرات أوكرانية في عمق الأراضي الروسية (أ.ب)
وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، بالنتائج «الرائعة» للهجوم المنسّق بطائرات مسيّرة الذي نفذته قواته على مطارات عسكرية روسية، مؤكدا أنها العملية «الأبعد مدى» لبلاده داخل روسيا.
وقال زيلينسكي: «هذه هي عمليتنا الأبعد مدى حتى الآن»، واصفا النتائج بأنها «رائعة للغاية». وأكد أيضا أن العناصر الذين شاركوا في الهجوم «تم إخراجهم من الأراضي الروسية في الوقت المناسب».
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يهنئ فاسيل ماليوك رئيس جهاز الأمن الأوكراني بنجاح عملية «شبكة العنكبوت» في روسيا (قناة زيلينسكي عبر تليغرام)
وأظهرت مقاطع فيديو وصور لم يتم التحقق منها نشرت على وسائل تواصل اجتماعي روسية قاذفات قنابل استراتيجية تشتعل فيها النيران في قاعدة بيلايا الجوية في منطقة إيركوتسك بسيبيريا.
وقال إيغور كوبزيف حاكم منطقة إيركوتسك، اليوم الأحد، إن طائرات مسيرة هاجمت وحدة عسكرية روسية قرب قرية سريدني القريبة من قاعدة بيلايا الجوية، رغم أنه لم يحدد هدف الهجوم. وأضاف أن الطائرات المسيرة انطلقت من شاحنة.
صورة من مقطع فيديو نشره جهاز الأمن الأوكراني لما يقول إنها عدة طائرات مشتعلة في قاعدة بيلايا الجوية شرق سيبيريا (أ.ف.ب)
يأتي ذلك فيما أعلنت أوكرانيا أنّ أراضيها استُهدفت ليلاً بـ472 مسيرة روسية، في أوسع هجوم روسي جوي منذ بدء الحرب في فبراير (شباط) 2022، وعشية انطلاق ثاني جولة من المحادثات المباشرة بين وفدي موسكو وكييف في إسطنبول.
وهجوم منطقة إيركوتسك وهو أول هجوم من نوعه حتى الآن ينفذ في منطقة تبعد كل تلك المسافة عن خطوط المواجهة إذ تقع على بعد أكثر من 4300 كيلومتر.
ويتجاوز ذلك مدى الطائرات المسيرة الهجومية بعيدة المدى أو الصواريخ الباليستية التي تملكها أوكرانيا في ترسانتها، لذا تطلب الأمر مخططا خاصا لتقريب الطائرات المسيرة بما يكفي من الهدف.
وقال المسؤول الأمني الأوكراني إن العملية التي حملت اسم (سبايدرز ويب) أو «شبكة العنكبوت» أشرف عليها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنفسه مع رئيس جهاز المخابرات.
فاسيل ماليوك رئيس جهاز الأمن الأوكراني يدرس خريطة لمواقع المطارات الروسية في مكتبه بأوكرانيا (جهاز الأمن الأوكراني - أ.ب)
وقدر جهاز الأمن الأوكراني الخسائر الروسية في الهجوم على مطارتها اليوم بنحو 7 مليارات دولار أميركي.
وأضاف، في بيان، «هذه هي التكلفة التقديرية للطيران الاستراتيجي للعدو الذي تعرض للضرب اليوم نتيجة العملية الخاصة (ويب) التي نفذها جهاز الأمن الأوكراني».
وتابع: «تم استهداف 34 في المئة من قاذفات صواريخ كروز الاستراتيجية في المطارات الرئيسية لروسيا»، مشيرا إلى أن سينشر تفاصيل عن العملية الخاصة لاحقًا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، إن أوكرانيا نفذت «هجوماً إرهابياً» باستخدام طائرات بدون طيار ضد مطارات في مناطق مورمانسك وإيركوتسك وإيفانوفو وريازان وأمور.
وأضافت الوزارة، في بيان عبر تطبيق «تليغرام»، أنها تصدت لـ «جميع الهجمات الإرهابية في المطارات العسكرية في مناطق إيفانوفو وريازان وأمور». وتابعت: «في منطقتي مورمانسك وإركوتسك، ونتيجة إطلاق الطائرات بدون طيار من الأراضي الواقعة في المنطقة المجاورة مباشرة للمطارات، اشتعلت النيران في عدة طائرات، وتم إخماد الحرائق. ولم تقع إصابات في صفوف العسكريين أو المدنيين»، وأكدت «اعتقال بعض المشاركين في الهجمات الإرهابية».
صورة نشرها جهاز الأمن الأوكراني لطائرات من دون طيار في موقع غير معلن (أ.ف.ب)
من جانبه، أشار حاكم منطقة إيكوستك، إيغور كوبزيف، الأحد، إلى «هجوم بمسيّرات» على قرية سريدني، المجاورة لقاعدة بيلايا. وقال إن «هذا أول هجوم مماثل في سيبيريا»، داعياً السكان إلى عدم «الاستسلام للذعر».
ونشر مقطع فيديو يبدو أنّه تمّ تصويره من بعض السكان، يُظهر طائرة من دون طيار بينما كانت تحلّق وسحابة دخان كثيفة من مكان بعيد. وأشار المصدر الأوكراني إلى أنّ الهجوم استهدف كذلك مطار أولينيا الواقع في المنطقة القطبية الشمالية التابعة لروسيا، على بعد نحو 1900 كيلومتر من أوكرانيا. فيما أكّد حاكم منطقة مورمانسك أندريه تشيبيس، أن «مسيّرات عدوّة» كانت تحلّق في السماء، مشيراً إلى تفعيل المضادات الجوية.
وتزامن الهجوم الأوكراني الواسع مع تأكيد زيلينسكي إرسال بلاده وفداً إلى إسطنبول لإجراء جولة جديدة من محادثات السلام المباشرة مع روسيا، الاثنين.
وقال زيلينسكي، في منشور على منصة «تلغرام»، إنّ الأولويات بالنسبة إلى أوكرانيا هي التوصل إلى «وقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار»، بالإضافة إلى «إعادة الأسرى» والأطفال الأوكرانيين الذين تتهم كييف موسكو باختطافهم.
جانب من جولة المفاوضات الأولى بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول يوم 15 مايو (أ.ب)
ومن الجانب الروسي، توجّه وفد الأحد إلى إسطنبول، حسبما أفادت وكالات أنباء روسية رسمية نقلاً عن مصادر لم تحددها. وقال مصدر لوكالة «تاس» إن «فريق التفاوض غادر إلى إسطنبول».
وأجرى الوفدان الروسي والأوكراني جولة أولى من المحادثات في إسطنبول في 16 مايو (أيار)، بهدف إنهاء الحرب التي اندلعت في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في 22 فبراير 2022. لكن اللقاء لم يثمر عن نتائج مهمّة، ما عدا الاتفاق على أكبر عملية تبادل للأسرى بين الجانبين.
ورغم الجهود الدبلوماسية، لا تزال مواقف أوكرانيا وروسيا متعارضة. وتطالب موسكو خصوصاً بأن تتخلّى كييف نهائياً عن مساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وعن المناطق الأوكرانية الخمس التي أعلنت ضمّها. في المقابل، ترفض كييف هذه الشروط، وتطالب بانسحاب كامل للقوات الروسية من أراضيها. كذلك، ترفض موسكو وقفاً غير مشروط لإطلاق النار، تدعو إليه كييف وواشنطن والدول الأوروبية. وجدد الرئيس الأوكراني، الأحد، دعوته إلى «التحضير لاجتماع على أعلى مستوى»، أي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وسبق أن اقترح عقد لقاء مماثل مع بوتين، إلا أن ذلك لم يَلقَ ترحيباً من سيّد الكرملين.
كشفت وكالة «رويترز» عن أن المفاوضين الأوكرانيين المشاركين في محادثات إسطنبول، المرتقبة، الاثنين، سيقدمون للجانب الروسي خريطة طريق مقترحة للتوصل إلى تسوية سلمية دائمة للحرب بين البلدين. وتبدأ خريطة الطريق المقترحة، وفق وثيقة اطّلعت عليها وكالة «رويترز»، بوقف كامل لإطلاق النار 30 يوماً على الأقل، تتبعه عودة جميع الأسرى الذين يحتجزهم البلدان، إلى جانب الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا إلى الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، ثم عقد اجتماع بين الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين.
I heard reports from the Minister of Defense of Ukraine, the Minister of Foreign Affairs, the General Staff, our intelligence agencies, and the Security Service of Ukraine. Our defense, our active actions, and our diplomacy.We are doing everything to protect our independence,... pic.twitter.com/MAz2stbUUR
— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) June 1, 2025
وتنصّ خريطة الطريق على أن تعمل موسكو وكييف بمشاركة الولايات المتحدة وأوروبا على صياغة الشروط التي يمكن للبلدين الاتفاق عليها لإنهاء الحرب. وقال مسؤولون أوكرانيون قبل أيام إنهم أرسلوا خريطة الطريق إلى الجانب الروسي قبل محادثات إسطنبول. وتتشابه الشروط الإطارية التي طرحتها كييف في الوثيقة إلى حدّ بعيد مع الشروط التي سبق أن قدمتها. وتشمل هذه الشروط عدم فرض أي قيود على قوة أوكرانيا العسكرية بعد التوصل إلى اتفاق سلام، وعدم الاعتراف الدولي بالسيادة الروسية على أجزاء من أوكرانيا استولت عليها موسكو، ودفع تعويضات لأوكرانيا. وجاء في الوثيقة أيضاً أن المفاوضات المتعلقة بالأراضي ستبدأ من الموقع الحالي لخط المواجهة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجيش الروسي يتقدم وسط شرق أوكرانيا
الجيش الروسي يتقدم وسط شرق أوكرانيا

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

الجيش الروسي يتقدم وسط شرق أوكرانيا

تقدّمت القوات الروسية، اليوم (الأحد)، باتجاه أطراف منطقة دنيبروبتروفسك وسط شرق أوكرانيا، في وقت يشهد خلافاً علنياً بين البلدين بشأن مفاوضات السلام، وتبادل آلاف من جثث الجنود الذين سقطوا في الحرب. ورغم الحديث عن السلام، لا تشهد الحرب إلا التصعيد مع سيطرة الجيش الروسي على مزيد من الأراضي في أوكرانيا، وشن كييف هجمات بطائرات مسيرة على أسطول قاذفات قنابل روسي قادر على حمل أسلحة نووية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، وصول وحدات من فرقة مدرعات روسية إلى الجبهة الغربية لمنطقة دونيتسك، وتهاجم منطقة دنيبروبتروفسك المحاذية لها. وأفادت روسيا بأنها أسقطت 61 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل على منطقة موسكو، ما أسفر عن إغلاق مؤقت لاثنين من المطارات الرئيسية التي تخدم العاصمة. وأوقفت وكالة النقل الجوي الفيدرالية الروسية الرحلات في مطاري فنوكوفو، ودوموديدوفو؛ لضمان سلامة الملاحة الجوية. وأكد رئيس بلدية موسكو على تطبيق تليغرام، أن وحدات الدفاع الجوي دمرت 9 طائرات مسيرة كانت متجهة إلى موسكو. في المقابل، أكدت قوات الدفاع في جنوب أوكرانيا، أن روسيا لم تتخل عن عزمها دخول منطقة دنيبروبتروفسك، لكن جنودنا يحافظون ببسالة واحترافية على قطاعهم من الجبهة، ويعرقلون خطط موسكو. وأظهرت خرائط من موقع «ديب ستيت» الموالي لأوكرانيا، تواجد قوات روسية في منطقة قريبة جداً من دنيبروبتروفسك، التي كان يقطنها أكثر من 3 ملايين نسمة قبل الحرب. أخبار ذات صلة وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني، ديميترو زابوروجيتس، إن القوات الروسية تحاول «بناء رأس جسر للهجوم» على كوستيانتينيفكا، وهي مركز لوجستي مهم للجيش الأوكراني. وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية، أن روسيا أطلقت 49 مسيرة، وشراك خداعية متفجرة وثلاثة صواريخ خلال الليل، أسقطت منها 40 مسيرة أو قامت بالتشويش عليها إلكترونياً. من جانبهم، قال مسؤولون روس إن موسكو لا تزال تنتظر تأكيداً رسمياً من كييف بأن التبادل المخطط لـ6,000 جثة لجنود سقطوا في المعارك سيحدث، متهمين أوكرانيا بتأجيل عملية التبادل، وهو ما نفته كييف. ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، عن ممثل فريق التفاوض الروسي، الفريق الروسي ألكسندر زورين، قوله، إن قطارات تحمل رفات جنود أوكرانيين ستبدأ في التحرّك صوب الحدود في غضون ساعة. وأضاف أن روسيا سلمت الدفعة الأولى من 1,212 جثة لجنود القوات المسلحة الأوكرانية إلى موقع التبادل على الحدود، وتنتظر تأكيداً من الجانب الأوكراني، لكن هناك «إشارات» إلى أن عملية نقل الرفات ستؤجل حتى الأسبوع القادم. وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات، بتعريض خطط تبادل 6,000 جثة لجنود سقطوا في المعارك للخطر، وهو ما جرى الاتفاق عليه خلال محادثات مباشرة في إسطنبول الإثنين الماضي، لم تحرز أي تقدم نحو إنهاء الحرب.

روسيا تتقدم نحو وسط شرق أوكرانيا.. وخلافات بشأن تبادل رفات الجنود
روسيا تتقدم نحو وسط شرق أوكرانيا.. وخلافات بشأن تبادل رفات الجنود

الشرق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق السعودية

روسيا تتقدم نحو وسط شرق أوكرانيا.. وخلافات بشأن تبادل رفات الجنود

أعلنت روسيا، الأحد، تقدم قواتها صوب أطراف منطقة دنيبروبتروفسك بوسط شرق أوكرانيا، في وقت يشهد خلافاً علنياً بين موسكو وكييف بشأن مفاوضات السلام، وتبادل آلاف من جثث الجنود الذين سقطوا في الحرب. ورغم الحديث عن السلام، لا تشهد الحرب إلا التصعيد مع سيطرة القوات الروسية على مزيد من الأراضي في أوكرانيا وشن كييف هجمات بطائرات مسيرة على أسطول قاذفات قنابل روسي قادر على حمل أسلحة نووية. وتقول موسكو أيضاً إن أوكرانيا تنفذ هجمات على السكك الحديدية. وتظهر خرائط مفتوحة المصدر يعدها موالون لأوكرانيا، أن روسيا، التي تسيطر على ما يقل قليلاً فحسب عن 20% من مساحة أوكرانيا، سيطرت على أكثر من 190 كيلومتراً مربعاً من منطقة سومي في شرق أوكرانيا في أقل من شهر. ووفق وزارة الدفاع الروسية، وصلت وحدات من فرقة مدرعات روسية إلى الجبهة الغربية لمنطقة دونيتسك، وتهاجم منطقة دنيبروبتروفسك المحاذية لها. إغلاق مؤقت لمطارين وقالت روسيا، الأحد، إنها أسقطت 61 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل على منطقة موسكو، ما أسفر عن إغلاق مؤقت لاثنين من المطارات الرئيسية التي تخدم العاصمة. وقالت وكالة النقل الجوي الفيدرالية الروسية (روسافياتسيا) عبر تليجرام، إنها أوقفت الرحلات في مطاري فنوكوفو، ودوموديدوفو، لضمان سلامة الملاحة الجوية. وذكر سيرجي سوبيانين، رئيس بلدية موسكو على تطبيق تليجرام، أن وحدات الدفاع الجوي، دمرت 9 طائرات مسيرة كانت متجهة إلى موسكو بحلول الساعة 04:00 بتوقيت جرينتش. وأضاف سوبيانين، أن فرق الطوارئ توجهت إلى مواقع سقوط حطام الطائرات المسيرة في الهجوم الذي وقع خلال الليل. ولم يتم الإبلاغ بعد عن وقوع أي أضرار. وأفاد حاكم منطقة تولا، بأن هجوماً شنته أوكرانيا بطائرات مسيرة، أدى لاندلاع حريق استمر لوقت قصير في مصنع آزوت للكيماويات، وأسفر عن إصابة شخصين. تقدم روسي في المقابل، قالت قوات الدفاع في جنوب أوكرانيا على تطبيق تليجرام: "العدو لا يتخلى عن عزمه دخول منطقة دنيبروبتروفسك. جنودنا يحافظون ببسالة واحترافية على قطاعهم من الجبهة، ويعرقلون خطط المحتل. هذا العمل لا يتوقف للحظة واحدة". وأظهرت خرائط من موقع "ديب ستيت" الموالي لأوكرانيا، تواجد قوات روسية في منطقة قريبة جداً من دنيبروبتروفسك، التي كان يقطنها أكثر من 3 ملايين نسمة قبل الحرب. وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني، ديميترو زابوروجيتس، إن القوات الروسية تحاول "بناء رأس جسر للهجوم" على كوستيانتينيفكا، وهي مركز لوجستي مهم للجيش الأوكراني. وفي تطور آخر، قالت القوات الجوية الأوكرانية، الأحد، إن روسيا أطلقت 49 مسيرة، وشراك خداعية متفجرة وثلاثة صواريخ خلال الليل، أسقطت منها 40 مسيرة أو قامت بالتشويش عليها إلكترونياً، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية. وكانت روسيا تسيطر على مساحة تبلغ 113.273 كم مربع، أو 18.8% من الأراضي الأوكرانية حتى 7 يونيو، بحسب خريطة موقع موقع "ديب ستيت"، وهذه مساحة أكبر من مساحة ولاية فيرجينيا الأميركية. وتشمل المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية شبه جزيرة القرم، وأكثر من 99% من منطقة لوجانسك، وأكثر من 70% من مناطق دونيتسك وزابوروجيا وخيرسون، وجميعها في الشرق أو الجنوب الشرقي، وأجزاء من منطقتي خاركيف وسومي في الشمال الشرقي. تأخير تبادل الأسرى وقال مسؤولون روس، الأحد، إن موسكو لا تزال تنتظر تأكيداً رسمياً من كييف بأن التبادل المخطط لعدد 6 آلاف جثة لجنود سقطوا في المعارك سيحدث، مكررين اتهامات بأن أوكرانيا أجلت عملية التبادل. ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء، عن ممثل فريق التفاوض الروسي، الفريق الروسي ألكسندر زورين، قوله، الأحد، إن قطارات تحمل رفات جنود أوكرانيين ستبدأ في التحرّك صوب الحدود في غضون ساعة. وأضاف أن روسيا سلمت الدفعة الأولى من 1212 جثة لجنود القوات المسلحة الأوكرانية إلى موقع التبادل على الحدود، وتنتظر تأكيداً من الجانب الأوكراني، لكن هناك "إشارات" إلى أن عملية نقل الرفات ستؤجل حتى الأسبوع المقبل. واتهمت موسكو، السبت، كييف، بتأخير تبادل أسرى وإعادة رفات 12 ألف جندي لكن أوكرانيا نفت ذلك. وتبادلت كل من روسيا وأوكرانيا الاتهامات، بتعريض خطط تبادل 6 آلاف جثة لجنود سقطوا في المعارك للخطر، وهو ما جرى الاتفاق عليه خلال محادثات مباشرة في إسطنبول الاثنين الماضي، لم تحرز أي تقدم نحو إنهاء الحرب. والخميس، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الحرب في أوكرانيا، بأنها شجار أطفال، وألمح إلى أنه قد يترك الصراع دائراً ببساطة. اتهامات بشأن الاستعداد للسلام وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء الماضي، إنه لا يعتقد أن القادة الأوكرانيين يريدون السلام، واتهمهم بإصدار أمر بقصف بريانسك في غرب روسيا، ما أسفر عن سقوط سبعة وإصابة 115 قبل يوم من عقد محادثات في تركيا. ولم تعلق كييف على الهجوم الذي استهدف جسر بريانسك، واتهمت بدورها روسيا بعدم الجدية في السعي للسلام، مشيرة إلى مقاومة روسيا لفكرة وقف إطلاق النار الفوري. وقال بوتين لترمب، الأربعاء، إنه سيتعين عليه الرد على الهجمات الأوكرانية بطائرات مسيرة على أسطول القاذفات الروسي، وقصف السكك الحديدية. وقال مسؤولون أميركيون لوكالة "رويترز"، إن الولايات المتحدة، تعتقد أن تهديد بوتين بالانتقام من أوكرانيا بسبب هجماتها لم يحدث بعد بشكل جدي، ومن المرجح أن يكون ضربة كبيرة ومتعددة الجوانب. واستهدفت روسيا مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا مساء الجمعة، وخلال الليل بطائرات مسيرة وصواريخ وقنابل موجهة، ما أسفر عن سقوط 4 أشخاص على الأقل، وإصابة أكثر من 60 آخرين بينهم طفل رضيع، حسبما أفاد مسؤولون محليون السبت. وتطالب روسيا باعتراف دولي بشبه جزيرة القرم، وهي شبه جزيرة ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014، و4 مناطق أخرى في أوكرانيا تطالب بها موسكو كأراضيها. وسيتعين على أوكرانيا سحب قواتها من جميع هذه المناطق.

في ظل الشراكة.. وثيقة سرية روسية تكشف عن "مخاوف استخباراتية" تجاه الصين
في ظل الشراكة.. وثيقة سرية روسية تكشف عن "مخاوف استخباراتية" تجاه الصين

الشرق السعودية

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق السعودية

في ظل الشراكة.. وثيقة سرية روسية تكشف عن "مخاوف استخباراتية" تجاه الصين

يساور أجهزة مكافحة التجسس الروسية، قلق متزايد من "أنشطة تجسس" صينية، رغم التقارب المتصاعد بين موسكو وبكين؛ ففي العلن، يؤكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن علاقات بلاده المتنامية مع الصين "راسخة"، وأنها شراكة استراتيجية عسكرية واقتصادية دخلت "عصراً ذهبياً"، وهو ما أثار قلقاً بالفعل في واشنطن. لكن خلف الجدران وداخل أروقة مقر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) في مبنى "لوبيانكا" بالعاصمة موسكو، تُطلق وحدة استخباراتية سرية على الصينيين وصف "العدو"، وفق صحيفة "نيويورك تايمز". وأشارت الصحيفة الأميركية، السبت، إلى أن هذه الوحدة، التي لم يُكشف عنها سابقاً، حذرت من أن الصين تمثل "تهديداً خطيراً" للأمن الروسي. ويقول ضباط الوحدة، إن بكين تكثف محاولاتها لتجنيد "جواسيس روس"، والحصول على تقنيات عسكرية حساسة، أحياناً عبر إغراء علماء روس ساخطين. مخاوف روسية وأضاف الضباط، وفق "نيويورك تايمز"، أن الصين تتجسس على العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا بهدف دراسة الأسلحة الغربية وأساليب القتال، معربين عن خشيتهم من أن يكون الأكاديميون الصينيون يُمهدون للمطالبة بأراض روسية. كما حذر الضباط من أن عملاء الاستخبارات الصينية ينفذون أنشطة تجسس في القطب الشمالي، تحت غطاء شركات تعدين ومراكز أبحاث جامعية. هذه التهديدات وردت في وثيقة داخلية من 8 صفحات صادرة عن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، حصلت عليها "نيويورك تايمز"، وتحدد الوثيقة أولويات مواجهة التجسس الصيني. وقالت "نيويورك تايمز"، إن الوثيقة غير مؤرخة، ما يثير احتمال كونها مسودة، لكن السياق يشير إلى أنها كُتبت في أواخر عام 2023 أو أوائل 2024. وحصلت مجموعة "أريس ليكس" (Ares Leaks) المتخصصة في الجرائم الإلكترونية، على الوثيقة دون أن توضح كيفية ذلك، ما يجعل من المستحيل التحقق منها بشكل قاطع. إلا أن الصحيفة شاركت الوثيقة مع 6 وكالات استخبارات غربية، أكدت جميعها صحتها. تغيّر ميزان القوى وتقدم الوثيقة "أوضح رؤية حتى الآن" حول نظرة أجهزة مكافحة التجسس الروسية تجاه الصين. فمنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، تغير ميزان القوى العالمي بفعل التحالف الجديد بين موسكو وبكين. وتُعد هذه الشراكة المتسارعة من أكثر العلاقات "تأثيراً وغموضاً" في الجغرافيا السياسية الحديثة، وفق "نيويورك تايمز". وقد صمدت روسيا في وجه سنوات من العقوبات المالية الغربية عقب حرب أوكرانيا، رغم توقعات الكثير من الساسة والخبراء بانهيار الاقتصاد الروسي. ويعود الفضل في ذلك، إلى حد كبير، إلى الصين. وأوضحت الصحيفة، أن الصين هي أكبر مشترٍ للنفط الروسي، وتوفر رقائق الحواسيب والبرمجيات والمكونات العسكرية الأساسية. وحين غادرت الشركات الغربية روسيا، حلت العلامات التجارية الصينية مكانها. ويؤكد البلدان رغبتهما في التعاون في عدد كبير من المجالات، تشمل صناعة الأفلام وبناء قاعدة على سطح القمر. ويسعى بوتين ونظيره الصيني شي جين بينج إلى ترسيخ شراكة وصفاها بأنها "بلا حدود"، لكن المذكرة "السرية للغاية" من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، تكشف أن لهذه الشراكة حدوداً بالفعل. وقال أندريه سولداتوف، الخبير في شؤون أجهزة الاستخبارات الروسية والمقيم في بريطانيا، والذي راجع الوثيقة بطلب من الصحيفة: "لدينا القيادة السياسية، وهؤلاء جميعاً يؤيدون التقارب مع الصين، ولدينا أجهزة الاستخبارات والأمن، وهؤلاء شديدو الريبة". وقالت "نيويورك تايمز"، إن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف رفض التعليق على الوثيقة، وكذلك لم ترد الخارجية الصينية على طلبات الصحيفة بشأن التعليق على الوثيقة. معركة استخباراتية "متسارعة" تدور معركة استخباراتية "متوترة ومتسارعة التطور" في الخفاء بين دولتين تبدوان صديقتين في العلن. فقبل 3 أيام من غزو أوكرانيا في عام 2022، وافق جهاز الأمن الفيدرالي الروسي على برنامج جديد لمكافحة التجسس يحمل اسم Entente-4، بحسب ما ورد في الوثيقة الروسية. ويبدو أن الاسم الرمزي، الذي يشير بسخرية إلى تنامي الصداقة مع بكين، يخفي هدف البرنامج الحقيقي، وهو منع الجواسيس الصينيين من تقويض المصالح الروسية. ورجحت الصحيفة، أن توقيت البرنامج لم يكن صدفة، إذ كانت روسيا تنقل معظم مواردها العسكرية والاستخباراتية إلى أوكرانيا، التي تبعد أكثر من 4 آلاف ميل عن حدودها مع الصين، وربما خشيت أن تستغل بكين هذا الانشغال لصالحها. ومنذ ذلك الحين، بحسب الوثيقة، رصدت الأجهزة الروسية تصعيداً في أنشطة الاستخبارات الصينية. إذ كثف العملاء الصينيون محاولاتهم لتجنيد مسؤولين وخبراء وصحافيين ورجال أعمال روس مقربين من دوائر السلطة في موسكو. ولمواجهة ذلك، وجه جهاز الأمن الفيدرالي ضباطه إلى اعتراض هذا "التهديد"، و"منع انتقال معلومات استراتيجية مهمة إلى الصينين". كما طُلب من الضباط عقد لقاءات مباشرة مع المواطنين الروس الذين يعملون عن قرب مع الصين، وتحذيرهم من أن بكين تسعى لاستغلال روسيا والحصول على أبحاث علمية متقدمة، وفق ما ورد في الوثيقة. وأمر جهاز الأمن الفيدرالي بـ"جمع المعلومات باستمرار عن المستخدمين" على تطبيق المراسلة الصيني "وي تشات"، بحسب ما ورد في الوثيقة، بما في ذلك اختراق هواتف المستهدفين في عمليات التجسس وتحليل البيانات باستخدام أداة برمجية خاصة تحتفظ بها وحدة تابعة للهيئة. قلق في واشنطن وقالت "نيويورك تايمز"، إن احتمال إقامة تحالف طويل الأمد بين حكومتين "استبداديتين"، يبلغ عدد سكانهما معاً نحو 1.6 مليار نسمة وتمتلكان نحو 6 آلاف رأس نووي، أثار قلقاً عميقاً في واشنطن. ويرى بعض المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أنه بإمكان الولايات المتحدة عبر التواصل مع بوتين أن تفصل روسيا عن الصين، وتتفادى ما وصفه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، بأنه "تحالف بين قوتين نوويتين ضد الولايات المتحدة". وقال ترمب قبيل انتخابه في نوفمبر الماضي: "علي أن أُفكك اتحادهما... وأعتقد أنني قادر على ذلك". ومن منظور ما، تُعزز وثيقة جهاز الأمن الفيدرالي هذه النظرية، إذ تكشف عن عدم ثقة وشكوك متبادلة بين الطرفين، بحسب "نيويورك تايمز". فالصين، بحسب الوثيقة، تُخضع عملاءها لفحوص كشف الكذب بمجرد عودتهم من الخارج، وتشدد الرقابة على 20 ألف طالب روسي في الصين، وتحاول تجنيد الروس المتزوجين من صينيين كجواسيس محتملين. لكن قراءة أخرى للوثيقة، تقود إلى استنتاج معاكس، فمعرفة بوتين الواضحة بالمخاطر التي تنطوي عليها العلاقة الوثيقة مع الصين، ورغم ذلك إصراره على المضي قدماً، قد تشير إلى أن الولايات المتحدة تملك فرصاً "محدودة" لدفع روسيا إلى تغيير مسارها. وقال ألكسندر جابوييف، مدير مركز كارنيجي لروسيا وأوراسيا، والذي راجع الوثيقة بطلب من "نيويورك تايمز": "بوتين يعتقد أنه يستطيع التغلغل أكثر في هذا الاحتضان الصيني، وهو لا يخلو من المخاطر، لكنه يستحق المجازفة". وأضاف: "لكننا نرى أيضاً أن هناك داخل النظام من يشكك في هذا النهج". تناغم اقتصادي وقالت الصحيفة إن بوتين يتودد لشي منذ سنوات عبر أكثر من 40 لقاءً شخصياً، وعزز شراكة أعمق مع الصين منذ بدء الحرب في أوكرانيا. ويربط الطرفين تناغم اقتصادي طبيعي، فروسيا من كبار منتجي الطاقة في العالم، والصين أكبر مستهلك لها. وهذا ما يضع أجهزة مكافحة التجسس الروسية أمام معضلة دقيقة. إذ تُظهر الوثيقة سعي هذه الأجهزة إلى احتواء تهديدات التجسس الصيني دون التسبب بـ"عواقب سلبية على العلاقات الثنائية". كما حذرت الضباط من أي "ذكر علني للاستخبارات الصينية كعدو محتمل". ويُرجح أن الوثيقة كُتبت لتُوزع على مكاتب جهاز الأمن الفيدرالي الميدانية، وتقدم لمحة نادرة عن العالم الداخلي لأحد أقوى أقسام الاستخبارات الروسية، وهو إدارة عمليات مكافحة التجسس التابعة لجهاز الأمن الفيدرالي (DKRO). وأعد الوثيقة، القسم السابع في إدارة عمليات مكافحة التجسس الروسي، وهو القسم المسؤول عن مكافحة التجسس الصيني ومناطق آسيوية أخرى. وتهيمن المخاوف من تزايد نفوذ بكين على محتوى المذكرة، غير أن مدى انتشار هذه المخاوف داخل المؤسسة الروسية، خارج وحدة مكافحة التجسس، لا يزال غير واضح. فحتى الدول الحليفة تتجسس على بعضها البعض بانتظام، بحسب "نيويورك تايمز". وقال بول كولبي، الزميل البارز في مركز بلفر للعلوم والشؤون الدولية بجامعة هارفارد، الذي خدم 25 عاماً في إدارة العمليات بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، بما في ذلك في روسيا: "بالعودة إلى المقولة القديمة، لا وجود لأجهزة استخبارات صديقة". وأضاف: "لا تحتاج إلى الكثير لتكتشف مدى الشك العميق الذي يكنه أي مسؤول عسكري أو استخباراتي روسي تجاه الصين. فعلى المدى الطويل، تبقى الصين، رغم الشراكة غير المحدودة وفائدتها، تهديداً محتملاً أيضاً". "أسرار" الحرب الروسية في أوكرانيا وبدأ مسؤولون من شركات دفاعية صينية ومعاهد مرتبطة بالاستخبارات الصينية التوافد على روسيا، فور اجتياح القوات الروسية الحدود ودخول أوكرانيا، بهدف فهم مجريات الحرب بشكل أفضل، بحسب وثيقة جهاز الأمن الفيدرالي الروسي. وتمتلك الصين علماء "من الطراز العالمي"، لكنها لم تخض أي حرب منذ الصراع الذي دام شهراً مع فيتنام في عام 1979. ويثير هذا القلق لدى الصين بشأن قدرة جيشها على مواجهة الأسلحة الغربية في حال نشوب صراع حول تايوان أو بحر الصين الجنوبي. وقالت "نيويورك تايمز"، إن مسؤولي الاستخبارات الصينية، حريصون على فهم كيفية مواجهة روسيا لجيش مدعوم من الغرب. وجاء في الوثيقة، أن بكين تهتم بشكل خاص بالمعلومات المتعلقة بأساليب القتال باستخدام الطائرات المسيرة، وتحديث برامجها، وطرق التصدي لأنواع جديدة من الأسلحة الغربية. وتعتقد بكين أن الحرب في أوكرانيا ستطول، وأن الصراع أحدث ثورة في تكنولوجيا وتكتيكات الحرب. كما ذكرت الوثيقة أن الصين تتخلّف كثيراً عن روسيا في مجال الخبرات الجوية، وقد حددت بكين هذا القطاع كأولوية استراتيجية. وتركز جهودها على استقطاب طيارين عسكريين وباحثين متخصصين في مجالات الديناميكا الهوائية، وأنظمة التحكم، والمرونة الهوائية. استقطاب خبراء وتشير الوثيقة أيضاً إلى أن الصين تستهدف استقطاب خبراء روس عملوا على مشروع "الإكرانوبلان" (Ekranoplan) الذي أُوقف، وهي سفينة حربية من نوع الحوامات استخدمها الاتحاد السوفيتي لأول مرة. وتُمنح الأولوية في الاستقطاب لموظفين سابقين في مصانع الطائرات والمعاهد البحثية، بالإضافة إلى الموظفين الحاليين الذين يشعرون بعدم الرضا إزاء إغلاق برنامج تطوير "الإكرانوبلان" من قبل وزارة الدفاع الروسية أو الذين يعانون من صعوبات مالية، وفقاً للمذكرة. ولا توضح الوثيقة ما إذا كانت جهود الاستقطاب هذه تقتصر على توظيف المتخصصين الروس للعمل في مشاريع صينية فقط، أم تمتد أيضاً لتجنيدهم كجواسيس. وتكشف الوثيقة أيضاً، عن قلق روسي شديد حيال نظرة الصين للحرب في أوكرانيا، وتسعى لتزويد جواسيس بكين بمعلومات إيجابية عن العمليات العسكرية الروسية. وتضمنت كذلك توجيهاً لعملاء مكافحة التجسس الروس بإعداد تقرير للكرملين بشأن أي تغييرات محتملة في سياسة بكين. ويتهم قادة غربيون الصين بتزويد روسيا بمكونات أساسية للأسلحة، والعمل على إخفاء ذلك. وتدعم وثيقة جهاز الأمن الفيدرالي الروسي هذا الادعاء، إذ تفيد بأن بكين اقترحت إنشاء سلاسل إمداد إلى موسكو للالتفاف على العقوبات الغربية، وعرضت المشاركة في إنتاج طائرات مُسيرة ومعدات عسكرية أخرى عالية التقنية لم يُفصح عنها. ولا توضح الوثيقة ما إذا كانت تلك المقترحات قد نُفذت، رغم أن الصين زودت روسيا بطائرات مُسيرة، حسبما ذكرت "نيويورك تايمز". اهتمام صيني بتجربة "فاجنر" وتشير مذكرة جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أيضاً، إلى اهتمام صيني بمجموعة "فاجنر" شبه العسكرية، المدعومة من روسيا، والتي دعمت أنظمة حكم في أفريقيا لسنوات، وشاركت في القتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا. وجاء في التوجيه أن "الصينيين يخططون للاستفادة من خبرات مقاتلي مجموعة فاجنر في قواتهم المسلحة وشركاتهم العسكرية الخاصة العاملة في دول جنوب شرق آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية". ولا توضح صياغة التقرير، ما إذا كان جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يعتقد أن الصين تسعى إلى تجنيد مقاتلين سابقين من مجموعة "فاجنر" للانضمام إلى تشكيلاتها العسكرية، أم أنها تكتفي بالسعي للاستفادة من خبراتهم فقط.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store