
كيف أصبحت حرب أوكرانيا «حرب ترامب»؟
وفق تحليل نشرته شبكة "سي إن إن"، فإن المنصب الأقوى في العالم لا يتيح دائماً خيار التهرّب. إذ إن ترامب بات مضطراً للتعامل مع أكبر صراع يشهده القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، لأن الولايات المتحدة، في عهد سلفه، كانت الراعي الأساسي والحليف الأبرز لأوكرانيا.
كان بإمكان ترامب أن يتجاهل الحرب كليا، لكنه اختار أن يضع بصمته الشخصية عليها، بدءا بتعهّد مثير للجدل بأنه قادر على إنهائها خلال 24 ساعة، قبل أن يُعدّل المدة إلى 100 يوم. ثم حاول التعامل مع الشخصيات الأساسية في الحرب، فاقترب من الرئيس الروسي في البداية وكرّر بعض رواياته، قبل أن يوبّخ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي علناً في المكتب البيضاوي. كما وجّه ضربة قوية إلى حلفائه في «الناتو» مطالبا إياهم بدفع المزيد للدفاع عن أوروبا، وهو ما استجابوا له. وبعد ذلك انطلقت عجلة الدبلوماسية بصعوبة، لكنها حققت نتائج ضئيلة جداً.
غير أنّ القرارات التي اتخذها ترامب خلال الأسبوعين الماضيين جعلت الحرب تتحوّل رسمياً إلى مشكلة يتحمل مسؤوليتها، وفق "سي إن إن". فقد أدرك أن بوتين لا يريد السلام وفق رأيه، ورأى أن أوكرانيا بحاجة ماسة إلى السلاح وحاول تقديم المساعدة وإنْ بصورة باهتة. كما اتخذ خطوة لافتة حين ردّ على تهديدات ديميتري ميدفيديف النووية – التي غالباً ما كانت تُقابل بالتجاهل – بتهديداتٍ نووية أكثر حدّة، تمثلت في التلويح بنشر غواصات أميركية أقرب إلى روسيا. وهكذا انتقلت الولايات المتحدة في أقل من شهر من تعليق مساعداتها العسكرية لأوكرانيا إلى التهديد باستخدام السلاح النووي ضد روسيا.
ومع اقتراب المهلة الزمنية التي حدّدها ترامب للتوصل إلى اتفاق سلام، يواجه اليوم أحد أكثر قرارات الصراع خطورة. فهل يفرض عقوبات موجعة حقا، مثل فرض تعريفات ثانوية على زبائن الطاقة الروسية؟ وهل سيقبل بأن تتحمل الولايات المتحدة وحلفاؤها بعض الألم الاقتصادي لإيذاء موسكو؟
إن فرض عقوبات ثانوية جدية على الهند والصين قد يشعل أسواق الطاقة العالمية. وقد أعلن ترامب، الاثنين، أنه سيزيد الرسوم على الهند لأنها تبيع النفط الروسي محققة أرباحاً. وحتى الآن، لم تُبدِ الهند نيةً واضحة للتوقف عن شراء الطاقة الروسية، فيما تعتمد الصين بشكل شبه كامل على النفط والغاز الروسيين ولا تستطيع التوقف عن شرائهما.
ولتفادي تكرار ما يسخر منه منتقدوه بوصفه «تراجع ترامب المعتاد»، وفق التحليل، سيكون عليه إلحاق بعض الألم بالآخرين، وربما تحمّل ارتدادات ذلك. أو يمكنه البحث عن «مخرج آمن» إذا قُدّم له عرض أثناء زيارة مرتقبة لمبعوثه الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو هذا الأسبوع. وقد يقبل ترامب بلقاء ثنائي مع بوتين بوصفه مؤشرا على تقدم نحو السلام.
ويخلص تحليل "سي إن إن" إلى أنه لا يمكن لترامب أن يجمع بين كل الخيارات. فبطبيعته يسعى لأن يكون محور كل القرارات وموضع كل الأضواء في أي قضية. وكل نقطة تحوّل حتى الآن كانت مرتبطة بخياره الشخصي. وهنا يبرز درس جوهري في الرئاسة الأميركية:
ترامب لا يملك حرية اختيار الأزمات التي تخصه وتلك التي يمكنه تجاهلها. فمبدأ «أميركا أولًا» يهدف إلى تقليص الانخراط الأميركي عالمياً، لكنه لا يسمح للرئيس بأن ينسب لنفسه النجاحات وحدها ويتنصل من الإخفاقات. إلا إذا قرر تقليص البصمة الأميركية في العالم إلى الصفر – وهو أمر لا ينسجم مع شخصية رئاسية تتحرك دائما وتحب إحداث الضجيج – ستظل هناك دائما أزمات تتحملها الولايات المتحدة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 35 دقائق
- صحيفة الخليج
«اتفاق المهاجرين» بين بريطانيا وفرنسا يدخل حيز التنفيذ
لندن ـ أ ف ب أعربت الحكومة البريطانية، الثلاثاء، عن سرورها بدخول اتفاق تم التوصل إليه مع باريس حيز التنفيذ، ينص على إعادة المهاجرين الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة على متن قوارب صغيرة إلى فرنسا، مقابل استقبال مهاجرين موجودين في فرنسا. وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: «نوجه رسالة واضحة: إذا وصلتم إلى هنا بشكل غير قانوني على متن قارب صغير، فأنتم معرضون للترحيل إلى فرنسا». وكان ستارمر بحث هذا المشروع النموذجي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة في بداية يوليو/تموز. غير أن مكتب وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو، أشار، الثلاثاء، إلى أن الاتفاق تم توقيعه، لكنه سيدخل حيز التنفيذ، الأربعاء. ويهدف الاتفاق الذي يسري حتى يونيو /حزيران 2026 ولم تُكشف تفاصيل تطبيقه، لا سيما عدد المهاجرين المعنيين، إلى ردع الأشخاص الذين ينوون عبور المانش على متن قوارب غير آمنة، تنظمها شبكات تهريب. ومنذ بداية العام، قضى 18 شخصاً أثناء محاولتهم الوصول إلى المملكة المتحدة بشكل غير قانوني بواسطة هذه «القوارب الصغيرة»، وفقاً لبيانات وزارة الداخلية الفرنسية. ووقعت الحكومتان «النص النهائي الأسبوع الماضي»، وأعطت المفوضية الأوروبية «الضوء الأخضر لهذا النهج المبتكر لردع الهجرة غير الشرعية»، وفق ما أفاد مكتب الهجرة البريطاني في بيان مساء الاثنين. وصرحت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر، الثلاثاء، لبي بي سي: «بالطبع، سيبدأ بعدد محدود (من المهاجرين) وسيتزايد بعد ذلك، لكننا نريد أن نكون قادرين على توسيعه».


صحيفة الخليج
منذ 35 دقائق
- صحيفة الخليج
النرويج تراجع استثمارات صندوقها السيادي في إسرائيل
أوسلو ـ رويترز أعلنت الحكومة النرويجية الثلاثاء أنها أمرت بمراجعة محفظة صندوقها السيادي لضمان سحب الاستثمارات من الشركات الإسرائيلية المساهمة في تكريس احتلال الضفة الغربية أو الحرب في غزة. تأتي المراجعة بعد تقرير نشرته صحيفة أفتنبوستن اليومية أفاد بأن الصندوق، الذي يبلغ حجمه 1.9 تريليون دولار، حاز حصة خلال 2023 و2024 في مجموعة إسرائيلية لمحركات الطائرات تقدم خدمات للقوات المسلحة الإسرائيلية، منها خدمات صيانة الطائرات المقاتلة. وتشير سجلات الصندوق، الذي يملك حصصا في 8700 شركة حول العالم، أنه كان يحوز أسهما في 65 شركة إسرائيلية بنهاية 2024 بقيمة 1.95 مليار دولار. وباع صندوق الثروة السيادي النرويجي، وهو الأكبر في العالم، حصصه في شركة طاقة ومجموعة اتصالات إسرائيليتين خلال العام الماضي، وقال مجلس الأخلاقيات التابع له إنه ينظر فيما إذا كان سيوصي بسحب استثماراته من خمسة بنوك.


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
غزة.. ضغوط غربية متزايدة على تل أبيب وخطط إسرائيلية للمواجهة
حراك دبلوماسي غربي يتسارع بوتيرة غير مسبوقة لمحاصرة إسرائيل والضغط عليها لإنهاء المعاناة والحرب في غزة. وموجات متتالية تحمل إعلانات باعتراف وشيك بدولة فلسطين وحتى من أقرب الحلفاء، ألمانيا.