
تصريحات ترامب حول قناة السويس تثير عاصفة من الجدل
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً وأصداء مستنكرة، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السماح بمرور السفن الأميركية، عبر قناتي السويس وبنما بحرية، مكلفاً وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو "التعامل فوراً مع هذا الوضع".
وكتب ترامب عبر منصته "تروث سوشيال": "يجب السماح للسفن الأميركية، العسكرية والتجارية، بالمرور مجاناً عبر قناتي بنما والسويس، هاتان القناتان ما كانتا لتوجدا لولا الولايات المتحدة الأميركية".
هذه التصريحات المفاجئة أعادت فتح تساؤلات حول مدى ارتباط الولايات المتحدة بإنشاء قناة السويس، خاصة أن القناة المصرية العريقة لها تاريخ يسبق تأسيس الولايات المتحدة نفسها، فهل للولايات المتحدة الأميركية دور فعلي في إنشاء القناة؟
معبر استراتيجي عالمي
في البداية قناة السويس هي ممر مائي صناعي على مستوى البحر يمتد في مصر من الشمال إلى الجنوب عبر برزخ السويس، ويربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر، وتُعد القناة من أقصر الطرق البحرية بين أوروبا وبلدان المحيط الهندي وغرب المحيط الهادي، وهي من أكثر الممرات الملاحية استخداماً عالمياً.
وبفضل اختصار المسافات والوقت، أصبحت ممراً رئيسياً لحركة التجارة العالمية، مما يجعل رسوم عبورها مصدراً هاماً للدخل القومي المصري.
بدايات القناة ومراحل تأسيسها
تاريخ فكرة الربط بين البحرين يعود إلى الفرعون سنوسرت الثالث من الأسرة الثانية عشرة، الذي سعى لتسهيل التجارة والمواصلات بين الشرق والغرب.
أما التاريخ الفعلي لإنشاء قناة السويس، فقد بدأ مع إصدار فرمان الامتياز الأول، الذي تلاه ضرب الفأس الأولى في أعمال الحفر، وصولاً إلى افتتاح القناة رسمياً في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) 1869.
وتولت إدارة القناة حينها "الشركة العالمية لقناة السويس البحرية"، التي تأسست عام 1858 برأسمال بلغ 200 مليون فرنك (8 ملايين جنيه)، وامتلكت مصر أكثر من نصف أسهمها.
ماذا عن دور الولايات المتحدة؟
خلافاً لما ألمح إليه ترامب، لم يكن للولايات المتحدة الأميركية أي دور مباشر في تأسيس قناة السويس، وعلى الرغم من أن الشركة المؤسسة خصصت أسهماً لبعض الدول الكبرى مثل إنجلترا والنمسا وروسيا والولايات المتحدة، فإن هذه الدول رفضت المشاركة في الاكتتاب.
وأمام هذا الرفض، اضطرت مصر إلى استدانة 28 مليون فرنك (1120000 جنيه) بفائدة باهظة لشراء نصيبها، وبذلك أصبح مجموع ما تملكه مصر من الأسهم 177642 سهما قيمتها 89 مليون فرنك تقريبا (3560000 جنيه) أي ما يقرب من نصف رأس مال الشركة، وذلك وفقاً للموقع الرسمي لهيئة قناة السويس.
وفي تموز (يوليو) من عام 1956، أعلن الرئيس المصري جمال عبد الناصر تأميم القناة ونقل ملكيتها بالكامل إلى الدولة المصرية، منهياً بذلك أي ارتباطات أجنبية بالشركة السابقة، ومؤكداً السيادة الوطنية الكاملة على هذا الممر الاستراتيجي.
قناة السويس في العصر الحديث
هذا وشهدت القناة منذ تأسيسها مراحل من التطوير والتوسعة، كان آخرها عام 2015 عندما تم افتتاح قناة السويس الجديدة.
وتمر عبر القناة نحو 10% من التجارة العالمية، مما يجعلها شرياناً حيوياً للاقتصاد المصري، بحجم إيرادات بلغت خلال عام 2023 قرابة 9.4 مليارات دولار، ومع ذلك، شهدت القناة مؤخراً تراجعاً في حركة المرور بسبب تهديدات الحوثيين للسفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر.
تصريحات تفتقر للدقة
الباحث المتخصص في العلاقات الدولية محمد ربيع الديهي، في تصريحات خاصة لـ"النهار"، يؤكد أن تصريحات ترامب حول قناة السويس تفتقر إلى الدقة ولا تستند إلى أي أسس تاريخية أو قانونية.
ويشير الديهي إلى أن القناة أنشئت بجهود مصرية خالصة، قبل أن تتأسس الولايات المتحدة الأميركية، وتقع تحت سيادة مصرية كاملة منذ افتتاحها.
ويشدد على أن قواعد المرور في القناة تحكمها اتفاقيات دولية تضمن حرية الملاحة، ولكن مع الالتزام الكامل بدفع الرسوم المستحقة دون تمييز بين الدول، مما يجعل أي مطالب بإعفاء طرف دون غيره غير مقبولاً قانونياً أو دولياً.
وفي الاتجاه ذاته، يرى الخبير الاقتصادي ومدير "مركز رؤية للدراسات" بلال شعيب، في تصريحات خاصة لـ"النهار"، أن تصريحات ترامب تمثل خروجاً عن المنطق التاريخي والاقتصادي.
ويؤكد شعيب أن الدولة المصرية، بتاريخها العريق، وقناة السويس تحديداً، أقدم من الولايات المتحدة، وأن ترامب منذ ولايته الأولى وحتى اليوم، لم يغير من أسلوبه القائم على إطلاق تصريحات عبثية تستهدف تحقيق مكاسب سياسية فردية، بعيداً عن أي أسس علمية أو اقتصادية.
ويشير إلى أن ترامب اتبع خلال فترته الرئاسية سياسات انعزالية بدأت بفرض رسوم جمركية على الصين وكندا والمكسيك، ما أضر بالتجارة العالمية، موضحاً أن الولايات المتحدة لا تستطيع اقتصادياً أو منطقياً أن تغلق أبوابها عن العالم، لاحتياجها الدائم إلى المواد الخام والأسواق الخارجية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 41 دقائق
- بيروت نيوز
إشعار عاجل للأميركيين في إسرائيل.. ماذا جاء فيه؟
وجّه السفير الأميركي لدى إسرائيل، الأربعاء، إشعاراً وصفه بـ'العاجل' للمواطنين الأميركيين الراغبين بمغادرة إسرائيل. وقال مايك هاكابي في تغريدة على حسابه الرسمي في منصة 'إكس': 'إشعار عاجل! للمواطنين الأميركيين الراغبين بمغادرة إسرائيل – سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل'. وأضاف: 'تعمل السفارة على تنظيم رحلات إجلاء جوية وبحرية للمواطنين الأميركيين'. وتابع: 'يجب عليكم التسجيل في برنامج التسجيل الذكي للمسافر وسيتم إعلامكم بالمستجدات'. والثلاثاء، أعلنت السفارة الأميركية في إسرائيل أنها 'ليست في وضع يسمح لها في الوقت الحالي بإجلاء الأميركيين أو مساعدتهم بشكل مباشر في مغادرة إسرائيل'. وغادر مواطنو عدة دول إسرائيل وإيران، في وقت دخلت فيه الحرب بين الدولتين يومها السادس. ومنذ 13 حزيران، تشنّ إسرائيل ضربات على إيران، مشيرة إلى أنها تريد منع طهران من الحصول على قنبلة نووية. ورداً على ذلك، تنفذ إيران هجمات صاروخية على الأراضي الإسرائيلية. وعندما سُئل عما إذا كان قد وجّه لإيران إنذاراً نهائياً، أجاب ترامب: 'يمكنك قول ذلك. ربما يُمكنك تسميته الإنذار النهائي'. (سكاي نيوز عربية)


المنار
منذ ساعة واحدة
- المنار
عناوين واسرار الصحف ليوم الخميس 19 حزيران/يونيو 2025
العناوين الأخبار: إسرائيل تستعجل التدخّل الأميركي: قمنا بما علينا الحرب على إيران تقسم أميركا | إدارة ترامب: صوت «الحمائم» يتراجع -تركيا متمسّكة بـ«الديبلوماسية»: دعوات التدخّل لا تلقى تجاوباً -تركيا متمسّكة بـ«الديبلوماسية»: دعوات التدخّل لا تلقى تجاوباً ترامب لا ييأس: في انتظار استسلام إيراني خصوم حزب الله ينظّرون لمرحلة «ما بعد إيران»: حملة تهويل جديدة على المقاومة وعون رجّي يُهين النواب ويُحرج «القوات»… ويعتذر! البناء: -ترامب يرى الحل الأمثل بمواصلة «إسرائيل» الحرب حتى تستسلم إيران تفاوضياً -الخامنئي: إيران لن تستسلم وسوف تدافع عن حقها… وعراقجي ينفي أيّ تفاوض الجمعة مفاوضات نووية إيرانية أوروبية ومجلس الأمن يناقش الحرب على إيران النهار: أسبوع أول حرب: لبنان على المفترق! ترامب ونتنياهو تماه إلى حد تغيير النظام في إيران مشروع OTT ديوان المحاسبة يصرّ على رفضه اللواء: موجات الصواريخ لم تهدأ بين تل أبيب وطهران.. وطيران إسرائيلي دائم في سماء إيران ترامب لانتصار كامل في الحرب.. وعرقجي ينفي معلومات البيت الأبيض عن المفاوضات كلام إيراني عن دور لحزب الله على طاولة الموفد الأميركي اليوم مطار القليعات على جدول مجلس الوزراء.. وجولة أممية للتمهيد لطلب التمديد لليونيفيل الديار: أبواب جهنم تُفتح ببطء… نتنياهو يفشل في تدمير المنشآت النووية الأساسية ماكرون: لا لإسقاط النظام الإيراني… فـوضى العراق لن تتكرر بقاء اليونيفيل جنوب لبنان: لمنع سقوط الخط الازرق الجمهورية: واشنطن: يومان للحل أو التدخل الحرب إلى الذروة هل ينأى لبنان؟ صراع إيران و'إسرائيل': من الأسطورة إلى الجغرافيا السياسية الاسرار اللواء: همس -أثار ما نُقل عن مسؤول إيراني حول تدخل حزب لله، إذا تدخلت الولايات المتحدة أجواء بلبلة واستياء في أوساط مختلفة رسمية وسياسية! غمز -تحدث تقرير أمني عن استمرار التنسيق والتعاون في ما خصّ تسليم أسلحة ومخازن للدولة اللبنانية، وآخر عملية تسليم جرت قبل 5 أيام مضت.. لغز -تلعب الحسابات المالية والنفطية دورها لدى إدارة ترامب والمجموعات المالية الدولية، لجهة الخيارات الممكنة إزاء ما يجري في المنطقة.. البناء: خفايا -يعتقد دبلوماسي سابق عمل في واشنطن ويعرف الإدارات الأميركية والرئيس دونالد ترامب عن قرب أن قرار دخول أميركا الحرب قد اتخذ، لكن التعقيدات التي تحول دون الذهاب إلى الحرب تتصل بأمرين، الأول توحيد الوضع الداخلي المحيط بالرئيس ترامب حول القرار بمنح وقت كافٍ للتشاور وجعل خيار الحرب خياراً وحيداً بعد إقفال الفرضيات البديلة، والأمر الثاني وضع خطط وآليات احتواء المخاطر التي تترتب على الانخراط في الحرب مثل استهداف القواعد الأميركية في المنطقة وإغلاق مضيق هرمز وانعكاسات ذلك على سوق الطاقة ومخاطر امتلاك إيران لسلاح نوويّ رداً على الحرب، لكن الدبلوماسيّ لم يستبعد أن يلجأ الرئيس ترامب بعد أسبوع إلى حلّ وسط يتمثل بتسليم «إسرائيل» على سبيل الإعارة أكثر من قاذفة وأكثر من قنبلة من النوع الذي يستلزمه الهجوم على المنشآت النوويّة، وخصوصاً في موقع فوردو. كواليس -قالت مصادر فرنسيّة إن أحد أسباب موقف الرئيس الفرنسي المتمايز عن الموقف الأميركيّ في الحرب على إيران، كما وصفه الرئيس الفرنسيّ لمن سألوه خلال قمة السبعة الكبار هو أن فرنسا تقع في مرمى الصواريخ الإيرانية، بينما أميركا خلف المحيطات بعيدة جداً عن مرمى هذه الصواريخ. الجمهورية: تسلّمت شخصية غير لبنانية ومعنية بملف حساس، تحذّر الاهتمامات الأخرى عمّا إذا كانت معالجة هذا الملف ستبدأ قريبًا، فأجابت بأنها لا علم لها بذلك. كشف سفير دولة معينة في واشنطن أن شيئًا سيحصل في غضون هذا الأسبوع في دولة إقليمية سيجعل من عملية 'البيدر' شيئًا بسيطًا بالمقارنة معه. بدأ مسؤول مالي كبير يستحوذ على ثقة موظفين أغناهم على خوفهم بمكان من خلال إشاعة أجواء مفادها متدرجة تشير إلى أن لا إيجاد حلول ممكنة المصدر: صحف


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
سبب واحد سينهي حرب إيران وإسرائيل.. ما هو؟
قال تقرير لصحيفة 'واشنطن بوست' الأميركية إن المعطيات العسكرية الحالية لحرب إيران – إسرائيل، تشير إلى أنها قد لا تطول بسبب نفاد الذخيرة الصاروخية لدى الطرفين. وتمتلك إيران نحو 2000 صاروخ قادر على الوصول إلى إسرائيل، لكن الهجمات الإسرائيلية يوم الجمعة الماضية، أدت إلى تدمير نسبة كبيرة من هذا المخزون. ومنذ ذلك الحين، أطلقت إيران نحو 400 صاروخ من ترسانتها، في حين دمرت إسرائيل ما يقارب الـ120 صاروخاً من قواعد الإطلاق الإيرانية، أي نحو ثلثها. كذلك، أعلنت إسرائيل أنها حققت تفوقاً جوياً على طهران في وقت أبكر من المتوقع، ما يضعف قدرة إيران على مواصلة الهجمات. وتؤكد المؤشرات الميدانية أن كثافة القصف الإيراني بدأت تتراجع بوضوح، من أكثر من 150 صاروخاً أُطلقت ليلة الجمعة، إلى عشرة فقط بعد ظهر الثلاثاء، وفق ما ذكر تقرير لموقع 'بلينكس' الإماراتي. ورغم نجاح منظومات الدفاع الإسرائيلية في صد أكثر من 90% من الصواريخ، فإن كلفة الدفاع مرهقة. وفعلياً، تعتمد إسرائيل في التصدي للهجمات الإيرانية على منظومة دفاع متعددة الطبقات، أبرزها: القبة الحديدية (للصواريخ قصيرة المدى)، مقلاع داوود، منظومة 'حيتس' (Arrow)، وأنظمة باتريوت وتاد الأميركية. لكن بحسب الخبير الإسرائيلي طلال إنبار، فإن التصدي لصواريخ إيران يتطلب استخدام منظومة 'حيتس' التي تطلق صواريخ تكلفتها 3 ملايين دولار للواحد. أما القبة الحديدية، فهي فعالة فقط ضد الصواريخ البدائية التي تستخدمها فصائل مثل حماس، لكنها غير مجدية أمام الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تنطلق بسرعات خارقة في الغلاف الجوي. وليلة الجمعة، فشلت منظومة الدفاع في اعتراض صواريخ إيرانية أصابت وسط تل أبيب وكادت تضرب مقر قيادة الجيش الإسرائيلي. وفي الليالي التالية، أصابت صواريخ إيرانية مصفاة نفط رئيسية قرب حيفا، ومحيط مقر الاستخبارات الإسرائيلية شمال تل أبيب. في المقابل، يرى خبراء أن إسرائيل بدأت تركز على استهداف منشآت إنتاج الصواريخ داخل إيران، ما قد يؤدي إلى تدهور طويل الأمد في قدرات طهران الصاروخية. وفي السياق، يقول جيم لامسون، الخبير في شؤون التسلح: 'إذا لم تغير إيران نظامها أو تقبل باتفاق لوقف إنتاج الصواريخ، فستواجه صعوبة بالغة في إعادة بناء ترسانتها'.