
المفاوضات الأمريكية الإيرانية.. هل تفقد طهران وكلائها في المنطقة؟
لعبة شطرنج سياسية معقدة تُلعب الآن في الشرق الأوسط، كل طرف من المشاركين يحاول اقتناص من يمكن من المكاسب وبأقل قدر من التنازلات، ولعل الجانب الأهم من هذه اللعبة في الأيام الأخيرة، هي المفاوضات التي تجرى بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، والتي في ظاهرها تدور حول برنامج إيران النووي، ولكن في باطنها لربما توجد أشياء آخرى تقلب مستقبل الشرق الأوسط وتغير ملامحه وقف تحليلات السياسيين.
عمان احتضنت الجلسة الأولى من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، حول البرنامج النووي، حيث يدور القلق الأمريكي من تخصيب إيران لـ70 كليو جرامًا من اليورانيوم، بنسبة 60%، وهي نسبة تتيح نظريا تصنيع قنبلتين نوويتين، غير أن إيران تمتلك أيضا 400 طن من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، إذ يمكنها من تصنيع 3 قنابل إضافية، حيث تثير هذه الأرقام مخاوف واشنطن من اقتراب طهران لـ" العتبة النووية".
وفق تصريحات وزير خارجية فإن المفاوضات التي شهدتها الأيام الماضية، تحمل نوع من التفاؤل للتوصل إلى اتفاق بين البلدين، الأمر الذي أثار شكوك العديد من المحللين، مع توقعاتهم بأن إيران قد تكون قدمت العديد من التنازلات من أجل الوصول إلى نقطة بداية جديدة حول علاقتها مع أمريكا، وهو ما نستعرضه خلال السطور التالية.
تراجع إيران اقتصاديا
تأثر الاقتصاد الإيراني في الآونة الأخيرة، بسب العقوبات الاقتصادية التي تزداد كل حين منذ 2018، إذ تعد التبعية التاريخية لعائدات النفط لا تزال أكبر النقط ضعفا في اقتصاد طهران، ما يجعله يعيش حالة هشاشة أمام العقوبات والتطورات السياسية الخارجية، إذ تشير التوقعات أن مستقبل الاقتصاد الإيراني يعتمد على طبيعة العلاقات بين طهران وواشنطن.
د. شيماء المرسي: إيران تتفاوض لتخفيف عبء الاقتصاد
منذ بداية المفاوضات الجديدة بين البلدين، طرحت العديد من الأسئلة، ولعل أبرزها هل وضع ايران المتراجع اقتصاديا بسبب العقوبات الأمريكية يدفعها للتوصل لاتفاق؟، في هذا الصدد ردت الدكتورة شيماء المرسي مديرة وحدة التحليل والترجمة بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، مؤكدة أن الوضع الاقتصادي المتدهور في إيران كان عاملاً حاسمًا في تغيير موقف صانع القرار الإيراني من رفض التفاوض مع الولايات المتحدة إلى قبول الدخول في مفاوضات غير مباشرة.
وأضافت المرسي خلال تصريح خاص لـ بلدنا اليوم، أن العقوبات الأمريكية فرضت ضغوطًا كبيرة على الاقتصاد الإيراني، إذ طالت القطاعات الحيوية مثل النفط والقطاع المصرفي والتجارة، وبالتالي ارتفاع معدلات التضخم وظهور حالة من الركود في الأسواق الإيرانية، متابعة أن هذا التدهور الاقتصادي أثر بشكل مباشر على مستوى معيشة المواطنين الإيرانيين، وشكل ضغطًا داخليًا على النظام، إذ أصبح الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي أمرًا أكثر صعوبة.
وتابعت: يمكن اعتبار هذه الأوضاع أحد المحفزات الاستراتيجية التي دفعت القيادة الإيرانية، بما في ذلك المرشد، إلى الموافقة على بدء التفاوض غير المباشر مع الولايات المتحدة والبحث عن حلول دبلوماسية قد تسهم في تخفيف العبء الاقتصادي، وإلى جانب الوضع الاقتصادي هنالك أسباب أخرى كالضغوط الإقليمية، والتهديدات الإسرائيلية والأمريكية لأذرعها وملفها النووي دفعت إيران إلى إعاد التفكير في خياراتها الدبلوماسية.
إيران تفقد وكلائها في المنطقة
الآونة الأخيرة كشفت ضعفا كبيرا تعيشه أذرع إيران في المنطقة، بداية من استهداف قيادات حزب الله اللبناني، ومرورا بالحوثيين، حيث تسببت الضربات الأمريكية والإسرائيلية في حالة عدم استقرار بين أذرعها، الأمر الذي ينبأ بأن إيران لربما شعرت بخطر كبير وحالة عدم ترابط مع وكلائها، ما يدفعها للتوصل إلى حل يرضي مصالحها ويحفظ أمنها واستقرارها.
المرسي: الاتفاق الدبلوماسي مع أمريكا الأقل تكلفة
الدكتورة شيماء المرسي مديرة وحدة التحليل والترجمة بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية وصفت الضربات الإسرائيلية ضد الوكلاء الإيرانيين في المنطقة بالمحرجة لطهران، وأنها أظهرت ضعفها في حماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، مؤكدًا أن هذا الأمر حدّ من قدرتها على الرد العسكري أو التوسع في استخدام قوتها الناعمة كما كان الحال في السابق.
وأضافت خلال تصريح لـ بلدنا اليوم، أن هذا الوضع فرض تحديات صعبة على إيران وضاعف من تعقيد حساباتها الأمنية والإقليمية، مشيراً إلى أنه لا يمكن القول بشكل قاطع إن هذه الضغوط العسكرية فقط هى التي دفعت إيران إلى التفاوض أو إعادة تقييم استراتيجيها تجاه المنطقة، لماذا؟ لأن من الصعب أن تتخلى إيران عن أهدافها الإقليمية الكبرى مثل تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط خاصة في سوريا والعراق ولبنان وليبيا والتي هي بمثابة ميثاق لأهداف الثورة الإسلامية 1979م، إلا أنها رأت أن التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع الولايات المتحدة قد يكون الخيار الأقل تكلفة في ظل التصعيد الإسرائيلي وتهديد برنامجها النووي والذي هو بمثابة عنصر محوري في أهدافها الاستراتيجية، كونه ليس أداة ردع فحسب، وإنما جزءًا أساسيًا من مكانتها كقوة إقليمية.
لماذا تلجأ إيران لروسيا والصين؟
في مؤتمر صحفي بين وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي، ونظيره الروسي سيرجي لافروف، أفصح الأول عن نيته بترحيبه حول دخول روسيا في المفاوضات التي تجرى مع أمريكا، كما زار عرقجي الصين، وأعلن وزير خارجية الصين أن بكين ترحب بتعزيز التعاون مع طهران، لكن يرى الخبراء أن هذه اللقاءات السريعة في الوقت الراهن لم يكن الهدف منها التعزيز التجاري فقط.
باحث: موسكو وبكين بمثابة جدار الحماية إلى طهران
الباحث السياسي في الشأن الدولي طلعت طه أكد إن الإدارة الأمريكية والدب الروسي بينهما عداء دفين، وفي العلن سلام فاتر، لكن إيران تريد تجنب الحرب مع "أمريكا – إسرائيل"، وبالتالي تحاول إيران أن تدخل الدب الروسي في طريق المناقشات مع الولايات المتحدة، لأن طهران وموسكو على علاقة قوية، كما أن علاقة موسكو وبكين أيضا تقوي من الموقف الروسي في أي صراع ضد أمريكا.
وأضاف طلعت في حديثه لـ بلدنا اليوم أن موسكو وبكين هما بمثابة جدار الحماية إلى طهران، في الصدام مع إسرائيل أو أمريكا، وبالتالي لعبت روسيا دورا مهما في امداد إيران بالأسلحة في ترسانتها، وأن تذكر طهران كلمة موسكو ومحاولة جلبها إلى الطاولة هو يأتي على خلفية علاقتهما القوية والمصالح المشتركة، وهناك تكتل غير معلن بين الثلاثي سالف الذكر.
أما الدكتورة شيماء المرسي مديرة وحدة التحليل والترجمة بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية قالت: في ملف مثل البرنامج النووي الإيراني يمكن لروسيا أن تلعب دورًا محوريًا في إحداث توازن بين القوى المختلفة، وتقديم ضمانات لإيران بشأن رفع العقوبات أو حتى الحد من الضغوط الدولية.
واضافت: أيضًا العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية التي تتمتع بها روسيا مع الدول الأوروبية، بالإضافة إلى علاقتها المتوترة مع الولايات المتحدة، يجعلها طرفًا فاعلًا في أي مفاوضات معقدة، مثل المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، ولعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أهل مصر
منذ ساعة واحدة
- أهل مصر
إيران: طهران لن تتنازل عن حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي ان الإيرانيين لن يكونوا مرنين أمام أي نوع من الضغوط خلال المفاوضات النووية وإذا تم استخدام لغة التهديد، فسيرد الإيرانيون بصوت واحد، ونحن بالتأكيد سندافع عن أمننا القومي. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في تصريحات إعلامية له : 'استمرار المفاوضات حتى الآن يعني أن هناك مستوى من التفاهم المشترك، مفاده أن إيران لن تتنازل تحت أي ظرف عن حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية'. وحول إمكانية التوصل إلى اتفاق، ذكر بقائي: 'إذا كانت هناك نية حقيقية، فهناك طرق، وليس طريقًا واحدًا فقط، بل الكثير من الطرق'. في سياق متصل أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، أصغر جهانغير، اليوم الثلاثاء، في مؤتمر صحفي، أن تخصيب اليورانيوم هو حق مشروع للنظام الإيراني، مؤكدًا على المواقف السابقة للمسؤولين في إيران. وأضاف: 'كما أكد قائد الثورة، ونؤكد نحن مرة أخرى، فإن تصريحات الأميركيين بشأن عدم السماح لإيران بالتخصيب النووي هي كلام فارغ وغير مقبول، وطهران ستواصل سياستها ومسارها في هذا الشأن'.


وكالة نيوز
منذ 5 ساعات
- وكالة نيوز
الديار: تناغم بين حزب الله وعون… والهوّة تكبر مع سلام!
المصدر:الوكالة الوطنية للإعلام لا ثقة «إسرائيليّة» بضغوط ترامب: لبنان ليس سوريا مُفاجأة اتحاد بلديات المتن تربك «معراب» و«الصيفي» وطنية – كتبت صحيفة 'الديار': وضعت حروب الازقة البلدية اوزارها، ودخلت القوى السياسية في 'تقريش' حسابات الربح والخسارة، لاستثمارها في الاستحقاق النيابي بعد عام. حقق 'الثنائي الشيعي' مبتغاه، واثبت بالارقام والوقائع ان اي رهان خارجي وداخلي، على ضعف اصابه بين جمهوره بعد الحرب مجرد اوهام، والتعويل على المعارضة الشيعية رهان على سراب. 'الثنائي المسيحي' خاض حرب 'داعس والغبراء'، واكتشفت 'القوات' والتيار' نقاط الضعف والقوة لدى كل منهما، ولم ينجح احدهما من الغاء الآخر، مع تسجيل تقدم ملحوظ غير حاسم لـ'معراب'، لكن بات لدى الطرفين ما يبنى عليه لبناء تحالفات رابحة في الانتخابات النيابية، خصوصا بعدما خسرت 'القوات' وحلفاؤها بالامس معركة اتحاد المتن امام آل المر 'والتيار'، في مفاجاة من العيار الثقيل اربكت حسابات الطرفين، الذين بنوا حساباتهما على نحو خاطىء. اما السنة فلم يكن مفاجئا ان تظهر نتائج الانتخابات تشتت الشارع، في غياب رافعة 'تيار المستقبل' ومشاركته في الانتخابات التشريعية، اذا حصلت، ستعيد 'خلط الاوراق'. الحزب 'التقدمي الاشتراكي' لا يزال الاكثر تمثيلا عند الدروز، لكن نسب تأييده تراجعت، وهذا يحتاج الى تقييم جدي قبيل الاستحقاق النيابي، خصوصا ان 'التغييريين' الذين يمكن الجزم انه كانوا اكبر الخاسرين في هذا الاستحقاق، لم يسجلوا تقدما الا في الساحة الدرزية! الهوة بين عون وسلام وفي اول حراك سياسي بعد انقشاع غبار الاستحقاق البلدي، كشفت زيارة نواب كتلة 'الوفاء للمقاومة' الى بعبدا امس، ليس فقط عن الهوة الكبيرة بين حزب الله ورئيس الحكومة نواف سلام، وانما بين مقاربة الرئيس جوزاف عون ورئيس الحكومة لملف سلاح المقاومة، حيث يبدو الرجلان على طرفي نقيض، في ظل اصرار سلام على انهاء بقية الود المتبقي مع الحزب. ولا يتوانى عن اطلاق التصريحات الاستفزازية التي ترضي الخارج، دون ان يلتفت الى تداعياتها الداخلية، فيما يتعامل الرئيس عون بحكمة متناهية وود غير مفتعل مع الملف، وهو ما ظهر بالامس خلال الاجتماع في القصر الجمهوري، حيث كان التفاهم المتبادل عند حدوده القصوى، واتسمت الاجواء بالايجابية والصراحة. لقاء ايجابي وودي وان لم يكن اللقاء جزءا من الحوار المفترض بين الجانبيين، الا انه يأتي في سياق استكمال تبادل الافكار والمعلومات، التي لم تتوقف على نحو غير مباشر بين الطرفين حول الاوضاع العامة في البلاد، وخصوصا التحدي الذي يفرضه الاحتلال 'الاسرائيلي'. وبحسب مصادر مطلعة، اطلع عون الوفد على طبيعة الضغوط الاقليمية والدولية على لبنان، واطلعهم على الجهد الديبلوماسي الذي يبذله لاجبار 'اسرائيل' على تنفيذ القرار 1701. وتم استعراض نتائج الانتخابات الاخيرة، وملف اعادة الاعمار، واثنى الحزب على مواقف الرئيس ومقاربته للامور، وشرح النائب محمد رعد وجهة نظر الحزب، التي تم تظهيرها من خلال كلمة الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي حدد اولويات المقاومة، وتم الاتفاق على تكثيف التواصل للوصول الى المقاربة الامثل لحماية البلاد. حزب الله – بعبدا وكان رئيس كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد، اكد أن مساحة التفاهم مع رئيس الجمهورية واسعة ويعوّل عليها. وقال بعد لقائه ووفد من الكتلة، رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، إن اللقاء تطرق إلى مسألة حفظ السيادة الوطنية، وضرورة إنهاء الاحتلال 'الإسرائيلي'، ووقف الخروقات المتكررة المدعومة من الدول الضامنة، وإعادة الإعمار وحفظ الاستقرار وتحرير المؤسسات، عبر الالتزام بالاستحقاقات الدستورية، كما حصل مؤخراً في الانتخابات البلدية والاختيارية. وشدّد على أن مساحة التفاهم مع الرئيس عون 'واسعة ويُعوَّل عليها'، مضيفاً: 'نحن لا نرى أنفسنا ملزَمين بتوقيت أو مكان أو أسلوب معيّن، طالما أن الرئيس يحرص على تحقيق الأولويات، وفي طليعتها: حفظ السيادة، إنهاء الاحتلال ووقف الخروقات. ووفق مصادر مطلعة تم الاتفاق بين عون ووفد الحزب على إبقاء التواصل مفتوحا، وشرح رئيس الجمهورية للوفد تصوره لـ'الحفاظ على سيادة الدولة وحماية اللبنانيين'. لا رد على سلام في موقف يظهر عمق الخلاف بين حزب الله ورئيس الحكومة، رد رعد على سؤال حول تصريحات سلام التي قال فيها ان ' زمن تصدير الثورة الايرانية انتهى، ولن يسمح بوجود اي سلاح غير شرعي'، انه لن يعلق على كلامه للحفاظ على بقية ود موجودة.. كما غمز رعد من قناة سلام ايضا بالتشديد على ان العيد هو 'عيد المقاومة والتحرير' وليس عيد التحرير فقط، لانه دون مقاومة لم يكن للتحرير ان يحصل. وكان وفد حزب الله قد التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث تناول اللقاء التطورات الاوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية، ونتائج الانتخابات البلدية والاختيارية وشؤون تشريعية. تشكيك 'اسرائيلي' في هذا الوقت، بدأت الشكوك الجدية لدى مراكز القرار لدى العدو، بامكانية نجاح الولايات المتحدة في نزع سلاح حزب الله، عبر ما اسمته تطبيق النموذج السوري في لبنان. وفي تقرير نشرته صحيفة 'هارتس الاسرائيلية'، اشارت الى الأصل في نموذج سوريا، الذي خلقه ترامب برفعه العقوبات، استناداً إلى تعهد مستقبلي للرئيس احمد الشرع، يكمن في نقل المسؤولية عن سلوك الرئيس السوري إلى رعاية السعودية وقطر وتركيا. هكذا حرر ترامب نفسه ظاهرياً، من الانشغال بدولة بعيدة أخرى، التي لا تهدد حدود الولايات المتحدة. ولأن سوريا ما زالت دولة 'مشبوهة'، وبؤرة احتكاك خطيرة مع 'إسرائيل'، فربما تتطور فيها مواجهة عنيفة تجر الولايات المتحدة وتعيدها إلى الساحة. لبنان لا يشبه سوريا! ولفتت الصحيفة الى ان ترامب يطمح إلى التوصل إلى تسوية مشابهة مع لبنان أيضاً، لكن الوضع اكثر تعقيدا ومن المشكوك النجاح هناك، 'فالنظام في لبنان في معضلة تشبه معضلة نظام الشرع: كيف ينزع السلاح 'غير القانوني'، بدون الوصول إلى مواجهة عنيفة قد تتدهور إلى حرب أهلية'. واشارت الى ان 'الولايات المتحدة تضغط على الرئيس عون للبدء على الفور بنزع السلاح من شمال الليطاني، وليس من جنوبه فقط. ولكن عون يخشى من أن إجراء عنيف سيجعل الدولة ساحة قتال داخلية. هو يفضل حواراً يثمر اتفاقات، في حين أن الولايات المتحدة تعتقد أن عون لا يمكنه ضمان نجاح هذا الحوار في إنهاء قضية حزب الله كتنظيم عسكري'؟!. وهنا أيضاً عدة فروقات جوهرية بين الوضع في سوريا والوضع في لبنان. وخلافاً لسوريا، فإن أي دولة عربية لم تعرض على ترامب ضمان سلوك الحكومة اللبنانية أمام حزب الله، أو أنها ستنفذ الإصلاحات الاقتصادية العميقة التي يجب عليها تنفيذها كشرط لتقديم المساعدات. ما هي خيارات ترامب؟ ولفتت 'هارتس' الى ان ترامب يستطيع التحرر من عبء لبنان، كما انفصل عن سوريا، بصورة تضمن عدم حدوث مواجهة عنيفة تهدد 'إسرائيل' أو تورط الولايات المتحدة، لكن عليه أن يقرر إذا كان سيطبق نموذج سوريا في لبنان، وإعطاء حكومتها الاعتماد الذي منحه للشرع، أي السماح لها بإدارة الحوار مع حزب الله كلما احتاجت لذلك، أو استخدام ثقل المكبس والمخاطرة بفقدان السيطرة. وثمة احتمال ثالث، وهي إدارة الظهر وترك لبنان يدير شؤونه مع 'إسرائيل' كساحة محلية لا تتعلق بالولايات المتحدة، اي منح حكومة نتانياهو 'الضوء الاخضر' لتفعل ما تريده؟! الخطر من الشرق؟ وفي سياق متصل، كشف تقرير اميركي عن بدء الادارة الاميركية بالاشراف على إعادة دمج وتأهيل وتوحيد القوى الأمنية السورية المسلحة، التي كانت ضمن جبهات من التيارات الإسلامية، لكن من الواضح أن الجانب السعودي مهتم بتمويل وتأهيل وتدريب وتمويل برامج، لتمكين قوات الجيش السوري الجديدة، عنوانها العريض هذه المرة امكانية تجهيز مقاولة عسكرية خاصة، تتولى فيها مجموعات سورية منظمة ومدربة ومؤهلة التصدي، لما تبقى من قوات حزب الله شمالي الليطاني في لبنان إن دعت الحاجة وفي أي وقت. يعني ذلك أن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها العرب مهتمون ضمنا بالتجهيز لمواجهة ليس بين سوريا الجديدة و'إسرائيل'، ولكن بينها وبين حزب الله وما تبقّى من قواته. الاعتداءات 'الاسرائيلية' في هذا الوقت، وسعت قوات الاحتلال من دائرة اعتداءاتها امس، وشنت غارات جوية على جرود بلدة بريتال في البقاع، واصابت احدى الغارات مدرسة البلدة، حيث سقط شهيد وعدد من الجرحى. وكان احد ابناء بلدة بيت ليف نجا باعجوبة بعد استهدافه، وهو على متن دراجته النارية، من مسيّرة 'اسرائيلية'، أطلقت في اتجاهه صاروخين. واعلنت وزارة الصحة عن إصابة مواطنين إثنين في العدوان 'الإسرائيلي' ليل امس الاول على بلدتي بيت ليف ومجدل زون. كما حلقت مسيّرة 'إسرائيلية' امس على علو منخفض في أجواء بيروت والضاحية الجنوبية. ملف المخيمات الى اين؟ اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لوفد أميركي برئاسة السيناتور انغوس كينغ، تشكيل لجان لبنانية- فلسطينية، وان العمل سيبدأ في منتصف الشهر المقبل في 3 مخيمات فلسطينية في بيروت، لمعالجة مسألة وجود السلاح الفلسطيني فيها'. وفي هذا السياق، تفيد المعلومات الى ان خطة معالجة ملف السلاح الفلسطيني على 'الطاولة' قريبا، لكن دون وضوح بعد في كيفية الوصول الى خواتيمه. فملف سحب السلاح الفلسطيني سيبدأ في الشهر المقبل على نحو شكلي، في مخيمات لا يوجد فيها اصلا اسلحة ثقيلة، وهي مخيمات شاتيلا ومارالياس وبرج البرجانة، حيث سيتم تسليم بعض القاذفات الصاوخية من نوع 'اربي جي' واسلحة متوسطة. اما في شهر تموز فيتم التعامل مع مخيمات لا اسلحة فيها، وهي مخيم الجليل في البقاع والبدواي في الشمال، حيث لا مجموعات متشددة، وهناك تعاون بين مخابرات الجيش وكل الفصائل اثمرت عام 2023 اتفاقا مع الجبهة الشعبية، جرى بعدها تسليم الاسلحة في كافة المناطق اللبنانية، وليس فقط في المخيمات. اما مخيما ضبية والبارد فلا اسلحة فيهما، ويبقى التحدى الاكبر في مخيمات الجنوب التي ستترك للمرحلة الاخيرة، الرشيدية والمية ومية والبص، وخصوصا مخيم عين الحلوة، حيث تنتشر مجموعات متشددة، ولا خطة حتى الآن على كيفية التعامل معها، فضلا على عدم وجود تفاهم نهائي بعد مع باقي الفصائل غير المنتمية لمنظمة التحرير الفلسطينية. معركة اتحاد المتن… وفي مفاجاة من العيار الثقيل، وفي نتيجة شكلت صدمة لـ 'معراب' 'والصيفي'، فازت رئيسة بلدية بتغرين ميرنا المر على رئيسة بلدية بكفيا – المحيدثة نيكول الجميل، في انتخابات رئاسة اتحاد بلديات المتن. وقد فازت المرّ على الجميّل المدعومة من حزبي 'الكتائب' و'القوات '، والنائبين ابراهيم كنعان وإلياس بو صعب، بفارق كبير، إذ ربحت بنتيجة 22 صوتا مقابل 11 صوت. …ونتائج الجنوب على الصعيد الانتخابي، إذا كان 'لثنائي الشيعي' حقق الفوز في معظم البلدات الجنوبية، وأظهرت الأرقام فوارق كبيرة جداً بين لوائحه ولوائح أخرى منافسة في صور والنبطية، فإن نتائج بلدية صيدا أظهرت خروقات بين 3 لوائح، ففاز 10 أعضاء من لائحة 'سوا لصيدا' المدعومة من النائبة السابقة بهية الحريري ورئيس بلدية صيدا السابق محمد السعودي ورجل الأعمال مرعي أبو مرعي، و8 أعضاء من لائحة 'نبض البلد' المدعومة من النائب أسامة سعد، و3 أعضاء من لائحة 'صيدا بدها ونحنا قدها' المقربين من 'الجماعة الإسلامية. مسيحياً، انتهت المبارزة في جزين بإعلان فوز 'التيار' وعازار بالمقاعد الـ 18، وبفارق 550 صوتاً.. باسيل: 'التيار' حاضر وقوي من جهته، عرض رئيس 'التيار الوطني الحر' النائب جبران باسيل في مؤتمر صحافي نتائج الانتخابات في الجنوب، واشار الى ان 'التيار خضع لخيارات الناس في الانتخابات البلدية، التي كان طابعها عائليا أكثر، وقال: ان الفوز باتحاد المتن هو البداية، وتابعوا الى النهاية التي ستكون بجزين واتحاد بلديّاتها، حيث حاولوا 'القوات' القول انهم خسروا المدينة وربحوا الاتحاد، وانا اقول اننا ربحنا معظم بلديّات قضاء جزين، وسنرى نتيجة الاتحاد لاحقاً'. واوضح انه 'في جزين والجنوب اظهر التيار مجدداً حضوره وقوّته على مستوى البلديات والرؤساء والأعضاء والمخاتير، وذلك في صيدا والزهراني في صور وبنت جبيل، في مرجعيون وحاصبيا، في النبطية وجزين، ولا مشكلة عندنا بالتحالف مع النائب السابق ابراهيم عازار ومع اي كان في لبنان ولا نستحي، هم يستحون بتحالفاتهم ويحاولون ان يبقوها سرية، هم تحالفوا مع حزب الله ومع 'القومي' ومع افرقاء الممانعة، وعندما نقوم نحن بهذا الأمر نصبح غير سياديين وهم يكونون سياديين'.


وكالة نيوز
منذ 5 ساعات
- وكالة نيوز
نداء الوطن: لبنان على كف تصعيد 'الحزب' واستياء أميركي من البطء الرسمي
المصدر:الوكالة الوطنية للإعلام سلام يعلن انتهاء 'زمن تصدير الثورة الإيرانية' ورعد يلوّح بتراجع 'الودّ' مع السراي وطنية – كتبت صحيفة 'نداء الوطن': اختار 'حزب الله' أمس توقيت زيارته الأولى العلنية لقصر بعبدا غداة إعلان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم تمسكه بالسلاح. وقرنَ 'الحزب' القول بالفعل باعتراض سيارة تابعة لـ 'اليونيفيل' في منطقة الليلكي بالضاحية الجنوبية لبيروت. كما ترافق لقاء بعبدا مع إعلان السلطات السورية ضبط شحنة صواريخ كانت تعبر سوريا إلى 'الحزب' في لبنان. وبدت هذه الزيارة التي جرى تعليق الآمال عليها سابقاً بأنها تمثل كذبة في سياق تضييع الفرص على لبنان في مرحلة دقيقة من تاريخه. ولا تفيد هنا كل العبارات التي استخدمها رئيس وفد 'الحزب' النائب محمد رعد التي أراد فيها تزيين العلاقات بين حارة حريك وبين رئيس الجمهورية جوزاف عون طالما أن الزيارة رافقها 'التسويف والمماطلة واللعب على الألفاظ في ما يتعلق بقرار 'الحزب' حول السلاح' وفق تقدير المراقبين. ورأى هؤلاء أن تضييع الفرص 'يفسر لماذا لم يدع رئيس الجمهورية إلى لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بينما دعيَ الرئيس السوري أحمد الشرع، ما يعكس استياء أميركياً من أن الأمور في لبنان تسير ببطء شديد وسط تموضع رسمي لبناني في الرهان على التطورات الخارجية الأميركية الإيرانية'. وعلمت 'نداء الوطن' أن زيارة وفد 'كتلة الوفاء للمقاومة' تشكل تمهيداً للحوار الذي ينوي الرئيس عون عقده ريثما تنضج الظروف. وفي المعلومات أن عون شرح للوفد كل ما يحيط بالوضع العام وخصوصاً لجهة بسط الدولة سيطرتها على كامل الأراضي وتمسّك بكل تصاريحه السابقة، في حين كان موقف الكتلة نابعاً من مواقفهم التي تؤكد ضرورة تحرير الأسرى وانسحاب اسرائيل ووقف الخروقات قبل البحث بأي أمر آخر. وفي الخلاصة لا يزال عون عند موقفه بحصرية السلاح و'الحزب' متمسك بانتظار انطلاق الحوار. خطاب قاسم خطير ولبنان في حلقة مفرغة وقرأت أوساط دبلوماسية عربية عبر 'نداء الوطن' الخطاب الأخير للأمين العام لـ 'حزب الله' بأنه يعود إلى ما قبل الحرب انطلاقاً من معادلة جيش وشعب ومقاومة. وكرر قاسم معادلة 'الاستقرار مقابل الإعمار' والتمسك بمسألة المقاومة والسلاح. إنه كلام خطير'. وتطرقت إلى زيارة رعد والوفد المرافق فقالت إن 'الحزب' يدرك 'حجم الضغط الأميركي الكبير على رئيسي الجمهورية والحكومة للقول نحن نتكلم مع الرئيس عون. لكن في الجوهر الأمور واقفة'. أضافت: 'خطاب الشيخ قاسم عالي السقف والنبرة وكأن لا شيء تغير: فليس هناك سلطة سياسية ، ولا حدود قد أقفلت بين لبنان وسوريا، ولا أقفلت الحدود مع إسرائيل التي تستهدفهم يومياً في وقت ليس بمقدورهم الرد، وليس المشروع الإيراني الكبير في المنطقة في أزمة'. وتابعت: 'كأن 'حزب الله' ما زال في مرحلة يتحكم فيها بالقرار الأمني والعسكري والسياسي وبقرار الحدود مع سوريا وإسرائيل'. ورأت في تصريح النائب رعد أمس و'كأنه يقول لا نريد أن نضع رئيس الجمهورية في وجهنا. تنازل في الشكل ولا تنازل في المضمون'. وخلصت الأوساط إلى القول إن 'حزب الله' أكد أنه 'ليس في وارد إنهاء مشروعه المسلح وأن إيران لا تريد أن يتخلى 'حزب الله' عن مشروعه. وفي المقابل، تكتفي السلطة على لسان رئيسي الجمهورية والحكومة بتسجيل المواقف المبدئية المتصلة بالسيادة لكن لا خطوات على أرض الواقع . إن لبنان يدور في الحلقة المفرغة'. سلام: انتهى عصر تصدير الثورة الإيرانية من ناحيته، قال رئيس الوزراء، نواف سلام، إن 'عصر تصدير الثورة الإيرانية انتهى ولن نسكت عن بقاء أي سلاح خارج سلطة الدولة'. وأضاف سلام في لقاء خاص مع 'سكاي نيوز عربية': 'إن المنطقة شبعت من الاستقطاب الإيراني الأميركي، معرباً عن أمله في أن العرب سيعودون إلى لبنان كما عاد لبنان إليهم'. ورداً على سؤال قال سلام: 'التحول الكبير مع 'حزب الله' هو الموافقة عن طريق الرئيس بري في تشرين الثاني الماضي على ما سمّي ترتيبات وقف الأعمال العدائية، ما يعني التزامه ('حزب الله') الكامل بالقرار 1701، وأكثر من ذلك تصويت نواب 'حزب الله' على البيان الوزاري لحكومتنا الذي ينص على حصرية السلاح بيد الدولة، وعلى بسط سلطة الدولة بقواها الذاتية على كامل أراضيها وفقاً لما جاء في اتفاق الطائف كما ينص على أن للدولة وحدها قرار الحرب والسلم'. وحسبما ذكر سلام فإن 'التخوين في لبنان أصبح من الأسلحة السياسية، ولم تستفزني الهتافات ('حزب الله' في المدينة الرياضة) التي اتهمتني بأني صهيوني'. في المقابل سئل رعد لدى مغادرة وفد 'الحزب' عن تعليقه على تصريح سلام لجهة انتهاء عصر تصدير الثورة الإيرانية، وعدم السكوت على أي سلاح خارج سلطة الدولة؟ فأجاب: 'لا أرغب في التعليق على هذا التصريح حفاظاً على بقية ودّ موجودة'. الجنوب بين سيطرة الجيش وغارات إسرائيل التي بلغت بريتال في سياق متصل، أكدت مصادر رسمية لـ 'نداء الوطن' أن منطقة جنوب الليطاني أصبحت بنسبة 90 في المئة تحت سيطرة الجيش، إذ لم يعد هناك من تواجد مسلح لـ 'حزب الله' ولا تحركات بشرية حتى في الأنفاق التي حفرها 'الحزب'، كما أن الجيش اللبناني فجر معظم الأسلحة والذخائر التي كانت بحوزة 'الحزب'. في المقابل، شن الطيران الإسرائيلي بعد ظهر أمس، 3 غارات على السلسلة الشرقية في مرتفعات بلدة بريتال شرقي بعلبك. جنوباً، نجا أحد ابناء بلدة بيت ليف بأعجوبة بعد استهدافه وهو على متن دراجته النارية من مسيّرة إسرائيلية، أطلقت في اتجاهه صاروخين، عند الثانية من بعد منتصف الليل. وأعلنت وزارة الصحة عن إصابة مواطنين اثنين في العدوان الإسرائيلي ليلاً على بلدتي بيت ليف ومجدل زون. إلى ذلك، حلقت مسيّرة إسرائيلية أمس على علو منخفض في أجواء بيروت والضاحية الجنوبية. قضائياً، أبلغ المحقق العدلي طارق البيطار أمس كلاً من مدعي عام التمييز السابق القاضي غسان عويدات والقاضي غسان خوري للمثول أمامه في قضية المرفأ. بلديات من ناحية ثانية، وبعد انتهاء الانتخابات البلدية والاختيارية جرت أمس انتخابات اتحاد بلديات المتن ففازت رئيسة بلدية بتغرين ميرنا المر برئاسة الاتحاد على منافستها رئيسة بلدية بكفيا نيكولا الجميل . من ناحيته، عقد رئيس 'التيار الوطني الحر' النائب جبران باسيل مؤتمراً صحافياً برر فيه تحالفه مع 'حزب الله'. وسئل عن اتهام 'القوات اللبنانية' لـ 'التيار' بالتحالف مع 'حزب الله' في جزين، فردّ باسيل بسؤال: 'أين يوجد 'حزب الله' في جزين، وإذا شمّ الناس ريحة وفيق صفا في جزين نخسر 1000 صوت ونحن و'حزب الله' بالكاد نتواصل ويتهموننا بالتحالف معه'.