logo
العراق ضيف الشرف.. ما أسباب تراجع المشاركة العربية في معرض طهران للكتاب؟

العراق ضيف الشرف.. ما أسباب تراجع المشاركة العربية في معرض طهران للكتاب؟

الجزيرةمنذ 5 ساعات

طهران- تحت شعار "لنقرأ من أجل إيران" أسدل الستار، مساء السبت الماضي، على فعاليات معرض طهران الدولي للكتاب في دورته الـ36 بعد أن عرض أكثر من 1620 ناشرا، منهم 90 ناشرا أجنبيا من 24 دولة أحدث إصداراتهم الورقية على مدى عشرة أيام.
وبينما حل العراق ضيف شرف في المعرض الذي أقيم هذا العام على مساحة 75 ألف متر مربع وسط طهران، أعلن وزير الثقافة الإيراني عباس صالحي، أن بلاده وجهت دعوة للسعودية لتكون ضيفة شرف في العام المقبل.
ومن خلال جولة قامت بها الجزيرة نت، بين مختلف أجنحة المعرض كان غياب العديد من دور النشر العربية والأجنبية العنوان الأبرز لدى زوار جناح الكتب الأجنبية، وسط مشاركة رمزية لبعض الدول العربية، ومنها لبنان الذي تطغت العناوين الدينية والمقاومة الإسلامية على معروضاته وإصداراته.
واجهة عربية
أما العراق الذي يحتل واجهة جناح الكتب الأجنبية، يكاد يكون الممثل الوحيد للثقافة العربية، حيث سجل حضورا كثيفا، في حين اقتصرت المشاركة العربية والخليجية على حضور رسمي لبعض الدول منها اليمن وسلطنة عُمان وقطر، وكذلك مشاركة خجولة لجهات دولية مثل تركيا وروسيا وأفغانستان.
وبينما تبدو المشاركة المغاربية والأفريقية والأوروبية معدومة في معرض طهران للكتاب بدورته الـ 36، يستذكر زوار الجناح العربي أنه كان منصة للحوار الإيراني-العربي قبل نحو عقدين، إذ كانت تزخر صالة "ميلاد" المخصصة لدور النشر الأجنبية بالكتب الخليجية والشامية والمغاربية، وتوفر بيئة ملائمة لحوار هواة الأدبين الفارسي والعربي.
من ناحيته، يعرب أستاذ اللغة العربية علي رضا خواجة، عن سعادته لاختيار العراق ممثلا للثقافة العربية لهذا العام، بيد أنه لا يخفي امتعاضه من عدم عثوره حتى على كتاب واحد لتعليم اللهجة العراقية لغير الناطقين بها، ناهيك عن عناوين كتب اللغة واللسانيات التي جاء بقائمة منها دون جدوى.
وفي حديثه للجزيرة نت، يقول خواجة، إنه رغم تخصيص وزارة الثقافة الإيرانية دعما ماليا بمبلغ 10 ملايين ريال لأساتذة الجامعات وخمسة ملايين ريال للطلبة، لكن أسعار الكتب تبدو باهضة هذا العام وقد يكون السبب ارتفاع أسعار الورق والطباعة وخفض الدعم الحكومي لدور النشر.
غياب عربي
أما الشاب العربي مصطفى (36 عاما) -الذي كان قد قصد المعرض من مدينة الأهواز جنوب غربي البلاد- بحثا عن عناوين عربية حديثه لترجمتها إلى الفارسية، يقول إنه عقب عزوف الناشرين السعوديين عن المشاركة منذ عام 2016 امتنع ناشرون خليجيون وعرب عن المشاركة في معرض طهران للكتاب لأسباب سياسية، ناهيك أن بعضا آخر من الناشرين لا سيما من لبنان وسوريا والمغرب العربي يواجهون صعوبة في شحن الكتب إلی طهران وتحويل الأموال من داخل إيران إلى بلادهم.
وتابع مصطفى –في حديثه للجزيرة نت- إنه كان يجد كتبا قيمة حتى قبل ستة أعوام خلت في المعرض، بينما أصبح الجناح العربي هذا العام أشبه بمتحف لعرض كتب الدين والتراث والأيديولوجيا، يمتنع بعض أصحابها عن بيعها لأنهم يشاركون لعرض أصناف خاصة من الكتب.
أما محمود (52 عاما) وهو عضو في اللجنة التنظيمية للمعرض، فيرجع سبب تراجع مشاركة دور النشر العربية في معرض طهران الدولي للكتاب، إلى توجهها نحو النشر الرقمي والمبيعات عبر الإنترنت بسبب ارتفاع تكاليف الشحن والنقل والبضائع اللوجستية.
أرقام وإحصاءات
وفي حديثه للجزيرة نت، يوضح محمود أنه علاوة على دور النشر التي شاركت حضوريا في الدورة الأخيرة فإن نحو 740 ناشرا آخر يشاركون في القسم الرقمي، وأن مبيعات القسم الأخير قد بلغت 364 مليارا و959 مليون تومان (الدولار الأميركي يقابل 82 ألف و400 تومان) حتى قبيل اختتام فعاليات المعرض، بينما مبيعات الأجنحة الحضورية لم تتجاوز 291 مليار تومان منذ افتتاح المعرض.
وتابع، إنه وفقا للبيانات الرسمية المتوافرة لديه فإن مبيعات المعرض هذا العام قد تجاوزت مليون و422 ألف و163 مجلدا حتى ظهر اليوم الأخير، وأنه يتوقع ارتفاع هذه الإحصائية خلال الساعات التالية، مؤكدا أن مبيعات الكتب سجلت ارتفاعا بنسبة 38% مقارنة بالعام الماضي، وأن أكثر من ستة ملايين نسمة زاروا أجنجة المعرض حتى قبيل اختتامه.
وعلى عكس الهدوء الذي يهيمن على جناح الكتب الأجنبية تشهد أجنحة كتب الأطفال واليافعين إقبالا كثيفا جدا مقارنة بالناشرين الأكاديميين وأجنحة الكتب العامة والمؤسسات الدينية، بيد أن جميعها تبدو أكثر جذبا للزوار مقارنة بجناح الناشرين الأجانب.
مبادرات جذب الزوار
من ناحيته، يشاطر الصحفي المتخصص في الشؤون الثقافية رحمت رمضاني، ما ذهب إليه المتحدث السابق، موضحا أن ارتفاع المبيعات وزيادة عدد الزوار في الأعوام الأخيرة يعود إلى زيادة النفوس في البلاد والعاصمة طهران على وجه الخصوص، فضلا عن البرامج الرسمية التي تشجع شرائح المجتمع على القراءة والدعم المالي الذي تقدمة المؤسسات الحكومية للطلبة والأساتذة لتسهيل إقتناء الكتب.
وفي حديثه للجزيرة نت، يوضح رمضاني أن كثيرا من الكتاب والباحثين وبعض المسؤولين الإيرانيين والمؤثرين يخصصون أوقاتا لتوقيع مؤلفاتهم في معرض طهران للكتاب ما يزيد من أعداد الزوار، لكن لا يوجد تناسب بين الأجنحة الفارسية والكتب الأجنبية التي تشهد تراجعا كبيرا مقارنة مع العقود الماضية.
ويعزو الصحي المتخصص في الشأن الثقافي، سبب تراجع المشاركة العربية والغربية في معرض طهران للكتاب إلى أسباب سياسية والحرب النفسية التي تشن ضد إيران بسبب توتر علاقاتها خلال السنوات الأخيرة مع بعض الدول العربية والأوروبية، مستدركا أنه لا يمكن أن يغض البصر عن التأثير السلبي للعقوبات الأميركية حتى على الأحداث الثقافية داخل إيران.
إعلان

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العراق ضيف الشرف.. ما أسباب تراجع المشاركة العربية في معرض طهران للكتاب؟
العراق ضيف الشرف.. ما أسباب تراجع المشاركة العربية في معرض طهران للكتاب؟

الجزيرة

timeمنذ 5 ساعات

  • الجزيرة

العراق ضيف الشرف.. ما أسباب تراجع المشاركة العربية في معرض طهران للكتاب؟

طهران- تحت شعار "لنقرأ من أجل إيران" أسدل الستار، مساء السبت الماضي، على فعاليات معرض طهران الدولي للكتاب في دورته الـ36 بعد أن عرض أكثر من 1620 ناشرا، منهم 90 ناشرا أجنبيا من 24 دولة أحدث إصداراتهم الورقية على مدى عشرة أيام. وبينما حل العراق ضيف شرف في المعرض الذي أقيم هذا العام على مساحة 75 ألف متر مربع وسط طهران، أعلن وزير الثقافة الإيراني عباس صالحي، أن بلاده وجهت دعوة للسعودية لتكون ضيفة شرف في العام المقبل. ومن خلال جولة قامت بها الجزيرة نت، بين مختلف أجنحة المعرض كان غياب العديد من دور النشر العربية والأجنبية العنوان الأبرز لدى زوار جناح الكتب الأجنبية، وسط مشاركة رمزية لبعض الدول العربية، ومنها لبنان الذي تطغت العناوين الدينية والمقاومة الإسلامية على معروضاته وإصداراته. واجهة عربية أما العراق الذي يحتل واجهة جناح الكتب الأجنبية، يكاد يكون الممثل الوحيد للثقافة العربية، حيث سجل حضورا كثيفا، في حين اقتصرت المشاركة العربية والخليجية على حضور رسمي لبعض الدول منها اليمن وسلطنة عُمان وقطر، وكذلك مشاركة خجولة لجهات دولية مثل تركيا وروسيا وأفغانستان. وبينما تبدو المشاركة المغاربية والأفريقية والأوروبية معدومة في معرض طهران للكتاب بدورته الـ 36، يستذكر زوار الجناح العربي أنه كان منصة للحوار الإيراني-العربي قبل نحو عقدين، إذ كانت تزخر صالة "ميلاد" المخصصة لدور النشر الأجنبية بالكتب الخليجية والشامية والمغاربية، وتوفر بيئة ملائمة لحوار هواة الأدبين الفارسي والعربي. من ناحيته، يعرب أستاذ اللغة العربية علي رضا خواجة، عن سعادته لاختيار العراق ممثلا للثقافة العربية لهذا العام، بيد أنه لا يخفي امتعاضه من عدم عثوره حتى على كتاب واحد لتعليم اللهجة العراقية لغير الناطقين بها، ناهيك عن عناوين كتب اللغة واللسانيات التي جاء بقائمة منها دون جدوى. وفي حديثه للجزيرة نت، يقول خواجة، إنه رغم تخصيص وزارة الثقافة الإيرانية دعما ماليا بمبلغ 10 ملايين ريال لأساتذة الجامعات وخمسة ملايين ريال للطلبة، لكن أسعار الكتب تبدو باهضة هذا العام وقد يكون السبب ارتفاع أسعار الورق والطباعة وخفض الدعم الحكومي لدور النشر. غياب عربي أما الشاب العربي مصطفى (36 عاما) -الذي كان قد قصد المعرض من مدينة الأهواز جنوب غربي البلاد- بحثا عن عناوين عربية حديثه لترجمتها إلى الفارسية، يقول إنه عقب عزوف الناشرين السعوديين عن المشاركة منذ عام 2016 امتنع ناشرون خليجيون وعرب عن المشاركة في معرض طهران للكتاب لأسباب سياسية، ناهيك أن بعضا آخر من الناشرين لا سيما من لبنان وسوريا والمغرب العربي يواجهون صعوبة في شحن الكتب إلی طهران وتحويل الأموال من داخل إيران إلى بلادهم. وتابع مصطفى –في حديثه للجزيرة نت- إنه كان يجد كتبا قيمة حتى قبل ستة أعوام خلت في المعرض، بينما أصبح الجناح العربي هذا العام أشبه بمتحف لعرض كتب الدين والتراث والأيديولوجيا، يمتنع بعض أصحابها عن بيعها لأنهم يشاركون لعرض أصناف خاصة من الكتب. أما محمود (52 عاما) وهو عضو في اللجنة التنظيمية للمعرض، فيرجع سبب تراجع مشاركة دور النشر العربية في معرض طهران الدولي للكتاب، إلى توجهها نحو النشر الرقمي والمبيعات عبر الإنترنت بسبب ارتفاع تكاليف الشحن والنقل والبضائع اللوجستية. أرقام وإحصاءات وفي حديثه للجزيرة نت، يوضح محمود أنه علاوة على دور النشر التي شاركت حضوريا في الدورة الأخيرة فإن نحو 740 ناشرا آخر يشاركون في القسم الرقمي، وأن مبيعات القسم الأخير قد بلغت 364 مليارا و959 مليون تومان (الدولار الأميركي يقابل 82 ألف و400 تومان) حتى قبيل اختتام فعاليات المعرض، بينما مبيعات الأجنحة الحضورية لم تتجاوز 291 مليار تومان منذ افتتاح المعرض. وتابع، إنه وفقا للبيانات الرسمية المتوافرة لديه فإن مبيعات المعرض هذا العام قد تجاوزت مليون و422 ألف و163 مجلدا حتى ظهر اليوم الأخير، وأنه يتوقع ارتفاع هذه الإحصائية خلال الساعات التالية، مؤكدا أن مبيعات الكتب سجلت ارتفاعا بنسبة 38% مقارنة بالعام الماضي، وأن أكثر من ستة ملايين نسمة زاروا أجنجة المعرض حتى قبيل اختتامه. وعلى عكس الهدوء الذي يهيمن على جناح الكتب الأجنبية تشهد أجنحة كتب الأطفال واليافعين إقبالا كثيفا جدا مقارنة بالناشرين الأكاديميين وأجنحة الكتب العامة والمؤسسات الدينية، بيد أن جميعها تبدو أكثر جذبا للزوار مقارنة بجناح الناشرين الأجانب. مبادرات جذب الزوار من ناحيته، يشاطر الصحفي المتخصص في الشؤون الثقافية رحمت رمضاني، ما ذهب إليه المتحدث السابق، موضحا أن ارتفاع المبيعات وزيادة عدد الزوار في الأعوام الأخيرة يعود إلى زيادة النفوس في البلاد والعاصمة طهران على وجه الخصوص، فضلا عن البرامج الرسمية التي تشجع شرائح المجتمع على القراءة والدعم المالي الذي تقدمة المؤسسات الحكومية للطلبة والأساتذة لتسهيل إقتناء الكتب. وفي حديثه للجزيرة نت، يوضح رمضاني أن كثيرا من الكتاب والباحثين وبعض المسؤولين الإيرانيين والمؤثرين يخصصون أوقاتا لتوقيع مؤلفاتهم في معرض طهران للكتاب ما يزيد من أعداد الزوار، لكن لا يوجد تناسب بين الأجنحة الفارسية والكتب الأجنبية التي تشهد تراجعا كبيرا مقارنة مع العقود الماضية. ويعزو الصحي المتخصص في الشأن الثقافي، سبب تراجع المشاركة العربية والغربية في معرض طهران للكتاب إلى أسباب سياسية والحرب النفسية التي تشن ضد إيران بسبب توتر علاقاتها خلال السنوات الأخيرة مع بعض الدول العربية والأوروبية، مستدركا أنه لا يمكن أن يغض البصر عن التأثير السلبي للعقوبات الأميركية حتى على الأحداث الثقافية داخل إيران. إعلان

عبد الرحمن أبو زهرة اعتُبر متوفيا.. هيئة المعاشات توقف راتب تقاعد الفنان المصري
عبد الرحمن أبو زهرة اعتُبر متوفيا.. هيئة المعاشات توقف راتب تقاعد الفنان المصري

الجزيرة

timeمنذ 9 ساعات

  • الجزيرة

عبد الرحمن أبو زهرة اعتُبر متوفيا.. هيئة المعاشات توقف راتب تقاعد الفنان المصري

تصدر اسم الفنان الكبير عبد الرحمن أبو زهرة عناوين الأخبار ومنصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، بعد أن كشف نجله عن توقف صرف معاش والده بشكل مفاجئ، رغم تجاوزه الـ90 من العمر. أثار الموقف حالة من الجدل والتعاطف الشعبي، خاصة مع القيمة الكبيرة التي يمثلها الفنان في تاريخ الفن المصري عقب تداول الأزمة، تلقى الفنان عبد الرحمن أبو زهرة اتصالا هاتفيا من الرئيس عبد الفتاح السيسي للاطمئنان على صحته، مؤكدًا تقديره لما قدمه من عطاء فني وثقافي على مدى عقود. الرد الرسمي من هيئة التأمينات عقب نشر المنشور، أكد نجل الفنان عبد الرحمن أبو زهرة أن الأزمة المتعلقة بتوقف صرف معاش والده لاقت استجابة سريعة من الجهات المعنية. وأوضح أن الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، تواصل معه فورا وسعى لحل المشكلة بالتنسيق مع الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي. وأضاف أن اللواء جمال عوض، رئيس مجلس إدارة الهيئة، تواصل معه شخصيا، وقدّم اعتذارا رسميا باسم الهيئة عما حدث من خطأ تقني، مؤكدا احترامه وتقديره للفنان عبد الرحمن أبو زهرة. وأشار إلى أن رئيس الهيئة لم يكتفِ بالاعتذار الهاتفي، بل أوفد وفدا من الهيئة إلى منزل الأسرة لتقديم الاعتذار بشكل مباشر، مصحوبا بباقة ورد، تعبيرا عن التقدير والاحترام. ونظرًا لعدم قدرة الفنان على استقبال الوفد، قام نجله باستقبالهم نيابة عن العائلة، مقدمًا شكره لهم على هذه اللفتة، وأكد أنه تلقى الوثائق الرسمية التي تثبت حل المشكلة على النظام وإعادة صرف المعاش. واختتم نجل الفنان تصريحاته بتوجيه الشكر للدكتور أشرف زكي، ولكل من تفاعل وتابع وأسهم في حل الأزمة بسرعة واحترام. من جهته، أوضح اللواء جمال عوض، رئيس الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي، السبب الحقيقي وراء توقف صرف المعاش. وأكد عوض، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "حضرة المواطن"، أن ما حدث يعود إلى خلل تقني ناتج عن عدم تسجيل الرقم القومي لبعض الحالات القديمة ضمن قاعدة بيانات الهيئة، مشيرا إلى أن بعض هذه الحالات تعود لفترة الستينيات والسبعينيات، مما أدى إلى تعذر الربط الرقمي الحديث معها. وخلال المداخلة، أقر اللواء عوض بأن ما حدث هو خطأ غير مقصود، وقدم اعتذارا رسميا للفنان عبد الرحمن أبو زهرة ولكل المتضررين، مشيرا إلى أن المشكلة تم حلها فورا بعد تداول منشور من نجل الفنان عبر وسائل التواصل. معاشات 325 شخصا مهددة وكشف رئيس هيئة التأمين الاجتماعي أن الفنان أبو زهرة لم يكن الحالة الوحيدة، بل إن الأزمة طالت 325 شخصا من كبار السن، جميعهم تجاوزوا الـ90 عاما، وتوقف صرف معاشهم بسبب غياب أرقامهم القومية عن النظام الرقمي الجديد. ورغم أن الرقم يبدو صغيرا نسبيا مقارنة بإجمالي عدد المستفيدين من المعاشات في مصر والذي يبلغ نحو 11 مليون شخص، فإن توقيت الأزمة وطبيعة الفئة المتضررة من كبار السن، أثارت قلقا واسعا بين المصريين. وأضاف عوض أن الهيئة تحركت بسرعة فور اكتشاف الخلل، وتم التواصل مع الحالات المتضررة لتحديث بياناتها واستئناف الصرف بشكل فوري، مضيفًا أن الهيئة تسعى إلى تنقية قواعد البيانات وضمان ألا تتكرر هذه المشكلة مستقبلا، خاصة مع المسنين الذين يعتمدون على المعاش كمصدر دخل رئيسي.

حرب السودان.. ثيمة رئيسة لإنتاج الكتّاب السودانيين بمعرض الدوحة
حرب السودان.. ثيمة رئيسة لإنتاج الكتّاب السودانيين بمعرض الدوحة

الجزيرة

timeمنذ 10 ساعات

  • الجزيرة

حرب السودان.. ثيمة رئيسة لإنتاج الكتّاب السودانيين بمعرض الدوحة

كتب الأديب السوداني الطيب صالح على لسان مصطفى سعيد بطل رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" أن "البواخر مخرت عرض النيل أول مرة تحمل المدافع لا الخبز"، فالحروب عادة ما تنصب المدافع و"الارتكازات" وتصادر الكتاب والكلمة، وتنتصر لقوة السلاح، فتقطع الطرق وتجتهد في مصادرة حق الإنسان في الحياة والأحلام، أما الكتاب فينحاز للسلام والمعرفة، فمن غير الكتاب يفتح نوافذ المعرفة والخيال؟ ويعد نشر الأعمال السودانية خارج البلاد في فعاليات معارض الكتب العربية تقليدا قديما هدفه في الأصل تحقيق الانتشار والخروج بالكتاب السوداني إلى خارج حدود الوطن. لكن بعد اندلاع الحرب التي اجتاحت البلاد في 15 أبريل/نيسان 2023 بات الأمر يتجاوز مجرد السعي للانتشار، إذ وجد معظم الكتّاب أنفسهم خارج السودان، وكذلك جزء من القراء الذين يخاطبهم الكتاب بعدما أجبرتهم الحرب على التشرد في بقاع متعددة، مما دفع العديد من الكتّاب إلى النشر في دور نشر غير سودانية. ورغم دخول الحرب عامها الثالث فإن 5 دور نشر سودانية شاركت في هذه الدورة من معرض الدوحة الدولي للكتاب، وقدمت إصدارات تغطي شتى مجالات المعرفة، من فكر وسياسة وأدب وتاريخ. أدب الحرب وفي جنبات المعرض التقت الجزيرة نت القاص والناقد منهل حكر الدور الذي تحدث عن الإنتاج السوداني خلال سنتي الحرب قائلا "الحرب لا تستطيع أن توقف المعرفة، ورغم أن القارئ المشرد قد يحرم من الوصول إلى الإصدارات فإن وجود معظم دور النشر السودانية حاليا خارج السودان -بفعل الحرب- قد عزز حضورها في معارض الكتب الدولية ومنح الأعمال السودانية فرصة أوسع للانتشار رغم الظروف الصعبة في الداخل". ويستطرد حكر الدور "نعم، برز العديد من الأعمال التي اتخذت من الحرب ثيمة رئيسة، ومن أبرزها رواية "ما مضى من غرام" للحسن بكري، وهي رواية تتناول الإبداع والعمل الثوري، وتقاطعاته مع القضايا الملحة في ظل واقع الحرب، كما أن كتاب "همس بصدري وقد تسمعون" للكاتبة الشابة أزهار حافظ عباس -وهو عمل توثيقي أدبي- يستعرض الحرب وتبعاتها من قتل وتشريد وحرمان، ويعبر عن توق عميق إلى السلام". مشاركات رغم أنف الحرب وبشأن مشاركة دور النشر السودانية سنويا في معرض الدوحة للكتاب، يقول نور الهدى محمد نور الهدى مالك ومدير دار عزة للنشر الأمين العام لاتحاد الناشرين السودانيين ممثل الاتحاد في الاتحاد العربي للناشرين إن "معرض الدوحة أحد المعارض المميزة في العالم العربي، فهو معرض منظم ويقدم دعما للناشرين". ويؤكد نور الهدى قائلا "إن إصرارنا على المشاركة السنوية في المعرض يهدف إلى جسر الفجوة الناتجة عن انقطاع العلاقة بين الجاليات السودانية في الخارج والمنتوج الكتابي السوداني بالداخل بسبب الحرب، أما الآن ومع وجود عدد كبير من السودانيين في الدول العربية أصبح إصرارنا على إيصال الكتاب إليهم أكبر بعد تعذر حصولهم عليه بسبب الحرب، خاصة أننا في السودان الآن أصبحنا نطبع وننشر ونشارك في المعارض الدولية". ومن أبرز دور النشر غير السودانية التي نشرت أعمالا لكتّاب سودانيين هذا العام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي نشر للبروفيسور أحمد أبو شوك أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة قطر كتابه "اتفاقيات السلام السودانية 1972-2020″، ويتناول الكتاب مسار اتفاقيات السلام في السودان في ظل استمرار الحرب التي لا تزال تعصف بأطراف البلاد. كما نشرت دار مياسين الخير في الشارقة 3 إصدارات للروائي أيمن الخير، ونشرت دار بصمة القطرية للنشر مجموعة قصصية للأطفال للممثل والدرامي المعروف محمد السني دفع الله، ونشرت أيضا للأستاذ عمر شمس الدين مجموعة قصصية من أدب الأطفال بعنوان "مغامرات مخطوط". "الارتكازات".. ضد المواطن والكتاب رغم أن القوانين الدولية قد كفلت حرية التنقل للمواطنين داخل وخارج الدول -ويشمل ذلك أيضا حق التنقل البري والبحري والجوي- فإنه في ظل النزاع المسلح الذي اندلع في السودان منذ عامين انتشرت نقاط التفتيش العسكرية التي أطلق عليها السودانيون اسم "الارتكازات" بكثافة في كل من مناطق سيطرة الجيش السوداني ومناطق سيطرة قوات الدعم السريع. وقد فرضت تلك القوات قيودا وقوانين على حركة تنقل المدنيين والبضائع، حيث تمارس في تلك الارتكازات عمليات تفتيش ونهب ومصادرة واسعة للمقتنيات والسلع من جانب قوات الدعم السريع خاصة، مما عطل حركة التجارة من وإلى ميناء بورتسودان المعبر الوحيد إلى خارج البلاد، وبالتالي تعذرت عمليات نقل إنتاج دور النشر من الكتب إلى خارج البلاد. صعوبات النشر في ظل الحرب وتواجه دور النشر السودانية مشقة وعقبات كثيرة لنقل الكتاب من السودان إلى معارض الكتب في المنطقة العربية. ومؤخرا أصبح شحن الكتب من الخرطوم في ظل الحرب من الصعوبة بمكان، لذلك نقلت بعض دور النشر مكاتبها من الخرطوم إلى عواصم بديلة كالقاهرة والإمارات، ولجأ الناشرون إلى الاستفادة من الكتب المعروضة في المعارض الخارجية، بالإضافة إلى بعض الكتب التي تعاد طباعتها من القاهرة. يقول مدير التسويق في دار المصورات للطباعة والنشر خالد عباس يس للجزيرة نت "هذا العام تشارك دار المصورات للطباعة والنشر للمرة السابعة في معرض الدوحة الدولي للكتاب، نعم نواجه صعوبات تتمثل في شحن الكتب وغلاء تكاليف شحنها من السودان في ظل الحرب الحالية لكننا رغم ذلك نواظب على المشاركة السنوية في معرض الدوحة لوجود جالية سودانية كبيرة". ويستطرد عباس "رغم أن مكتبتنا في الخرطوم لم تتضرر في الحرب لكن ولظروف النشر انتقلت دار المصورات إلى القاهرة لسهولة الطباعة، ووصلت إصداراتنا لهذا العام في معرض الدوحة إلى 50 إصدارا جديدا، وذلك لظهور كتّاب جدد، بالإضافة إلى عودة قدامى الكتّاب للكتابة حول السياسة والحرب، وهذا يطمئن أن مستقبل الكتاب في السودان لا خوف عليه، لأن القارئ السوداني بشكل خاص والعربي بشكل عام يهتم بالإصدارات السودانية". مستقبل الكتاب الورقي في ستينيات القرن الماضي كان العالم العربي في خضم حياة ثقافية حافلة صاحبها تشجيع رسمي واحتفاء شعبي بالقراءة والكتاب وبالأدب وبالأدباء. الآن، وبعد مرور قرابة سبعة عقود يقول مدير دار عزة للنشر نور الهدى عن مستقبل الكتاب "ستتدهور صناعة الكتاب الورقي، فالمشهد القادم بكامله سيكون للكتاب الإلكتروني والكتاب الصوتي المسموع، وسيختفي الكتاب الورقي مع اختفاء الجيل الذي شهد اختراعه". ويستطرد نور الهدى أنه "في ظل ارتفاع تكلفة النشر والطباعة والقرصنة الإلكترونية للكتب، إضافة إلى الحرب الدائرة الآن فإن مستقبل الكتاب الورقي ضعيف، فبتطور تكنولوجيا الطباعة أصبح الناشر لا يطبع كميات كبيرة من الكتاب ويضعها في المخازن حتى يصل إلى سعر مجز للطباعة، بل الآن التكلفة ثابتة، سواء تمت طباعة نسخة واحدة أو ألف نسخة". يذكر أن الدورة الحالية لمعرض الدوحة الدولي للكتاب هي الدورة الـ34، وانطلقت يوم 8 مايو/أيار الحالي، وتعد الدورة الأكبر في تاريخه من حيث المشاركة الواسعة لدور النشر من داخل دولة قطر وخارجها. وأقيمت الدورة تحت شعار "من النقش إلى الكتابة" في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، واختيرت دولة فلسطين ضيفة شرف المعرض لهذا العام. وبلغ عدد الدور المشاركة هذا العام 522 دار نشر من 42 دولة، من بينها ولأول مرة 11 ناشرا من دولة فلسطين. والبداية الأولى للمعرض كانت في عام 1972 تحت إدارة دار الكتب القطرية، حيث كان ينظم كل عامين حتى عام 2002، وبعد نجاحه في استقطاب أهم دور النشر في المنطقة العربية أصبح ينظم سنويا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store