ابن عم بشار... من هو وسيم الأسد الذي أُلقي القبض عليه على الحدود اللبنانية-السورية؟
أُلقي القبض على وسيم بديع الأسد، ابن عم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، في عملية أمنية نفذتها السلطات السورية على الحدود مع لبنان، وذلك بعد سنوات من تورّطه في قضايا فساد وجرائم منظّمة ارتبطت بالنظام السابق. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" بأن قوى الأمن الداخلي، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، تمكّنت من توقيفه في كمين محكم، في خطوة وُصفت بأنها جزء من الجهود المتواصلة لملاحقة المطلوبين الخطرين. يُذكر أن الولايات المتحدة كانت قد أدرجت وسيم الأسد على قائمة العقوبات عام 2023، متّهمةً إياه بالضلوع في أنشطة تهريب مخدرات وقيادة تشكيلات شبه عسكرية.
وسيم بديع الأسد يُعد من أبرز الشخصيات المثيرة للجدل التي برزت خلال سنوات الحرب في سوريا. اشتهر خلال تلك الفترة بتصرّفاته العنيفة وتصريحاته الاستفزازية، واستعراضه للثراء الفاحش، رغم الأزمة العميقة التي عانى منها السوريون. ظهر وسيم في عدة تسجيلات مصوّرة يتباهى فيها بسياراته الفاخرة، من بينها مركبة تُقدَّر قيمتها بأكثر من 200 ألف دولار، متحدياً الانتقادات الشعبية، ومؤكداً أن بقاءه داخل سوريا يمنحه الحق في التمتّع بمقدّراتها.
خلال سنوات الصراع، راكم وسيم الأسد نفوذاً واسعاً من خلال ارتباطه الوثيق بالأجهزة الأمنية، لا سيما "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد. وبحسب تقارير إعلامية وحقوقية، تورّط وسيم بشكل مباشر في عمليات قمع المعارضين، وساهم في تنفيذ انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، تراوحت بين الاعتقال التعسفي والتعذيب والابتزاز.
غير أن الجانب الأخطر في سجل وسيم يتمثل في نشاطه المحوري في تجارة المخدرات، لا سيما مادة الكبتاغون التي تحوّلت إلى ركيزة تمويل أساسية للنظام السوري. وتشير المعلومات إلى أنه كان يقود شبكة تصنيع وتهريب مخدرات بالتعاون مع شخصيات نافذة في النظام، حيث أنشأ مصانع سرية لإنتاج الكبتاغون في مناطق مثل يعفور وريف دمشق، تم تجهيزها لتصدير كميات ضخمة نحو دول الخليج وأوروبا. وتشير شهادات موثوقة إلى أن تلك العمليات كانت تجري تحت حماية أمنية مباشرة من "الفرقة الرابعة".
كذلك، ارتبط اسم وسيم الأسد بضابط الأمن محمد زعرور، أحد ممثلي ماهر الأسد في إدارة العمليات غير المشروعة، وقد عمل الاثنان على إدارة شبكات تصنيع وتوزيع الكبتاغون في مناطق استراتيجية داخل الأراضي السورية، بما في ذلك ريف اللاذقية، ضمن ما وُصف بشبكة منظمة محمية من أجهزة رسمية.
في آذار 2023، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية اسم وسيم الأسد على قائمة العقوبات، إلى جانب شخصيات أخرى من دائرة الرئيس السوري السابق، من بينهم سامر كمال الأسد وعماد أبو زريق، بتهم تتعلّق بقيادة ميليشيات مسلّحة وتجارة المخدرات وغسل الأموال. كما فرضت بريطانيا عقوبات على شركاء آخرين في الشبكة ذاتها، مثل عبد اللطيف حميد، طاهر الكيالي، عامر خيتي، محمد شاليش، وراجي فلحوط.
وفي ظل تدهور الوضع الميداني وتراجع نفوذ النظام السابق، فرّ وسيم الأسد برفقة محمد زعرور إلى لبنان عبر معابر غير شرعية، عقب تقدم فصائل المعارضة باتجاه العاصمة، حيث سعيا إلى الاختباء بعيداً عن أعين الملاحقة.
وعلى خلفية هذه التطوّرات، أفادت "سانا" بأن قوى الأمن الداخلي السورية، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، تمكّنت من استدراج وسيم الأسد وإلقاء القبض عليه على الحدود السورية-اللبنانية، في عملية أمنية محكمة نُفّذت بالتنسيق مع وزارة الداخلية. وذكر بيان رسمي أن العملية نُفّذت بواسطة فرق إدارة المهام الخاصة، وأسفرت عن توقيف الأسد، الذي وصفته السلطات بـ"أحد أبرز تجّار المخدرات والمتورّطين في جرائم عدّة خلال فترة النظام البائد".
تُعد هذه الخطوة من أبرز المؤشّرات على نية الحكومة السورية المؤقتة تفكيك شبكات الفساد والجريمة المنظّمة التي تغلغلت في مفاصل الدولة. وقد كشفت مصادر سورية معارضة أن السلطات تعمل على إعداد قوائم بأسماء المتورطين في جرائم القتل وتجارة المخدرات، تمهيداً لإحالتها إلى القضاء السوري، وربما إلى الإنتربول الدولي والسلطات اللبنانية، لتفعيل أوامر توقيف دولية في حال انتقال هؤلاء بين الدول.
في سياق متّصل، فرضت السلطات السورية قيوداً إضافية على دخول اللبنانيين إلى أراضيها، في خطوة مرتبطة بإعداد قوائم بالمطلوبين اللبنانيين المتورّطين في جرائم أمنية وجرائم مخدرات بالتعاون مع النظام السابق.
وسيم الأسد، الذي لطالما كان يُعد رمزاً للنفوذ والسلطة المطلقة في ظل حكم ابن عمّه، تحوّل اليوم إلى واجهة لحقبة سوداء، تأمل قوى المعارضة أن تُطوى، وأن تُفتح من بعدها صفحة مساءلة وعدالة حقيقية للشعب السوري.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت بيروت
منذ 3 ساعات
- صوت بيروت
وسيم الأسد.. ماذا تعرف عن الصيد الثمين الذي اعتقله الأمن السوري قرب الحدود مع لبنان؟
"وسيم الأسد" الذي يرتدي معطفا أبيضا، وعلى يمينه "نوح زعيتر" وعلى يمين زعيتر، المدعو "محمد زعرور" وهو ضابط أمن في الفرقة الرابعة التي يديرها ماهر الأسد أعلنت وزارة الداخلية السورية أن جهاز الاستخبارات العامة، بالتعاون مع إحدى فرق إدارة المهام الخاصة، ألقى القبض على وسيم الأسد، ابن عم رئيس النظام المخلوع بشار الأسد، وذلك خلال عملية أمنية محكمة نُفذت في إطار الحملة المستمرة لمكافحة الجريمة المنظمة والاتجار غير المشروع بالمخدرات. وأفاد بيان الوزارة بأن العملية الأمنية نجحت في استدراج وسيم الأسد إلى كمين منظم أفضى إلى توقيفه دون أي مقاومة تُذكر. ويُعدّ وسيم أحد أبرز المتورطين في شبكات تجارة المخدرات، وسبق أن ارتبط اسمه بعدة جرائم خلال فترة حكم النظام المخلوع. وتأتي هذه الخطوة في سياق الجهود المتواصلة لتعزيز الأمن والاستقرار وملاحقة المطلوبين المتورطين في قضايا تهدد السلامة العامة، بحسب ما ورد في البيان الرسمي. وشكل وسيم الأسد مليشيا هناك وقاد جموعا من 'الشبيحة' لقمع الثورة السورية لحظة اندلاعها في مارس/آذار 2011. واشتهر بتجارة المخدرات قبل عام 2011، لكنها تطورت أكثر بعد هذا التاريخ حينما أصبحت تجارة النظام الأساسية لتعويض النقص في النقد الأجنبي بعد العقوبات الغربية عليه وعلى البنوك الحكومية. وعرف وسيم في أوساط السوريين كأحد أبرز مهربي المخدرات التي أصبحت 'تجارة رابحة' لنظام الأسد وباتت تبلغ عائدتها عليه 57 مليار دولار سنويا، بحسب ما أكدت 'روزي دياز' المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في تغريدة لها بتاريخ 28 مارس/آذار 2023. كما وتجمع العديد من الصور والمشاهد المصورة، وسيم الأسد مع نوح زعيتر أحد أكبر رموز تجارة المخدرات التابعين لـ 'حزب الله' والمطلوب لدى الإنتربول الدولي بتهمة زراعة وترويج وتهريب المخدرات.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 4 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
ابن عم بشار... من هو وسيم الأسد الذي أُلقي القبض عليه على الحدود اللبنانية-السورية؟
أُلقي القبض على وسيم بديع الأسد، ابن عم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، في عملية أمنية نفذتها السلطات السورية على الحدود مع لبنان، وذلك بعد سنوات من تورّطه في قضايا فساد وجرائم منظّمة ارتبطت بالنظام السابق. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" بأن قوى الأمن الداخلي، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، تمكّنت من توقيفه في كمين محكم، في خطوة وُصفت بأنها جزء من الجهود المتواصلة لملاحقة المطلوبين الخطرين. يُذكر أن الولايات المتحدة كانت قد أدرجت وسيم الأسد على قائمة العقوبات عام 2023، متّهمةً إياه بالضلوع في أنشطة تهريب مخدرات وقيادة تشكيلات شبه عسكرية. وسيم بديع الأسد يُعد من أبرز الشخصيات المثيرة للجدل التي برزت خلال سنوات الحرب في سوريا. اشتهر خلال تلك الفترة بتصرّفاته العنيفة وتصريحاته الاستفزازية، واستعراضه للثراء الفاحش، رغم الأزمة العميقة التي عانى منها السوريون. ظهر وسيم في عدة تسجيلات مصوّرة يتباهى فيها بسياراته الفاخرة، من بينها مركبة تُقدَّر قيمتها بأكثر من 200 ألف دولار، متحدياً الانتقادات الشعبية، ومؤكداً أن بقاءه داخل سوريا يمنحه الحق في التمتّع بمقدّراتها. خلال سنوات الصراع، راكم وسيم الأسد نفوذاً واسعاً من خلال ارتباطه الوثيق بالأجهزة الأمنية، لا سيما "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد. وبحسب تقارير إعلامية وحقوقية، تورّط وسيم بشكل مباشر في عمليات قمع المعارضين، وساهم في تنفيذ انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، تراوحت بين الاعتقال التعسفي والتعذيب والابتزاز. غير أن الجانب الأخطر في سجل وسيم يتمثل في نشاطه المحوري في تجارة المخدرات، لا سيما مادة الكبتاغون التي تحوّلت إلى ركيزة تمويل أساسية للنظام السوري. وتشير المعلومات إلى أنه كان يقود شبكة تصنيع وتهريب مخدرات بالتعاون مع شخصيات نافذة في النظام، حيث أنشأ مصانع سرية لإنتاج الكبتاغون في مناطق مثل يعفور وريف دمشق، تم تجهيزها لتصدير كميات ضخمة نحو دول الخليج وأوروبا. وتشير شهادات موثوقة إلى أن تلك العمليات كانت تجري تحت حماية أمنية مباشرة من "الفرقة الرابعة". كذلك، ارتبط اسم وسيم الأسد بضابط الأمن محمد زعرور، أحد ممثلي ماهر الأسد في إدارة العمليات غير المشروعة، وقد عمل الاثنان على إدارة شبكات تصنيع وتوزيع الكبتاغون في مناطق استراتيجية داخل الأراضي السورية، بما في ذلك ريف اللاذقية، ضمن ما وُصف بشبكة منظمة محمية من أجهزة رسمية. في آذار 2023، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية اسم وسيم الأسد على قائمة العقوبات، إلى جانب شخصيات أخرى من دائرة الرئيس السوري السابق، من بينهم سامر كمال الأسد وعماد أبو زريق، بتهم تتعلّق بقيادة ميليشيات مسلّحة وتجارة المخدرات وغسل الأموال. كما فرضت بريطانيا عقوبات على شركاء آخرين في الشبكة ذاتها، مثل عبد اللطيف حميد، طاهر الكيالي، عامر خيتي، محمد شاليش، وراجي فلحوط. وفي ظل تدهور الوضع الميداني وتراجع نفوذ النظام السابق، فرّ وسيم الأسد برفقة محمد زعرور إلى لبنان عبر معابر غير شرعية، عقب تقدم فصائل المعارضة باتجاه العاصمة، حيث سعيا إلى الاختباء بعيداً عن أعين الملاحقة. وعلى خلفية هذه التطوّرات، أفادت "سانا" بأن قوى الأمن الداخلي السورية، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، تمكّنت من استدراج وسيم الأسد وإلقاء القبض عليه على الحدود السورية-اللبنانية، في عملية أمنية محكمة نُفّذت بالتنسيق مع وزارة الداخلية. وذكر بيان رسمي أن العملية نُفّذت بواسطة فرق إدارة المهام الخاصة، وأسفرت عن توقيف الأسد، الذي وصفته السلطات بـ"أحد أبرز تجّار المخدرات والمتورّطين في جرائم عدّة خلال فترة النظام البائد". تُعد هذه الخطوة من أبرز المؤشّرات على نية الحكومة السورية المؤقتة تفكيك شبكات الفساد والجريمة المنظّمة التي تغلغلت في مفاصل الدولة. وقد كشفت مصادر سورية معارضة أن السلطات تعمل على إعداد قوائم بأسماء المتورطين في جرائم القتل وتجارة المخدرات، تمهيداً لإحالتها إلى القضاء السوري، وربما إلى الإنتربول الدولي والسلطات اللبنانية، لتفعيل أوامر توقيف دولية في حال انتقال هؤلاء بين الدول. في سياق متّصل، فرضت السلطات السورية قيوداً إضافية على دخول اللبنانيين إلى أراضيها، في خطوة مرتبطة بإعداد قوائم بالمطلوبين اللبنانيين المتورّطين في جرائم أمنية وجرائم مخدرات بالتعاون مع النظام السابق. وسيم الأسد، الذي لطالما كان يُعد رمزاً للنفوذ والسلطة المطلقة في ظل حكم ابن عمّه، تحوّل اليوم إلى واجهة لحقبة سوداء، تأمل قوى المعارضة أن تُطوى، وأن تُفتح من بعدها صفحة مساءلة وعدالة حقيقية للشعب السوري. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


بيروت نيوز
منذ 4 ساعات
- بيروت نيوز
على الحدود السورية–اللبنانية… توقيف ابن عم بشار الأسد (صور)
أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم السبت، إلقاء القبض على وسيم الأسد، ابن عم الرئيس المخلوع بشار الأسد، في عملية أمنية وصفت بأنها 'محكمة' على الحدود السورية اللبنانية، مشيرة إلى أنه يعد من أبرز المتورطين في تجارة المخدرات وجرائم أخرى خلال فترة ما أسمته بـ'النظام البائد'. وفي بيان رسمي، أوضحت الوزارة أن جهاز الاستخبارات العامة، بالتعاون مع الجهات المختصة في وزارة الداخلية، تمكن من استدراج وسيم الأسد عبر عملية نوعية نفذتها إحدى فرق إدارة المهام الخاصة، وأسفرت عن توقيفه. ونشرت الوزارة صورة للموقوف، مؤكدة أن هذه العملية تأتي في إطار التزام الدولة بمكافحة الجريمة المنظمة وملاحقة المطلوبين وتحقيق العدالة دون استثناء. وأدرجت الولايات المتحدة وسيم الأسد في عام 2023 على قائمة العقوبات لضلوعه في قيادة قوة شبه عسكرية تدعم جيش الأسد ولتورطه في تجارة المخدرات ومنها حبوب الكبتاجون المشابهة لمخدر الأمفيتامين، وفق رويترز.