logo
وكالات إغاثة نظام الرعاية الصحية في غزة على حافة الإنهيار

وكالات إغاثة نظام الرعاية الصحية في غزة على حافة الإنهيار

الرأيمنذ 3 أيام
قالت وزارة الصحة، في التقرير الإحصائي اليومي لشهداء وجرحى العدوان الإسرائيلي، أمس الأحد، إن مستشفيات قطاع غزة استقبلت 61 شهيدا، منهم شهيدان جرى انتشال جثمانيهما، و363 إصابة.
وأشارت إلى أن ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية من ضحايا المساعدات، بلغ 35 شهيدا وأكثر من 304 إصابات، ليرتفع إجمالي ضحايا «لقمة العيش» ممن وصلوا المستشفيات إلى 1,778 شهيدًا، وأكثر من 12,894 إصابة.وبينت الصحة إنه لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وسجلت مستشفيات قطاع غزة، 5 حالات وفاة، من بينهم طفلان، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 217 حالة وفاة، من ضمنهم 100 طفل.
وارتفعت حصيلة العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ الـ 7 من أكتوبر 2023 إلى 61 ألفًا و430 شهيدا بالإضافة إلى 153 ألفًا و213 جريحا بإصابات متفاوتة.
وأعلن المكتب الحكومي في غزة ارتفاع حصيلة ضحايا عمليات الإنزال الجوي الخاطئة للمساعدات إلى ٣٥ شهيدا و124 مصابا منذ السابع من تشرين الأول 2023.
وقال مدير مجمع ناصر الطبي:«وصلنا 5 شهداء وعدد من المصابين من منتظري المساعدات بنيران الاحتلال قرب محور «موراغ» جنوبي خانيونس. مضيفاً كذلك جرحى جراء استهداف منزل يعود لعائلة أبو وردة قرب مفترق الحلبي في جباليا النزلة شمالي قطاع غزة. و3 شهداء باستهداف الاحتلال لفلسطينيين في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وتقول وكالات الإغاثة الدولية إن حجم إراقة الدماء دفع نظام الرعاية الصحية المُتهالك أصلًا إلى حافة الانهيار، حيث يُكافح العاملون الطبيون لعلاج هذا الكم الهائل من الإصابات–أحيانًا على أرض المستشفى - ويستغل موظفو المستشفى ما يتاح لهم من وقت فراغ لإيجاد أسرّة إضافية وفرق جراحية تحسبًا للتدفق التالي.
ويستند الوصف التالي للأوضاع داخل أجنحة المستشفيات في غزة إلى مقابلات مع سبعة من العاملين الطبيين الأميركيين والأوروبيين الذين زاروا غزة كجزء من البعثات الطبية التطوعية بين شهر مايو والأسبوع الأول من هذا الشهر.
وقال جميع العاملين الطبيين إن قصف الجيش الإسرائيلي للمرافق الطبية في غزة خلال الحرب بالإضافة إلى الحصار شبه الكامل للقطاع منذ الشتاء، حال في كثير من الأحيان دون قدرة الأطباء على تقديم العلاج الكافي.
وأضاف العاملون الطبيون أن نقص أسطوانات الأكسجين أجبر الطواقم الطبية على اختيار من ينقذونه، كما أن ندرة الكراسي المتحركة والعكازات تجبر العائلات أحيانًا على حمل أقاربهم المعاقين على أذرعهم.
ففي مستشفى ناصر، أكبر مركز طبي لا يزال يعمل في جنوب غزة، قال الأطباء والممرضون إنهم استيقظوا مرارًا وتكرارًا على وقع ما يُعرف بـ«إنذار الإصابات الجماعية»؛ وهي بمثابة صفارة إنذار تُنذر بقرب حدوث مجزرة.
وقال عزيز رحمن، أخصائي العناية المركزة، والذي زار غزة في مهمة طبية مع منظمة «رحمة العالمية»: «نسمع عادة نداءً يقول: 'أي طبيب متاح، يرجى التوجه إلى قسم الطوارئ». وأضاف: «في كل يوم تقريبًا تُفتح فيه مراكز الإغاثة، كنا نشهد إطلاق نار».
وقال ثلاثة أطباء عملوا في غرفة الطوارئ بمستشفى ناصر إن إصابات جرحاهم بطلقات نارية كانت في الغالب في الرأس أو القلب أو الرئتين. وفي عيادة الهلال الأحمر جنوب غزة، قالت ريكي هايز، وهي أخصائية علاج طبيعي متطوعة أيرلندية، إن جرحاها أصيبوا بطلقات نارية في أرجلهم وأذرعهم، وأحيانًا في ظهورهم.
وأضافت أن بعض الضحايا كانوا فتيانًا مراهقين أُطلق عليهم النار أثناء مغادرتهم مواقع التوزيع بعد اكتشافهم اختفاء جميع المواد الغذائية.
داخل مستشفى الصليب الأحمر الميداني، الذي يضم 60 سريرًا، في المواصي، على الطريق الساحلي المؤدي إلى مدينة رفح، قال العاملون الطبيون إنهم كثيرًا ما يسمعون مرور الحشود وهم يتجهون نحو مواقع توزيع المساعدات.
قال هايز، الذي عمل هناك خلال الأسابيع الخمسة الأولى من عمل مؤسسة «غزة الإنسانية»: إذا فُتح مركز توزيع الطعام الساعة السادسة صباحًا، تبدأ الإصابات الجماعية بالوصول الساعة الرابعة والنصف. أما إذا فُتح الساعة الثانية عشرة ظهرًا، فتبدأ الإصابات حوالي الساعة العاشرة صباحًا».
وقالت إن حوادث إطلاق نار جماعي تقع تقريبًا كل يوم من أيام مهمتها الطبية بعد افتتاح مواقع مستشفى الهلال الأحمر في أواخر مايو.
وفي بعض الأيام، استقبلت عيادة الصليب الأحمر أكثر من 100 ضحية، وفقًا لسجل العيادة. كما أفاد أطباء مستشفى ناصر أن عدد الضحايا تجاوز 100 في بعض الأيام.
وروى قائلاً: «استمرت الصدمات لأربع أو خمس ساعات وظلت تتوالى». وقال الأطباء إنهم حاولوا تجنب الانزلاق على الدم بين المرضى الذين كانوا يفرزونهم على الأرض. حاول طاقم مستشفى ناصر كشط الدم في مصارف صغيرة، لكن مع كل مريض جديد، كانت الأرضية تحمرّ من جديد، كما يتذكر رحمن.
وغالبًا ما تكون الرحلة إلى نقاط توزيع تلك المؤسسة المدعومة من الجيش الأمريكي طويلة وشاقة، لذا غالبًا ما ترسل العائلات أبناءها الأكثر قدرة، وهم عادةً من المراهقين والشباب. ولكن مع استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، لا تملك كل عائلة هذا الخيار.
وقالت هايز إنها وبصفتها أخصائية علاج طبيعي، عملت على تعليم الجرحى المشي مجددًا. ومن بين الجرحى الذين تتذكرهم جيدًا أحمد، البالغ من العمر 18 عامًا، والذي أصيب بجروح بالغة في انفجار قبل أسابيع، لدرجة أنه فقد القدرة على استخدام جميع أطرافه باستثناء طرف واحد، فقد كان أحمد موجودًا يوميًا مع شقيقه محمد، البالغ من العمر 20 عامًا، الذي أصبح مقدم الرعاية له. وأضافت: «كان إخراجه من السرير تحديًا، لكنه كان ينجح. كان يضع ذراعه السليمة حول شقيقه ويقفز».
وفي خضمّ الفوضى في ذاك يوم، قالت إنها سمعت زوجين مسنين يناديان باسمها. كانا والدي الصبيّين، يتوسلان إليها لمساعدة محمد. وتتذكر هايز قائلة: «كان مُستلقيًا برصاصة في رقبته وكتفه، وأمه تبكي بين ذراعيّ وتطلب مني أن أفعل شيئًا».
في مستشفى ناصر مجددا، يتذكر مارك براونر، وهو جراح أمريكي من ولاية أوريغون، خروجه ذات يوم من قسم الطوارئ لشرب الماء، ودهشته مما رآه.
وقال: «خرجت فوجدتُ صفوفًا من الجثث والأشخاص المصابين بإصابات بالغة تفوق استيعاب غرفة إنعاش الإصابات».
وقال براونر إنه عندما يتوقف سقوط الضحايا في النهاية، «تغسل الدماء، وتجلس هناك لبضع لحظات مذهولاً، وبعد ذلك قد يحدث كل شيء مرة أخرى». كان أطباء غزة منهكين قبل وقت طويل من بدء إطلاق النار خارج مراكز توزيع المساعدات. لكن في الآونة الأخيرة، حتى مع تباطؤ تدفق الإصابات ليلاً، قال العاملون الطبيون إن المزيد من العمل الشاق يبدأ: رعاية مرضى آخرين، وفي بعض الحالات تجهيز غرف أخرى في المستشفى، وحتى خيام، لاستيعاب الفائض من غرفة الطوارئ.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الصحة العالمية: نفاد الأدوية والوضع الصحي في غزة كارثي
الصحة العالمية: نفاد الأدوية والوضع الصحي في غزة كارثي

رؤيا نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • رؤيا نيوز

الصحة العالمية: نفاد الأدوية والوضع الصحي في غزة كارثي

حذر ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، في تصريح لصحيفة الغارديان، من أن الوضع الصحي في قطاع غزة بلغ مرحلة كارثية، مشيراً إلى أن أكثر من نصف الأدوية الأساسية قد نفدت من مخازن القطاع. وأوضح أن المنظمة تمكنت من إدخال بعض الإمدادات الطبية، لكنها أقل بكثير مما يحتاجه النظام الصحي المنهك. وأضاف أن الجوع وسوء التغذية ما زالا يفتكان بسكان غزة، مما يفاقم الأزمة الإنسانية ويهدد حياة الآلاف.

»صحة غزة«: إبادة تطال مئات الآلاف وانهيار صحي شامل
»صحة غزة«: إبادة تطال مئات الآلاف وانهيار صحي شامل

الرأي

timeمنذ 12 ساعات

  • الرأي

»صحة غزة«: إبادة تطال مئات الآلاف وانهيار صحي شامل

انهيار شبكات المياه والصرف الصحي في القطاع الاحتلال يفرج عن 10 أسرى فلسطينيين قالت وزارة الصحة بغزة، في التقرير الإحصائي اليومي لشهداء وجرحى العدوان الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، إن مستشفيات قطاع غزة استقبلت خلال الـ 24 ساعة الماضية 100 شهيد، منهم 11 شهيداً جرى انتشالهم، و513 إصابة. وأشارت إلى أن ما وصل إلى المستشفيات من ضحايا المساعدات، بلغ 31 شهيدًا، 388 إصابة، ليرتفع إجمالي ضحايا «لقمة العيش» ممن وصلوا المستشفيات إلى 1838 شهيدًا، وأكثر من 13,409 إصابة. وبينت الصحة إنه ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. ووصل مشافي قطاع غزة، مع استمرار حرب الإبادة والتجويع الإسرائيلية أمس، 100 شهيد و513 إصابة، جراء استمرار العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة. وسجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ 24 الماضية، 6 حالات وفاة، من بينهم طفل، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 227 حالة وفاة، من ضمنهم 103 أطفال.وارتفعت حصيلة العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ الـ 7 من أكتوبر 2023 إلى 61 ألفًا و599 شهيدا بالإضافة إلى 154 ألفًا و88 جريحا بإصابات متفاوتة. فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار 2025 (خرق الاحتلال للتهدئة) 9,989 شهيدًا إلى جانب 41,534 إصابة، وفق تقرير الصحة. وارتكب الجيش الإسرائيلي أمس الثلاثاء، مجزرة جديدة، إذ استشهد وأصيب عشرات النازحين في قصف استهدف منزلين في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، وخيام نازحين في منطقة المواصي بخانيونس. كما أفادت تقارير باستشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين إثر قصف ثلاثة منازل قرب الكلية الجامعية في حي تل الهوى جنوب غربي المدينة. وكذلك، طالت الغارات الإسرائيلية حي الأمل والكتيبة شمالي خانيونس، فيما قصفت المدفعية وسط المدينة ومخيم النصيرات، ونفذت قوات الاحتلال عمليات نسف لمبانٍ سكنية في المناطق الشرقية لمدينة غزة. في موازاة ذلك، حذر برنامج الغذاء العالمي من أن الجوع وسوء التغذية في القطاع وصلا إلى أعلى مستوياتهما، مشيرا إلى أن أكثر من ثلث السكان لا يأكلون لأيام، ونحو نصف مليون شخص يواجهون خطر المجاعة. وفي تصريح رسمي صادم، كشف منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، عن أرقام مفزعة تعكس حجم الكارثة الصحية والإنسانية التي يتعرض لها سكان القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 تشرين الأول 2023. وصف البرش الوضع بأنه لم يعد مجرد أزمة إنسانية، بل جريمة مكتملة الأركان ضد الحق في الحياة، وسط مجاعة وأمراض تهدد حياة مئات الآلاف، بالإضافة إلى انهيار شبه كامل لمنظومة الصحة في القطاع. وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العدوان 61,499 شخصا، بينهم 18,430 طفلا و9,300 سيدة، منهم 8,505 أمهات. كما تم إبادة 2,613 عائلة بشكل كامل، وفقدت 5,943 عائلة فردا واحدا على الأقل. ووثق البرش إصابة 153,575 فلسطينيا، بينهم 18,000 بحاجة إلى تأهيل عاجل، بالإضافة إلى 4,800 حالة بتر أطراف، بينها 718 طفلاً. وبلغ عدد الشهداء من الكوادر الطبية 1,590، بينهم 157 طبيبًا، واستُهدفت 183 سيارة إسعاف. ويعمل في غزة 15 مستشفى فقط من أصل 38، منها 4 مستشفيات مركزية، فيما بلغت نسبة إشغال الأسرّة في المستشفيات 200%. كما تعمل 67 مركز رعاية أولية فقط من أصل 157، ولا يوجد سوى 40 غرفة عمليات من أصل 110. ويواجه القطاع نقصا حادا في الأدوية والمستلزمات الطبية، مع تحذيرات متكررة من انهيار شامل للمنظومة الصحية يعرض حياة آلاف المرضى للخطر، خصوصًا المصابين بأمراض مزمنة. كما يعاني القطاع من شح في الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات. وسُجلت 28,000 حالة سوء تغذية خلال 2025، فيما قُتل 1,750 فلسطينيًا من منتظري المساعدات منذ أيار الماضي. توفي 103 أطفال جراء سوء التغذية والتجويع، ويعاني 500 رضيع في المستشفيات من هذه الحالة. بلغت حالات الإجهاض بسبب الجوع نحو 3,120 حالة. ويوجد 300,000 مريض مزمن يواجهون خطر الموت بسبب نقص الأدوية، توفي منهم 6,758. ويُقدّر أن 41% من مرضى الكلى و52% من مرضى الأمراض المزمنة يموتون بسبب نقص الأدوية.كما توفي 1,000 مريض قلب، وهناك 16,000 مريض ينتظرون العلاج بالخارج، منهم 633 توفوا قبل الموافقة على علاجهم. بلغت نسبة إشغال الأسرة في بعض المستشفيات 300%، الأمر الذي اضطر الطواقم الطبية لوضع المصابين في الممرات والأرضيات بسبب النقص الحاد في الأسرّة والإمكانات. وتم تسجيل 71,338 حالة التهاب كبدي و167,000 حالة إسهال مزمن، بالإضافة إلى 1,116 حالة حمى شوكية و64 حالة من متلازمة «غيلان باريه» النادرة، مع 3 وفيات. وحذرت الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي من أن ثلث سكان غزة لم يتناولوا طعامًا لأيام، مع حاجة القطاع لمئات الشاحنات من المساعدات يوميًا لوقف المجاعة. وتعيش 288,000 أسرة بدون مأوى، وأكثر من مليوني مدني يعانون نزوحا قسريا وسط ظروف إنسانية مأساوية، تفتقر للمياه النظيفة والصرف الصحي والمسكن الملائم. وهذه الأرقام والتفاصيل تؤكد حجم الكارثة التي تواجهها غزة، والتي تندرج في إطار إبادة جماعية متواصلة بدعم دولي، وسط صمت دولي وتجاهل لمعاناة السكان المدنيين. ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن المساعدات التي دخلت خلال 15 يوماً لم تتجاوز 1334 شاحنة، أي ما يعادل 14% فقط من الاحتياجات الفعلية، في وقت يحتاج فيه القطاع إلى أكثر من 600 شاحنة يومياً لتلبية الحد الأدنى من احتياجات 2.4 مليون إنسان، وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية بفعل الحرب المستمرة. هذا وأفرجت سلطات الاحتلال أمس الثلاثاء، عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة، اعتقلوا خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة من 7 تشرين الأول 2023. واستقبل مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، الأسرى حيث يخضعون للفحوصات الطبية اللازمة جراء ما تعرضوا له من ظروف اعتقال قاسية. وتصنف سلطات الاحتلال نحو 1747 أسيرا من غزة كـ«مقاتلين غير شرعيين»، وهو توصيف خطير يُستخدم لتجريدهم من الحماية القانونية الدولية، ويُتيح احتجازهم في معسكرات عسكرية مغلقة لا تخضع لأي رقابة. وتؤكد إفادات الأسرى المحررين وجود انتهاكات جسيمة، تشمل التعذيب الجسدي والنفسي والإهمال الطبي المتعمد والحبس الانفرادي والحرمان من الغذاء والرعاية الصحية، في إطار سياسة عقابية ممنهجة تشرف عليها جهات عليا في حكومة الاحتلال، وفي مقدمتها وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير. وتعد هذه الممارسات، حسب خبراء في القانون الدولي، انتهاكات صريحة لمعاهدة جنيف الرابعة، وقد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في ظل صمت دولي مطبق وتواطؤ غربي واضح. واستُشهد في سجون الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول 75 أسيرًا ممن تم الكشف عن هوياتهم والإعلان عنهم، من بينهم 46 شهيدًا من معتقلي غزة، بالإضافة إلى العشرات من معتقلي غزة الذين استُشهدوا في السجون والمعسكرات ولم يُفصح الاحتلال عن هوياتهم وظروف استشهادهم، وهم رهن الإخفاء القسري، إلى جانب العشرات الذين تعرّضوا لعمليات إعدام ميدانية. وقدّمت طبيبة الأطفال الأمريكية وعضو مجلس إدارة «أطباء بلا حدود» في الولايات المتحدة، أقصى دوراني، شهادة مؤثرة بعد عودتها من مهمة إنسانية في قطاع غزة، وصفت خلالها ما يجري بأنه «إبادة جماعية تتعمد إسرائيل فيها استخدام القسوة والشر». وفي مدونة «بشر من نيويورك»، وثّقت دوراني مشاهداتها خلال شهرين قضتهما في غزة، حيث فرض الجيش الإسرائيلي، إلى جانب القصف اليومي، حرب تجويع خانقة طالت الجميع، بما في ذلك الطواقم الطبية. وقالت الطبيبة إن جيش الاحتلال فرض قيوداً صارمة حتى على العاملين في المجال الإنساني، إذ سمح لها بإحضار كمية محدودة من الطعام لا تتجاوز سبعة أرطال. وتساءلت: «أنا طبيبة إنسانية، لماذا يُفرض حد حتى للطعام؟ لقد عملت في أماكن كثيرة تعاني الجوع الشديد، لكن في غزة، إسرائيل تتعمد كل هذه القسوة والشر». وأضافت: «مكثت شهرين في غزة، ولا أجد طريقة لوصف هول ما يحدث. أقول هذا كطبيبة في وحدة العناية المركزة للأطفال، ترى الأطفال يموتون كجزء من عملها». وتحدثت دوراني عن معاناة الأطباء والممرضين العاملين معها، قائلة: «يحاولون علاج المرضى وهم جائعون ومرهقون، بعضهم يعيش في خيام، ومنهم من فقد خمسة عشر أو عشرين فرداً من عائلته». ونقلت مشاهد من المستشفى حيث يتلقى العلاج أطفال مشوهون، بأطراف مفقودة أو بحروق من الدرجة الثالثة، مشيرة إلى أن الأدوية المسكّنة غالباً ما تكون غير متوفرة، «لكن الأطفال لا يصرخون بسبب الألم، بل يصرخون: أنا جائع! أنا جائع!». وأضافت بحزن:«أكره التركيز فقط على الأطفال، لأنه لا ينبغي لأحد أن يتضور جوعاً، لكن الأطفال يطاردونك بطريقة مختلفة». وعند انتهاء مهمتها، شعرت دوراني بحزن عميق ورغبة في البقاء، ووصفت التجربة بأنها «شعور لم أختبره منذ ما يقرب من عشرين عاماً من الانتدابات الإنسانية». وأردفت: «كنت أشعر بالخجل كأمريكية وكإنسانة، لأننا لم نتمكن من إيقاف هذه الإبادة الجماعية». واستذكرت لحظة مغادرتها جنوب غزة، قائلة: «كل ما رأيته من نافذة الحافلة كان رفح وقد تحولت إلى ركام، وعلى الجانب الآخر كانت إسرائيل تنعم بالحياة». وتابعت: «عند الخروج من البوابة، كان أول ما رأيته مجموعة من الجنود الإسرائيليين يجلسون إلى طاولة يتناولون الغداء… لم أشعر بالغثيان في حياتي كما شعرت حين رأيت تلك الطاولة المليئة بالطعام».

الأردن يواصل إرسال المساعدات إلى غزة
الأردن يواصل إرسال المساعدات إلى غزة

الرأي

timeمنذ 13 ساعات

  • الرأي

الأردن يواصل إرسال المساعدات إلى غزة

نفذت القوات المسلحة الأردنية عملية إنزال جوي إلى قطاع غزة، شاركت فيه بالإضافة إلى طائرات سلاح الجو الملكي الأردني، طائرات من جمهورية ألمانيا الاتحادية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة بلجيكا وجمهورية فرنسا وجمهورية إيطاليا، حملت على متنها نحو (75) طنا من المواد الغذائية والإغاثية. وبهذا الإنزال، يرتفع عدد العمليات التي نفذتها القوات المسلحة الأردنية إلى 152 إنزالا أردنيا، فيما بلغ إجمالي الإنزالات المنفذة بالتعاون مع دول شقيقة وصديقة 325 إنزالا، وبذلك يبلغ مجموع المساعدات التي تم إنزالها جوا إلى نحو (762) طنا من المواد الإغاثية والاحتياجات الأساسية، منذ عودة الإنزالات في 27 تموز الماضي. من جهة اخرى، زار وفد من منظمة «أطباء بلا حدود»، قيادة قوة المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة/7، وكان في استقبالهم قائد قوة المستشفى ومدير المستشفى. واستمع الوفد الضيف إلى شرح مفصّل حول المهام والخدمات الطبية والعلاجية والإنسانية التي يقدمها المستشفى، بما يسهم في التخفيف من التحديات الإنسانية التي يعيشها الأهالي جراء استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع. وجال أعضاء الوفد في أقسام ومرافق المستشفى، واطلعوا على مجريات سير العمل فيه، من خلال التخصصات الطبية المتوافرة، مبدين إعجابهم بالدور الكبير والرسالة السامية التي تؤديها طواقم المستشفى، مؤكدين أن المستشفى يمثل ملجأً طبياً يقصده أبناء منطقة خان يونس والأحياء المجاورة، في ظل الوضع الصعب الذي يعيشه أبناء القطاع. وتأتي الزيارة في إطار حرص واهتمام قيادة المستشفى الميداني على التواصل والتعاون مع المنظمات والمؤسسات الطبية في القطاع، التي تسهم بشكل حيوي في تسهيل المهمة والواجب الإنساني الذي يقوم به المستشفى. وفي نهاية الزيارة، ثمّن أعضاء الوفد الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، ومساعيها الرامية لدعم ومساندة صمود الأشقاء في قطاع غزة. يشار إلى أن منظمة «أطباء بلا حدود» أسسها، عام 1971 في فرنسا، مجموعة من الأطباء والصحفيين، وتعمل في أكثر من 70 دولة، مقدمة المساعدة الطبية الطارئة للمتضررين من النزاعات والكوارث الطبيعية والأوبئة والحرمان من الرعاية الصحية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store