
هل تنقذ الأنشطة الثقافية شباب ليبيا من آثار الحرب؟ – DW – 2025/8/2
قبل نحو عشر سنوات وبالتحديد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، انطلقت في مدينة بنغازي بشرق ليبيا مبادرة ثقافية فريدة تحت اسم "تاناروت"، أسسها ثلاثة مثقفين من مجالات مختلفة، بهدف إعادة الحياة إلى المدينة، التي أنهكتها سنوات الحرب وما صاحبها من دمار، لم يقتصر على البنيان، بل امتد تأثيره أيضا إلى نفسية المجتمع، خاصة لدى الشباب، فكانت "تاناروت" محاولة جريئة لخلق مساحة ثقافية مهمة وسط المعاناة.
بدأ التجمع في غرفة صغيرة بمنطقة "البركة"، التي تبعد حوالي 3 كيلو متر عن خط النار، بحسب ما حكى لـDW محمد بوسنينة، الرئيس التنفيذي لتجمع "تاناروت".
بدأ نشاط "تاناروت" بالسينما وتعلم الخط العربي والرسم والقراءة. وتطورت الأنشطة من حيث النوع والعدد، فمع تزايد عدد المشاركين في المبادرة "تحولت هذه الغرفة إلى فضاء حالم، منفصل عن واقع الحرب، حيث تشعر وأنت بداخلها أنك بعيد تماما عمّا يحدث في الخارج" من عنف ودمار، يوضح بوسنينة.
واجهت "تاناروت" تحديات كبيرة، أبرزها رفض بعض فئات المجتمع لفكرة النشاط الثقافي في ظل الحرب، معتبرينه ترفًا غير مناسب في ذلك الوقت، يقول بوسنينة. كما أن إنشاء تجمع ثقافي يقوم بعرض أفلام وتعليم موسيقى وقراءة كتب كان يواجه بتحفظات من البعض في المجتمع. وكذلك شكّل التنوع في المشاركين، الذين كانوا من مختلف الأعمار، ذكورا وإناثا تحديًا اجتماعيًا، يؤكد الرئيس التنفيذي لتجمع "تاناروت".
غياب التمويل أيضا كان من بين أهم العوائق؛ إلا أن الإصرار على الاستمرار دفع الأعضاء إلى تمويل الأنشطة ذاتيًا، حتى أن إحدى المشاركات باعت مصوغاتها لدعم التجمع. وكان الدعم المادي لتجمع "تاناروت" يأتي بشكل كامل تقريباً عن طريق الأعضاء، سواء من رسوم العضوية أو مساهمات الأعضاء في التكفل بنفقات الأنشطة، بحسب محمد بوسنينة.
قدم تجمع "تاناروت" العديد من الأنشطة للشباب، منها "نادي السينما"، وهو لقاء أسبوعي، يعرض أحد الأفلام تليه جلسة نقاش يتضمن جوانب مختلفة، سواء من حيث قصة الفيلم أو الأداء أو الإخراج أو الموسيقى، بحسب ما حكى لدويتشه فيله (DW) محمد بوسنينة، الرئيس التنفيذي لتجمع "تاناروت".
كانت هناك أيضا دورات لتعليم الرسم والعزف علي العديد من الآلات الموسيقية، علاوة على نادي الكتاب "الذي قمنا من خلاله بتعزيز فكرة القراءة والفهم"، يقول بوسنينة. وتتلخص في الفكرة في أن أعضاء النادي يقومون بقراءة كتاب بشكل منفصل، ومن ثم مناقشته بشكل جماعي في لقاءات ثابته داخل مقر تاناروت. كما ضم التجمع مكتبة شاملة بها العديد من الكتب القيمة مفتوحة لكل الراغبين في القراءة طوال أيام الأسبوع. وكانت هناك أيضا معارض فنية تحولت إلى مهرجانات مصغرة، مثل معرض الفن التشكيلي "خبز الغراب"، ومعرض الصور الفوتوغرافية "الحرب مرت من هنا"، وغيرها من المعارض.
ويقول بوسنينة إن من أبرز الفعاليات التي نظمها "تاناروت" الاحتفال باليوم العالمي للكتاب، حيث نُظمت أول احتفالية عام 2016 في شارع دبي، تضمنت توزيع كتب مجانية وجلسات قراءة وحفلا موسيقيا مصغرا.
وفي 2017، أقيمت الفعالية في ساحة "قصر القشلة" بقلب المدينة، وهو قصر أثرى له رمزية كبيرة لأهالي بنغازي، وشهدت الفعالية حضورًا كبيرا.
أما آخر احتفالية باليوم العالمي للكتاب نظمها تاناروت، فجرت في أحد أكثر الأحياء المتضررة بوسط المدينة، وتم نشر أرفف الكتب وسط الأنقاض، وعقدت جلسة القراءة في نفس المكان، كما جرى إقامة حفلة موسيقية بمشاركة أكثر من فنان وخلفهم آثار دمار الحرب وأمامهم جمهور يحمل كل واحد منهم كتابا في يده.
شهد تجمع تاناروت إقبالًا كبيرًا منذ البداية، خاصة في الفعاليات الكبرى، وتنوعت الأنشطة لاحقًا لتشمل أسبوع الفيلم الليبي، والذي كان بمثابة سينما مصغرة تعرض فيه الكثير من الأفلام الليبية، وتعقد الندوات والورش حول صناعة الأفلام ومستقبلها في ليبيا، وأيضاً العروض المسرحية والندوات الخاصة بالمسرح، والأمسيات الشعرية.
أما آخر شيء أضافه تاناروت لأنشطته فهو نادي الترجمة، والذي تم الإعلان عنه قبل يوم واحد من التعليق النهائي لعمل التجمع، بحسب بوسنينة.
ورغم كل الأنشطة والتفاعل الكبير معها، توقف ملتقى "تاناروت" الثقافي في بنغازي في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول 2020، بعد خمس سنوات من النشاط الثقافي والفني المكثف، بسبب مجموعة من التحديات التي تراكمت وأثرت على استمراريته.
أبرز هذه التحديات كان سوء الفهم المجتمعي لطبيعة التجمع، حيث واجه "تاناروت" منذ تأسيسه هجمات إعلامية عبر منصات التواصل الاجتماعي، اتهمته بأنه تجمع شبابي مختلط يروج لأنشطة غير مرحب بها اجتماعيًا، رغم أن أهدافه كانت ثقافية وفنية بحتة.
وأوضح بوسنينة أن هذه الحملات أدت إلى رفع قضايا قانونية ضد أعضاء التجمع، ورغم رفضها من قبل المحكمة، إلا أن الضرر المجتمعي كان قد وقع، خاصة من سكان الأحياء المجاورة لمقر التجمع، الذين أبدوا رفضهم لوجوده بينهم، مما شكل خطرًا على استمراره.
إلى جانب ذلك، عانى "تاناروت" من غياب الدعم الرسمي، فلم يتلق أي تأييد من الجهات الثقافية أو الحكومية، ما جعله يعتمد بالكامل على مساهمات أعضائه لتغطية التكاليف الأساسية. ورغم الإقبال الكبير على أنشطته، إلا أن الاستمرار دون تمويل كان شبه مستحيل، بحسب بوسنينة.
بعد إغلاقه، ترك "تاناروت" فراغًا نفسيًا وثقافيًا لدى الشباب، حيث عبّر العديد من أعضائه عن شعورهم بالاكتئاب وفقدان الشغف. وتحذر الخبيرة النفسية إيمان محمد من آثار غياب الأنشطة الشبابية، مؤكدة أن ذلك يؤدي إلى مشكلات نفسية واجتماعية، مثل الاكتئاب، ضعف المهارات، الميل للسلوكيات الخطرة وتراجع الصحة الجسدية، مشددة على أهمية البيئة الداعمة في تنمية الشباب وحمايتهم من الانحراف.
وتؤكد الخبيرة في المجال النفسي والاجتماعي، في حديثها لـDW أن "الأنشطة الثقافية والفنية ليست ترفًا، بل ضرورة نفسية واجتماعية. غيابها يترك فراغًا قد يملؤه السلوك السلبي، بينما وجودها يسهم في بناء شخصية متوازنة قادرة على مواجهة تحديات الحياة".
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
ألهم التجمع مبادرات ثقافية جديدة، أبرزها مركز "براح" الذي أسسه أحد أعضاء تاناروت. ويروي حازم الفرجاني، رئيس مؤسسة "براح للثقافة والفنون"، لـDW كيف تحولت المؤسسة إلى مساحة بديلة بعد توقف "تاناروت".
انطلقت "براح" عام 2019 في بنغازي، وسرعان ما أصبحت منصة لدمج الشباب من مختلف الخلفيات، عبر أكثر من 300 نشاط و73 معرضًا، شملت ورشًا بيئية، تعليم لغات وموسيقى وشطرنج، وكذلك مرسما حرا، مكتبة عامة واستوديوهات للبودكاست والتصوير.
وفي ظل غياب الدعم الحكومي والدولي، اعتمدت "براح" على اشتراكات أعضائها، الذين تجاوز عددهم 60 عضوا، ما ساعد في الاستمرار وتوفير مقر ثابت. كما تعاونت "براح" مع مؤسسات محلية ونظّمت فعاليات مشتركة مع مراكز ثقافية في طرابلس ودرنة قبل كارثة عاصفة دانيال.
ويشير الفرجاني في حديثه لـDW إلى أن الهدف لم يكن فقط تطوير المواهب، بل توفير بيئة آمنة وبديلة للأسرة، تتابع الحالة النفسية للشباب وتساعدهم على تجاوز آثار الحرب، فـ"بعض المشاركين تخلصوا من الخجل، بينما تخلص آخرون من النزعة العدائية أو التعصب ووجدوا في "براح" مساحة للتعبير والانطلاق".
ويختم الفرجاني حديثه بالتأكيد على أن "مستقبل ليبيا مرهون بمدى اهتمام المؤسسات بالشباب"، عبر فتح المسارح وتنظيم المهرجانات الثقافية وبناء بيئة ثقافية حقيقية. فـالشباب، كما يقول: "هم مستقبل البلاد، وإذا تُركوا دون دعم، فإن الخطر يهدد الجميع".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


DW
منذ 7 أيام
- DW
هل يتنبأ مسلسل "عائلة سيمبسون" بالمستقبل؟ – DW – 2025/8/4
يُقال إنَّ مسلسل "عائلة سيمبسون" قد تنبأ بأمور كثيرة: من اللحظة الفيروسية لفضيحة العناق خلال حفل كولدبلاي إلى رئاسة ترامب. فريق تدقيق الحقائق في DW تحقق من صحة هذه التنبؤات. هذا الفيديو شاهده تقريبًا جميع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي منذ الأسبوع الماضي: الرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا "أسترونومر" ورئيسة الموارد البشرية في الشركة يحتضنا بعضهما في حفل كولدبلاي، ثم ينفصلان بطريقة محرجة فور ملاحظتهما أنَّ كاميرا القبلة "Kiss cam" قد صورتهما. وذلك لأنَّ كلًا منهما لديه حياته الزوجية الخاصة. وبحسب منشورات انتشرت انتشارًا كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي من المفترض أنَّ مسلسل الرسوم المتحركة الأمريكي "عائلة سيمبسون" قد تنبأ بلحظة العناق هذه قبل سنين - وبالعديد من الأحداث الأخرى السابقة، كما يقول المستخدمون. وانتشرت هذه الإشاعة بلغات مختلفة على منصات التواصل الاجتماعي، مثل تيك توك وإكس (مؤرشف) وإنستغرام (مؤرشف) وفيسبوك (مؤرشف). وحققت بعض المنشورات ملايين المشاهدات، وحتى أنَّ بعضها ذكر تفاصيلَ محددةً (مؤرشف)، مثل الموسم والحلقة وتاريخ بثها، ويُفترض أنَّ صورة مسلسل "عائلة سيمبسون" المزعومة ملتقطة منها. وقد قام فريق تدقيق الحقائق في DW بمراجعة تنبؤات "بارت وهومر" وشركائهما المزعومة. الادعاء: "هل تنبأ مسلسل عائلة سيمبسون حقًا بحادثة حفل كولدبلاي في حلقة من عام 2003؟ (العلاقة الغرامية المزعومة أو مشاهدة الرئيس التنفيذي لشركة أسترونومر، آندي بايرون وكريستين كابوت)"، كما جاء في هذا المنشور على موقع إكس، والذي يحتوي على الصورة الملتقطة من كاميرا القبلة بجانب صورة تعرض مشهدًا مشابهًا من مسلسل الرسوم المتحركة عائلة سيمبسون. ولكن تحقيق DW أثبت أنَّ هذا الادعاء غير صحيح. وتدعي معظم صيغ هذه الإشاعة أنَّ هذا التنبؤ ورد في الحلقة 10 من الموسم 26، والتي تم عرضها لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 4 كانون الثاني/ يناير 2015، وتحكي قصة اختطاف عائلة سيمبسون من قبل كائنات فضائية أثناء زيارتها مدينة ملاهي. وهذه الحلقة موجودة على منصات البث ويمكن مشاهدتها هنا باللغة الإنكليزية. المشكلة: لا يوجد في هذه الحلقة مثل هذا المشهد. وتحتوي حلقة أخرى، الحلقة 22 من الموسم 17، على مشهد قبلة وعناق، ولكنه يدور أثناء مباراة بيسبول. والشخصان المتعانقين في هذه القبلة هما مارج وهومر - وبالتالي فإنَّ هذا المشهد لا ينطبق أيضًا. ويمكن مشاهدته هنا باللغة الإنكليزية. ولذلك فعلى الأرجح أنَّ لقطة التنبؤ المزعوم المنتشرة على الإنترنت قد تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي أو تم التلاعب بها رقميًا. وقام فريق تدقيق الحقائق في DW برفع هذه الصورة إلى العديد من منصات اكتشاف الذكاء الاصطناعي، بما فيها موقع AIorNot، وقد صنَّفتها على أنَّها "قد تكون منشأة بالذكاء الاصطناعي". وموقع Hive Moderation يُقدّر حتى أنَّها "تحتوي بنسبة 99.9 % على محتوى منتج بالذكاء الاصطناعي أو مُزيّف بعمق". ومن المعروف أنَّ هذه ليست المرة الأولى التي يُزعم فيها أنَّ مسلسل "عائلة سمبسون" يتنبأ بأحداث مستقبلية. ومن أشهر هذه التنبؤات مثلًا: ففي الحلقة 17 من الموسم 11، تذكر ليزا سيمبسون دونالد ترامب ضمن سياق الحديث حول الرئاسة الأمريكية. وهذه الحلقة تم بثها في 19 آذار/مارس 2000 ويمكن مشاهدتها هنا باللغة الألمانية. كما أنَّ أحداثها تدور في المستقبل وتتولى فيها ليزا منصب رئيسة الولايات المتحدة الأمريكية، وتشير إلى أنَّ إمبراطور العقارات ترامب كان سلفها وقد تسبب في أزمة في الميزانية. وفي عام 2015 ذكرت وسائل الإعلام هذه الحلقة باعتبارها مقدّمة لترشح ترامب للرئاسة آنذاك. بيد أنَّ الصورة التي غالبًا ما تستخدم من أجل إثبات "التنبؤ الرئاسي" المزعوم مأخوذة من حلقة قصيرة بعنوان "Trumptastic Voyage" من الموسم 25، وتم بثها في تموز/ يوليو 2015، أي بعد فترة طويلة من إعلان ترامب عن ترشحه. ويظهر في الصورة ترامب وهومر على سلم كهربائي أمام حشد من الناس. ومشهد الرسوم المتحركة هذا مأخوذ من صورة حقيقية ملتقطة في شهر حزيران/ يونيو من ذلك العام. وزعم منشور آخر انتشر انتشارًا فيروسيًا أنَّ مسلسل "عائلة سمبسون" قد تنبأ بانهيار جسر فرانسيس سكوت كي في بالتيمور في آذار/ مارس 2024. ويظهر في المنور هومر وليزا وهما يتابعان هذا الحدث. وتبدو الصورة من النظرة الأولى حقيقية، ولكن السر يكمن هنا أيضًا في التفاصيل. إذ توجد بعض الدلائل التي تشير إلى أنَّ هذه الصورة منشأة في الحقيقة بالذكاء الاصطناعي. وعند النظر بدقة وإمعان إلى الصورة نلاحظ أنَّ شعر ليزا فيه عشرة أطراف، بينما شعر شخصية المسلسل الكرتوني الحقيقية فيه ثمانية أطراف فقط. وكذلك يوجد خطأ في شعر هومر: فالخطوط المتعرجة في شعره أضيق بكثير مما هي عليه في المسلسل. وحتى هنا ادعى الكثيرون على الإنترنت أنَّ المسلسل تنبأ بجائحة كورونا (كوفيد-19). واستندوا في ذلك إلى الحلقة 21 من الموسم 4. يمكن مشاهدتها هناباللغة الألمانية. ويطلب في هذه الحلقة العديد من أهالي مدينة سبرينغفيلد آلات عصير من مصنع بمدينة أوساكا اليابانية؛ ويكون أحد عمال المصنع مريضًا، ويسعل في كراتين آلات العصير، لينقل بذلك ما يعرف باسم "إنفلونزا أوساكا". ويكمن التشابه الوحيد بين "إنفلونزا أوساكا" وكوفيد-19 في أنَّ أصلهما من شرق آسيا. والإنفلونزا الخيالية لم تؤدِّ إلى إغلاق عالمي، أو إلى جائحة، أو ملايين الوفيات. على العكس من جائحة كوفيد-19، التي أسفر عن أكثر من 7 ملايين حالة وفاة حول العالم، بحسب منظمة الصحة العالمية. وفي حين أنَّ العديد مما يعرف باسم "تنبؤات عائلة سمبسون" المنتشرة على الإنترنت قد تم تصنيفها إما خاطئ أو مزيفة تمامًا، فإنَّ صانعي هذا المسلسل كانوا محقيق بشكل مُفاجئ في بعض تنبؤاتهم، كما يذكر هذا المقال هنا باللغة الإنكليزية. فكيف يمكن حدوث ذلك؟ وماذا يقول المبدعون صانعو المسلسل حول هذه الظاهرة؟. وفي هذا الصدد ذكر مات غرونينغ، مبتكر مسلسل "عائلة سمبسون"، أنَّ مؤلفي المسلسل يحاولون دائمًا تصوّر النتائج الأكثر غموضًا من أجل حلقاتهم. وفي فعالية للمعجبين قال حول هذه الظاهرة: "لقد صنعنا على مدار المواسم الكثيرة التي أنتجناها الكثير جدًا من النكات، بحيث كان من الواضح أنَّنا سنكون يومًا ما محقين في شيء ما". أعده للعربية: رائد الباش


DW
٠٢-٠٨-٢٠٢٥
- DW
هل تنقذ الأنشطة الثقافية شباب ليبيا من آثار الحرب؟ – DW – 2025/8/2
على خلفية الحرب والاقتتال انطلق في بنغازي تجمع "تاناروت" الثقافي بمحاولات فردية وجهود ذاتية. وبعد سنوات من النشاط التفاعلي توقف المشروع لأسباب عدة. فماذا قدم "تاناروت" للشباب الليبي ولماذا تم إيقافه؟ وما هي البدائل؟ قبل نحو عشر سنوات وبالتحديد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، انطلقت في مدينة بنغازي بشرق ليبيا مبادرة ثقافية فريدة تحت اسم "تاناروت"، أسسها ثلاثة مثقفين من مجالات مختلفة، بهدف إعادة الحياة إلى المدينة، التي أنهكتها سنوات الحرب وما صاحبها من دمار، لم يقتصر على البنيان، بل امتد تأثيره أيضا إلى نفسية المجتمع، خاصة لدى الشباب، فكانت "تاناروت" محاولة جريئة لخلق مساحة ثقافية مهمة وسط المعاناة. بدأ التجمع في غرفة صغيرة بمنطقة "البركة"، التي تبعد حوالي 3 كيلو متر عن خط النار، بحسب ما حكى لـDW محمد بوسنينة، الرئيس التنفيذي لتجمع "تاناروت". بدأ نشاط "تاناروت" بالسينما وتعلم الخط العربي والرسم والقراءة. وتطورت الأنشطة من حيث النوع والعدد، فمع تزايد عدد المشاركين في المبادرة "تحولت هذه الغرفة إلى فضاء حالم، منفصل عن واقع الحرب، حيث تشعر وأنت بداخلها أنك بعيد تماما عمّا يحدث في الخارج" من عنف ودمار، يوضح بوسنينة. واجهت "تاناروت" تحديات كبيرة، أبرزها رفض بعض فئات المجتمع لفكرة النشاط الثقافي في ظل الحرب، معتبرينه ترفًا غير مناسب في ذلك الوقت، يقول بوسنينة. كما أن إنشاء تجمع ثقافي يقوم بعرض أفلام وتعليم موسيقى وقراءة كتب كان يواجه بتحفظات من البعض في المجتمع. وكذلك شكّل التنوع في المشاركين، الذين كانوا من مختلف الأعمار، ذكورا وإناثا تحديًا اجتماعيًا، يؤكد الرئيس التنفيذي لتجمع "تاناروت". غياب التمويل أيضا كان من بين أهم العوائق؛ إلا أن الإصرار على الاستمرار دفع الأعضاء إلى تمويل الأنشطة ذاتيًا، حتى أن إحدى المشاركات باعت مصوغاتها لدعم التجمع. وكان الدعم المادي لتجمع "تاناروت" يأتي بشكل كامل تقريباً عن طريق الأعضاء، سواء من رسوم العضوية أو مساهمات الأعضاء في التكفل بنفقات الأنشطة، بحسب محمد بوسنينة. قدم تجمع "تاناروت" العديد من الأنشطة للشباب، منها "نادي السينما"، وهو لقاء أسبوعي، يعرض أحد الأفلام تليه جلسة نقاش يتضمن جوانب مختلفة، سواء من حيث قصة الفيلم أو الأداء أو الإخراج أو الموسيقى، بحسب ما حكى لدويتشه فيله (DW) محمد بوسنينة، الرئيس التنفيذي لتجمع "تاناروت". كانت هناك أيضا دورات لتعليم الرسم والعزف علي العديد من الآلات الموسيقية، علاوة على نادي الكتاب "الذي قمنا من خلاله بتعزيز فكرة القراءة والفهم"، يقول بوسنينة. وتتلخص في الفكرة في أن أعضاء النادي يقومون بقراءة كتاب بشكل منفصل، ومن ثم مناقشته بشكل جماعي في لقاءات ثابته داخل مقر تاناروت. كما ضم التجمع مكتبة شاملة بها العديد من الكتب القيمة مفتوحة لكل الراغبين في القراءة طوال أيام الأسبوع. وكانت هناك أيضا معارض فنية تحولت إلى مهرجانات مصغرة، مثل معرض الفن التشكيلي "خبز الغراب"، ومعرض الصور الفوتوغرافية "الحرب مرت من هنا"، وغيرها من المعارض. ويقول بوسنينة إن من أبرز الفعاليات التي نظمها "تاناروت" الاحتفال باليوم العالمي للكتاب، حيث نُظمت أول احتفالية عام 2016 في شارع دبي، تضمنت توزيع كتب مجانية وجلسات قراءة وحفلا موسيقيا مصغرا. وفي 2017، أقيمت الفعالية في ساحة "قصر القشلة" بقلب المدينة، وهو قصر أثرى له رمزية كبيرة لأهالي بنغازي، وشهدت الفعالية حضورًا كبيرا. أما آخر احتفالية باليوم العالمي للكتاب نظمها تاناروت، فجرت في أحد أكثر الأحياء المتضررة بوسط المدينة، وتم نشر أرفف الكتب وسط الأنقاض، وعقدت جلسة القراءة في نفس المكان، كما جرى إقامة حفلة موسيقية بمشاركة أكثر من فنان وخلفهم آثار دمار الحرب وأمامهم جمهور يحمل كل واحد منهم كتابا في يده. شهد تجمع تاناروت إقبالًا كبيرًا منذ البداية، خاصة في الفعاليات الكبرى، وتنوعت الأنشطة لاحقًا لتشمل أسبوع الفيلم الليبي، والذي كان بمثابة سينما مصغرة تعرض فيه الكثير من الأفلام الليبية، وتعقد الندوات والورش حول صناعة الأفلام ومستقبلها في ليبيا، وأيضاً العروض المسرحية والندوات الخاصة بالمسرح، والأمسيات الشعرية. أما آخر شيء أضافه تاناروت لأنشطته فهو نادي الترجمة، والذي تم الإعلان عنه قبل يوم واحد من التعليق النهائي لعمل التجمع، بحسب بوسنينة. ورغم كل الأنشطة والتفاعل الكبير معها، توقف ملتقى "تاناروت" الثقافي في بنغازي في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول 2020، بعد خمس سنوات من النشاط الثقافي والفني المكثف، بسبب مجموعة من التحديات التي تراكمت وأثرت على استمراريته. أبرز هذه التحديات كان سوء الفهم المجتمعي لطبيعة التجمع، حيث واجه "تاناروت" منذ تأسيسه هجمات إعلامية عبر منصات التواصل الاجتماعي، اتهمته بأنه تجمع شبابي مختلط يروج لأنشطة غير مرحب بها اجتماعيًا، رغم أن أهدافه كانت ثقافية وفنية بحتة. وأوضح بوسنينة أن هذه الحملات أدت إلى رفع قضايا قانونية ضد أعضاء التجمع، ورغم رفضها من قبل المحكمة، إلا أن الضرر المجتمعي كان قد وقع، خاصة من سكان الأحياء المجاورة لمقر التجمع، الذين أبدوا رفضهم لوجوده بينهم، مما شكل خطرًا على استمراره. إلى جانب ذلك، عانى "تاناروت" من غياب الدعم الرسمي، فلم يتلق أي تأييد من الجهات الثقافية أو الحكومية، ما جعله يعتمد بالكامل على مساهمات أعضائه لتغطية التكاليف الأساسية. ورغم الإقبال الكبير على أنشطته، إلا أن الاستمرار دون تمويل كان شبه مستحيل، بحسب بوسنينة. بعد إغلاقه، ترك "تاناروت" فراغًا نفسيًا وثقافيًا لدى الشباب، حيث عبّر العديد من أعضائه عن شعورهم بالاكتئاب وفقدان الشغف. وتحذر الخبيرة النفسية إيمان محمد من آثار غياب الأنشطة الشبابية، مؤكدة أن ذلك يؤدي إلى مشكلات نفسية واجتماعية، مثل الاكتئاب، ضعف المهارات، الميل للسلوكيات الخطرة وتراجع الصحة الجسدية، مشددة على أهمية البيئة الداعمة في تنمية الشباب وحمايتهم من الانحراف. وتؤكد الخبيرة في المجال النفسي والاجتماعي، في حديثها لـDW أن "الأنشطة الثقافية والفنية ليست ترفًا، بل ضرورة نفسية واجتماعية. غيابها يترك فراغًا قد يملؤه السلوك السلبي، بينما وجودها يسهم في بناء شخصية متوازنة قادرة على مواجهة تحديات الحياة". To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video ألهم التجمع مبادرات ثقافية جديدة، أبرزها مركز "براح" الذي أسسه أحد أعضاء تاناروت. ويروي حازم الفرجاني، رئيس مؤسسة "براح للثقافة والفنون"، لـDW كيف تحولت المؤسسة إلى مساحة بديلة بعد توقف "تاناروت". انطلقت "براح" عام 2019 في بنغازي، وسرعان ما أصبحت منصة لدمج الشباب من مختلف الخلفيات، عبر أكثر من 300 نشاط و73 معرضًا، شملت ورشًا بيئية، تعليم لغات وموسيقى وشطرنج، وكذلك مرسما حرا، مكتبة عامة واستوديوهات للبودكاست والتصوير. وفي ظل غياب الدعم الحكومي والدولي، اعتمدت "براح" على اشتراكات أعضائها، الذين تجاوز عددهم 60 عضوا، ما ساعد في الاستمرار وتوفير مقر ثابت. كما تعاونت "براح" مع مؤسسات محلية ونظّمت فعاليات مشتركة مع مراكز ثقافية في طرابلس ودرنة قبل كارثة عاصفة دانيال. ويشير الفرجاني في حديثه لـDW إلى أن الهدف لم يكن فقط تطوير المواهب، بل توفير بيئة آمنة وبديلة للأسرة، تتابع الحالة النفسية للشباب وتساعدهم على تجاوز آثار الحرب، فـ"بعض المشاركين تخلصوا من الخجل، بينما تخلص آخرون من النزعة العدائية أو التعصب ووجدوا في "براح" مساحة للتعبير والانطلاق". ويختم الفرجاني حديثه بالتأكيد على أن "مستقبل ليبيا مرهون بمدى اهتمام المؤسسات بالشباب"، عبر فتح المسارح وتنظيم المهرجانات الثقافية وبناء بيئة ثقافية حقيقية. فـالشباب، كما يقول: "هم مستقبل البلاد، وإذا تُركوا دون دعم، فإن الخطر يهدد الجميع".


DW
١٦-٠٧-٢٠٢٥
- DW
من رام الله إلى الفضاء- أول فلسطينية تستعد للتحليق في الفضاء – DW – 2025/7/15
من رام الله إلى طبقات السماء، تُحلّق بيسان دحبور كأول فلسطينية تعانق الفضاء، حاملةً حلمًا يزرع الحياة على سطح القمر، ورسالةً مفادها أن الفضاء واسع، عادل، ومفتوح لكل من يحمل الشغف والحلم، لا لمن يملكون المال فقط. في السادس والعشرين من يونيو/حزيران 2025، وصل بريد إلكتروني كان كافيا لقلب حياة بيسان رأسًا على عَقِب. دقائق مرت كدهر قبل أن تستوعب الرسالة: "تم قبولك في برنامج تيتانز سبيس 2029". لحظة خالدة، ولادة حلم كوني جديد كما تصفه، سيرسم لها خط اتصالها مع الفضاء. تقول الباحثة الشابة بيسان دحبور في حديث مع DW عربية: "لم تكن لحظة شخصية فحسب، بل طموح كل فتاة عربية حلمت ذات يوم أن تطأ النجوم." بيسان البالغة من العمر 32 عاما، تنحدر أسرتها من رام الله بالضفة الغربية، وطالما ردّدت بثقة: "سأذهب إلى الفضاء"، لم يكن كثيرون يصدّقونها. باستثناء شخص واحد آمن بحلمها منذ البداية، زوجها ماتياس انيغل. تروي مبتسمةً: "عندما وصلني رابط التقديم، شعرت أن الباب قد فُتح أخيرًا. كتبت طلبي من قلبي، من حلمٍ لم يكن مرئيًا بعد، لكنه حيّ في داخلي." في مدينة فيتن في ولاية شمال الراين وستفاليا الألمانية، حيث تقيم وتعمل فيتطوير الأعمال العلمية، اعتادت بيسان على تحويل أعقد الأبحاث إلى تطبيقات ملموسة. خلفيتها العلمية ومقالاتها في مجال الفضاء والتصنيع المداري والأنظمة الفضائية، شكّلت جسرها نحو هذا البرنامج الطموح. ما تتميز به شركة تيتانز سبيس أنها ستحضر رحلات باستخدام مركبات فضائية، لا تعتمد الصواريخ التقليدية، بل على طائرات فضائية تقلع أفقيًا من على مدرج ارضي، وتستخدم محركات صاروخية خاصة عند بلوغها ارتفاعًا معينًا، ما يتيح للركاب اختبار بيئة تلامس انعدام الجاذبية. في مهمة تُعيد رسم ملامح المستقبل، أوضحت مديرة التواصل في شركة تيتانز سبيس، سو غوڤنر، خلال حديث مع DW عربية أن "تيتانز جينيسيس" ستُحلّق عام 2029 كأول طائرة فضائية تنطلق وتهبط أفقيًا، يمكنها أن تحمل على متنها 350 شخصًا في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الرحلات الفضائية البشرية. هذه الخطوة الجريئة لا تُكسر الأرقام القياسية فحسب، بل تُرسّخ مفهوم السفر الفضائي الجماعي كجزء من الحياة البشرية المقبلة. الرحلة، التي تتراوح تكلفتها بين 350 ألف و25 مليون دولار، تفتح آفاقًا لإجراء تجارب علمية متقدّمة في مجالات الأحياء الدقيقة، علم المواد، والزراعة الفضائية. ابتداءً من عام 2026، ستبدأ بيسان تدريبات بدنية ونفسية مكثفة، إلى جانب مرشّح ألماني يُشاركها الرحلة. تقول إنها ما زالت تعيش أثر الخبر كأنها تحلق مسبقًا. "لم أنم ليلتها. كان شعورًا بالتحقق، لكنه أيضًا بداية لمسؤولية جديدة." الفضاء للجميع ما جذبها إلى "تيتانز سبيس" لم يكن الطموح العلمي وحده، بل الفلسفة التي تنطلق منها الشركة "أن يكون الفضاء متاحًا للجميع، لا حكرًا على أصحاب الملايين". بتمويل يعتمد على شبكة من أثرياء يؤمنون برسالة إنسانية بعيدة عن الاستثمار التقليدي، تُرافق في كل رحلة شخصية شغوفة بالفضاء، ولكنها تفتقر إلى الإمكانات المالية، شخصًا آخر موّل الرحلة. تصف بيسان هذه السياسة بأنها "عدالة فضائية" تُعيد تشكيل مفهوم الوصول العلمي. لكن مهمة بيسان تتجاوز المقعد الفضائي. فهي تنضم إلى الرحلة كباحثة، تحمل مشروعًا يدرس نمو النباتات في بيئة منعدمة الجاذبية – ما يعرف بـ الماكرو غرافيتي. وتوضح ذلك بالقول: "الهدف ليس الزراعة في الفضاء فقط، بل تطوير حلول بديلة لكوكب الأرض، خاصة للمناطق المهددة بالتصحر." To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video أبحاث المشروع لا تزال تجرى داخل أروقة مختبرات ألمانية وبلدان أخرى، تواظب بيسان على متابعة أحدث الدراسات والأبحاث في هذا المضمار. ولا تكل من العمل مع مؤسسات المانية وغيرها من أجل تطوير الزراعة المائية وإمكانات النمو على أسطح قاسية كالقمر. "لسنا هنا بدافع الفضول فقط، بل لفهم كيف نحيا خارج الأرض، وكيف نعيد هذه المعرفة لمواجهة تحديات المناخ والأمن الغذائي." تقول بيسان. وتضيف: أنها ستخضع إلى تدريبات جسدية ونفسية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. حضور عربي متميز في الفضاء ومن المتوقع أن يرافقها في هذه الرحلة، باحثين عرب إلى جانب علماء من ألمانيا والهند والولايات المتحدة، في تجسيد حي لروح التعاون الدولي وتنامي الحضور العربي في علوم الفضاء. ووفقا لما أكدت عليه السيدة سو غوڤنر لـ DW عربية فإن الحضور العربي في هذه المهمة يعكس رؤية شاملة تتبناها شركة تيتانز سبيس نحو تمثيل عالمي عادل ومتنوع في الفضاء. مضيفة أن: الشركة تُشجع المواهب من المنطقة العربية والعالم على الانخراط في برامجها المستقبلية. فاستكشاف الفضاء، برأيها، يجب أن يُبنى على التنوع والشغف والابتكار العالمي. من قلب المانيا إلى النجوم في حديثها عن ألمانيا، تعترف بيسان بدورها في تشكيل وعيها المهني: "في هذا البلد، استطعتُ أن أكون على طبيعتي، دون أقنعة. هنا، نشأت أجنحتي." من خلال برنامج مايكرو ماستر في جامعة آخن، ومساهمتها في تطوير أعمال عشرات الشركات الناشئة في أوروبا، تمكنت من تحويل أفكار بحثية إلى تطبيقات ملموسة في الزراعة والطاقة والتكنولوجيا الحيوية. كما تعاونت مع جامعة هوهنهايم ووزارة البيئة في ولاية شمال غرب الراين ويستفاليا، وأسست شركتها الناشئة "ريفورا" لتطوير حلول زراعية قائمة على الذكاء الاصطناعي. "لم أكتفِ بتعلّم المهارات، بل كوّنت شبكة علاقات، ومجتمعًا آمنًا جعلني أؤمن بأن الحلم ممكن."، تؤكد بيسان. وتشير إلى أن التجربة الفضائية، رغم خصوصيتها، تعيد الإنسان إلى وعي كوني بسيط: "حين ننظر إلى الأرض من فوق، نراها كتلة واحدة، لا كما رسمتها الحدود. هذه هي العقلية الكونية التي أؤمن بها." تختم بيسان رسالتها للأجيال القادمة قائلة: "الفضاء لم يعد خيالًا. كما غيّر الإنترنت شكل العالم، ستغيّرنا رحلات الفضاء. فلنكن مستعدّين، واعين، ومشاركين." تحرير: هشام الدريوش