
عن الاغتراب البيئي... الأسطح المقاومة وإعادة التدوير!
الميكروبات موجودة حولنا، شئنا أم أبينا، لا محالة، شاملة البكتيريا والفيروسات والفطريات، فهي جزء لا يتجزأ من منظومتنا وحياتنا اليومية. ولتداخل الإنسان مع هذه العناصر الحيوية، وَجَبَ معرفة مسألة مهمة، وهي مدى تأثرنا بوجود هذه الكائنات حولنا، وهل ستكون ذات تأثير على الصحة العامة ونقل الأمراض مثلاً، أم أن وجودها كجسيمات غير فاعلة، ودون تأثير، هو الأمر الغالب على المسألة؟
الميكروبات تتواجد على الأسطح، ولفترات متفاوتة، وفق نوع السطح ذاته، أو نوع الميكروبات، قد تمتد لدقائق أو ساعات، أو حتى لأيام، لكنها بالأخص إن كانت من الفيروسات تكون خاملة دون تأثير كبير على مَنْ يلامسها. ومن هنا بدأ النقاش، وبدأت المناظرات العلمية والأبحاث الدقيقة في هندسة وعلم المواد حول فاعلية ما إذا كان فيروس كورونا المُستجد، الذي سبَّب الجائحة العالمية الأخيرة، ذا جدوى وتأثير على الأسطح بكل أنواعها أم لا.
من هذه النقطة بدأ النقاش عمَّا إذا كان من الممكن القضاء على هذا الفيروس عَبْر آليات ذات فاعلية عالية وممنهجة تعمل من خلال عدد من التقنيات المتنوعة للقضاء على الميكروبات بشكل تلقائي. وقد كان، حيث بدأ الباحثون حول العالم العمل على عدة أفكار وتقنيات، لتتكوَّن وتتبلور مجموعة من الفرضيات والإثباتات والتقنيات العلمية للأسطح المقاومة للفيروسات على غرار الابتكارات التكنولوجية السابقة في الأسطح المقاومة للبكتيريا.
وقد لا يعلم الجمهور والشارع العام أن براءة اختراع سُجِّلت هنا في الكويت لمشروع بحثي علمي لفريق تخصصي صاحب فكرة تبلورت وأصبحت واقعاً اليوم في ذات الموضوع.
سُجِّل هذا الابتكار العلمي الفريد من نوعه، لأنه قام بتطوير مُنتج جديد بالكامل من راتنجات اللدائن الحرارية، والتي نجم عنها مع الأيام أنواع من المُعاد تدويره بالأصل، هو نفاية بلاستيكية وعناصر أخرى كانت لبلاستيك قابل للتحلل الحيوي.
ومن هنا تأتي المنافع البيئية لهذا الابتكار، بحيث تكون المسألة مفيدة للبيئة، والتخلص من النفايات الصلبة والاستخدام الأمثل لها في إطار اقتصادي متكامل ودائري. هذه اللدائن تُطلى بمواد نانوية لمعادن عدة تقضي على بروتينات الفيروسات وأغلفة البكتيريا، وعليه أصبحت ناجعة ضد كورونا وغيرها من الميكروبات.
الجدوى الحقيقية من هذا العمل العلمي، علاوة على الصحة العامة وتحقيق أفضل ما يمكن تحقيقه للحفاظ على أرواح البشر، هي العامل البيئي والاقتصادي العالي والناجع.
يُتوقع أن نرى في قادم الأيام ابتكارات عدة في هذا المجال تدخل حيِّز التنفيذ، ويُصبح أمر الأسطح المقاومة واقعاً جميلاً جداً يحافظ على الأرواح والبيئة معاً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ يوم واحد
- الأنباء
جمعية الصحة العالمية تعتمد رسمياً اتفاقاً دولياً لتعزيز الوقاية والاستجابة للأوبئة
اعتمدت جمعية الصحة العالمية - أعلى جهاز لاتخاذ القرار في منظمة الصحة العالمية - أمس الثلاثاء، اتفاقا دوليا تاريخيا بهدف تعزيز التعاون العالمي في مجالات الوقاية من الأوبئة والاستعداد والاستجابة لها. ويأتي اعتماد الاتفاق بعد 3 أعوام من المفاوضات المكثفة بين الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية التي صوتت عليه خلال أعمال الدورة الـ 78 لجمعية الصحة العالمية المنعقدة في جنيف. ويعد الاتفاق تتويجا لجهود هيئة التفاوض الحكومية الدولية التي أنشئت في ديسمبر 2021 وسط تفشي جائحة «كورونا» بهدف إعداد إطار قانوني دولي يضمن استجابة أكثر عدالة وفعالية للأزمات الصحية المستقبلية. ويؤكد الاتفاق على سيادة الدول في اتخاذ قراراتها الصحية مع التزامها بتعزيز التعاون الدولي في مجالات متعددة تشمل الوقاية من الأوبئة وبناء قدرات البحث والتطوير ونقل التكنولوجيا وتوزيع المنتجات الصحية وتكوين شبكة لوجستية عالمية للإمدادات إلى جانب تعزيز جاهزية الأنظمة الصحية الوطنية. ويتضمن إنشاء آلية لتقاسم المنافع المرتبطة بالحصول على مسببات الأمراض وتبني نهج (الصحة الواحدة) الذي يربط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة وتوفير دعم تقني ومالي للدول ذات الموارد المحدودة. ويمثل هذا الاتفاق إطارا عالميا ملزما يعزز التضامن الدولي ويضمن استعدادا أفضل لمواجهة الجوائح المستقبلية مع الحفاظ على خصوصية السياسات الصحية الوطنية للدول الأعضاء. وتعقد أعمال دورة جمعية الصحة العالمية وسط أزمة مالية توصف بأنها الأكبر في تاريخ منظمة الصحة العالمية على خلفية انسحاب الولايات المتحدة أكبر ممول لها وتراجع مساهمات عدد من الدول الأعضاء. ومن المقرر أن تستمر أعمال الجمعية حتى 27 الجاري بمدينة جنيف تحت شعار «عالم واحد من أجل الصحة».


الرأي
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- الرأي
لماذا تزايد التعب المزمن بعد «كورونا»؟
كشف خبراء في ألمانيا عن ارتفاع ملحوظ في أعداد المصابين بمتلازمة التعب المزمن (ME/CFS)، منذ بداية جائحة كورونا، وسط تحذيرات من نقص الوعي الطبي وصعوبة العلاج. ووفقاً لبيانات شركات التأمين الصحي وجمعيات متخصصة، يعاني نحو 600 ألف شخص في ألمانيا من هذا المرض المزمن، الذي يعرف علمياً باسم التهاب الدماغ والنخاع العضلي، متلازمة التعب المزمن. وقالت مديرة مركز «شاريتيه فاتيج» في برلين لعلاج الإنهاك المزمن، كارمن شايبنبوجن، إن الأعداد قد تكون تضاعفت خلال فترة الجائحة، مشيرة إلى أن المرض يصيب بشكل خاص فئة الشباب. وبحسب ما نقله موقع «سكاي نيوز»، تتميز المتلازمة بأعراض تستمر لأكثر من ستة أشهر، أبرزها الإرهاق الشديد، وصعوبة التركيز، ومشاكل النوم، إلى جانب تفاقم الأعراض بعد أي مجهود بدني أو ذهني. وازدادت شهرة المرض خلال جائحة كورونا، نظراً لارتباطه بظاهرة «كوفيد الطويل»، إذ قد تبدأ الإصابة بالمتلازمة بعد عدوى فيروسية.


الجريدة
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- الجريدة
شريان الحياة بوجه العاصفة
في لحظات الفوضى والهلع التي تعقب وقوع كارثة طبيعية أو من صنع الإنسان، تتحول شبكات الهواتف المتنقلة من مجرد وسيلة للترفيه والتواصل إلى شريان حياة بالغ الأهمية. ففي خضم الضبابية والخطر، تصبح هذه الشبكات بمثابة حبل النجاة الذي يربط الأفراد ببعضهم، وبالجهات المسؤولة عن الإنقاذ والإغاثة، وبالعالم الخارجي. إن استمرار تشغيل شبكات الهواتف خلال الكوارث ليس مجرد رفاهية، بل ضرورة حتمية لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة وتسريع عملية التعافي. ففي اللحظات الحرجة التي تلي وقوع الكارثة، تمكن الشبكات الأفراد من الاتصال بأحبائهم للاطمئنان عليهم وإخبارهم بسلامتهم، وتتيح للمتضررين طلب المساعدة والإبلاغ عن الإصابات أو الأضرار أو الأشخاص المفقودين لفرق الإنقاذ والإغاثة. هذا التواصل السريع يمكن أن يحدث فرقاً حاسماً بين الحياة والموت. كما تعتمد فرق الإنقاذ بشكل كبير على شبكات الهواتف لتلقي البلاغات من المتضررين، وتحديد المناطق الأكثر تضرراً، وتسهل تبادل المعلومات الحيوية بين مختلف الجهات المعنية بإدارة الأزمة، مما يضمن استجابة أكثر فعالية وكفاءة. ولنا في «كورونا» خير دليل على أهمية الهواتف التي لعبت دوراً أساسياً في إيصال الجهات المعنية بمكافحة الجائحة المعلومات الموثوقة للناس وتقليل حالة الذعر لنشر التحذيرات والتنبيهات والتحديثات حول الوضع الراهن، كما مكنت الهواتف من متابعة حجر المصابين والتأكد من عدم مغادرة منازلهم والاختلاط بالناس وحماية أنفسهم وعائلاتهم. ورغم أهميتها القصوى، تواجه شبكات الهواتف المتنقلة تحديات كبيرة خلال الكوارث، مثل انقطاع الكهرباء، وتضرر البنية التحتية، والزيادة الهائلة في حجم المكالمات والبيانات. أتذكر جيداً استضافة هيئة الاتصالات بالكويت مؤتمر الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة في يناير 2016، وكان بعنوان (GET-2016) يبرز أهمية شبكات الهواتف أثناء الكوارث، واستعرضت بعض الدول المتطورة كاليابان تجربتها خلال زلزال توهوكو عام 2011، وما تلاه من توسانامي تسبب بأضرار جسيمة للبنى التحتية ومنها خروج شبكات الاتصالات عن الخدمة مما أدى إلى فقدان المتضررين التواصل مع جهات الإغاثة، مما ساهم بزيادة عدد الضحايا. واستعرضت بعض الدول الإفريقية خلال المؤتمر تجربتها بأهمية شبكات الاتصالات في احتواء تفشي الأوبئة. لكن الأهم كيف استفادت هذه الدول من تجاربها لتقليل الأضرار في الأزمات المستقبلية. انقطاع الكهرباء المفاجئ في إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا أواخر أبريل الماضي أدى إلى فقدان 60 في المئة من شبكات الهواتف امتد بعضها إلى 36 ساعة، والآن يجري نقاش بهذه الدول على فرض إجراءات احترازية على شركات الاتصالات لتوفير طاقة احتياطية ومولدات كهرباء لضمان استمرار تشغيل أبراج الاتصالات، خلال انقطاع الكهرباء، لا تقل عن عدد ساعات معينة كما هو مطبق بدول أخرى كالدنمارك والنرويج. بالكويت، نعلم أن شركات الاتصالات تأخذ احتياطات مماثلة دون تدخل من هيئة الاتصالات الكويتية، ولكن من باب الاستفادة من تجارب الآخرين، أرى من الضروري أن تتدخل الهيئة بإجراء دراسة شاملة حول مستوى استعداد شركات الاتصالات لاستمرارية شبكاتهم خلال الكوارث بأنواعها، وأن تسد النقص بإصدار قرارات تنظيمية تلزم شركات الاتصالات بإجراءات احترازية، منها استقبال الشبكات لجميع أنواع الاتصالات خلال الكوارث، من المشترك وغير المشترك، كون هذه الشبكات شريان الحياة الرقمي الذي يمكن أن ينقذ الأرواح ويسرع عملية التعافي.