
"مشاهد عنف واعتقالات".. احتجاجات كاليفورنيا تتمدد إلى نيويورك ودالاس وأتلانتا
اندلعت شرارة الاحتجاجات في لوس أنجلوس خلال الأيام القليلة الماضية، لتتجاوز حدود ولاية كاليفورنيا سريعًا وتصل إلى مدن كبرى مثل نيويورك، ودالاس، وأتلانتا. فبدافع من رفضهم لإجراءات إنفاذ قوانين الهجرة التي تقودها وكالة "آيس" (إدارة الهجرة والجمارك)، وتنفيذ الرئيس دونالد ترمب لقرار نشر قوات الحرس الوطني، نزل آلاف المتظاهرين إلى الشوارع، ليجدوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع سلطات إنفاذ القانون، وقد تحولت هذه المواجهات، التي بدأت سلمية، إلى مشاهد عنف واعتقالات، بينما لجأت ولاية كاليفورنيا إلى القضاء، في خطوة غير مسبوقة تضع المشهد السياسي الأمريكي برمته على المحك.
رقعة الغضب
ولم تقتصر المظاهرات على لوس أنجلوس، بل امتدت لتشمل مدنًا رئيسية أخرى؛ ففي سان فرانسيسكو، اعتُقل نحو 150 شخصًا، بينما أعلنت شرطة نيويورك عن اعتقالات متعددة في صفوف محتجين أغلقوا طرقًا حيوية، كما شهدت مدن مثل لويفيل، وبيتسبرغ، وسياتل، وواشنطن العاصمة، تجمعات حاشدة تطالب بالإفراج عن معتقلين، من بينهم الزعيم النقابي البارز ديفيد هويرتا، الذي أُوقف خلال احتجاجات لوس أنجلوس قبل إطلاق سراحه بكفالة، مما أضفى على الحراك بُعدًا عماليًا وتنظيميًا لافتًا، وفقًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وفي خضم هذا التصعيد، استخدمت الشرطة في لوس أنجلوس ترسانة من الأسلحة "الأقل فتكًا" لتفريق الحشود، شملت الرصاص المطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع، وكرات الفلفل، والقنابل الصوتية، ورغم أن وزارة الدفاع تصنف هذه الأدوات على أنها "غير مميتة"، فإن منظمات حقوقية وباحثين يحذرون من أنها قد تسبب إصابات بالغة، وعجزًا، وحتى الموت، مستشهدين بحالات سابقة موثقة، ويتراوح استخدام هذه الأسلحة بين الهراوات التقليدية، والمقذوفات المملوءة بكريات الرصاص، والمهيجات الكيميائية التي تسبب ألمًا حادًا وشللاً مؤقتًا للحركة.
وعلى الصعيد القانوني، اتخذ الصراع منحى آخر، حيث رفعت ولاية كاليفورنيا دعوى قضائية ضد إدارة ترمب، مطالبةً بإعلان تعبئة الحرس الوطني "غير دستورية"، وتستند الدعوى إلى قانونين تاريخيين؛ الأول هو "التعديل العاشر" للدستور، الذي يحفظ للولايات سلطاتها غير الممنوحة صراحةً للحكومة الفيدرالية، مثل حفظ الأمن ومكافحة الجريمة. أما الثاني فهو "قانون فرقة المساعدة" لعام 1878، الذي يمنع استخدام الجيش في مهام إنفاذ القانون المحلية إلا في أضيق الظروف وبإذن من الكونغرس.
ولا يبدو المشهد الاحتجاجي متجانسًا؛ فبينما يخرج مواطنون للدفاع عن حقوق المهاجرين، تشير تقارير استخباراتية لسلطات إنفاذ القانون إلى وجود "مثيري شغب محترفين" ومجموعات فوضوية، مثل "أنتيفا"، تستغل الموقف لإثارة الفوضى والصدام مع الشرطة، ويرى مسؤولون أمنيون أن هؤلاء "الانتهازيين" يختلفون كليًا عن المتظاهرين السلميين، ويعمدون إلى إخفاء وجوههم وتصعيد العنف، وفي المقابل، تؤكد منظمات حقوقية أن للمجتمعات المحلية "الحق الأخلاقي" في الدفاع عن نفسها ضد ما تصفه بـ"الاختطاف وتفريق العائلات".
وفي تحليلات سياسية، يُنظر إلى خطاب دونالد ترامب وتصرفاته على أنهما تصعيد نحو "نهج سلطوي" يضع البلاد أمام اختبار حقيقي لسيادة القانون، وإن قراره بنشر القوات رغم معارضة حاكم كاليفورنيا، وتأييده العلني لاعتقال الحاكم، يمثلان تجاوزًا للخطوط التي التزم بها الرؤساء المعاصرون.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 31 دقائق
- العربية
رئيسة بلدية لوس أنجلوس لترامب: أريد التحدث معك
أعلنت رئيسة بلدية لوس أنجلوس كارين باس الأربعاء، عن أنها تريد التحدث إلى الرئيس دونالد ترامب ، وذلك مع استمرار الاحتجاجات المناهضة لإدارة الهجرة والجمارك في المدينة منذ أيام ونشر قوات من الجيش والحرس الوطني. "ليفهم أهمية ما يحدث" وأضافت باس خلال مؤتمر صحافي "أريد أن يفهم أهمية ما يحدث هنا". جاء هذا على وقع تواصل المظاهرات منذ أيام وتجاوز عدد القوات الأميركية المشاركة في التصدي للاحتجاجات المناهضة لسياسة الرئيس ترامب بشأن الهجرة في لوس أنجلوس وحدها، عدد الوحدات العسكرية في كل من العراق وسوريا، حسبما أفادت شبكة "أي بي سي" التلفزيونية. وأشارت الشبكة إلى وجود 4800 جندي من الحرس الوطني ومشاة البحرية في لوس أنجلوس، في الوقت نفسه يوجد 2500 جندي أميركي في العراق، و1500 في سوريا. وكان وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسث، أكد أن نشر قوات في لوس أنجلوس أمر قانوني ودستوري. وزير الدفاع الأميركي يبرر نشر القوات في لوس أنجلوس وقال هيغسث الأربعاء، إن نشر آلاف الجنود في مدينة لوس أنجلوس يهدف إلى الحفاظ على النظام العام، وتمكين عمل وكلاء إنفاذ القانون الفيدراليين. كما أضاف خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي: "المهمة في لوس أنجلوس تتعلق بالحفاظ على النظام العام نيابة عن وكلاء إنفاذ القانون، الذين يستحقون أداء مهامهم دون أن يتعرضوا لهجوم من حشود من الناس". وأوضح أن نشر 4000 من قوات الحرس الوطني، و700 من مشاة البحرية (المارينز) "قانوني ويتوافق مع الدستور". العربية ترصد تطورات الأوضاع في لوس أنجلوس 134 مليون دولار بدورها، أوضحت المساعدة الخاصة لوزير الدفاع، برين أولاكوت ماكدونيل، أن "التقديرات الحالية لتكلفة نشر القوات تبلغ 134 مليون دولار، وهذه التكاليف مخصصة بشكل أساسي للخدمات اللوجستية والسكن والطعام"، وفقاً لما نقلته وكالة "أسوشيتد برس". وكانت في 6 يونيو، قد بدأت حملة اعتقالات واسعة للمهاجرين غير الشرعيين بمدينة لوس أنجلوس، حيث تم اعتقال 44 شخصاً بحلول مساء 7 يونيو بتهم تتعلق بانتهاك قوانين الهجرة، ورداً على هذه الإجراءات اندلعت احتجاجات في المدينة تحولت إلى أعمال شغب، حيث قام المتظاهرون بإغلاق الطرق ورشق موظفي دائرة الهجرة والجمارك الأميركية بالحجارة والمفرقعات النارية.


الشرق الأوسط
منذ 33 دقائق
- الشرق الأوسط
بن غفير يقتحم المسجد الأقصى بحراسة مشددة
قالت الوكالة الفلسطينية، اليوم (الأربعاء)، إن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، اقتحم المسجد الأقصى بحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية. وأضافت الوكالة أن عشرات الإسرائيليين بقيادة الوزير بن غفير اقتحموا الأقصى، على شكل مجموعات، من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته. وقالت محافظة القدس، في منشور أوردته على صفحتها بموقع «فيسبوك»، اليوم، إن «وزير ما يسمى بالأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، يقتحم المسجد الأقصى وسط تشديدات أمنية». وبثت المحافظة مشاهد فيديو لاقتحام المستوطنين المسجد الأقصى المبارك، وأداء طقوس تلمودية فيه. بدورها، أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) بأن «عشرات المستعمرين بقيادة الوزير المتطرف بن غفير اقتحموا الأقصى، على شكل مجموعات، من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوساً تلمودية عنصرية في باحاته». كان وزير الأمن القومي الإسرائيلي ومئات المستوطنين «المتطرفين»، قد اقتحموا في مايو (أيار) من العام الجاري، المسجد الأقصى، بحماية مشدّدة من الشرطة الإسرائيلية، وذلك ضمن فعاليات إحياء «يوم القدس» وذكرى ضم إسرائيل القدس الشرقية في عام 1967. يأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه زعيمة حزب الخضر الألماني، فرانتسيسكا برانتنر، إلى فرض عقوبات ألمانية على وزيرين إسرائيليين من اليمين المتطرف، وهما بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وزير المالية. وفرضت بريطانيا وأستراليا وكندا ونيوزيلندا والنرويج، أمس (الثلاثاء)، عقوبات على بن غفير وسموتريتش بسبب «التحريض على عنف المتطرفين» ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. ويشكل قرار الحكومات الغربية الصديقة لإسرائيل انتقاداً حاداً لسياسات إسرائيل الاستيطانية في الضفة الغربية وعنف المستوطنين، الذي تصاعد منذ هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والذي أشعل الحرب في قطاع غزة. ويعد بن غفير وسموتريتش شريكين رئيسيين في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهما محرضان رئيسيان على توسيع المستوطنات الإسرائيلية، ويؤيدان استمرار الحرب في غزة وتسهيل ما تسمى الهجرة الطوعية للشعب الفلسطيني، وإعادة بناء المستوطنات اليهودية هناك. وتشمل العقوبات تجميد أصول الوزيرين وحظر سفرهما إلى الدول الخمس. وقال وزراء خارجية الدول الخمس في بيان مشترك أمس (الثلاثاء)، إن بن غفير وسموتريتش «حرَّضا على عنف المتطرفين وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان الفلسطيني. الخطاب المتطرف الذي يدعو إلى النزوح القسري للفلسطينيين وإنشاء مستوطنات إسرائيلية جديدة مروع وخطير». وذكر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، أن الوزيرين «كانا يحرِّضان على العنف ضد الشعب الفلسطيني لشهور وشهور وشهور... ويشجعان على انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان».


صحيفة سبق
منذ 2 ساعات
- صحيفة سبق
أمريكا.. احتجاجات عارمة تجتاح عدة مدن ضد حملات الترحيل.. مواجهات واعتقالات ونشر الحرس الوطني
تواصلت موجة الاحتجاجات في عدة مدن أميركية، رفضًا لحملات التوقيف والترحيل التي تنفذها وكالة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE)، والتي بدأت شرارتها من مدينة لوس أنجلوس يوم الجمعة الماضي، وامتدت سريعًا إلى عشرات المدن الكبرى، وسط تصاعد التوتر والاحتكاكات الأمنية. في مانهاتن – نيويورك، احتشد آلاف المتظاهرين مساء الثلاثاء، احتجاجًا على سياسات الهجرة. ورغم الطابع السلمي للمسيرة، إلا أن التوتر تصاعد قرب مكتب الهجرة، حيث شهد الموقع تدافعًا واشتباكات محدودة، مع تداول مقاطع فيديو تظهر رشقًا لرجال الأمن بزجاجات مياه. وشهدت شيكاغو واحدة من أعنف المواجهات، إذ اقتحمت سيارة حشود المتظاهرين وسط حالة من الفوضى، وتسببت في إصابات، بينها راكب دراجة، قبل أن تلوذ بالفرار. ولم تصدر بعد معلومات رسمية عن هوية السائق أو دوافعه. في ولاية تكساس، امتدت الاحتجاجات إلى مدن مثل أوستن ودالاس وسان أنطونيو. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع في تفريق تجمّع وصفته بأنه 'غير قانوني'، واعتقلت 13 شخصًا. كما أعلن حاكم الولاية غريغ أبوت نشر وحدات من الحرس الوطني في بعض المناطق تحسبًا لتصاعد الأحداث. وفي سان فرانسيسكو، تسببت التظاهرات أمام محكمتين للهجرة في إغلاقهما مؤقتًا، فيما تم تنفيذ عدد من الاعتقالات. وذكرت الشرطة أنها لم تُسجّل أي اعتقالات في محيط المبنى الرئيس. وامتدت التحركات الاحتجاجية إلى مدن دنفر، سانتا آنا، لاس فيغاس، فيلادلفيا، أتلانتا، سياتل، ميلووكي، بوسطن، وواشنطن العاصمة، حيث تنوعت أشكال الاحتجاج بين المسيرات السلمية ووقوع مواجهات متفرقة. وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الجدل حول سياسات الهجرة في عهد الرئيس دونالد ترامب، والتي تشكّل أحد أبرز محاور الانقسام السياسي، بالتزامن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية.