
إل باييس: صناديق الموت من السماء مساعدات لغزة تجمّل الجريمة
وبيّن أورتيز، في مقال نشرته صحيفة إل باييس الإسبانية، كيف تحولت هذه العمليات إلى وسيلة لامتصاص الضغط الدولي عن الاحتلال، بينما يدفع المدنيون حياتهم ثمنا لمساعدات لا تسد جوعا ولا تحفظ كرامة.
ونقل الكاتب عن المواطنة الغزاوية رنين الزريعي (24 عاما)، المقيمة في دير البلح وسط قطاع غزة، قولها إنها كلما رأت صناديق المساعدات السوداء تهبط بالمظلات تفكر في الطيارين قائلة: "هم يعودون بسلام إلى بلدانهم، بينما نموت نحن كل يوم".
ستار دخاني خطر
واستغرب أورتيز انخراط إسبانيا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا في هذه الخطة، رغم الانتقادات الحادة التي وُجهت إليها من قِبل الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية، حيث وصفتها وكالة الأونروا بأنها "ستار دخاني غير فعال"، فيما رأت منظمة أطباء بلا حدود أنها "تعرّض السكان للخطر".
وأضاف أن جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل في الأونروا، تؤكد أن الحل الوحيد يكمن في إدخال ما لا يقل عن 500 إلى 600 شاحنة يوميا محملة بالغذاء والاحتياجات الأساسية.
وتشير إلى أن الإسقاط الجوي "عديم الجدوى تماما"، لأن كميته ضئيلة وتكلفته باهظة، إذ تنقل الطائرة نحو 10 أطنان بتكلفة تتراوح بين 200 ألف و420 ألف دولار، مقابل 25 طنا تنقلها شاحنة واحدة بتكلفة لا تتجاوز 2500 دولار.
وتابع أورتيز أن البدائل الفعالة تتطلب إرادة سياسية حقيقية وضغطا دوليا على الاحتلال، مبرزا أن المنظمات الإنسانية تخشى أن تكون وهمًا "بأنها حل، لكنها ليست كذلك"، بحسب جولييت توما، مما يقلل من الضغط الفعلي.
إسقاط المساعدات تُشتت التركيز عن القضية الأساسية، وهي فتح المعابر والسماح بدخول الشاحنات، وهي عملية رمزية وتجميلية بلا جدوى حقيقية.
بواسطة خوسيه ماس من منظمة أطباء بلا حدود
فيما يقول خوسيه ماس من منظمة أطباء بلا حدود إن هذه العمليات "تُشتت التركيز عن القضية الأساسية، وهي فتح المعابر والسماح بدخول الشاحنات"، مضيفا أن إسقاط المساعدات عملية "رمزية وتجميلية بلا جدوى حقيقية".
إعلان
وأوضح الكاتب أن الحكومات الأوروبية المشاركة أكدت أن هدفها "تخفيف المجاعة التي تسبب بها الاحتلال"، ونقل عن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريز، قوله إن بلاده أرسلت 12 طنا من الغذاء، معترفا بأنها "مجرد قطرة في محيط"، وشدد على ضرورة إدخال المساعدات بانتظام وبشكل كاف وآمن.
كما وصفها المستشار الألماني فريدريش ميرتس بأنها "مساهمة متواضعة تحمل رسالة أننا موجودون".
غير أن هذه الرسائل لا تطعم الجائعين، فريم محمود، البالغة من العمر 34 عاما، تؤكد من داخل غزة للكاتب أن "قصة الإسقاطات الجوية هذه هي أكبر كذبة في العالم"، فضلا عن أنه لا يمكن تحديد موقع إسقاطها بدقة.
فمع تصنيف الاحتلال 88% من مساحة غزة كمناطق قتال أو مفرغة -يتابع أورتيز- فإن احتمال سقوطها في الـ12% المتبقية -وهي نحو 45 كيلومترا مربعا يسكنها أكثر من مليوني شخص- يظل ضئيلا جدا، ما يدفع السكان للمخاطرة ودخول مناطق محظورة.
وبحسب الكاتب، فإن أكثر من 1300 شخص قضوا منذ 27 مايو/أيار أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، أي منذ بدء عمل مؤسسة غزة الإنسانية ، المدعومة من الولايات المتحدة والاحتلال، والتي تتولى حاليا الجزء الأكبر من توزيع المساعدات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
20 شهيدا وعشرات الجرحى بانقلاب شاحنة على طالبي مساعدات بغزة
أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة باستشهاد 20 فلسطينيا وإصابة العشرات في انقلاب شاحنة فوق عشرات من طالبي المساعدات المجوّعين وسط القطاع. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن انقلاب الشاحنة يكشف تعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي الزج بالمدنيين في مسارات الخطر والقتل. وأمس الثلاثاء، استشهد 81 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال، بينهم 57 من طالبي المساعدات المجوّعين. ويدفع الجوع آلاف الأشخاص إلى نقاط انتظار المساعدات يوميا، مما يؤدي إلى وقوعهم بين شهداء وجرحى ومفقودين. ولا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة. ووصل تجويع الفلسطينيين في غزة جراء الحصار الإسرائيلي وحرب الإبادة إلى مستويات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة وفق تقارير محلية ودولية، إذ تزايدت الوفيات جراء سوء التغذية والجفاف، وبلغ العدد الإجمالي 189 شهيدا، منهم 95 طفلا، وفقا للمصادر الطبية بالقطاع. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي -بدعم أميركي- حرب إبادة على سكان قطاع غزة أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 150 ألفا وتشريد سكان القطاع كلهم تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية ، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
خبراء أمميون يدعون إلى تفكيك "مؤسسة غزة الإنسانية" فورا
دعا خبراء أمميون إلى تفكيك 'مؤسسة غزة الإنسانية' فورا، ومحاسبة القائمين عليها. وعبروا عن قلقهم البالغ إزاء عمليات 'المؤسسة' التي استُشهد كثير من الفلسطينيين وهم يحاولون الحصول على مساعدات منها. اقرأ المزيد


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
محللون: نتنياهو يؤجل عملية احتلال غزة أملا في التوصل لاتفاق بشروطه
يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – عازم على احتلال قطاع غزة بالكامل، ما لم تقبل المقاومة باتفاق وفق شروط إسرائيل ، وذلك رغم رفض رئيس أركانه إيال زامير هذه الخطوة. فقد تلاسن نتنياهو وزامير في الخيارات المطروحة لمواصلة العملية العسكرية، وذلك خلال اجتماع أمني استمر 3 ساعات ولم يخرج بقرارات حاسمة حيث يريد رئيس الوزراء احتلال غزة كاملا، بينما يحذر رئيس أركانه من الوقوع في "مصيدة إستراتيجية" تمثل خطرا على الأسرى، حسب ما نقلته القناة 13. ويسعى نتنياهو فعليا لاحتلال القطاع بعدما أصبح بقاء حكومته مرهونا بهذه الخطوة، لكنه يعول على قبول حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشروط الاتفاق التي وضعها، كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى في برنامح "مسار الأحداث". هذا الأمل في رضوخ حماس هو الذي دفع نتنياهو لإرجاء اجتماع المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) طيلة الأسابيع الثلاثة الماضية، حتى لا يتخذ قرارا نهائيا باحتلال القطاع. التضحية بالأسرى وبحسب وجهة نظر مصطفى فإن هذه المرة ستكون الأولى التي تذهب فيها إسرائيل إلى عملية من هذا النوع دون موافقة الجيش ولا المجتمع، وهذا ما يعرفه نتنياهو جيدا لأنها ستكون إعلان تضحية بالأسرى المتبقين في القطاع، بينما يدرك زامير أن التضحية بهؤلاء ستضرب الشرعية التاريخية للجيش. ويحاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيجاد طريقة لإدخال المساعدات للفلسطينيين المحاصرين في غزة، لكنه يعتقد في الوقت نفسه، أن توسيع العمليات هو السبيل الوحيد لاستعادة الأسرى في ظل رفض المقاومة الرضوخ للشروط الإسرائيلية، حسب المسؤول السابق في الخارجية الأميركية توماس ووريك. لكن ووريك يتفق مع حديث مصطفى في أن توسيع العمليات سيمثل خطرا على حياة هؤلاء الأسرى ومن ثم يرى أن إجراء في هذا الصدد لا بد وأن يكون بالتوافق بين نتنياهو والجيش. وفي غزة هناك تخوف كبير من بدء عملية احتلال كامل للقطاع الذي حُشر سكانه في المواصي جنوبا ومدينة غزة شمالا، لأن الناس يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي سيعتمد على القتل العشوائي مما يعني أن هؤلاء جميعا سيكونون أمام خيارين لا ثالث لهما، إما مواجهة الجيش أو الموت، كما يقول الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا. كما يتخوف الفلسطينيون من إقدام إسرائيل على عمليات تهجير واسعة بعد شهور من التجويع الممنهج الذي نفذته خلال الشهور الماضية، وهو ما تحدثت عنه القناة 12 الإسرائيلية "إن الجيش يفكر في تهجير السكان جنوبا حتى لا يدخل في مواجهة مباشرة مع هذه الكتلة البشرية الهائلة". بداية عملية للتهجير ويمثل نقل السكان إلى الجنوب أخطر ما في هذه العملية، برأي القرا، الذي يصف هذه الخطوة بأنها أول خطوة عملية على طريق التهجير لأن مدينتي رفح وخان يونس لم يعد بهما أي مقوم من مقومات الحياة تساعد على العيش. وإلى جانب ذلك، فإن حشر الناس في مساحة ضيقة ستمنح الإسرائيليين فرصة قتل الآلاف منهم يوميا دون عوائق كما يقتلون طالبي المساعدات اليوم على مرأى العالم. بيد أن ووريك يقول "إن الأميركيين يدعمون إنهاء الحرب بأسرع وقت، لكنهم لا يحددون الطريقة التي يجب أن تنتهي بها"، وهو ما يفسر -في رأيه- ضبابية الموقف الأميركي الناجم عن التناقض في تصريحات ترامب ومبعوثه للمنطقة ستيف ويتكوف. ومع ذلك، فإن كل التحذيرات التي يطلقها زامير لمنع احتلال القطاع لن تؤثر في قرار نتنياهو الذي أصبح صاحب القرار الوحيد في إسرائيل في لحظة يقول مصطفى إنها "غير مسبوقة في تاريخها، حيث يجري نزع الشرعية من الجيش إذا خالف الحكومة". لذلك يحاول زامير قلب الشارع الإسرائيلي على نتنياهو لأن الإسرائيليين تاريخيا لا يدعمون حربا ترفضها المؤسسة العسكرية، رغم أن هذه الحرب غيرت كل القواعد التي عرفتها إسرائيل، كما يقول مصطفى. ومن المقرر أن يعقد المجلس الأمني المصغر جلسة الخميس المقبل لبحث قرار احتلال القطاع كاملا.