النفط .. والإشارات المتضاربة
مع إغلاق السوق يوم الجمعة، سجلت العقود الآجلة للنفط الخام انخفاضا أسبوعيا، حيث واجهت الأسعار صعوبة في الحفاظ على أي انتعاش يُذكر في ظل تجدد التوترات الجيوسياسية، احتمال نمو المعروض، والرياح المعاكسة للاقتصاد الكلي. ورغم محاولة السوق الاستقرار بعد خسائرها في بداية الأسبوع، إلا أن المعنويات ظلت هشة مع تقييم السوق للمخاطر المرتبطة بإيران، قرارات "أوبك+"، وبيئة التجارة العالمية.
في نهاية تداولات الأسبوع الماضي، استقرت العقود الآجلة لخام برنت عند 66.87 دولار للبرميل مسجلة انخفاضا أسبوعيا بنسبة 1.6%. وأغلق خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند 63.02 دولار للبرميل، مسجلا انخفاضا أسبوعيا حادا بنسبة 2.6%.
بدأ النفط الأسبوع الماضي تحت ضغط مع تنامي التفاؤل بشأن المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران. أثارت التقارير التي أفادت بصياغة الجانبين لاتفاق محتمل مخاوف من عودة النفط الخام الإيراني إلى السوق في وقت أقرب من المتوقع. وقد أدى مجرد احتمال زيادة الصادرات الإيرانية إلى زيادة مخاطر الهبوط الفوري، حيث استعدت السوق لصورة أكثر مرونة للإمدادات العالمية.
لكن، بحلول منتصف الأسبوع، تغير الوضع عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على شبكة شحن إيرانية تنقل النفط الخام وغاز البترول المسال (LPG)، ما أعاد بعض الدعم للأسعار لفترة وجيزة. وقد أدت هذه التطورات المتذبذبة إلى تذبذب الأسواق بفعل إشارات متضاربة، ما يوضح الحساسية المتزايدة لأسعار النفط لأي عناوين رئيسية حول الإمدادات الإيرانية.
من جهة أخرى، قيدت مخاوف الاقتصاد الكلي النبرة الصعودية. حيث، لم تُقدم الإشارات الاقتصادية على مدار الأسبوع سوى دعم ضئيل. واستمر عدم اليقين بخصوص الرسوم الجمركية في الهيمنة على نقاشات الاقتصاد الكلي. ولم تُخفف إعفاءات الصين من الرسوم الجمركية من توترات السوق. فعلى الرغم من إعلان الصين عن إعفاءات محدودة من الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية، فإن هذه الخطوة لم تُعزز المعنويات بشكل كبير. ونفت الصين بسرعة مزاعم الولايات المتحدة بوجود مفاوضات شاملة جارية، ما أبقى السوق حذرة. في هذا الجانب، أشار محلل بنك ساكسو إلى أن الحرب التجارية المطولة بين أكبر مستهلكي النفط في العالم، إلى جانب التكهنات حول تسريع زيادات "إنتاج أوبك+"، قد حدّت من مكاسب أسعار النفط على المدى القريب.
بالفعل، تُلقي مخاوف العرض بظلالها على تطلعات "أوبك+" إلى تسريع زيادات الإنتاج. ففي وقت سابق من الأسبوع الماضي، أفادت رويترز أن المجموعة قد تزيد إنتاجها بعد اجتماعها في يونيو لضبط الدول غير الملتزمة بحصص الإنتاج، بعد محاولتها لتحقيق ذلك من خلال انتزاع التزامات بتخفيضات تعويضية من أكبر منتجين، العراق وكازاخستان.
أثبتت كازاخستان أنها مصدر قلق كبير "لأوبك+"، حيث صرّح وزير الطاقة فيها أخيرا بأن الحكومة لا تستطيع إجبار الشركات المستقلة على خفض الإنتاج، وأنها لا تنوي خفض الإنتاج في الحقول التي تديرها الدولة لأن ذلك سيؤثر في الإنتاج المستقبلي. يعزز بيان كازاخستان الرأي القائل بأن "أوبك+" قد تُطبّق عملية تسريع إنتاج أخرى لمدة 3 أشهر في اجتماع مايو، وقد تستمر مرة أخرى في يوليو وطوال الصيف.
من ناحية أخرى، تشير بيانات المخزون إلى صورة متباينة للطلب. حيث، كشفت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن زيادة مفاجئة في مخزونات النفط الخام بلغت 244 ألف برميل، على عكس توقعات انخفاضها. ومع ذلك، يشير الانخفاض الكبير في مخزونات البنزين والمقطرات - بانخفاض 4.5 مليون و2.4 مليون برميل على التوالي - إلى استمرار قوة الطلب، لا سيما مع ارتفاع معدلات تشغيل المصافي وإمدادات وقود الطائرات. وبلغ متوسط شحنات وقود الطائرات لـ4 أسابيع 1.86 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى له منذ أواخر عام 2019.
بالنظر للأمام، تميل توقعات سوق النفط على المدى القريب إلى الهبوط، إذ يستعد المتداولون لزيادة في المعروض من "أوبك+"، في حين تحد التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين من توقعات نمو الطلب. وفي غياب حل واضح لهذه الضغوط، قد تبقى أسعار النفط تحت الضغط الهبوطي في الفترة المقبلة مع احتمالات صعود هامشية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ 39 دقائق
- أرقام
وكالة: الصين تخفض سقف أسعار الفائدة على الودائع لحماية هوامش أرباح البنوك
خفضت الصين سقف أسعار الفائدة التي يمكن للبنوك دفعها على الودائع، بهدف حماية هوامش أرباح البنوك وتقليل حوافز الادخار في ثاني أكبر اقتصادات العالم، بحسب تقرير. ووفقًا لما نقلته " رويترز" عن مصادر على دراية بالأمر الجمعة، خفضت هيئة تنظيمية تابعة للبنك المركزي الصيني الحد الأعلى لأسعار الفائدة على الودائع لأجل بما يتراوح بين 30 و40 نقطة أساس لدى بعض البنوك. يظهر هذا رغبة الجهات التنظيمية في منع انكماش هوامش الفائدة بشكل أكبر، بعدما أظهرت بيانات رسمية أن صافي هامش الفائدة للبنوك التجارية - وهو مقياس رئيسي للربحية - تراجع إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 1.43% في الربع الأول من هذا العام. يأتي ذلك بعد أيام من خفض الصين لمعدلات الفائدة الرئيسية على القروض، وخفض البنوك الحكومية لأسعار الفائدة على الودائع، في ظل التحديات التي يواجهها الاقتصاد من ضعف الاستهلاك، والأزمة العقارية المستمرة، والحرب التجارية مع الولايات المتحدة.

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
الذهب يتجه لأفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.2 بالمئة إلى 3299.79 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0014 بتوقيت جرينتش. وارتفع المعدن النفيس بنحو ثلاثة بالمئة منذ بداية الأسبوع وحتى الآن ويتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ أوائل أبريل نيسان. وزادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.2 بالمئة أيضا إلى 3299.60 دولار. وهبط الدولار بأكثر من واحد بالمئة منذ بداية الأسبوع وحتى الآن ويتجه لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ السابع من أبريل نيسان، مما يجعل الذهب المسعر به أرخص لحائزي العملات الأخرى. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 33.07 دولار للأوقية، وصعد البلاتين 0.1 بالمئة إلى 1082.47 دولار، ونزل البلاديوم 0.3 بالمئة إلى 1012.00 دولارا.


شبكة عيون
منذ ساعة واحدة
- شبكة عيون
ترامب يضغط على الاتحاد الأوروبي لخفض الرسوم الجمركية
ترامب يضغط على الاتحاد الأوروبي لخفض الرسوم الجمركية ★ ★ ★ ★ ★ مباشر- ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز اليوم الجمعة أن المفاوضين التجاريين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يضغطون على الاتحاد الأوروبي لخفض الرسوم الجمركية من جانب واحد على السلع الأمريكية . ووفقا للصحيفة فإن المفاوضين يقولون إنه من دون تنازلات لن يحرز الاتحاد تقدما في المحادثات لتجنب رسوم مضادة إضافية بنسبة 20 بالمئة . ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها القول إن الممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير يستعد لإبلاغ المفوض التجاري الأوروبي ماروش شفتشوفيتش اليوم بأن "مذكرة توضيحية" قدمتها بروكسل في الآونة الأخيرة للمحادثات لا ترقى إلى مستوى التوقعات الأمريكية . وأضافت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي يسعى للتوصل إلى نص إطاري متفق عليه بشكل مشترك للمحادثات، لكن الجانبين لا يزالان متباعدين إلى حد كبير . ولم تتمكن رويترز من التأكد من صحة التقرير على الفور. ولم ترد المفوضية الأوروبية ومكتب الممثل التجاري الأمريكي بعد على طلب رويترز للتعليق . فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية 25 بالمئة على السيارات والصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي في مارس آذار و20 بالمئة على سلع أخرى من الاتحاد في أبريل نيسان. وخفضت بعد ذلك الرسوم البالغة 20 بالمئة إلى النصف حتى الثامن من يوليو تموز، مما أعطى مهلة 90 يوما لإجراء محادثات للتوصل إلى اتفاق أكثر شمولا بشأن الرسوم الجمركية . وردا على ذلك، علق الاتحاد الذي يضم 27 دولة خططه لفرض رسوم جمركية مضادة على بعض السلع الأمريكية، واقترح إلغاء جميع الرسوم الجمركية على السلع الصناعية من كلا الجانبين. مباشر (اقتصاد) مباشر (اقتصاد) الكلمات الدلائليه ترامب اقتصاد