
لتعزيز دور المملكة في الابتكار والتقنية الحيويةهيئة التخصصات الصحية تشارك في مؤتمر BIO الدولي
شاركت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية ضمن وفد الجناح السعودي في مؤتمرBIO الدولي للتقنية الحيوية 2025م، المنعقد في مدينة بوسطن الأمريكية خلال الفترة من 16 إلى 19 يونيو، الذي يُعد من أبرز المنصات العالمية في مجالات التقنية الحيوية والابتكار الصحي.
واستعرضت الهيئة خلال مشاركتها دورها كجهة تنظيمية وطنية رائدة تُعنى بتطوير الكفاءات الصحية وتمكينها من المنافسة عالميًا، وذلك من خلال منظومة تعليم وتدريب شاملة تركّز على جودة المخرجات، كما شاركت في ورشة عمل بعنوان "تمكين القوى الصحية المؤهلة للتقنية الحيوية: دور هيئة التخصصات في تطوير القدرات"، التي ناقشت محاور عدة شملت التحول في منظومة القوى العاملة الصحية، والمهارات الناشئة في قطاع التقنية الحيوية، والتحديات المرتبطة بجاهزية الكفاءات واستقطابها، بما يعكس التزام الهيئة ببناء منظومة صحية مستدامة تدعم الابتكار وتواكب نمو قطاع التقنية الحيوية.
واختتمت الهيئة مشاركتها بتوقيع اتفاقية تعاون مع سانوفي العالمية، تهدف إلى تطوير برامج تدريبية مشتركة، وتعزيز تبادل الخبرات في مجالات التصنيع الحيوي، والابتكار الصحي، والتجارب السريرية؛ كما تشمل الاتفاقية التعاون في بناء الكفاءات ونقل المعرفة وتطوير الأطر المهنية، بما يُسهم في دعم التوطين وتطوير القدرات الوطنية في مجالات التقنية الحيوية والصحة الرقمية، تماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 38 دقائق
- الشرق الأوسط
التعرض للمواد الكيميائية قبل الولادة يرفع ضغط الدم في فترة المراهقة
أظهرت أحدث دراسة نُشرت في مطلع شهر يونيو (حزيران) من العام الحالي في مجلة الجمعية الأميركية لأمراض القلب «the Journal of the American Heart Association»، وتمت مناقشة نتائجها في مؤتمر جمعية أبحاث الأوبئة (SER) في بوسطن بالولايات المتحدة، أن الأطفال الذين تعرضوا في أثناء الحمل للمواد الكيميائية التي يطلق عليها «المواد الكيميائية الأبدية forever chemicals» هم الأكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم خلال سنوات المراهقة، خصوصاً للأطفال المولودين لأمهات من ذوات البشرة السمراء. مواد كيميائية أبدية المواد الكيميائية الأبدية هي مواد لا تتحلل بسهولة، ويمكن أن تتراكم في البيئة سواء في ذرات الهواء أو التربة أو مياه الشرب. وتكمن المشكلة في أن هذه المواد ضرورية لكثير من الصناعات والمنتجات المنزلية المختلفة التي يحتاج إليها الجميع في الاستخدام اليومي العادي مثل: عبوات الطعام، وأواني الطهي التي لا يلتصق بها الطعام، والأقمشة، والسجاد المقاوم للتبقّع، ومنتجات العناية الشخصية. ومع التعرض باستمرار لهذه المواد تترسب إلى خلايا الجسم كميات ضئيلة جداً منها يمكن أن تسبب مشكلات صحية على المدى الطويل. أكد الباحثون أن خطورة هذه المواد لا تقتصر على فئة معينة مثل العاملين في المصانع التي تنتجها، ولكن يمتد تأثيرها ليشمل جميع أفراد المجتمع في كل المجتمعات تقريباً سواء المتقدمة أو النامية. وبالطبع كلما كانت المجتمعات بعيدة عن المصانع كان الخطر أقل، لذلك يفضَّل أن تكون المنتجات التي تستخدم في الطهي والأعمال المنزلية مصنوعة من مواد صحية. وتبعاً لأبحاث سابقة، يتعرض كل شخص تقريباً لهذه المواد من خلال الطعام الذي يأكله أو المشروبات التي يشربها، وحتى من خلال التنفس إلى جانب كميات ضئيلة يمتصها الجلد. وأيضاً يمكن أن تؤثر هذه المواد حتى على الأجنة في أرحام الأمهات خلال فترة الحمل، وهو الأمر الذي يهدد صحة الأطفال لأن الجنين في مراحل نموه يكون حساساً للغاية للتعرض للملوثات السامة مما يسهم في زيادة العيوب الخلقية والأمراض المختلفة. وتُعد هذه الدراسة من أولى الدراسات التي تتناول العلاقة بين التعرض للمواد كيميائية الدائمة قبل الولادة وضغط دم الأبناء في مرحلة المراهقة. ولذلك حاول الباحثون أن تشمل العينة البحثية كثيراً من الأعراق؛ لمعرفة تأثير هذه المواد على كل عِرق، وذلك لارتفاع ضغط الدم عالمياً لدى الأطفال بدايةً من الألفية الجديدة حتى عام 2015، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية في المستقبل. تابع الباحثون بيانات ما يزيد قليلاً على ألف طفل من مواليد ولاية بوسطن على مدى 12 عاماً، وكذلك جمعوا بيانات عن الأمهات شملت العِرق والبيئة الاجتماعية والتغذية في أثناء الحمل. وفي المجمل كان متوسط أعمار الأمهات وقت الولادة 29 عاماً، وكانت نسبة النساء من ذوات البشرة السمراء نحو 60 في المائة. وجرى أخذ بيانات عن المواد الكيميائية الموجودة في دم الأمهات، وشمل هذا التحليل 13 ألف قياس لضغط الدم، حيث تم تسجيل قياس واحد على الأقل لضغط دم أي طفل يتراوح عمره بين 3 و18 عاماً أُخذت جميعها في أثناء الزيارات الروتينية لأطباء الأطفال. رصد ارتفاع ضغط الدم وجدت الدراسة أن الأطفال الذين أظهرت عينات دم أمهاتهم بعد الولادة تركيزات أعلى من المواد الكيميائية رُصد لديهم ارتفاع أكثر في الضغط في الفترة من عمر الثالثة عشرة حتى عمر الثامنة عشرة. وعلى وجه التقريب ارتفع ضغط الدم الانقباضي (الرقم العلوي) بدرجة تتراوح بين 1.4 و2.8 فيما ارتفع ضغط الدم الانبساطي (الرقم السفلي) بدرجة تتراوح بين 1.2 و 2.5 في المائة بين المراهقين. وبشكل عام مع تضاعف مستويات هذه المواد الكيميائية في دم الأمهات وقت الولادة ارتفع خطر الإصابة بنسبة تتراوح بين 6 و8 في المائة بين المراهقين الذكور من ذوي البشرة السمراء، وذلك لأن هؤلاء المراهقين في الأغلب ينحدرون من أسر تعاني من الحرمان الاجتماعي والاقتصادي، وبالتالي يكون الاعتماد على الأطعمة المعالَجة والمعبَّأة التي تحتوي على المواد الضارة أكثر من الأطعمة الطازجة المغسولة جيداً. وقال الباحثون إن السبب في عدم رصد هذا الارتفاع في ضغط الدم في الدراسات السابقة التي أُجريت لقياس تأثير هذه المواد الكيميائية، كان بسبب أن معظم هذه الدراسات توقفت عند مرحلة الطفولة المبكرة أو المتوسطة على أكثر تقدير، في حين تُظهر الدراسة الحالية أن الآثار الصحية الخطيرة للتعرض للمواد الكيميائية الدائمة قبل الولادة قد لا تظهر إلا في سنوات المراهقة. وأوضح الباحثون أن السبب في ارتفاع ضغط الدم في المراهقين في الأغلب راجِعٌ إلى أن المواد الكيميائية يمكن أن تتداخل مع الهرمونات وتسبب خللاً في النمو الطبيعي للمراهقين، بما في ذلك ضغط الدم. ومن المعروف بالفعل أن الأطفال والمراهقين السود هم الأكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم، ومع التعرض لهذه المواد يمكن يسهم ذلك في ارتفاع هذا الخطر. في النهاية أكدت الدراسة أن المشكلة الأساسية في المواد الكيميائية الدائمة أنها ليست مجرد سلوك فردي يمكن التغلب عليه وتعديله، ولكن يتطلب الحد من التعرض لها -خصوصاً في أثناء الحمل- اتخاذ إجراءات على مستوى السياسات العامة للحد من هذه المواد والتخلص منها تدريجياً في المنتجات الاستهلاكية والاستخدامات الصناعية المختلفة، ورصدها والتخلص منها في مياه الشرب، وهذا الأمور لا يمكن للأفراد حلها بمفردهم. * استشاري طب الأطفال


الشرق الأوسط
منذ 38 دقائق
- الشرق الأوسط
واجهة الدماغ - الكمبيوتر تعيد «الصوت» لمرضى التصلّب الجانبي الضموري
يُعدّ الكلامُ من أثمن القدرات البشريّة؛ فهو الوسيلة الأولى التي نُعبِّر بها عن أفكارنا ومشاعرنا، ونبني بها علاقاتنا الاجتماعيّة، ونمارس بها أدوارنا المهنيّة والأسريّة. ومنذ لحظة ارتقاء الطفل إلى نطقِ أولى كلماته، يتشكّل لديه «صوتٌ» يلازمه باعتبار أنه جزء أصيل من هويّته؛ يميّزه ويعكس انفعالاته الدقيقة عبر النبرة، والإيقاع، والتجويد. فقدان الكلام وحين يفقد الإنسان هذه القدرة، لا يخبو صوته فحسب، بل يخسر بوابته الفوريّة للتواصل، فيتعرّض لعزلةٍ نفسيّةٍ قد تتفاقم إلى اكتئابٍ حادّ، واضطراباتِ قلقٍ، وتقلّ جودة حياته وحياة من حوله الذين يجدون صعوبةً في «سماع» الشخص كما اعتادوا عليه. هذه الفئة من المرضى تتشارك في معاناة مزدوجة من المرض العضال ذاته، وضياع الصوت باعتبار أنه رمز للحضور الإنساني. لذا تُعَدّ التقنيات المساعدة، وعلى رأسها التقنية الجديدة الفريدة من نوعها «واجهة الدماغ-الكومبيوتر (Brain-Computer Interface -BCI)، شريان أملٍ لإعادة بناء مسارات التواصل، ومنح المرضى نافذةً جديدةً للعالم من حولهم. التجربة الإكلينيكية لواجهة الدماغ - الكمبيوتر على مريض بالتصلب الجانبي الضموري (جامعة كاليفورنيا-ديفيس) وهذا ما يستكشفه المقال التالي بالتفصيل من خلال أحدث ابتكارٍ بحثي أُجري في جامعة كاليفورنيا – ديفيس، وتم الإفصاح عنه في مؤتمر صحافي عقدته الجامعة الأسبوع الماضي في يوم 12 يونيو (حزيران) 2025. ولفقدان الكلام أسبابٌ عديدة، تتراوح بين إصاباتٍ حادّة، وأمراضٍ تنكُّسية مزمنة. يأتي على رأسها: التصلّب الجانبي الضموري (ALS)، الذي يصيب الخلايا العصبيّة الحركيّة تدريجيّاً، فيشلّ العضلات المسؤولة عن النطق والتنفس. -السكتة الدماغيّة، خصوصاً التي تصيب جذع الدماغ، أو القشرة الحركيّة للنطق. -متلازمة الانحباس (Locked-in Syndrome)، الناتجة عن أذيّات جذعية؛ يُحافظ المريض على وعيه، ولكنه يفقد السيطرة على معظم عضلاته الإراديّة، بما في ذلك آليات النطق. -الشلل الرعّاشي المتقدّم (Advanced Parkinson's disease)، وما يصاحبه من عسر نُطق، وحركة بُطئيّة للسان والحنجرة. -التصلّب المتعدد (MS) في مراحله المتأخّرة، حين تتضرّر المسارات العصبيّة التنسيقيّة اللازمة لإنتاج الصوت المتناسق. -أورام الحنجرة، وأورام قاعدة الجمجمة التي تستلزم استئصال الحنجرة، أو تُلحق أذيّةً بالجهاز العصبي القحفي. -إصابات الدماغ الرضّية الشديدة، وتمزّقات الأعصاب القحفيّة. أبحاث وابتكارات • أهمية البحث. يُعدّ فقدان القدرة على الكلام من أكثر الأعراض قسوة لدى المصابين بمرض التصلّب الجانبي الضموري (Amyotrophic Lateral Sclerosis (ALS))، على وجه التخصيص، إذ يَبقى الوعي سليماً، بينما يُحبَس المريض داخل جسده بلا وسيلة تواصل فعّالة. في 12 يونيو (حزيران) 2025، كشفت جامعة كاليفورنيا – ديفيس عن نظام واجهة دماغ-كومبيوتر (BCI) جديد يُحوِّل نشاط الدماغ مباشرة إلى صوت مسموع بزمن تأخير لا يتجاوز 40 ملّي ثانية، ما يقترب من الزمن الذي يسمع فيه الإنسان صوته الطبيعي ( وقد تطوّرت هذه التقنية السريعة (BCI) مع الزمن، من أنظمةٍ تكتفي بتحريك مؤشّر أو طباعة نص بطيء، إلى نماذج تنطق كلمات بسرعة 15–20 كلمة/دقيقة، وصولاً اليوم إلى توليف صوت فوري يحاكي المسار الصوتي البشري، ويحافظ على النبرة والإيقاع، واجهةٌ تبشِّر بإعادة القدرة على إجراء محادثات فورية للأشخاص الذين فقدوا النطق بسبب حالات عصبية. نشرت هذه الدراسة في مجلة نيتشر ( • تصميم التجربة الإكلينيكية للدراسة (BrainGate2). تم تصميم تجربة إكلينيكية خاصة لهذه الدراسة في مركز الصحة لجامعة كاليفورنيا، حيث شارك فيها رجل خمسيني مصاب بمرض التصلّب الجانبي الضموري، غير قادر على النطق، تم استخدام جهاز واجهة الدماغ-الكومبيوتر المكون من 4 صفائف من الأقطاب الميكروية (ميكروإلكترودية) -96 قطباً لكل منها، مزروعة في قشرة بروكا بالدماغ (Broca's area)، وهي المسؤولة عن توليد الكلام. وقال المؤلف الرئيس للدراسة، والأستاذ في قسم الجراحة العصبية بجامعة كاليفورنيا ديفيس، المشارك في إدارة مختبر الأطراف العصبية بالجامعة، الدكتور سيرغي ستافيسكي (Sergey Stavisky): لقد أَتـاح نظامُ (BCI) لهذا المريض المصاب بـ(ALS) أن «يتحدّث» مع أسرته عبر الحاسوب في الزمن الحقيقي، ويغيّر نبرة صوته، بل ويُغنّي ألحاناً بسيطة. وأضاف: إنّ التخليق الصوتي اللحظي الجديد يُشبه إجراء مكالمة صوتية مباشرة. ومع التخليق الصوتي الفوري، سيتمكّن مستخدمو هذه الأطراف العصبية من الاندماج في المحادثة بشكل أكبر؛ فعلى سبيل المثال يستطيعون المقاطعة، كما يصبح الآخرون أقلَّ احتمالاً أن يقاطعوهم عن غير قصد. الدكتور سيرغي ستافيسكي فك شفرة الإشارات الدماغية كان فك شفرة الإشارات الدماغية هو جوهر هذه التقنية، وعليه طُلب من المشارك محاولة نطق جُمل. وقامت الصفائف بتسجيل متزامن للإشارات العصبية ومخرجات النطق المتوقَّعة، وإرسالها إلى حواسيب تعيد بناء الصوت من تلك الإشارات. وأوضحت الباحثة الرئيسة، عالمة المشاريع البحثية بمختبر تقنيات الأطراف العصبية، الدكتورة ميتري ويراغكار (Maitreyee Wairagkar) أن الخوارزمية المستخدمة كانت تربط النشاط العصبي بالأصوات المقصودة في كل لحظة، ما يتيح توليد الفروق الدقيقة، ومنح المشارك تحكّماً في إيقاع صوته الاصطناعي، وإصدار «كلام فوري وحيوي بفضل واجهة الدماغ-الكومبيوتر »، حيث كانت الواجهة تحوِّل إشارة الدماغ إلى كلام مسموع خلال جزء من أربعين جزءاً من الثانية -وهو تأخير يُعادل تقريباً الوقت الذي يستغرقه الإنسان ليسمع صوته الطبيعي. الدكتورة ميتري ويراغكار وقد دُرِّبت خوارزميات النظام باستخدام بيانات جُمِعت حين طُلب من المشارك محاولة نطق جُمل معروضة على الشاشة؛ ومقارنة نمط إطلاق مئات الخلايا العصبية بالأصوات المستهدفة لحظة بلحظة، ما مكَّن الخوارزمية من إعادة بناء الصوت اعتماداً على الإشارات العصبية فحسب. أتاح ذلك: -نطق كلمات جديدة لم تُدرَّب عليها الخوارزمية. -إدخال تعليقات سريعة أثناء الحوار. -تغيير نبرة الصوت لطرح الأسئلة، أو التشديد على كلمات محددة. -أداء ألحان موسيقية قصيرة بتغيير طبقة أو نغمة الصوت. وبلغت نسبة فهم المستمعين للكلام المُولَّد آنياً قرابة 60 في المائة مقابل 4 في المائة من دون استخدام الواجهة (BCI). آمال وتحديات • تجربة إكلينيكية واعدة. قال الدكتور ديفيد براندمان (David Brandman)، الباحث الرئيس المسؤول عن التجربة الإكلينيكية (BrainGate2) المدير المشارك لمختبر الأطراف الصناعية العصبية بجامعة كاليفورنيا في ديفيس، أستاذ مساعد في قسم جراحة الأعصاب والجراح الذي أجرى عملية زرع الأقطاب للمريض المشارك إن الصوت هو جزء أساسي من هويتنا، وفقدانه مدمِّر. وعدم القدرة على التحدث يمثل ضربة مدمرة للأشخاص الذين يعيشون مع حالات عصبية. وأضاف أن نتائج هذا البحث تبعث الأمل في الأشخاص الذين يرغبون في التحدث، ولكن لا يستطيعون، لقد أظهرنا كيف تمكن رجل مُصاب بالشلل عاجز عن التحدث من استخدام نسخة مُولَّدة من صوته. الدكتور ديفيد براندمان وهذه التقنية قد تكون تكنولوجيا تحولية للأشخاص الذين يعيشون مع الشلل. هناك إمكانية لتوسيع هذه التقنية لمرضى السكتة الدماغية، أو إصابات الحبل الشوكي، واستخدام لغات متعددة عبر نماذج لغوية ضخمة. • محدودية الدراسة الحالية. رغم النتائج المبشّرة، لا تزال واجهات الدماغ-الكومبيوتر في مراحلها المبكرة؛ وقد أُجريت الدراسة على مشارك واحد فقط مصاب بالتصلب الجانبي الضموري. ومن الضروري تكرار الدراسة على مجموعات أكبر، وأكثر تنوّعاً، ومن حالات فقدان نطق أخرى مثل السكتة الدماغية، كما أن حماية الإشارات العصبية الحساسة تتطلّب تشفيراً ومصادقة متقدمة. ختاماً، تمثّل هذه التقنية الحديثة والفريدة ابتكاراً ونقلةً نوعيّةً في ميدان التأهيل العصبي، إذ تضع الأساس لواجهات تواصل فورية تعيد لمن فقدوا أصواتهم القدرة على الحوار، والمشاركة المجتمعية بكرامة. ورغم أنّ التقنية لا تزال في طورها التجريبي، وتتطلّب دراساتٍ سريريةً أوسع، واعتماداً تنظيميّاً صارماً، فإنّ مؤشّراتها المبكرة تبعث على التفاؤل؛ فقد بات الأمل في استعادة الصوت والحضور أقرب من أيّ وقتٍ مضى لآلاف المرضى حول العالم. إنّ مواصلة الأبحاث متعددة التخصّصات، وتطوير الأجهزة بأمان وكفاءة، وتوفيرها بتكلفة ميسورة ستُحوّل هذا الأمل إلى واقع ملموس يُغيّر حياة المرضى وأُسرهم تغييراً جذرياً. توليف صوت فوري يحاكي المسار الصوتي البشري التصلب الجانبي الضموري (Amyotrophic Lateral Sclerosis (ALS))، المعروف أيضاً باسم داء لو غيريغ (Lou Gehrig's)، هو مرض عصبي تنكسي يصيب خلايا العصب الحركي في الدماغ والنخاع الشوكي، ما يؤدي إلى ضعف عضلي تدريجي، وفقدان السيطرة على الحركة، والكلام، والبلع، والتنفس. ويؤثر هذا المرض على 2–5 أفراد لكل 100000 نسمة سنوياً، غالباً بين أعمار 40 و70 سنة. أما عن متوسط مدة البقاء بعد التشخيص، فإنه يتراوح عادة من 3 إلى 5 سنوات، مع تحسن طفيف أخيراً ليصبح نحو 4 سنوات. وغالبية المرضى (90–95 في المائة) يعتبرون حالات متفرقة، دون وجود سبب وراثي معروف. ونحو 5–10في المائة منها وراثية، ترتبط بطفرات جينية مثل SOD1 أو C9orf72. ويتميز المرض بالخصائص التالية: - ضعف العضلات وتقلصاتها في الأطراف، الوجه، أو اللسان. - صعوبة في الكلام والبلع. - زيادة درجة الانفعالات (كالبكاء أو الضحك غير الطوعي). - فقدان تدريجي للقدرة الحركية. أما التشخيص، فيتم تأكيده عبر الفحص العصبي، وتخطيط كهربائي للعضلات، وفحوصات أخرى لاستبعاد أمراض مشابهة. ويتم دعم المرضى المصابين من خلال تجميع الفرق الطبية المتخصصة (خلايا عصبية، جهاز تنفسي، تغذية، علاج طبيعي...)، مما يحسن نوعية الحياة. ويشمل العلاج: - أدوية حالية: ريلوزول (Riluzole) وإدارافون (Edaravone)، يساعدان في إبطاء تقدم المرض لبضعة أشهر. - أدوية حديثة: كالسودي (Qalsody) هو أول دواء مستهدف لطفرات SOD1، وحصل على موافقة FDA وEMA، ويغطيه نظام Medicare الخاص في الولايات المتحدة. - أدوية تجريبية واعدة: +إنترلوكين (Interleukin‑2) بجرعة منخفضة يُظهر إبطاء لتدهور الحالة، وزيادة في العمر في تجارب MIROCALS. +عقار جيني: (Gene therapy AMT‑162) يستهدف طفرة SOD1 في تجارب أولية. +فوسيقوتيفاتور (Fosigotifator) وسوتوليتينيب (Sotuletinib)، (ABBV‑CLS‑7262): هي عقاقير في مراحل مبكرة من التجارب. +بريدوبيدين (Pridopidine) يحسن الاتصال العصبي العضلي ويُجرب سريرياً. +برامج بحثية أخرى مثل CTX‑1000 في أستراليا تستهدف بروتين TDP‑43. إن التصلب الجانبي الضموري (ALS) هو مرض تقدمي متواصل، حالياً بلا علاج شافٍ، لكن هناك تقدم واضح في التخفيف من الأعراض، وإبطاء تطور المرض. العلاجات المستقبلية المذكورة أعلاه، من الجينات إلى الأدوية المناعية والجزيئية، تفتح آفاقاً جديدة لتعزيز جودة حياة المرضى وإطالة أمد بقائهم. *استشاري طب المجتمع.


الشرق الأوسط
منذ 38 دقائق
- الشرق الأوسط
الصيام المتقطع يُضاهي فوائد حِميات إنقاص الوزن
أظهر تحليلٌ علمي لأدلة التجارب السريرية نشرته «المجلة الطبية البريطانية» (BMJ))، الأربعاء، أن حِميات الصيام المتقطع الغذائية تُقدم فوائد مُماثلة للحميات الغذائية التقليدية المُقيدة بالسعرات الحرارية لإنقاص الوزن. كما ارتبط الصيام المتقطع بانخفاض مستويات الكولسترول الكلي والكولسترول «الضار» مقارنةً بالنظام الغذائي المقيد زمنياً. وكشف التحليل الذي قام به فريق من الباحثين من عدد من الجامعات في كل من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا، عن أن للصيام المتقطع يوماً بعد يوم، فوائد أكبر مُقارنةً بكلٍّ من أنظمة تقييد السعرات الحرارية وأساليب الصيام المتقطع الأخرى. وخلص الباحثون في بيان نُشر الأربعاء، إلى أن «الأدلة الحالية تُشير إلى أن حميات الصيام المتقطع لها فوائد مماثلة لتقييد الطاقة المستمر لفقدان الوزن، وتقليل عوامل خطر أمراض القلب والأوعية الدموية»، قائلين إن «هناك حاجة إلى تجارب أطول مدةً لإثبات هذه النتائج بشكل أكبر». ويمكن أن يؤدي فقدان الوزن إلى تقليل عوامل الخطر القلبية والأيضية، مثل ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكولسترول والسكر في الدم، وبالتالي تقليل عبء الأمراض المزمنة الخطيرة مثل مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، ففي عام 2022 كان نحو 2.5 مليار بالغ؛ أي 43 في المائة من سكان العالم البالغين، يعانون من زيادة الوزن، وكان نحو 890 مليون شخص (16 في المائة) يعيشون مع السمنة. وتعتبر هذه الدراسة، والتي قام باحثوها بتحليل نتائج 99 تجربة سريرية عشوائية شملت 6582 بالغاً، لمقارنة تأثير أنظمة الصيام المتقطع مع أنظمة تقييد الطاقة المستمر أو الأنظمة الغذائية غير المقيدة على وزن الجسم وعوامل الخطر القلبية والأيضية، من أوائل المراجعات المنهجية التي تجمع بين المقارنات المباشرة وغير المباشرة لجميع الاستراتيجيات الغذائية، مما يمنحنا تقديرات أكثر دقة. وأظهرت نتائج الدراسة أن جميع استراتيجيات الصيام المتقطع وأنظمة تقييد الطاقة المستمر قد تؤدي إلى انخفاض طفيف في وزن الجسم مقارنةً بنظام غذائي غير مقيد. ولكن الصيام المتقطع يوماً بعد يوم كان الاستراتيجية الوحيدة لنظام الصيام المتقطع التي أظهرت فائدة طفيفة أكبر في خفض وزن الجسم مقارنةً بنظام تقييد الطاقة المستمر. وكما ذكر باحثون من جامعة كولومبيا الأميركية، في مقال افتتاحي للمجلة تعليقاً على نتائج هذا التحليل العلمي، فإنه «تكمن قيمة هذه الدراسة في إدراج الصيام المتقطع كخيار إضافي ضمن الخيارات العلاجية»، مشددين على أن «جودة النظام الغذائي خلال أيام الأكل الحُر يمكن أن تؤثر أيضاً على نتائج الصيام المتقطع». كما أكدوا على ضرورة التركيز على تعزيز التغييرات المستدامة بمرور الوقت، قائلين إن «الصيام المتقطع لا يهدف إلى استبدال الاستراتيجيات الغذائية الأخرى، بل إلى دمجها واستكمالها ضمن نموذج رعاية غذائية شامل يركز على المريض». وقال البروفسور نافيد ستار، أستاذ طب القلب الأيضي بجامعة غلاسكو في اسكوتلندا: «يساعد هذا التحليل على إعطاء فكرة عامة عن فوائد الصيام المتقطع». وأضاف في بيان نُشر الأربعاء: «بشكل عام، النتائج ليست مفاجئة؛ فالصيام المتقطع وسيلة أخرى تُمكّن الناس من الحفاظ على إجمالي السعرات الحرارية التي يتناولونها أقل مما هو عليه في الظروف العادية - وهذا يساعد الناس على الحفاظ على وزن أقل من المعدل الطبيعي»، مشدداً على أن «الصيام المتقطع أصبح خياراً آخر لأسلوب الحياة لإدارة الوزن. ومن الضروري دراسة مدى استدامته على المدى الطويل».