logo
الآلاف يقتحمون مركز توزيع المساعدات في غزة، والجيش الإسرائيلي يستعيد السيطرة بـ "طلقات تحذيرية"

الآلاف يقتحمون مركز توزيع المساعدات في غزة، والجيش الإسرائيلي يستعيد السيطرة بـ "طلقات تحذيرية"

BBC عربية٢٧-٠٥-٢٠٢٥

اندفع آلاف الفلسطينيين عصر الثلاثاء باتجاه مركز لتوزيع المساعدات تديره منظمة مدعومة أمريكياً في منطقة غرب رفح جنوب قطاع غزة، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق "طلقات تحذيرية" في المنطقة.
واندفع مواطنون من فئات عمرية مختلفة من المناطق الغربية في خان يونس ورفح، ومن بينهم نساء وأطفال، باتجاه المركز في منطقة تل السلطان غرب رفح، وشوهد عدد منهم يحملون صناديق فيها مواد غذائية.
وبحسب شهود عيان، اجتاز مئات الفلسطينيين حاجزاً عسكرياً للجيش الإسرائيلي قرب المركز، وتمكن العديد منهم من الوصول إلى داخل مركز المساعدات حيث وجدوا مئات من صناديق المساعدات المعدة للتوزيع، وأخذوها قبل أن يندفع آلاف آخرون.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته أطلقت "طلقات تحذيرية في المنطقة خارج مقر التوزيع"، مؤكدا أنه "لم يطلق.. أي نيران جوية تجاه مركز توزيع المساعدات".
وأضاف البيان: "تمت السيطرة على الوضع ومن المتوقع أن تستمر عمليات توزيع الأغذية كما هو مخطط".
أمّا "مؤسسة غزة الإنسانية"، فقالت في بيان، إن عدد طالبي المساعدة في أحد مواقع التوزيع كان كبيراً جداً في وقت ما يوم الثلاثاء، لدرجة أن فريقها اضطر إلى الانسحاب للسماح للناس "بأخذ المساعدات بأمان وتوزيعها" وتجنب الخسائر. وأضافت أن العمليات العادية استؤنفت منذ ذلك الحين.
وعلّق المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس في غزة على الحادثة بأن "الاحتلال الإسرائيلي فشل فشلاً ذريعاً في مشروع توزيع المساعدات بمناطق العزل العنصرية".
وأشار إلى اندفاع "آلاف الجائعين، الذين حاصرهم الاحتلال وقطع عنهم الغذاء والدواء منذ حوالي 90 يوماً، نحو تلك المناطق في مشهد مأساوي ومؤلم، انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت وطأة الجوع القاتل".
وأدان المكتب في بيان استخدام المساعدات "كسلاح حرب وأداة للابتزاز السياسي".
وروى عدد من الفلسطينيين لفرانس برس أنهم تسلّموا صناديق مساعدات من المؤسسة، قبل أن يندفع آلاف الناس إلى مركز توزيع المساعدات.
وأكد أيمن أبو زيد (35 عاماً)، وهو نازح من رفح ويقيم في مخيم للنازحين في خان يونس، أنه كان يقف في طابور عند نقطة تسليم للمساعدات برفح مع المئات من المواطنين، و"فجأة بدأ عدد كبير من الأشخاص بالتدافع والدخول بشكل عشوائي للمركز".
وأضاف: "بعد دقائق بدأت القوات الإسرائيلية تطلق النار وكان الصوت مخيفاً جداً، وبدأ الناس يتفرقون، لكن البعض حاول أن يحصل على المساعدات رغم الخطر".
وقال محمد أبو يوسف (29 عاماً)، وهو من سكان خان يونس، إنه استلم "سلة غذائية من نقطة التسليم في رفح". وتابع "الناس محتاجة جداً للطعام".
وبحلول وقت متأخر من بعد ظهر يوم الثلاثاء، أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية أنها وزعت حوالي 8000 صندوق غذائي، أي ما يعادل حوالي 462 ألف وجبة، بعد حصار إسرائيلي دام قرابة ثلاثة أشهر للقطاع.
إسرائيل تتّهم وحماس تنفي
واتّهمت كلٌ من إسرائيل ومؤسسة غزة الإنسانية، حماس بمحاولة منع المدنيين من الوصول إلى مركز توزيع المساعدات، لكن الحركة نفت هذا الاتّهام.
وقال إسماعيل الثوابتة، مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة الذي تديره حماس لرويترز، إن "السبب الحقيقي لتأخير وانهيار عملية توزيع المساعدات هو الفوضى المأساوية الناجمة عن سوء إدارة نفس الشركة العاملة تحت إدارة الاحتلال الإسرائيلي في تلك المناطق العازلة".
وأضاف: "لقد أدى هذا إلى تجويع آلاف الأشخاص، تحت ضغط الحصار والجوع، واقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على المواد الغذائية، وإطلاق القوات الإسرائيلية النار خلال ذلك".
خطة أممية "مفصلة ومبدئية وسليمة" لتوزيع المساعدات الإنسانية
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن مقطع فيديو لآلاف الفلسطينيين يقتحمون يوم الثلاثاء موقعاً تُوزّع فيه المساعدات من قِبل مؤسسة تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل "مُفجع".
وأضاف للصحفيين: "لدينا وشركاؤنا خطة مفصلة ومبدئية وسليمة من الناحية العملية - بدعم من الدول الأعضاء - لإيصال المساعدات إلى السكان المُحتاجين".
وتابع: "نُواصل التأكيد على أن توسيع نطاق العمليات الإنسانية بشكل فعّال أمرٌ ضروري لدرء المجاعة وتلبية احتياجات جميع المدنيين أينما كانوا".
وكانت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية أخرى قد قاطعت المؤسسة، التي يقولون إنها تُقوّض مبدأ توزيع المساعدات الإنسانية بشكل مستقل عن أطراف النزاع، بناءً على الحاجة.
وقال كريستيان كاردون، المتحدث الرئيسي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "يجب عدم تسييس أو عسكرة المساعدات الإنسانية".
"فحص بيومتري"
وعلى الرغم من توفر المساعدات منذ يوم الاثنين، إلّا أن الفلسطينيين قد استجابوا للتحذيرات، بما في ذلك تحذيرات حماس، بشأن إجراءات الفحص البيومتري المُستخدمة في مواقع توزيع المساعدات التابعة للمؤسسة.
وقال أبو أحمد، البالغ من العمر 55 عاماً، وهو أب لسبعة أطفال: "مع أنني أرغب في الذهاب لأنني جائع وأطفالي جائعون، إلا أنني أشعر بالخوف".
وأضاف في رسالة عبر تطبيق واتساب: "أنا خائف جداً لأنهم قالوا إن الشركة تابعة لإسرائيل وأنها مرتزقة، وأيضاً لأن المقاومة -حماس- طلبت عدم الذهاب".
ويصف أبو أحمد: "قبل الحرب، كانت ثلاجتي مليئة باللحوم والدجاج ومنتجات الألبان والمشروبات الغازية، وكل شيء، والآن أتوسل للحصول على رغيف خبز".
وتقول إسرائيل إن مؤسسة غزة الإنسانية ومقرها سويسرا، هي مبادرة مدعومة من الولايات المتحدة، وإن قواتها لن تشارك في نقاط التوزيع التي سيتم فيها توزيع الطعام. في المقابل، قال مسؤولون إسرائيليون إن إحدى مزايا نظام المساعدات الجديد هي إمكانية فحص المستفيدين لاستبعاد أي شخص يُثبت ارتباطه بحماس.
وتقول المنظمات الإنسانية المُطلعة على خطط المؤسسة إن أي شخص يحصل على المساعدات سيُضطر إلى الخضوع لتقنية التعرف على الوجه، التي يخشى العديد من الفلسطينيين أن تقع في أيدي الإسرائيليين لاستخدامها في تتبعهم وربما استهدافهم، وفق رويترز.
وصرح الجيش الإسرائيلي بإنشاء أربعة مواقع مساعدات في الأسابيع الأخيرة في أنحاء القطاع، وأن اثنين منها في منطقة رفح بدآ العمل يوم الثلاثاء، وهما "يوزعان طروداً غذائية على آلاف العائلات في قطاع غزة".
وجاء إطلاق نظام المساعدات الجديد بعد أيام من تخفيف إسرائيل حصارها، مما سمح بدخول عدد قليل من شاحنات المساعدات التابعة للوكالات الدولية إلى غزة الأسبوع الماضي، بما في ذلك مركبات برنامج الغذاء العالمي التي تنقل الدقيق إلى المخابز المحلية.
لكن كمية المساعدات التي دخلت إلى القطاع الساحلي المكتظ بالسكان لم تكن سوى جزء ضئيل من 500-600 شاحنة تقدر وكالات الأمم المتحدة الحاجة إليها يومياً.
ومع استئناف تدفق المساعدات المحدودة، واصلت القوات الإسرائيلية هجماتها على أهداف مختلفة في أنحاء القطاع، مما أسفر عن مقتل 3901 فلسطيني منذ انهيار وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين في منتصف مارس/آذار، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.
وفي المجمل، قُتل أكثر من 54 ألف فلسطيني في الحرب الجوية والبرية الإسرائيلية، وفقاً لسلطات الصحة في غزة. وقد شُنّت هذه الحرب في أعقاب هجوم عبر الحدود قادته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين في غزة، وفقًا للإحصاءات الإسرائيلية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعلن الطرق لمراكز المساعدات في غزة "مناطق قتال"، ومؤسسة غزة تغلق مراكزها مؤقتاً
الجيش الإسرائيلي يعلن الطرق لمراكز المساعدات في غزة "مناطق قتال"، ومؤسسة غزة تغلق مراكزها مؤقتاً

BBC عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • BBC عربية

الجيش الإسرائيلي يعلن الطرق لمراكز المساعدات في غزة "مناطق قتال"، ومؤسسة غزة تغلق مراكزها مؤقتاً

حذر الجيش الإسرائيلي من أن الطرق المؤدية إلى مراكز توزيع المساعدات في غزة ستكون "مناطق قتال"، بينما سيتم إغلاق هذه المراكز اليوم الأربعاء. وأعلنت مؤسسة غزة الإنسانية، وهي شبكة مساعدات مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل وتثير جدلاً واسعاً، أنها ستغلق مواقعها بشكل مؤقت لأعمال "تحديث وتنظيم وتحسين الكفاءة". وفي بيان منفصل، قال الجيش الإسرائيلي إن الدخول إلى مراكز التوزيع أو التحرك في الطرق المؤدية إلى تلك المراكز سيكون "محظوراً". يأتي ذلك بعد أن أعلنت وكالة الدفاع المدني في غزة مقتل ما لا يقل عن 27 فلسطينياً بنيران إسرائيلية بالقرب من أحد مراكز توزيع المساعدات ليل الثلاثاء، في ثالث حادث دموي يقع على طرق تؤدي لمواقع مؤسسة غزة الإنسانية خلال يومين. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن جنودها أطلقوا النار بعد رصد "مشتبه بهم" اقتربوا منهم "من خارج المسارات المخصصة". وعقب الحادث، قال مدير مستشفى ناصر في خان يونس، عاطف الحوت، إن جرحى وصلوا إلى المستشفى بعد إصاباتهم بطلقات نارية جراء إطلاق القوات الإسرائيلية النار على "حشود من المدنيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات غرب رفح". وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود البصل، إن المدنيين تعرضوا لإطلاق نار من دبابات وطائرات مسيّرة ومروحيات بالقرب من موقع توزيع المساعدات. بينما وصف مسعف أجنبي يعمل في المنطقة المشهد بأنه "مجزرة شاملة"، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من المصابين وصلوا إلى المستشفيات. وفي بيان رسمي، نفى الجيش الإسرائيلي "منع المدنيين في غزة من الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية". وقالت مؤسسة غزة الإنسانية، إنها ستستأنف توزيع المساعدات يوم الخميس. وقال متحدث باسم منظمة الإغاثة إن المنظمة طلبت من الجيش الإسرائيلي "توجيه حركة المشاة" بالقرب من الحدود العسكرية لتقليل مخاطر "الارتباك أو التصعيد"، بحسب وكالة رويترز للأنباء. وأضافت المنظمة أنها تعمل أيضاً على تطوير إرشادات أكثر وضوحاً للمدنيين وتعزيز التدريب لدعم سلامتهم، موضحة: "أولويتنا القصوى تظل ضمان سلامة وكرامة المدنيين الذين يتلقون المساعدات". من جهة أخرى، طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بإجراء "تحقيق فوري ومستقل" في الأحداث الأخيرة. وقال المتحدث باسم غوتيريش، ستيفان دوجاريك، لـ"بي بي سي" إن إغلاق المراكز يُظهر "غياب الوضوح بشأن هوية مؤسسة غزة الإنسانية" و "غياب المساءلة"، مضيفاً: "نرى مسلحين حول هذه النقاط، ولا أحد يعرف من هم ومن يتبعون". ويتزامن ذلك مع تحذيرات أممية من مجاعة تهدد أكثر من مليوني شخص في غزة بعد حظر شامل على دخول الغذاء والمساعدات فرضته إسرائيل على القطاع منذ 11 أسبوعاً. وتهدف مؤسسة غزة الإنسانية إلى استبدال شبكة المساعدات الأممية في غزة، بعد اتهامات إسرائيلية متكررة بأن الأمم المتحدة لم تمنع حماس من السيطرة على الإمدادات، وهي اتهامات تنفيها الأمم المتحدة. وفي ظل النظام الجديد، يتوجب على الفلسطينيين السير لمسافات طويلة للوصول إلى عدد محدود من المراكز الواقعة في مناطق تخضع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية ويشرف عليها مسلحون أمريكيون. وانتقد البعض هذا النموذج، مشيرين إلى أن الناس يُجبرون على نقل صناديق تزن 20 كيلوغراماً لمسافات طويلة إلى منازلهم أو أماكن نزوحهم. ووصف دوجاريك نموذج مؤسسة غزة الإنسانية بأنه "ليس نموذجاً لتقديم المساعدات"، لأنه "يعرّض حياة الناس للخطر" عبر إجبارهم على التنقل في مناطق عسكرية. وأضاف أن هذا النموذج "غير مقبول"، مكرراً وصف مفوض الأونروا، فيليب لازاريني، للوضع بأنه "فخ مميت". واتهمت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى مؤسسة غزة بعدم الالتزام بالمبادئ الإنسانية. وتم تعيين القس الإنجيلي الأمريكي جونى مور، وهو من أبرز داعمي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، رئيساً جديداً لمؤسسة غزة الإنسانية، الثلاثاء، خلفاً لرئيسها الأول جيك وود، الجندي الأمريكي السابق الذي استقال من منصبه وانتقد نموذج المؤسسة. وأطلقت إسرائيل حملتها العسكرية في غزة رداً على هجوم شنه عناصر من حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتل خلاله حوالي 1200 شخص واحتجز قرابة 251 آخرين كرهائن بحسب السلطات الإسرائيلية. وبحسب وزارة الصحة في غزة، قُتل ما لا يقل عن 54,470 شخصاً في القطاع منذ ذلك الحين، بينهم 4,201 منذ استئناف إسرائيل لعمليتها العسكرية في القطاع في 18 مارس/آذار الماضي.

جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل ثلاثة جنود خلال معارك شمالي غزة
جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل ثلاثة جنود خلال معارك شمالي غزة

العربي الجديد

timeمنذ 8 ساعات

  • العربي الجديد

جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل ثلاثة جنود خلال معارك شمالي غزة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مقتل 3 جنود من لواء "جعفاتي" في معارك شمالي قطاع غزة ، وذلك غداة إعلان كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها قتلت وجرحت عدداً من جنود الاحتلال خلال اشتباكات ضارية من المسافة صفر شرقي مخيم جباليا ، شمالي القطاع. وقال جيش الاحتلال إن الجنود القتلى هم من رتبة رقيب أول، أحدهم قائد فرقة في الكتيبة التاسعة، واثنان منهم مسعفان عسكريان في الكتيبة عينها. وكانت المواقع الإسرائيلية قد أفادت، أمس الاثنين، بأنّ مركبة عسكرية تعرضت لصاروخ مضاد للدروع أطلقته المقاومة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة اثنين آخرين في حصيلة أولية. وذكرت المواقع أنّ جهود إخلاء الجنود الجرحى واجهت صعوبة بسبب ضراوة المعارك في محيط الكمين، مضيفة أن مروحية عسكرية فشلت في محاولة أولى للهبوط في مكان الكمين شرقي مخيّم جباليا. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أنّ طيران الاحتلال شنّ سلسلة غارات عنيفة على محيط الكمين، ولاحقاً قصفت مدفعية جيش الاحتلال منطقة شرق جباليا بوابل من القذائف. وكانت كتائب القسام قد أعلنت، مساء أمس الاثنين، أن عناصرها "يخوضون اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال من المسافة صفر، ويوقعون جنود العدو بين قتيل وجريح شرق مخيم جباليا، شمال القطاع، والاشتباكات ما زالت مستمرة". أخبار التحديثات الحية مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة اثنين في كمين للقسام شرق مخيم جباليا إلى ذلك، كشف ضابط بالجيش الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 10 آلاف جندي أو إصابتهم خلال الحرب على قطاع غزة، مبيناً أن عدة آلاف آخرين يدخلون بشكل متكرر دائرة اضطراب ما بعد الصدمة. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، عن قائد كتيبة في الجيش الإسرائيلي لم تسمّه: "لدينا نقص بأكثر من 10 آلاف جندي قتلوا أو أصيبوا، وعدة آلاف آخرين يدخلون بشكل متكرر دائرة اضطراب ما بعد الصدمة". وبحسب معطيات الجيش الإسرائيلي، وفق "الأناضول"، فإنه بذلك يرتفع عدد الجنود القتلى منذ بداية الحرب إلى 861، بينهم 419 بالمعارك البرية في قطاع غزة التي بدأت في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ويشير إلى ارتفاع عدد الجنود المصابين إلى 5921، بينهم 2987 بالمعارك البرية في قطاع غزة. وكانت كتائب القسام قد أعلنت أمس أنها استهدفت تجمعاً لقوّات إسرائيلية وموقعاً لجيش الاحتلال وآلية عسكرية في قطاع غزة بقذائف هاون وصواريخ، وقالت الكتائب في بيان: "بعد عودتهم من خطوط القتال، أكّد مجاهدو القسام استهداف تجمع لقوات العدو شرق بلدة القرارة، شرق مدينة خانيونس، جنوب القطاع، بـ13 قذيفة هاون عيار 120 ملم و60 ملم"، كما جرى "استهداف موقع العين الثالثة، شرق المدينة، بثلاثة صواريخ (رجوم) قصيرة المدى بتاريخ 31-05-2025"، حسب البيان. وفي بيان آخر، قالت "القسام" إنّ عناصرها استهدفوا "جرافة عسكرية من نوع (D9) بقذيفة الياسين 105، يوم أمس (الأول) الأحد، في منطقة قيزان النجار، جنوب مدينة خانيونس، جنوب القطاع".

كيف عاشت غزة "اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء"؟
كيف عاشت غزة "اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء"؟

BBC عربية

timeمنذ 12 ساعات

  • BBC عربية

كيف عاشت غزة "اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء"؟

يحيي العالم في الرابع من حزيران من كل عام "اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء" الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في أغسطس عام 1982، لتسليط الضوء على معاناة الأطفال ضحايا العدوان في مناطق الصراعات عبر العالم. ويتوافق إحياء هذا اليوم من هذا العام مع اشتداد معاناة أطفال غزة وبلوغها حدا لم يشهد التاريخ مثيلا لها، حسب وصف العديد من المنظمات الدولية المعنية بحماية الأطفال ورعايتهم في مناطق الحروب. وتقول تلك المنظمات، وعلى رأسها الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية، إن حقوق الأطفال الفلسطينيين في غزة تتعرض لانتهاكات صارخة ومتعمدة بالقتل والتنكيل والعنف والتهجير القسري وقطع الماء والكهرباء والوقود والغذاء والدواء عنهم وعن أهاليهم. وذهبت العديد من تلك المنظمات إلى وصف العمليات العسكرية المتواصلة للجيش الإسرائيلي في القطاع بأنها جرائم إبادة جماعية بحق الأطفال الفلسطينيين وأهاليهم جراء القصف الإسرائيلي للمنازل والمدارس والمستشفيات التي تؤويهم ومنع وصول المستلزمات الطبية إليهم. واعتبرت تلك المنظمات أن ما تقوم به إسرائيل في القطاع يشكل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م التي نصت على سلسلة من القواعد التي تولي الأطفال حماية خاصة ضد كل أشكال العنف والتعذيب التي قد تمارس ضدهم في مناطق الصراع. وطبقا لإحصائيات صادرة عن وزارة الصحة بقطاع غزة فقد تجاوز عدد القتلى من ضحايا القصف الجوي والبري العسكري الإسرائيلي من الأطفال الفلسطينيين، الفئة الأضعف في المجتمع الفلسطيني في غزة 16500 بحلول منتصف مايو/أيار الماضي، ناهيك عن عدد المفقودين تحت الركام والمصابين بجراح متفاوتة الخطورة. وشملت أعداد القتلى من الأطفال في غزة كل الفئات العمرية: 916 من الرضع لأقل من عام، و4365 من الذين تتراوح أعمارهم بين عام واحد وخمسة أعوام و6101 بين سن 6 و12 عاما و5124 من الفتية بين 13 و17 عاما. وإذا كانت هذه الأرقام من الأرواح البريئة التي أُزهقت في غزة تعتبر مفجعة لكثير من المنظمات الدولية مثل "أنقذوا الأطفال" و"اليونيسيف" ومنظمة الصحة العالمية وغيرها، فإن تقارير معاناة الجرحى والناجين والنازحين ترسم صورا فظيعة لما يجري في ما بقي من مستشفيات غزة كما ينقلها أطباء ومسعفون عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الفضائية الدولية. ويقول هؤلاء إن أمراضا نفسية عدة شاعت بين أطفال غزة جراء نوبات الخوف والهلع والقلق التي تنتابهم كلما سقط صاروخ أو انفجرت قذيفة بالقرب منهم، حتى أن الأطباء حاروا في علاجها. وتفاقمت تلك الحالات النفسية بل وخلفت تغيرات جسدية ومضاعفات مرضية. وطبقا لدراسة نشرها مركز غزة للصحة النفسية في الأسابيع القليلة الماضية حول تأثير الحرب على ارتفاع حالات الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة لدى النازحين، أظهرت النتائج أنّ لدى 70% من عينة الدراسة الأعراض مجتمعة. ويشكو الأطباء الذي يشرفون على علاج بعض الحالات النفسية المستفحلة بين أطفال غزة من أنهم يخوضون معركة يصعب عليهم حسمها ضد الأمراض النفسية لدى الأطفال. ويقولون إن جهودهم تذهب سدى. فكلما تكررت عمليات القصف والأحزمة النارية العنيفة للجيش الإسرائيلي عادت نوبات الهلع عند المصابين وارتفع منسوب القلق والخوف لديهم من الموت. ويضيف هؤلاء الأطباء أن تداعيات الحرب خلفت أمراضا غريبة لدى أطفال غزة لم يجدوا تفسيرا لبعضها، خصوصا وأن قدراتهم على التشخيص محدودة في ظل ظروف الحرب السائدة وعدم وجود مختبرات متقدمة. ومن الروايات التي أوردها أحدهم أن طفلا فلسطينيا نجا من الموت في حادث سقوط صاروخ على بيت عائلته. لكنه فقد والديه في الهجوم، وعاين رجال الإسعاف وهم ينتشلون جثتي والديه ويلفانهما بالأغطية، وعاش لحظات الجنازة والوداع ومراسم الدفن. وتركت تلك المشاهد بقلب الطفل ندوباً مؤلمة وأصبح يعبر عن حزنه بسلوك عصبي، وبات يخاف من اقتراب أي شخص منه ومن صوت طرق الباب، وعندما يسمع صوت القصف يتذكر والديه ويبدأ في الصراخ. ويقول أطباء غزة إنهم عجزوا عن تشخيص حالات نفسية نادرة كثيرة، بين الأطفال في مختلف الأعمار، ناجمة عن اضطرابات ما بعد الصدمة، واضطرابات النوم بعدما دمر الجيش الإسرائيلي 38 مستشفى حكومياً، وتوقف 81 مركزاً صحياً عن العمل، وتعطل 164 عيادة طبية. ويلخص المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني الوضع في غزة بأنه "مصيدة للموت" للكبار مثل الصغار بسبب خطة توزيع المساعدات التي وضعتها إسرائيل بالاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية. ووصفها لازاريني بأنها "نظام مهين" يجبر آلاف الفلسطينيين الجوعى على السير لعشرات الكيلومترات دونما ضمانات بعودة إلى خيامهم سالمين. برأيكم سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 04 حزيران/ يونيو خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@ كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store