logo
حصاد زيارة محمد بن زايد لروسيا.. مباحثات واتفاقيات ولفتات بالجملة

حصاد زيارة محمد بن زايد لروسيا.. مباحثات واتفاقيات ولفتات بالجملة

العين الإخباريةمنذ يوم واحد
مباحثات واتفاقيات ولفتات بالجملة، أبرزها "كسر البروتوكول" احتفاءً وتقديرا لزيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى روسيا.
وتصدرت أجندة القمة الإماراتية الروسية التي تعد الثانية خلال 10 شهور والخامسة التي تجمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال 3 أعوام، عدة ملفات مهمة سواء على صعيد العلاقات الثنائية أو القضايا الدولية.
كما تخللتها لفتات مهمة تبرز قوة العلاقات الشخصية بين الزعيمين ومدى التقدير والاعتزاز الذي تكنه روسيا وقيادتها للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي حرصت روسيا على الترحيب والاحتفاء به منذ دخول طائرته أجواء البلاد وحتى مغادرتها.
أيضا وجه الزعيمان خلال القمة رسائل مهمة تُبرز حرصهما على تطوير الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين، ودعمهما كل ما يصب في دعم الأمن والاستقرار في العالم.
ملفات القمة
من أبرز الملفات التي تم بحثها خلال القمة التي جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، الخميس :
-تعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تربط بين البلدين منذ عام 2018 وبحث إمكانات تطويرها على جميع المستويات .
- مسارات تطور التعاون الإماراتي ـ الروسي خاصة في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والفضاء والطاقة وغيرها من الجوانب التي تخدم أولويات التنمية في البلدين.
- القمة العربية الروسية التي تعقد خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل والتي دعا إليها الرئيس فلاديمير بوتين.
- تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
- ملف الأزمة الأوكرانية وجهود الوساطة التي تقوم بها دولة الإمارات لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
رسائل مهمة
خلال القمة التي جمعت الزعيمين، وجه كل منهما عددا من الرسائل المهمة وهي:
رسائل وتصريحات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان:
- العلاقات الإماراتية ـ الروسية تقوم على أسس راسخة من الثقة والاحترام المتبادلين وتستند إلى إرث عريق من التعاون البنّاء والعمل المشترك يمتد إلى أكثر من خمسة عقود.
- دولة الإمارات حريصة على بناء شراكات تنموية فاعلة مع مختلف دول العالم وتعزيز التعاون الدولي في التعامل مع التحديات العالمية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة والازدهار لجميع شعوب العالم.
- نهج دولة الإمارات ثابت في العمل على ترسيخ أسباب السلام والاستقرار في العالم بجانب دفع الحلول والمبادرات السلمية لمختلف النزاعات والصراعات على المستويين الإقليمي والعالمي.
- الإمارات مستعدة لبذل أي جهد إضافي في ملف الوساطة في تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
- شكر وتقدير للرئيس فلاديمير بوتين لتسهيل عمليات الوساطة التي تقوم بها دولة الإمارات لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا والتي شملت أكثر من أربعة آلاف أسير.
- الكشف أن قيمة التبادل التجاري بين البلدين وصلت في عام 2024 إلى 11 مليارا ونصف المليار دولار، والتأكيد على سعي الإمارات إلى مضاعفة هذا الرقم خلال السنوات الخمس القادمة.
رسائل وتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين:
- الإعراب عن الشكر والتقدير للشيخ محمد بن زايد آل نهيان للجهود المتواصلة التي تقوم بها دولة الإمارات، وأسفرت عن نجاح تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
- روسيا تولي اهتماماً كبيراً بتطوير علاقاتها مع دولة الإمارات.
- التعاون الإماراتي - الروسي يشهد نمواً ملحوظاً خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية وغيرها من المجالات.
- الإشادة بالتفاعل في المجال الإنساني بين البلدين، بما في ذلك العلاقات في مجالي التعليم والثقافة التي بلغت مستوى جيدا .
- التأكيد على أهمية تبادل الآراء مع الإمارات في مجال الأمن الدولي والتأكيد على وجود تعاون نشط بين البلدين في المنصات الدولية المختلفة بما في ذلك الأمم المتحدة ومجموعة بريكس.
رسائل مشتركة من الزعيمين:
- التأكيد على أهمية القمة العربية – الروسية التي تعقد خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل في تعزيز علاقات روسيا مع العالم العربي.
- ضرورة تكثيف العمل من أجل إيجاد أفق واضح للسلام العادل والشامل في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي يقوم على أساس "حل الدولتين" ويضمن الاستقرار والأمن للجميع.
اتفاقيات
وقع البلدان على هامش الزيارة اتفاقيات لتعزيز التعاون بينهما في عدة مجالات وهي:
- "اتفاقية تجارة الخدمات والاستثمار"
تعد "اتفاقية تجارة الخدمات والاستثمار" بين الإمارات وروسيا خطوة مكملة لاتفاقية الشراكة الاقتصادية الموقعة بين الإمارات والاتحاد الاقتصادي الأوراسي - والذي يضم في عضويته كلاً من أرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان إضافة إلى روسيا.. فيما توفر إطاراً ثنائياً خاصاً للتعاون مع روسيا، يركز على الخدمات والاستثمار بما يشمل مجالات التكنولوجيا المالية والرعاية الصحية والنقل والخدمات اللوجستية والخدمات المهنية وغيرها.
- مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال النقل البري بين الجانبين.
لفتات بالجملة
أيضا ظهر خلال الزيارة عدة لفتات وتصريحات تظهر قوة العلاقات الشخصية التي تربط بين الزعيمين، التي ظهرت جلية في مظاهر الترحيب والحفاوة سواء خلال القمة الرسمية الخميس أو منذ وصول رئيس الإمارات إلى روسيا، والتي ظهرت عبر عدة لفتات هي:
- تم "كسر البروتوكول" أكثر من مرة خلال الزيارة احتفاء وتقديرا وترحيبا بالقيادة الإماراتية أبرزها:
• دخول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الروسي قاعة المباحثات من نفس البوابة سوياً بخطوة واحدة، في كسر للبروتوكول، في رسالة تقدير واحترام روسية للإمارات وقيادتها، تبرز العلاقات القوية بين الزعيمين.
• عند وداع الرئيس الروسي لنظيره الإماراتي بعد نهاية القمة التي جمعتهما، كسر البروتوكول مجددا، بوداعه للشيخ محمد بن زايد آل نهيان مرتين: الأولى عند باب مبنى قصر الكرملين، والثانية عند السيارة واختتمها بعناق حار يبرز العلاقات الأخوية القوية بين الزعيمين.
- عند وداع الرئيس فلاديمير بوتين للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لاحظ بأنه يقف خطوة أعلى عن المكان التي يقف فيه رئيس الإمارات، فنزل لكي يكون بمستوى النظر ويكمل حديثه، احتراماً لضيف بلاده الكبير.
- بوتين شدد أكثر من مرة على أهمية العلاقات بين البلدين واصفا الإمارات بالدولة الصديقة، وبين أن دولة الإمارات قد تكون مكانا محتملا للقاء المرتقب بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في محاولات العثور على حل دبلوماسي للصراع في أوكرانيا وترتيب العلاقات المشتركة، في دلالة أيضا على تقديره للإمارات وقيادتها وثقته في دورها الداعم للسلام والاستقرار في العالم أجمع.
- تزينت العاصمة الروسية بأعلام روسيا والإمارات التي رفرفت على طول الطريق الفيدرالي الموصل من مطار "فنوكوفا" إلى الكرملين، ترحيبا بزيارة الرئيس الإماراتي.
- رافقت طائرة الرئيس الإماراتي لدى دخولها أجواء روسيا وعند مغادرتها، طائرات عسكرية ترحيباً به وتحية وتقدير له.
- جرت للرئيس الإماراتي مراسم استقبال رسمية لدى وصوله مطار فنوكوفو، حيث عزف السلام الوطني لدولة الإمارات وروسيا، واصطفت ثلة من حرس الشرف تحية له، وصافح مستقبليه من كبار المسؤولين.
- أعرب الرئيس الروسي عن تقديره الكبير للشيخ محمد بن زايد آل نهيان وحرصه على شكره على دور الوساطة الذي اضطلعت به دولة الإمارات في تبادل الأسرى مع أوكرانيا.
تأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى روسيا بعد نحو 3 أشهر من نجاح وساطة إماراتية جديدة لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، تُعد الخامسة خلال العام الجاري.
وتوجت جهود الإمارات في تلك الأزمة، بنجاحها في إبرام 15 وساطة لتبادل الأسرى منذ مطلع عام 2024 تم بموجبها إطلاق 4132 أسيرا، وهو رقم كبير يجسد إنجازا دبلوماسيا وإنسانيا غير مسبوق في أزمة تشهد تصعيدا متواصلا بين طرفيها.
أحدث تلك الوساطات جرت في 6 مايو/أيار الماضي، واستبقها مطلع الشهر نفسه توجيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشكر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خلال مباحثات هاتفية بينهما، وذلك للوساطة الإماراتية الناجحة في تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
القمة الـ14
وتعد القمة الإماراتية الروسية التي عقدت، الخميس، الثانية خلال أقل من عام التي تجمع الزعيمين.
وبتلك القمة، يرتفع عدد القمم التي جمعت الزعيمين منذ تولي بوتين رئاسة روسيا عام 2012 (الفترة الرئاسية الثالثة)، إلى 14 قمة، بحسب إحصاء لـ"العين الإخبارية"، بينها 5 قمم منذ تولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مقاليد الحكم مايو/أيار 2022 الأمر الذي يبرز قوة العلاقات بين البلدين.
aXA6IDE5Mi4xMDEuNjcuNzAg
جزيرة ام اند امز
US
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس الدولة يهنئ رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا باتفاق السلام التاريخي
رئيس الدولة يهنئ رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا باتفاق السلام التاريخي

الاتحاد

timeمنذ 22 دقائق

  • الاتحاد

رئيس الدولة يهنئ رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا باتفاق السلام التاريخي

هنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، ونيكول باشينيان، رئيس وزراء جمهورية أرمينيا، باتفاق السلام التاريخي بين بلديهما. وقال سموه، على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «أهنئ إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان ونيكول باشينيان رئيس وزراء جمهورية أرمينيا باتفاق السلام التاريخي الذي جرى توقيعه مؤخراً في البيت الأبيض، وأثمن دور الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب في التوصل إلى هذا الاتفاق، وأتمنى أن يكون فاتحة خير لعلاقات مثمرة بين البلدين لمصلحة شعبيهما والسلام في منطقة القوقاز. دولة الإمارات تدعم كل خطوة على طريق السلام والاستقرار في العالم وتسوية النزاعات بالطرق الدبلوماسية لما فيه الخير والازدهار للجميع».

النموذج الإماراتي.. سياسات ورؤى
النموذج الإماراتي.. سياسات ورؤى

الاتحاد

timeمنذ 22 دقائق

  • الاتحاد

النموذج الإماراتي.. سياسات ورؤى

النموذج الإماراتي.. سياسات ورؤى السلم والسلام والاستقرار والتعاون ممكنات أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في الحاضر والمستقبل.. بهذه الكلمات التي تختصر الكثير من قضايا الاستدامة على صعيد بناء الدول المعاصرة وتطوير المجتمعات وإدارة الأوضاع والظروف والمراحل الحالية، صرّح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فكانت كلماته معبّرةً وذات دلالة عميقة في أكثر من اتجاه وعلى صعُد مختلفة. إن دعوة سموه، والمتمثلة في ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لترسيخ قيم السلم والسلام والاستقرار والتعاون العالمي، تمثل لبنةً بالغةَ الأهمية من أجل وضع أساس بناء التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في الحاضر والمستقبل. إنها دعوة واعية ونيرة وذات أهمية غير عادية، وذلك لأنها تقدم للبشرية والمجتمع الدولي أساساً متيناً إذا ما تحقق فسوف يتكفل بتخطي كثير من المشكلات والتحديات، سواء الحالية منها أو المتوقعة في مراحل قادمة، أي التي يفترض أن يستعد لها العالمُ، بدلاً من انتظار وقوعها كما يحدث في كل المواقف السلبية. إن الاستعداد للتحديات اليوم أفضل بكثير من انتظار حدوثها غداً، كما وقع في العديد من الحالات التي واجهها ويواجهها العالَمُ، وعلى رأسها تحديات أمن الطاقة، ونقص الغذاء، وتضاؤل الموارد الأساسية، وتفاقم ظاهرة التغير المناخي.. إلخ، وذلك لضمان تجنب تداعياتها السلبية وعدم الاضطرار فيما بعد لدفع تكلفتها المادية والبشرية باهظة الثمن. ومن المرئيات المهمة، في هذا المجال أيضاً، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، قول سموه بأن العالَمَ اليومَ يمر بمرحلة حاسمة في مجال العمل المناخي، مما يستلزم قيامَ المجتمع الدولي بإجراءات جادة لحماية كوكب الأرض، وإلا فسوف تواجه البشرية مستقبلاً غير مبشر، لما سيحمله من صعاب وتحديات. وتأكيداً لمواقف ومرئيات سموه، نجد أن الإمارات كانت دائماً من الدول المبادِرة في التحسب للمستقبل وتحدياته، حيث تبنّت سياسات الاستدامة ومكافحة التغير المناخي. كما أن جهودَها مشهودة من أجل تحقيق مسار تنموي منخفض الانبعاثات، تجسيداً للحفاظ على البيئة والموارد كمحدِّد أساسي في سياسة الدولة على أكثر من صعيد. إن الجهود المبذولة والإنجازات المتحققة تثبت يوماً بعد آخر حكمةَ السياسة التي ينتهجها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وصوابيتَها ونجاعتَها في إدارة شؤون الدولة على الصعيدين الداخلي والخارجي، سعياً إلى تحقيق أهداف الخمسين عاماً الثانية بكل نجاح واقتدار. وهو ما تتطلبه المرحلة الحالية، بما يحيطها من معطيات وظروف إقليمية تطبعها مجموعة من الأحداث المتسارعة والمواقف المتغيرة، مما يستدعي الوقوف على أفضل السياسات العامة والرؤى الاستراتيجية التي تحقق الخير العميم وتضمنه للجميع، أي النموذج الإماراتي. د. عيسى العميري* *كاتب كويتي

بوتين يعود إلى «أرض الأجداد» للقاء ترامب.. لماذا ألاسكا؟
بوتين يعود إلى «أرض الأجداد» للقاء ترامب.. لماذا ألاسكا؟

العين الإخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • العين الإخبارية

بوتين يعود إلى «أرض الأجداد» للقاء ترامب.. لماذا ألاسكا؟

تم تحديثه السبت 2025/8/9 10:05 م بتوقيت أبوظبي في أقصى أطراف الكرة الأرضية، حيث تمتد الجبال الجليدية نحو الأفق وتتعانق مياه المحيطين الهادئ والمتجمد الشمالي، تستعد ولاية ألاسكا الأمريكية لأن تتحول فجأة من صفحة هادئة في الأطلس إلى العنوان الأبرز في نشرات الأخبار العالمية. هذه الأرض النائية، التي كانت يومًا ما قطعة من الإمبراطورية الروسية قبل أن تباع بثمن بخس للولايات المتحدة، ستصبح خلال أيام قليلة ملتقى رجلين طالما شغلا الساحة الدولية، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. والقمة المقرر عقدها يوم الجمعة المقبل، ستكون لقاء يجمع بين الرمزية الجغرافية والحسابات السياسية الدقيقة، ويبتعد عن الأجواء الأوروبية المزدحمة والضغوط الدبلوماسية، بحسب صحيفة "التايمز" البريطانية. وقد أثار إعلان ترامب عن اختيار ألاسكا – الولاية الواقعة في أقصى شمال غرب الولايات المتحدة والتي تفصلها عن روسيا مسافة لا تتجاوز ميلين عبر مضيق بيرينغ موجة من الترحيب المحلي، خاصة من حاكم الولاية الجمهوري مايك دانليفي. وأشاد دانليفي على منصة "إكس" بالولاية التي يعتبرها "أكثر المواقع استراتيجية في العالم"، مشيرًا إلى موقعها الفريد عند تقاطع أميركا الشمالية وآسيا، وإطلالتها المباشرة على القطب الشمالي والمحيط الهادئ، فضلًا عن دورها المحوري في الأمن القومي الأمريكي وقيادة شؤون الطاقة في المنطقة القطبية. ووفقا للصحيفة فإن الاختيار لم يكن مصادفة؛ فهو يمنح بوتين ميزة سياسية وقانونية واضحة، إذ يجنّبه خطر الاعتقال بموجب مذكرة المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرتها بحقه على خلفية الحرب في أوكرانيا، حيث لا تعترف الولايات المتحدة باختصاص هذه المحكمة. كما يحمل المكان بعدا تاريخيا عميقا، إذ كانت ألاسكا جزءا من الأراضي الروسية حتى عام 1867، عندما باعها القيصر ألكسندر الثاني للولايات المتحدة مقابل 7.2 مليون دولار، في صفقة وُصفت آنذاك بأنها "أكبر عملية بيع للأرض في التاريخ الحديث"، وكانت قيمتها تعادل نحو سنتين لكل فدان. منذ عقود، كان اختيار مواقع القمم بين قادة القوى العظمى يحمل رسائل سياسية مدروسة؛ فالقمة بين جون كينيدي ونيكيتا خروتشوف في فيينا عام 1961 جاءت بعد أزمة خليج الخنازير، بينما جمعت قمة جنيف عام 1985 رونالد ريغان بميخائيل غورباتشوف في لحظة مفصلية من الحرب الباردة. وكانت هناك لقاءات في أماكن غير تقليدية، مثل العاصمة الأيسلندية ريكيافيك عام 1986، ومالطا عام 1989، وحتى قلعة بردو في سلوفينيا عام 2001، حيث أثار الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن الجدل بقوله إنه "نظر في عيني بوتين ورأى روحه". أما العلاقات الشخصية بين ترامب وبوتين، فقد شهدت محطة بارزة في قمة هلسنكي عام 2018، حين واجه ترامب انتقادات حادة بعد ظهوره وكأنه يتبنى نفي بوتين لمزاعم الاستخبارات الأمريكية بشأن التدخل الروسي في الانتخابات. ومنذ ذلك الحين، التقى الزعيمان على هامش قمم دولية عدة، أبرزها قمة مجموعة العشرين في اليابان عام 2019، إضافة إلى اتصالات هاتفية متقطعة. ورغم موقع ألاسكا شبه المتساوي بين واشنطن وموسكو، لم تستضف أي قمة كبرى بين القوتين من قبل. والقمة الوحيدة المعروفية كانت عام 1984، عندما التقى الرئيس ريغان بالبابا يوحنا بولس الثاني في مطار فيربانكس أثناء توقف للتزود بالوقود، في العام ذاته الذي شهد إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين الولايات المتحدة والفاتيكان. ويحقق اختيار ألاسكا هذه المرة أهدافًا سياسية للطرفين؛ فترامب يفضل استضافة بوتين على أرض أمريكية لتأكيد مكانته كمضيف ومتحكم في أجندة اللقاء، فيما يرى الكرملين أن الموقع "منطقي تمامًا" بحكم الجغرافيا، وألمح إلى إمكانية عقد قمة مماثلة مستقبلًا في روسيا، ربما في موسكو أو في فلاديفوستوك، المدينة الساحلية القريبة من الحدود مع الصين وكوريا الشمالية. وقد احتفى الإعلام الروسي الرسمي بالقرار واعتبره "انتصارًا سياسيًا" لبوتين ورسالة تهميش للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي كان يأمل في حضور اجتماع ثلاثي. وقد سخرت صحيفة كومسومولسكايا برافدا من فكرة عقد القمة في أوروبا، مشيرة إلى أن القادة الأوروبيين كانوا سيحاصرون ترامب بطلباتهم بشأن أوكرانيا، بينما سيجد زيلينسكي سبيلا للتقرب منه في أروقة المؤتمرات. واختتمت الصحيفة بتأكيد أن روسيا لا تحمل أي مشاعر سلبية تجاه بيع ألاسكا قبل أكثر من 150 عاما، معتبرة أن الصفقة آنذاك كانت ضرورية لتجنب خطر استيلاء بريطانيا عليها من كندا. وأضافت أن اختيار ألاسكا اليوم لعقد المفاوضات قد يكون إشارة رمزية لأوكرانيا بأن النزاعات الإقليمية يمكن حلها بطرق سلمية وتجنب الأسوأ، تماما كما جرى بين موسكو وواشنطن في القرن التاسع عشر. aXA6IDgyLjIyLjI0OC4xMDUg جزيرة ام اند امز IE

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store