
الرحيمي يكتب : زمن الرويبضة…
لقد استفزني بعض أصوات الرويبضة ممن شككوا في مواقف الاردن وموافق العائله الهاشمية، في زمن صار فيه الجاهل يتكلم باسم الأمة، وصاحب المصلحة يصنع الموقف، والدجال يتصدر، يظل الأردن واقفًا، شامخًا، لا يهادن، ولا يساوم، ولا يرضخ. الأردن ما بيغير مواقفه عشان ترند، ولا بينتظر شكر من حد، ولا ينتظر توجيه او رضا من طرف. الأردن قيادةً وشعبًا، يفعل لأنه يؤمن، ويتحرك لأنه مسؤول، ويقف لأنه صاحب حقّ… ولأنه يعرف تمامًا من هو، ومن أين جاء، وإلى أين يمضي.
موقف الأردن من فلسطين، ومن غزة تحديدًا، مش وليد اللحظة، ولا من أجل عناوين إعلامية. هذا موقف متجذر في الدم، في التاريخ، في العقيدة. أول من قدّم روحه فداءً للأقصى كان الملك عبدالله الأول، مؤسس الدولة الأردنية، واستُشهد على عتبات المسجد الأقصى وهو يصلي، مدافعًا عن القدس، وعن كرامة الأمة. أما الشريف الحسين بن علي، فكان أول من رفض وعد بلفور، ورفض بيع فلسطين، ووقف في وجه كل من حاول تمرير المشروع الصهيوني، وقالها بوضوح: لا أوقع على ضياع فلسطين ولو قطعوا رأسي.
هذا تاريخ الأردن، هذا تاريخه الشريف، مش دعاية، ولا مزاودة.
من يومها، والعائلة الهاشمية ضل لفلسطين، وسند للقدس، وشريك في الوجع والصمود. جلالة الملك عبدالله الثاني، حامل الأمانة، مشى على خطى أجداده، ووقف بوجه العالم ليحكي كلمة حق ما حكاها غيره. بكبرياء الملوك، قالها واضحة: لن نترك فلسطين، لن نترك غزة، ولن نساوم على القدس. وغيّر بخطابه الصادق موازين الرأي العام العالمي، ووقف لوحده في وجه ماكينة صمت وتخاذل وخداع.
وليّ العهد، سمو الأمير الحسين بن عبدالله، مشى على نفس الدرب، مش بالكلام، بالفعل. نزل بنفسه وقاد أول قافلة مساعدات لأطفال غزة. وقف مع أبناء فلسطين بصدق، بحنية، وبإصرار، ليثبت أن الأردن مش بس دولة، بل ضمير حيّ ما بنام.
وجلالة الملكة رانيا، صوتها كان طعنة في خاصرة الإعلام الزائف. بكلماتها الواضحة، بإنسانيتها، بثباتها، كشفت الزيف، وأعادت بوصلة الحقيقة لمكانها. لما كان البعض يلمّع الجلاد، كانت هي تحكي عن الضحية، عن الطفل، عن الأم، عن الألم… عن فلسطين.
أما اللي بيهاجم الأردن، أو بيحاول يقلل من دوره، نقوله بصوت عالٍ:
احنا مش بحاجة لشهادة من حدا. لا من جهة، ولا من تنظيم، ولا من شخص. مواقفنا ثابتة، راسخة، متجذّرة. الأردن ما عمره تاجر بقضية، ولا باع حليف، ولا خان عهد. ومن يحاول الطعن في هذا الشرف، فهو يطعن في نفسه، ويُسقط ما تبقى من كرامته.
للجاحدين نقول: افتحوا كتب التاريخ…
اقرأوا عن الملك عبدالله الأول، شهيد الأقصى،
عن الشريف الحسين بن علي، الذي رفض بيع فلسطين،
عن الجيش العربي اللي روى ثرى فلسطين بدمه،
عن الأردن اللي كان دائمًا الجدار اللي اتكأت عليه الأمة لما خذلها الكل.
إحنا ما بنهز ولا بنلين.
الملك عبدالله هو الأب والسند، ولي العهد هو الامتداد، والشعب الأردني هو الدرع اللي ما بينكسر.
وكل من يتجرأ على الأردن أو يحاول يتطاول عليه، فليعلم أن صمْتنا مش ضعف، إنما لاننا كبِار، وصبرنا مش خوف، إنما حكمة.
لكن إذا لزم الأمر… فالتاريخ سيشهد من نحن، وسنكون حيث لا يستطيع الآخرون حتى الوقوف.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جو 24
منذ 4 ساعات
- جو 24
نتنياهو وملهاة "الوضع القائم" بعد كلّ اقتحام! #عاجل
جو 24 : كتب زياد ابحيص * عقب انتهاء اقتحامات المسجد الأقصى في "ذكرى خراب الهيكل" الأحد، وبعد كل ما جرى فيه من طقوس وصراخ ورقص وإدخال أعداد كبيرة من المقتحمين ومشاركة وزيرين وثلاثة من أعضاء الكنيست في الاقتحام وقيادتهم للطقوس والغناء ورفع الأعلام الصهيونية في المسجد الأقصى؛ أصدر مكتب نتنياهو بيانه المعتاد الذي قال فيه: "إن سياسة إسرائيل في الحفاظ على الوضع القائم في جبل الهيكل لم تتغير ولن تتغير". وقد تحول التصريح هذه المرة إلى موضوعٍ للتندر حتى بين الصحافيين الصهاينة. ويستخدم نتنياهو هذا التصريح كديباجة لازمة بعد كل اقتحام على مدى عقود من الزمن تحقيقاً لهدفين: الأول: إرسال رسالة تخدير واسترخاء للنظام الرسمي العربي بأن كل هذا الاعتداء لن يغير وضع المسجد الأقصى ولا يقصد السيطرة عليه، وكأن ما حصل من عدوان على الأقصى "تصرف فردي" أو "استثناء"؛ مع أنه في الحقيقة استمرار لسياسة رسمية يتبناها نتنياهو منذ نحو ثلاثين عاماً. الثاني: استخدام مصطلح "الوضع القائم" بشكل مخادع، فهو في حالة المسجد الأقصى يعني أن يبقى حاله على ما كان عليه قبل احتلاله، وقبل بدء الحرب في 5-6-1967، لكن نتنياهو يستخدمه بمعنىً متغير، يقصد به أن كل تغيير جديد قد أصبح جزءاً من "الوضع القائم" الذي ينبغي الحفاظ عليه. * الكاتب باحث في شؤون القدس والمسجد الأقصى تابعو الأردن 24 على


الوكيل
منذ 4 ساعات
- الوكيل
الاحتلال يهدم ويخطر بهدم منازل ومنشآت في مناطق عدة...
الوكيل الإخباري- هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، منازل ومنشآت في بلدة رافات، شمال غرب القدس المحتلة. اضافة اعلان وأفادت محافظة القدس في بيان، بأن قوات الاحتلال شنّت حملة هدم واسعة في البلدة، طالت عددًا من المنازل والمنشآت التجارية، كما أصدرت أوامر هدم لمنشآت في بلدة العيسوية شمال شرق القدس. وأفادت محافظة القدس بأن طواقم من بلدية الاحتلال اقتحمت البلدة، وقامت بتصوير عدد من المباني، وسلّمت أصحابها أوامر هدم. وأصدرت بلدية الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، قرارًا بهدم منزل مواطن مقدسي في سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة. وأفادت المحافظة بأن بلدية الاحتلال أصدرت قرارًا بهدم منزل المواطن الفلسطيني محمد عمر سمرين في بلدة سلوان، بعد أن سلّمته أمر هدم قبل أسبوع بمهلة 21 يومًا لتنفيذه. وأضافت أن المنزل مكوّن من غرفتين، وكان قد تم تغريمه بمبلغ 24 ألف شيقل، رغم محاولات استمرت سنوات لاستصدار رخصة بناء.


سواليف احمد الزعبي
منذ 5 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
#سواليف #اقتحم #عشرات_المستوطنين، صباح الاثنين، #المسجد_الأقصى، بحماية جنود الاحتلال الإسرائيلي. وأفادت مصادر فلسطينية، بأن عددا من المستوطنين المقتحمين أدَّوا طقوسا تلمودية في باحات المسجد الأقصى، وأدوا طقوسا تلمودية، وقاموا بالتضييق على المصلين. وأضافت المصادر، أن قوات الاحتلال شدّدت من إجراءاتها على بوابات المسجد الأقصى، وفي البلدة القديمة. تجدر الإشارة إلى أن 3023 مستوطنا، يقودهم وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير، ومتطرفين من أعضاء الكنيست الإسرائيلية، اقتحموا المسجد الأقصى الأحد، وأدوا طقوسا تلمودية ورقصات وصراخا عمّت أرجاء المسجد الأقصى، تخللها رفع علم الاحتلال، واستخدام لفائف توراتية مفتوحة عند أحد أبوابه.