
مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي بالقرب من مركز لتوزيع المساعدات في رفح
AFP
قُتل 30 فلسطينيا وأصيب عشرات آخرون بنيران إسرائيلية، صباح الثلاثاء، قرب مركز لتوزيع المساعدات في رفح جنوبي قطاع غزة، وفق ما صرح به مدير مجمع ناصر الطبي وكذلك وزارة الصحة بالقطاع.
وأضاف مدير المستشفى أن جميع المصابين نُقلوا إلى مستشفى ناصر في خان يونس، ومعظمهم مصابون بطلقات نارية. وذكرت وكالة الدفاع المدني في غزة أن غالبية القتلى والجرحى أصيبوا بنيران الدبابات الإسرائيلية والمروحيات وطائرات بدون طيار.
وفي بيان، قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار بعد تحديد هوية " العديد من المشتبه بهم" قرب نقطة إغاثة. وأكد أنه على علم بتقارير عن سقوط ضحايا، وأنه يحقق في تفاصيل الحادث.
وعقب حادث صباح الثلاثاء، شوهدت جثث ملفوفة بأكياس بلاستيكية بيضاء، على الأرض في قسم الطوارئ بمستشفى ناصر. وتجمع مئات الفلسطينيين بعضهم من أقارب القتلى والمصابين داخل المستشفى.
وقالت مصادر فلسطينية إن هناك صعوبة في انتشال الضحايا من المكان، لوجودهم في منطقة خطيرة. ولا تزال الحصيلة مرشحة للارتفاع، بسبب العدد الكبير من الجرحى الذين لم يتسنَّ الوصول إليهم لإجلائهم.
وقال محمد الشاعر، وهو نازح في منطقة المواصي بخان يونس، إنه في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء "بدأ مئات من المواطنين يتقدمون في الطريق الساحلي، المؤدي إلى مركز المساعدات الأمريكي برفح، وقام الجيش الاسرائيلي فجأة بإطلاق النار في الهواء، ثم بدأوا يطلقون النار باتجاه الناس".
وأضاف الشاعر، الذي قال إنه ذهب للحصول على مساعدات غذائية، إن "طائرة مروحية وطائرات مسيرة أطلقت النار باتجاه الفلسطينيين الذين تجمعوا قبل أن يصلوا إلى مركز المساعدات".
أما رانيا الأسطل، وهي تقيم مع زوجها وأطفالها الأربعة في خيمة في منطقة المواصي، فقالت إنها ذهبت مع زوجها للحصول على غذاء من مركز المساعدات في رفح.
وأشارت إلى أن إطلاق النار بدأ بشكل متقطع، قرابة الساعة الخامسة فجرا بالتوقيت المحلي (الثالثة فجرا بتوقيت غرينتش)، وتضيف "كل ما تقدم الناس عند دوار العلم - يبعد حوالى كيلومتر عن مركز المساعدات برفح - كانوا يطلقون النار عليهم، لكن الناس لم يهتموا واندفعوا مرة واحدة وعندها أطلق الجيش نارا كثيفا".
هذا وقد أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً، يفيد بأن قواته أطلقت النار بعد تحديد هوية "مشتبه بهم"، على بُعد حوالي 0.5 كيلومتر من موقع توزيع المساعدات.
وأضاف أن قواته أطلقت في البداية "نيرانًا تحذيرية... وبعد أن فشل المشتبه بهم في التراجع، وُجّهت طلقات إضافية بالقرب من عدد من المشتبه بهم الذين تقدموا نحو القوات".
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه على علم بتقارير عن سقوط ضحايا، وأنه "يجري التحقيق في تفاصيل الحادث".
ونفت إسرائيل إطلاق النار على فلسطينيين في حادث مماثل يوم الأحد الماضي، والذي تقول وزارة الصحة في القطاع إنه أسفر عن مقتل 31 شخصاً وإصابة ما يقرب من 200 آخرين.
من جهته، انتقد فيليب لازاريني - مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) - إسرائيل، قائلًا إن نقاط توزيع المساعدات باتت "مصيدة للموت".
وهاجم بشدة آلية التوزيع التي رتبتها إسرائيل، والتي حددت نقطة التسليم في أقصى جنوب مدينة رفح بقطاع غزة، ما اضطر آلاف المدنيين الفلسطينيين إلى السير عشرات الكيلومترات، نحو منطقة شبه مدمرة بفعل القصف الإسرائيلي المكثف، معتبراً أن "هذا النظام المهين" لا يخفف المعاناة بل يعمّقها.
في سياق متصل، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بمقتل 5 مواطنين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي، استهدف منزلاً في حي تل الهوى، جنوب مدينة غزة.
أوامر إخلاء
في غضون ذلك، أصدر الجيش الاسرائيلي أوامر إخلاء جديدة لمختلف المناطق في مدينة خان يونس، باستثناء مجمع ناصر الطبي، وذلك وفقا لما أكده مدير المستشفى، الذي قال إنه في حال شمل الإخلاء المستشفى، فسيعني ذلك الحكم بالإعدام على 500 مريض، منهم نحو 40 داخل قسم العناية المركزة.
واتهمت وزارة الصحة في غزة الجيش الإسرائيلي بـ "تعمد تقويض وخنق المنظومة الصحية"، من خلال إصدار أوامر إخلاء للمناطق التي توجد بها المستشفيات ومراكز تقديم الرعاية الطبية.
وأشارت الوزارة إلى أن أوامر الإخلاء الجديدة في خان يونس "تُشكل تهديداً مُباشراً لإخراج مجمع ناصر الطبي عن الخدمة، والذي يعد المستشفى الوحيد في جنوب القطاع الذي يضم خدمات تخصصية يتهددها التوقف".
وأوضحت أن "عشرات المرضى والجرحى في العناية المركزة وغرف العمليات والطوارئ، والأطفال في أقسام الحضانة أمام موت محقق حال خروج المجمع عن الخدمة".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 4 أيام
- الوسط
مقتل أكثر من عشرة فلسطينيين في قصف مدرسة للنازحين جنوب القطاع، ومؤسسة غزة تغلق مراكز توزيع المساعدات مؤقتاً
Reuters أعلن الدفاع المدني مقتل 12 فلسطينياً على الأقل، صباح الأربعاء، بينهم نساء وأطفال، في قصف جوي طال خيمة داخل مدرسة الحناوي لإيواء النازحين غربي مدينة خان يونس في الوقت نفسه، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي وإصابة آخر بجروح وصفاها بالخطيرة خلال المعارك الجارية في شمال قطاع غزة. وجاء في بيان نُشر الأربعاء، أن الجندي القتيل يحمل رتبة رقيب أول، وأن جندياً آخر أصيب بجروح خطيرة في الاشتباكات نفسها. وكان الجيش قد أعلن الثلاثاء مقتل ثلاثة جنود من لواء "غفعاتي" جراء انفجار عبوة ناسفة شمالي غزة، أسفر عن إصابة جنديين بجروح وصفها بالمتوسطة. وفي وسط القطاع، أفادت قناة الأقصى باستهداف سطح مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بطائرة مُسيرة إسرائيلية، ونقلت عن المتحدث باسم المستشفى خليل الدقران أن القصف استهدف سطح مبنى الإدارة الذي أدى إلى تضرر خزانات المياه، مع استمرار الطواقم الطبية في العمل. وفي الشمال، أفادت القناة بانتشال جثامين ثلاثة قتلى من منطقة التوام شمالي مدينة غزة، بالإضافة إلى قتيل وإصابة 10 غالبيتهم من الأطفال، في استهداف لمنطقة النادي الأهلي بالنصيرات وسط القطاع. ونقلت القناة عن مصادر في مستشفيات غزة أن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 26 فلسطينياً منذ فجر الأربعاء. مؤسسة غزة تغلق مراكزها مؤقتاً من ناحية أخرى، حذر الجيش الإسرائيلي مساء الثلاثاء من أن الطرق المؤدية إلى مراكز توزيع المساعدات في غزة ستكون "مناطق قتال"، وستُغلق هذه المراكز الأربعاء. وأعلنت مؤسسة غزة الإنسانية، وهي شبكة مساعدات مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل وتثير جدلاً واسعاً، أنها ستغلق مواقعها بشكل مؤقت لأعمال "تحديث وتنظيم وتحسين الكفاءة". وفي بيان منفصل، قال الجيش الإسرائيلي إن الدخول إلى مراكز التوزيع أو التحرك في الطرق المؤدية إلى تلك المراكز سيكون "محظوراً". يأتي ذلك بعد أن أعلنت هيئة الدفاع المدني في غزة مقتل ما لا يقل عن 27 فلسطينياً بنيران إسرائيلية بالقرب من أحد مراكز توزيع المساعدات مساء الثلاثاء، في ثالث حادث دموي يقع على طرق تؤدي لمواقع مؤسسة غزة الإنسانية خلال يومين. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن جنودها أطلقوا النار بعد رصد "مشتبه بهم" اقتربوا منهم "من خارج المسارات المخصصة". وعقب الحادث، قال مدير مستشفى ناصر في خان يونس، عاطف الحوت، إن جرحى وصلوا إلى المستشفى بعد إصاباتهم بطلقات نارية جراء إطلاق القوات الإسرائيلية النار على "حشود من المدنيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات غرب رفح". وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود البصل، إن المدنيين تعرضوا لإطلاق نار من دبابات وطائرات مسيّرة ومروحيات بالقرب من موقع توزيع المساعدات. ووصف مسعف أجنبي يعمل في المنطقة المشهد بأنه "مجزرة شاملة"، مشيراً إلى نقل عدد كبير من المصابين إلى المستشفيات. وفي بيان رسمي، نفى الجيش الإسرائيلي "منع المدنيين في غزة من الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية". وقالت مؤسسة غزة الإنسانية، إنها ستستأنف توزيع المساعدات يوم الخميس. وقال متحدث باسم منظمة الإغاثة إن المنظمة طلبت من الجيش الإسرائيلي "توجيه حركة المشاة" بالقرب من الحدود العسكرية لتقليل مخاطر "الارتباك أو التصعيد"، بحسب وكالة رويترز للأنباء. وأضافت المنظمة أنها تعمل أيضاً على تطوير إرشادات أكثر وضوحاً للمدنيين وتعزيز التدريب لدعم سلامتهم، موضحة: "أولويتنا القصوى تظل ضمان سلامة وكرامة المدنيين الذين يتلقون المساعدات". Getty Images من جهة أخرى، طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بإجراء "تحقيق فوري ومستقل" في الأحداث الأخيرة. وقال المتحدث باسم غوتيريش، ستيفان دوجاريك، لـ"بي بي سي" إن إغلاق المراكز يُظهر "غياب الوضوح بشأن هوية مؤسسة غزة الإنسانية" و "غياب المساءلة"، مضيفاً: "نرى مسلحين حول هذه النقاط، ولا أحد يعرف من هم ومن يتبعون". ويتزامن ذلك مع تحذيرات أممية من مجاعة تهدد أكثر من مليوني نسمة في غزة، بعد حظر شامل على دخول الغذاء والمساعدات فرضته إسرائيل على القطاع منذ 11 أسبوعاً. وتهدف مؤسسة غزة الإنسانية إلى استبدال شبكة المساعدات الأممية في غزة، بعد اتهامات إسرائيلية متكررة بأن الأمم المتحدة لم تمنع حماس من السيطرة على الإمدادات، وهي اتهامات تنفيها الأمم المتحدة. وفي ظل النظام الجديد، فإن على الفلسطينيين السير لمسافات طويلة للوصول إلى عدد محدود من المراكز الواقعة في مناطق تخضع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية ويشرف عليها مسلحون أمريكيون. وانتقد البعض هذا النموذج، مشيرين إلى أن الناس يُجبرون على نقل صناديق تزن 20 كيلوغراماً لمسافات طويلة إلى منازلهم أو أماكن نزوحهم. ووصف دوجاريك نموذج مؤسسة غزة الإنسانية بأنه "ليس نموذجاً لتقديم المساعدات"، لأنه "يعرّض حياة الناس للخطر" عبر إجبارهم على التنقل في مناطق عسكرية. وأضاف أن هذا النموذج "غير مقبول"، مكرراً وصف مفوض الأونروا، فيليب لازاريني، للوضع بأنه "فخ مميت". واتهمت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى مؤسسة غزة بعدم الالتزام بالمبادئ الإنسانية. وقد عُيّن القس الإنجيلي الأمريكي جونى مور، وهو من أبرز داعمي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، رئيساً جديداً لمؤسسة غزة الإنسانية، الثلاثاء، خلفاً لرئيسها الأول جيك وود، الجندي الأمريكي السابق الذي استقال من منصبه وانتقد نموذج المؤسسة. وأطلقت إسرائيل حملتها العسكرية في غزة رداً على هجوم شنه عناصر من حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتل خلاله حوالي 1200 شخص واحتجز قرابة 251 آخرين كرهائن بحسب السلطات الإسرائيلية. وبحسب وزارة الصحة في غزة، قُتل ما لا يقل عن 54.470 فلسطينياً في القطاع منذ ذلك الحين، بينهم 4201 منذ استئناف إسرائيل لعمليتها العسكرية في القطاع في 18 مارس/آذار الماضي.


الوسط
منذ 5 أيام
- الوسط
مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي بالقرب من مركز لتوزيع المساعدات في رفح
AFP قُتل 30 فلسطينيا وأصيب عشرات آخرون بنيران إسرائيلية، صباح الثلاثاء، قرب مركز لتوزيع المساعدات في رفح جنوبي قطاع غزة، وفق ما صرح به مدير مجمع ناصر الطبي وكذلك وزارة الصحة بالقطاع. وأضاف مدير المستشفى أن جميع المصابين نُقلوا إلى مستشفى ناصر في خان يونس، ومعظمهم مصابون بطلقات نارية. وذكرت وكالة الدفاع المدني في غزة أن غالبية القتلى والجرحى أصيبوا بنيران الدبابات الإسرائيلية والمروحيات وطائرات بدون طيار. وفي بيان، قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار بعد تحديد هوية " العديد من المشتبه بهم" قرب نقطة إغاثة. وأكد أنه على علم بتقارير عن سقوط ضحايا، وأنه يحقق في تفاصيل الحادث. وعقب حادث صباح الثلاثاء، شوهدت جثث ملفوفة بأكياس بلاستيكية بيضاء، على الأرض في قسم الطوارئ بمستشفى ناصر. وتجمع مئات الفلسطينيين بعضهم من أقارب القتلى والمصابين داخل المستشفى. وقالت مصادر فلسطينية إن هناك صعوبة في انتشال الضحايا من المكان، لوجودهم في منطقة خطيرة. ولا تزال الحصيلة مرشحة للارتفاع، بسبب العدد الكبير من الجرحى الذين لم يتسنَّ الوصول إليهم لإجلائهم. وقال محمد الشاعر، وهو نازح في منطقة المواصي بخان يونس، إنه في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء "بدأ مئات من المواطنين يتقدمون في الطريق الساحلي، المؤدي إلى مركز المساعدات الأمريكي برفح، وقام الجيش الاسرائيلي فجأة بإطلاق النار في الهواء، ثم بدأوا يطلقون النار باتجاه الناس". وأضاف الشاعر، الذي قال إنه ذهب للحصول على مساعدات غذائية، إن "طائرة مروحية وطائرات مسيرة أطلقت النار باتجاه الفلسطينيين الذين تجمعوا قبل أن يصلوا إلى مركز المساعدات". أما رانيا الأسطل، وهي تقيم مع زوجها وأطفالها الأربعة في خيمة في منطقة المواصي، فقالت إنها ذهبت مع زوجها للحصول على غذاء من مركز المساعدات في رفح. وأشارت إلى أن إطلاق النار بدأ بشكل متقطع، قرابة الساعة الخامسة فجرا بالتوقيت المحلي (الثالثة فجرا بتوقيت غرينتش)، وتضيف "كل ما تقدم الناس عند دوار العلم - يبعد حوالى كيلومتر عن مركز المساعدات برفح - كانوا يطلقون النار عليهم، لكن الناس لم يهتموا واندفعوا مرة واحدة وعندها أطلق الجيش نارا كثيفا". هذا وقد أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً، يفيد بأن قواته أطلقت النار بعد تحديد هوية "مشتبه بهم"، على بُعد حوالي 0.5 كيلومتر من موقع توزيع المساعدات. وأضاف أن قواته أطلقت في البداية "نيرانًا تحذيرية... وبعد أن فشل المشتبه بهم في التراجع، وُجّهت طلقات إضافية بالقرب من عدد من المشتبه بهم الذين تقدموا نحو القوات". وأكد الجيش الإسرائيلي أنه على علم بتقارير عن سقوط ضحايا، وأنه "يجري التحقيق في تفاصيل الحادث". ونفت إسرائيل إطلاق النار على فلسطينيين في حادث مماثل يوم الأحد الماضي، والذي تقول وزارة الصحة في القطاع إنه أسفر عن مقتل 31 شخصاً وإصابة ما يقرب من 200 آخرين. من جهته، انتقد فيليب لازاريني - مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) - إسرائيل، قائلًا إن نقاط توزيع المساعدات باتت "مصيدة للموت". وهاجم بشدة آلية التوزيع التي رتبتها إسرائيل، والتي حددت نقطة التسليم في أقصى جنوب مدينة رفح بقطاع غزة، ما اضطر آلاف المدنيين الفلسطينيين إلى السير عشرات الكيلومترات، نحو منطقة شبه مدمرة بفعل القصف الإسرائيلي المكثف، معتبراً أن "هذا النظام المهين" لا يخفف المعاناة بل يعمّقها. في سياق متصل، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بمقتل 5 مواطنين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي، استهدف منزلاً في حي تل الهوى، جنوب مدينة غزة. أوامر إخلاء في غضون ذلك، أصدر الجيش الاسرائيلي أوامر إخلاء جديدة لمختلف المناطق في مدينة خان يونس، باستثناء مجمع ناصر الطبي، وذلك وفقا لما أكده مدير المستشفى، الذي قال إنه في حال شمل الإخلاء المستشفى، فسيعني ذلك الحكم بالإعدام على 500 مريض، منهم نحو 40 داخل قسم العناية المركزة. واتهمت وزارة الصحة في غزة الجيش الإسرائيلي بـ "تعمد تقويض وخنق المنظومة الصحية"، من خلال إصدار أوامر إخلاء للمناطق التي توجد بها المستشفيات ومراكز تقديم الرعاية الطبية. وأشارت الوزارة إلى أن أوامر الإخلاء الجديدة في خان يونس "تُشكل تهديداً مُباشراً لإخراج مجمع ناصر الطبي عن الخدمة، والذي يعد المستشفى الوحيد في جنوب القطاع الذي يضم خدمات تخصصية يتهددها التوقف". وأوضحت أن "عشرات المرضى والجرحى في العناية المركزة وغرف العمليات والطوارئ، والأطفال في أقسام الحضانة أمام موت محقق حال خروج المجمع عن الخدمة".


الوسط
منذ 6 أيام
- الوسط
"كيف تحول الحوثيون من حركة متمردة إلى قوة إقليمية؟"
AFP نقرأ في جولة الصحف اليوم مقالا من صحيفة "ديلي صباح" التركية عن كيف تحول الحوثيون من "حركة متمردة" إلى قوة إقليمية، ومقالا من صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن الشد والجذب بين نتنياهو والمحكمة العليا، ونختتم بمقال من الغارديان البريطانية عن تأثير سياسات ترامب على الأطفال. نبدأ جولتنا الصحفية من صحيفة "ديلي صباح" التركية، ومقال بعنوان "الحوثيون.. من التمرد إلى قوة إقليمية"، بقلم أورال توغا. يناقش الكاتب ما اعتبره صعود جماعة الحوثيين، من "تمرد صغير في شمال اليمن إلى قوة إقليمية تتحدى الاستقرار الإقليمي باستراتيجية مرتبطة بإيران". ويشير الكاتب إلى أن الحركة – المعروفة باسم "أنصار الله" - بدأت في تسعينيات القرن الماضي كصحوة ثقافية ودينية للأقلية الزيدية الشيعية في اليمن، عُرفت باسم "الشباب المؤمن"، ثم تطورت إلى انتفاضة مسلحة بحلول عام 2004، وصولا إلى استيلائها على العاصمة صنعاء في عام 2014، وبحلول عام 2023، برزت على الأجندة الدولية من خلال هجمات مباشرة استهدفت إسرائيل والولايات المتحدة. يرى الكاتب أن حركة الحوثيين تشكلت نتيجةً للتهميش طويل الأمد للسكان الزيديين الشيعة، وعلى الرغم من أنها تتلقى الدعم من إيران لكنها ليست مرتبطة بها ارتباطا كاملا. ويقول: "يأتي صعود الحركة عند تقاطع استراتيجية الوكالة الإقليمية الإيرانية مع البنية الأمنية الخليجية التي شكلتها السعودية والإمارات. وبالتالي، فإن الحوثيين هم نتاج ديناميكيات اجتماعية وسياسية محلية واستغلال جيوسياسي خارجي". ويضيف: "إنهم ليسوا مستقلين تمامًا ولا يخضعون لتوجيه كامل من قوى خارجية، بل يمثلون كيانًا سياسيًا هجينًا، تتشكل ملامحه من مزيج من الضرورات الداخلية والتشابكات الإقليمية". ويقول الكاتب إن الحوثيين يختلفون عقائديًا عن الشيعة الاثني عشرية، السائدة في إيران. ومن الناحية السياسية فهم "على عكس النموذج الإيراني، حيث لا تتمسك الزيدية بمبدأ الأئمة المعصومين أو مفهوم السلطة الدينية المطلقة. وتركز على النشاط السياسي وعلى هيكل ديني أكثر لامركزية، مما يجعلها أكثر تكيفًا مع الظروف السياسية المحلية". وبعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء عام 2014، بسط الحوثيون سيطرتهم الإدارية على وظائف الدولة الأساسية. وخضعت قطاعات الأمن والضرائب والقضاء والتعليم لسلطتهم، حسب الكاتب. ويضيف: "اليوم، يسيطر الحوثيون بحكم الأمر الواقع على معظم مناطق اليمن الأكثر اكتظاظًا بالسكان. وبدلاً من البقاء كقوة متمردة تقليدية، اكتسبوا تدريجيًا سمات كيان سياسي مسلح يتمتع بقدرة ملموسة على الحكم وبناء الدولة". ويستطرد الكاتب في مسألة العلاقة بين الحوثيين وإيران، فعلى عكس الجماعات الأخرى المدعومة من إيران، مثل حزب الله أو قوات الحشد الشعبي في العراق، يحتفظ الحوثيون باستقلالية كبيرة في صنع القرار السياسي، وفقا للكاتب. ويقول: "على سبيل المثال، لم يُتخذ قرار الاستيلاء على صنعاء عام 2014 بدعم إيراني، مع أن طهران قبلت بالنتيجة فور تحققها. وبالمثل، لم تكن هجمات الحوثيين الصاروخية وبالطائرات المسيرة على إسرائيل، في أعقاب حرب غزة عام 2023، منسقة بشكل متزامن مع إيران، بل يبدو أنها سارت وفقًا لحساباتهم الاستراتيجية الخاصة". ويرى الكاتب أن هجمات الحوثيين المباشرة على إسرائيل والولايات المتحدة بعد عام 2023 شكّلت تحوّلاً كبيراً، إذ لم تُرسّخ الحركة نفسها كفاعل محلي في اليمن فحسب، بل كقوة فاعلة في الأطر الأمنية الإقليمية والعالمية. ويضيف: "ومن خلال هذه العمليات، لم تسعَ الحركة إلى إظهار التضامن مع الفلسطينيين فحسب، بل سعت أيضاً إلى تصوير نفسها على أنها الطرف العربي الوحيد القادر على اتخاذ إجراءات عسكرية فعّالة". وفي المقابل، استندت هجماتهم على الولايات المتحدة إلى منطق استراتيجي أكثر مباشرة. فالدور الحاسم الذي لعبته اللوجستيات والذخائر والاستخبارات الأمريكية في التدخل، الذي تقوده السعودية في اليمن، وضع الولايات المتحدة كطرف فعلي في الصراع في نظر الحوثيين. ولم تكن عملياتهم ضد السفن البحرية الأمريكية في البحر الأحمر تهدف إلى إظهار الردع فحسب، بل أيضًا إلى إظهار قدراتهم التكنولوجية والعملياتية، وفق الكاتب. ويرى الكاتب أن من أهم وظائف هذه الهجمات إظهار قدرة الحوثيين، على استخدام أدوات الحرب غير المتكافئة كأدوات مساومة في المفاوضات الاستراتيجية الإقليمية، معتبرا أن تعطيل حركة الملاحة البحرية التجارية عبر البحر الأحمر ليس مجرد عمل عدواني، بل هو أيضًا وسيلة لممارسة الضغط الاقتصادي والدبلوماسي على الخصوم. واختتم: "لقد وسّعت الهجمات على إسرائيل والولايات المتحدة نطاق حضور الجماعة الإقليمي، مما أدى إلى دمج الحوثيين في النظام الأمني الآخذ في التبلور، الممتد من شرق البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر. واليوم، تجاوزت حركة أنصار الله حدود السياسة اليمنية المحلية لتصبح طرفًا هجينًا يتمتع بخصائص الدولة. إنها قوة لا تتحدى الوضع الراهن في اليمن فحسب، بل تتحدى أيضًا النظام الإقليمي ككل". "نتنياهو والمحكمة العليا يخاطران بمستقبل إسرائيل" ننتقل إلى صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، ومقال بعنوان "معركة الشد والجذب: نتنياهو والمحكمة العليا يخاطران بمستقبل إسرائيل بسبب الشاباك"، بقلم يديديا ستيرن. يناقش الكاتب الأزمة التي سببها تعيين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لرئيس جديد لجهاز الأمن العام (الشاباك)، مما أثار غضب المدعية العامة والمحكمة العليا في إسرائيل، بدعوى تضارب المصالح بين قرار نتنياهو وبين التحقيق الذي يجريه الشاباك بشأن قضية "قطر غيت"، التي يُزعم فيها تورط مساعدين لنتنياهو بتلقي رشاوى مالية من دولة قطر. ويرى الكاتب أن تعيين نتنياهو للجنرال، ديفيد زيني، رئيسا للشاباك أدى إلى تفاقم الشد والجذب بين الحكومة والقضاء، معتبرا أن هذا الأمر يتفاقم كلما أعلن كل طرف عدم شرعية تصرف الطرف الآخر. وكتب: "من جهة، قضت المحكمة العليا بوجود تضارب مصالح لدى رئيس الوزراء بإقالته رئيس جهاز الشاباك (الحالي)، رونين بار. ومن جهة أخرى، يُمضي رئيس الوزراء قُدمًا في تعيين ديفيد زيني... رغم قرار المحكمة ودعوة المدعية العامة إلى تأجيل التعيين حتى يتم التوصل إلى اتفاق لتجنب تضارب المصالح". ويرى الكاتب أن الحبل لم ينقطع بعد، مضيفا: "لم نصل بعد إلى أزمة دستورية تُجبر المواطنين على الاختيار بين طاعة قرارات السلطة التنفيذية وأحكام القضاء. لكن المسافة بيننا وبين الكارثة تضيق". ويرى الكاتب أن معركة الشد والجذب هذه مأساة من عدة جوانب، إذ "يُنتقص من شأن الشاباك عندما يُعيّن قائده بطريقة تُثير الشكوك حول نوايا من عيّنه. عملية التعيين - لقاء متسرّع في سيارة، دون علم (كما يُزعم) رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في انتهاك للبروتوكول - هي عملية مشبوهة ومعيبة. ويجب أن يتمتع الشاباك وقائده بأوسع شرعية عامة ممكنة، ورئيس الوزراء يُقوّض هذه الشرعية". ويتوقع الكاتب أن تقابل هذه المناورة بقوة مضادة وسيتم تقديم التماسات، والنتيجة المُرجّحة هي حكم قضائي ببطلان التعيين في ظلّ تضارب المصالح. ويرى الكاتب أن نتنياهو تسبب في توتر غير مرغوب فيه بين جهازي الأمن الحيويين في إسرائيل - الجيش وجهاز الشاباك. ويضيف: "والأهم من ذلك، أن مناورة القادة الإسرائيليين الخطيرة باتجاه الاحتمال المروع، المتمثل في عصيان حكم المحكمة العليا، والذي من المرجح أن يؤدي إلى تفكك المجتمع الإسرائيلي، ستستمر وتتفاقم". ويحذر الكاتب من أن تحدي المحكمة سيقود إلى الفوضى، وفي مثل هذا السيناريو، قد تلجأ المحكمة إلى سلاحها المُدمر بإعلان رئيس الوزراء فاقدا للأهلية اللازمة لأداء مهامه، وهي خطوة قد تُشعل صراعًا أهليًا ذا عواقب وخيمة، حسب قوله. ويدعو الكاتب رئيس الوزراء إلى تصحيح عملية التعيين، بنقل صلاحياته في التعيين إلى وزير آخر، بينما يدعو المدعية العامة والمحكمة العليا إلى عدم استبعاد الجنرال زيني من الترشيح للوظيفة، فقط لأنه عُيّن من قبل نتنياهو. وكتب: "تنتظركم سجلات التاريخ، يا رئيس الوزراء، أيها القضاة الأجلاء، أيها الجنرال زيني. هل ستعرفون كيف تتغلبون على دوافعكم؟" "سياسات ترامب تضر بالأطفال" Getty Images وأخيرا، نختتم جولتنا من صحيفة الغارديان البريطانية، وافتتاحية بعنوان "ترامب والأطفال: احموا الأبرياء من هذه الرؤية القاتمة لروح الولايات المتحدة". تستهل الصحيفة بالإشارة إلى وعد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أثناء حملته الانتخابية وقوله: "أريد طفرةً في المواليد". وكتبت: "يقول جيه دي فانس، نائب الرئيس، إنه يريد مزيدًا من الأطفال السعداء في بلدنا. ويدفع مؤيدو الإنجاب من حركة "ماغا" – حركة مؤيدة لترامب - بحوافز للأسر لإنجاب المزيد من الأطفال". لكن الصحيفة ترى أن ترامب اتبع سياسات تضر بالأطفال، على عكس ما وعد. وتستشهد بقول بروس ليزلي، رئيس منظمة "التركيز الأول على الأطفال" المدافعة عن حقوق الإنسان "إننا ربما لم نشهد قط إدارة مثل تلك، تركز بشدة على استهداف أطفال الأمة". وتضيف: "لقد تم تعليق تفكيك وزارة التعليم بفضل قاضٍ. لكنها خفضت بالفعل عدد الموظفين في الوكالات التي تشرف على خدمات أساسية، مثل حماية الطفل وتطبيق مدفوعات إعالة الطفل". وترى الصحيفة أن ميزانية ترامب "الضخمة والجميلة" تضحي بمصالح الأطفال لصالح المليارديرات، "ما يؤدي إلى تقليص البرامج الأساسية التي توفر الرعاية الصحية والغذاء لأكثر من خُمسي (40 في المئة) الأطفال الأمريكيين". وتستعرض الصحيفة سياسات ترامب إزاء الأسر من المهاجرين غير الشرعيين، مشيرة إلى أن نحو 5.6 مليون طفل أمريكي يعيشون مع أحد الوالدين على الأقل بدون وثائق، ويواجه ما يقرب من 4 في المئة منهم خطر البقاء بدون أي من الوالدين في منازلهم، في حال الترحيل الجماعي. وحذرت الصحيفة من أن حملة قمع الهجرة قد تضطر أصحاب العمل، الذين يعانون من نقص في العمال، للجوء إلى الأطفال - غالبًا المولودين لمهاجرين - لتوظيفهم في وظائف خطِرة بأجور غير عادلة. واختتمت: "يكشف السيد ترامب وحلفاؤه عن رؤيتهم القاتمة، لأمة لا يستحق فيها سوى عدد قليل من الأطفال أن يُعاملوا بعناية واحترام. يجب على الآخرين مواصلة النضال لحماية الفئات الأكثر ضعفًا".