logo
التفاهة واليأس كلفتهما كبيرة ومدمرة.. وجب الحذر من الطابور

التفاهة واليأس كلفتهما كبيرة ومدمرة.. وجب الحذر من الطابور

بالواضحمنذ 2 أيام

بقلم: عزيز رباح
المغرب يفتخر بهذا الإنجاز الطبي للبروفيسور المغربي أحمد المنصوري، الذي أجرى أول عملية جراحية ناجحة لعلاج سرطان البروستات، بتقنية مبتكرة، بدون جراحة أو تخدير كلي.
مثل هذا الخبر، هناك إنجازات ونجاحات ومبادرات بانية وراقية، بما فيها فنية ممتعة، لا حصر لها، وتعم ربوع الوطن وخارجه، وتشرف عليها وتقوم بها كفاءات وطنية في كافة المجالات العلمية والاقتصادية والتكنولوجية والطبية والثقافية والفنية والاجتماعية والرياضية وغيرها.
لكن لا تجد لها إلا صدى ضعيفًا في الإعلام والمواقع الاجتماعية والتداول المجتمعي، ولا تلقى الاهتمام الكامل حتى في البرامج الرسمية للتثقيف والتوعية والترفيه، لأن هناك تخطيطًا وإصرارًا على نشر التفاهة واليأس والإخفاقات، مما يؤدي إلى إضعاف الانتماء، وتخريب العقول، وتحريف السلوك، وضرب القدوة، وإحباط الإرادات، وتفكيك الجماعة.
فالتفاهة واليأس كلفتهما كبيرة ومدمرة بآثارهما السلبية على الفرد والأسرة والمجتمع والدولة حتى.
إنني أؤمن أن وراء ذلك طابورًا له مهمة يقوم بها من أجل كسب المال والسيطرة على المجال، واختراق المؤسسات، والتحكم في كل شيء. هذا الطابور ليس جديدًا ولا طارئًا، فبعد فشله في إضعاف أعمدة وأركان الدولة، لأنها راسخة ومتماسكة، لم تقوَ عليها حتى مخططات الاستعمار والمؤامرات الخارجية، توجه بخبثه إلى الأساس ليجعله هشًّا حتى لا يقوى على حمل وتثبيت الأركان والأعمدة!!!
فالناظر إلى بعض المحطات الفنية، وبعض المسلسلات المتكررة، وخرجات بعض المؤثرين، وكتابات بعض المدونين، وبرامج بعض الإعلاميين، والتفاهات الروتينية، وبعض الأنشطة الشبابية، حتى لهيآت حزبية… يكاد يجزم أن بينها خيطًا ناظمًا يمسك به الطابور لإنزال المجتمع إلى القاع!!!
فهو طابور يهدف إلى المجتمع، وبعده الدولة حتمًا. لا يهمه وطن، ولا استقرار، ولا تنمية، ولا مجتمع، ولا مستقبل. وقد علمنا التاريخ أن مثل هذا الطابور يصنع منظومة موازية أو تنظيمًا موازيًا للتغلغل في كل شرايين المجتمع والمؤسسات بدهاء وهدوء… وتجده أول من يتظاهر بالاحتجاج على السلوك المنحرف في المجتمع، وهو صانعه ومقترفه خلف الستار.
ولا شك أنه فرح بمؤشرات السلوك المدني في المجتمع، التي نشر بعضها المركز المغربي للمواطنة في آخر تقرير له.
لذلك وجب أن تنهض الدولة بكل مؤسساتها الدينية والتعليمية والثقافية والاجتماعية والإعلامية لمحاصرة آثار هذا الطابور، وإقرار سياسات وبرامج جدية وبانية. فذلك من أوجب واجباتها في رعاية المواطن والمجتمع أولًا، ومن أنجع المقاربات لضرب مخطط الطابور ضدها ثانيًا!!!
ويجب أيضًا أن تنهض القوى الحية المخلصة والملتزمة، صامدة غير متراخية، ومقدامة غير مترددة. إذ لا يجوز التواري إلى الخلف بأية حجة أو ذريعة. ولا يجب أن يعمّ اليأس في صفوفها مهما كانت العوائق والمطبات. فذلك ما يرجوه صانعو التفاهة واليأس.
فالوطن فيه كل الخير، من المؤهلات والكفاءات والمبادرات، وآفاقه رحبة وواعدة، مهما بدا من الإخفاقات والنوازل المظلمة، ومهما تصدّر المشهد من نماذج من التافهين والفاشلين والفاسدين.
كل مبادرة إصلاحية وتنموية، حتى لو كانت صغيرة محدودة أو ترفيهية أو فنية أو رياضية، قد تقوي مناعة المجتمع، وترسخ الانتماء، وتنشر الأمل، وتقوم السلوك، وتنقذ من الضياع، وتعزز الجبهة الداخلية…
فالإصلاح الاجتماعي واجب الدولة والمجتمع. ولا يحصل بالتمني ولا بالتغيير بالقلب فقط، بل من حركة فعلٍ قاصدة ومؤثرة تحاصر مصادر الانحراف ومخططات الطابور، ومنها التفاهة واليأس.
فلنتعاون لينبعث أفضل ما في الوطن، لأنه يستحق الأفضل.
'ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض' صدق الله العظيم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مسار الإنجازات.. أخنوش: كلية الطب بكلميم تخرج سنويا 100 طبيب جديد
مسار الإنجازات.. أخنوش: كلية الطب بكلميم تخرج سنويا 100 طبيب جديد

LE12

timeمنذ 16 ساعات

  • LE12

مسار الإنجازات.. أخنوش: كلية الطب بكلميم تخرج سنويا 100 طبيب جديد

أشار رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بالثورة الكبيرة التي يعرفها قطاع الصحة، على مستوى جهة كلميم واد نون. وأكد أخنوش، في كلمة له زوال اليوم السبت، من مدينة كلميم، خلال مشاركته في أشغال المحطة الثالثة من الجولة التواصلية 'مسار الإنجازات'، أنه بداية من سنة 2029 سيتخرج من كلية الطب في كلميم، ما لا يقل عن 100 طبيب في السنة، أي ما مجموعه 500 طبيب في ظرف 5 سنوات، و1.000 طبيب في ظرف 10 سنوات، ستستفيد منهم الأقاليم الأربعة لجهة كلميم واد نون. وأوضح في ذات السياق، أن جهة كلميم واد نون ستعرف في السنوات المقبلة دينامية كبيرة، بفضل العناية المولوية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله. وفي سياق متصل، أكد ذات المسؤول السياسي أن جهة كلميم واد نون ستكون أول جهة على المستوى الوطني، تعرف تعميم مدارس الريادة. حيث سيتم تعميم مدارس الريادة على مستوى جهة كلميم واد نون بداية من الموسم الدراسي المقبل 2025-2026، في الوقت الذي سيتم تعميمها على المستوى الوطني بداية من الموسم الدراسي 2026-2027. وأشار في معرض كلمته أن عدد مؤسسات الريادة اليوم بجهة كلميم واد نون يبلغ 80 مدرسة، إضافة إلى 10 ثانويات إعدادية سيتم إطلاقها قريبا. وخلص أخنوش على أن الدولة قامت بإصلاح ثوري على مستوى قطاع التعليم بشهادة منظمات دولية كبرى، من خلال برامج متعددة منها مؤسسات الريادة.

رحيل الشيخ عبد العزيز الكرعاني يُفجع الأوساط القرآنية
رحيل الشيخ عبد العزيز الكرعاني يُفجع الأوساط القرآنية

العالم24

timeمنذ 16 ساعات

  • العالم24

رحيل الشيخ عبد العزيز الكرعاني يُفجع الأوساط القرآنية

غيب الموت، صباح السبت 31 ماي الجاري، الشيخ عبد العزيز الكرعاني، أحد الأسماء البارزة في الساحة القرآنية المغربية، بعد صراع مرير مع مرض السرطان، داخل مصحة خاصة بمنطقة بوسكورة. الشيخ الكرعاني، الذي شكل صوتاً مميزاً في مجال التلاوة، عُرف بقراءته الخاشعة وأسلوبه المتفرّد الذي لامس قلوب مستمعيه، كما ساهم بشكل كبير في تكوين أجيال من حفظة كتاب الله، وظل مرجعاً في فنون التجويد والإقراء على المستوى الوطني. وقد عمّ الحزن الأوساط الدينية عقب انتشار خبر وفاته، حيث تناقل محبوه والعاملون في المجال القرآني الخبر بكثير من الأسى، مستحضرين إرثه الروحي والقرآني، ومرددين الدعاء له بالرحمة والرضوان.

مغرب الحضارة في مواجهة التفاهة واليأس: تحليل معمق لصراع الهوية الوطنية والتهديدات الخفية
مغرب الحضارة في مواجهة التفاهة واليأس: تحليل معمق لصراع الهوية الوطنية والتهديدات الخفية

المغرب الآن

timeمنذ يوم واحد

  • المغرب الآن

مغرب الحضارة في مواجهة التفاهة واليأس: تحليل معمق لصراع الهوية الوطنية والتهديدات الخفية

في زمن يفتخر فيه المغرب بإنجازات علمية وطبية وثقافية متعددة، مثل العملية الجراحية الناجحة للبروفيسور المغربي أحمد المنصوري، يواجه الوطن تحديات لا تقل أهمية وخطورة. ليس فقط من خلال الأزمات الاقتصادية والسياسية الظاهرة، بل من خلال صراع خفي يهدد تماسك المجتمع واستقراره، يتمثل في انتشار التفاهة واليأس عبر وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية. هذا الصراع، الذي يشير إليه الوزير الأسبق عزيز رباح بـ'الطابور الخفي'، ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل يمثل تهديداً استراتيجياً لهوية المغرب الوطنية واستقراره السياسي والاجتماعي. في هذا المقال، نغوص في قراءة تحليلية عميقة تربط هذه الظواهر بالسياق السياسي والدبلوماسي العام، ونتساءل كيف يمكن للمغرب أن يواجه هذه التحديات بخطط واستراتيجيات متكاملة تحافظ على روحه الحضارية وتدعم مستقبله. في ظل إنجازات وطنية بارزة، مثل العملية الجراحية الرائدة للبروفيسور أحمد المنصوري لعلاج سرطان البروستات بتقنية غير جراحية وبدون تخدير كلي، تتكرر أمامنا مفارقة مزعجة: كثرة الإنجازات الراقية التي لا تجد صدى يليق بها في الإعلام أو المجتمع. فما هي الأسباب الحقيقية وراء هذه القفزة الكبيرة في المجال الطبي وغيرها من المجالات العلمية والتقنية، وفي المقابل ضعف التفاعل والاهتمام الجماهيري؟ الوزير الأسبق عزيز رباح يطرح تشخيصًا جريئًا لما أسماه بـ'الطابور الخفي'، ذلك التيار أو المنظومة التي تستهدف ضرب المنجزات الوطنية، ونشر التفاهة واليأس، وتفكيك الانتماء الوطني، عبر وسائل متعددة من الإعلام إلى التأثيرات الاجتماعية والثقافية. هذا الطابور لا يعمل فقط على إضعاف الفرد، بل يسعى لتفكيك الأسرة، المجتمع، وحتى الدولة، متخذًا من استهداف القيم والهوية الوطنية هدفاً استراتيجياً. إلى أي مدى يُعد هذا الطابور ظاهرة داخلية فقط، أم أنه جزء من صراع أعمق على النفوذ في المنطقة، خصوصًا في ظل التحولات السياسية والدبلوماسية التي يعيشها المغرب على الساحة الإقليمية والدولية؟ وكيف يمكن للمؤسسات الرسمية وغير الرسمية أن تواجه هذا التحدي الذي لا يقل خطورة عن التحديات الاقتصادية والسياسية؟ رغم هذا التحدي، يؤكد رباح على وجود إرادة وطنية صلبة في مواجهة هذه المحاولات، داعياً الدولة إلى تحريك جميع مؤسساتها الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية، لتكريس برامج توعية وتعزيز المناعة الاجتماعية ضد تفشي التفاهة واليأس. كما يدعو القوى الحية والمخلصين في المجتمع إلى الصمود والعمل المستمر، رافضًا الانصياع لليأس مهما اشتدت العواصف. في ظل هذه الرؤية، تبرز تساؤلات مهمة: كيف يمكن للنخب السياسية والثقافية أن تستثمر في تعزيز الهوية الوطنية وتقوية الحس بالانتماء؟ وهل يمكن لوسائل الإعلام الحديثة، مع أدواتها الرقمية المتنوعة، أن تصبح سلاحًا مضادًا للطابور الخفي بدلًا من أن تكون ساحة له؟ إن المغرب، كما يؤكد رباح، مليء بالكفاءات والمبادرات التي تستحق التشجيع والاحتفاء، مهما بدت الإنجازات محدودة أو على نطاق ضيق. فكل خطوة إصلاحية، حتى لو كانت فنية أو رياضية أو ثقافية، تسهم في بناء مناعة وطنية، وتعزز الأمل في مستقبل أفضل. في نهاية المطاف، يبدو واضحًا أن مواجهة التفاهة واليأس ليست مجرد تحدٍ ثقافي أو اجتماعي فقط، بل هي معركة سياسية واستراتيجية تحتاج إلى إرادة جماعية شاملة، تجمع بين المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني، في سبيل الحفاظ على المغرب الحضاري الذي نعرفه ونفتخر به.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store