logo
طهران إذ تروّج للفتنة المذهبية في لبنان

طهران إذ تروّج للفتنة المذهبية في لبنان

العربيةمنذ 6 ساعات
حتى الآن ما زال هناك من يعتقد ان إعتراض 'حزب الله' على قرار السلطة اللبنانية تجريده من السلاح، هو خيار فكري وأكاديمي ليس إلا، يُعبر عن نفسه بموقف سياسي يستفيد من 'عبقرية' الديموقراطية اللبنانية، التي تتيح له الاعتراض في مجلس الوزراء والانسحاب من الجلسات، من دون الاستقالة من الحكومة، ومن دون السير مع الدراجات النارية في الشوارع.. ومن دون ركوب دراجة مستشار المرشد الإيراني علي ولايتي، الذي وضع خطاً أحمر على السلاح، ولوّح صراحة، بالفتنة المذهبية في لبنان.
هؤلاء الذين يتوهمون ان الحزب والثنائي الشيعي والطائفة بمجملها، يمكن ان تتخلى عن السلاح، يبنون تقديرهم على فرضية الهزيمة التي ألحقها العدو الإسرائيلي بالشيعة، وهي فرضية ليس لها أساس في العقل الشيعي اللبناني، وليس لها سند على أرض الواقع الذي يشهد على العكس تماماً، ويعكس موقفاً شيعياً عاماً يخالف المنطق والعقل، والحساب الدقيق لموازين القوى وما أفرزته من استباحة إسرائيلية لوجود الطائفة، يجري الرد عليها بكلام من الغيب، أقل ما يزعمه ان الحزب منع العدو من الاحتلال ومن التقدم خلال الحرب الأخيرة حتى بيروت على غرار ما فعل في العام 1982، عندما كانت منظمة التحرير الفلسطينية واليسار اللبناني يتصديان للغزو الإسرائيلي الأكبر والأخطر للبنان.. مع أن العدو الذي لم يكن لديه هذه المرة خطة إجتياح تتعدى بلدة الخيام وقرى الشريط الحدودي، وصل بالفعل الى العاصمة، وما زال يسيطر عليها بمسيراته التي لا تغيب عن السماء.
ولعل ما يثير الحيرة هو أن هذا التقدير الذي يقيس قوة الشيعة في لبنان بمعايير طوباوية، يضمر في جوهره إيماناً عميقاً، بل ثقة غريبة، بضعف العدو الإسرائيلي وقرب تفككه وزوال دولته ، وبعدم قدرته، وعدم رغبته أيضا، في ان يفعل بشيعة لبنان ما يفعله اليوم بفلسطينيي غزة الذين تتناقص أعدادهم بسرعة هائلة، نتيجة حملة الإبادة التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ الإنساني، والتي تهدد بفنائهم من الوجود فعلاً، خلال فترة زمنية تتراوح بين سنتين او ثلاث سنوات، إذا استمرت الحرب الإسرائيلية على وتيرتها الحالية.. ومن دون اعتراض سوى في بعض شوارع العواصم الغربية.
لكن هذه الحيرة سرعان ما تزول عندما تتصرف الطائفة بكامل وعيها المستجد، كأقلية يحرّكها خوفٌ دفينٌ من محيطها كله، الإسرائيلي واللبناني والعربي عموماً، وتقرر، نعم تقرر بوضوح أن سلاحها ليس فقط هويتها، بل هو سبب وجودها وبقائها على هذه الأرض المعادية التي تهددها من كل الجهات، وتراكم في ذاكرتها صور ما يتعرض له الفلسطينيون في الداخل الفلسطيني، وما يواجهه العلويون والدروز والمسيحيون في سوريا. وهي صور تجعل من قرار الحكومة اللبنانية سحب السلاح بمثابة إعلان حرب، لا يواجه إلا بالمثل..إذا ما أصرت الطوائف اللبنانية الأخرى على ضرورة إمتثال الشيعة لسلطة الدولة الشرعية التي كانوا عبر التاريخ من خوارجها ومناهضيها.
ويتفاقم خوف الشيعة ويزداد خطورة، عندما يأتيهم من طهران بشكل علني ومباشر، إعتراض متكرر على تسليم السلاح، ورفض صريح للانخراط في مشروع الدولة في لبنان، بإعتباره رجساً من عمل الشيطان الأكبر الأميركي، وإستسلاماً أمام الشيطان الإسرائيلي..وعندما يصل من العاصمة الإيرانية موقف لا يحتمل سوى تفسير وحيد، أطلقه مستشار المرشد علي ولايتي، الذي نادى صراحة بالاحتفاظ بالسلاح لمواجهة خطر ظهور 'جولاني' سني لبناني ، يشبه الجولاني الذي يحكم سوريا اليوم. وهو ما يعني بأن المستشار (وطبيب الأطفال الايرانيين) لا يحرض فقط مسيرات أطفال الدراجات النارية في شوارع العاصمة بيروت، بقدر ما يرسم أهدافها، المستندة كما هو ظاهر، على تحليل إيراني، يروج لدى بعض شيعة لبنان، أن الطائفة السنية اللبنانية ستنتج زعامة إسلامية متطرفة تستوحي التجربة السورية وتستمد قوتها منها. وهو تحليل خيالي مبني فقط على الحقد الفارسي التاريخي على كل ما هو عربي، يحدد للسلاح الشيعي اللبناني وظيفة مذهبية لا يمكن أن تخطر حتى في بال العدو.
علّ هذا التحليل الإيراني، الشرير، يكون سنداً لدفع خطة نزع سلاح حزب الله الى الامام.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تحذير أممي من «كارثة جديدة» في غزة
تحذير أممي من «كارثة جديدة» في غزة

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

تحذير أممي من «كارثة جديدة» في غزة

حذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، ميروسلاف جينكا، أمام الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الأمن الدولي، أمس، من أن خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة قد تتسبب في «كارثة جديدة» مع تداعيات تتجاوز القطاع المحاصر والمدمّر. وعقد المجلس اجتماعه بعدما أعلنت الحكومة الأمنية الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، موافقتها على هذه الخطة التي أثارت تنديداً دولياً وإقليمياً واسعاً. وقال جينكا: «الخطة، إذا تم تنفيذها فستتسبب في مزيد من النزوح القسري وعمليات القتل والدمار في غزة، وتتردد أصداؤها في أنحاء المنطقة». من جانبه، تمسك نتنياهو بخطته الجديدة لإعادة السيطرة على مدينة غزة، قائلاً في مؤتمر صحافي أمس، إنها «أفضل وسيلة لإنهاء الحرب»، متحدياً بذلك الدعوات المتزايدة لوقف إطلاق النار. وأضاف أن العملية سيتم تنفيذها «ضمن جدول زمني قصير نسبياً لأننا نريد إنهاء الحرب» التي اندلعت منذ 22 شهراً. في سياق متصل، تجاوز الخطاب الإسرائيلي الرسمي حداً جديداً في الرد على مواقف بريطانيا وفرنسا وألمانيا لأنها «تجرأت وانتقدت» قرار تل أبيب بإعادة احتلال غزة. وهددت دوائر مقربة من نتنياهو هذه الدول بـ«رد قاس» يشمل حظر بيعها الأسلحة والتقنيات الحديثة، وعدم مشاركة المعلومات الاستخبارية بشأن مكافحة الإرهاب، وفق ما نقلت وسائل إعلام عبرية.

جلسات حكومة لبنان إلى إجازة «صيفية»
جلسات حكومة لبنان إلى إجازة «صيفية»

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

جلسات حكومة لبنان إلى إجازة «صيفية»

تعقد الحكومة اللبنانية غداً الأربعاء جلستين صباحية ومسائية، ثم تدخل في «إجازة صيفية» أسبوعين ريثما تنتهي قيادة الجيش من وضع خطة لتطبيق «حصرية السلاح» نهاية أغسطس (آب) الجاري. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر وزاري أن جلستي الأربعاء ستخصصان لإقرار البنود ذات الطابع الخدماتي، تجنباً لفتح النقاش حول «حصرية السلاح» التي تشكل مادة سياسية مشتعلة بين أكثرية مؤيدة لها، وأقلية ممثلة في «الثنائي الشيعي» ما زالت تتحفّظ عليها بذريعة افتقادها الضمانات بإلزام إسرائيل الانسحاب من الجنوب. وستتيح هذه الفترة لرؤساء الجمهورية جوزيف عون، والبرلمان نبيه برّي، والحكومة نواف سلام، التواصل مجدداً بحثاً عن صيغة توفيقية لإخراج «حصرية السلاح» من التأزم، وذلك بعد انسحاب الوزراء الشيعة من جلسة الحكومة الأخيرة التي أقرت أهداف الورقة الأميركية. ويأتي ذلك وسط مساع من بري لضبط تحركات «حزب الله» الذي ينفذ مناصروه مسيرات بدرجات نارية في الضاحية الجنوبية لبيروت رفضاً لتسليم السلاح، فيما يعمل الجيش على منع خروج المحتجين من الضاحية تجناً لوقوع صدامات.

كليةُ الحقوق جامعة عدن تُدَشِّنُ امتحانات الدور الأول للفصل الثاني من العام الجامعي 2024-2025م.
كليةُ الحقوق جامعة عدن تُدَشِّنُ امتحانات الدور الأول للفصل الثاني من العام الجامعي 2024-2025م.

حضرموت نت

timeمنذ 2 ساعات

  • حضرموت نت

كليةُ الحقوق جامعة عدن تُدَشِّنُ امتحانات الدور الأول للفصل الثاني من العام الجامعي 2024-2025م.

دُشنت اليوم الأحد الموافق 10/ 8/ 2026م في كلية الحقوق بجامعة عدن امتحانات الدور الأول للفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي 2024- 2025م؛ وذلك بعد انتهاء الدراسة، وتنفيذ الخطة الدراسية ١٠٠% في جمبع المواد الدراسية ، حيث قام عميدُ الكلية بمعيةِ نوابه وعددٌ من أعضاءِ اللجنةِ الامتحانية بالكلية بتفقدِ القاعات الامتحانية، في جوٍّ ساده الهدوء والالتزام بضوابط العمليةِ الامتحانية، وتم توزيع الطلاب حسب نظام أرقام الجلوس، مع توفير عدد كافٍ من المراقبين في كلِّ قاعةٍ؛ لضبط العملية الامتحانية. وقد أشاد عميدُ الكلية د. محمد صالح محسن بمستوى الوعي والانضباط الكبيرين الذَيْن تحلى بهما طلابُ كلية الحقوق، والتزامهم بالضوابطِ الامتحانيةِ في أولِ يومٍ امتحاني، وبإذنِ الله سيستمرُّ ذلك في الأيام الامتحانية القادمة. وفي الختام أثنى عميد الكلية بالشكر والعرفان لكلِّ مَنْ كان له دور في إنجاح هذه العملية الامتحانية، من نواب العميد ورؤساء الأقسام، والأساتذة والموظفين، وشكر أيضًا الطلابَ على حُسْنِ انضباطهم وهدوئهم وهم يؤدون امتحاناتهم. اللجنة الإعلامية في كلية الحقوق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store