logo
اجتماع مدريد يتمخض عن اندفاعة جديدة نحو «حل الدولتين»

اجتماع مدريد يتمخض عن اندفاعة جديدة نحو «حل الدولتين»

الشرق الأوسطمنذ 2 أيام

بعد الاجتماع الوزاري الموسع الذي انعقد في العاصمة الإسبانية مدريد، مساء الأحد، وما شهده من حشد دبلوماسي لدعم «حل الدولتين» بوصفه السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، تنشط الحكومة الإسبانية لتشكيل تحالف دولي يهدف لفرض عقوبات على إسرائيل، وفك الحصار المفروض على قطاع غزة.
وكان وزير الخارجية الإسباني، خوسيه ألباريس، قد اقترح خلال اجتماع «مجموعة مدريد» الموسع «التعليق الفوري لاتفاقية الشراكة مع إسرائيل، وفرض حظر دولي على تصدير الأسلحة إليها، ومراجعة اللوائح الوطنية والأوروبية للعقوبات الفردية كي تشمل الذين يحُولون دون تطبيق حل الدولتين ميدانياً، بمن فيهم رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو».
وقال الوزير الإسباني إن انضمام عدد من البلدان الوازنة التي لا تعترف بالدولة الفلسطينية إلى المجموعة، مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، يدلّ بوضوح على «أن كيل الأُسرة الدولية قد طفح من ازدراء الجيش الإسرائيلي للقانون الدولي».
فلسطينيون وسط دمار خلَّفته ضربة جوية بمدرسة تؤوي نازحين بمدينة غزة يوم الاثنين (إ.ب.أ)
وكانت إسبانيا قد اعترفت بـ«دولة فلسطين»، العام الماضي، في خطوة من المنتظر أن تحذو حذوها دول أوروبية أخرى، مثل فرنسا، الشهر المقبل.
شهد اجتماع «مجموعة مدريد» حضوراً واسعاً ضم المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا والمغرب والأردن وقطر والبحرين ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى جانب دولة فلسطين والبرازيل ووزراء خارجية دول أوروبية كبرى منها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وآيرلندا والبرتغال والنرويج وآيسلندا وسلوفينيا ومالطا.
وقال الوزير الإسباني إن مشاركة وزير خارجية البرازيل، ماورو فييرا، في الاجتماع تفتح أبواب «مجموعة مدريد» لما هو خارج الإطار الأوروبي - العربي تمهيداً لانضمام دول أخرى.
وكان من أهداف الاجتماع التحضير للمؤتمر الدولي حول تفعيل حل الدولتين الذي سترأسه السعودية وفرنسا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في الفترة من 17 إلى 20 يونيو (حزيران) المقبل، ويُنتظر أن تشارك فيه أكثر من 100 دولة.
ولم يصدر عن اجتماع مدريد بيان ختامي بسبب تضارب الآراء حول عدد من النقاط الحساسة، مثل فرض عقوبات على إسرائيل، وتعليق اتفاقية الشراكة الأوروبية معها.
يُذْكر أن الاتحاد الأوروبي كان قد فرض عقوبات على 13 مستوطناً إسرائيلياً من المعروفين بممارساتهم العنيفة مع السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية، تقضي بمنع دخولهم بلدان الاتحاد، وتجميد أرصدتهم في المصارف الأوروبية.
وقبل الاجتماع طرحت إسبانيا فكرة فرض تدابير ملموسة بهدف «وضع حد» لحرب غزة التي وصفتها بأنها حرب «مجحفة ولا إنسانية ووحشية، ولا معنى لها».
نساء ينتحبن بجوار جثث قتلى سقطوا في ضربة إسرائيلية أصابت مدرسة تؤوي نازحين بمدينة غزة (أ.ب)
وفي حين حرصت إسبانيا على عدم استخدام عبارة «الإبادة الجماعية» لتوصيف الممارسات الإسرائيلية بالقطاع، قال ألباريس: «يعجز الكلام عن وصف ما يحدث في غزة التي أصبحت جرحاً كبيراً في ضمير الإنسانية، والصمت رديف التواطؤ في هذه اللحظات».
ورفض الوزير الإسباني أن يجري توزيع المساعدات الإنسانية التي ستدخل القطاع تحت إشراف إسرائيل - كما يريد نتنياهو - بل بإشراف الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة التي تعمل هناك منذ عقود، وأرجع ذلك إلى أن أهل غزة «يجب ألا يكونوا تحت رحمة نيات إسرائيل لتحديد كمية المساعدات التي يمكن أن تدخل القطاع».
وفي تصريحات له بعد اجتماع مدريد قال وزير الخارجية ورئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، إن فرض عقوبات أوروبية وأميركية على إسرائيل «سيدفعها إلى تغيير سلوكها».
وأضاف أن استنكار ما يجري في غزة لا يكفي، ولا بد من زيادة الضغط على إسرائيل «لأن الأمم المتحدة أعلنت غزة منطقة مجاعة، ومن واجب الأسرة الدولية أن تتحرك بسرعة في مثل هذه الظروف».
في موازاة ذلك ارتفعت وتيرة الانتقادات الأوروبية للصمت الذي تلتزمه منذ فترة رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إزاء الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة، خصوصاً بعد المواقف المتقدمة التي صدرت عن غالبية الدول الأعضاء، وبعد إعلان مسؤولة السياسة الخارجية، كايا كالاس، عن فتح تحقيق لتحديد ما إذا كانت إسرائيل تفي بالتزاماتها حول احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي ضمن إطار اتفاقية الشراكة المعقودة بين الطرفين.
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في مؤتمر صحافي ببروكسل هذا الشهر (رويترز)
واستنكرت رئيسة كتلة الاشتراكيين والديمقراطيين في البرلمان الأوروبي، إيراتشي غارسيا، موقف رئيسة المفوضية، وتساءلت: «كيف يمكن لرئيسة المفوضية أن تبقى ساكتة أمام ما نشهده من إبادة وتطهير عرقي كل يوم في غزة؟».
ويتردد التساؤل نفسه منذ فترة في كثير من الأوساط الأوروبية في بروكسل وعواصم الاتحاد، وسط اندهاش إزاء صمت يناقض تصريحات فون دير لاين المتكررة المنددة بالهجمات الروسية في أوكرانيا.
ويزداد الاستياء في الأوساط الأوروبية، خصوصاً بعدما تجاهلت لأكثر من سنة طلباً تقدمت به إسبانيا وآيرلندا، بدعم من سلوفينيا وبلجيكا ومالطا، لمراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل، وفي ضوء التقارير الداخلية التي وضعتها أجهزة الاتحاد حول ممارسات الجيش الإسرائيلي في غزة.
وفي حين أدان رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، منذ أسابيع الممارسات الإسرائيلية، ووصفها بأنها: «انتهاك صارخ للقانون الدولي في وقت يشهد فيه العالم كيف يتعرض شعب بكامله لقوة عسكرية مفرطة»، كان أقصى ما صدر عن رئيسة المفوضية من تصريحات بشأن الوضع في غزة قولها: «يجب عدم تسييس المساعدات الإنسانية».
ولا يزال منتقدو صمت فون دير لاين يتذكرون تصريحاتها عند زيارة إسرائيل عقب هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عندما قالت: «من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها... اليوم وفي الأيام المقبلة».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

600 يوم على حرب غزة... أرقام وحقائق صادمة لواقع مأساوي
600 يوم على حرب غزة... أرقام وحقائق صادمة لواقع مأساوي

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

600 يوم على حرب غزة... أرقام وحقائق صادمة لواقع مأساوي

بعدما أتمّت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 600 يوم، لا يزال سكانه يكابدون معاناة هي الأقسى منذ عقود، يذوقون فيها كل يوم مرارة الفقد والموت والتدمير والتجويع، وذهاب أطفال نتيجة سوء التغذية. وعلى الرغم من أن الحياة في القطاع قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 كانت مليئة بظروف اقتصادية صعبة، مع اعتماد أكثر من 80 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية، لكن المأكل والمشرب والعمل... كلها كانت أموراً متاحة للسكان بسهولة أكبر مما عليه الحال حالياً. كانت هناك أزمات كهرباء ونسبة بطالة عالية، لكن ليس بنفس سوء الوضع الحالي. فما إن بدأت الحرب على القطاع، حتى أجبرت القوات الإسرائيلية أهله على النزوح من مناطق سكنهم. ولم تكتفِ بالقصف الجوي والمدفعي والبحري، بل تعمدت تدمير البنية التحتية، بما في ذلك مصادر الماء والكهرباء والمنازل والمباني وغيرها، في خطوة هدفت في الأساس إلى إعادة غزة للعصر الحجري. كانت في العديد من مناطق قطاع غزة أحياء راقية يقطنها من يُطلق عليهم أصحاب الطبقة العليا، كما كان هناك الكثير من الأبراج والعمارات السكنية التي تم تعميرها على مدار سنوات، وتسكنها طبقات من المتوسطة إلى العليا، لكن كل هذه المناطق، ومنها أحياء الرمال، وتل الهوى، والنصر، والكرامة، والمخابرات، والمشتل، والعودة، تحولت إلى أكوام من الركام. كانت تلك الأحياء تنبض قبل الحرب بالحياة، كانت عامرة بالمطاعم والمقاهي والمتنزهات والمحال التجارية التي تعرض أفخم الماركات العالمية، لكنها جميعاً أصبحت لا تضم سوى خيام تؤوي نازحين. ومن بين هذه الخيام نبتت مقاهٍ بسيطة تقدم مشروبات خفيفة، لكن عملها متقطع لا يدوم بسبب نقص الاحتياجات الأساسية. وهناك أحياء أخرى ظلت لسنوات وعقود رمزاً لقطاع غزة، مثل الشجاعية والزيتون، وكانت توجد بلدات ومخيمات، مثل بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا، وصولاً إلى مخيمات الوسط وخان يونس وبلداتها الشرقية ورفح التي كان يُطلق عليها البعض «عاصمة التجارة الحرة»، قبل أن تتحول جميعها إلى خرابة بعد تعمُّد هدم مبانيها ومنازلها، بالقصف الجوي تارة، وبالنسف باستخدام أطنان من المتفجرات تارة أخرى. وتشير إحصائيات حكومية غير نهائية إلى أن نسبة الدمار الشامل وصلت إلى 88 في المائة. صورة للدمار بشمال غزة التُقطت من الجانب الإسرائيلي من الحدود في 17 مايو 2025 (رويترز) ربما كان التدمير في بعض فترات الحرب عشوائياً؛ لكنه في معظم الفترات، وخاصةً بعد أول اتفاق لوقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 والذي استمر سبعة أيام فقط، أصبح أكثر منهجية من خلال تدمير شامل تضاعف وتكثف خلال آخر ثلاثة أشهر سبقت هدنة مؤقتة دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) 2025. غلب الركام والدمار على مشاهد الأحياء والمخيمات والبلدات المختلفة في قطاع غزة، فنادراً ما يوجد منزل سليم؛ فمن بين كل عشرة منازل هناك منزلان فقط يصلحان للسكن بعد إجراء إصلاحات بسيطة، بينما الأخرى إما متضررة ضرراً بالغاً وإما مدمَّرة بالكامل. وخلال فترة وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية في يناير الماضي، عاد الغزيون لمناطق سكنهم، ونصبوا خيامهم فوق الركام وفي الساحات، لكن سرعان ما تبدد وقف إطلاق النار بعد نحو شهرين، ليعاودوا النزوح من مكان إلى آخر تحت نيران القصف المتجدد. أما شواطئ القطاع التي كانت تعج بالمصطافين والاستراحات والمطاعم والمقاهي وصالات الأفراح، فقد تحولت، خاصةً في مناطق الوسط والجنوب، إلى أماكن لاستيعاب مئات الآلاف من النازحين الذين أقاموا في خيام وسط ظروف بالغة القسوة. وبات ميناء غزة في الأسابيع القليلة الماضية ساحة كبيرة من آلاف الخيام بعد نزوح سكان الشمال. وفي أحيان، كانت هذه الشواطئ - خاصة في شمال القطاع ومدينة غزة - مسرحاً للعمليات العسكرية تمر عبره القوات الإسرائيلية وتستخدمه ممراً لدخولها وخروجها. جاءت الحرب فقلبت واقع حياة الغزيين رأساً على عقب، ومع اختفاء مصادر المياه النظيفة، اضطروا في مرات عديدة لشرب مياه لا تصلح حتى للاستهلاك الآدمي، ما تسبب بأزمات صحية وبيئية خطيرة، خاصةً في مناطق النزوح، مثل مواصي رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة. ومع الانقطاع الكامل للكهرباء، باتوا يعتمدون على ما يتوفر من طاقة شمسية لدى بعض المقتدرين منهم، الأمر الذي فتح لهؤلاء تجارة، ليست دائمة ولا بالكبيرة، لكنها تجلب لهم جزءاً من قوت يومهم. واختفت غالبية أنواع الطعام؛ وبعدما كان من النادر أن ينام أحد جائعاً في السابق، لا تجد الآن الغالبية - صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً - ما يسد رمقهم. ووصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأربعاء، قطاع غزة بأنه «أكثر الأماكن جوعاً على وجه الأرض»، محذراً من أن الوقت ينفد بسرعة كبيرة، «والأرواح تزهق كل ساعة». تَدافُع للحصول على غذاء من تكية خيرية في منطقة المواصي بخان يونس يوم الجمعة الماضي (أ.ب) وخلال فترات الحصار المتكرر في الحرب، فقد أكثر من 60 طفلاً حياتهم نتيجة سوء التغذية، فيما تُوفي 242 بسبب نقص الغذاء والدواء، كما تؤكد إحصائية لمكتب الإعلام الحكومي بغزة التابع لـ«حماس». ضاع التعليم في قطاع غزة مثلما ضاعت أشياء كثيرة، فأصبح الطلاب بلا مدارس أو معاهد أو جامعات، وتحولوا من دارسين إلى مشردين أو منتظرين في طوابير طويلة أملاً في الحصول على لقمة طعام أو شربة ماء لهم ولأهليهم. وتحول القليل الذي بقي من المدارس والجامعات لمراكز إيواء لم تسلم هي الأخرى من القصف بمن فيها، وحاصرت القوات الإسرائيلية مباني تعليمية أخرى وعملت على تجريفها بعد اقتحامها واعتقال من بداخلها أو إجبارهم على النزوح في أعقاب التحقيق معهم. مخيمات نازحين في مدرسة تابعة للأونروا بمدينة غزة يوم الأربعاء (رويترز) ووفقاً لإحصائيات متطابقة من مصادر مختلفة، فقد نحو 13 ألف طالب حياتهم خلال الحرب التي حاولت إسرائيل من خلالها إنشاء جيل جديد بغزة لا يعرف القراءة أو الكتابة؛ لكن سرعان ما تدارك المعلمون وبعض المنظمات الشبابية والدولية ذلك، فصنعوا من الخيام والصفيح صفوفاً يذكّرون بها الجيل الصاعد بمناهج الدراسة، لكن القصف كان يلاحقهم في كل مرة، الأمر الذي صعَّب من مهمتهم. وبحسب الإحصائيات، دمرت القوات الإسرائيلية 149 مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية كلياً، و369 جزئياً، وقتلت 800 من المعلمين والكوادر التربوية. لم تقتصر الهجمات الإسرائيلية على استهداف المسلحين أو عناصر «حماس» وحسب، بل طالت عامة المدنيين في منازلهم أو خيامهم، إضافة إلى أطباء وصحافيين وأكاديميين، فقُتل المئات منهم في هجمات مباشرة. وتشير إحصائيات متطابقة إلى أن 1581 من الكوادر الطبية قُتلوا خلال الحرب، فيما قُتل أكثر من 220 صحافياً، وأكثر من 150 عالِماً وأكاديمياً من أصحاب العلوم المميزة في جامعات غزة. تعبيرات الوجيعة في جنازة فلسطينيين قتلوا في ضربات إسرائيلية في خان يونس بجنوب قطاع غزة يوم الأربعاء (رويترز) وبحسب وزارة الصحة في غزة، خرج 22 مستشفى من أصل 38 من الخدمة، وأصبح رصيد 47 في المائة من قائمة الأدوية الأساسية، و65 في المائة من قائمة المستهلكات الطبية صفراً. ولا يعمل حالياً سوى 30 مركز رعاية أولية من أصل 105 مراكز، وتوفي 41 في المائة من مرضى الفشل الكلوي خلال الحرب. لا يكاد يخلو منزل في قطاع غزة من شخص فُقد ضحية لقصف هنا أو هناك، أو جريح أصيب، أو أسير، أو مفقود لا يُعرف مصيره. آخر الإحصائيات كما تعلن وزارة الصحة بغزة تفيد بمقتل 54 ألفاً و84 فلسطينياً وإصابة أكثر من 123 ألفاً آخرين منذ السابع من أكتوبر 2023، ولا يزال آلاف الضحايا في عداد المفقودين. وتشير بيانات الوزارة إلى أن إسرائيل ارتكبت «14 ألف مجزرة بغزة، وتسببت بمسح 2483 عائلة من السجل المدني بالكامل»، فيما بقيت 5620 عائلة ليس بها إلا ناجٍ واحد. ووفقاً للإحصائية ذاتها، يسقط طفل قتيل كل 40 دقيقة، وسيدة كل 60 دقيقة. كما تشير إلى مقتل 16854 طفلاً منذ بداية الحرب بواقع 31.5 في المائة من أعداد الضحايا، مشيرةً إلى أن من بين هؤلاء 931 طفلاً كانت أعمارهم أقل من عام واحد. فلسطيني يحمل جثمان جنين قُتلت أمه في ضربة إسرائيلية بمدينة غزة الأربعاء (رويترز) وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بأن أكثر من 950 طفلاً قتلوا في غضون شهرين فقط، فيما كانت قد أشارت سابقاً إلى أن نحو 50 ألف طفل قُتلوا وأُصيبوا منذ بداية الحرب. قبل الحرب، كانت حركة «حماس» قوية تبسط سيطرتها على القطاع حكومياً وعسكرياً وسياسياً، لكن الأمر اختلف بعد هجومها المفاجئ في السابع من أكتوبر 2023، فمرت بالكثير من المنعرجات، وحالات ضعف ثم قوة ثم ضعف. ارتبط هذا بطرق الاستهداف الإسرائيلي لقياداتها وكوادرها، والذي بقي لأشهر ضعيفاً غير قادر على اغتيال أو قتل أبرز قياداتها والوصول إليهم. غير أن إسرائيل تمكنت من القضاء على أبرز الوجوه، خاصةً في أعقاب استئناف الحرب في 18 مارس (آذار) الماضي، وشن أكبر الهجمات وأخطرها على الحركة، والتي يقول كثيرون إنها أضعفتها فعلياً بعد سلسلة اغتيالات مؤثرة. فلسطينيون يحملون مساعدات تلقوها من «مؤسسة إغاثة غزة» في خان يونس بجنوب القطاع يوم الأربعاء (رويترز) وطوال فترة الحرب، كانت لدى «حماس» القدرة على توفير رواتب لموظفيها وعناصرها من مختلف المستويات الحكومية والعسكرية والتنظيمية، ولو بالحد الأدنى؛ لكن منذ استئناف الحرب، لم تعد قادرة على ذلك، وباتت تجد صعوبة بالغة في توفير أي مبالغ مالية بسيطة لهم. وأصبحت الحركة تعاني فراغاً إدارياً ومالياً، حتى على المستوى العسكري وتوفير القدرات اللازمة لعناصرها؛ لكنها ما زالت تحاول إظهار تماسكها من خلال عمليات تنفذها بين الفينة والأخرى ضد القوات الإسرائيلية، وإن لم تكن بذات الزخم السابق. وفعلياً، فقدت «حماس» قدرتها على إدارة الوضع الحكومي بغزة؛ كضبط الأسعار في الأسواق، أو القدرة على حماية المساعدات أو ضبط اللصوص وغير ذلك. وباتت الحركة تعمل فعلياً بشكل غير منظم تنظيماً كاملاً. ومع هذا، لا تزال الحركة متماسكة في بعض المناطق، لكن ليست بذات القوة التي كانت تتمتع بها من قبل، ما سهَّل على خصومها أمر انتقادها، بل التهجم عليها علناً، والخروج بمسيرات ضدها، وهو ما لم يكن معهوداً من قبل.

غزة «الأكثر جوعاً» بعد 600 يوم من الحرب
غزة «الأكثر جوعاً» بعد 600 يوم من الحرب

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

غزة «الأكثر جوعاً» بعد 600 يوم من الحرب

دخلتْ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ600، ولا يزال سكانه يكابدون معاناة هي الأقسى منذ عقود، بل وأصبحت «أكثر الأماكن جوعاً على وجه الأرض»، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. على صعيد سياسي، تواكبت إشارة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال مؤتمر صحافي، أمس، مع إفادة من حركة «حماس» عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب المشتعلة في القطاع منذ 19 شهراً، وحصدت أكثر من 54 ألف قتيل. وقال ترمب إن الأمور تسير بشكل جيد للغاية، وأشار إلى أن إدارته تعمل على تسريع توصيل المواد الغذائية للفلسطينيين في غزة، وهو الأمر الذي أكده، خلال المؤتمر نفسه، مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف المنخرط في المفاوضات. وقال ويتكوف إن لديه «انطباعات جيدة جداً» عن إمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، متوقعاً إرسال اقتراح جديد قريباً. وقبيل الإعلان الأميركي، قالت «حماس» إنها توصلت إلى اتفاق مع ويتكوف على «إطار عام يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية من القطاع».

رفض فلسطيني لـ"المناطق العازلة" و"الممرات الإنسانية" تحت إشراف الاحتلالغزة: 23 شهيداً بينهم 15 من عائلتين في قصف «إسرائيلي»
رفض فلسطيني لـ"المناطق العازلة" و"الممرات الإنسانية" تحت إشراف الاحتلالغزة: 23 شهيداً بينهم 15 من عائلتين في قصف «إسرائيلي»

الرياض

timeمنذ 2 ساعات

  • الرياض

رفض فلسطيني لـ"المناطق العازلة" و"الممرات الإنسانية" تحت إشراف الاحتلالغزة: 23 شهيداً بينهم 15 من عائلتين في قصف «إسرائيلي»

استشهد 23 مواطنا وأصيب آخرون بجروح، بينهم أطفال ونساء، في قصف الاحتلال الإسرائيلي على مناطق شمال ووسط وجنوب قطاع غزة. وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال ارتكب مجزرتين بحق عائلتين شمال ووسط قطاع غزة، راح ضحيتها 15 مواطنا بينهم أطفال ونساء. ففي حي الصفطاوي شمال مدينة غزة، استهدفت غارة لطائرات الاحتلال الحربية منزل عائلة العربيد، ما أدى إلى استشهاد 9 أفراد وإصابة 15 آخرين. وأضافت المصادر أن 6 مواطنين آخرين استشهدوا من أفراد عائلة "عقيلان" في مدينة دير البلح وسط القطاع، بعد استهداف منزلهم بغارة لطائرات الاحتلال الحربية. كما استشهد مواطنان في قصف ونيران الاحتلال على بلدة عبسان شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، كما أصيب عدد من المواطنين في قصف استهدف منزًلا لعائلة أبو مصطفى قرب مركز الشرقية في البلدة، فيما استشهد شاب آخر بنيران مسيرة للاحتلال في بلدة الفخاري شرق المدينة. ففي مخيم جباليا شمال قطاع غزة، استشهد 4 مواطنين وأصيب آخرون في قصف الاحتلال الذي استهدف مجموعة من المواطنين قرب منطقة الفاخورة. وفي مدينة رفح، استشهدت مسنة بعد إطلاق النار عليها من قبل جنود الاحتلال بجانب مركز للمساعدات بمنطقة ميراج شمال غرب رفح جنوب قطاع غزة. وأطلقت زوارق الاحتلال الحربية نيرانها باتجاه شاطئ بحر رفح جنوب قطاع غزّة. وأفاد مراسل "الرياض" بأنه جرى انتشال جثامين ثلاثة شهداء، فيما وصل مستشفى الصليب الأحمر برفح 46 مصابا، إثر قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق نار استهدف مواطنين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات، غرب رفح. ومنذ الثاني من مارس الماضي، يواصل الاحتلال سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون مواطن في قطاع غزة، عبر إغلاق المعابر أمام المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين. إلى ذلك قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الليلة الماضية، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة جديدة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة ضد منتظري المساعدات المدنيين خلال تجمعهم في مراكز التوزيع التي يديرها جيش الاحتلال ضمن ما يعرف بـ"المناطق العازلة". وأوضح المكتب الإعلامي، في تصريح صحفي له، أن 3 مواطنين استشهدوا وأصيب 46 آخرون فيما بقي 7 في عداد المفقودين حيث أطلقت قوات الاحتلال المتواجدة في أو بمحيط تلك المناطق الرصاص الحي تجاه المدنيين الجوعى الذين دعتهم للحضور لاستلام مساعدات ودفعتهم الحاجة الماسة إلى الغذاء للذهاب. وأضاف المكتب أن ما جرى في رفح مجزرة حقيقية وجريمة حرب متكاملة الأركان ارتُكبت بدم بارد ضد مدنيين أنهكهم الحصار والتجويع المتواصل منذ أكثر من 90 يوماً على إغلاق المعابر وحوالي 20 شهراً على الإبادة الجماعية وعلى الانقطاع الكامل للغذاء والدواء عن القطاع، ضمن مخطط واضح للإبادة والتهجير القسري، الذي أقر به رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" وعدد من وزرائه. وأكد أن مشروع الاحتلال لتوزيع المساعدات عبر ما يُسمى "المناطق العازلة" فشل فشلاً ذريعاً، وهو ما أظهرته التقارير الميدانية وشهادات الإعلام العبري وعشرات الخبراء الدوليين، بعد مشاهد مأساوية مؤلمة لانهيار تلك المراكز أمام زحف آلاف الجائعين واقتحامهم للمواقع تحت ضغط الجوع القاتل، قبل أن تتدخل قوات الاحتلال بإطلاق النار، لتكون النتيجة مجزرة وحشية. وتابع المكتب أن ما يجري دليل قاطع على فشل الاحتلال في إدارة الوضع الإنساني الذي تسبب به عمداً، من خلال سياسة ممنهجة من الحصار والتجويع والقصف والتدمير، وهو ما يُشكّل استمراراً لجريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي. وشدد على أنّ إقامة "غيتوهات عازلة" وخطوط تجميع قسرية وسط خطر الموت والجوع، لا يُعبر عن نية إنسانية حقيقية، بل يُجسد هندسة سياسية عنصرية تهدف إلى تفكيك المجتمع الفلسطيني، وإدامة معاناته، وتوفير غطاء إنساني كاذب لأجندات الاحتلال الأمنية والعسكرية. وحمل المكتب الإعلامي الاحتلال المسؤولية القانونية والإنسانية الكاملة عن جريمة المجزرة في رفح ضد المدنيين الجوعى التي قد تتكرر مجدداً، وعن الانهيار الغذائي في غزة. وطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتحمّل مسؤولياتهم، والتحرك العاجل والفعّال لوقف المجازر، وفتح المعابر فوراً دون قيود، وتمكين المنظمات الإنسانية من العمل بحرية كاملة بعيداً عن تدخل الاحتلال. وحث على إرسال لجان تحقيق دولية مستقلة لتوثيق جرائم التجويع والإبادة، وتقديم قادة الاحتلال إلى العدالة الدولية، على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وناشد الدول العربية والإسلامية والدول الحرة في العالم للتدخل الفوري والفعّال، وتفعيل مسارات إغاثية مستقلة وآمنة تكسر الحصار، وتمنع الاحتلال من استخدام الغذاء كسلاح في حربه الدموية. وعبر المكتب الإعلامي الحكومي عن رفضه القاطع أي مشروع يعتمد "المناطق العازلة" أو "الممرات الإنسانية" تحت إشراف الاحتلال، معتبرا أنها نسخة محدثة من "غيتوهات الفصل العنصري" التي تهدف إلى العزل والإبادة، لا إلى الإغاثة أو الحماية. فتوح: فشل النظام الدولي في حماية الإنسان قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن مرور 600 يوم على عدوان الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري في قطاع غزة يفضح فشل النظام الدولي في حماية الإنسان ويكشف عن نظام استعمار استيطاني يواصل جرائمه بحق شعب أعزل يُستهدف لوجوده وهويته لا لسلوكه. وأضاف في بيان صادر عن المجلس الوطني، أمس، أن ما حدث فجر أمس من قصف منازل آمنة وإبادة أسر كاملة من بينها عائلتا الصحفي يوسف العرابيد وعقيلان هو تعبير صريح عن مشروع قتل الوجود الفلسطيني ومسح العائلات من السجل المدني وتحويل غزة إلى مقبرة جماعية بصمت دولي فاضح. وأكد فتوح، أن الاحتلال لا يكتفي بالقصف والقتل بل يمضي في عسكرة المجاعة وتحويل الحاجة إلى الطعام والدواء إلى فخاخ ميدانية وسجون مفتوحة، يطلق فيها النار على الجوعى في طوابير المساعدات بطريقة لا نظير لها في التاريخ الحديث. وأشار إلى أن تعمد إذلال الإنسان الفلسطيني وابتزازه بالجوع ولقمة تبقيه على قيد الحياة ثم قتله، يمثل جريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان، وانتهاكا صارخا لاتفاقيات جنيف وميثاق روما الأساسي. ودعا، إلى تحرك دولي عاجل لوقف الإبادة الجماعية المستمرة، وتوفير حماية فورية لسكان القطاع قبل أن تكتمل جريمة الإبادة الصامتة. ومن جانب آخر، قال فتوح إن مصادقة "الكابينت" في دولة الاحتلال على إقامة 22 مستعمرة جديدة والاستيلاء على آلاف الدونمات من الأرض الفلسطينية يشكل إعلان حرب عنصرية مفتوحة تتجاوز حدود الجغرافيا، وتشكل خطرا مباشرا على الأمن والسلم الدوليين، إذ يقوض هذا السلوك الممنهج أي إمكانية لسلام عادل أو قيام دولة فلسطينية ذات سيادة. وشدد على أن هذا التصعيد الاستعماري هو امتداد لإرهاب الدولة المنظم، الذي يضرب بعرض الحائط كل القرارات الأممية والشرعية الدولية، داعيا المجتمع الدولي إلى الخروج من مربع التصريحات اللفظية والدخول في مسار من الإجراءات العملية الرادعة لوقف هذا الانفلات الاستعماري القائم على التطرف وشهوة الدمار، والإنكار الكامل لحق شعبنا في الحياة الكريمة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. الضفة تحت النار: استشهاد شاب في قلقيلية واعتقالات ومواجهات متواصلة استشهد شاب فلسطيني في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية، في ظل استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في حملات الدهم والاعتقالات في عدة مدن وبلدات بالضفة المحتلة، مع تصاعد العدوان العسكري على مناطق جنين وطولكرم ومخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية. وأوضح الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تسلمت جثمان الشهيد عند مدخل قرية جيت قرب قلقيلية، دون تقديم تفاصيل حول ظروف استشهاده. وأكد مصدر محلي أن الشهيد جاسم إبراهيم السدة من قرية جيت شرق قلقيلية استُشهد متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال خلال اقتحام القرية فجر أمس . وأفادت المصادر أن قوات الاحتلال أطلقت النار عليه داخل منزله أثناء نومه، مما أدى إلى استشهاده فورا. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور مؤثرة من داخل غرفة الشهيد، توثق لحظات ما بعد الحادثة التي أثرت في أهالي القرية. في سياق متصل، أصيب شاب ومسنة فلسطينيان، واعتقل شابان آخران خلال اقتحامات وهجمات نفذها الجيش الإسرائيلي ومستوطنيه في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، وفق شهود عيان. وأكد نادي الأسير إصابة شاب واعتقال آخر خلال اقتحام الاحتلال بلدة زيتا شمال طولكرم، حيث دهمت قوات الاحتلال عدة منازل وفتشتها وخربت محتوياتها، كما خضعت سكان البلدة للاستجواب. وأوضح النادي أن الجنود اعتدوا بالضرب على الشاب شرار أبو العز، ما أدى إلى إصابته بجروح ورضوض، واعتقلوا الشاب محمد الطايع. كما استولى الاحتلال على منزل في البلدة وحوله إلى ثكنة عسكرية ونقطة مراقبة، واحتجز عددا من الشبان، في وقت طارت طائرة مسيرة في الأجواء. وفي شمال الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة دير بلوط غرب سلفيت، واعتقلت فلسطينيا، وجرفت أرضا زراعية، وأغلقت ثلاثة طرق فرعية، ودمرت محتويات غرفة زراعية. كما شهدت بلدة عزون شرق قلقيلية اقتحامات مماثلة. وفي وسط الضفة، أقدم مستوطنون على إحراق أرض زراعية في قرية المغير شمال شرق رام الله. وذكر مصدر محلي أن قوات الاحتلال اقتحمت المنطقة بعد الحريق لتأمين الحماية للمستوطنين، ومنعت الفلسطينيين من الاقتراب. ويشن المستوطنون هجمات متكررة على القرية، ويحرقون الأراضي والممتلكات، خاصة بعد إقامة بؤرة استيطانية في المنطقة مؤخرا. جنوب الضفة، أعلنت جمعية الهلال الأحمر نقلها مسنة تبلغ من العمر 60 عاما إلى المستشفى بعد تعرضها لاعتداء بالضرب من قبل مستوطنين في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل. كما اقتحم الاحتلال بلدة دورا جنوب غرب الخليل. وفي ظل "إبادة غزة"، يستمر الجيش الإسرائيلي والمستوطنون في تصعيد اعتداءاتهم في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 970 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال أكثر من 17 ألفا، بحسب إحصائيات فلسطينية. تصاعد اعتداءات المستوطنين.. حرق مركبات وأراض وشعارات عنصرية برام الله ونابلس واصل المستوطنون اعتداءاتهم على القرى الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث هاجموا فجر امس، قرية رمون شرق رام الله، في هجوم جديد ضمن سلسلة من الانتهاكات التي تصاعدت مؤخرا. وذكرت مصادر محلية أن عدداً من المستوطنين تسللوا تحت جنح الظلام إلى قرية رمون، وأقدموا على إحراق عدد من المركبات، كما خطوا شعارات عنصرية على جدران منازل المواطنين، في مشهد أثار حالة من الذعر بين السكان. ويأتي هذا الاعتداء بعد أقل من 24 ساعة على هجوم مشابه في بلدة قريوت جنوب نابلس، حيث أضرم مستوطنون النار في سبع مركبات وألحقوا بها أضراراً كبيرة. ووفق توثيقات محلية، فقد نفذ المستوطنون خلال شهر أبريل /نيسان الماضي وحده 231 اعتداءً، شملت تخريبا وسرقة لممتلكات الفلسطينيين، وتدمير مساحات زراعية واسعة، إضافة إلى اقتلاع 1168 شجرة زيتون توزعت على النحو التالي: رام الله: 530 شجرة، نابلس: 300 شجرة وسلفيت: 298 شجرة. تأتي هذه الاعتداءات في ظل تواطؤ قوات الاحتلال وصمت المجتمع الدولي، ضمن سياسة ممنهجة لفرض السيطرة وتوسيع الاستيطان على حساب حقوق وممتلكات الشعب الفلسطيني. 128 يومًا للعدوان على جنين تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة لليوم الـ128 على التوالي. ووسعت قوات الاحتلال عمليات التجريف والتدمير داخل المخيم بهدف تغيير معالمه وبنيته، مع استمرار منع الدخول أو الوصول إليه. وتشير تقديرات طواقم بلدية جنين إلى تدمير 600 منزل بشكل كلي في المخيم، إضافة إلى تدمير جزئي لباقي المنازل. وتسبب العدوان المتواصل في نزوح نحو 22 ألف مواطن من المخيم ومحيطه، الأمر الذي فرض تحديات كبيرة على بلدية جنين من الجانبين الإنساني والاقتصادي. في حين أن حجم الأضرار المباشرة للعدوان بلغ حتى الآن 300 مليون دولار، إضافة إلى وجود 4000 عامل فقدوا عملهم. وامس، أصيب مواطن، نتيجة إلقاء جنود الاحتلال قنبلة غاز باتجاهه. فيما أصيب طفل يبلغ من العمر (12 عامًا) بالرصاص المطاطي، خلال مواجهات وقعت وسط المدينة. واقتحمت قوة من جيش الاحتلال مجمعات تجارية ونشرت القناصة على أسطح مبانيها. وتشهد قرى محافظة جنين اقتحامات شبه يومية مع استمرار العدوان على المدينة والمخيم. وتُسجّل تحركات عسكرية يومية في غالبية قرى المحافظة، إلى جانب تواجد دائم لدوريات وآليات الاحتلال. ويستمر الاحتلال في دفع تعزيزاته العسكرية إلى مخيم جنين ومحيطه، فيما يواصل جنود الاحتلال إطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف داخله. كما ينشر فرق المشاة في عدد من أحياء المدينة المحيطة به. وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، فإن الاحتلال اعتقل خلال الأربعة أشهر الماضية قرابة 1000 مواطن، من جنين وطولكرم ويشمل ذلك من تم الإفراج عنهم في وقت لاحق. وبلغ عدد الشهداء منذ بداية العدوان الإسرائيلي 40 شهيدًا، وأكثر من 200 إصابة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store