النوويون القادمون
تابعوا عكاظ على
ويلات الحروب لم تقف عبر امتداد الزمن، سوف تواصل الحروب استمرارها من البدء إلى المنتهى، ويبدو حقاً أن تلك الحروب أداة تقليم للأعداد البشرية، أداة يلجأ إليها المتنافسون على خيار البقاء بغض النظر عما تنتجه الحروب من فقد للأمور عديدة قد يكون أهمها تلاشي الأمان، ومنذ الحرب العالمية أصبح أي نزاع يثير الخشية من عودة حرب عالمية لا تبقي ولا تذر على أرض أي استقرار، خاصة أن دولاً عدة امتلكت سلاحاً رادعاً أنهى الحرب العالمية الثانية، فكيف يمكن إنهاء احتمالية وقوع حرب عالمية ثالثة في وجود السلاح النووي في أيدي أي دولة تتصارع مع جهة أخرى.. وفي الحرب ليس هناك قانون رادع يمنع أو يحيل من استخدام ذلك السلاح المدمر.. والخشية من قيام حرب شاملة مدمرة بدأ في الظهور ليغطي على بقية الحروب الثنائية التي لا يتم ترجيح الغالب بضربة نووية، ومع طفو الحرب الهندية الباكستانية على سطح الكرة الأرضية يمكن حدوث تجاذب الحلفاء، ولو كان ذلك التجاذب من خلال نوع السلاح، فالهند سلاحها أمريكي، وباكستان سلاحها صيني، ومن خلال هذه النظرة يكون على السطح أربع دول نووية، ولو بدلنا أسباب التجاذب، واختيار نظام الحكم سبيلاً للتجاذب، فسوف نلحظ أن الهند دولة ديمقراطية، وباكستان دولة يحكمها العسكر، فأي تجاذب يمكن حدوثه في هذا الإطار، ولو انتقلنا إلى القوة البشرية وتعدادها فسوف نجد أن الهند تجاوزت المليار ومائتي مليون نسمة، وأن كل شيء تمتلكه باكستان يوجد في الهند ضعف ما تمتلكه الباكستان، وإذا أردنا معرفة ذلك التجاذب فإننا نقف على أن الدولتين لهما قارة واحدة خاصة بهما (القارة الهندية) ولهما محيط بحري واحد (المحيط الهندي) خاص بهما، والدولتان لديهما الفقر نفسه، وحدوث حرب بينهما سوف يؤدي ذلك إلى انعكاسات خطيرة على بقية الدول خاصة الدول التي تعتمد بشكل رئيسي على منتجات هاتين الدولتين، والحرب تؤدي أيضاً إلى ارتفاع أسعار الطاقة، وارتباك دول الجوار إلى أي اتجاه تميل، وذلك الميل يؤدي أيضاً إلى تشعب الحرب على الأقل إعلامياً.. والذي يظهر لي أن قواعد العالم اختلت في موازينها التي تم إرساؤها عقب الحرب العالمية، وأهم عنصر اختل يتمثل في أن قرارات مجلس الأمن لم تعد ملزمةً، والدليل على ذلك ما يحدث الآن من حروب هنا وهناك لم تستجب لقرارات مجلس الأمن، والجيب الخفي لإنهاء التأزمات لم يعد فعّالاً، فالمفاوضات لا تأتي إلا بعد انهيار مقدرات المتحاربين، ويكون حلها رخواً، هشّاً، ينهار مع أي احتكاك كان.
وانهيار الاتفاق الهندي الباكستاني معلق على مفردة الإرهاب الذي يتشكّل وتتغير ملابسه وأقنعته وفق الرغبة لكسر الآخر.. حياة لا تريد لمواطنيها الاستقرار، وإنما مرادها تزويد الفناء بالزائدين من سكانها.. قلة من القادة يوقنون أن الحرب فناء للناس وللبلدان، وهذه القلة لا تستجيب إلى محرضات الحروب، وفي نفس الوقت هناك قادة لا يطيب لهم المقام أو لا تطيب أمزجتهم إلا بشن حروب مستميتة لحرق الأرض والبشر معاً.
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
الأمم المتحدة: أفغانستان غير مستعدة لاستقبال اللاجئين العائدين
حذرت الأمم المتحدة من أن أفغانستان غير جاهزة لاستيعاب اللاجئين العائدين من باكستان وإيران، بسبب الأزمات المستمرة ونقص المساعدات الإنسانية. وأعربت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) عن قلقها العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني في أفغانستان، مشيرةً إلى عدم قدرة البلاد على استيعاب العدد المتزايد من العائدين من دول الجوار، مثل باكستان وإيران. وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 3 ملايين لاجئ أفغاني عادوا إلى البلاد في السنوات الأخيرة، ما زاد الضغط على الموارد المحدودة في البلاد. وما يفاقم الأزمة التراجع الكبير في حجم المساعدات الدولية المقدمة لأفغانستان، إذ أشارت المفوضية إلى انخفاض "مقلق" في الدعم الدولي، "حيث لم يتم سوى تغطية 25 بالمئة من التمويل المطلوب والبالغ 216 مليون دولار للمساعدات الإنسانية العام الجاري". وأضافت بعثة مفوضية شؤون اللاجئين في أفغانستان بأن هذا النقص يهدد قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية للفئات الأكثر احتياجاً. وتطالب المفوضية بتوفير 71 مليون دولار بشكل عاجل لدعم المهاجرين العائدين إلى أفغانستان، مؤكدةً أهمية استمرار الدعم السياسي والمالي من المجتمع الدولي، ومحذرةً من أن غياب الدعم يؤدي إلى تفاقم الأزمة وازدياد معاناة السكان. كما دعت البعثة الدول المجاورة إلى معاملة الأفغان "بكرامة" و"تسهيل عودتهم الآمنة والطوعية"، وضمان "عدم تعرضهم لأي مضايقات أو اضطهاد". وكانت مي هيونغ بارك، رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في أفغانستان، قد قالت خلال المنتدى الإنساني الرابع للاتحاد الأوروبي، المنعقد في بروكسل تحت عنوان "الأزمة الأفغانية.. التداعيات الإقليمية وتحديات الحفاظ على البيئة" الأسبوع الجاري، إن "هناك موجات ثانية من اللاجئين العائدين قسراً من إيران وباكستان". وأشارت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في أفغانستان إلى أن إيران ترحّل يومياً بين 2000 إلى 5000 لاجئ، وأن 80 بالمئة منهم يتم ترحيلهم قسرياً، بحسب تأكيدها. وأضافت أن أكثر من 1.2 مليون أفغاني عادوا إلى بلادهم من إيران. وقالت مي هيونغ بارك إن الأفغان العائدون من باكستان "يعانون من مصادرة ممتلكاتهم على الحدود قبيل ترحيلهم"، مضيفة أنهم "عندما يعودون، يصلون بموارد مالية محدودة للغاية، وليس لديهم مأوى، وغالبية هؤلاء العائدين، سواء من باكستان أو إيران، يفتقرون إلى الوثائق الرسمية". ويقول مراقبون إن الأزمة الإنسانية في أفغانستان تتعمق بسبب الوضع السياسي، وعدم الاستقرار الاقتصادي، والكوارث الطبيعية، حيث يحتاج نحو نصف السكان إلى مساعدات إنسانية، مع تزايد معدلات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية. ويظل الوضع في أفغانستان هشاً، ويواجه ملايين المواطنين تحديات كبيرة، وسط استجابة دولية ضعيفة، مما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية إذا لم يتم تقديم دعم عاجل ومستدام.


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
المملكة تشارك في الاجتماع الخامس للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين بالرباط
شاركت المملكة يوم أمس في الاجتماع الخامس للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، برئاسة مشتركة بين المملكة المغربية ومملكة هولندا، الذي تم إطلاقه من قِبل المملكة العربية السعودية ومملكة النرويج والاتحاد الأوروبي في الاجتماع رفيع المستوى برئاسة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية، في نيويورك، سبتمبر 2024. ومثلت المملكة في الاجتماع الخامس للتحالف في الرباط المستشار في وزارة الخارجية الدكتورة منال رضوان، والمستشار محمد الحربي، وقد شارك في الاجتماع ممثلون عن عدد كبير من الدول الأعضاء في التحالف وعدد من المنظمات الدولية الذي عقد تحت شعار"استدامة الزخم لعملية السلام.. الدروس المستفادة، قصص النجاح، والخطوات القادمة". ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة اجتماعات سابقة عقدها التحالف بدأت في الرياض، ثم بروكسل، وأوسلو، والقاهرة، بهدف تنسيق الجهود الدولية لدعم حل الدولتين وإحلال السلام في الشرق الأوسط. وعُقد اجتماع الرباط في إطار التحضير للمؤتمر عالي المستوى المرتقب في نيويورك، برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية فرنسا خلال الفترة من 17 إلى 20 يونيو 2025.


العربية
منذ 3 ساعات
- العربية
الصين وباكستان وطالبان يناقشون تعزيز التعاون الإقليمي
اتفق وزراء خارجية الصين وباكستان وأفغانستان خلال اجتماع ثلاثي، عقد اليوم الأربعاء في بكين، على تعميق التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق الصينية، وتوسيع الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني ليشمل أفغانستان. وقالت وزارة الخارجية الباكستانية إن الوزير محمد إسحاق دار "عقد اجتماعاً ثلاثياً غير رسمي" مع نظيره الصيني وانغ يي، ووزير خارجية حكومة طالبان أمير خان متقي، حيث أكدوا على أهمية التعاون الثلاثي كمنصة حيوية لتعزيز الأمن الإقليمي والترابط الاقتصادي. وذكر بيان رسمي أن الاجتماع تناول تعزيز العلاقات الدبلوماسية، وتقوية قنوات الاتصال، واتخاذ خطوات عملية لتوسيع التجارة وتطوير البنية التحتية باعتبارها المحركات الرئيسية لتحقيق الازدهار المشترك. كما شدد وزراء الخارجية الثلاثة على التزامهم المشترك بمكافحة الإرهاب وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة، مشددين على ضرورة مواجهة التحديات الأمنية والتشدد عبر الحدود بشكل جماعي. وأشار البيان إلى أن "الاجتماع السادس لوزراء خارجية الدول الثلاث سيعقد في كابل في موعد يتم الاتفاق عليه، مما يعكس حرص الأطراف على استمرار التنسيق والتعاون البنّاء". ويرى مراقبون أن الصين لعبت دور الوسيط خلال الاجتماع بين باكستان وطالبان لتخفيف التوترات بين الطرفين، والتي وصلت إلى الاشتباكات الحدودية وتبادل الاتهامات بشأن زعزعة الاستقرار في البلدين. وأظهرت الصور عقب الاجتماع، وزير الخارجية الصيني وانغ يي وهو يمسك بيدي متقي وإسحاق دار، في إشارة إلى الترابط والعلاقات القوية بينهم. حيث علق وزير الخارجية الباكستاني على الصورة قائلاً إن "باكستان والصين وأفغانستان تقف معاً من أجل السلام والاستقرار والتنمية الإقليمية". وعلى هامش الاجتماع، عقد وزراء الخارجية الثلاث، لقاءات ثنائية أكدوا خلالها على التفاعل الإيجابي في العلاقات الثنائية، خاصة في مجالات التعاون الدبلوماسي والتجارة، وتسهيل العبور بين البلدين، والحفاظ على الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب. وفي السياق ذاته، عبر وزير الخارجية الصيني عن دعم بلاده لباكستان في حماية سيادتها وسلامة أراضيها، كما رحب بالتفاهم الذي تم التوصل إليه بين الهند وباكستان في العاشر من مايو الجاري لإنهاء النزاع الذي استمر أربعة أيام، معتبرة ذلك خطوة إيجابية تخدم مصالح السلام والاستقرار الإقليمي. من جهة أخرى، قالت الخارجية الصينية إن وانغ يي أكد دعم بكين لحكومة طالبان في مجال مكافحة الإرهاب، مشدداً على أن الصين "تحترم استقلال أفغانستان وسيادتها وسلامة أراضيها، ولا تتدخل في شؤونها الداخلية". وفي المقابل شدد متقي على أن طالبان لن تسمح لأي جهة أو قوة باستخدام الأراضي الأفغانية للقيام بأنشطة تهدد أمن الصين وتعرّض مصالحها في أفغانستان للخطر. وقالت صحف باكستانية إن الاجتماع الثلاثي في بكين يعكس الإرادة المشتركة بين باكستان والصين وأفغانستان لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني. وأضافت أن ضم أفغانستان إلى الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، من المتوقع أن يسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي، ويوفر فرصاً تنموية وبنية تحتية قويو لأفغانستان التي تعاني من تداعيات الحروب لأكثر من أربعة عقود.