
"تلة سديروت" تتحول إلى منصة إسرائيلية لمراقبة قصف غزة
وبحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية، التقى ثلاثة إسرائيليين في السابعة والعشرين من عمرهم، على "قمة تل كوبي"، أعلى نقطة في سديروت المطلة على أطراف قطاع غزة، وتبادلوا الحديث عن العمل والسفر و"الاستثمار في سوق الأسهم".
وأضاف التقرير أنه قطاع غزة يقع على بعد كيلومتر واحد تقريبًا عبر الطريق السريع وبعض الحقول والجدار الفاصل، وتحديدًا في مناطق بيت حانون وشمال غزة، والتي تتعرض لقصف مستمر منذ ما يقرب من عامين.
وتابع التقرير أن أحد الإسرائيليين يدعى أفيك، قال مبتسمًا ويرتدي سرواله القصير وقميصه الزاهي، إن "مشاهدة سقوط الصواريخ على غزة تجعله يشعر بالسعادة"، وأشار إلى شاشة هاتفه التي تحتوي على صورة لعمه آفي ميغيرا، الذي قتل على دراجته النارية في شوارع سديروت على يد أحد أعضاء حركة حماس.
وأضاف أفيك أمام صديقيه، تاجر وموظف في مطبعة بمدينة كيبوتس بئيري المجاورة لقطاع غزة، أنه يعتقد أن تحرير آخر 50 رهينة إسرائيلي يُعتقد أن 20 منهم فقط على قيد الحياة، لا يمكن أن يتم إلا بعملية عسكرية عنيفة، حتى وإن استلزم الأمر موت "ملايين" الفلسطينيين، حسب تعبيره.
مع حلول المساء وغروب الشمس، تحولت السماء إلى اللون الأحمر، وبينما كان الثلاثة يستعدون للمغادرة حوالي الساعة الثامنة مساءً، تصاعد عمود دخان متعرج في الأفق، تلاه انفجار قوي في قطاع غزة قبالة التل مباشرةً.
بعد 21 شهرًا من العمليات العسكرية المتواصلة، أصبحت منطقة سديروت المطلة على البحر وجهة يقصدها العديد من الإسرائيليين لمتابعة حرب نادرًا ما تُعرض على شاشات التلفزيون. يمكن للزوار، بعد صعود قصير على طريق رملي مقابل خمسة شواقل (أكثر من يورو واحد بقليل)، استخدام مناظير مثبتة لمعاينة صف المباني المدمرة في شمال غزة. كما تتوفر آلات بيع مجهزة بانتظام لتقديم مشروبات باردة في درجات حرارة الصيف التي تصل إلى 40 درجة مئوية.
في منتصف تموز /يوليو، انتشر على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر عشرات الأشخاص وسياراتهم متوقفة على التل. نشر الصحفي المتشدد يديديا إبستاين المقطع أول مرة على موقع "شامال" الإخباري ("غرفة الحرب")، واصفًا نقطة المراقبة بأنها "أفضل عرض في المدينة". وعلى موقع "إكس"، بدأ بعض الإسرائيليين، دون سخرية، بتسميتها "سينما سديروت".
رغم التفاخر على الإنترنت، كان متابعو المذبحة المستمرة في غزة أكثر تحفظًا أمام الصحافة، ورفضوا في الغالب شرح أسباب حضورهم. أحدهم، أورين، قال ضاحكًا وهو يلتقط صورًا لغروب الشمس فوق غزة بهاتفه الذكي: "لو موند؟"، واتهم المتواجدين بـ"الفاشيون"، مشيرًا إلى أن لديه عائلة في كاربنترا جنوب فرنسا.
ركزت الصحفية هادارمان، عبر المنظار المثبت، على مبنى متعدد الطوابق مدمّر بالكامل، ولم تغادر بصرها عنه. وأعربت موظفة في علامة تجارية للأحذية في تل أبيب عن شعورها بالاضطراب، مستذكرة مدنيي غزة الذين شُرّدوا قسرًا أو قُتلوا، ووالديها الذين اعتادا الذهاب إلى شاطئ غزة قبل انسحاب إسرائيل عام 2005، وأصدقائها الذين يخدمون كجنود احتياط في الجيش الإسرائيلي. وتنهدت قبل أن تعود إلى أعلى التل قائلة: "كلما زاد دعمنا للعنف، قلّ استقرار الشرق الأوسط".
في نفس السياق، أراد شاب يُدعى بنيامين، 20 عامًا، قضاء الوقت ببساطة مع أطفاله أوز (5 سنوات) وسمادا (8 سنوات)، وهما يمسكان يد بعضهما البعض. وأوضح بنيامين، وهو نادل في مطعم سوشي محلي، أنه على الرغم من إصرار أصدقائه الدائم على اللقاء هنا للدردشة وشرب البيرة، فإنه يفضل الاسترخاء في مكان آخر. هذه كانت المرة الثالثة التي يشاهد فيها غروب الشمس فوق قطاع غزة المدمّر.
وفي تقرير منفصل، رصد مراسل بي بي سي المخضرم جيريمي بوين من تلة في مدينة سديروت، حضور الإسرائيليين لمشاهدة قصف غزة من ما أُطلق عليه "سينما سديروت".
من جهة أخرى، وثّق ناشط على منصة إنستغرام، يُدعى مات واتر، زيارته إلى "سينما سديروت" في 1 أغسطس 2025، ونشر فيديوهات وصورًا تعكس مشاهد القصف من الموقع. وكتب في منشوره: "زرت اليوم نقطة مراقبة على أطراف غزة، تُعرف أحيانًا باسم 'سينما سديروت'، حيث يحضر الإسرائيليون الفشار لمشاهدة قصف غزة من مدينة سديروت. مقابل 5 شواقل (1.50 دولار)، يمكن استخدام المنظار لرؤية الأنقاض التي تخيّم على مدينتي بيت حانون وبيت لاهيا."
وأضاف مات واتر أن ساعة من المشاهدة شهدت دويّ القنابل الأمريكية والتفجيرات المتواصلة، وتوافد على المكان زوار من جنسيات متعددة، بينهم إسرائيليون وأمريكيون وروس، وبعضهم هتف وصفق مع سقوط القنابل، في مشهد يتجاهل المعاناة الحقيقية لملايين الفلسطينيين في القطاع.
وأشار إلى أن ثلاثة أرباع سكان غزة كانوا يسكنون في الأراضي التي بُنيت عليها سديروت قبل تطهيرها عرقيًا عام 1948، مؤكّدًا أن الإبادة الجماعية في غزة مستمرة وحقيقية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين الآن
منذ 14 ساعات
- فلسطين الآن
"تلة سديروت" تتحول إلى منصة إسرائيلية لمراقبة قصف غزة
يجتمع المستوطنون يوميًا على منصة مراقبة في مستوطنة سديروت، المتاخمة لقطاع غزة، لمتابعة مجريات الحرب وعمليات القصف الجوي التي تودي بحياة العشرات يوميًا. وبحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية، التقى ثلاثة إسرائيليين في السابعة والعشرين من عمرهم، على "قمة تل كوبي"، أعلى نقطة في سديروت المطلة على أطراف قطاع غزة، وتبادلوا الحديث عن العمل والسفر و"الاستثمار في سوق الأسهم". وأضاف التقرير أنه قطاع غزة يقع على بعد كيلومتر واحد تقريبًا عبر الطريق السريع وبعض الحقول والجدار الفاصل، وتحديدًا في مناطق بيت حانون وشمال غزة، والتي تتعرض لقصف مستمر منذ ما يقرب من عامين. وتابع التقرير أن أحد الإسرائيليين يدعى أفيك، قال مبتسمًا ويرتدي سرواله القصير وقميصه الزاهي، إن "مشاهدة سقوط الصواريخ على غزة تجعله يشعر بالسعادة"، وأشار إلى شاشة هاتفه التي تحتوي على صورة لعمه آفي ميغيرا، الذي قتل على دراجته النارية في شوارع سديروت على يد أحد أعضاء حركة حماس. وأضاف أفيك أمام صديقيه، تاجر وموظف في مطبعة بمدينة كيبوتس بئيري المجاورة لقطاع غزة، أنه يعتقد أن تحرير آخر 50 رهينة إسرائيلي يُعتقد أن 20 منهم فقط على قيد الحياة، لا يمكن أن يتم إلا بعملية عسكرية عنيفة، حتى وإن استلزم الأمر موت "ملايين" الفلسطينيين، حسب تعبيره. مع حلول المساء وغروب الشمس، تحولت السماء إلى اللون الأحمر، وبينما كان الثلاثة يستعدون للمغادرة حوالي الساعة الثامنة مساءً، تصاعد عمود دخان متعرج في الأفق، تلاه انفجار قوي في قطاع غزة قبالة التل مباشرةً. بعد 21 شهرًا من العمليات العسكرية المتواصلة، أصبحت منطقة سديروت المطلة على البحر وجهة يقصدها العديد من الإسرائيليين لمتابعة حرب نادرًا ما تُعرض على شاشات التلفزيون. يمكن للزوار، بعد صعود قصير على طريق رملي مقابل خمسة شواقل (أكثر من يورو واحد بقليل)، استخدام مناظير مثبتة لمعاينة صف المباني المدمرة في شمال غزة. كما تتوفر آلات بيع مجهزة بانتظام لتقديم مشروبات باردة في درجات حرارة الصيف التي تصل إلى 40 درجة مئوية. في منتصف تموز /يوليو، انتشر على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر عشرات الأشخاص وسياراتهم متوقفة على التل. نشر الصحفي المتشدد يديديا إبستاين المقطع أول مرة على موقع "شامال" الإخباري ("غرفة الحرب")، واصفًا نقطة المراقبة بأنها "أفضل عرض في المدينة". وعلى موقع "إكس"، بدأ بعض الإسرائيليين، دون سخرية، بتسميتها "سينما سديروت". رغم التفاخر على الإنترنت، كان متابعو المذبحة المستمرة في غزة أكثر تحفظًا أمام الصحافة، ورفضوا في الغالب شرح أسباب حضورهم. أحدهم، أورين، قال ضاحكًا وهو يلتقط صورًا لغروب الشمس فوق غزة بهاتفه الذكي: "لو موند؟"، واتهم المتواجدين بـ"الفاشيون"، مشيرًا إلى أن لديه عائلة في كاربنترا جنوب فرنسا. ركزت الصحفية هادارمان، عبر المنظار المثبت، على مبنى متعدد الطوابق مدمّر بالكامل، ولم تغادر بصرها عنه. وأعربت موظفة في علامة تجارية للأحذية في تل أبيب عن شعورها بالاضطراب، مستذكرة مدنيي غزة الذين شُرّدوا قسرًا أو قُتلوا، ووالديها الذين اعتادا الذهاب إلى شاطئ غزة قبل انسحاب إسرائيل عام 2005، وأصدقائها الذين يخدمون كجنود احتياط في الجيش الإسرائيلي. وتنهدت قبل أن تعود إلى أعلى التل قائلة: "كلما زاد دعمنا للعنف، قلّ استقرار الشرق الأوسط". في نفس السياق، أراد شاب يُدعى بنيامين، 20 عامًا، قضاء الوقت ببساطة مع أطفاله أوز (5 سنوات) وسمادا (8 سنوات)، وهما يمسكان يد بعضهما البعض. وأوضح بنيامين، وهو نادل في مطعم سوشي محلي، أنه على الرغم من إصرار أصدقائه الدائم على اللقاء هنا للدردشة وشرب البيرة، فإنه يفضل الاسترخاء في مكان آخر. هذه كانت المرة الثالثة التي يشاهد فيها غروب الشمس فوق قطاع غزة المدمّر. وفي تقرير منفصل، رصد مراسل بي بي سي المخضرم جيريمي بوين من تلة في مدينة سديروت، حضور الإسرائيليين لمشاهدة قصف غزة من ما أُطلق عليه "سينما سديروت". من جهة أخرى، وثّق ناشط على منصة إنستغرام، يُدعى مات واتر، زيارته إلى "سينما سديروت" في 1 أغسطس 2025، ونشر فيديوهات وصورًا تعكس مشاهد القصف من الموقع. وكتب في منشوره: "زرت اليوم نقطة مراقبة على أطراف غزة، تُعرف أحيانًا باسم 'سينما سديروت'، حيث يحضر الإسرائيليون الفشار لمشاهدة قصف غزة من مدينة سديروت. مقابل 5 شواقل (1.50 دولار)، يمكن استخدام المنظار لرؤية الأنقاض التي تخيّم على مدينتي بيت حانون وبيت لاهيا." وأضاف مات واتر أن ساعة من المشاهدة شهدت دويّ القنابل الأمريكية والتفجيرات المتواصلة، وتوافد على المكان زوار من جنسيات متعددة، بينهم إسرائيليون وأمريكيون وروس، وبعضهم هتف وصفق مع سقوط القنابل، في مشهد يتجاهل المعاناة الحقيقية لملايين الفلسطينيين في القطاع. وأشار إلى أن ثلاثة أرباع سكان غزة كانوا يسكنون في الأراضي التي بُنيت عليها سديروت قبل تطهيرها عرقيًا عام 1948، مؤكّدًا أن الإبادة الجماعية في غزة مستمرة وحقيقية.


وكالة خبر
منذ 16 ساعات
- وكالة خبر
ترامب..متسول بنقاب غزي!
ما قبل انتشار مشاهد الجوعى في قطاع غزة، التي لا مثيل منذ عقود عالميا، حاول الرئيس الأميركي ترامب، في أكثر من مناسبة، القول بأن ذلك ليس سوى "أكاذيب"، وأنه لا يوجد هناك جوع، وتلك ادعاءات تهدف الإساءة لحكومة نتنياهو. ولكن، فجأة انقلب الأمر، عندما بدأ الحديث عن الجوع في غزة، وأنه تم "تضليله" ويجب المساعدة على ذلك، وسيرى كيف يقوم به، وأنه طالب من نتنياهو تسهيل دخول المساعدات، واعتقد أن الأمر انتهى بكلمات "بلهاء" أطلقها دون أن يتذكر ما قبلها. ومع كسر الصمت حول حرب الإبادة والتجويع، جراء انتشار المشاهد اللاإنسانية لأهل قطاع غزة، ساهمت وسائل إعلام أمريكية "معارضة" للرئيس الأمريكي بنشرها بشكل موسع، وتقارير فاضحة للأكاذيب التي روجتها دولة الكيان الفاشي ومعه فريق البيت الأبيض التلمودي، وما تركته من آثار غضب واسعة، ومنها دول "حليفة" لتل أبيب، ترافقت مع مظاهرات واسعة في أرجاء المعمورة، سقطت كل "الأكاذيب" التي روجها الثنائي ترامب – نتنياهو. ورغم محاولة حكومة نتنياهو، استغلال صورة رهينة نشرتها حماس بغباء نادر، ووصف ترامب لها بأنها "مروعة"، لكنها لم تتمكن من الذهاب بعيدا عن الحقيقة الثابتة بأن التجويع هو لميلوني فلسطيني غزة، وبأن استخدام صورة رهينة فيما هناك 20 آخرين قد يكونوا أصحاء تماما، لم تهزم الواقع، ولم ينحرف مسار رؤية التجويع العام، واتسعت حركة الغضب والإدانة لدولة الاحتلال. ومع تصاعد موجة الغضب العالمي لحركة التجويع مع حرب الإبادة، خرج الرئيس الأمريكي بفكرة "جديدة"، بعدما أكتشف أنه ("من الواضح أن سكان غزة لا يحصلون على الغذاء بشكل كافٍ، وسنعمل على إطعام السكان في غزة، ودول عربية ستساعدنا في إطعام السكان في غزة"). ترامب، الذي لا تحتفظ ذاكرته بأقواله لمدة 48 ساعة، بما أعلنه من الحديث عن "خطة إطعام أهل غزة"، يحاول حرف مسار المعارضة العالمية لسياسية حكومة نتنياهو، وفرملة الحركة الاحتجاجية التي تتسع في مختلف الدول، ولم تعد جزءا من نشاط "نخبوي"، بل جزءا من حركة تهز المجتمعات، فلذا أطلق تصريحه الامتصاصي، كمحاولة لحرف مسار من الجوهري إلى المظهري. الرئيس الأمريكي حاول أن يظهر الأمر وكأن المسألة نقصا في كميات فقط، وليس سببا جوهريا آخر، هو أن القوة الاحتلالية هي من يمنع دخول المساعدات التي تنتظر منذ أشهر، وبكميات كانت كافية للحد من أزمة التجويع المطلق إلى وصولها لمرحلة "التجويع الممكن" حتى تنتخي حرب الإبادة، وهو ما تحدثت عنه بوضوح الأمم المتحدة، والأونروا ومنظمة الغذاء العالمي (وهي منظمة أمريكية)، بل أن الاتحاد الأوروبي توصل إلى تفاهم مع حكومة نتنياهو حول دخول المساعدات بشكل واسع، لكنها لم تنفذه أبدا، ما أدى لمطالبة البعض الأوروبي بضرورة توقيع عقوبات على إسرائيل وتعليق اتفاقات الشراكة معها. دعوة ترامب حول "إطعام سكان غزة"، بقدر ما بها اعتراف ببعض الكارثة الإنسانية، لكنه تجاهل دافعها ومسببها الحقيقي، خاصة وهو يعلن أن توسيع العمل الاحتلالي في القطاع شأن "إسرائيلي"، وكأن الطعام الذي سيقوم بـ "توفيره" سيصل عبر دبابات جيش بن غفير. مناورة ترامب لحرف مسار الغضب ضد حكومة دولة العدو لا مكان لها، ولا يجب أن يكون لها..ولعل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اختصر المشهد بعبارة قاطعة..حرب تجويع وإبادة من أجل "مساومة سياسية" للقادم وليس غيرها. وتتكمل المهزلة الترامبية بالحديث عن أموال من دول عربية للمساعدة في "شراء الغذاء".. وكأننا أمام رئيس بدرجة متسول ولكن بنقاب غزي. ملاحظة: قبل 80 عام أقدمت راس الحية على قصف مدينة هيروشيما بقنبلة نووية..وقبل 22 شهرا أقدمت دولة الفاشية اليهودية على قصف قطاع غزة في حرب إبادة واقتلاع..التماثل ليس قصفا بل شراكة الثنائي في القصف الإبادي راهنا..لهيك أهل المدينة طردوا ممثلي فاشية العصر الجديد..صفعة هيروشيمية مرتبة.. تنويه خاص: كان مفرح جدا أن تسارع حكومة لبنان بتكريم زياد رحباني..وتطلق اسمه على طريق المطار بدل حافظ الأسد...الصراحة التكريم كوم وشطب الأسد كوم تاني..ذكاء انتقامي مرتب..مطار رفيق الحريري وطريقه رحباني مش "أسدي"..والبقية عندكم..


وكالة خبر
منذ 17 ساعات
- وكالة خبر
هل متابعة الأحداث اجتهادية أم إستراتيجية؟!
اعتدت متابعة مسلسل الأعياد اليهودية لكي أتمكن من الاستفادة من طرق الاحتفال اليهودية المتجددة، وكيفية متابعة الأحداث. إن احتفال الإسرائيليين بعيد دمار الهيكلين يوم التاسع من شهر آب العبري كل عام هو عيدٌ رئيس من أعياد اليهود، وقد حلَّ هذا العام في بداية شهر آب 2025م، هو عيدٌ بكاء وحزن وألم، بسبب دمار الهيكل الأول على يد، نبوخذ نصر البابلي عام 586 قبل الميلاد، وكذلك دمار الهيكل الثاني على يد الرومانيين عام 70 ميلادية، هم يحزنون أيضاً على انتصار الرومان على ثورة، باركوخبا اليهودية. يصوم اليهود في هذا العيد يوماً كاملاً، يمتنعون فيه عن الطعام والشراب، ولبس الجديد، وانتعال الأحذية الجلدية، واستخدام العطور، والعلاقات الزوجية، والاغتسال، والذهاب للمتنزهات، وأكل اللحوم! كنتُ أعرف تلك العادات، ولكنني لم أكن أتوقع أن يُضاف إلى مسلسل اضطهاد اليهود، خاصة في صفحات الويكيبيديا الرقمية، وفي صفحات الحركات اليهودية الدينية، وفي وزارة الخارجية الإسرائيلية، أضافوا عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة حماس في غزة يوم السابع من أكتوبر 2023 إلى مسلسل الهولوكوست، لم يكتفِ الحاخامات بإضافة أحداث السابع من أكتوبر إلى مسلسل الهولوكوست، بل أضافوا أيضاً حدثاً آخر وهو الانسحاب من مستوطنات قطاع غزة في عهد شارون 2005، أضافوا هذين الحدثين الجديدين إلى قائمة الهولوكوست الممارس ضد إسرائيل، ونحتوا للمناسبتين أدعيةً دينية جديدة أضافوها إلى آيات من التوراة والتلمود، تُتلى في هذه المناسبة الخالدة، هذا بالتأكيد يُشير إلى جهد منظم يشارك فيه الحاخامات وطواقم عديدة من المتابعين النشطين، ليمزجوا الدين بالسياسة! هكذا أضاف المتابعون الإسرائيليون اختطاف الرهائن الإسرائيليين يوم السابع من أكتوبر 2023 إلى سلسلة أحداث الإبادة التي تعرض لها يهود العالم، أضافوها إلى اضطهاد اليهود في إنجلترا عام 1290 حينما رُحل اليهود بسبب ديانتهم، وكذلك عندما طُرد اليهودُ من فرنسا عام 1306، وعندما أُجبر اليهود في إسبانيا عام 1492 على اعتناق المسيحية! استفاد المتابعون الإسرائيليون من ملف اضطهاد (يهود المارانو) الذين عاشوا في إسبانيا، والبرتغال، معتبرين كل اليهود الذين طردوا من البلدين في القرن الخامس عشر عام 1492م، أو أجبروا على ترك دينهم اليهودي واعتناق المسيحية اعتبروا كل أبنائهم وأحفادهم الباقين على قيد الحياة مواطنين إسبانيين وبرتغاليين، نجح المتابعون النشطون في إسرائيل في دفع برلمانَي هاتين الدولتين لإصدار قانون خاص لأبناء وأحفاد يهود المارانو، ومنحهم الجنسيات الإسبانية والبرتغالية ليتمتعوا بمزايا المواطنة، وتنفيذاً لهذا المشروع الكبير طالبت الصحف الإسرائيلية من مواطنيها ممن لهم أصولٌ إسبانية وبرتغالية أن يتقدموا بطلبات الحصول على جنسيات البلدين، لذلك نشرت معظم صحف إسرائيل خبراً بعنوان (جنسيات لأحفاد يهود المارانو) يوم 18-7-2019، وهم اليوم مواطنون إسبانيون وبرتغاليون! مع العلم أن هناك عدداً كبيراً من مسلمي الأندلس ممن استوطنوا إسبانيا والبرتغال، هؤلاء المسلمون أُجبروا على تغيير أسمائهم، واعتناق الدين المسيحي والذوبان في المجتمع الإسباني، هؤلاء المسلمون المسمّون (المورسيكيون) هم بقايا أحفاد حضارة الأندلس! للأسف، نسي العربُ هؤلاء نسياناً كاملاً، ولم يرصدوا تاريخهم، شكراً للباحثة الإسبانية، مارثيدس غارثيا أرينال، التي نشرت كتاباً عنهم، وعن اضطهادهم في بداية الألفية الثالثة بعنوان (المورسيكيون الأندلسيون) وقد نشرت في كتابها وسائل التعذيب الممارس ضدهم، وإجبارهم على الرحيل باتجاه المغرب نهائياً، ولا يجب أن نُغفل حالة النسيان الكامل للمورسيكيين من أحفادهم العرب! مَن يتابع أي مناسبة إسرائيلية يجدْ أن هناك مايسترو منظم، له برنامج دقيق يعمل في كل المجالات، خاصة في الصحافة والإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، وفي السينما واليوتيوب، غايته شحن الأجيال بهذه المناسبات، وتأطيرهم في برنامج إسرائيل الرئيس، وهو شحن أجيال إسرائيل بهذه المناسبات وجعلهم يحيون الماضي السحيق ليعتبروه أساساً لنهضتهم وتفوقهم! من يتابع نشاط إسرائيل يعثر على جوهر رئيس من أجندتهم المركزية، وهو (المتابعة الدقيقة) وبلورة مضادات لكل حدث، وهم في الحقيقة ينجحون بسبب هذه الآليات، وإليكم بعض اللقطات التي اقتبسها من صحفهم في تموز 2025م! جرى تأسيس صندوق تبرعات يهودي جديد باسم، (من الدمار للعمار) وهو يمزج بين دمار الهيكلين، وبين ما يحتاجه الإسرائيليون اليوم: «أسست عفت عوفاديا لوينسكي صندوقَ تبرعاتٍ جديداً باسم، من الدمار للعمار وذلك لربط التاريخ اليهودي بالحركة الصهيونية»! ومن المتابعات الحديثة بمناسبة الاحتفالات الحزينة بعيد دمار الهيكلين عام 2025 أيضاً ردَّ، عميحاي شيكلي وزير الشتات اليهودي على، بيرس مورغان الصحافي البريطاني، الذي قال يوم السبت 1-8-2025: «إن كل المؤيدين لإسرائيل يكذِّبون ما يقوله الفلسطينيون عن أعداد القتلى الفلسطينيين في غزة، الذين تجاوزوا حتى تموز 2025 ستين ألفاً، وتقول هذه المجموعة المؤيدة لإسرائيل: إن الأعداد مبالغ فيها، هؤلاء المؤيدون لإسرائيل أنفسُهم صدقوا في الوقت نفسه رواية الفلسطينيين حول تجويع الأسرى الإسرائيليين»! لم ينتدب شيكلي صحافياً تابعاً له ليرد على هذا الصحافي، بل قال هو نفسُهُ: «إن ما قاله، بيرس مورغان يثير الاشمئزاز لتحيزه للفلسطينيين»! وفي الأول من آب الحالي نشرت معظم صحف إسرائيل، أنها نجحت بعد ثلاثة وأربعين عاماً في تقديم ستة فلسطينيين إرهابيين قتلوا ستة يهود في مطعم في باريس يوم 9-8-1982، وجرحوا اثنين وعشرين شخصاً آخرين نجحوا في تقديمهم للمحاكمة لإدانتهم! إن معظم العرب بارعون في ردات الفعل الوقتية فقط، وهي ردات فعل تنفيسية موقوتة، ينتهي مفعولها بعد أيام قليلة، ولكن معظم العرب فاشلون في متابعة طريقة التصدي للأحداث وعلاجها، فهم لا يعتبرون دراسة الأحداث والتصدي لها إستراتيجية نضالية وطنية، بل يعتبرونها جهوداً فردية تكتيكية، هذه الحقيقة أحد أبرز أسباب ضعف العرب في ملف المتابعة والتصدي، لأن معظم العرب قاصرون في إعداد البرامج والمخططات المُحكمة للمتابعة؛ لأن الذين لا يُراكمون الأحداث ويستفيدون من المشكلات الراهنة لا يمكنهم أن يبلوروا صيغاً للتصدي لمخططات المنافسين الأعداء، وبالتالي فإنهم يعيشون لحظتهم الراهنة فقط، هؤلاء سيظلون قاصرين عن وضع إستراتيجيات المستقبل! تذكروا دائماً أن المتابعة تشبه لعبة الشطرنج؛ لأن اللاعب الذي لا يتمكن من معرفة خطة خصمه لن يربح هذه اللعبة أبداً!