
سجناء إيرانيون يعيشون ظروفاً 'لا تطاق' بعد الغارات الإسرائيلية على سجن إيفين #عاجل
بعد شهر من الغارات الجوية الإسرائيلية المميتة على سجن إيراني سيء السمعة خلال التصعيد الأخير بين البلدين، يقول السجناء إنهم يُحتجزون في ظروفٍ لا إنسانية ولا تُطاق، بعد نقلهم إلى سجون أخرى.
ورغم وعود السلطات، يقول بعض المنقولين من سجن إيفين في طهران إنهم لا يزالون يعانون من أوضاع صعبة كالزنازين المكتظة، ونقص الأَسِرّة وتكييف الهواء، وقلة عدد المراحيض والحمامات، وانتشار الحشرات.
وتلقت بي بي سي شهادات من أفراد عائلات السجناء الذين نُقلوا من سجن إيفين، الذين وافقوا على التحدث بشرط عدم الكشف عن هويتهم، حرصاً على سلامتهم وسلامة السجناء.
وكانت إسرائيل قد استهدفت سجن إيفين في 23 يونيو/حزيران، في هجوم أسفر عن مقتل 80 شخصاً على الأقل، بينهم خمسة سجناء و41 من موظفي السجن و13 مجنداً عسكرياً، وفقاً للسلطات الإيرانية.
وكان السجن يضم آلاف الرجال والنساء، بينهم معارضون سياسيون بارزون، ومدافعون عن حقوق الإنسان، وصحفيون، ومواطنون مزدوجو الجنسية وأجانب، بالإضافة إلى أفراد من أقليات دينية وعرقية.
ونُقل جميع السجناء لاحقاً إلى سجون أخرى عقب الهجوم.
وأكدت مقاطع فيديو وصور أقمار صناعية جرى التحقق منها، تضرر العديد من المباني داخل مجمع السجن، من بينها العيادة الطبية، ومركز الزوار، ومكتب المدعي العام، ومبنى إداري.
وبعد الهجوم، وصف الجيش الإسرائيلي السجن بأنه 'رمز لقمع الشعب الإيراني'. وقال إنه نفذ الغارات 'بطريقة دقيقة لتخفيف الأذى عن المدنيين' المسجونين هناك.
ووصفت إيران الهجوم بأنه 'جريمة حرب'.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن سجن إيفين استُخدم في 'عمليات استخباراتية ضد إسرائيل، كالتجسس المضادّ'؛ لكنه لم يُدلِ بمزيد من المعلومات عندما طُلب منه تقديم أدلة على هذا الادعاء.
وصرحت منظمة العفو الدولية، الثلاثاء – بعد تحقيق معمّق – بأن الهجوم الإسرائيلي شكّل 'انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي، ويجب التحقيق فيه جنائياً كجرائم حرب'.
وأضافت: 'بموجب القانون الإنساني الدولي، يُفترض أن يكون السجن أو مكان الاحتجاز موقعاً مدنياً، ولا يوجد دليل موثوق في هذه الحالة على أن سجن إيفين كان هدفاً عسكرياً مشروعاً'.
من خلال أفراد عائلته، قال سجين سياسي أُرسل إلى سجن طهران المركزي الكبير، المعروف أيضاً باسم سجن فَشافويه، إن زملاءه السجناء أخبروه بأن الظروف هناك لا إنسانية، حتى قبل نقل سجناء إيفين.
وأضاف أن السجن يقع في منطقة نائية وخطيرة خارج العاصمة، لدرجة أن زوجته لم تتمكن من زيارته منذ انتقاله إليه.
وفي مقارنة بسجن إيفين الذي يقع في منطقة سكنية يسهل الوصول إليها شمال طهران، يقع سجن فَشافويه على بُعد 32 كيلومتراً جنوب طهران، في صحراء لا يحيط بها سوى طريق، وفقاً لأفراد عائلته.
روايات صادمة عن حياة نساء داخل سجن 'إيفين' سيء السمعة في إيران
وأخبر السجين عائلته بأن العديد من السجناء ما زالوا ينامون على الأرض في فَشافويه في زنازين مكتظة دون تكييف، على الرغم من أن السلطات أكدت مراراً أنها ستُحسّن الوضع.
ويُظهر مقطع فيديو من داخل السجن، تحققت منه بي بي سي، زنزانة مكتظة بالسجناء المستلقين على الأسرة وعلى الأرض.
في وقتٍ ما، وصلت مجموعة تابعة للسلطات إلى السجن لتصوير فيديو يُظهر أن السجناء بخير؛ لكن سجناء آخرين بدأوا يهتفون 'الموت للديكتاتور'، وهو شعار احتجاجي شائع لدى المعارضة الإيرانية ضد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، فمنعوهم من التصوير، وفقاً لعائلة السجين.
وأفادت عائلات السجناء في فَشافويه أن السجناء السياسيين يقيمون الآن في نفس الزنزانة مع المتهمين أو المدانين بجرائم عنف.
وتقول جماعات حقوق الإنسان إن هذا تكتيك تستخدمه إيران لتخويف السجناء السياسيين، وهو مخالف لقواعد الأمم المتحدة بشأن معاملة السجناء.
وروت عائلة معتقل سياسي آخر نُقل إلى فَشافويه، وصفه لزنزانته بأنها لا تُطاق بسبب انعدام النظافة؛ حيث ينتشر البق والصراصير في كل مكان، مضيفاً أن السجن يفتقر إلى المرافق الأساسية حتى بالمقارنة بسجن إيفين.
وسبق أن اتهمت هيومن رايتس ووتش السلطات الإيرانية باستخدام التهديد بالتعذيب والسجن لأجل غير مسمى، إلى جانب الاستجوابات المطولة وحرمان المعتقلين من الرعاية الطبية. وقد رفضت إيران هذه التقارير.
وعلى الرغم من إدانة منظمات حقوق الإنسان لسجن إيفين منذ فترة طويلة بسبب مزاعم التعذيب والتهديدات، إلا أن الأوضاع في فَشافويه 'لم تحظ بتغطية إعلامية كافية'، وفقاً لما قاله السجناء لبي بي سي.
وقال الصحفي الإيراني البارز مهدي محموديان، الذي نُقل أيضاً من إيفين إلى فشافويه، في رسالة نُشرت على صفحته على إنستغرام، إنه نظراً للطبيعة غير السياسية للسجناء المحتجزين هناك، فإنهم 'منسيون منذ زمن طويل' ويقضون 'سنوات من الإذلال والإهمال والقمع'؛ لأنهم 'لا صوت لهم'.
أما فاريبا كمالابادي، وهي سجينة بهائية تبلغ من العمر 62 عاماً، نُقلت من سجن إيفين إلى سجن قرتشك جنوب العاصمة، فقالت إنها 'كانت تفضل الموت في الهجوم على نقلها إلى سجن كهذا'.
ولطالما عانت الأقلية البهائية في إيران من تمييز واضطهاد ممنهجين، وحُرمت من الاعتراف الدستوري وحقوقها الأساسية كالتعليم والتوظيف العام والحرية الدينية؛ لأن الجمهورية الإسلامية لا تعترف بها كديانة.
وقالت ابنتها، ألحان طايفي، المقيمة في المملكة المتحدة: 'تضطر فاريبا للعيش في قرتشك في زنزانة مكتظة، حيث يتناوب السجناء على تناول الطعام حول المائدة، ثم يعودون إلى أسرّتهم بعد ذلك بسبب ضيق المساحة'.
وأضافت أن من بين نحو 60 سجيناً نُقلوا من إيفين مع والدتها، 'نساءٌ مُسنّات لا يتلقّين رعايةً طبيةً مناسبة، والذباب منتشرٌ في كل مكانٍ في الزنزانة'.
وأوضحت أنه سُمح لصهر أمها وحفيديها، البالغين من العمر ست سنوات وتسع سنوات، بزيارتها في سجن إيفين، 'لكنهم لم يُمنحوا الإذن بذلك بعد، لأنهم لا يُعدّون من أقاربها المباشرين'.
وقد تواصلت بي بي سي مع السفارة الإيرانية في لندن للتعليق على أوضاع السجناء الذين نُقلوا من إيفين.
وفيات المدنيين
في الشهر الذي تلا الغارات، تحقّقت بي بي سي من مقتل سبعة مدنيين على صلة بالهجوم على سجن إيفين، من بينهم طفلٌ في الخامسة من عمره، وطبيبٌ، ورسّام.
وقال أفراد أسرة مهرانجيز إيمانبور، البالغة من العمر 61 عاماً، وهي رسّامة وأمٌّ لطفلين كانت تسكن بالقرب من مجمع السجن، لبي بي سي إنها 'عانت من مأساة' الهجوم.
Family Handout
فقد غادرت إيمانبور منزلها لاستخدام صراف آلي، وصادف أنها كانت تسير في شارع مجاور لمركز زوار السجن عندما قصفت إسرائيل المجمع، وفقاً لأحد أفراد عائلتها. وقُتلت متأثرةً بتأثير الانفجار.
وروى أحد أقاربها لبي بي سي أن أطفالها مُدمرون نفسياً، مضيفاً 'عندما تنخرط دولتان في صراع، فإن الشعوب هي من تدفع الثمن. كلتا الدولتين مذنبتان، وكلتاهما مسؤولتان، وكلتاهما يجب محاسبتهما'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سيدر نيوز
منذ يوم واحد
- سيدر نيوز
بريطانيا 'تضغط على ترامب لإنهاء المعاناة في غزة'، و14 وفاة جديدة جرّاء الجوع وسوء التغذية بينهم طفلان
EPA يعتزم رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، الضغط على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لإنهاء 'المعاناة التي لا توصف' في غزة، وأيضاً في المحادثات التجارية، وذلك خلال اللقاء المرتقب بين الزعيمين في منتجع الغولف الخاص بالرئيس الأمريكي في اسكتلندا، بحسب رئاسة الحكومة البريطانية. ومن المتوقع أن يضغط ستارمر على ترامب لحضّه على إحياء مفاوضات وقف إطلاق النار المتعثرة بين إسرائيل وحماس في غزة، مع تفاقم أزمة الجوع في القطاع الفلسطيني المحاصر. وبحسب بيانٍ لرئاسة الحكومة البريطانية فإن ستارمر 'سيناقش مع الرئيس الأمريكي بشكل أكبر ما يمكن فعله لضمان وقف إطلاق النار بشكل عاجل، وإنهاء المعاناة والمجاعة التي لا توصف في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الذين تم احتجازهم بوحشية لفترة طويلة'، وفق ما ذكر البيان. وعلمت بي بي سي أن مساعدات بريطانية كانت على متن الطائرتين الأردنية والإماراتية التي أسقطت مساعدات على القطاع الأحد. ورغم عطلة مجلس العموم البريطاني، إلا أن ستارمر قرر استدعاء وزراء حكومته لمناقشة كيفية المساعدة في تخفيف الوضع الإنساني في غزة والدفع نحو وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل. على صعيد متصل، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن التوقف المؤقت للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة 'خطوة ضرورية'. وأكد أن على إسرائيل إزالة كل العوائق أمام الإغاثة الإنسانية. 'الهدنة التكتيكية' تدخل يومها الثاني لليوم الثاني على التوالي، تواصل إسرائيل تطبيق 'الهدنة التكتيكية' التي أعلنتها الأحد، بوقف العمليات في بعض مناطق قطاع غزة لمدة عشر ساعات يومياً، بدءاً من الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي (السابعة بتوقيت جرينتش)، بهدف تسهيل دخول المزيد من المساعدات الإنسانية التي يشتدّ الطلب عليها في القطاع في ظل أزمة الجوع التي تؤكدها الأمم المتحدة. وأعلنت إسرائيل الأحد 'تعليقاً تكتيكياً يومياً محدوداً لعملياتها العسكرية' لأغراض إنسانية في بضع مناطق من القطاع المأهولة بالسكان، شملت المواصي، ووسط دير البلح، وشمال مدينة غزة. وذكرت إسرائيل الاثنين أن 120 حمولة مساعدات جرى 'توزيعها' في غزة الأحد، في حين أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة دخول 73 شاحنة في شمال وجنوب قطاع غزة في اليومين الأخيرين. وقال المكتب إن معظم الشاحنات تعرضت للنهب والسّرقة. وكانت قوافل المساعدات قد عبرت معبر رفح من الجانب المصري، بعد أن وصلت إلى معبر كرم أبو سالم من الجانب المصري والذي يؤدي إلى جنوب قطاع غزة. إنزالات جويّة و'مشاهد فوضويّة' EPA قامت كل من إسرائيل والأردن والإمارات العربية المتحدة بإنزال مساعدات على القطاع الأحد. وأسقطت الأردن والإمارات 25 طناً، لكنّ مسؤولاً أردنياً قال لوكالة رويترز، 'إن ذلك لا يُعد بديلاً عن التسليم براً'، وهي حجة دأبت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة على طرحها. وقال صلاح مخيصي، أحد سكان مدينة غزة، إنه خاطر بحياته للحصول على كيس طحين من شاحنة مساعدات في شمال القطاع، مضيفاً: 'نأتي هنا لنؤمن الطعام لعائلاتنا، والناس يواجهون الموت من أجل ذلك. الأطفال ينامون بلا طعام أو ماء. إلى متى سيستمر هذا الوضع؟ أوجدوا لنا حلاً'. وفي حديثه لصحفيي بي بي سي، عبّر مخيصي عن رفضه التام لإنزال المساعدات جواً، قائلاً: 'أرفضها تماماً لأنها خطيرة وتقتل الناس'. وقال فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن المساعدات المُسقَطة بالمظلات 'باهظة الثمن وغير فعالة، وقد تؤدي حتى إلى مقتل مدنيين جوعاً' إذا لم تُنفّذ بشكل صحيح، وحث إسرائيل على السماح بمزيد من عمليات التسليم بالشاحنات. وقال رشدي أبو العوف، مراسل بي بي سي لشؤون غزة، من إسطنبول، إن مشاهد 'فوضوية' سادت خلال نهاية الأسبوع، حيث 'تَقاتل الناس على أولى عمليات الإنزال الجوي'. وقال عماد قداية، وهو صحفي في غزة، يعمل لبي بي سي 'إن المساعدات سقطت في مناطق خطرة'. وكانت خدمة تقصّي الحقائق التابعة لبي بي سي قد توصّلت إلى أدلة أكّدت وصول المساعدات إلى مناطق أعلنتها إسرائيل مناطق قتال 'خطيرة'. 'سوء التغذية في غزة بلغ مستويات خطيرة' EPA سجّلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعة الـ24 الماضية، 14 حالة وفاة جديدة، نتيجة الجوع وسوء التغذية، بينهم طفلان أنهكهما الجوع، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). وفي سياق ذلك، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن سوء التغذية في غزة بلغ مستويات خطيرة، بسبب الحظر المتعمد للمساعدات، ما أدى إلى وفيات يمكن تفاديها. وسُجلت 63 وفاة في يوليو/تموز من أصل 74 خلال 2025، بينهم 24 طفلاً دون الخامسة. وأكدت المنظمة أن معظم الضحايا توفوا عند أو بعد وصولهم للمرافق الصحية، مع ظهور علامات الهزال الشديد. وشددت على أن الأزمة يمكن تجنبها إذا استُؤنف دخول المساعدات دون عوائق. وأفادت بأن طفلاً من كل خمسة في مدينة غزة يعاني من سوء التغذية الحاد، وقد تضاعفت الحالات ثلاث مرات منذ يونيو/حزيران، خصوصاً في غزة وخان يونس. كما أشارت إلى أن الأرقام قد تكون أقل من الواقع بسبب صعوبة الوصول، مضيفة أن أكثر من خمسة آلاف طفل تلقوا العلاج خلال أول أسبوعين من يوليو/تموز، 18 في المئة منهم بحالة حرجة. قتلى في غارات إسرائيلية على خيام نازحين Reuters قُتل 17 فلسطينياً وأُصيب العشرات في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة في قطاع غزة، بحسب الدفاع المدني. واستهدفت الغارات منازل في غزة وخان يونس والمغازي، إضافة إلى إطلاق نار قرب مراكز توزيع مساعدات في وادي غزة ورفح، ما أسفر عن سقوط قتلى وإصابات. وبحسب ما أفاد به شهود لوكالة الأنباء الفرنسية، تجمّع آلاف الأشخاص منذ ساعات الفجر قرب مراكز توزيع المساعدات في خان يونس ورفح في جنوب القطاع، وقرب جسر وادي غزة في وسط القطاع، في محاولة للحصول على مواد غذائية. ومع الساعات الأولى من اليوم، قصف الجيش الإسرائيلي مناطق مختلفة في محافظة خان يونس من بينها خيام نازحين، مما أدى إلى قتلى وجرحى، وفق تلفزيون فلسطين الرسمي. وتحدّث التلفزيون عن قيام الجيش الإسرائيلي بنسف منازل سكنية في مدينة خان يونس. وبحسب الإحصاء الصادر عن وزارة الصحة في القطاع ظُهر الأحد بشأن ضحايا الحرب، فإن عدد القتلى وصل إلى 59,821 منذ بدء الحرب في 2023.


سيدر نيوز
منذ 2 أيام
- سيدر نيوز
تصريحات أممية لا تزال تحذر من عواقب الجوع في غزة بعد تخفيف إسرائيلي للقيود على دخول المساعدات #عاجل
EPA يوم مختلف مر على قطاع غزة، الأحد، بعد دخول شاحنات مساعدات إنسانية وإجراء إنزالات جوية، وفتح ممرات إنسانية، فيما لا تزال التصريحات الأممية تحذر من فداحة عواقب الجوع في القطاع. وبعد سماح إسرائيل بدخول مساعدات إنسانية من بينها شاحنات، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة مساء الأحد، دخول 73 شاحنة في شمال وجنوب قطاع غزة في اليومين الأخيرين. وقال المكتب إن معظم الشاحنات تعرضت للنهب والسّرقة. 'تعليق تكتيكي' وأعلنت إسرائيل 'تعليقاً تكتيكياً' يومياً محدوداً لعملياتها العسكرية لأغراض إنسانية في بضع مناطق من القطاع. وعبرت قافلة محمّلة مساعدات معبر رفح من الجانب المصري. وأظهرت صور وفيديو لوكالة فرانس برس شاحنات محمّلة بأكياس بيضاء تدخل عبر بوابة معبر رفح من الجانب المصري والذي يؤدي الى جنوب قطاع غزة. إلا أن الشاحنات لا تدخل مباشرة إلى القطاع عبر الجانب الفلسطيني من المعبر المدمّر والمقفل بسبب الحرب، بل تسير بعد ذلك كيلومترات قليلة نحو معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي قبل دخول منطقة رفح الفلسطينية. إنزالات جوية جدلية أسقطت طائرات أردنية وإماراتية مساعدات غذائية على قطاع غزة، الأحد. وقال الجيش الأردني في بيان، الأحد، إن طائرتين تابعتين لسلاح الجو الأردني وطائرة إماراتية ألقت 25 طناً من المساعدات الإنسانية فوق قطاع غزة. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أردني قوله إن 'الإنزال الجوي ليس بديلاً عن تسليم المساعدات براً'. وقال مسؤولون فلسطينيون بقطاع الصحة في مدينة غزة إن ما لا يقل عن 10 أشخاص أصيبوا جراء سقوط صناديق المساعدات، وفق رويترز. أما المكتب الحكومي، قال إن عمليات عمليات الإنزال الجوي الثلاثة لم تعادل حمولتها التي أُسقطت سوى شاحنتين من المساعدات، وسقطت حمولتها في مناطق قتال يُمنع على المدنيين الوصول إليها، مما يجعلها بلا أي جدوى إنسانية، وفق تعبير المكتب. وقال رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية: 'نرفض المسرحيات الهزلية التي تسمى بعمليات الإنزال الجوي … والخطوة الحقيقية هي فتح المعابر'. استمرار الوفيات بسبب الجوع مساء الأحد، أعلنت وزارة الصحة في القطاع 'تسجيل مستشفيات غزة 6 حالات وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليصبح العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية 133 حالة وفاة، من بينهم 87 طفلاً'. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، الأحد، إن إسرائيل خففت على ما يبدو بعض القيود المفروضة على الحركة في غزة وذلك بعد أن قررت 'دعم توسيع نطاق المساعدات لمدة أسبوع'. وأضاف فليتشر في بيان أن التقارير الأولية تشير إلى تجميع أكثر من 100 شاحنة محملة بالمساعدات من المعابر تمهيدا لنقلها إلى داخل قطاع غزة. وتحدث فليتشر عن 'حاجة إلى كميات هائلة من المساعدات لدرء المجاعة والأزمة الصحية الكارثية'. وذكر برنامج الأغذية العالمي إن 'الهدن والممرات الآمنة يفترض أن تسمح بتسليم المواد الغذائية العاجلة بشكل آمن'. وقال في بيان إن 'المساعدات الغذائية هي السبيل الوحيد لحصول السكان على الغذاء'. وأضاف أن ثلث سكان غزة لا يأكلون لأيام وأن 470 ألف شخص في القطاع 'يواجهون ظروفاً أشبه بالمجاعة' تتسبب في وفيات. وأكد البرنامج الحاجة إلى أكثر من 62 ألف طن من المساعدات الغذائية شهرياً لإطعام كافة سكان غزة. 'تجويع سكان غزة يجب أن ينتهي الآن' أعلن مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي عبر إكس أن 'تجويع سكان غزة يجب أن ينتهي الآن'. وحذّرت منظمة الصحة العالمية الأحد من أن سوء التغذية في قطاع غزة بلغ 'مستويات تنذر بالخطر'. وأضافت المنظمة في بيان 'يشهد قطاع غزة حالة من سوء التغذية الخطير الذي اتسم بارتفاع حاد في عدد الوفيات في يوليو/تموز'. وأشارت المنظمة إلى أنه من بين 74 حالة وفاة مسجلة مرتبطة بسوء التغذية في عام 2025، وقعت 63 حالة في تموز/يوليو، من بينها 24 طفلاً دون سن الخامسة، وآخر يزيد عمره عن خمس سنوات، و38 بالغاً. نتنياهو يرفض لوم الأمم المتحدة لحكومته وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن على الأمم المتحدة أن تتوقف عن إلقاء اللوم على حكومته بشأن الوضع الإنساني في غزة، بعد إعلان الجيش فتح طرق آمنة لإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر. وأضاف نتنياهو خلال تفقده قاعدة جوية إن 'الأمم المتحدة تخترع أعذاراً، وتقول ليست هناك طرق آمنة'، مضيفاً 'هذا غير صحيح. هناك طرق آمنة. لطالما كانت موجودة، لكنها اليوم أصبحت رسمية. لن تكون هناك أعذار بعد الآن'. 'على إسرائيل اتخاذ قرار' قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن على إسرائيل اتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية في غزة. وأضاف أنه 'لا يعلم ما سيحدث بعد تحرك إسرائيل للانسحاب من مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن مع حركة حماس'. وأوضح 'أعلم ما سأفعل، لكنني لا أعتقد أن من المناسب الإفصاح عنه. لكن على إسرائيل اتخاذ قرار'. الحوثيون يهددون بـ'المرحلة الرابعة' من العمليات العسكرية EPA وهددت جماعة أنصار الله اليمنية الحوثية باستهداف أي سفن تابعة لشركات تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية بغض النظر عن جنسيتها، وذلك في إطار ما أطلقت عليه المرحلة الرابعة من عملياتها العسكرية ضد إسرائيل. وقال المتحدث باسم الجماعة يحيى سريع في بيان متلفز إن الشركات التي ستتجاهل التحذيرات ستتعرض سفنها للهجوم بغض النظر عن وجهتها. وأضاف: 'تحذر القوات المسلحة اليمنية كافة الشركات بوقف تعاملها مع موانئ العدو الإسرائيلي ابتداء من ساعة إعلان هذا البيان، ما لم (تستجب)، فسوف تتعرض سفنها وبغض النظر عن وجهتها للاستهداف في أي مكان يمكن الوصول إليه أو تطاله صواريخنا ومسيراتنا'. ودعا سريع 'كافة الدول بأن عليها، إذا أرادت تجنب هذا التصعيد، الضغط على العدو لوقف عدوانه ورفع الحصار عن قطاع غزة فلا يمكن لأي حر على هذه الأرض أن يقبل بما يجري'.


سيدر نيوز
منذ 2 أيام
- سيدر نيوز
هل تنقذ 'الهدنة الإنسانية' الفلسطينيين في غزة من 'المجاعة'؟
Reuters وسط حالة من الحذر، أبدى فلسطينيون في قطاع غزة تفاؤلهم حيال الهدنة الإنسانية المعلنة من جانب واحد من قِبل إسرائيل لاستئناف دخول المساعدات التي انقطعت بشكل كامل منذ مارس/ آذار الماضي. وتحدّث عدد من الفلسطينيين في القطاع لبي بي سي عن الهدنة ومدى فاعليتها في إنقاذ سكان القطاع من المجاعة وما قد تتعرض له من عراقيل في المستقبل قد تحول دون استمرار تدفق المساعدات. وقالت مصادر إعلامية من الجانب المصري لمعبر رفح لبي بي سي إن نحو 100 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية دخلت صباح الأحد إلى معبر كرم أبو سالم، إذ أفرغت حمولتها هناك لفحصها تمهيداً لإدخالها إلى قطاع غزة. وأضافت المصادر أنها رصدت المزيد من الشاحنات القادمة من مدينة العريش بشمال سيناء باتجاه معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، فيما بدا أنه استعداد لدخولها لاحقاً إلى القطاع. وقال مراسل بي بي سي لشؤون غزة في إسطنبول رشدي أبو العوف إن سكان غزة رحبوا 'بحذر' بتقارير عن هدنة إنسانية مؤقتة للسماح بدخول المساعدات إلى القطاع المحاصر، لكن الكثيرين يقولون إن هذه الإغاثة يجب أن تكون بداية لحل أوسع نطاقاً ودائماً للأزمة المتفاقمة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيفتح ممرات إنسانية للسماح بدخول قوافل الغذاء والدواء، بعد تحذيرات من المجاعة وأسابيع من الضغط الدولي. تفاصيل 'الهدنة' الإسرائيلية Reuters أعلن الجيش الإسرائيلي بدء 'تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية لأغراض إنسانية' في مناطق محددة من قطاع غزة، اعتباراً من الأحد وحتى إشعار آخر. ويستمر التعليق يومياً من الساعة السابعة صباحاً حتى الخامسة مساءً بتوقيت غرينتش، ويشمل تعليق العمليات منطقة المواصي ومدينتي غزة ودير البلح، مع استمرار 'العمليات الهجومية ضد المنظمات الإرهابية'، وفق ما أعلنه المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي على منصة إكس. وأوضح أدرعي أن القرار جاء بعد مباحثات مع الأمم المتحدة ومنظمات دولية، وجرى بموجبه تحديد 'ممرات آمنة' من السادسة صباحاً حتى الحادية عشرة مساءً، لتسهيل دخول قوافل الإغاثة. وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد ذكرت أن القرار يأتي في إطار 'هدنة إنسانية لساعات طويلة'، استجابة للانتقادات الدولية المتزايدة بشأن الوضع الإنساني في غزة. وأفادت الهيئة أن القرار اتُخذ خلال جلسة مشاورات مصغّرة عقدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمشاركة وزيري الدفاع يسرائيل كاتس والخارجية جدعون ساعر، دون حضور وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي عبّر عن غضبه تجاه القرار. ورحّب منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، الأحد، بتوفير طرق برية آمنة لدخول القوافل الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيراً إلى أنّ الأمم المتحدة ستحاول الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس الذين يتضوّرون جوعاً. 28 دولة من بينها بريطانيا وفرنسا تطالب في بيان مشترك بوقف الحرب في غزة، وإسرائيل ترد: 'بيان منفصل عن الواقع' برنامج الأغذية يقول إن ثلث أُسَر غزة لا يأكلون لأيام 'أطعمة منتهية الصلاحية' قالت رشا الشيخ خليل، وهي أم لأربعة أطفال تبلغ من العمر 39 عاماً من مدينة غزة، لبي بي سي: 'بالطبع أشعر ببعض الأمل مجدداً، لكنني أشعر أيضاً بالقلق من استمرار المجاعة بعد انتهاء تعليق القتال'. وأضافت: 'قافلة مساعدات واحدة أو بضع طرود جوية لن تكفي. نحن بحاجة إلى حل حقيقي، لإنهاء هذا الكابوس، ونهاية للحرب'. وأعربت نيفين صالح، وهي أم لستة أطفال، عن مخاوفها حيال جودة الطعام تحديداً، قائلة: 'الأمر لا يتعلق بكمية الطعام فحسب، بل بجودته أيضاً'. وأضافت: 'لم نتناول فاكهة أو خضاراً طازجة واحدة منذ أربعة أشهر. لا يوجد دجاج، ولا لحم، ولا بيض. كل ما لدينا هو أطعمة معلبة غالباً ما تكون منتهية الصلاحية، بالإضافة إلى دقيق'. وقال رامي طه، الذي يسكن في وسط غزة لبي بي سي: 'زوجتي وأحد أطفالي الخمسة مصابان بالداء البطني (السيلياك وهو حساسية الجسم ضد الغلوتين في القمح والشعير والشوفان وحبوب أخرى)'. وأضاف: 'قبل الحرب، كنت أشتري لهم منتجات خالية من الغلوتين. الآن، لا يوجد شيء. أضطر إلى نقلهم إلى المستشفى كل بضعة أيام للحصول على محاليل وريدية'. وقال أحمد طه، صاحب متجر في شمال غزة: 'هذا ليس حلاً دائماً، إنه أشبه بإعطاء مسكنات الألم لمريض سرطان دون علاجه'. Reuters قال شاهد عيان من غزة لبي بي سي: 'بينما كنا نجلس، سمعنا ضوضاء هائلة فظننا أنهم يلقون علينا قنابل نووية. لكننا وجدنا أن مظلات تهوي من أعلى فأسرعنا، متجهين إليها كغيرنا وهجم الناس على مظلة منها'. وأضاف، وهو يبكي: 'حصلت على كيس سكر سبعة كيلو جرامات، لكننا نقول للعالم أننا لا نريد أي شيء إلا الخلاص فقط. لا نريد طعاماً ولا أي شيء آخر. انقذونا لوجه الله'. وتابع، وهو يجهش بالبكاء: 'أنا خسرت أهلي كلهم في الحرب، لم يعد منهم أحد، فأنقذونا'. وقال شاهد عيان آخر: 'أُلقيت المظلات وبدأ تدافع الناس نحوها. وأثناء التدافع سقط ولد تحت المظلة فتلقّى ضربة في خصره، وها هو يرقد بعد أن أُصيب بالشلل، والله وحده أعلم ماذا سيكون مصيره'. وأكد ثالث: 'فوجئنا أن هناك صوتاً غريباً في المنطقة، فتفقّدنا الأمر لنكتشف المصيبة، قد سقطت في المنطقة كلها، وهي المظلات'. وأضاف: 'وُجِد 6 مليون شخص في المنطقة في خمس دقائق. لا ندري من أين جاء هؤلاء، هل ألقوهم مع المظلات؟! لم نتمكن حتى من رؤية محتويات هذه المساعدات… هذا ذل وحرام'. من جانبها، قالت مسؤولة في مكتب برنامج الغذاء العالمي بمصر لبي بي سي: إن 'الشاحنات التي انطلقت من الجانب المصري باتجاه معبر كرم أبو سالم ما زالت موجودة في المعبر الرابط بين إسرائيل وقطاع غزة ولم تدخل القطاع بعد'. وبحسب المعلومات المتوفرة لديها حتى ظهر الأحد. وأشارت إلى أن البرنامج سيقوم بنشر مزيد من التفاصيل تباعاً. وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن عشرات الأشخاص يموتون بسبب سوء التغذية. وقدّرت يوم الأحد عدد الوفيات الناجمة عن سوء التغذية منذ بدء الحرب بـ 133 حالة، معظمهم في الأسابيع الأخيرة. ونفت إسرائيل ما وصفته بـ'الادعاء الكاذب بالتجويع المتعمد' في غزة. 'هذه ليست هدنة' قال أحد سكان غزة لبي بي سي: 'باعتقادي أن هذه الهدنة بمثابة صورة تجميلية للاحتلال أمام العالم وأنه أصبح إنساني وأصبح يبحث عن الإنسانية بعد الجرائم التي ارتكبها بحق شعبنا بما فيها المراكز الإنسانية التي أنشأها بهدف إهانة وإذلال شعبنا'. وأضاف أن 'هذا إجراء تكتيكي لأن الهدنة لا تشمل جميع المناطق، إنما مناطق محددة لدخول المساعدات'. وأكّد أن 'هدنة ليوم واحد لا تكفي، وأعتقد الهدف هو إدخال 200 شاحنة لرسم صورة تجميلية'. وقال آخر: 'هذه أصلاً ليست هدنة لأنهم أعلنوا وقف إطلاق نار لساعات معينة، فهي ليست هدنة، إذ إن أكثر من 70 في المئة من مساحة غزة في الأساس لا تزال تحت سيطرة اليهود، وإن النازحين لن يعودوا إلى منازلهم، فما هي فائدة هذه الهدنة إذاً؟ إنها فقط ذر للرماد في العيون حتى يقولوا للعالم أدخلنا مساعدات، لكنها لم ولن تُجدي نفعاً'. وأضاف أن 'الشاحنات التي يدخلونها لو ظلوا سنة…. نحتاج إلى شهر كامل يدخل فيها 1000 شاحنة يومياً حتى يأكل الناس فقط. نريد أن تدخل المساعدات، لكن لابد أن تدخل وتُوزّع بالطريقة الصحيحة'. وأشار أحد السكان الآخرين من غزة، في تصريحات أدلى بها لبي بي سي: 'طبعاً هذه ليست هدنة ولا وقف إطلاق نار، إنما هو وقف إطلاق نار تكتيكي في بعض المناطق حيث سيسمح الاحتلال بدخول الشاحنات من ممر إنساني لقوافل المساعدات، على حد زعمه'. وأشار إلى أنه 'بالتأكيد لن يكن هذا اليوم كافياً، لكن الاحتلال أراد فصل الملف الإغاثي عن ملف العمليات العسكرية، وبالتالي سيسمح بظهور صورة إيجابية عنه مغايرة لما هو كائن على أرض الواقع تماماً'. وأكد أن هذه 'ليست هي الطريقة الصحيحة، بل ينبغي أن تدخل عبر مؤسسات أممية، مؤسسات عالمية كما كان يجري قبل وقف إطلاق النار في بداية العام'. وقالت سيدة فلسطينية من غزة لبي بي سي: 'طبعاً الوقفات والهدنة الإنسانية غير كافية لأننا نتحدث عن شعب مُجَوَّع لأكثر من عام ونصف العام. وهناك مجاعة حقيقية في شمال وجنوب ووسط القطاع منذ استئناف الحرب على قطاع غزة'. وأضافت: 'ينبغي إدخال حوالي 600 شاحنة يومياً إلى قطاع غزة ولم تكون كافية لأهل غزة الذين جاعوا منذ عدة أشهر'. وتابعت: 'نتمنى أن تكون الهدنة الإنسانية فاتحة خير على الجميع ويستمر ضخ المساعدات بمعرفة مؤسسات دولية وأن تُوزع على الناس بالشكل الصحيح'. 'تواطؤ في ارتكاب جرائم دولية' طالب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الأحد، دول العالم بممارسة جميع أشكال الضغط الممكنة على إسرائيل من أجل 'إيقاف المجازر بشكل دائم في قطاع غزة'. واعتبر تورك أن 'عدم استخدام الدول لنفوذها من شأنه أن يمثل تواطأً في ارتكاب جرائم دولية'. وشدد على أن ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة من قبل حكومات العالم لضمان امتثال إسرائيل لما يجب عليها من التزامات بتوفير الغذاء والكافي والاحتياجات الأساسية المنقذة للحياة لسكان غزة. وقال فولكر تورك: 'أصبحت غزة مشهداً بائساً للهجمات المميتة والدمار الكامل، إذ يموت الأطفال جوعاً أمام أنظار العالم'. وأشار إلى أن 'مراكز توزيع المساعدات الفوضوية والعسكرية التي توفرها مؤسسة غزة الإنسانية بدعم من الولايات المتحدة وسلطات الاحتلال الإسرائيلي تفشل تماماً في إيصال المساعدات الإنسانية بالحجم المناسب وعلى النطاق المطلوب'. وأكد أن 'إسرائيل قتلت أكثر من ألف شخصاً منذ نهاية مايو/ أيار الماضي أثناء محاولتهم الحصول على الطعام'. وأشار إلى 'ممارسات قوات الاحتلال خلّفت أكثر من 200 ألف فلسطينياً بين قتيل وجريح منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، وهو ما يعادل حوالي 10 في المئة من سكان القطاع'، مؤكّداً: 'لن ننسى أبداً أن 300 من زملائنا قُتلوا جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية'. وأشار إلى أنه أدان ما حدث في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول في العديد من المناسبات، وما فعلته حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية. لكنه في نفس الوقت أكّد إدانته 'نطاق وحجم القتال والدمار والبؤس الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة منذ ذلك الحين'، محذراً من 'ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية'. وأشار إلى أنه شدّد في وقتٍ سابقٍ على ضرورة اتخاذ كل ما يلزم من أجل الحيلولة دون تعرض الفلسطينيين للإبادة، بما يتوافق مع إجراءات محكمة العدل الدولية. 'المفاوضات لم تتعثر' في غضون ذلك، قال مصدر مصري مطلع على مسار المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة بأن إدخال المساعدات من مصر إلى القطاع يجري بالتنسيق بين الجانبين المصري والإسرائيلي، عبر 'مسار تفاوضي مباشر بين البلدين'. لكنه أوضح، في تصريحات أدلى بها لبي بي سي، أن 'الهدنة الإنسانية هي فكرة أمريكية بالأساس'، واصفاً إياها بأنها 'بروفة لما هو قادم'. ورجح المصدر أن تُستأنف المفاوضات بشأن الهدنة في غزة خلال الأسبوع الجاري. وكانت القاهرة والدوحة قد أصدرتا بياناً مشتركاً أكدتا فيه أن المفاوضات لم تتعثر رغم مغادرة الوفدين الإسرائيلي والأمريكي، وأنها ستُستأنف خلال هذا الأسبوع. من جانبه، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير خلاف تميم في تصريحات لقناة 'إكسترا نيوز' المحلية، الأحد، أن 'التحركات المصرية في هذا الملف تسير على ثلاثة مسارات متوازية: المسار الأمني، ويشمل السعي إلى التوصل نحو تهدئة ووقف شامل لإطلاق النار، والمسار السياسي، ويتمثل في مواصلة حشد الدعم الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، والمسار الإنساني، ويهدف إلى ضمان تدفق المساعدات إلى قطاع غزة رغم العراقيل التي تفرضها إسرائيل'. وقالت مصادر طبية فلسطينية في مستشفييْ 'الشفاء' بمدينة غزة و'العودة' بمخيم النصيرات وسط القطاع، إن ما لا يقل عن 20 شخصاً من منتظري المساعدات، بينهم 9 أطفال، قُتلوا منذ فجر الأحد، برصاص الجيش الإسرائيلي، قرب موقع زيكيم شمال غربي غزة، وبالقرب من موقع نتساريم بوسط القطاع. وبذلك يرتفع عدد القتلى منذ فجر الأحد، في قطاع غزة إلى 41 شخصاً، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع. وذكر شاهد العيان أبو سمير حمودة (42 عاماً) لوكالة الأنباء الفرنسية أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار 'باتجاه المواطنين عندما حاولوا الاقتراب من الحاجز العسكري' الإسرائيلي في منطقة زيكيم شمال غرب منطقة السودانية. وقال الجيش الإسرائيلي، رداً على سؤال لفرانس برس عن هذا الأمر، إنّه ينظر في المسألة. وأشار في بيان منفصل إلى أنّه يواصل عملياته في غزة، موضحاً أنّه استهدف أعضاء في 'خلية إرهابية زرعوا عبوة ناسفة لاستهداف عسكريين'، بحسب تعبيره. وأضاف الجيش الإسرائيلي أنّه خلال 24 ساعة 'ضرب سلاح الجو أكثر من 100 هدف إرهابي في قطاع غزة'. في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين من كتيبة 'غولاني 51' في خان يونس جنوب قطاع غزة، الأحد، إثر انفجار استهدف مركبتهما المدرّعة. وأفادت مصادر عسكرية بأن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة زرعها مسلح خرج من نفق، فيما فُتح تحقيق في الحادث. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عبر منصة إكس، مقتل الجنديين إلى جانب جندي ثالث توفي متأثراً بجروحه، قائلاً: 'فقدنا ثلاثة من خيرة شبابنا في سبيل أمن دولتنا وعودة رهائننا'.