
تحليل منتصف يونيو لأسواق المال: العين على التطورات الجيوسياسية بعد اتفاق أمريكا والصين
خلال الأسبوع الأول من يونيو والمنتهي في 6 يونيو، استمرت الأسواق المالية العالمية بالتقلب إذ استُهل الأسبوع ببعض التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين فاقمت المخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي، قبل صدور بيانات قوية غير متوقعة في نهاية الأسبوع حول سوق العمل الأمريكي عززت الآفاق وحركت الأسواق نوعاً ما.
الدولار وبيانات أمريكا
سجل مؤشر الدولار الأمريكي بدوره أداء متباين، إذ انخفض مع بداية الأسبوع المنتهي في 6 يونيو نتيجة حالة عدم اليقين بالتوازي مع صدور بيانات أضعف من المتوقع طالت القطاع الخاص.
وجاء هذا مع تباطؤ نشاط قطاع الخدمات الأمريكي بشكل غير متوقع في مايو، مسجلاً 49.9 نقطة، وهو أقل بقليل من عتبة الـ50 التي تفصل بين النمو والانكماش، وأدنى من التقدير المتوقع عند 52.1 نقطة.
كما سجل القطاع الخاص في أمريكا زيادة طفيفة في الوظائف قدرها 37,000 وظيفة فقط خلال مايو، مقارنة بتوقعات داو جونز البالغة 110,000 وظيفة.
لكن مؤشر الدولار الأمريكي عاد وتعافى مع نهاية الأسبوع المنتهي في 6 يونيو بدعم من بيانات سوق العمل التي عززت الثقة في أداء الاقتصاد الأمريكي، حيث ارتفعت الوظائف غير الزراعية بمقدار 139,000 وظيفة في مايو، متجاوزة التوقعات التي أشارت إلى 125,000 وظيفة فقط، وفقاً لاستطلاع أجرته داو جونز.
عليه، أغلق مؤشر الدولار الأمريكي الأسبوع المنتهي في 6 يونيو على انخفاض طفيف بنسبة 0.1%، في حين ارتفع اليورو والجنيه الإسترليني بنسبة 0.4% و0.5% على التوالي.
وقد استمر هذا التعافي على صعيد مؤشر الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الثاني من الشهر والمنتهي في 13 يونيو وتحديداً بين 9 و10 يونيو، قبل أن يسجل تراجع هام خلال تعاملات الأربعاء 11 يونيو، في ظل بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت دون توقعات الأسواق.
وعزز هذا التوقعات بخفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال الأشهر المقبلة وخصوصاً مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تحث على الخفض.
وقد أشارت البيانات إلى أن مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة قد ارتفع بنسبة 2.4% على أساس سنوي خلال شهر مايو، مقارنة بـ2.3% في أبريل، بينما كانت التوقعات تشير إلى 2.5%.
من المتوقع أن يتلقى الدولار الأمريكي بعض الدعم خلال المدى القريب، لاسيما في ظل التوصل إلى اتفاق تجاري مبدئي بين الولايات المتحدة والصين. وهذا بعد أن أعلن ترامب عن التوصل لاتفاق مع بكين، وإن لا يزال تنفيذ الاتفاق رهن موافقة الرئيسين، حيث اتفق البلدان على تخفيف قيود التصدير، ضمن اتفاق يشمل المعادن النادرة وتأشيرات الطلاب، ويتضمن فرض تعريفات جمركية بنسبة 55% لصالح الولايات المتحدة مقابل 10% للصين.
الأسهم
في أمريكا
شهدت السوق زخم إيجابي نسبياً خلال الأسبوع المنتهي في 6 يونيو بدعم من بعض المكاسب التي حققتها شركات كبرى مثل إنفيديا، وإن طغى على هذا الزخم تقلب بين 3 و5 يونيو. وهذا قبل أن تعاود ارتفاعها يوم الجمعة 6 يونيو بعد صدور تقرير الوظائف القوي، ما ساعد في تبديد مخاوف المستثمرين بشأن الآفاق الاقتصادية.
وقد شهد سهم تسلا تعافي ملحوظ، حيث استعاد جزء من خسائره الحادة في الجلسات السابقة في أعقاب النزاع الذي دار بين ترامب وإيلون ماسك.
وبناء على ذلك، سجل كل من داو جونز وS&P 500 وناسداك مكاسب أسبوعية بلغت 1.2%، 1.5% و2.2% على التوالي.
أوروبا وآسيا
في المقابل، تراجع مؤشر نيكاي 225 الياباني بنسبة 0.6% خلال الأسبوع المنتهي في 6 يونيو، بينما ارتفع مؤشر MSCI لآسيا والمحيط الهادئ بنسبة 1.0%، في حين شهدت الأسواق الأوروبية زخم إيجابي خلال الأسبوع المنتهي في 6 يونيو لاسيما عقب قرار البنك المركزي الأوروبي خفض معدل الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس إلى 2%، وهو ثامن خفض منذ يونيو 2024.
وقد استمر اللون الأخضر في السيطرة على أداء مؤشرات الأسهم الأمريكية خلال الأسبوع المنتهي في 13 يونيو واقتراب أبرز المؤشرات الأمريكية من مستويات قياسية مرتفعة مع بداية التعاملات في 11 يونيو، وذلك في ظل تهدئة المخاوف بشأن ضغوط الأسعار الناجمة عن الرسوم الجمركية ووسط توقعات بخفض أسعار الفائدة، قبل أن تغلق المؤشرات الأمريكية على تراجع طفيف في ختام تداولات 11 يونيو.
وجاء هذا مع تقييم المستثمرين للاتفاق التجاري الذي تم التوصل إليه بين واشنطن وبكين والذي من شأنه أن يرفع من منسوب التفاؤل في أسواق الأسهم وتحديداً الأمريكية والآسيوية في المدى المنظور، وإن تبقى الأنظار على التطورات الجيوسياسية الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط عشية 11 يونيو والسجال الدائر حول المفاوضات الأمريكية -الإيرانية والمخاوف من تردي الأوضاع الأمنية والعسكرية في المنطقة.
إقليمياً، طغى اللون الأخضر على أداء أسواق الأسهم العربية خلال الأسبوع المنتهي في 6 يونيو الذي تخلل بضعة أيام تداول فقط نتيجة عطلة عيد الأضحى.
وسجل مؤشرS&P العربي المركب ارتفاع أسبوعي طفيف بنسبة 0.5%، في حين سجلت قيمة التداول تراجع أسبوعي بنسبة 36% إلى 12.7 مليار دولار، بالتوازي مع تراجع كبير في أحجام التداول بنسبة 58% إلى 13.2 مليار سهم، وذلك خلال أسبوع اقتصر على 3 إلى 4 أيام تداول فقط.
تجدر الإشارة إلى أن الأسبوع المنتهي في 13 يونيو لم يشهد حركة تداول تُذكر إذ أغلقت معظم البورصات العربية حتى 11 يونيو.
شهدت أسعار النفط خلال الأسبوع المنتهي في 6 يونيو ارتفاعات جيدة، حيث سجل خاما النفط الرئيسيان مكاسب أسبوعية بعد انخفاض استمر لأسبوعين متتاليين.
وخلال الأسبوع الأول من الشهر أغلقت العقود الآجلة لخام برنت عند 66.7 دولار للبرميل، بينما بلغ سعر عقود خام غرب تكساس الوسيط 64.8 دولار للبرميل، بمكاسب أسبوعية بلغت 6.5% لكل منهما.
وجاء ارتفاع أسعار النفط وسط تنامي المخاوف بشأن الإمدادات، بعد أن قررت مجموعة "أوبك+" عدم تسريع خططها لزيادة الإنتاج، في حين تسببت حرائق الغابات في مقاطعة إنتاج النفط بكندا في مزيد من تعطيل الإنتاج.
هذا بالإضافة إلى تقرير الوظائف الأمريكي الإيجابي والداعم لأسعار النفط، وتجدّد التفاؤل بشأن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما عزز التوقعات بتحسن النمو الاقتصادي العالمي في أكبر اقتصادين في العالم.
تجدر الإِشارة إلى أن أسعار النفط كانت قد شهدت بعض التراجع في 4 يونيو بعد صدور بيانات المخزونات الأمريكية التي أظهرت زيادة غير متوقعة في مخزونات البنزين والديزل، ما أثار مخاوف من فائض في المعروض.
إذ ارتفعت مخزونات البنزين في الولايات المتحدة بمقدار 5.2 مليون برميل، متجاوزةً توقعات المحللين التي أشارت إلى زيادة قدرها 600 ألف برميل فقط.
11 يونيو
اللافت خلال الأسبوع الثاني من الشهر والمنتهي في 13 يونيو، حدوث قفزة في أسعار النفط في الأسواق العالمية مساء يوم الأربعاء 11 يونيو، على خلفية التطورات الأخيرة وتحديداً تلك التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، وسط تقارير عن إخلاء أمريكيين من عدد من دول الخليج وسط المخاوف من تصاعد وتيرة التوترات في المنطقة.
وارتفعت كل من أسعار العقود المستقبلية لخام برنت بنسبة 6.3% إلى حدود 71 دولار للبرميل والعقود الآجلة للخام الأمريكي بنسبة 4.5% لتسجل عند التسوية 68 دولار للبرميل، ويعد أعلى مستوى للعقود الآجلة للخام الأمريكي منذ 2 أبريل الماضي.
ومن المتوقع أن يستمر هذا المسار الصاعد لاسيما أيضاً في أعقاب الاتفاق الأمريكي-الصيني الذي من شأنه أن يعزز التوقعات بتحسن النمو الاقتصادي العالمي وبالتالي الطلب على النفط.
الكريبتو
استهلت العملات المشفرة الأسبوع المنتهي في 6 يونيو بمسار واهن نسبياً، مع بعض التقلب لتحافظ على استقرار نسبي بحيث أغلقت بتكوين الأسبوع الأول من الشهر على استقرار نسبي.
في المقابل، أنهت إيثريوم الأسبوع الأول من يونيو في المنطقة السلبية مسجلة تراجع أسبوعي بنسبة 2.9%. الجدير بالذكر أن بتكوين سجلت ارتفاعاً بنسبة 12% منذ بداية العام وحتى تاريخه، بينما سجلت إيثريوم تراجع بنسبة 25% خلال نفس الفترة.
غير أن أسعار العملات المشفرة وتحديداً البتكوين شهدت قفزة كبيرة بين 9 و10 يونيو متجاوزة مستوى 110 ألف دولار في التعاملات وجاء هذا لعدة أسباب:
- مشاعر متفائلة بمستقبل العملة المشفرة مع ارتفاع حاد في حيازات البتكوين من شركات الخزينة المدرجة، ووصول صندوق iShares Bitcoin Trust التابع لشركة بلاك روك إلى مستوى تاريخي بلغ 70 مليار دولار من الأصول المُدارة.
- تصريحات رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بول أتكينز، الذي وعد بتخفيف البيئة التنظيمية لمنصات التمويل اللامركزي، خلال مائدة مستديرة عقدها فريق عمل العملات المشفرة يوم 9 يونيو.
وقلصت العملة الرقمية من مكاسبها من جديد في 11 يونيو في ظل حالة من الحذر تسود الأسواق في أعقاب التطورات الأخيرة، أكان على صعيد الاتفاق التجاري أم على صعيد التطورات الجيوسياسية، وهو مسار من شأنه أن يدخل العملات المشفرة في خانة التذبذب النسبي خلال الشهر.
(إعداد: فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي، تحرير: ياسمين صالح، مراجعة قبل النشر: شيماء حفظي)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 3 ساعات
- البيان
عبدالله بن زايد: الإمارات والولايات المتحدة ترتبطان بعلاقات تاريخية راسخة
التقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، هوارد لوتنيك، وزير التجارة الأمريكي، وذلك خلال زيارة عمل يقوم بها سموه إلى واشنطن. ورحب هوارد لوتنيك، بسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان والوفد المرافق، وبحث الجانبان خلال اللقاء العلاقات الاستراتيجية المتميزة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، وجهود البلدين الصديقين لتعزيزها وتطوير التعاون الثنائي والشراكة، بما يحقق مصالحهما المتبادلة ويعود بالرخاء والازدهار على شعبيهما. كما استعرضا مخرجات زيارة الدولة التي قام بها فخامة دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، إلى دولة الإمارات في شهر مايو الماضي، ودورها المهم في دعم وتوسيع مسارات التعاون الثنائي في المجالات كافة، التي تخدم الأولويات التنموية للبلدين، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، وكذلك المجالات الاقتصادية والمالية والتجارية وغيرها. وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، أن دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية ترتبطان بعلاقات تاريخية راسخة، ترتكز على قاعدة صلبة من الثقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وباتت نموذجاً للتعاون البنّاء والمثمر الذي يدعم التنمية المشتركة ويحقق مزيداً من الازدهار والتقدم لشعبيهما. كما أكد سموه، أن العلاقات الإماراتية الأمريكية تزخر بفرص واعدة للنمو والتطور على الأصعدة المختلفة، وأن هناك حرصاً مشتركاً من البلدين الصديقين على استثمار هذه الفرص لتحقيق تطلعاتهما في التنمية الشاملة والازدهار الاقتصادي المستدام. حضر اللقاء، معالي يوسف مانع العتيبة، سفير الدولة لدى الولايات المتحدة، ومعالي لانا زكي نسيبة، مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، وسعيد مبارك الهاجري، مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية.


الإمارات اليوم
منذ 3 ساعات
- الإمارات اليوم
بكين تستخدم «المعادن النادرة» ورقة ضغط على واشنطن بالمفاوضات التجارية
مستخدمةً ورقة المعادن النادرة للضغط على واشنطن، استطاعت بكين أن تكسب الوقت لبناء نقاط قوتها وإطالة أمد المفاوضات مع الولايات المتحدة، لتجعلها ترضخ لمطالبها. هذه هي الاستراتيجية التي اتبعتها بكين منذ أن رفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على السلع الصينية في أبريل الماضي، سعياً لدفع الصين إلى استيراد المزيد من السلع الأميركية وتقليل صادراتها إلى الولايات المتحدة. لكن بدلاً من أن ترضخ الصين لمطالب ترامب، اعتمدت على ورقة رابحة، هي سيطرتها على المعادن النادرة التي تعتمد عليها الولايات المتحدة، في حين ركزت على محادثات مطولة بدلاً من الوصول إلى نتائج ملموسة. وإذا افترضنا أن الرئيس الصيني شي جين بينغ، كتب كتاباً بعنوان «فن التعامل مع ترامب»، على غرار كتاب ترامب «فن الصفقة»، فمن المرجح أنه سيدعو إلى استغلال نقاط ضعف الرئيس الأميركي لممارسة أقصى قدر من الضغوط، ثم استخدام الوقت المكتسب لتعزيز موقفه. خطوات غامضة وذكر محللون أن اجتماعات كتلك التي اختتمت أخيراً في لندن بين واشنطن وبكين، وتلك التي عُقدت الشهر الماضي في جنيف، تُبقي الولايات المتحدة غارقة في مفاوضات حول خطوات إجرائية غامضة، مثل وضع «إطار عمل» للمحادثات. وهذا يسمح للصين بتجنب الخوض في النزاعات الشائكة، مثل اتهامات واشنطن لها بدعم الصناعات بشكل غير عادل، وإغراق الأسواق بالبضائع، وتقييد قدرة الشركات الأجنبية على ممارسة الأعمال التجارية في الصين. وقال الزميل في مؤسسة «بروكينجز»، جوناثان كزين، الذي عمل سابقاً في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في تحليل السياسة الصينية: «أعتقد أن الصين مرتاحة للغاية لهذه الدورة من المناوشات الاقتصادية مع الولايات المتحدة والتي تليها حلقات من الدبلوماسية التي تعود فقط إلى الوضع الراهن». وأضاف: «لعبة القط والفأر هذه تمنع الولايات المتحدة من إحراز أي تقدم في معالجة أي من المخاوف الأميركية الأساسية بشأن سياسات الصين غير العادلة وغير الملتزمة بالسوق». تجنب الضغوط لدى الصين تاريخ طويل في إحباط الولايات المتحدة في حوارات اقتصادية غالباً ما لا تُفضي إلى نتائج. ويقول النقاد إن هذا التفاعل يسمح لبكين بتجنب الضغوط الأميركية مع الاستمرار في بناء اقتصادها وقدرتها التصنيعية كما تراه مناسباً. المعادن النادرة خير مثال على ذلك، حيث تُهيمن الصين على إمدادات العالم من هذه المعادن والمغناطيسات المصنوعة منها، والتي تُستخدم في السيارات والطائرات و«الروبوتات» وأشباه الموصلات. ورداً على رسوم إدارة ترامب الجمركية، أوقفت بكين شحنات هذه المعادن. وحتى مع تفاوض البلدين على استئناف هذه الصادرات، كانت الصين تُشدد قبضتها على تهريب المعادن النادرة خارج البلاد. واجتمع كبار المسؤولين من وكالات الجمارك والتجارة والشرطة والتجسس الصينية في التاسع من مايو الماضي، لوضع استراتيجية لحملة تهدف إلى منع تهريب المعادن النادرة. وبعد ثلاثة أيام، اجتمع مسؤولون من 11 وزارة وطنية وسبع مقاطعات، وأصدروا بياناً مشتركاً عبر وزارة التجارة. وأشار البيان إلى أن «مراقبة صادرات المعادن الاستراتيجية مرتبطة بالأمن القومي ومصالح التنمية، وأن تعزيز الرقابة على سلسلة التصدير بأكملها هو الأساس»، كما دعا البيان إلى التتبع الشامل للمعادن النادرة في كل مرحلة من مراحل الإنتاج والنقل. مؤشرات وقالت مستشارة الاستخبارات السابقة في وزارة الدفاع الأميركية، كيرستن أسدال، والتي ترأس حالياً شركة «أسدال» الاستشارية المُتخصصة في شؤون الصين: «نرى تماماً الإجراءات المتزايدة التي تتخذها الصين خلف الكواليس لإحكام قبضتها المركزية على صادرات المواد الاستراتيجية». وأضافت: «بهذه الطريقة يُمكن لبكين أن تُشدد أو تُخفف سياستها بدقة عالية واستجابة للظروف السياسية، وهي مؤشرات على استعدادها لاستخدامها كورقة ضغط مُتكررة لفترة طويلة مقبلة». لم يتضح بعد ما اتفق عليه البلدان بالضبط بعد محادثات لندن، التي وُصفت بالتوتر، فقد قال ترامب في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي الأربعاء الماضي بأحرف كبيرة، إن «الصين ستوفر مسبقاً جميع المغناطيسات، وأي معادن أرضية نادرة ضرورية»، مضيفاً: «تم الاتفاق بيننا وبين الصين، وهو يخضع للموافقة النهائية من جانبي أنا والرئيس شي». لكن الصين لم تعلن صراحة أن شحنات المعادن الأرضية النادرة ستعود إلى الولايات المتحدة كما في السابق. ورداً على سؤال حول ذلك، اكتفى المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، هي يادونغ، خلال مؤتمر صحافي، بالقول إن الصين «وافقت على عدد معين من الطلبات المطابقة لشحنات المعادن الأرضية النادرة، وستواصل تعزيز هذه الموافقات». وقال مدير معهد الاقتصاد الدولي في جامعة بكين، وانغ يوشينغ، إن «الصين تُحاول على الأرجح التهرب من التهديد بفرض قيود على الصادرات كوسيلة ضغط.. إنه ليس تخفيفاً كاملاً، وليس حظراً كاملاً كما كان من قبل»، مضيفاً: «هذه الحالة الوسيطة تسمح للصين بأن تكون أكثر استباقية نسبياً إذا قمعتها الولايات المتحدة». مخاطر استراتيجية الرئيس الصيني ليست خالية من المخاطر، وحتى مع تفوق بلاده على أميركا في ما يتعلق بالمعادن النادرة، فإن ترامب، على الرغم من تقلباته، قد يقرر اللجوء إلى فرض رسوم جمركية مجدداً أو فرض إجراءات عقابية أخرى ضد بكين إذا شعر بالإحباط من المفاوضات أو رأى أن صادرات الصين من المعادن النادرة لاتزال متأخرة. كما أن اقتصاد الصين ليس قوياً كما كان في الحرب التجارية الأولى، حيث إن الصادرات، والتي تُعتبر المحرك الاقتصادي الرئيس للصين، تباطأت، والرسوم الجمركية على السلع الصينية التي ذكر ترامب أنها تبلغ 55%، ستظل ضارة باقتصاد البلاد. ولاتزال سوق العقارات الصينية تحاول الخروج من الأزمة التي ألمت بها، كما تضررت إحدى أكثر الصناعات الواعدة في البلاد، وهي صناعة السيارات الكهربائية، من فائض الطاقة الإنتاجية وحرب أسعار قاسية. وفي إشارة محتملة إلى قلق الحكومة إزاء تداعيات تباطؤ الاقتصاد الصيني على المواطنين العاديين، أعلنت الحكومة الصينية الاثنين الماضي عن توجيهات تهدف إلى «تلبية احتياجات الشعب العاجلة والصعبة والملحة» في الحصول على التعليم وخدمات رعاية المسنين والأطفال والتأمين الاجتماعي، على الرغم من أنها لم تُقدم سوى تفاصيل قليلة. ومع ذلك، يراهن الرئيس الصيني على قدرته على الصمود أكثر من ترامب في حرب تجارية طويلة الأمد، مستغلاً تعرض ترامب للاستياء العام في الولايات المتحدة، وفقاً لمحللين صينيين. ويقول الباحث في العلاقات الدولية في شنغهاي، شين دينغلي، إن «السياسة الداخلية هي الجانب الضعيف» للولايات المتحدة. عن «نيويورك تايمز» • بكين استطاعت أن تكسب الوقت لبناء نقاط قوتها وإطالة أمد المفاوضات مع الولايات المتحدة لتجعلها ترضخ لمطالبها. هدنة هشة وفر الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين، والذي تم التوصل إليه بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، الأسبوع الماضي، هدنة هشة للغاية في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، لين جيان، في مؤتمر صحافي أول من أمس: «لطالما أوفت الصين بالتزامها وحققت نتائج.. الآن وقد تم التوصل إلى توافق في الآراء يجب على الجانبين الالتزام به». وأنهى الاتصال الهاتفي بين الرئيسين أزمة اندلعت بعد أسابيع فقط من التوصل إلى اتفاق مبدئي في جنيف. وسرعان ما أعقب الاتصال المزيد من المحادثات في لندن قالت واشنطن إنها أكملت اتفاق جنيف لتخفيف الرسوم الجمركية المتبادلة. بكين - رويترز


الإمارات اليوم
منذ 3 ساعات
- الإمارات اليوم
استقرار معدل التضخم بألمانيا عند 2.1% في مايو
أكد مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني، أمس، بيانات أولية سابقة تفيد باستقرار معدل التضخم في البلاد عند 2.1% خلال مايو الماضي. ويأتي هذا الاستقرار عقب هبوط معدل التضخم إلى 2.1% في أبريل الماضي، وهو أدنى مستوى له منذ أكتوبر 2024. وقالت الخبيرة في الاقتصاد الأوروبي لدى شركة التمويل «دي دابليو إس» التابعة لمصرف «دويتشه بنك» الألماني أولريكه كاستينز: «بينما نتوقع انخفاض معدلات التضخم في منطقة اليورو مؤقتاً إلى أقل من 2% في النصف الثاني من عام 2025، فمن المرجح أن تظل ألمانيا أعلى بقليل من 2%».