
زكريا زبيدي: جربنا السلاح والعمل الثقافي بلا جدوى.. لا حل سلمي ولا عسكري مع إسرائيل، ومن المستحيل اقتلاعنا من أرضنا كما أننا نفتقر إلى الأدوات لاقتلاعهم
حشود كبيرة في رام الله استقبلته استقبال الأبطال، وهتفوا باسمه، ورفعوه على الأكتاف، فيما حمل طفل يبلغ 11 عامًا علبة جل شعر كان الزبيدي قد أهداها له قبل ست سنوات، محتفظًا بها حتى يوم الإفراج.
الزبيدي (49 عامًا) كان الأكثر شهرة بين الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم مقابل رهائن إسرائيليين خلال هدنة قصيرة في غزة هذا العام. عُرف في أوائل الألفية كقائد لـكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح في جنين، وأصبح رمزًا للمقاومة المسلحة ضد الاحتلال، قبل أن يتحول لاحقًا إلى العمل الثقافي عبر تأسيس "مسرح الحرية" في جنين، ثم يُعاد اعتقاله في 2019، ويحقق شهرة جديدة بعد هروبه المثير من السجن عام 2021 عبر نفق بطول 32 ياردة، قبل أن يُعاد اعتقاله بعد أيام.
من الكفاح المسلح إلى المسرح الثقافي
انخرط الزبيدي في العمل المسلح خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، مدفوعًا بانهيار مفاوضات السلام وزيارة استفزازية لزعيم إسرائيلي إلى المسجد الأقصى. قاد مجموعات مسلحة في معارك جنين، وواجه الجيش الإسرائيلي خلال اجتياحه لمخيم المدينة عام 2002.
في 2007، قبل الزبيدي عرضًا إسرائيليًا بالعفو مقابل التخلي عن السلاح، معلنًا أن الانتفاضة لم تحقق أهدافها، لينتقل إلى النشاط الثقافي من خلال "مسرح الحرية"، الذي قدم عروضًا مسرحية وورش عمل شبابية، لكنه أكد آنذاك أن العمل الثقافي لا يلغي جذوره في الكفاح المسلح.
الاعتقال والهروب الأسطوري
في 2019، أعادت إسرائيل اعتقال الزبيدي، متهمةً إياه بخرق شروط العفو. وأثناء محاكمته في 2021، فرّ مع خمسة أسرى آخرين من سجن جلبوع عبر نفق حُفر من حمام الزنزانة. الهروب، رغم انتهائه سريعًا بإعادة اعتقالهم، تحول إلى أيقونة نضالية في الشارع الفلسطيني، وخلدت جدارياته في غزة والضفة.
لكن الزبيدي يعترف اليوم أن العملية، رغم رمزيتها، لم تحقق إنجازًا فعليًا، بل أدت إلى تشديد ظروف الأسرى الفلسطينيين وزجه في الحبس الانفرادي.
جراح الحرب وفقدان الأمل
في أول مقابلة له بعد الإفراج، كشف الزبيدي لـ"نيويورك تايمز" عن تعرضه للضرب الشديد وكسر الفك والأسنان خلال اعتقاله بعد هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، وهي اتهامات نفتها مصلحة السجون الإسرائيلية.
بعد 16 شهرًا من الحرب، خرج الزبيدي ليجد غزة مدمرة وجنين، مسقط رأسه، منكوبة بالغارات الإسرائيلية. منزله أصبح داخل منطقة عسكرية مغلقة، وابنه البالغ 21 عامًا قُتل في قصف إسرائيلي.
يقول الزبيدي اليوم إنه بات يرى أن العمل المسلح والعمل الثقافي على حد سواء لم يحققا حلم الدولة الفلسطينية، وأن الفلسطينيين يفتقرون إلى الأدوات التي تمكّنهم من إنهاء الاحتلال: "لا حل سلمي ولا حل عسكري، لأن إسرائيل لا تريد أن تمنحنا أي شيء. ومن المستحيل اقتلاعنا من هنا، كما أننا لا نملك وسيلة لاقتلاعهم".
البحث عن إجابة جديدة
رغم خيبة الأمل، لم يتخلّ الزبيدي عن السعي وراء إجابة، إذ بدأ دراسة الدكتوراه في جامعة بيرزيت في مجال "الدراسات الإسرائيلية"، أملًا في فهم أعمق لتعقيدات الصراع وإيجاد مسار جديد للنضال الفلسطيني.
المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ 12 دقائق
- معا الاخبارية
بعد تعرضه للانتقاد ...حليلة يكسر الصمت ويكشف ملامح الخطة الانتقالية
بيت لحم معا- في ظل التساؤلات المتصاعدة حول مستقبل الحكم في قطاع غزة بعد الحرب، كشف رجل الأعمال والسياسي الفلسطيني الدكتور سمير حليلة ملامح رؤية سياسية وإدارية للمرحلة الانتقالية. يشرح الدكتور سمير حليلة، الذي طرح كمرشح أمريكي لمنصب حاكم قطاع غزة في اليوم التالي، موضحا أن قرار تعيينه لم يُحسم بعد، وأنه لن يقبل بأي دور إلا بموافقة رسمية فلسطينية. جاء ذلك في مقابلة ضمن برنامج "طلة صباح" الذي يبث عبر فضائية معا وشبكة معا الاذاعية و راديو الرابعة ويقدمه الاعلامي عادل غريب حيث أوضح حليلة أن كل تحركاته تمت بالتنسيق المباشر مع القيادة الفلسطينية، بهدف استكشاف فرص تشكيل هيكل إداري وأمني ومالي لإدارة غزة بعد الحرب، بالتوافق مع الأطراف الفلسطينية والإقليمية والدولية. تواصل مباشر مع القيادة وتنسيق إقليمي قال حليلة إنه بادر منذ البداية للتواصل المباشر مع الرئاسة الفلسطينية، بعيدًا عن الوسطاء، للتأكد من أن ما يقوم به يحظى بالغطاء السياسي الكامل. وأضاف أن تحركاته شملت محادثات مع شخصيات قيادية ومسئولين، إلى جانب التشاور مع أطراف عربية أساسية مثل مصر والسعودية، نظرًا لدورهما المحوري في الملف الغزي، بالإضافة إلى الولايات المتحدة التي وصفها بأنها الطرف الوحيد القادر على التواصل مع جميع المعنيين، بمن فيهم إسرائيل. موقف حماس: قبول بحكومة تكنوقراط وبشأن موقف حركة حماس، أشار حليلة إلى أن الحركة أعلنت في أكثر من مناسبة استعدادها لقبول حكومة تكنوقراط تدير قطاع غزة بعد الحرب، بصرف النظر عن المسمى، سواء كان "لجنة إدارية" أو "مجلس تكنوقراط"، على أن تُمنح هذه الحكومة كامل الصلاحيات في الملفات المدنية والخدمية، بينما تبقى الملفات الأمنية بحاجة إلى ترتيبات خاصة وتفاهمات أوسع. راى حليلة ان مسمى حاكم غزة، يحمل دلالة عسكرية لا تناسب طبيعة المرحلة المقبلة, واقترح بديلًا لذلك "مجلس حكم انتقالي" يتكون من شخصيات فلسطينية تتولى المهام الإدارية ويمهد الطريق أمام انتخابات عامة أو تشكيل حكومة وحدة وطنية. وأوضح أن مثل هذا المجلس سيكون محدود الصلاحيات، ويخضع للقوانين الفلسطينية، مع ضمان التنسيق الكامل مع منظمة التحرير والحكومة في رام الله صفقة شاملة لإنهاء الحرب خلال أسابيع توقع حليلة أن تشهد الأسابيع المقبلة بلورة صفقة شاملة بضغط أميركي، تنهي الحرب وتحدد مستقبل غزة، وتشمل ملفات حساسة مثل انسحاب الجيش الإسرائيلي، مستقبل سلاح حماس، إعادة الإعمار، وترتيبات الإغاثة، إضافة إلى دور قوة عربية أو فلسطينية كبيرة في حفظ الأمن وقال إن الولايات المتحدة تتعامل مع إسرائيل في هذه المرحلة كآخر طرف في سلسلة المشاورات، بعد التوصل إلى تفاهمات مع العرب والفلسطينيين وحماس التحديات السياسية وردود الفعل أقر حليلة بأن طرح اسمه في هذا السياق أثار موجة من الجدل، بين من رحب به كفرصة لإنهاء معاناة غزة. وانتقد حليلة ما وصفه بـ"شخصنة" الموضوع عبر الإعلام، مشددا على أن القضية ليست مرتبطة بالأسماء، بل بالهيكل الذي يمكن أن يحظى بقبول محلي ودولي " العمل العام في فلسطين دائمًا محفوف بالمخاطر" في ختام حديثه، قال حليلة: "من يريد أن يخدم عليه أن يكون مستعدًا لدفع الثمن". ووصف إدارة غزة في المرحلة الأولى بعد الحرب بأنها "مشروع انتحاري" نظرًا لصعوبة الظروف الأمنية والسياسية، لكنه شدد على أن الهدف النهائي هو الحفاظ على وحدة الأرض الفلسطينية ووقف الإبادة والتهجير بحق سكان غزة. وكانت الخطوة لتعزيز تعيينه، والتي تم الكشف عنها أمس لوكالة معا قد انطلقت في وقت مبكر من يوليو/تموز 2024، في نهاية ولاية الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن ولكن تم تسريعها فقط بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.


فلسطين اليوم
منذ ساعة واحدة
- فلسطين اليوم
مستوطنون يقتحمون باحات "الأقصى" بحماية شرطة الاحتلال
فلسطين اليوم - القدس المحتلة اقتحم مستوطنون، اليوم الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأفادت مصادر محلية، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا باحات المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية. ويتعرض المسجد الأقصى يوميا ما عدا الجمعةو السبت لاقتحامات ينفذها مستوطنون متطرفون بحماية الاحتلال سعيا لتقسيم المسجد المبارك زمانيا ومكانيا. ويوم الأحد الماضي، اقتحم 3023 مستوطنا، يقودهم وزير ما يسمى الأمن القومي في حكومة الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير، ومتطرفون من أعضاء "الكنيست"، المسجد الأقصى، وأدوا طقوسا تلمودية ورقصات وصراخ عمّت أرجاء المسجد، تخللها رفع علم الاحتلال، واستخدام لفائف توراتية مفتوحة عند أحد أبوابه.


معا الاخبارية
منذ 3 ساعات
- معا الاخبارية
روبيو: الحرب ستنتهي عندما تزول حماس وسيتم تصنيف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية
بيت لحم معا- قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو صباح اليوم الأربعاء إن الإدارة الأمريكية تعمل على إعلان جماعة الإخوان المسلمين رسميا منظمة إرهابية. وأشار روبيو في مقابلة إلى أن هذه عملية قانونية طويلة ومعقدة، إذ يجب تعريف كل فرع من فروع الجماعة على حدة. وقال: "العملية في حالة الجماعة طويلة ومعقدة، إذ يجب تعريف كل فرع من فروع جماعة الإخوان المسلمين على حدة". فيما يتعلق بالحرب في غزة، قال: "ستنتهي الحرب يوم تزول حماس كتهديد عسكري. هذه هي الحقيقة التي لا يفهمها الناس". وحسب قوله، لا يمكن تحقيق السلام ما دامت حماس تسيطر على غزة. "لن يكون هناك سلام في غزة ما دامت حماس موجودة. كلما أسرع الناس في فهم هذا، أدركوا الهدف المنشود".